القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch6 | TMCTM

 Ch6 | TMCTM



الحصة الأخيرة في فترة الصباح بعد درس اللغة الإنجليزية هي حصة الرياضة 

وما إن خرجت بالكعب العالي المعلمة بي آوشوي من الصف ، 

حتى تحوّل الصفّ بأكمله إلى سجن أُفرج عن نزلائه للتو


وانطلق “السجناء” من مختلف “معسكرات الأشغال 

الشاقة” يركضون ويتنقّلون هنا وهناك


المواطن المتحمّس بي تشنغفي لا يزال يفكّر في ' ملفوف الكرنب الصغيرة ' 

التي تجمّد في المقعد الخلفي أثناء الحصة ،

فاندفع بخطى واسعة نحو ذراع تاو شي وقال بحماس :


“ هيا، إلى حصة الرياضة! 

تلك هي الأرض التي يتألّق فيها هذا البطل من اللجنة الرياضية !!!”


كاد تاو شي أن يُسحب سحبًا على يد بي تشنغفي، 

فتمتم شبه عاجز عن الرد:

“ لست بذلك الضعف !”


لكن بي تشنغفي حاصر كتف تاو شي بذراعه وسحبه إلى خارج الصف


وبينما تاو شي يُدفع إلى الخارج، 

سمع صوت يانغ داولي السعيد ينادي من خلفه :


“ تشينهي -غا هل ستلعب الريشة الطائرة معي لاحقًا ؟”


لكنه لم يسمع ما إذا أجابه لين تشينهي


ومع ذلك، من المستبعد أن يقتصر ردّه على كلمة واحدة فقط


فهو من أجل ذلك الشخص، خصّص له مقعدًا بجانبه، وكتب له الملاحظات بعناية،

ملاحظات لم يسمح حتى الآن لأحد باستعارتها


شدّ تاو شي على قبضته، وابتسم ابتسامة باهتة


كان بي تشنغفي يراقبه، 

وشعر أن الكرنبة لم تتجمّد فقط، 

بل تحوّلت إلى كرنبة مُخمّرة بالحموضة


دحرج بي تشنغفي عينيه، وواصل نزوله على الدرج بذراعه حول كتف تاو شي،

ثم غطّى فمه وهمس له:


“هل أنت متضايق لأن لين شيوشين لم يُعِرْكَ ملاحظاته وأعارها ليانغ داولي ؟”


{ … اللعنة ، لقد أصاب الوتر الحسّاس! }

فكر تاو شي وهو يزداد ضيقًا أن هذا الأحمق الكبير يتصرّف كفتاة فضولية 

قال بنبرة بلا ابتسامة:

“ سواء أعاره أو لم يعِره ، هذا لا يهم… أنا فقط منزعج .”


شعر بي تشنغفي أن صورة الطالب الجديد انهارت فجأة،

لكن ما أحبطه أكثر هو أن الحوار لم يسر كما توقّعه،

فقرّر أن يتولّى دفة “الثرثرة” بنفسه، وقال:

“أنت لا تعلم، العلاقة بين لين شيوشين ويانغ داولي 

ليست علاقة عاديّة .”


توقّف تاو شي لثانية


تابع بي تشنغفي بعد سعال خفيف:

“حسب ما أعلم، فإن والدة يانغ داولي ووالدة لين شيوشين كانتا صديقتين منذ الطفولة، 

تربّتا معًا في حيٍّ واحد، 

وكانت علاقتهما أقرب من الأخوات. 

للأسف، توفيت والدة يانغ داولي بعد ولادته، 

ومنذ ذلك الحين، أصبحت والدة لين شيوشين تعتبره كابن لها. 

كبر الاثنان معًا، وبمعنى آخر، 

علاقة لين ويانغ أشبه بعلاقة أخوين غير شقيقين، 

أو كما كان يُقال في القدم: 'ربيبا الطفولة ' ”


كان بي تشنغفي زميلًا لـ لين تشينهي منذ المرحلة الإعدادية ،

ويعلم كم من قلوب الفتيات الصغيرة تحطّمت بسبب برودة شخصية لين تشينهي ،

ولحسن الحظ، كان يانغ داولي ليس فتاة ،

وإلا لكان قد مات غيرة منذ زمن بعيد ،


أما تاو شي، فكان فتًى، ومع ذلك بدا عليه الحزن،

وقد عجز بي تشنغفي عن فهمه تمامًا


{ ربما لأن شخصية تاو شي شديدة الحساسية ،

ودخوله إلى بيئة غريبة جعله هشًّا بطبعه أكثر من اللازم ؟ }


عندما فكّر بالأمر من هذا الجانب، 

شعر بي تشنغفي بالشفقة والمودّة تجاه زميله الجديد الهشّ،

فحاول مواساته قائلاً:

“ عدا يانغ داولي لين شيوشين بارد مع الجميع

فلا داعي لأن تأخذ الأمر على محمل شخصي. 

هو بالتأكيد لم يتعمّد تجاهلك .”


أخذ تاو شي نفسًا عميقًا، ولم يستطع حتى الرد بكلمات مجاملة


{ كيف لي ألّا أُبالي ؟ }


حين كان في أكثر لحظات حياته بؤساً ، 

وكان قد قرّر في قرارة نفسه أن يخضع لرغبة قوه بينغ 

ويقضي حياته في خليج تاوشي،

كان لين تشينهي هو من جعله يرى النور


تمامًا كما لو أن شخصًا نشأ في قاع بئر ،

ثم رأى القمر يظهر ذات يوم من فوهة ذلك البئر الضيقة ،

فشق طريقه صعودًا بكل قوّته ، باحثًا عن النور ——


قال لنفسه وقتها :

“ حتى وإن كان قدري مدفونًا في الوحل ،

سأجعل من نفسي شخصًا جديرًا بأن يرقى إلى السماء ،

وأُصبح نجمًا يُرافق القمر ”


ذلك الهوس الحالم ، كإيمان المتعبّدين ،

هو ما منحه القوّة ليتسلّق جدران البئر ،

ويخترق الجبال ، ويعدو نحو السماء


لكن حين وصل أخيرًا ، اكتشف أن نجمًا آخر

قد احتلّ بالفعل مكانه بجانب القمر


{ المكان الذي كان من المفترض أن يكون لي


فكيف لي أن يرضى ؟ }



لاحظ بي تشنغفي أن محاولته للتعزية لم تجدِ نفعًا،

بل بدا أن حال تاو شي ازداد سوءًا


فاستسلم للأمر ، 

وفكّر { ربما أستطيع تحسين مزاجه في حصة الرياضة ،

سأدعوه لمشاهدتي وأنا ألعب كرة السلة

ففتيات الصفّ كثيرًا ما قلن إن مشاهدتي وأنا ألعب

تُدخل السعادة إلى القلب ! و الراحة !  }


معلّم الرياضة رجلًا في الثلاثين من عمره يُدعى لياو يونغ،

ومتساهلًا في الدروس؛ 

يطلب منهم أن يركضوا لفتين ويؤدّوا بعض التمارين،

ثم يترك لهم الحريّة ليمارسوا ما يشاؤون


وكان بي تشنغفي ينتظر هذه اللحظة بالذات،

فبدأ يصرخ هنا وهناك يدعو زملاءه للعب كرة السلة


لكن معظم فتيان الصف الأول كانوا مدلّلين ومتقاعسين،

جالسين على المقاعد كالفتيات، يقضمون المثلجات ويتحادثون


وفي المقابل، كانت الفتيات أكثر حيوية،

يستمتعن بلعب الكرة الطائرة والريشة الطائرة


عندها أدرك تاو شي لماذا أصبح بي تشنغفي عضو اللجنة الرياضية —

فلديه على الأقل شغف حقيقي بالرياضة


رئيس الصف لي شياويوان كان شابًا لطيفًا،

ولما رأى حال بي تشنغفي البائس، قال بعطف:


“ دعني أشاركك ما رأيك ؟”


نظر تاو شي إلى لي شياويوان،

كان الفتى قصير القامة، ملامحه رقيقة،

عيناه مستديرتان وفيهما لمحة من البلادة،

ولا يبدو أبدًا أن له علاقة بكرة السلة


لكن بي تشنغفي تهلّل وجهه كأنما استأجر راهبًا جبارًا من 

روايات الفنون القتالية،

وهتف شاكرًا رئيس الصف:

“شكرًا لك يا الزميل يوان شين !” 

( الإله = شين / الإله يوان )


ابتسم لي شياويوان بخجل، 

ثم التفت إلى تاو شي وقال بلطف:

“ زميلي تاو لم لا تأتي وتلعب معنا ؟”


كان تاو شي على وشك أن يوافق،

ويُجامل رئيس الصف،

فهو لم يلعب منذ فترة، وشعر ببعض الحنين إلى ذلك


لكن فجأة، لوّح بي تشنغفي بيده نحو لي شياويوان،

وهمس له بخبث :

“زميلي في المقعد الخلفي ضعيف، بالكاد يعتني بنفسه،

دعه يجلس ويشاهدنا ونحن نلعب،

حتى لا يُرهق جسده أو ينكسر قلبه .”


”…!”


{ اللعنة تلعنك ! 

جدّتك هي التي لا تستطيع الاعتناء بنفسها ! }


نظر لي شياويوان مرة أخرى إلى تاو شي، 

ورأى أن هذا الطالب الجديد طويل القامة، 

لكن بشرته بيضاء، وبنيته نحيلة، وملامحه جميلة، 

فلم يبدُ عليه أنه يصلح للعب كرة السلة


بل قد يكون الأمر سيئًا لو جعله يشعر بالنقص من هذه الناحية


فأومأ برأسه موافقًا وقال:

“ زميلنا تاو فقط شاهدنا ونحن نلعب من الجانب. 

انتبه ألا تصطدم بكرة السلة .”


أجابه تاو شي بابتسامة جافة:

“ شكرًا على التنبيه .”


ثم بدأ بي تشنغفي يتوسل لهذا وذاك، 

حتى استمال اثنين من الطلاب يُدعيان يوان هاو وتساو 

شوان، وأخيرًا جرّ تاو شي إلى ملعب كرة السلة


لكن ما إن وصلوا حتى صادف أن التقى صفهم ( الصف الأول) مع الصف الثاني الذي سبقهم إلى الملعب الوحيد الفارغ


كان طلاب الصف الثاني يشعرون دائمًا بالضيق من أن 

الصف الأول يتفوق عليهم، 

ومن الواضح أنهم كانوا ممتلئين بالاستياء، 

وخصوصًا أولئك الذين تم تخفيضهم من الصف الأول، 

مثل رفيق السكن ' شو تسيتشي ' 

وما إن رأى بي تشنغفي حتى كان الأمر كأن شرارة وقعت في 

برميل زيت، فتطايرت منها الشرر في كل اتجاه


قال مسؤول النشاط الرياضي في الصف الثاني، واسمه قاو مادا بنبرة متحدية :

“ ما رأيكم أن نلعب مباراة بين الصفين ؟”


نظر شو تسيتشي إلى بي تشنغفي، 

ثم رمق تاو شي الجالس على الجدار المجاور يتفرّج ، 

وقال بنبرة خبيثة :

“ أنتم لا تملكون حتى عددًا كافيًا من اللاعبين ، أليس من الظلم اللعب ضدكم ؟”


قفز بي تشنغفي فجأة كما لو أن أحدهم داس على ذيله:

“ نلعب! نلعب! من يخاف من مَن؟! 

انتظروني، أعطوني خمس دقائق، سأجلب المزيد من اللاعبين !”


لكن ما إن بدأ يبحث، حتى بدأ الحماس يخفت، 

وتراجع كثير من الأولاد حين رأوه قادمًا، 

بل إن بعضهم أخفى وجهه وقال:

“ لا تأتي عندي ، لا أريد أن أتعرّق .”


يا إلهي، هل سمعتم ما قاله؟!


نظر تاو شي باتجاه يانغ داولي —- الذي كان يجلس على 

المقعد القريب، 

وكان في الحقيقة يراقب لين تشينهي بهدوء منذ البداية


خلال وقت النشاط الحر السابق ، 

أخذ يانغ داولي لين تشينهي إلى المتجر القريب واشترى 

لهما اثنين من المثلجات، 

فجلسا يأكلانها معًا، قطعة بقطعة


كان لين تشينهي جالسًا إلى جانبه، يلعب بهاتفه ، 

على الأرجح كان يلعب لعبته المعتادة ( شياوشياو )


ابتسم تاو شي ابتسامة صامتة ، 

وأنزل رموشه ليُخفي الكآبة في عينيه ، 

ثم التفت إلى بي تشنغفي العاجز عن إيجاد لاعبين، وقال له:

“ لما لا تطلب من لين تشينهي أن ينضم إليكم ؟”


تجمّد بي تشنغفي لثانية ، وعلى وجهه ظهرت علامات 

الذهول، ثم هز رأسه وقال:

“ لين شيوشين لن يوافق "


عبس تاو شي بحاجبيه وسأله:

“ ألا يعرف لعب كرة السلة ؟”


هز بي تشنغفي رأسه بقوة كأنه طبلة :

“ لين شيوشين عضو في فريق كرة السلة المدرسي! 

لو لم يكن يعرف اللعب، فلن يعرف أحد في المدرسة بأكملها ! 

لكنّه ببساطة لن يوافق على اللعب معنا .”


أما عن السبب، فلم يذكره


نظر تاو شي إلى يانغ داولي وهو ينهي المثلجات ويُمسك بمضرب الريشة ، 

ثم استمر في حث بي تشنغفي:

“ وكيف تعرف إن لم تحاول ؟ 

فقط قل له: طالما يلعب معك للفوز في هذه المباراة ، 

ستقلل من إزعاجك له ومشاجرتك معه مستقبلاً ~ .”


صُدم بي تشنغفي، ونظر إلى تاو شي بنظرة غريبة، وقال بدهشة:

“ كيف عرفتَ أنه يظن أنني مزعج ؟”


“…”

{ الجميع يظن أنك مزعج }


تردد بي تشنغفي لثانيتين، 

لكنه رأى شو تسيتشي يرمقه مجددًا بتلك النظرة الكريهة 

وكأن عينه عين كلب، فانفجر غضبًا، 

وزالت كل تردداته، 

فرفع ساقه واندفع نحو الاثنين اللذين كانا يستعدان للعب الريشة


وقف تاو شي تحت ظل شجرة ، يراقب المشهد بصمت


كان بي تشنغفي يتحدث بحماس ، 

مستخدمًا يديه وقدميه وكأنّه يمثل ، 

بينما بقي لين تشينهي باردًا لا يبالي


شعر تاو شي أن بي تشنغفي لا يملك أي فرصة لإرضاء هذا الشخص


لكن في تلك اللحظة، التفت لين تشينهي فجأة ونظر إليه


تفاجأ تاو شي، ولم يستوعب ما حدث، 

حتى اختفت تلك النظرة الباردة 


وبعد قليل، عاد بي تشنغفي وهو يركض بسعادة، 

بينما نهض لين تشينهي وقال شيئًا بصوت منخفض ليانغ داولي


عانق بي تشنغفي كتف تاو شي وقال بحماس:

“ طريقتك فعّالة جدًا ! لقد وافق !”


أن يلعب كرة السلة مقابل أن يغلق فمه لاحقًا… 

لم يكن ذلك أمرًا يجرح كرامته 


سأله تاو شي بصوت منخفض:

“ كيف أخبرته ؟”

كان يشك كثيرًا أن هذا الأحمق قد باعه 


فرد بي تشنغفي بكل فخر:

“ قلت له إنك قلت لي أن أقول له: طالما يلعب معي هذه 

المباراة، فلن أزعجه بعد الآن .”


“…”


{ اللعنة عليك يا الأحمق ، هل يُعقل أن تُطبّق مفهوم دمية 

الماتريوشكا على الأكاذيب أيضًا ؟ }


لو لم يكن لين تشينهي قد بدأ في السير بالفعل ، 

لكان تاو شي هزّ رأس بي تشنغفي بقوة ، 

فقط ليعرف كم كمية الماء التي بداخله


أمسك بي تشنغفي بتاو شي كدجاجة عجوز تمسك بفرخها، 

ورحب بلين تشينهي وكأنه كلبٌ وفيّ


وعندما وصلوا إلى الملعب، نظر بفخر إلى فريق الصف الثاني، 

مُجسّدًا بأدائه ما يُعرف بـ ' نمر من ورق '


نجح فريق الصف الأول أخيرًا في جمع خمسة لاعبين، 

بينما كان لدى الصف الثاني خمسة أساسيين وخمسة احتياط


ومع ذلك، ما إن ظهر لين تشينهي حتى تغيرت الأجواء بالكامل ، 

وخمدت الغطرسة المتبادلة فجأة


الفتيات من الصفين، بل ومن صفوف أخرى كانوا في درس الرياضة، 

قد توافدن بسرعة بعدما سمعن أن لين تشينهي سيشارك


بعضهن وضعن أحمر الشفاه، 

وبعضهن جلبن وجبات خفيفة وبدأن في الثرثرة، 

فغدا المكان يعجّ بالحركة والصخب


لم يكن طلاب الصف الثاني يتوقعون أن يأتي لين تشينهي


فالجميع يعلم أن هذا الشخص لا يكلّف نفسه عناء اللعب مع زملائه أصلًا


تبادلوا النظرات فيما بينهم، وكلٌّ منهم يرغب في التراجع، 

لكن بما أن مسؤول النشاط هو من بدأ الكلام، 

لم يكن أمامهم إلا أن يغمزوا له بإشارات خفية، لعلّه يتدارك الموقف


فحاول مسؤول النشاط في الصف الثاني أن يحفظ ماء وجهه، 

لا سيما أن حبيبته كانت تراقب المشهد، فقال بصوت مرتفع يُخفي إحراجه:

“ بي تشنغفي، نحن فقط أردنا أن نلعب مباراة ودّية ، 

وأنت تذهب وتستعين بإله فريق المدرسة ؟! 

أليس هذا تجاوزًا ؟”


باستثناء لين تشينهي الذي كان يملك بعض الفراغ ليعتبر 

لعب كرة السلة مجرد هواية، 

فإن معظم أعضاء فريق المدرسة كانوا من الطلاب ذوي 

المهارات الرياضية الخاصة، 

الذين يعتمدون على هذه الوجبة من الأرز — أي الرياضة — 

كوسيلة للنجاح في امتحان القبول الجامعي


حتى وإن كانوا من الصف الثاني ، فهم من ضمن المئة 

الأوائل الذين يعتمدون على درجاتهم


فكيف لهم أن يقارنوا بأعضاء فريق المدرسة ؟


وقبل أن يتمكن بي تشنغفي من الرد ، 

ضحك لين تشينهي بخفة ، ثم قال بصوته العميق:

“ أي قانون يقول إن أعضاء فريق المدرسة لا يمكنهم اللعب هنا ؟”



سارع مسؤول النشاط في الصف الثاني إلى الابتسام وقال:

“ لا، لا، بالطبع لا.”

ثم ربت على كتف شو تسيتشي، الذي لم ينطق بكلمة 

واحدة منذ حضور لين تشينهي 

وتظاهر بأنه يمازحه وقال:

“ يا شو لا تُخفف قبضتك فقط لأنك كنت من الصف الأول، ها؟”


كان واضحًا أنه يحاول حفظ ماء وجههم عبر إلصاق الأمل بشو تسيتشي


كان وجه شو تسيتشي معقدًا ، لكنه ظل صامتًا ولم ينبس ببنت شفة


أما تاو شي، فقد جُرَّ إلى هنا جَرًّا من قبل بي تشنغفي، 

وعندما أراد التراجع قبل بدء المباراة، استدار لين تشينهي

فجأة وأعطاه هاتفه


“؟”

تاو شي لم يفهم، وحدّق في لين تشينهي بدهشة


نظر إليه لين تشينهي من أعلى، وجبهته تنقبض قليلًا، 

وحاجباه الجميلان عابسان ، وصوته بدا فيه شيء من الضجر :

“ ألم تكن أنت من طلب مني أن أشارك ؟ 

ألا يمكنك على الأقل حمل هاتفي ؟”


“…آه.”


مدّ تاو شي يده متأخرًا ، وأخذ الهاتف من يد لين تشينهي


ثم غادر الملعب وهو يحمل الهاتف بلا أي تعبير على وجهه، 

لكنه شعر أن كل تركيزه بات منصبًّا على يده


{ لقد لمست يد لين تشينهي قبل قليل !!! ، 

وكانت حرارتها أعلى قليلًا من حرارة يدي }


سار تاو شي إلى طرف الملعب في منطقة يقل فيها الزحام، 

ليشاهد المباراة من هناك


وكانت الفتيات من الصفين قد بدأن يتحولن إلى مشجعات بشكل تلقائي، 

وكن يرددن الهتافات بصوت أعلى من بعضهن البعض


ومن أجل ضمان النزاهة ، تمّت دعوة طلاب من الصف 

الثامن ليكونوا حكّام المباراة


وكان لاعب القفز من الصف الثاني هو شو تسيتشي، 

بينما مثّل الصف الأول، كما هو متوقع، أطول وأقوى لاعب لديهم: لين تشينهي


وبمجرد بدء المباراة، فاز لين تشينهي بحق الهجوم بسهولة ودون مفاجآت


وبعد تمريرة منسجمة تمامًا مع لي شياويوان، 

سجّل أول نقطتين بسرعة البرق، 

مما رفع من معنويات الصف الأول فورًا


وما إن بدأت جين جينغ وبقية الفتيات يصرخن حتى 

انضمت إليهن فتيات الصف الثاني، وهتفن جميعًا باسم لين تشينهي


كان تاو شي قد عرف أن لين تشينهي عضو في فريق المدرسة، لذا لم يُفاجأ بأدائه


في الواقع، أن يشارك في هذه المباراة ضد “حثالة” الصف 

الثاني أشبه ما يكون باستخدام مطرقة ثقيلة لتحطيم بيضة


وما لم يفاجئه أيضًا هو أن بي تشنغفي، رغم أن جسمه 

طويل وضخم، كان تنسيقه بين يديه وقدميه سيئًا جدًا


على أرض الملعب، بدا وكأنه حمار بري يركض دون هدف، 

لا فائدة منه سوى إضحاك الجمهور


لكن ما أدهشه هو لي شياويوان ——- 

هذا الفتى النحيف والرقيق بدا شخصًا آخر تمامًا على أرض الملعب


لقد عوّضت قفزاته المذهلة عن قصر قامته ، 

وكان تعاونه مع لين تشينهي متناغمًا للغاية


لو لم يكن لاعبو الصف الثاني بهذا المستوى السيء، 

ومع وجود لين تشينهي ولي شياويوان، 

لتخيل تاو شي مدى الهزيمة الساحقة التي كان سيُمنى بها بي تشنغفي


كان تاو شي يتابع لين تشينهي وهو يحلل مجريات المباراة في ذهنه، 

حين سمع فجأة صوتًا إلى جانبه يقول:


“ الطالب تاو شي … هل معك هاتف تشينهي-غا ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. كل ما شوية جالسة اتخيل انو بيكون في شيء اسوأ بيسير لتاو شي معلش انعدام الثقة في الكاتبة من البداية 😬

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي