القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch8 | SJUTM

Ch8 | SJUTM



: “ بالطبع ساوزي!” قال شي ونشوان بابتسامة مشرقة


تفحّصه شين آنتو من الرأس حتى أخمص القدم بعين حادة أشبه بجهاز أشعة سينية


بإمكانه تمييز بعض ملامح شي دوو فيه


كلاهما طويل القامة بشكل مبالغ فيه،

لكن وجه شي ونشوان كان أكثر استدارة، 

وشعره مصبوغ بلون رمادي عصري


ظل يبتسم بتلك البراءة الطفولية التي تجعله محبوبًا من اللحظة الأولى


رحّب به شين آنتو قائلاً:

“ اجلس على الأريكة ، ماذا تحب أن تشرب ؟ 

سأحضره لك ”


“ أي شيء ! شكرًا ساوزي!”

وضع شي ونشوان ألبوم الصور على الطاولة أمامه،

ثم جلس مستقيمًا على الأريكة، ويداه على ركبتيه كأنه 

تلميذ مهذب في مدرسة ابتدائية


بعد دقائق، عاد شين آنتو من المطبخ يحمل كوب من 

عصير الليمون وطبقًا من فطائر البيض الصغيرة.

قال وهو يقدّم الطبق:

“ أعددتُ هذه الفطائر مع الخالة تشاو ظهر اليوم .

أعدتُ تسخينها الآن ، 

قد لا تكون بنفس طعمها وهي طازجة… لكن جرّب واحدة ؟”


كان شي ونشوان على وشك أن يمد يده لأخذ واحدة،

لكنه تذكر فجأة أنه لم يغسل يديه : 

“ سأغسل يدي أولًا ساوزي.”


وبينما يسير في اتجاه خاطئ، ناداه شين آنتو :

“ الاتجاه خطأ ، الحمام في الجهة الأخرى .”


توقف شي ونشوان في منتصف الطريق، ثم غيّر مساره :

“ آه، سأغسل في المطبخ إذاً ، إنه أقرب .”


وبعد أن غسل يديه بسرعة ، 

عاد مسرعًا والتهم أول فطيرة بلقمة واحدة : 

“ واو ! لذيذة جدًا ! مهاراتك في الطبخ مذهلة ساوزي!”


ضحك شين آنتو بلطف :

“ حقًا ؟ سعيد أنها أعجبتك ”


ولم ينسى شي ونشوان مهمّته ، فأشار إلى ألبوم الصور السميك على الطاولة : 

“ ساوزي ألقِ نظرة . الأخ شي طلب مني طباعته من أجلك…

يداي ما زالتا دُهنيتين، لذا عليك أن تفتحه بنفسك.

وإذا وجدت شيئًا لا تتذكره ، اسألني فورًا .”


ثم تناول الفطيرة الثانية


أمسك شين آنتو بالألبوم، شاعراً بثقله في يده : 

“إذًا… أنت تعرف كل شيء عني وعن شي دوو؟”


أمال شي ونشوان رأسه للوراء وأخذ رشفة من عصير الليمون

وحين انتهى من مضغ لقمة، قال:

“ أوه، أعرف كل شيء ! 

عندما كنت تدرس في الخارج ، كنت أنا أيضًا أدرس في الخارج —

ولا أستطيع حتى تذكّر عدد الرسائل الدولية التي كنت أوصلها بينكما .

يمكنك مناداتي بشي ونشوان العقعق البشري .”


( العقعق هي رموز الحظ السعيد والحب. 

في الفولكلور الصيني ، خلال مهرجان تشيشي ( عيد الحب الصيني ) ، 

يشكل قطيع من ' العقعق ' جسرا لم شمل الفتى وفتاة )





ضحك شين آنتو: “ لابد أن ذلك كان مرهقًا عقعق-ديدي ”


كاد شي ونشوان أن يختنق بعصيره : 

“ كح، كح… لم يكن بهذا السوء .”


فتح شين آنتو ألبوم الصور ، 

وكانت أول صورة يراها قديمة ومنخفضة الجودة 

التاريخ والتعليق أسفلها جعلا عينيه تلمعان


[ التُقطت في أوائل يوليو 2010، 

بعد اختبارات نهاية السنة الثانية من المرحلة الثانوية ] 


الصورة لنصف الجسد ، تجمع بينه وبين شي دوو وهما يرتديان الزي المدرسي ،

شي دوو على اليسار ، وشين آنتو على اليمين


شعر شي دوو محلوق وملامحه صارمة — لا تختلف كثيرًا عن الآن


كان وسيمًا، لكن وجهه الطفولي قليلًا كان يوحي بأنه طفل 

يحاول أن يبدو ناضجًا أكبر من عمره


: “ كان شي دوو لطيفًا جدًا وقتها !”

لم يستطع شين آنتو إلا أن يقولها، وظل يحدّق في نسخة 

شي دوو الثانوية طويلاً


استغل شي ونشوان الفرصة ليُغدق عليه بالثناء :

“ أكيد ! وسيم جدًا ! تطابق مثالي لك ساوزي!”


ثم انتقلت نظرة شين آنتو إلى النسخة الأصغر من نفسه في الصورة


كان مختلفًا تمامًا عن صورته الحالية — أنحف بكثير ، 

وأقصر من شي دوو برأس كامل


ملامحه لم تكن قد اكتملت بعد، 

حتى إن جنسه لم يكن واضحًا من النظرة الأولى


يبدو عابسًا، وكأن التقاط الصورة مع شي دوو لم يكن برضاه


تأمّل نفسه طويلًا، ثم سأل:

“ هل كنا متشاجرين آنذاك ؟ لا أبدو سعيدًا أبدًا ”


أجابه شي ونشوان:

“ ربما . 

كنت تخطط للسفر للدراسة في الخارج ، 

بينما قرر أخي أن يبقى . 

حتى أنك لم تختبر اختبار القبول الجامعي .”


أثار هذا التعليق شيئًا في ذهن شين آنتو


مرّت أمام عينيه مشاهد عابرة، 

وتذكّر على نحو مبهم أنه لم يخضع فعلًا لذلك الامتحان


نظر إلى الصورة قليلًا، ثم قلب الصفحة التالية


كانت أكثر ضبابية من سابقتها، وكأنها التُقطت بعفوية 

الخلفية باهتة ، لكن المشهد بدا نابضًا بالحياة


تخيّل يومًا صيفيًا خلال حصة رياضية، 

وفتيانًا يغادرون الملعب وهم يلوّحون بأطراف قمصانهم لتبريد أنفسهم


في الصورة، كان شي دوو قد رفع قميصه، كاشفًا عن خصره النحيف


تساءل شين آنتو إن كانت لديه عضلات بطن آنذاك، 

لكن رداءة جودة الصورة لم تسمح بتأكيد ذلك


قال وهو يتأمّل :

“ لست موجودًا في هذه الصورة .”


أشار شي ونشوان إلى هيئة باهتة تمرّ خلف شي دوو وأصدقائه قائلًا :

“ بل أنت هنا ساوزي ”


قال شين آنتو بتشكّك :

“ كيف عرفت ؟ لا يمكن حتى تمييز الوجه ”


أجابه شي ونشوان بثقة :

“ كنت هناك . أنا من التقط الصورة ”


ظل شين آنتو مترددًا، 

لكنه قلب الصفحة التالية، فظهرت صورة أخرى ضبابية من مسافة بعيدة،

وكان فيها جالسًا وحده قرب بركة ماء، يرسم على لوحٍ خشبي


زاوية الالتقاط أوحت بأنها أُخذت من طابقٍ علوي


في تلك اللحظة ، تدفقت إلى ذهنه ذكريات الرسم


تذكّر لوح الألوان، وملابسه الملطّخة بالطلاء، 

والدلو الذي كان يغسل فيه فرشاته


لاحظ شي ونشوان توقفه عند الصورة، فبدأ يقلب الصفحات بنفسه وقال:

“ ليست هناك صور كثيرة من المرحلة الثانوية ، 

لكنني التقطت بعضها خلسة بهاتفي .

لكن إن واصلت التصفح ، فهناك الكثير غيرها .”


كانت الصور مرتبة ترتيبًا زمنيًا، 

تبدأ من عام 2010 وتنتهي في يونيو 2020، أي صيف هذا العام


معظمها التقط لحظاتٍ يومية عادية تجمع بين الاثنين —

بعضها لشين آنتو وحده، وبعضها مع شي دوو، وبعضها مع آخرين


بعض الصور التُقطت باحتراف، بتكوين وإضاءة مثاليين، وبعضها الآخر كان مجرد لقطاتٍ عفوية بالهاتف


المفاجئ أن القليل منها فقط أظهر وجهيهما كاملَين من الأمام


واصلا تصفح الألبوم باهتمام،

وكلما ظهر شي ونشوان في صورة، 

كان يعلّق على ما يتذكره منها لشين آنتو


أما آخر صورة، فكانت من هذا الصيف، 

تُظهر ظلَّي شين آنتو وشي دوو وهما يمسكان بأيدي بعضهما،

دون أن تظهر ملامحهما


تنهد شي ونشوان قائلًا:

“أنتما الاثنان لم تكونا تحبان التقاط الصور،

وفوق ذلك ابتعدتما عن بعضكما لأربع أو خمس سنوات،

فليس من المستغرب أن تكون الصور التي تجمعكما نادرة.”


رفع شين آنتو حاجبه وهو يقلّب إلى الصفحة الأولى مجددًا وقال:

“مع حبيب مثل شي دوو؟ 

استطعت أن أقاوم وأمنع نفسي من نشر 800 صورة يوميًا لأتفاخر بعلاقتنا ؟”


انفجر شي ونشوان ضاحكًا :

“ كنت تفعل ذلك فعلًا ساوزي!

لكن ما إن بدأت الفتيات يتركن تعليقات يسألن فيها عن 

حساب أخي على ويتشات، حتى توقفت !”


قال شين آنتو وهو يتأمل صور المرحلة الثانوية من جديد:

“ الغريب أنني لا أتذكّر أي صورة من الصور المتأخرة،

لكن هذه الصور من أيام الثانوية… خصوصًا الأولى… أشعر أنها مألوفة جدًا .”


بينما يتأمّل شي دوو في الصورة ،

شعر وكأنه سيلتفت إليه في أي لحظة ويحدثه


أومأ شي ونشوان رأسه موافقًا، وقال بحماس:

“ أعرف تمامًا ما تقصده!

ألا ترى أن الصورة تبدو كأنها صورة عقد زواج ؟

لو غيّرنا الخلفية إلى الأحمر ، ألا تبدو كذلك تمامًا ؟”



نظر شين أنتو إليه من جانب عينه : " تسك، أنت..."


ابتلع شي ونشوان ريقه


ابتسم شين أنتو له : " أنت بارع في الكلام …. تناول فطيرة بيض أخرى ."


ضحك شي ونشوان مجدداً : " لا، لا، على الإطلاق! شكراً، ساوزي!" 


كانت الأجواء بين الاثنين متناغمة تمامًا


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي