Ch58 | SJUTM
: “ ماذا قلت ؟ قلها مجدداً .”
لم يكن شي دوو يصدق أذنيه
: “ أي جزء تريد أن تسمعه ؟ أنني معجب بك؟
أنني أحبك؟
أنني وقعت في حبك سرًّا منذ الثانوية ، واحتفظت بهذا السر
طوال اثني عشر عامًا ؟”
وبينما شي دوو شاردًا ، استغل شين آنتو الفرصة ،
رفع رأسه وخطف قبلة سريعة
ولمّا لم يُبدِ شي دوو أي ردّة فعل ، سرق واحدة أخرى
بدأ شي دوو يحدّق فيه مطولًا ،
و عيناه العميقتان تلمعان كأنّ كل نجوم السماء تكسّرت
واختبأت في خرزة زجاجية صغيرة
وبعد لحظة ، قال:
“ شين آنتو نحن اثنان من الحمقى ”
نظر إليه شين آنتو بارتباك
فقال شي دوو :
“ حين قلت لك أنني معجب بك من أيام الثانوية ظننت أنني أكذب ، أليس كذلك ؟
وكم مرة قلت لك ‘أنا أحبك’، لكنك لم تصدق أيًّا منها، صحيح ؟
إذًا دعني أكررها
شين آنتو أنت أول حب في حياتي ،
وستكون حبّي الوحيد مدى الحياة .
أنا أعرف عن ماضيك أكثر مما تظن ،
ولم أحب فقط شين آنتو — أنا أحب أيضًا الجزء منك الذي يُدعى شين لين
منذ الثانوية كنت أعرف أنك مميز ….
لم أستطع التوقف عن مراقبتك ...
عندما جلست أمامي ، لم تكن المشكلة أنك حجبت عني السبورة ، بل لأن ملامحك كانت تشتتني ...
في الألبوم الذي أحضره شي وينشوان، كانت هناك صورة لك
وأنت ترسم، مأخوذة من الأعلى—تلك كانت صورة التقطتها لك خلسة
وعندما فُصلنا في صفوف مختلفة ولم أعد أراك كثيرًا ،
كنت كلما لمحْتك أردت أن أحتفظ بتلك اللحظة…”
وهذه المرة ، كان دور شين آنتو ليتفاجأ
دفع شي دوو وجلس ، ينحني إلى الأمام وعيناه معلّقتان به،
مثل كائن صغير يحاول فهم المشاعر البشرية
: “ لكن سامحني ، كنتُ أحمق حينها ...
لم أفهم لماذا كنت أتصرف بتلك الطريقة ،
ولم أدرك أنني أحبك فعلًا إلا بعد أن غادرتَ في السنة الأخيرة …..”
أمسك شي دوو يد شين آنتو بلطف ،
رفعها إلى شفتيه وقبّلها بنعومة حزينة :
“ لقد كنتُ أحبك سرًّا طوال هذا الوقت أيضًا شين آنتو ….
هذه ليست كذبة ….
من بين كل الأكاذيب التي قلتها لك، هذه هي الحقيقة الوحيدة
حين استيقظت في المستشفى وأخبرتك أنني حبيبك لم أفعل ذلك لأُهينك
لقد كنتُ أحلم بهذا اللقب لسنوات ، ولم أكن أظن يومًا أنه سيتحقق ...
ربما كنتُ متأخرًا عنك بعامين ، لكن ، شين آنتو ، أنا أيضًا
أحببتك منذ أيام الثانوية ….
هذا يعني أنني أحبك منذ عشر سنوات .”
: “ ههههههههه …”
لم يستطع شين آنتو التحمل أكثر ، و انفجر ضاحكًا وهو يغطي وجهه
بدأ الأمر بضحكة خافتة ، ثم تحوّل إلى ضحكٍ صاخب
كان شي دُوو محقًا—كلاهما كان أحمق
فبالرغم من أنهما اليوم يتحكمان بمصير الأسواق ويتسيّدان عالم المال ،
إلا أنهما قبل أكثر من عقد ، في ذلك الفصل الصغير ،
لم يكونا سوى مراهقين قلقين وعاجزين
لو أن أحدهما فقط بادر بخطوة صغيرة ، وقال “مرحبًا” وهو
يمرّ بجانب الآخر في طريق المدرسة، لربما تغيّر كل شيء
ربما كانا ذهبا إلى المدرسة سويًا ،
وخاضا امتحانات القبول الجامعي جنبًا إلى جنب
وحتى لو افترق بهما الطريق وسكنا مدينتين مختلفتين،
لَكانا التقيا مجددًا في المكان ذاته، في المنزل ذاته،
يدًا بيد من الفجر حتى الغروب
وفي النهاية ، لكانا استراحا في نفس الوعاء، وقُبرا جنبًا إلى جنب
لكن ذلك لم يحدث
لقد أضاعا عشر سنوات ،،،،
وتحمّلا من الألم ما لا يُطاق ..…
كل ذلك ، بلا سبب ...
الكلمات التي تفجّرت من قلبيهما كل ليلة ،
المغمّسة بالألم والعشق ،
لم تصل يومًا إلى مسامع من يتوق إليه الآخر
حتى حين كانا يتلاقيان وجهًا لوجه ، وينظر أحدهما في عيني الآخر،
لم يشعر كلٌّ منهما سوى بوخز البرود — غير قادرين على
رؤية الحبّ المشتعل المدفون تحت أقنعتهما
قال شين آنتو مبتسمًا ، دون أن يدرك أن وجهه غارق بالدموع …. :
“ لا بأس يا شي دوو ،،،، الأمر لا يهمّ الآن ….
انظر، ألسنا معًا في النهاية؟
توجد مقولة بالإنجليزية : ‘All’s well that ends well’—كيف تُقال بالصينية مجددًا ؟
لا يهم… لا يهم، كل شيء بخير الآن ”
مسح شي دوو دموع آنتو بظهر كفّه ،
فأمسك شين آنتو بيده وألصق خده بكفه ،
كما لو كان متعبدًا يلتجئ إلى معبوده
: “ شي دوو … حياتي كلها لم تكن حافلة بالحظ ...
هذه اللحظة هي الاستثناء الوحيد ...
أنا ممتنّ لتحطم الطائرة ، ممتنّ لأنها أوصلتك إليّ…”
وجد شي دوو نفسه عاجزًا عن النطق ،
وكأن حباله الصوتية قد تبخرت في الهواء
لم يكن بوسعه سوى أن يحتضن شين آنتو بقوة ،
بينما آلام الجرح في فخذه تذكّره بمرارة أن كل هذا… حقيقي
: “ لأن ذلك الحادث هو ما أوصلك إليّ،
لم أعد أكترث لمن عبث بطائرتي ...
لكنهم تجرأوا على إيذائك .”
فجأة — ، تغيرت نبرة شين آنتو ، وامتلأ صوته بالبرود ،
وانمحت من قسماته ملامح ' شين آنتو ' ليحلّ محلها ' شين لين '
أدرك شي دوو حينها أن قصة شين آنتو لم تنتهِ بعد
بل في الواقع، لم تصل بعد إلى الجزء الأهم، الجزء الذي يعنيه أكثر من غيره
فسأله: “ وماذا حدث بعد ذلك ؟
لماذا غادرت فجأة إلى الخارج ؟”
توقف شين آنتو للحظة قبل أن يتابع :
“ في البداية ، ظننت أن شين كايفينغ—رغم كل ما فيه من
سوء—قد ساعدني حين لم يكن لي أحد .
بما أنه يحتاج إلى ابن ، فقد ظننت أنه يمكنني أن أؤدي ذلك الدور .
لكنني أدركت لاحقًا أن الأمر لم يكن بهذه البساطة — كنت
مجرد شين يي شينغ آخر .”
لاحقًا، تعقّب شين آنتو رجل الأعمال الثري الذي كان على
وشك الزواج من شين ليجون، وربط خيوط الحقيقة
في ذلك الوقت —— ، كان شين كايفينغ قد تواصل مع شين ليجون،
وعرض عليها مبلغًا ضخمًا من المال مقابل أن تسمح بعودة
شين آنتو إليه بصفته ابنه
كان المبلغ كافيًا ليكفل حياة مترفة لأي إنسان عادي
لكن لأول مرة …. وضعت شين ليجون المال في المرتبة الثانية
كانت تعرف تمامًا نوع الرجل الذي هو عليه شين كايفينغ،
ورفضت أن تترك شين آنتو يعود إليه
و خوفًا من انتقامه ، لجأت إلى خطيبها ، ترجّته أن يحمي ابنها
لكنها لم تكن تعلم أن المال الذي رفضته كان قد وصل بالفعل إلى يدي خطيبها ——-
وفي تلك الليلة —— ، سمعت صدفة خطيبها وهو يتحدث
بالهاتف مع شين كايفينغ، يوافق على تسليم شين آنتو… في نفس الليلة ——-
ولم يكن أمام شين ليجون أي خيار آخر، فهربت بشين آنتو.
قالت له: “ حبيبي لقد أبليت بلاءً حسناً في امتحان القبول.
أمك ستأخذك في رحلة ”
كان شين آنتو غافلًا تمامًا
ركب السيارة مع والدته ،
يلعب بهاتفه بسعادة ويساعدها في التخطيط للطريق نحو التبت …. ثم—
: “ لم يكن حادث ... التحطم دبره شين كايفينغ …
قالوا لي إن أمي كانت في حالة حرجة وتوفيت رغم محاولات الإنعاش .
لكن ذلك لم يكن صحيحًا ….
كانت لا تزال على قيد الحياة حينها، وكان من الممكن إنقاذها ...
شين كايفينغ هو من منع إنقاذها
لم يسمحوا لها حتى ببلوغ غرفة العمليات ….
خمّن كيف عرفت ؟
قبل 102 يومًا من امتحان القبول الجامعي ، كنت أقرأ في
غرفتي، وسمعت خادمتين تتحدثان في الحديقة تحت نافذتي.
كانتا تصفان الحادث بتفاصيل مروعة، قالتا إن أمي كانت
مستلقية على سرير المستشفى، غارقة في دمائها، ولم تنعم
بالراحة حتى بعد موتها. تحدثتا وكأنهما رأتا الأمر
بأعينهما…”
كان شين آنتو مستلقيًا بهدوء بين ذراعي شي دوو ،
وصوته خافت خالٍ من المشاعو ، كما لو كان يروي قصة لا تخصه
شدّ شي دوو على يده بقوة : “ لقد فعلوها عمدًا ...
لا بد أن هناك من كان يحرك الخيوط من خلف الستار "
أجاب شين آنتو ببساطة : “ أعلم .”
بالطبع كان يعلم …. لم يتبقَى سوى مئة يوم حاسم قبل
امتحان القبول الجامعي
فقط في اليوم السابق كان قد حصل على العلامة الكاملة في
اختبار الرياضيات الشهري
وفي الاختبار التجريبي القادم ، كان سيظل الطالب الأول في
المسار الأدبي بمدينة Z بمستقبل مشرق كهذا ، كيف لا
يفهم ما كان يدور في أذهان أولئك الناس؟
لكن لم يكن بوسعه التراجع — لم يستطع أن يمنع نفسه
في تلك اللحظة ، وكأن رؤيته اصبحت مشوشة وارتبكت
أفكاره كما لو أن جهاز أصابه فيروس،
تتنقل بشكل محموم بين ابتسامة شين ليجون الدافئة وهي تمدحه ،
وهيئة شين يي شينغ الممزقة والعنيدة وهو يهرب ،
بينما همسات الخدم وضحكاتهم الساخرة تتردد في الخلفية
: “ في اليوم التالي ، اشتريت سكين ، وأخفيته في جيبي،
وذهبت إلى مكتب شين كايفينغ "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق