Ch87 | TDVWD
تشي مو ياو لم يعد ينظر إلى الثعلب الأزرق بنفس النظرة
كان على وشك أن ينفجر عليه قائلاً # يا جدي
شيجي صغيرة و ما زالت في ريعان شبابها ،
كيف طاوعك قلبك ؟! }
لكن فجأة تذكّر أن شي هواي أيضًا أصغر منه بكثير ،
وفكر بيأس
{ أنا آخر من يحق له الحديث في هذا الموضوع… }
فحاول أن يتحقق من الأمر بنبرة حذرة وسأل من خلال الارسال الروحي :
“ حضرتك … كم تبلغ من العمر ؟”
أجابه الثعلب دون أن يرمش:
“ عمرك مضروب بثلاثين ”
”…”
{ هذا الثعلب المجنون أكبر مني بثلاثين ضعف !
وأخيرًا… وجدت شخص أشعر حياله بأني لست كبير في السن فعلًا ! }
وفجأة فهم تمامًا مشاعر شي لين حين علم أن شي هواي واقع في غرام أحدهم ،
هذا تمامًا مثل أن ترى الزلابية التي حشيتها ولففتها تُؤكل
أمامك… وبيد ثعلب عجوز
شعر بغصة في صدره ، لكنه لم يكن يملك الحق في الاعتراض
فكّر من زاوية أخرى:
{ الجد الثعلب قوي للغاية ، ومظهره رائع أيضًا…
لو انتهى بهما الأمر كرفيقين روحيين فلا شك أن يي
تشيانشي ستكون محمية جيدًا }
ظلّ يتنقل بين التنهد ، والتعزية الذاتية ،
ونظرات معقدة باتجاه الثعلب ،
حتى إن الأخير لم يعد يحتمل وجوده إلى جانبه ،
فابتعد عنه بنفاذ صبر
تمتم : “ البشر… مزعجون فعلًا "
لكن تشي مو ياو لحق به بخطوات صغيرة، وبدأ يثرثر خلفه :
“ شيجي مزاجها ليس الأفضل ، لكنها طيبة القلب…
قد تكون غافلة أحيانًا عن مشاعرك الصغيرة ،
لذا أتمنى ألا تأخذ الأمر على محمل الجد…”
وكان ينوي الاستمرار في إلقاء وصاياه الطويلة …
لكن فجأة ، لم يعد بوسعه إصدار صوت
توقف مكانه ، وظهرت على وجهه علامات الظلم
{ أوه… لقد فعل عليّ تعويذة الصمت }
فشعر بحزنٍ عميق وظلم شديد…
————————
في الأيام التالية، ظل تشي مو ياو ملازمًا لجانب لوو تشيونغتشي ،
فكلاهما من طائفة هي هوان،
ويعدّان عونًا لبعضهما البعض. وعندما يحين
وقت ترك الفصيل ، سيتمكنان من المغادرة معًا
الثعلب الأزرق كان دائم الاختفاء والظهور ،
يظهر فجأة عندما يُحتاج إليه ،
ويختفي في بقية الأوقات ، وقد بدأ تشي مو ياو يعتاد على هذا
لو تشيونغتشي اغتنمت فرصة واصطحبت تشي مو ياو إلى
السماوية تشي شان
في ذلك الحين ، كانت السماوية الموقرة تشي شان تصغي
لتقارير التلاميذ من القصر الثالث ، ولم تكن برفقة أي من كبار المزارعين
و تدلّك جبهتها بتعب ،
ثم لاحظت شيئًا ما،
فتتبعت بنظرها حركة تشي مو ياو من الجنوب إلى الشمال،
ثم ابتسمت، وكأنها اطمأنت أخيرًا
لم يتبادلا التحية بشكل واضح ، لكن المعنى قد وصل بالكامل
تشي شان التي كانت تعاني من صداع سابقًا، شعرت الآن بالارتياح ،
وكأن كل الجهود المبذولة هذه المرة لم تذهب سُدى
وقد عرف تشي مو ياو بالحقيقة من لو تشيونغتشي
طريقة بناء بوابة النقل كانت قد علّمتها تشي شان لطائفة تشينغ زي،
ولم تكن تتوقع أن تؤدي إلى كارثة كتلك،
مما جعلها تشعر بالذنب، وسيطر عليها الحزن طوال الوقت
من كان يتوقع أن تقترح السماوية شيان يوي فكرة بهذه
الوقاحة، وأن يتجاوب الآخرون معها بحماسة؟
كان من الصعب على السماوية تشي شان أن تتقبل هذا الأمر،
ويبدو أنها باتت تميل إلى التخلي عن السيد السماوي غوان نان،
والعودة إلى طائفة هي هوان لتصبح الزعيمة الحرة للطائفة
البقاء في طائفة نوان يان لفترة طويلة من شأنه أن يؤدي إلى الكآبة
ولكن حالياً السماوية تشي شان ما زالت ضمن صفوف طائفة نوان يان ،
فهي هنا قادرة على الوصول إلى المعلومات أولًا بأول ،
لتسرّبها سرًا إلى رجال طائفة تشينغ زي
وما كان لطائفة تشينغ زي أن تكون مستعدة سلفًا لولا تبليغ السماوية
الموقرة تشي شان المبكر،
وإلا لكانوا الآن في وضع أشدّ بؤسًا
رؤية تشي مو ياو يعود سالمًا كان أكثر ما أسعد تشي شان في الأيام الأخيرة
تشي مو ياو ظل متنكرًا في صفوف طائفة نوان يان لبضعة أيام،
دون أن يجد طريقة للالتقاء بشي هواي،
فطائفة تشينغ زي محاصرة من الخارج بعدد كبير جدًا من الحراس،
وكل من يقترب يُمنع من الدخول
وهكذا، حتى بعد أن تم اختراق تشكيل الحماية الجبلية لطائفة تشينغ زي،
لم يكن تشي مو ياو قد تمكّن من التواصل مع شي هواي
وباعتباره مزارعًا في مرحلة الجوهر الذهبي،
ولم يكن قويًا في المبارزة،
لم يتم إرساله إلى الخطوط الأمامية،
بل كُلّف بمهمة دعم في آخر الصفرف ، وتم وضعه في محيط التشكيلات
كان تشي مو ياو متخفيًا وسط الحشود،
وقد شعر ببعض الارتياح عندما رأى أن الوجوه المحيطة به كلها غريبة عليه
وقبل أن يهمّ بإحداث تغييرات في التشكيل،
رأى مو رين يدخل إلى التشكيل،
وقد تم ضمه كأحد المرشحين من مرحلة تأسيس الأساس
ألقى تشي مو ياو نظرة سريعة على مو رين، وبقي على حاله، هادئًا بلا انفعال
مو رين لم يتعرف عليه
كانوا يحافظون على تشكيل داعم يمكنه منح المزارعين في
الخطوط الأمامية تعزيزًا روحيًا،
ويشترك في الحفاظ عليه أكثر من تسعين مزارع
معظمهم في مرحلة الجوهر الذهبي،
وعدد قليل منهم فقط في مرحلة تأسيس الأساس
و ما على تشي مو ياو فعله بسيط، عليه فقط أن يمرر بعض
الطاقة الروحية من موقعه إلى داخل التشكيل،
ويتحرك وفق الحاجة لتنسيق خطوط التشكيل
كان يقوم بواجبه بتكاسل،
لكنه كان يركّز اهتمامه على الخطوط الأمامية،
حيث أن المعركة تحتدم حتى كادت تهز الأرض
كان يرفع رأسه من حين لآخر،
ليشاهد نيرانًا تندفع نحو السماء،
وأشعة ذهبية تملأ الأفق،
وأمواجًا عارمة تتفجر من التشكيل وتنطلق نحو الخارج
العشب في أوج نموه، والجبال شامخة،
والنيران مستعرة في كل مكان
والمزارعون المحيطون يركضون بخطى مسرعة،
يلفون أطراف ملابسهم، وجميعهم على وجوههم علامات التوتر والقلق
راقب لفترة، وازداد قلقه،
فقد مضى على بدء المعركة وقت طويل، ولم يظهر تنين الهوي بعد
تذكّر فجأة أولئك المزارعين الذين رآهم قبل أيام في صفوف طائفة نوان يان ،
وكانوا جميعهم من أصحاب الجذور
الروحية الخشبية، في مرحلة ولادة الروح، وقد تم إعدادهم
خصيصًا لقمع العقود الروحية والاستدعاءات
كانوا أعداء لأبناء طائفة تشينغ زي، ولذلك من الطبيعي أنهم
كانوا على استعداد مسبق، وما استخدموه الآن هو خطة
موجهة تحديدًا ضد الأب وابنه
{ حقًا أمر مزعج للغاية }
لكن لحسن الحظ، كان الوقت نهارًا،
فقام بإرسال مجموعة من نيران الجحيم الخضراء لمراقبة التشكيل
أما الآخرون فلم يعيروها اهتمامًا،
إذ إن من يعرف بنيران الجحيم قليل جدًا،
وفي النهار تشبه الحشرات العادية، فلا يتوقعون منها شيء
وكان تشي مو ياو الوحيد القادر على سماع حديثهم ،
فهم يوجهونه لتعلُّم كيفية تعديل التشكيل فورًا
تعديل التشكيل ——
العبث بتشكيل يحافظ عليه أكثر من تسعين شخص ،
وتحويله من تشكيل دعم إلى تشكيل قمع ——
رغم أن قوته الحالية لا تتيح له تحويله مباشرة إلى تشكيل قاتل
مثل مافعله سو يو به سابقاً ،
إلا أنه يستطيع استغلاله لاحتجاز بعض الأشخاص ،
وكسب وقت لطائفة تشينغ زي
بعد مراقبة دقيقة ، وبعد أن ناقشوا نيران الجحيم المختلفين فيما بينهم ،
بقيت شعلة واحدة
وهي السيدة كونغ تشينغ،
واستقرت على كتف تشي مو ياو، وقالت:
“ في ساعة العقاب السماوي ، اعكس العناصر الخمسة في
مواضع تيان تشونغ، وتيان رن، وتيان يينغ، ودع التسعة أرضًا
وتسعة سماء تسير وفق دوران يانغ .”
( لو نترجمها بشكل ابسط ، قالت : عندما تنزل عقوبة
السماء ( عاصفة او برق ) ،
غيّر اتجاه الطاقات في نقاط (الهجوم، الدفاع، البطولة)،
واجعل الأرض والسماء تدور مع قوة النور )
راقب تشي مو ياو المواقع بدقة ،
وبدأ يحسب التوقيت داخلياً ،
ثم بدأ في تعديل التشكيل سرًا
التشكيل الداعم الذي ينبعث منه ضوء أخضر باهت ——
فجأة اشتعل بضوء أحمر قوي
تحوّل التشكيل إلى العكس ——
من تشكيل دعم إلى تشكيل قمعي، —-
ومعه جاء هيبة مخيفة كعقاب سماوي نازل ، تثير الرهبة في النفوس
لاحظ جميع المزارعين الحاضرين هذا التغير الغريب ،
لكن لم يكن أحد يعرف سبب حدوثه
حاول البعض فك شفرته، لكن دون جدوى،
وبدأ المزيد من المزارعين يدركون أن التشكيل غير طبيعي،
فحذروا من حولهم بالانسحاب السريع،
ثم بدأوا بالفرار مسرعين
كان تشي مو ياو مختبئًا بين الحشود المشتتة،
وأتم الخطوة الأخيرة في تعديل التشكيل
و في لحظة ، انتشر الضوء الأحمر بشكل واسع
وغطى مساحة شاسعة ،
مما أدى إلى تثبيت كل المزارعين ضمن نطاق التشكيل —
ولم يقتصر الأمر على ذلك،
بل تغيرت أشكال التشكيلات الكبيرة الأخرى أيضًا بسبب
هذا التشكيل المعدل،
إذ تحولت من نقاط محددة إلى مناطق واسعة،
وانهيار شبه كامل في منطقة الدعم الخلفية
المعسكر الداعم الذي كان فعّالاً قبل قليل،
غرق الآن في صمت قاتل
فقد تم تثبيت أجساد المزارعين كما لو أنهم أوتاد خشبية لا تتحرك ،
ودخلوا في حالة لا شعورية ، كأن الزمن قد توقف
التشكيلات كانت في الأصل شيئًا يلجأ إليه المزارعون الأقل موهبة ،
لكن عند استخدامها بشكل صحيح ، يمكنها قلب الموازين
في اللحظات الحرجة —-
وعندما تواجه قوى أعلى ، تكون التشكيلات وسيلة للحفاظ على الحياة
أما الآن، فإن هذا التشكيل كان ضربة قاضية
لو كان تشي مو ياو وحده من يستخدم التشكيلات،
لما استطاع حصر المزارعين، لكن هنا توجد عدة تشكيلات قائمة ،
وبمساعدة تعليمات الأسلاف ، تم تعديل تلك التشكيلات لتحقيق هذا الأثر
وهذا كله جاء بفضل التوقيت المناسب والمكان المناسب والتعاون الجماعي
تشي مو ياو، وسط الجماعة المثبتة، استخدم سرعة الحركة نحو الأمام،
مع علمه أن آثار المعركة قد تلحق الضرر به،
ففعّل الدرع الذهبي للساعة ومصباح تجديد الروح
في تلك اللحظة ، التقى بالثعلب الأزرق،
فسأله بسرعة: “ ما الذي يحدث هناك في الأمام ؟”
كان الثعلب يراقب الوضع هناك، فأجاب: “ أرسلوا عمدًا
سبعة مزارعين في مرحلة ولادة الروح لقمع رفيقك الفتى
ووالده ، ليمنعوهم من استدعاء تنين الهوي.
لكن هؤلاء المزارعين لم يفلحوا كثيرًا ، لأن مزارعي طائفة
تشينغ زي تعافوا أسرع مما توقعوا ،
وهم يتمتعون بقدرات قوية ، وعلى الرغم من تفوق عددهم ، إلا أنهم لم يسيطروا .
بالإضافة إلى ذلك ، استخدم مزارعو الطوائف الشيطانية
تعاويذ غير تقليدية وحركات غريبة ،
مما أوقع خصومهم في حيرة عدة مرات .
الآن المشهد تحول إلى حالة تدمير متبادل ،
وقد وصلوا إلى مرحلة شد وجذب .”
{ ربما يبدو أن طائفة تشينغ زي في موقف حرج ، لكنهم ليسوا سهلين
خلال الأيام الماضية ، استعادوا بعضًا من طاقتهم الروحية،
وأصبحوا قادرين على مجابهة طائفة نوان يان والطوائف الأخرى }
لم يتوقعوا طائفة نوان يان أن طائفة تشينغ زي سيستعيدون قوتهم بهذا الشكل ،
فوجدوا أنفسهم في موقف صعب
وزاد الأمر سوءًا مع تعديل تشي مو ياو للتشكيلات ،
مما أفقدهم دعمهم، فكان ذلك ضربتين موجعتين
عدد مزارعي ولادة الروح في عالم المزارعة محدود،
والمعارك الكبرى تعتمد عليهم بشكل رئيسي،
والآن الطرفان متكافئان ومصابون،
ولا يبدو أن هناك من يملك القدرة على تحريك الموازين
كلا الطرفين لا يزال يتبادلان التعاويذ،
لكن لم يعد القتال شديدًا كما كان في البداية
التعادل قائم
الوضع متوقف على نقطة تحوّل
طالما أن أحد الطرفين أخرج ورقة رابحة،
فإن المعركة ستُحسم،
ويتوقف الأمر على من يستطيع قلب الموازين في اللحظة الحاسمة
توقف تشي مو ياو في موقع مناسب بعيدًا عن ساحة المعركة، ونظر إلى السماء هناك وهمس: “ تنين الهوي.”
رد الثعلب بارتباك: “هاه ؟” لم يفهم لماذا قال هذه الكلمة فجأة
سأل تشي مو ياو بحماس مفاجئ : “ يا جدّي العظيم هل
تستطيع التعامل مع عدة مزارعين في مرحلة ولادة الروح؟”
استغرب الثعلب من حماسه المفاجئ،
لكنه أجاب: “ قدراتي في القتال ليست قوية جدًا ، لكن
يمكنني السيطرة على ثلاثة مزارعين في مرحلة ولادة الروح
للقتال إلى جانبي .
لكنهم عندما يكونون تحت سيطرتي ليسوا أذكياء ،
يمتلكون فقط القدرة القتالية ولا يستخدمون العقل .
وأيضاً إذا فقدت واحد يمكنني استبداله بآخر .
وإذا لم يتوفر مزارعو ولادة روح ، يمكنني استبدالهم
بعشرات من مزارعي مرحلة الأساس ،
لكني لا أستطيع التحكم في الجثث .”
بمعنى آخر ، قدرة الثعلب هي السيطرة على المزارعين
وتحويلهم إلى دمى تحركها إرادته ،
مثلما كان يسيطر على مينغ شياولو وأصدقائها في غابة
الميازما لمهاجمة الداخلين
أومأ تشي مو ياو برأسه ،
ثم استدعى الدرع الذهبي للساعة ليحميه هو والجد الأزرق،
ووقف يحاول استدعاء تنين الهوي
المحاصران تحت السيطرة هم فقط شي هواي وشي لين،
لكنه ليس كذلك
{ لو استطعت استدعاء الهوي ، ومع مساعدة الجد الأزرق ،
فقد أتتمكن من قلب الموازين }
فهم الثعلب قصده وعبس بحاجبيه قائلاً:
“ أنت لا تمتلك جذور النار ، محاولة استدعاء الهوي بهذه
الطريقة قد تؤذيك .”
تشي مو ياو: “ الوضع طارئ ، قدراتي القتالية ضعيفة جدًا ،
لا أملك سوى هذه الطريقة للمساعدة .”
رد الثعلب : “ تغييرك للتشكيلات قد ساعد كثيرًا .”
تشي مو ياو: “ سأجرب ، كيف لي أن أعرف دون محاولة ؟”
وقف الجد الأزرق يراقبه وذراعهان معقودتان،
وحذره: “ ذلك الوحش شرير الطبع ، كن حذرًا ولا تدعه يأكلك .”
أجاب تشي مو ياو: “ حسنًا !”
بدأ بإشارة يديه محاولًا الاستدعاء ،
لكن سرعان ما شعر برفض تنين الهوي
الهوي كائن ناري عنيف وخطير ،
ليس خيارًا جيدًا لعقد الروح ،
فالمزارعون الضعفاء يتعرضون لانتقامه بسهولة
لكن لو تمكن أحدهم من الربط الروحي معه، فسيحصل
على قوة هجوم هائلة جدًا
طالما تمكن من تحمل الألم الأولي،
فسيحصل على مكاسب عظيمة،
وهذا هو سبب تحمل شي لين لذلك الألم الكبير ليتمكن
من الربط الروحي مع الهوي.
المكاسب والمخاطر يجب أن يوازنها المرء بنفسه ——
شعر تشي مو ياو بحرارة تحترق وتلسع جلده ،
تصل إلى أعماق رئتيه —
وبما أنه لا يمتلك جذور النار في جسده،
كان شعور الاحتراق هذا أقوى،
كأن الدم في عروقه ليس دمًا بل صهارة بركانية
رئتاه كأنهما تغليان في ماء ساخن ،
والألم جعل ملامح وجهه الجميل تتحول إلى تعابير مشوهة
صرخ تشي مو ياو صراخ مكتوم لا يمكنه السيطرة عليه ،
والآلام جعلت جسده يرتجف بلا إرادة
لم يستطع الثعلب تحمّل هذا المشهد ،
فوضع يده على كتف تشي مو ياو وبدأ يضخّ له الطاقة
الروحية لمساعدته في السيطرة على الهوي
هذا الألم الناتج عن استدعاء الهوي بالقوة دون ربط روحي
سابق ربما يفوق ما تحمله شي لين آنذاك
القوة في جسده خارجة عن السيطرة ،
وقرنا الغزال ظهرا على جبينه ،
ولم يعد بإمكانه إخفاؤهما
ظهرت القرون الشفافة على جبينه ،
مما أسقط حجاب الرأس التي كان يرتديها،
و الطاقة الفضية المتدفقة داخل القرون تتطاير بشكل فوضوي،
مما يدل على الفوضى الكبيرة داخل جسده
{ لو كنت قد قمت بالزراعة المزدوجة أكثر لكان الأمر أسهل !!! }
لقد تمكن بالفعل من فتح جرس الكنوز الخاص بـ شي هواي
وحتى سيف شو كوانغ استجاب لاستدعائه ،
لكن الهوي بمستواه هذا كان صعبًا عليه —-
{ الزراعة المزدوجة …حقًا… يكره الشخص قلته حتى يحتاجه !!!! }
———————
شي هواي قد أصيب بإصابات بالغة
ألقى نظرة على من حوله من الشيوخ ووالده ،
وقد أصيبوا جميعًا بجروح خطيرة ،
ولم يكن لديهم سوى رمق أخير لمواصلة القتال في الخط الأمامي
يوجد مزارعون من نوع الطب يعالجون جراحهم ،
لكن فعالية العلاج كانت محدودة ،
بعكس ما كان عليه تشي مو ياو الذي يعالج بسرعة مذهلة
و في الخارج ، بعض الشيوخ الآخرين لا يزالون يصمدون بصعوبة
وإن لم يتمكنوا من الصمود ، وإذا ما شقّوا طائفة نوان يان
طريقهم إلى الداخل ، فلن يكون أمامهم سوى الاستسلام
الدم ينزف من جبين شي هواي و ينساب إلى عينه ،
مما جعل عينه اليسرى بالكاد تنفتح ،
ولم يكن لديه أي قوة ليمسح دمه
لقد بذل قصارى جهده، ومع ذلك كانت النتيجة كما هي
رغم كل ما تحمّله، لم يحقق سوى أن طائفة نوان يان
والطوائف الأخرى تكبّدوا خسائر فادحة
الاحتراق معًا ، لا يعلم إن كان هذا هو المصير الذي كانوا يتمنونه
فجأة، ضحك شي لين وقال:
“ حتى لو مت اليوم ، سيكون معي في القبر هؤلاء الرهبان الأغبياء ، لاتوجد خسارة !”
وضحك رئيس قصر زون يوي معه :
“ هم أيضاً لا يستطيعون القتال ، والآن فقط أولئك الذين
يقمعوننا ما زالوا يرددون التعويذات ”
ثم التفت شي لين إلى شي هواي وسأله :
“ ذلك التغيير الذي حدث في التشكيلة الدفاعية خاصتهم ،
هو من فعل ذلك الأرنب من طائفة هي هوان ؟”
{ أرنب ؟ … ليس لديه لقب آخر يطلقه على زوجة ابنه }
لكن في هذه اللحظة ، لم يكن لدى شي هواي طاقة يعترض:
“ مم ، غالباً هو ”
شي لين:
“ جيد، إنه ماهر . يجب ألا يموت معك .
إذا كان ذكيًا ، فسيختبئ جيدًا ، وبعد موتك يمكنه أن يجد
شريك زراعي آخر …”
تنهد شي هواي :
أظن أن فظاظتي في الكلام قد ورثتُها عنك ~ .”
شي لين : “ بل هي كلمات صادقة من قلبي ! "
شعر شي هواي فجأة بغصّة في قلبه —-
{ لو مت حقاً ، فلابد أن تشي مو ياو سيبكي بحرقة …
بلا شك سيبكي ، فطبيعته أنه كثير البكاء !
لحسن الحظ أنني لم استخدم تلك الطريقة التي تربط بين
أرواحنا ، وإلا لكان تشي مو ياو قد لقي حتفه معي
هل إن مت ، هل سيبحث تشي مو ياو فعلًا عن شريك زراعي جديد؟
وإن اختار يو يانشو فلن يرتاح لي قبر !! وسيضطرب ترابي من شدة الغيظ !! }
وبينما هو غارق في حزنه ، سمع فجأة زئير تنين —-
فاهتزّ قلبه بشدة ، ورفع رأسه على الفور
وكان الآخرون من المصابين الذين تجمعوا في مكانٍ واحد،
قد أصابهم الذهول أيضًا،
فرفعوا أنظارهم إلى السماء
رأوا تنينًا يشبه الأفعى ، يطير في السماء بتمرد وعدم رضا، متجهًا نحوهم على مضض
وعلى ظهره ، شخص ، يرتدي رداء ورديّ ،
وجهه مغطى بقناع زهرة الخوخ ،
وعلى جبينه قرنان كقرني غزال
الهوي يطير في السماء بلا حواجز ،
فتطايرت أكمام ذلك الشخص كالرايات،
والرياح الغربية مصحوبة بأشعة الشمس الغاربة ،
وسحب من غروب دامي تغمر الأفق ، لا تخفيه كثافة الغبار
وسط لهيب المعركة المستعر ،
اندفع التنين الأسود ،
والهيئة الوردية معه ، ليصبغ ميدان الحرب المروع بلمسة من الرقة
وربما —- شي هواي —- حتى بعد عشرات السنين
أو مئات السنين ، لن ينسى هذه اللحظة أبدًا ——-
حين أتى آ-جيـو راكبًا الهوي في ساعة الخطر ،
كإله هبط من السماء ….
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق