القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch79 | TDVWD

 Ch79 | TDVWD




تم سجن يو تشاولو بعد عودته إلى طائفة نوان يان —-


وكما هو متوقّع، فقد هرب بنفسه


بعدما سمعت طائفة نوان يان بأن اثنين من تلاميذ شي لين 

قد لقوا حتفهم فجأة، 

أصيبوا بالرعب، واشتبهوا أن الأمر له علاقة بيو تشاولو


لم ينبس يو تشاولو ببنت شفة حول ما حدث بعد عودته، 

ولم تكتشف طائفة تشينغ زي مطلقًا من قتل تلميذَيها


وهكذا، لم يكن أمامهم سوى إغلاق الموضوع——


و مع ذلك ، فقد وبّخه معلمه بمرارة ، 

قائلًا إنه أناني لا يهتم سوى بنفسه ، 

وأنه كاد يشعل الحرب بين الفصيلين من جديد


ثم عُوقب بثلاثة أشهر من الحبس الانفرادي، 

وأُرسل إلى مبنى سو تشينغ لنسخ وصايا الطائفة ولوائحها


مبنى سو تشينغ هو المكان المخصص لتأديب التلاميذ في طائفة نوان يان


ويقع هذا المبنى في أبعد ركن من أراضي الطائفة، 

في مكان موحش ومهجور


لا توجد أي اثاث في الداخل، 

فقط طاولة صغيرة ووسادة جلوس في الطابق الثالث


والأرضية الخشبية، و بعد مرور السنوات، باتت تصدر صريرًا 

مزعجًا عند المشي عليها


كان يو تشاولو جاثيًا على وسادة الجلوس ينسخ القوانين، 

وأحيانًا، يضع قلمه جانبًا ويحدّق في المسافة 


ثلاثة أشهر كانت مجرد فترة تحت المراقبة


طائفة نوان يان لا تزال تراقبه عن كثب

ولم يكونوا ليسمحوا له بالخروج ما لم يتأكدوا من التزامه


وإذا أصرّ على عناده، فغالبًا ما كانت فترة حبسه ستمتد

 إلى أجل غير مسمّى


النوافذ مفتوحة في هذا المكان البارد، 

والرياح تتسلل ببطء من خلالها، 

فتجعل الستائر تتمايل وتضرب الإطار الخشبي بنمط غير منتظم


لم يزره أحد طوال أكثر من أسبوعين منذ أن حُبس هنا


وكان أول من جاء لزيارته شخص يعرفه تشي مو ياو — 

السماوي الموقر غوان نان


كان سجن يو تشاولو مجرد لحظة عابرة بالنسبة لتشي مو ياو وشي هواي ، 

فالمشهد كان يمر سريعًا ، 

حتى ظهر السماوي الموقر غوان نان وعاد تدفق الزمن في 

عالم الوهم الداخلي إلى حالته الطبيعية


ابتسم يو تشاولو عندما رأى السماوي غوان نان: 

" لم يكن أحد ليزورني سواك يو يوان ."  


ذلك هو الاسم الحقيقي للسماوي الموقر غوان نان —-


في عالم الزراعة ، الطريقة المعتادة لمناداة مزارع في 

مرحلة ولادة الروح هي استخدام لقبه الطاوي مع لقب "السماوي الموقر"


أما الأصدقاء المقربون، فينادونه باسمه


سأل يو يوان بسخرية : " ما الذي جعلك تظن أنني لست مسجونًا هنا أيضًا ؟"


يو تشاولو : “ أشك في أنك قد تسبب المشاكل ، 

بطبيعتك المتحفظة ورفضك التدخل في شؤون الآخرين ، 

وصبرك الدائم .”


جلس يو يوان مقابل يو تشاولو برأس منخفض : 

“ لقد تحدثت نيابةً عنك…”


{ لكن من الواضح أن ذلك لم يكن له أي تأثير }


ابتسم يو تشاولو فجأة ابتسامة دافئة : “ آسف لأنني أزعجتك . 

لا بد أن الدفاع عني كان صعبًا ، أليس كذلك؟”


رد يو يوان بنبرة مملوءة بالأسى : “ لماذا الآن ؟ 

كنت ستدخل في عزلة قريبًا وتخترق إلى مرحلة ولادة الروح . 

وقد خططت لإقامة مراسم الارتقاء بعدها . 

أما الآن… فستكون مطاردًا بالشياطين الداخلية ،

وقد فقدت موهبتك المميزة كذلك…”


قال يو تشاولو بهدوء : “ هل هناك وقت مناسب لأمور كهذه أصلًا ؟”


: “ أنا فقط لا أفهم كيف يمكن للطائفة أن تتعامل مع الأمر بهذه الطريقة . 

لو أن من وقع عليه اختيارهم كانت 'سي روييو ' … 

لكنت أنا—”

( سي روييو = تشي شان = زعيمة طائفة هي هوان ) 


قاطعه يو تشاولو قائلاً : “ أنتما أقمتما مراسم الارتباط 

الكبرى مسبقًا، لم يكن ليحدث شيء .”


يو يوان: “ وماذا ستفعل الآن؟”


: “ لا أعلم.”


“…”


أنزل يو يوان رأسه مجددًا في صمت


اضطر يو تشاولو إلى مواساته بدلًا من العكس:

“ أعلم أنك لا تجيد مواساة الآخرين، وليس بيدك شيء 

تفعله في هذه المسألة. 

لا تدمّر علاقتك مع بقية أفراد الطائفة من أجلي. 

ما جرى لي تم إخفاؤه جيدًا ، 

لذا ما زال هناك قدر من الاحترام يمكنني الحفاظ عليه بعد 

إطلاق سراحي .”


لم يكن أمام يو يوان إلا أن يُخرج جرس الكنوز المئة 

الخاص بيو تشاولو ووضعها على الطاولة المنخفضة، 

ثم أخرج بعض الحبوب والتعاويذ التي صقلها بنفسه، 

وقال: “ خذ هذه . سأعتني بتلاميذك في طائفة نوان يان .”


: “ ممم ، شكرًا لك "



وبعد مغادرة يو يوان ، ظهر سو يو فجأة ———


في الحقيقة —- كان تشي مو ياو يعلم أن سو يو كان يراقب 

هذا المبنى خلال الأيام الماضية ، 

وإلا لما كان الوهم ليُظهر هذا المكان


جلس سو يو بجانب يو تشاولو وأمسك بالحبوب الموضوعة 

على الطاولة ليتفحصها، لكن يو تشاولو انتزعها منه فورًا


تنهد سو يو فجأة : “ ذلك الشخص قبل قليل لا يبدو سيئًا الشكل —”


غضب يو تشاولو على الفور وأمسك بياقة سو يو بقوة وقال: 

“ لا تقترب منه !”


قال سو يو بنبرة خفيفة : “ لقد بلغ منتصف مرحلة ولادة 

الروح، لن يكون فريسة سهلة .”


وعندها فقط أفلت يو تشاولو قبضته عنه


مدّ سو يو يده نحو القواعد التي نسخها يو تشاولو وقال 

بإعجاب : “ خط جميل "


“…”


لم يرغب يو تشاولو في الرد عليه


عانق سو يو ذراعيه حول خصر يو تشاولو وهمس في أذنه: “ يمكنني مساعدتك

 على اختراق مرحلة ولادة الروح .”


: “ لا حاجة لذلك "


: “ إذا أصبحت موقرًا سماويًا ، يمكنك أن تضع مسافة بيني وبينك .”


“…”


أمسك يو تشاولو بيدي سو يو بعنف : “ هذا مبنى سو تشينغ ، 

أنقى الأماكن وأكثرها هدوءًا في طائفة نوان يان! 

لا يمكنك… أنت، أنت…”


ابتسم سو يو : “ الصمت أمر جيد . لن يقاطعنا أحد .”


هرب تشي مو ياو وشي هواي من هناك فورًا


لجآ إلى الطابق السفلي ثم التقطا أنفاسهما بارتياح


بدأ شي هواي يركل الحصى بملل


أما تشي مو ياو، فقد ختم حاسة السمع متأخرًا وسمع بعض 

الأمور التي لم يكن يرغب في سماعها

و عبارة “لا تعض” جعلت وجنتيه تحمران للحظة


{ أهذا عالم وهم للشيطان الداخلي … أم حلم جنسي ؟! }


سأل تشي مو ياو شي هواي عبر الإرسال الإلهي: 

“ إذاً هدف سو يو هو يو تشاولو؟”


: “ ممم .”


: “ متى سينتهي هذا…؟”


: “ لا أعلم .”


: “ هل ستولد قريبًا ؟”


: “ ليس من السهل على الموقرين السماويين في مرحلة 

ولادة الروح أن يُنجبوا طفلًا . 

فبدلًا من فترة الحمل العادية التي تمتد لعشرة أشهر ، 

عليهم أن يبدؤوا بتغذية الطفل مبكرًا . 

ولهذا يتمتع كل أبنائهم بمواهب ممتازة ويُولدون بطاقة 

روحية عالية . 

لا يزال أمامي سبع سنوات قبل أن أولد .”


: “ متى مات يو تشاولو؟”


: “ لا أعلم . لا أعرف هذا الشخص أصلًا .”


هذا صحيح، لم يكن يعرفه


لم يكن أحد يعلم أن يو تشاولو كان ذات يوم شريكًا زراعيًا 

لوالدة شي هواي، ولم يعرف أحد متى توفي


بل إن قلة قليلة فقط كانوا يعرفون أن والدة شي هواي كانت 

يومًا ما تلميذة في طائفة نوان يان


مزارعون كان يفترض أن يعيشوا حيوات باهرة، اختفوا هكذا بكل بساطة


في البداية، دُهشوا حين رأوا التلميذين المتوفيين للزعيم 

شي لين في وهم شيطان سو يو


لكن فيما بعد ، كانت الصدمة الأكبر حين رأوا شي هواي صغيرًا هناك


في المشهد ، كان عمر شي هواي لا يتجاوز الأربع أو خمس سنوات


وإذا أضفنا السنوات السبع السابقة ، 

فهذا يعني أنه قد مرّ اثنا عشر عامًا منذ التقى يو تشاولو بسو يو


خلال هذه المدة ، لم يُظهر يو تشاولو أي سلوك عدواني، 

وتصرف كما ينبغي، 

حتى إن طائفة نوان يان بدأت تخفف رقابتها عليه تدريجيًا


وبما أنه هدأ واستقر ، بدأوا بإخباره عن الأسباب التي 

دفعتهم للقيام بما فعلوه ، 

بل وعوّضوه ببعض الحبوب والكنوز السحرية ، 

بل تجرؤوا مرة على فتح مكتبة الأدوات السحرية له ليختار منها ما يشاء


أما سو يو —- فظلّ يزور يو تشاولو من حين لآخر ، 

وكان يتجاوز دفاعات طائفة نوان يان بسهولة ليصل إلى مقر 

إقامة يو تشاولو —— وبعد فترة صار حتى يحفظ أسماء بعض تلاميذه


وبسبب قوته العالية وسلوكه غير المتوقع ، 

لم يلحظ أحد زياراته المتكررة تلك في ذلك الوقت


لم يكن واضحًا تمامًا نوع العلاقة التي تطورت بين سو يو ويو تشاولو


فقد كانا يلتقيان من وقت إلى آخر ، 

ولم يعد يو تشاولو ينفر من سو يو كما في البداية


أحيانًا كانا يتحادثان ، 

وأحيانًا ينشغل كل منهما بأمره في نفس المسكن الجبلي، 

وأحيانًا أخرى كانا يتعانقان ليلًا ونهارًا



حتى جاء اليوم الذي صادفا فيه شي هواي، وقد فقد السيطرة على نفسه


في ذلك اليوم —- أخذ يو تشاولو تلاميذه لجمع الأعشاب 

الطبية بالقرب من حدود فصيل الشياطين


كانت أعشاب من الدرجة العالية تحرسها وحوش روحية ، 

لذا اضطر لقيادتهم بنفسه


كان يو تشاولو منهجيًا في تصرفاته


وعلى الرغم من أنه لم يبلغ بعد مرحلة ولادة الروح، 

إلا أنه لم يكن يفتقر إلى القوة


وبالفعل، نجحوا في جمع تلك الأعشاب


لكن أثناء عودتهم ، صادفوا حريقًا هائلًا في طريقهم


كان هذا الحريق غريبًا للغاية


السماء بدت وكأنها تشتعل ، والنيران تنتشر بجنون


وبما أن يو تشاولو يملك جذرًا روحيًا مائيًا، 

لم تكن إخماد النيران مشكلة بالنسبة له

و قرر التدخل ، وطلب من تلاميذه أن يغادروا أولًا


وحين اقترب من بحر اللهب ، رأى شخصًا مألوفًا — يون ييمو —-


شريكته الزراعية السابقة ( والدة شي هواي ) ——


في تلك اللحظة ، كانت يون ييمو تقاتل تنين الهوي الملتف في السماء


وخلفها —-  طفل يرتدي رداءً أحمر داكن


فتى يحمل قرن تنين في جبينه، 

وعيناه محتقنتان بالدماء، 

وملامحه مشوهة من الألم


بدا كأنه في حالة جنون وفقدان للسيطرة


توقف يو تشاولو للحظة ، لكنه لم يتردد في التقدم لمساعدتهم


سألها: “ ما الذي حدث؟”


يون ييمو أصيبت بالذهول حين رأته ——- احمرّت عيناها 

للحظة ، لكنها سرعان ما تماسكت وقالت:

“ أخذته للخارج ليلعب ، لكن يبدو أن الهوي شعر بالبعد عن 

والده فجعله يفقد السيطرة ، ليستطيع الظهور . 

الهوي ينوي التهامه .”


: “ يمكنه إيذاء سيده؟!”


: “ نعم. تنبن الهوي لم يرغب في عقد الروح منذ البداية ، 

والآن وقد نُقل العقد جزئيًّا إلى طفل ، أعتقد أنه كان غاضبًا 

منذ فترة ، لكن لم أتوقع أن يتصرف فجأة هكذا .”


لم تكن هناك أي مؤشرات سابقة —— انفجر كل شيء 

دفعة واحدة عندما أخذت يون ييمو شي هواي الصغير إلى 

مكان بعيد عن شي لين، فاستغل الهوي الفرصة لمحاولة التهامه


شي هواي لم يكن سيدًا يعترف به الهوي


ويون ييمو لم تكن مزارعة عادية ، لكنها رغم ذلك كانت 

تصارع الهوي في حالته المسعورة وهي مصابة بجروح 

خطيرة ولم تعد قادرة على الصمود


وحين أدرك يو تشاولو أن الهوي يستهدف الطفل ، 

أمسك به فورًا وهرب مستخدمًا تعويذة تنقّل


لكن الهوي لم يسمح له بالهرب


تخلّى عن يون ييمو وطارده بلا هوادة


وإن كان يُوصف عادة بالتراخي ، 

ففي هذه اللحظة كان الهوي عازمًا بكل ما أوتي من وحشية 

على كسر عقد الروح والانتقام


كانت هذه فرصة لا تتكرر — و لا بد أن يقتل هذا الطفل


لم تكن يون ييمو وحدها، 

لكن للأسف كان أحد مرافقيها مصابًا إصابة قاتلة، 

والآخر قد مات بالفعل


وحدها يون ييمو بقيت لتقاتل


كانت يون ييمو في مرحلة ولادة الروح، 

أما يو تشاولو فلم يتجاوز بعد قمة مرحلة الجوهر الذهبي


هرب بالطفل عبر الغابة بأقصى سرعة، 

لكنه لم يستطع التخلّص من الهوي الذي كان كإعصار مدمر 

يخرب كل شيء خلفه


وعندما فتح الهوي فمه الهائل لابتلاع الاثنين دفعة واحدة، 

طعنه يو تشاولو بسيفه وحاول مقاومته بشدة


وحين نفث الهوي نيرانه ، 

أحاط يو تشاولو نفسه والطفل بتعاويذ مائية ، 

واستخدم جسده ليحمي الطفل


لكن الطفل في حضنه كان في حالة هياج أيضًا


لم يكن فقط قلقًا ومضطربًا ، بل حاول التملص وعضّ يو تشاولو في ذراعه


تلاشت التعاويذ المائية تدريجيًا


كما بدأت ثيابه المسحورة تفقد قدرتها الدفاعية


كان يُطهى حيًّا، وفي النهاية لم يكن أمامه سوى استخدام 

ضربة كفّ ليخلق قوة دفع تبعدهما عن الهوي


ورغم أنه نجا من الضربة، 

إلا أن يو تشاولو أُصيب بجراح بالغة


وكانت طبيعة الضرر الناجم عن العنصر المضاد (النار 

مقابل الماء) تجعل إصاباته أسوأ


ومع ذلك، ظل متمسكًا بحماية الطفل في حضنه

وبدأ يواسيه قائلاً:

“ لا تخف…”


وكأنه خشي أن يُخيف الطفل بمظهره الملطخ بالدماء، 

استخدم تقنية التنظيف البسيطة على نفسه


لم يكن يريد أن يقابل طفل يون ييمو بهذا الشكل البائس


كان شي هواي يقف على الجانب، يراقب المشهد بتصلب

استغرق وقتًا طويلًا قبل أن يجد صوته ويقول:

“ هو… أنقذني؟”


تشي مو ياو كان مصدومًا أيضًا : “ أجل، يبدو كذلك.”


: “ لكني لا أتذكر شيئًا من هذا "


: “ كنت في حالة هياج، فمن الطبيعي أنك لا تتذكر "


: “ هو… لماذا يكلف نفسه العناء؟” تمتم شي هواي بذهول


لم يستطع أن يقول إنه كان أحمق لإنقاذه


فلو قال حتى الشخص الذي تم إنقاذه ذلك، 

فكم سيكون ذلك محبطًا ومُهينًا ليو تشاولو؟


كان مجرد مشاهدة هذا المشهد مؤلمًا له



يو تشاولو لم يكن ندًّا للهوي، فلماذا لم يهرب ؟


جراح هذا المزارع العميقة جعلت شي هواي يشعر بذنب هائل


لا سيّما وأنه كان طفل …هذين الاثنين


هذه المرة ، وصل سو يو متأخرًا —- 


كان يو تشاولو يحتضر بالفعل ، 

وما زال يحتضن شي هواي الصغير بين ذراعيه


وصلت يون ييمو بعده ، لا تزال تصارع الهوي بشراسة


لم يحتاج سو يو سوى إلى بضع ضربات ليجبر الهوي على 

العودة إلى عقد الروح داخل جسد شي هواي


لم تكن هذه المرة الأولى التي يقاتل فيها سو يو هذا الكائن


شي لين احتاج إلى الهوي ليعادل قوته


أما الآن، وبعد أن قاتل بمفرده لفترة وأصيب على يد يو 

تشاولو ويون ييمو، أدرك الهوي أنه لا يُضاهي سو يو، 

فانسحب طوعًا إلى داخل العقد


اقترب سو يو من يو تشاولو، ونظر إلى حالته البائسة، ثم إلى الطفل في حضنه

في تلك اللحظة، لا أحد يعرف ما الذي كان يشعر به.


قال فقط:

“ أنت فعلاً أحمق "


لم يستطع سو يو أن يفهم هذا الرجل ( تشاولو ) …

الناس جميعًا قالوا إنه بارد القلب وقاسٍ —-

لذا بدأ يستمتع بإثبات أنه لا يوجد خير مطلق


وأن الشر يمكن أن ينبت في قلب كل من يذوق اليأس —

بما أن لا أحد قديس ، فمن أنتم لتحكموا عليّ بأني تجاوزت الحد ؟


لكن هذا الشخص… كان الاستثناء ——


في البداية ، كان انطباع سو يو عن يو تشاولو أنه مجرد 

وسيم يمكن التسلية به في أوقات الفراغ


كان يحب هذا النوع من القصص ؛ شخص نقي كصفحة 

بيضاء ، يتلطخ بالظلام شيئًا فشيئًا لأجل الانتقام ،

كان يعشق ذلك التدهور —-


لكنه، كل مرة ذهب فيها ليراقب هذا الرجل… 

ليرى كيف تغيّر مع مرور السنوات…

اكتشف أنه لم يتغير قط


تلك الصفحة التي ظن أنها تلطخت بالحبر… 

إذا رفعتها ونفضت ما عليها، ستراها ناصعة كما كانت


لهذا استنتج أنه كان يتعامل مع أحمق


لكن يو تشاولو تجاهله


حاول أن يفتح ذراعيه، ولمّا تأكّد أن الطفل قد فقد وعيه 

ولم يعد في نوبة الهياج، ارتاح أخيرًا


اقتربت يون ييمو، وأول ما فعله هو أنه أعطاها الطفل


فجأة، غضب سو يو وأمسك بملابس يو تشاولو وصرخ به:

“ قل لها! أخبرها كيف عشت طوال هذه السنوات !”


لم يقل يو تشاولو شيئ


أراد أن يدفعه بعيدًا لكنه لم يعد يملك القوة لذلك


قال سو يو مرة أخرى:

“ انظر إليها، تحظى بحب شريك زراعتها والآن تكرّس نفسها 

لحماية طفلها. أما أنت؟ 

كيف يمكنك أن تنقذ طفلها ؟!”


همس يو تشاولو:

“ سو يو… كفى "


لكنه لم يتوقف —- التفت نحو يون ييمو وقال:

“ أتدرين لماذا أنقذته —”


لكن، رغم أن قواه كانت قد استُنزفت ، 

إلا أن يو تشاولو أمسك بكمّ سو يو. قال بصوت مرتجف اختنق بالبكاء :

“ أرجوك …”


حينها فقط، صمت سو يو أخيرًا


لكن— حتى إن لم تُقل الكلمات — فقد فهمت يون ييمو ما يقصده


احتضنت طفلها ، وركعت بصمت ودموعها تنهمر، 

وأرادت أن تنحني لجبهتها احترامًا له

لكن يو تشاولو أوقفها


قال لها:

“ لا داعي لذلك. 

طالما أنه يعاملكِ جيدًا، فهذا يكفي . 

أنتِ أيضًا ضحية، أليس كذلك ؟”


قالت فقط :

“ أنا آسفة .”


أجابها :

“ لم ألومكِ قط. شكرًا لعدم لومكِ لي على عجزي عن حمايتكِ .”


كان شي هواي واقفًا هنا طوال الوقت ، 

يراقب والدته وهي ترحل حاملة طفولته بين ذراعيها


كان شاردًا


الآن فقط فهم لماذا أصبحت والدته مكتئبة بعد ذلك


ربما كان هذا هو اليوم الذي بدأت فيه تشعر بالذنب


وليس شوقًا لحبيب سابق ، بل كان ضميرها هو من أكلها حيّة


والذنب نفسه اشتعل في صدره الآن ، وهو يراقب هذا المشهد


أخيرًا، فهم لماذا قال له سو يو إنه مدين لذلك الشخص 

الراقد في التابوت بثلاث سجدات


ربما ليس بالضرورة سجدات …

لكنه كان مدينًا له بشكرٍ صادق


وبعد رحيل يون ييمو، لم يعد يو تشاولو قادرًا على التحمل، 

وفقد وعيه


حدّق سو يو في يو تشاولو طويلًا، وقد تاه في أفكاره


ربما كان يأسف تلك القناعة القديمة التي حطّمها هذا الرجل للتو


حاول سو يو أن يحتضنه ، لكنه فوجئ بأن جسد يو تشاولو كان زلقًا كأنه سمكة


فزع على الفور


دفع بهالته الروحية لتفحّص حالته، 

فوجد أن طاقته الروحية كانت تموج بعنف داخل جسده



لقد أُصيب بجراح بالغة لدرجة أن العواقب لن تقل عن 

جروح التقدّم القسري في الزراعة


لأول مرة —— ارتبك سو يو حقًا


ضخ طاقته الروحية في جسد يو تشاولو وهو يصرخ باسمه:

“ يو تشاولو! تشاولو! 

كيف وصلت إلى هذه الحالة ؟! 

متى حاولت اختراق مرحلة ولادة الروح بالقوة ؟! 

لماذا لم تخبرني ؟! 

كيف تخرج مع تلاميذك وأنت على هذه الحال وتحاول إنقاذ الآخرين؟! 

هل أنت أحمق فعلًا ؟!”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي