Ch9 | SJUTM
في تمام الساعة السادسة مساءً ،
غادر شي دوو المكتب في موعده
ما إن خطا خطوتين حتى أوقفه تشو مينغ هوي
قال بنبرة تنمّ عن التلميح :
“ تغادر مبكرًا مجددًا لاو شي؟
كنتَ تعامل الشركة وكأنها منزلك الثاني ”
أدرك شي دوو نبرة التحقيق ،
لكنه لم يكن مهتمًا بالخوض في جدال :
“ هل هناك أمر تريده ؟”
لم يعد تشو مينغ هوي قادرًا على كتم ما في قلبه :
“ هل الأمر بسبب شين… ذلك الفتى ؟
لاو شي، هل أنت جاد بشأنه ؟
في الآونة الأخيرة، ليس أنا وحدي من لاحظ التغيّر—لا أحد
استطاع إقناعك بالخروج ليلًا ،
صرتَ تأخذ عملك إلى المنزل، وحتى حين تفقدتُ القصر
القديم لعائلتك، لم تكن هناك .
هل كنت تقيم معه طوال هذه الفترة ؟”
ردّ عليه شي دوو بهدوء :
“ هو يسكن في فيلتي .
هل في ذلك ما يُعيبني إن عدتُ إلى منزلي ؟”
ظلّ وجهه خاليًا من أي انفعال،
لكن تشو مينغ هوي لم يستطع تجاهل أن تصرفاته مؤخرًا
لم تكن على طبيعته :
“ ربما أنا أُفرط في التفكير ،، سمّه فضولًا زائدًا ….
لكن لا تنسَى من هو شين… تلك ‘الأميرة’ في الواقع ...
وبما أنك لا تسمح لي بمشاهدة تسجيلات المراقبة ، فلا
فكرة لديّ عما يجري معه .
فقط، لا تدعه يخدعك .”
نظر شي دوو إلى ساعته :
“ اجعل حديثك مختصرًا . أمامك دقيقتان .”
انزعج تشو مينغ هوي :
“ ما بالك، لاو شي؟
أقول لك، تصرفاتك غريبة مؤخرًا .
هل ألقى عليك تعويذة أو شيء من هذا القبيل ؟
هل أنت متشوق لرؤيته إلى هذه الدرجة ؟
صحيح أنه جذاب ، لكنني كنت أظنك تمزح لا أكثر .
هل بدأت تتعلّق به فعلًا ؟”
رفع شي دوو حاجبه قليلًا وقال ببرود :
“ عشاء الرئيس تشانغ في السادسة والنصف .
السائق ينتظرنا في الأسفل .”
تعثر لسان تشو مينغ هوي :
“ أليس من المفترض… أنك متلهف لرؤية الأميرة شين ؟”
مرّ شي دوو من جانبه :
“ إن كنت ستأتي، هيا بنا . يمكننا التحدث في السيارة .”
لكن حتى بعد ركوبهما السيارة ، لم يتوقف تشو مينغ هوي عن الكلام :
“ أنا فقط قلق .
من يدري ما الذي يخطط له بهذا التمثيل ؟!
ادّعاء فقدان الذاكرة ؟ كن حذرًا ”
لم يُجبه شي دوو، بل أنزل الحاجز بين المقعد الأمامي والخلفي وسأل:
“ ما الجديد بشأن عائلة شين ؟”
أجابه تشو مينغ هوي :
“ كنت على وشك إخبارك بذلك .
سايمون تعقّب المصحّة الذي كان شين لين يتعافى فيه،
لكننا أخفينا آثارنا جيدًا—لم يتمكنوا من العثور على شيء.”
سايمون سكرتير أحضره شين آنتو من الخارج ،
وكان كفؤًا بقدر رئيسه
وفي غياب شين آنتو، تمكّن من الحفاظ على استقرار
شركة جينشنغ ، بينما قاد بنفسه عملية البحث عنه
كانت الشائعات تملأ الأوساط حول اختفائه ،
وأكثرها انتشارًا تقول إنه سقط في البحر مع باب الطائرة المكسور أثناء الحادث
الشهادات التي وصلت كانت متضاربة ،
ومع قيام شي دوو بنشر معلومات مضللة سرًا ،
ازدادت مهمة سايمون تعقيدًا
لكن، لم يكن من الممكن إخفاء إنسان حيّ دون ترك أثر
لقد اكتشف سايمون مركبة مشبوهة غادرت منتجع جبل
أومانشي في توقيتٍ مقارب للواقعة
سلكت تلك السيارة طريقًا معزولًا لا تغطيه كاميرات مراقبة، ثم اختفت عن الأنظار
وكان سايمون يشك في أن لتلك السيارة علاقة بالحادث
نظرًا لحالة شين آنتو المجهولة واحتياجه المفترض إلى
رعاية طبية عاجلة ،
استنتج سايمون أن السيارة لا يمكن أن تكون قد ذهبت بعيدًا
و بدأ بإرسال فرق لتفتيش المستشفيات القريبة ،
لكن بعد أسبوع كامل ، لم يعثروا على شيء
وذلك لأن شي دوو لم يأخذ شين آنتو إلى مستشفى عام،
بل أخفاه في مصحّة خاصة تملكها عائلة شي،
وهي منشأة تُستخدم عادة لتقاعد كبار المسؤولين
والشخصيات النافذة
لم يخطر هذا الاحتمال على بال سايمون ،
كما أنه لم يجرؤ على الاقتراب من ذلك المكان
لكن اختفاء شين آنتو طال أكثر من اللازم ،
ومهما بلغت كفاءة سايمون، فبقي مجرد سكرتير ،
وقد بدأ مجلس الإدارة يضغط عليه بشدة ،
ولم يعد قادرًا على الصمود لفترة أطول ،
لذا وسّع نطاق البحث في الأسبوع الثاني ——
قال تشو مينغ هوي، وقد بدأت السعادة على ملامحه شيئًا
فشيئًا مع حديثه،
حتى بدت شخصيته الصاخبة تطفو على السطح:
“ فقط البارحة قاد سايمون الفريق بنفسه لجمع المعلومات .
استجوبوا كل طبيب وممرضة في المصحة ، وراجعوا تسجيلات المراقبة .
وفي النهاية، عثروا على سجل طبي لشاب يحمل اسم العائلة شين .”
وبينما يتحدث، تمدد تشو مينغ هوي في المقعد الخلفي،
باسطًا ساقيه على المقعدين، حتى كاد أن يلامس ركبة شي دوو
ألقى شي دوو عليه نظرة جعلته يجلس مستقيمًا في الحال :
“ حسب الترتيب الذي وضعناه ، السجل الطبي يعود لممثل
صاعد يحمل لقب شين ،
أتى ليتعافى بعد أن تعرّض للضرب من قبل راعٍ له ميول غريبة .
وبما أن له شهرة بسيطة ، أبقينا هويته سرية ، ولهذا لم
يتمكن سايمون من العثور عليه .
الآن، ما لم يتواصل شين لين بنفسه ، فسيصل سايمون إلى طريق مسدود .
السؤال الحقيقي هو: هل فقد شين لين ذاكرته فعلًا ؟”
بعدما انتهى من كلامه ، استدار تشو مينغ هوي نحو شي دوو وقال:
“ لاو شي هل أنت متأكد أنك قادر على التعامل مع كل هذا بمفردك ؟
الفيلا ضخمة ، وعليك تفقد جميع أجهزته الإلكترونية ، وفوق ذلك تدير الشركة .
هل ستتحمل كل هذا ؟”
شي دوو بهدوء :
“ قلت لك من قبل ، لا أحتاج إلى مساعدة أحد .”
وفي تلك اللحظة ، اهتزّ هاتفه .
فتحه ليجد رسالة على ويتشات من شي وينشوان، مرفقة بصورة وتعليق:
【ساوزي دعاني لأتناول العشاء عنده~】
كانت الصورة تُظهر شين آنتو منشغلًا في المطبخ،
وقد رفع أكمامه حتى مرفقيه،
وبشرته البيضاء تتوهج تحت الضوء الفلوري وكأنها مصدر إضاءة بحد ذاتها
لاحظ تشو مينغ هوي التغير الطفيف في ملامح شي دوو وسأله :
“ ما الأمر ؟”
أعاد شي دوو الهاتف إلى جيبه وقال :
“ لا شيء . أرسلتُ شي وينشوان اليوم لاختباره ”
بدت الحيرة على وجه تشو مينغ هوي:
“ شي وينشوان؟
ما الذي يستطيع ذلك الأحمق العاشق فعله ؟
لم أفهم حتى الآن لماذا جعلته مسؤولًا عن شركة بيي تشينغ إنترتينمنت.”
لم يجب شي دوو فورًا
توقفت السيارة عند إشارة حمراء بجانب متجر كعك
في الخارج، وقفت أمّ برفقة طفلها الذي كان يبكي بتوسل طالبًا كعكة
أشار شي دوو نحو الأم والطفل وسأل:
“ عندما كنت صغيرًا ، إن رغبت في كعكة وقالت لك أمك لا،
ماذا كنت ستفعل ؟”
أجاب تشو مينغ هوي وهو متردد :
“ ربما كنت سأبكي مثل ذلك الطفل ،
أو أسرق بعض المال من البيت لأشتريها بنفسي .”
ثم تابع، وقد بدا عليه أنه لا يفهم إلى أين يقود هذا
الحديث، منتظرًا تفسير شي دوو
قال شي دوو:
“ هل تعرف ماذا فعل شي وينشوان؟
أخبر والدته أن ابن عمّه لم يبلِ جيدًا في الامتحانات وكان محبطًا ،
ولذلك أراد أن يشتري لي كعكة ليرفع من معنوياتي .”
تحولت الإشارة إلى خضراء ، وتحركت السيارة تاركة متجر الكعك خلفها
: " في اليوم التالي، أحضر الكعكة إلى المدرسة لكنه أعادها إلى المنزل ،
قائلاً لأمه إنني لم أعجب بها وسأفضل هديةً أخرى .
وبعد أيام قليلة، وصلتني شحنة تحتوي على قلم من
الإصدار المحدود — واحد من عشرة فقط في البلاد ."
أخرج شي دوو هاتفه ، ونقر على الشاشة عدة مرات قبل أن يضعه جانباً
نظر تشو مينغ هوي إليه محتاراً : " إذن فالطفل في الواقع لطيف جداً ؟"
ضحك شي دوو : " شي ونشوان كان يعرف أني لا أحب الحلويات ، وأني دائماً الأول في المدرسة .
ادّعى أنه أحضر الكعكة لي، لكنه في الحقيقة أرادها لنفسه.
و حين جلبها إلى المدرسة ، لم يقترب مني أصلاً .
ما كنت لأعرف شيئاً لو لم يصلني ذلك القلم لاحقاً .
كان لديّ واحد مثله ، لكن شي ونشوان كسره قبل أسبوع .
أخبرته أن عليه تعويضه ، وإلا سأضربه كلما رأيته ."
ثم أضاف: " كان عمر شي ونشوان ست سنوات فقط وقتها ،
وكان قد بدأ للتوّ الصف الأول ."
تعجّب تشو مينغ هوي: " من كان ليخمن ذلك؟
ألم يكن يلاحق تلك الممثلة الأكبر منه بعشر سنوات منذ زمن؟
ظننت دائماً أنه مجرد رومانسي ميؤوس منه !"
بعد توقّف قصير ، ربط تشو مينغ هوي الأمور :
" لهذا السبب أرسلته لملاقاة الأميرة شين آنتو "
بينما السيارة تتوقف أمام نادٍ راقٍ
( ملهى ليلي بس منظم اكثر خاص بالأغنياء ) ،
تحدث شي دوو قبل أن يفتح السائق الباب:
" إن كان يتظاهر بفقدان الذاكرة ، فليكن...
لنرى من منّا سيدوم تمثيله أطول "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق