Ch71 | SJUTM
كان عيد الربيع يقترب ، ومع ذلك لم تخفّ وتيرة العمل في جينشنغ ——
وكان شين آنتو قدوة لموظفيه ، يعمل حتى ساعة متأخرة من الليل،
مما جعل الجميع يتجنّب التراخي في أداء مهامه
وفي كل اجتماع صباحي، كان يثني على البعض ويوبّخ من قصّر
وفي هذا الصباح، وجّه انتقاده إلى شي شياودونغ ~
ففي اليوم السابق ، فشل شي شياودونغ في إتمام صفقة مع
شركة يوانشيانغ مما جعل الطرف الآخر يغادر غاضبًا
ولمّا لم يتمالك نفسه ، تقدّم مساعد شي شياودونغ الشاب
خطوة إلى الأمام وبدأ يشرح :
“ كنا قد أنهينا كل شيء مع ’يوانشيانغ‘ ولم يتبقَّ سوى
توقيع الطرفين .
لكنهم تراجعوا فجأة في اللحظة الأخيرة وحاولوا تخفيض السعر .
كل التفاصيل كان متّفق عليها !
هم من نكثوا بالاتفاق ، وليس نحن !”
انتظر شين آنتو بصبر حتى أنهى الشاب حديثه ،
ثم التفت إلى شي شياودونغ وقال بهدوء:
“ المدير شي لقد شغلت هذا المنصب لسنوات .
إن لم تكن قد واجهت مواقف كهذه عشر مرات ،
فلا بد أنها كانت ثمانية على الأقل .
من المؤكد أن لديهم سببًا ما للتراجع ، وكان من الأفضل
تهدئة الأمور والحفاظ على العلاقة .
فكيف انتهى الموقف بهم إلى مغادرة الاجتماع غاضبين ؟”
ساد جو من التوتر الغريب في الاجتماع ،
وأخذ المدراء والمشرفون يتبادلون النظرات الحذرة بين شين آنتو وشي شياودونغ
أما شي شياودونغ، فابتسم بسخرية في داخله
{ منافق… يتظاهر بأنه ناصح ، وكل هذا من تدبيرك أصلًا ! }
' حتى وإن كان الجمل جائع ، فإنه يظلّ أكبر من الحصان '
رغم ما تمر به جينشنغ من صعوبات مؤخرًا،
فإنها لا تزال من أضخم الشركات في مدينة Z
كيف لشركة صغيرة مثل يوانشيانغ أن تجرؤ على هذا الغرور فجأة؟
فقط في اليوم السابق، كانوا يعاملونه بكل احترام،
ثم في الليلة التالية تغيّر موقفهم،
وبدأوا يطالبون بتخفيض السعر
شي شياودونغ كان واثقًا أن هذا من تخطيط شين آنتو —-
في الماضي ، ربما كان سيتحامل على نفسه ويحاول تهدئة الوضع مع العملاء ،
لكن بعد كل ما فعله شين آنتو ضده مؤخرًا ،
كان الغضب قد بلغ ذروته ،
ضغط دمه ارتفع ،
ولم يستطع كبح نفسه أمام العميل ،
فانفجر غاضبًا في وجه الطرف الآخر
ومع ذلك ، قال بجمود وهو يضغط على أسنانه :
“ بالفعل ، الخطأ كان مني . سأكون أكثر حذرًا مستقبلاً .”
اضطر إلى التراجع ، لأنه لو تحدّى شين آنتو علنًا ، فسيقع في فخه مباشرةً
تنهد شين آنتو وقال بنبرة فيها شيء من المواساة:
“ في الحقيقة ، لست أحمّلك اللوم .
ما حصل لا يقع بالكامل على عاتقك .
المدير شي، مع سنّك وخبرتك ، من غير المعقول أن نطلب
منك أن تنحني لأناس كهؤلاء .
دعنا نُسنِد هذا النوع من المشاريع إلى أحد آخر في المستقبل .
ومع اقتراب رأس السنة ، لا حاجة لأن تُرهق نفسك بالمنافسة معنا نحن الشباب .
خذ إجازة مبكرة .
سأوافق على عطلة طويلة لك. ما رأيك ~ ؟”
ومع كل كلمة خرجت من فم شين آنتو ،
كانت ملامح شي شياودونغ تزداد كآبة ——
{ شين آنتو أكثر قسوة من والده …..
حتى والده لم يجرؤ يومًا على إجباري على التنحّي بهذه الطريقة الناعمة !
أما ابنه، فقد فعلها بلا تردّد، بكلمات مغلفة بابتسامة !
لكن لماذا ؟
لقد أفنيت عمري في مساعدة شين كايفينغ لبناء هذا الصرح ،
وفي النهاية خرجت خالي الوفاض ….
والآن ، عليّ أن أطأطئ رأسي وأخضع لابنه ؟!!! }
تسارعت أنفاس شي شياودونغ وهو يحدّق في شين آنتو ،
نظراته تثبتت عليه كمن يوشك على الانفجار
حتى المساعد الجالس في الزاوية شعر أن الأمر مسألة ثوانٍ
قبل أن ينهض شي شياودونغ ويصبّ جام غضبه عليه
لكن في النهاية، لم ينطق سوى بكلمة واحدة من بين أسنانه المشدودة :
“ حسنًا .”
ابتسم شين آنتو
ثم التفت إلى بقية الحضور في غرفة الاجتماع وقال بهدوء:
“ لنُكمل الاجتماع .”
———
وبعد انتهاء الاجتماع ،
كتم شي شياودونغ غضبه وسار نحو الباب ،
لكنه سمع صوت شين آنتو يناديه من الخلف
تمامًا كما توقّع، بدأ شين آنتو بالاعتذار،
ثم ألقى ببعض العبارات المجاملة عن أهمية الراحة
والاهتمام بالصحة وما إلى ذلك
لكن ما إن خرج الجميع من الغرفة وبقي الاثنان وحدهما،
حتى سقط قناع التهذيب عن وجه شين آنتو ——
خفض صوته قليلًا وقال:
“ بالمناسبة يا المدير شي
يجب أن أشكرك حقًا على عودتي السهلة إلى جينشنغ ”
تشنّج قلب شي شياودونغ على الفور :
“ ما الذي تعنيه بذلك ؟”
اقترب منه شين آنتو قليلًا،
حاجبًا ضوء النافذة خلفه،
وبدت عيناه بلون أسود داكن
: “ ربما لا تعلم يا المدير شي … لكن بعد حادثة تحطّم الطائرة ،
لم أكن أتعافى في مستشفى كما زُعم
لقد كنت قد أغضبت شي دوو بشدّة ،
وما إن علم بالحادث ، حتى أسرني وعذّبني يوميًا .
تمكنت بالكاد من إيصال رسالة إلى سايمون ،
لكنني اكتشفت أن لا أحد منكم كان يكترث إذا كنت حيًا أو ميتًا ...
لذا جعلته يزوّر تلك الرسالة العاطفية…”
انقبضت حدقة شي شياودونغ فجأة ، وارتجف جفنه
ضحك شين آنتو بصوتٍ خافت :
“ وااااه ! يا المدير شي أنت فعلاً عبقري — استئجار فرقة اغتيال من الخارج ؟
فكرة ذكية جدًا !
من دونهم ، كيف كنت سأتمكن من الهرب ؟
لذا، شكراً لك من القلب المدير شي ”
ثم ربت على كتفه بخفة ،
واستدار ليغادر بخطى واثقة ،
تاركًا شي شياودونغ متيبّسًا في مكانه ،
غير قادر على قول كلمة واحدة ،
جرّ شي شياودونغ نفسه بصعوبة إلى مكتبه ،
حيث مرّ عليه كلّ من دياو يونغتشو وفان هونغ ليقدّما له بعض ' الدعم '
لكن من الواضح أن دياو يونغتشو لم يكن يكترث فعلًا ،
فهو الآن الذراع اليمنى لشين آنتو ،
ويُمنح الأولوية في كل المشاريع
وبما أن هذه الفوضى كانت من صنع شي شياودونغ نفسه ،
فقد اكتفى دياو ببضع كلمات مجاملة و غادر
أما فان هونغ ، فكان أمره مختلفًا ——
شي شياودونغ كان قد رأى من خلال ألاعيبه منذ ثلاثين عامًا
ورغم أن فان هونغ حاول التظاهر بالتعاطف ،
فإن أعماقه كانت مليئة بالخوف —
خوف من أن يُسحب إلى الصراع المشتعل بين
شي شياودونغ وشين لين ————
{ لا واحد جيد بينهم }
ظلّت عبارة الامتنان الساخر التي قالها شين آنتو تتكرّر في ذهن شي شياودونغ،
وصورته في عقله بدأت تتحوّل شيئًا فشيئًا إلى وحش بفمٍ
دامٍ مفتوح على مصراعيه ،
: “ المدير شي؟”
دخلت السكرتيرة لي فجأة ، فوجدته جالسًا خلف مكتبه شاردًا
انحنت بسرعة معتذرة:
“ أعتذر ، طرقت الباب مرارًا لكنك لم تجب…
كنت قد طلبت مني مراقبة تشنغ وي، وقد وصلني للتو أنه
ذهب إلى الشرطة للإبلاغ عن اختفاء زوجته وو كانغيا.”
تبدّلت تعابير شي شياودونغ عدّة مرات ، ثم قال ببرود:
“ فهمت . يمكنك الانصراف .”
أحكم قبضته على هاتفه ،
وعيناه الغائمتان تتوهّجان بكراهية خالصة ،
“ شين لين أنت من أجبرني على هذا "
—
في نفس الوقت ،
شي دوو قد بدأ يستعيد عافيته تدريجيًا ،
وعاد تدريجًا إلى مهامه المعتادة
في مكتبه ، يستعد للتوجه لتناول الغداء ،
حينها وصلته رسالة بريد إلكتروني مجهولة
[ السيد شي دوو سمعت أنك تبحث عمّن كان وراء حادثة إطلاق النار .
صادف أنني وجدت بعض الأدلة . هل يهمك الأمر ؟]
وكان مرفقًا بها مقطع فيديو قصير
عندما نقر عليه، بدأ تسجيل بكاميرا مراقبة خفية،
التُقط في ساعة متأخرة من الليل أمام مدخل أحد الحانات
أول من ظهر في المقطع كان شين آنتو ،
يسير بثقة دون أن يُخفي هويته
ملابسه وهيئته مميزة، ولا مجال للخطأ في التعرف عليه
دخل مباشرةً من باب الحانة
تقدّم الفيديو قرابة نصف ساعة ، ثم عاد إلى السرعة الطبيعية
ظهر بعدها رجل آخر وهو يدخل الحانة — يرتدي ملابس
على الطراز الهيب هوب،
يعتمر قبعة ويضع كمامة،
ويمشي وهو يعرج قليلًا بساقه اليسرى
عدا ذلك ، بدا كأي زبون عادي
للوهلة الأولى ، بدا الفيديو عاديًا تمامًا
بدأ شي دوو ينقر بإصبعه على سطح المكتب ،
ثم التقط جهاز الاتصال الداخلي ونادى :
“ تشن شو احضر لي وجبة من الكافتيريا .
لدي أمر عاجل .”
: “ حسنًا.” غادر السكرتير تشن شو بهدوء
فتح شي دوو مجلدًا على سطح مكتبه يحتوي على ملف
' ويي شين' — الوسيط المتورّط في حادثة إطلاق النار
في الوصف الجسدي ، كُتب بوضوح :
“ أصيب بكسر في ساقه اليسرى خلال شجار في السجن في شبابه ،
مما تسبّب في عرج دائم وصعوبة في المشي .”
ساد صمت تام في المكتب ——-
معظم الموظفين قد غادروا لتناول الغداء ،
ولم يُسمع سوى طقطقة مفاتيح لوحة المفاتيح تحت يدي شي دوو
ثم كتب رسالة ردّ قصيرة :
[ ولماذا عليّ أن أصدقك ؟
إن كنت جادًا ، فلنتحدث وجهًا لوجه .]
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق