Ch65 | SJUTM
حين استيقظ شين آنتو في الصباح،
ظلّ رأسه غائمًا لفترة،
وكأن الضباب يغلّف أفكاره
ومع استعادة وعيه تدريجيًا، أدرك أن السبب كان قلّة النوم،
إذ لم ينَم سوى أربع ساعات في الليلة الماضية
ولكن… ما الذي جعله يسهر حتى هذا الوقت؟
لأن —
أدار رأسه ببطء ، يتأمل ما حوله ——-
السرير الكبير في فيلّا شين دوو كان في حالة فوضى عارمة،
والأسوأ من ذلك — حال الأرضية أيضاً ،
التي غطّتها أزياء لم يكن ليجرؤ على ارتدائها وهو بكامل وعيه ،
مختلطة ببدلات شين دوو الرسمية ومجموعة من الألعاب الجنسية الجريئة
بل إن هناك آثار مشبوهة لطّخت الملابس والسجادة …
ومع عودة ذاكرته تدريجيًا ، استعاد شين آنتو تفاصيل الليلة الماضية
في محاولةٍ لإرضاء شين دوو —— ، أخرج الصندوق الذي
سبق أن سلّمه له شي ونشوان ،
وأقنع شين دوو بأن يجرّب معه كل أداة فيه — واحدة تلو الأخرى
مرّر يده في شعره المبعثر وتنهد وهو يحدّق في السقف
{ شين دوو كان مثيرًا إلى حد لا يُحتمل !!
مجرد رؤيته على شاشة الهاتف كانت كفيلة بأن تُربكني ،
فما بالك حين تعمّد الليلة الماضية إثارة جنوني !! }
يتحرك أمام الكاميرا بصدره العاري ،
ويهمس له بكلماتٍ خافتة تفيض بالإغراء ،
يعرف تمامًا كم يُعاني شين آنتو من اشتياقه ولمسه
لكن ما إن انقشعت الرغبة ، حتى غمره شعور بالفراغ العميق
كان يشتاق إلى عناق شين دوو ، إلى حضنه ،
لكن ذلك الرجل القاسي لم يردّ عليه حتى بصورة واحدة
أخرج شين آنتو هاتفه وبدأ يكتب:
' متى ستعود ؟ '
لكنه توقف ، ثم حذف الرسالة حرفًا حرفًا
كان يفهم سبب تردد شين دوو
فحتى من خلال كلمات شي ونشوان القليلة،
استطاع أن يتخيّل حجم الألم الذي يعانيه في فترة إعادة التأهيل
لم يرغب أن يزيد عليه العبء ،
لذا قرّر أن يبعث رسالة أكثر خفة :
[ غاغا ، كنت مذهلًا الليلة الماضية ،
هل يمكننا فعل ذلك مجددًا ؟ 😏 ]
ثم أرفق معها ظرف أحمر ممتلئ 🧧 ( تحويل مالي )
وبعد دقائق ، وصله رد شين دوو:
[ المرّة الخامسة عشرة .]
شعر شين آنتو بوخز في فروة رأسه :
[ مستحيل ! كانت الثامنة فقط بعد ظهر البارحة !]
ردّ شين دوو بكل وضوح:
[ تحدثت بوقاحة مرتين مساء البارحة ،
وأنهيت على نفسك أربع مرات ،
ومع ما جرى هذا الصباح ، تصبح خمس عشرة مرّة .]
أرسل له شين آنتو رسالة صوتية وهو يصرخ :
“ ألا يمكنك أن تكون أكثر منطقية ؟!”
وبعد لحظات ، وصلته رسالة صوتية من شين دوو
ضغط على “تشغيل” بوجه خالٍ من التعابير ،
وما إن صدح صوته العميق العميق في أذنه ،
حتى ارتجف جسده دون وعي ،
“ شين آنتو .. ستتأخّر عن عملك ”
تمتم شين آنتو بشتيمة ، محاولًا كبح الرغبة التي عادت
لتتسلل في جسده
وبسبب الإرهاق الناتج عن قلة النوم ،
قضى اليوم بأكمله في حالة إنهاك
وفي المساء ، قرّر عدم حضور الحفل الرسمي ،
وطلب من السكرتير تانغ أن يعيده إلى المنزل مبكرًا
وباقتراب السنة الصينية الجديدة ،
كانت الأسواق التجارية تعجّ بالناس
كل المتاجر أطلقت عروضًا ترويجية ،
حتى محلات المجوهرات شاركت في الحملة
وبعد أن انعطفوا من مبنى شركة جينشنغ،
دخلوا مباشرة إلى أكثر شوارع التسوق ازدحامًا في مدينة Z
أدّى الازدحام إلى أن تتوقف سيارة شين آنتو تمامًا أمام أحد
أشهر متاجر المجوهرات في المدينة—المتخصص في
خواتم الزفاف
وقد اجتذب المتجر انتباهه على الفور ،
ولم يتمكن من مقاومة التحديق من خلال نافذة السيارة
أسند شين آنتو رأسه إلى الزجاج ،
وعيناه تتبعان الثنائيات وهم يدخلون المتجر ويغادرونه ،
ووجوههم تتوهج سعادةً
وخلال تلك اللحظة ، شعر بمرارة خفيفة تنمو في قلبه
تساءل في نفسه { هل يا ترى ما زال الخاتم الذي اخترته
لذلك اليوم معروضًا للبيع…
أم أنّ أحدهم قد اشتراه بالفعل ؟ }
كان من الصعب على شين آنتو ألّا تساوره الشكوك حين
لمح تلك المرأة تخرج من سيارة بورشه وردية توقفت فجأة بالقرب منه
كان غارقًا في أفكاره المتناثرة،
وحين تبع بنظره تلك السيارة الفارهة،
رأى امرأة شابة ترتدي فستانًا مزركشًا تنزل منها وتتجه نحو متجر المجوهرات
وبينما بدأت حركة المرور تتحسن أخيرًا ،
قال شين آنتو فجأة لتانغ جون:
“ ابحث عن مكان لتوقف السيارة —بسرعة !”
وكعادة السكرتير تانغ جون ، لم يسأله أي سؤال،
بل نفّذ الطلب فورًا بصمت
ومهاراته في القيادة مكّنته من الانعطاف ببراعة خارج الزحام
والعثور على موقف في ساحة التسوق القريبة
قال شين آنتو وهو يربّت على مقعد السائق :
“ انتظرني هنا. لن أتأخر .”
ثم ارتدى معطفه ونزل من السيارة
{ لو لم تخونني عيناي ، فالفتاة التي رآيتها للتوّ …..
هي تشونغ شيروي، من تُلقَّب بمنافستي الأولى }
كان شين آنتو قد سمع باسم تشونغ شيروي منذ فترة طويلة
قبل أكثر من نصف عام،
وفي أحد الحفلات الرسمية،
اصطحب شي دوو فتاة معه للمرة الأولى—وهو الذي كان لا
يظهر عادةً إلا برفقة سكرتيره
تلك الفتاة كانت تشونغ شيروي —-
في ذلك الوقت ، انتشرت الشائعات بسرعة ،
تتحدث عن زواج وشيك بين عائلتي شي وتشونغ
وقد كسر ذلك قلب شين آنتو لفترة ،
لكن الحديث خمد لاحقًا ،
ولم يحدث شيء في الواقع ، حتى أنه كاد ينسى أمرها
إلا أن تلك الشائعات عادت للظهور مجددًا في الآونة الأخيرة ،
حتى إن بعض التقارير ذكرت أنّ تشونغ شيروي تحدّت
عاصفةً ثلجية في البلد B فقط لزيارة شي دوو بعد إصابته ،
مما جعل البعض يتغنّى بـ ' قوة الحب '
{ قوة الحب هاه ؟ قوة الحب مؤخرتي !!! }
يكفي أن يتذكّر شين آنتو كيف لم يُسمح له بزيارة شي دوو وهو مصاب ،
بينما كانت هذه المرأة تراه كل يوم ،
حتى يغلي دمه من الغيظ
{ والآن، ها هي تعود إلى البلاد وتزور متجرًا يشتهر بخواتم الزفاف ؟
أيعقل أن يكون الأمر محض صدفة ؟ }
من الصعب ألّا يُساوره الشك —-
بمجرد أن دخلت تشونغ شيروي إلى المتجر،
اقتربت منها إحدى موظفات المبيعات على الفور لتخدمها شخصيًا
كانت واجهات العرض تلمع بصفوف من خواتم الألماس،
كل واحدة منها ساحرة كفاية لجعل مهمة اختيار واحدة فقط شبه مستحيلة
لقد جاءت اليوم لاختيار خاتم خطوبة
صحيح أن شي دوو لم يُوافق بعد،
لكن شي تشانغتشينغ ولي وي قد باركا الأمر بالفعل،
ووالدا الأسرتين بدآ في مناقشة تاريخ الخطوبة
ولهذا كانت حريصة جدًا على اختيار الخاتم اليوم
قالت وهي تشير إلى خاتم من البلاتين تتوسطه ماسة لامعة :
“ أريد… هذا ،،
أودّ تجربته من فضلك .”
ابتسمت موظفة المبيعات وقالت:
“ بكل تأكيد. ذوقك رائع حقًا .”
لكن ما إن مدت يدها لأخذ الخاتم من العلبة،
حتى خطفه أحدهم قبلها— يدٌ طويلة نحيلة ذات مفاصل
بارزة أمسكت بالخاتم ورفعته
قال شين آنتو وهو يدير الخاتم بين إصبعيه وكأنه يتفحّصه بإعجاب :
“ سآخذ هذا ”
فغرَت تشونغ شيروي فمها بدهشة ،
وزاد ذهولها حين رفعت بصرها ورأت وجه شين آنتو:
“ الرئيس… الرئيس شين ؟”
ابتسم شين آنتو وقدّم اعتذارًا لطيفًا :
“ أعتذر يا آنسة تشونغ ، أحد أفراد عائلتي مهتم بهذا الخاتم
منذ بضعة أيام . هل تمانعين إن أخذته أنا ؟”
حدّقت تشونغ شيروي في وجهه المبتسم بذهول لبضع
ثوانٍ، ثم استوعبت الموقف أخيرًا :
“ أنت… تعرف من أنا ؟”
رفع شين آنتو الخاتم ونظر من خلال دائرته المعدنية كما لو كان يقيّمها، وقال :
“ كيف لي ألا أميز سيدة جميلة مثلك ؟”
كان من الصعب مقاومة مثل هذا المديح ،
خاصةً إذا صدر من رجل بوسامة شين آنتو
فاحمرّت وجنتاها قليلًا ،
وقالت بابتسامة خجولة :
“ الرئيس شين … تجيد المديح فعلًا… آه، لحظة، قلت إن
أحد أفراد عائلتك مهتم بالخاتم؟
كنت أظن أنك الآن مع الآنسة يو…”
ردّ شين آنتو وهو يغلق قبضته حول الخاتم :
“ بالطبع لا، لست مرتبطًا بيو كيان بعد الآن .
كنتُ أشير إلى شخص آخر .”
قالت مترددة :
“ آه… فهمت .”
ثم تذكّرت ما يُشاع عن علاقاته المتعددة ، فضحكت
ضحكة باهتة ولم تعرف كيف ترد
استدارت إلى الموظفة وقالت :
“ سآخذ خاتم الياقوت إذًا ”
لكن شين آنتو قاطعها قائلًا :
“ آسف، سأشتري هذا أيضًا .”
عقدت تشونغ شيروي حاجبيها وأشارت إلى خاتم آخر:
“ إذًا هذا…”
فردّ شين آنتو :
“ عذرًا، آنسة . من فضلك ، ضعي كل ما على هذا الطاولة على حسابي .”
أدركت تشونغ شيروي أخيرًا أن هناك شيئًا غير طبيعي،
فاستدارت نحو شين آنتو بملامح منزعجة وقالت:
“ الرئيس شين ما الذي تفعله ؟
كم عدد حبيباتك حتى تحتاج إلى كل هذه الخواتم ؟”
كان شين آنتو واقفًا بجانبها ، فألقى عليها نظرة جانبية لبضع
ثوانٍ، ثم ابتسم ابتسامة آسرة وقال:
“ آنسة تشونغ لقد أسأتِ الفهم .
صحيح أنني أنوي شراء كل هذه الخواتم ، لكن هذا لا يعني
أنني سأحتفظ بها جميعًا .
يمكنك اختيار أي واحد يعجبك ، وسأتكفل بالسعر .”
شعرت تشونغ شيروي بالإحراج حين أدركت أنها اتهمته ظلمًا، فسارعت إلى القول :
“ هذا لا يجوز !”
: “ ولمَ لا؟”
اقترب شين آنتو منها وانحنى قليلاً فوق الطاولة ،
فاختصر المسافة بينهما فجأة
و عينيه المتألقتين مثل زهور الخوخ ثبتتا النظر فيها ،
يرمش ببطء وهو يقول:
“ سيدة جميلة مثلك تختار خاتم خطوبة بمفردها ؟
لا بد أن حبيبك مهمِل جدًا .”
حدّقت تشونغ شيروي في عينيه وكأنها واقعة تحت سحر ما،
ثم تمتمت بتلعثم:
“ أنا… أ-أنا لست هنا لشراء خاتم خطوبة… فقط… فقط
أردتُ تجربته…”
اقترب شين آنتو أكثر ، حتى لم يعد يفصل بينهما سوى
مسافة ذراع ، ثم قال بنبرة أعمق :
“ مجرد تجربة ؟”
وبدأ ينظر إليها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها ،
ثم أضاف بصوت خافت :
“ لو كنتِ حبيبتي ، لما تركتُكِ تخرجين بمفردك أبدًا ”
عندها فقط أدركت تشونغ شيروي مدى قربه منها،
فتراجعت في هلع،
وجهها يحمرّ حتى شعرت وكأن وجهها يشتعل نارًا :
“ الرئيس شين، أنا… أنا مخطوبة بالفعل…”
تبدّل تعبير شين آنتو وقال ببرود خفيف:
“ حقًا ؟
لكن طالما لم تتزوجي بعد، فلا شيء محسوم أليس كذلك ؟”
وقبل أن تتمكن تشونغ شيروي من الفرار من شدة الإحراج،
اعتدل شين آنتو فجأة وتراجع خطوة إلى الخلف،
وعاد إلى ابتسامته المهذبة:
“ كنت أمزح فقط آنسة تشونغ .
لا تأخذي الأمر على محمل الجد .”
ثم دفع علبة الخواتم باتجاهها وقال بلطف :
“ أي واحد يعجبك؟ على حسابي .”
كان عقل تشونغ شيروي في حالة من الفوضى
لقد جاءت لتختار خاتم زواجها،
وإذا بها تقف أمام شين آنتو وهو يعرض أن يشتريه لها
كيف تقبل أن يُقدَّم الخاتم الذي سيربطها بشي دوو من قِبل رجلٍ آخر؟
لكن… الرجل الواقف أمامها هو شين آنتو، رئيس شركة جينشنغ،
والعدو اللدود لشي دوو
وتقول الشائعات إن كل من يرفضه أو يعاديه ، لا يلقى نهاية سعيدة
فهل تجرؤ على رفضه صراحةً…؟
عاجزة تمامًا عن الرد، ترددت تشونغ شيروي للحظة طويلة وقالت في النهاية :
“ لا، شكرًا . كنت فقط أشاهد اليوم…
أعتقد أنني سأغادر الآن . الرئيس شين خذ وقتك .”
وما إن أنهت جملتها حتى أسرعت بالمغادرة وكأنها تهرب من كارثة
ضحك شين آنتو بخفة ، ثم وجه نظره إلى موظفة المبيعات
التي ما تزال واقفة مذهولة وقال :
“ ألم تسمعي؟ غلّفي كل ما هو على الطاولة .”
—
كان تانغ جون، كسابق عهده، يلاحظ كل شيء بعناية
وقد لاحظ أن مزاج رئيسه ازداد سوءًا بعد تلك الجولة،
لكنه تمسك بمبدئه في عدم التدخل أو السؤال
إلى أن ألقى شين آنتو بـ كيس كبير مليئ بعلب مجوهرات على المقعد الأمامي ، فسأله:
“ الرئيس شين ما هذا ؟”
أجابه شين آنتو من المقعد الخلفي بصوت بارد :
“ مكافأتك في نهاية السنة . أعطها لحبيبتك .”
أدار تانغ جون محرك السيارة وقال:
“ ليس لديّ حبيبة .”
“ إذًا أعطها لوالدتك .”
ألقى تانغ جون نظرة سريعة على الكيس وقال مترددًا :
“ لكن… أليست هذه الهدايا مبالغًا فيها قليلًا ؟”
فردّ عليه شين آنتو بحدة :
“ إذًا خذ الفاتورة وأعدها لمحل المجوهرات !”
: “ حاضر ” رد تانغ جون ولم يجرؤ على قول كلمة أخرى
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق