Ch7 | TMCTM
استدار تاو شي فجأة، فرأى يانغ داولي واقفًا بجانبه بالفعل،
وفي يده زجاجة ماء معدني
كان تاو مندمجًا في مشاهدة المباراة إلى درجة أنه لم ينتبه لوصوله
زم شفتيه لا إراديًّا،
وقبض على الهاتف في يده بشيء من التوتر،
ولم يستطع إخفاء لمحة من العداء في عينيه
لكن يانغ داولي لم يبدُ وكأنه لاحظ شيئًا،
بل رمش بعينيه وقال بلطف:
“ أعطني الهاتف، سأحتفظ به وأعطيه له بعد نهاية المباراة .”
كانت ردة فعل تاو شي الأولى أن يرفض
لكنه لم يجد سببًا وجيهًا لذلك
شعر للحظة بأنه يتصرف كطفل
كل ما في الأمر أنه كان يحمل هاتف لين تشينهي ،
لكنه شعر وكأن أحدًا انتزع منه قطعة حلوى من يد طفل صغير
وفي النهاية، سلّم الهاتف ليانغ داولي على مضض
أخذه يانغ داولي، ونقر على الشاشة ليتفقد الوقت،
ثم وضعه في جيبه،
وهو يتابع المباراة الحماسية ويحادث تاو شي بألفة:
“ آوه تاو شي، هل تلعب كرة السلة ؟”
صمت تاو شي للحظة ، ثم أجاب:
“ قليلًا .”
أومأ يانغ داولي برأسه، وتنهد بخفة، ثم عبس أنفه وقال:
“ أنا أحسدك . أنا أيضًا أريد أن ألعب ، لكن صحتي لا تساعدني .
مرة في المرحلة الإعدادية لعبت كرة سلة ، وأصبت
باسترواح في الصدر واضطريت للخضوع لعملية .
كانت مؤلمة جدًا .”
وبمجرد أن أنهى كلامه ، سجّل لين تشينهي ثلاثية جديدة،
فاشتعل حماس الجمهور
هتف يانغ داولي بسعادة:
“ تشينهي-غاا مذهل فعلًا !”
شعر تاو شي بالضيق
الاستماع إلى يانغ داولي كان مزعجًا أكثر بمئة مرة من
الاستماع إلى العمة تشو
رغم أنه لم يقل شيئًا مستفزًا،
إلا أن تاو شي شعر وكأن الهواء ينفذ من رئتيه
حدّق بثبات في لين تشينهي وهو يراوغ الكرة على أرض الملعب،
وقبض يده الخالية بشدة محاولًا كبح الغليان الذي يغلي في صدره
كان شو تسيتشي يشعر بالضيق أيضًا
بي تشنغفي لا يجيد اللعب،
وفوق ذلك سريع الغضب
كان يدور بعينيه ويقطّب حاجبيه غضبًا
وأخيرًا، استطاع فريق الصف الثاني انتزاع الكرة،
فمرّروها بسرعة إلى شو تسيتشي الذي كان على مقربة
صُدم شو تسيتشي، لكنه التقط الكرة،
وهمّ بتسديدها مباشرةً — إلا أن لي شياويوان ظهر فجأة في
طريقه، فخاف أن يستولي هذا الفتى المخيف على الكرة
مجددًا، فسارع إلى رمي الكرة نحو حلقة الخصم،
رغم أنه كان لا يزال على بُعد خطوة من خط الثلاث نقاط
لكن المسار كان منحرفًا بوضوح،
إذ انطلقت الكرة مباشرةً نحو الشخص الواقف بجانب السلة
في اللحظة التي أطلق فيها شو تسيتشي الكرة ،
عرف تاو شي أنها ستتجه نحوه لا محالة ——-
كان يستطيع أن يتراجع بسرعة ،
بل ويمكنه حتى سحب يانغ داولي معه —-
لكنه رأى نظرة لين تشينهي — كانت موجهة نحو يانغ داولي،
وبدا فيها بعض القلق
ثم ارتطم الصوت المكتوم ، وصرخت الفتيات في الملعب بلا إرادة
أصابته كرة السلة في رأسه — في جبهته اليمنى تحديدًا —
فحجبت يانغ داولي عنه بالكامل
ورغم أنه رفع ذراعه بشكل لا إرادي ليحمي نفسه،
إلا أن الكرة أصابته مع ذلك
ضُرب تاو شي بكرة السلة ، فمدّ يده ولمس موضع الإصابة من خلال غرة شعره
كانت تلسع قليلًا ، لكن ملامح وجهه لم تتغير
صاح بي تشنغفي غاضبًا من بعيد :
“ اللعنة شو تسيتشي!
هل فعلتها عن قصد أيها اللعين ؟!”
ثم سأل بصوت مرتفع: “ شياو شي أنت بخير ؟”
أنزل تاو شي يده، ورفع عينيه نحو لين تشينهي
كان لين تشينهي يحدّق فيه بحاجبين معقودين،
لكن نظرته لم تكن كالنظرة القلقة التي ألقى بها على يانغ
داولي قبل قليل، بل كانت أبرد من أي وقت مضى
هزّ تاو شي رأسه نحو بي تشنغفي، وابتسم بخفة:
“ أنا بخير "
شعر فجأة بالضيق… وبشيء من الحقارة
يانغ داولي، الذي كان قد فزع للتو، استعاد رباطة جأشه،
وربّت على صدره بخوف
همّ أن يقول شيئًا لتاو شي،
لكن الأخير كان قد استدار بالفعل ليلتقط كرة السلة التي سقطت على الأرض
كان بي تشنغفي يغلي غضبًا،
يرمق شو تسيتشي بعينين تقدحان شررًا،
ويصرخ معلنًا رغبته في الانتقام لتاو شي واستكمال القتال
ضد الصف الثاني
لكن يوان هاو، أحد زملائه في الفريق، قال له بوجه شاحب:
“ مسؤول الرياضة، التوى كاحلي أثناء الجري…
أظن أنني لا أستطيع اللعب بعد الآن .”
تقدم بي تشنغفي ليتفقد كاحل يوان هاو
لكنه لم يرَى أي تورم، ومع ذلك قال:
“ اذهب إلى العيادة لتفقد الأمر .
سأبحث عن بديل لمواصلة اللعب .”
فركض يوان هاو مبتعدًا بأقصى سرعته
لكن… من أين يأتي بالبديل؟
رفع بي تشنغفي عينيه نحو رفاقه من الصف الأول،
فوجدهم يقفون وسط الفتيات يتابعون المباراة،
وما إن التقت أعينهم بعينه حتى أداروا رؤوسهم نحو السماء
والأشجار، كأنهم لم يروه أصلًا
{ اللعنة… ما هذا الوضع ؟! }
اقترب تاو شي من بي تشنغفي حاملاً الكرة ، وقال بهدوء:
“ سأشارك بدلًا عنه "
صُدم بي تشنغفي،
وأمسك بكتفيه بكلتا يديه، وفي عينيه امتنان صادق:
“ شياو شي، شكرًا لأنك وقفت إلى جانبي، لكنني حقًا لا
أحتمل أن أراك تُصاب .”
“…”
{ اللعنة تلعنك يا أحمق … } تاو شي شعر أن قشعريرة
تسري في جسده من كلامه
مسح لي شياويوان عرقه، وهو يلهث قليلًا:
“ أو… لننهِ المباراة .
بوجود زميلنا لين، لا أظن أن الفريق المقابل يرغب فعلًا في الاستمرار .”
كان طلاب الصف الثاني يقفون جنبًا إلى جنب،
يلهثون بتعب
لم يكونوا يريدون القتال أصلًا ،
فهذه مجرد حصة رياضة ،
ولم يتوقعوا أن تتحول إلى معركة بين صفّين
والأسوأ أنها استدعت تدخّل لين تشينهي ، الذي لا يُستفز بسهولة
{ حقًا، لا تستحق العناء }
أبعد تاو شي يد بي تشنغفي بلطف،
وألقى نظرة على لين تشينهي ، الذي كان قد توجّه نحو
أطراف الملعب ليأخذ رشفة ماء من يانغ داولي
ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة ملتوية وقال:
“ لم لا نكمل؟
لن أقبل أن أُضرب سُدى ، أليس كذلك ؟”
فكّر بي تشنغفي بالأمر ، ثم أومأ بحماس :
“ صحيح ! لا تقلق، سأحميك بنفسي !”
“…”
{ فقط… لا تتسبب لي بالمشاكل }
المباراة الأولى اعتُبرت لاغية بسبب الحادثة
جلس تاو شي على الأرض ،
وربط رباط حذائه الرياضي القديم ، وحين نهض ،
رأى لين تشينهي يتقدّم نحوه بعد أن أنهى شرب الماء
حرّك تاو شي معصمه قليلًا ، وابتسم في وجهه ،
لكن لين تشينهي اكتفى بإلقاء نظرة عابرة ،
ثم حوّل بصره بعيدًا
في هذه الجولة، استطاع الصف الثاني إيجاد بديل لهم،
وتم استبدال لاعب قفزة البداية بعضو لجنة الرياضة لديهم،
فيما ظل لين تشينهي ممثلًا عن الصف الأول،
وكما هو متوقع، فاز بالكرة دون عناء
استلم لي شياويوان الكرة من لين تشينهي بتفاهم تام،
وبدأ يتقدّم بها نحو سلة الخصم
لكن البديل الجديد للصف الثاني كان قويًا بشكل ملحوظ،
فعندما همّ لي شياويوان بتمرير الكرة إلى لين تشينهي —
الذي كان قد اقترب كثيرًا من سلة الصف الثاني — انقضّ
اللاعب الجديد وقطع التمريرة بخفة،
ثم مررها بسرعة إلى مسؤول الرياضة لديهم بحركة رشيقة
استغل رئيس اللجنة الرياضية للصف الثاني هذه الفرصة الثمينة النادرة
فبعد أن استلم الكرة، تقدم إلى منطقة الثلاث ثوانٍ الخاصة
بالخصم تحت تغطية زملائه،
متجاهلًا محاولة بي تشنغفي الدفاعية،
وكان يظن أنه ما دام قد تفادى كلًا من لين تشينهي ولي
شياويوان، فإنه سيتمكن من تسجيل النقاط
ولكن قبل أن يسدد الكرة،
خُطفت من يده فجأة على يد شخص واحد،
ثم، بمساندة من لي شياويوان،
خرج بها إلى ما وراء خط الثلاث نقاط بخطوات سريعة
وقبل أن يتمكن من العودة لإيقافه،
كان ذلك اللاعب قد رفع يده على بُعد يقارب المتر من خط
الثلاث نقاط، وسدد الكرة من دون تردد
بدأ رئيس اللجنة الرياضية للصف الثاني يتمنى لو أن شو
تسيشي من فريقهم يتمكن على الأقل من خطف متابعة من لين تشينهي
لكن الكرة أصابت السلة بدقة بالغة ، ولم تمنح أحدًا فرصةً للمتابعة
اشتعل الحماس في المدرجات على الفور
: “ اللعنة!” صرخ بي تشنغفي بحماس ،
وحدّق في تاو شي بدهشة ،
ثم رفع إبهامه باحترام وقال: “ شي-غاااا أنت مذهل !”
كان تاو شي قد ابتعد عن اللعب منذ عدة أشهر ،
واندهش هو أيضاً
نظره ذهب لا إراديًا نحو لين تشينهي ،
كانت شفتا تاو شي مبتسمة بفخر خفي ،
لكن لين تشينهي اكتفى بإلقاء نظرة هادئة نحوه ،
وهمس بهدوء: “ تصويبة جيدة "
وشعر تاو شي برغبة فورية في الاستعراض
ومع تصاعد الشعور بالثقة ، أصبح أداؤه أكثر سلاسة
وبعد أن تغطى بلين تشينهي وسجّل تصويبة ثلاثية أخرى،
بلغ حماس الجمهور ذروته مجددًا
وعلى الرغم من أن هذا الفريق المرتجل المؤلف من خمسة
لاعبين فقط ضمّ عناصر مثل بي تشنغفي وتساو شوان ذوي
المهارات المتوسطة،
فإن التعاون المتناغم بين تاو شي، لين تشينهي ، ولي
شياويوان جعل فريق الصف الثاني متأخرًا في النقاط طيلة الوقت
بل إن هتافات فتيات الصف الأول تغيّرت من “الصف الأول،
الصف الأول، لا مثيل لكم” إلى “الصف الأول، الصف الأول، الضعف في النقاط!”
وانتهت المباراة دون أي مفاجآت تُذكر
خرج الصف الثاني خاسرًا وفاقدًا لأعصابه
ولحسن الحظ، رنّ الجرس معلنًا نهاية الحصة،
فاندفع المتفرجون بعيدًا عن ساحة اللعب متجهين إلى المقصف
وكانت جيانغ شينيون، المسؤولة عن اللجنة الأدبية، وجين
جينغ، ممثلة مادة اللغة الإنجليزية، تحملان زجاجتي ماء
معدني اشتريتاها من المتجر، وقد قررتا إعطاءهما للين تشينهي
لكن ما إن رأتا أن لين تشينهي يحمل زجاجة قدمها له يانغ داولي،
حتى غيرتا وجهتهما وذهبتا نحو تاو شي وبي تشنغفي
ناولت جيانغ شينيون زجاجة الماء لتاو شي أولًا ، وابتسمت قائلة:
“ شكرًا لك، لقد كنت رائعًا قبل قليل !”
نظر تاو شي إلى الزجاجة
كان قد رأى هذا النوع من المياه في المتجر من قبل،
وثمنها اثنا عشر يوانًا،
أي ما يعادل مصروف يوم كامل له في مدرسة تشينغشوي الأولى،
فتردد قليلًا قبل أن يأخذها ،
ثم ابتسم وقال: “ شكرًا ” لجيانغ شينيون
كان وجهه الأبيض لا يزال مبللًا بالعرق بعد اللعب،
وقد احمرّ قليلًا بفعل المجهود،
وحين ابتسم، تلألأت أطراف عينيه ورموشه بالرطوبة
تجمدت جيانغ شينيون في مكانها ،
ثم أنزلت رموشها بخجل وقالت بصوت منخفض:
“ لا داعي للشكر "
نظرت جين جينغ إلى زجاجة الماء الزائدة في يدها،
واضطرت في النهاية إلى رميها نحو بي تشنغفي الواقف إلى جانبها
أُصيب بي تشنغفي بالدهشة والسعادة بسبب زجاجة ماء
كانت هذه أول مرة في حياته تعطيه فيها فتاة زجاجة بعد مباراة كرة سلة
والأدهى أنها جين جينغ، ' زهرة الجبل الشامخ'
كاد أن يفتح فمه ليسرد خطابًا من مئة كلمة شكرًا لها،
لكن جين جينغ قلبت عينيها وقالت:
“ هذه كانت للين تشينهي . أعطيها لك بدلًا من أن أرميها
في مركز إعادة التدوير .”
ردّ ' محطة إعادة التدوير ' بأسى :
“ تشترين الماء دائمًا لشيوشين لكنك لا تملكين الجرأة
لإعطائه إياه، ما الفائدة ؟
من الأفضل أن تعطيه لي.”
كان عدد الفتيات اللواتي رغبن في تقديم الماء للين تشينهي كثير ،
لكن لم تنجح أي منهنّ، ليس فقط بسبب وجود يانغ داولي الدائم ،
بل لأنهن ببساطة لم يكنّ يجرؤن
حدّقت جين جينغ إلى بي تشنغفي بنظرة حادة ،
ثم سحبت جيانغ شينيون التي لم تكن ترغب في المغادرة ،
وركضتا بعيدًا
تنهد بي تشنغفي وهمس :
“ ' الزهور الساقطة تهفو إلى الحب ،
لكن الجداول القاسية تواصل جريانها بلا اكتراث .
هل أنا ذلك الجدول الصغير ؟ '
من يدري، قد أصبح بحرًا يومًا ما!”
ثم ربت على كتف تاو شي وقال:
“ شي-غا سأذهب لأساعد معلم التربية البدنية في ترتيب المعدات .
لا تنتظرني على الغداء .”
أومأ له تاو شي بالموافقة
وفكّر { اللعب قبل قليل كان قرارًا صائبًا،
على الأقل، بي تشنغفي أخيرًا بدأ يناديني بلقبي الصحيح }
استدار ومضى نحو المقصف حاملاً زجاجة الماء،
لكن بصره وقع على شخص لم يكن يرغب في رؤيته،
يقف تحت شجرة غير بعيدة
كان ذلك الشخص هو يانغ داولي،
الذي ناداه باسمه ولوّح له بيده عدة مرات
توقف تاو شي للحظة ، ثم توجّه نحوه وهو ما يزال يمسك بزجاجة الماء
قال يانغ داولي:
“ تاو شي شكرًا لك لأنك صدَدتَ الكرة عني قبل قليل ،
لو لم تكن هناك ، لكنتُ أصبتُ بها .”
لم تسنح له الفرصة ليشكر تاو شي أثناء المباراة ،
فانتظره هنا بعد انتهائها
نظر تاو شي إلى وجه يانغ داولي دون أي تعبير
كانت تلك العينان قد ورثهما عن قوه بينغ —- ،
بينما تجعدات شعره الطبيعية كانت من تاو جيان ——
{ إنه يشبه تاو لي كثيرًا }
لكن تاو شي كان يشعر باشمئزاز بالغ من هذا الوجه
رفع زاوية شفتيه بابتسامة لم تصل إلى عينيه وقال:
“ لا شكر على واجب "
{ لا شكر على واجب …. لقد فعلتها عمدًا ،
فقط كي يرى لين تشينهي ما فعلته }
لكن هذا التصرف الذي كان بلا معنى في نظره،
تحوّل إلى أمر آخر تمامًا أمام يانغ داولي
اقترب منه يانغ داولي أكثر وسأله بقلق:
“ هل أصبت؟
تلك الكرة بدت وكأنها كانت قوية .”
كان بالفعل هناك جرح صغير على الجهة اليمنى من جبين تاو شي،
لكن شعره غطاه فلم يكن واضح
لقد نسيه تقريبًا، ولم يتذكره إلا حين ذكره به يانغ داولي
ومع ذلك، مقارنة بالجروح التي عانى منها في السابق،
فقد كانت هذه الإصابة أشد وقعًا عليه
تراجع خطوة صغيرة بلا أن يلفت الانتباه،
وكان على وشك أن يقول ' لا ' كي يصرف يانغ داولي،
لكنه فجأة لمح لين تشينهي يتجه نحوهم
فمدّ تاو شي يده ، وأبعد خصلات شعره التي تغطي جبينه قليلًا ،
ثم لمس الجرح بطرف إصبعه وقال:
“ يبدو أنه يؤلم قليلًا ، لكن لا بأس ، ليس بالأمر الجلل .”
كان جرحه ظاهرًا بوضوح على جبينه الأبيض،
وقد احمرّ وتورّم بسبب تمزّق الجلد وامتزاجه بالعرق ،
شهق يانغ داولي بقلق، وقال بتوتر :
“ لقد أصبتَ وتورّم الجرح كثيرًا ، كيف تقول إنه لا بأس ؟
سأرافقك إلى عيادة المدرسة للعلاج !”
في هذه اللحظة ، كان لين تشينهي قد وصل بالفعل ،
ووقف إلى جانب يانغ داولي ،
يتأمل جرح تاو شي دون أن يظهر أي تعبير على وجهه
أنزل تاو شي خصلات شعره مجددًا ، وابتسم بابتسامة متعاطفة مصطنعة وقال:
“ سأذهب بنفسي .
اذهب أنت إلى المقصف لتتناول الغداء ،
لن يتبقى شيء جيد إذا تأخرت .”
يانغ داولي :
“ لكنك تلميذ جديد ، هل تعرف أين تقع العيادة ؟”
هز تاو شي رأسه:
“ لا، لا أعرف ، لكن يمكنني أن أسأل .”
ظهرت على وجه يانغ داولي ملامح فَهمٍ مفاجئ،
ثم التفت إلى لين تشينهي وقال:
“ تشينهي-غا اذهب أنت وتناول طعامك أولًا ،
سأرافق تاو شي إلى العيادة .”
لكن تاو شي التفت نحو لين تشينهي، وارتسمت على وجهه
ابتسامة هادئة ، وقال بنبرة مرحة وطبيعية :
“ يا الزميل .. ترافقني إلى العيادة ؟”
تجمّد يانغ داولي في مكانه من الصدمة ———-
أما تاو شي، فقد ظل محافظًا على ابتسامته وهو ينظر إلى لين تشينهي ،
لكن أظافره كانت منغرسة في كف يده بقوة
وبعد ثلاث ثوانٍ بدت كأنها دهر ،
التفت لين تشينهي إليه ، ونظر إليه للحظة ،
ثم قال بهدوء :
“ حسنًا .”
يتبع
زهرة الجبل : تشبيه للأشياء التي لا يمكن رؤيتها إلا من بعيد
ولا يمكن لمسها ،
أو الأشياء التي لا يمكن إلا أن نشتاق إليها ولكنها بعيدة عن متناولنا .
تنهد بي تشنغفي وهمس :
' الزهور الساقطة تهفو إلى الحب ،
لكن الجداول القاسية تواصل جريانها بلا اكتراث .
هل أنا ذلك الجدول الصغير ؟ '
من يدري، قد أصبح بحرًا يومًا ما ' :
تعبير صيني يعني أن أحد الطرفين راغب ،
بينما يبقى الطرف الآخر غير مبالٍ
يستخدم في حالة الحب غير المتبادل
تعليقات: (0) إضافة تعليق