Ch98 | TDVWD
كان تشي مو ياو يستريح في الطابق العلوي من المبنى،
حينها سمع صوت نداء سي روييو باسمه
فسارع بالخروج من الغرفة ——
وما إن خرج، حتى رأى سي روييو واقفة على الدرج، مستندة إلى الجدار،
تحدق بمن يقف أمامها—السيد السماوي غوان نان
هو الآخر كان يحدق فيها،
ولم يرفع نظره إلى تشي مو ياو الواقف في الأعلى إلا بعد أن شعر بحضوره
أما باقي تلميذات طائفة هي هوان،
فقد لاحظن ما يجري بالطبع،
لكن لم تجرؤ واحدة منهن على الخروج
فمهما بلغت قوتهن، فلن يكنّ نِدًّا للسيد السماوي غوان نان
ومع ذلك، لم تمنعهن هذه الهيبة من التلصص خلسة من خلف الأبواب،
فهنّ في قرارة أنفسهن يردن رؤية هذا الرجل الذي أصبح
شريك زراعة زعيمتهن، ومجرد جماله يُثير فضولًا لا يُكبح
قالت سي روييو غاضبة ، وقد بدا عليها الاضطراب:
“ آ-جيو ! فكّ لي هذا التشكيل المقيِّد حالًا !”
فتح تشي مو ياو عينيه بدهشة،
ناظرًا إلى الشخصين الواقفين،
ثم تردد قليلًا وأجاب بصوت خافت:
“لكن… هل ترين حقًا أنني أستطيع فكّ تشكيل وضعه
سماوي في مرحلة ولادة الروح؟”
صرخت وهي تكاد تنفجر:
“عليك أن تحاول!
إن لم تفكّه لي، فلن أقدر على مواجهته !”
: “ لكن يازعيمة ، إن كان مجرد تشكيل واحد قادِر على
تقييدك، فهل أنت متأكدة أنك خصمٌ له أصلًا؟”
صرخت غيظًا :
“ أهذه طريقة في بثّ الروح المعنوية ؟
أأنا خصمه أم لا،
هذا لا يهم الآن!
أنا فقط لا أريد فضيحة في يوم زفافك ، لهذا أحاول
السيطرة على الأمر! وإلا كنت رأيت العجائب !”
تردد تشي مو ياو للحظات ، ثم تقدم خطوة ، وقال بلطف:
“السيد السماوي غوان نان، هل يمكن… بما أن اليوم يوم
مبهج وهو يوم زفافي…
أن نتحاور بهدوء من دون إثارة المشاكل ؟”
رفع غوان نان حاجبه ينظر إليه وقال:
“ أنا لم أقل شيئ بعد ”
فقاطعته سي روييو فورًا بانفعال:
“ إذًا لا تقل شيئ !”
بدأ غوان نان يتأملها وقال بنبرة باردة:
“ إذًا هذا هو وجهك الحقيقي—”
: “ ثَرثارة، أليس كذلك؟
نعم، أنا ثَرثارة، لا أطيق الصمت، لا أطيقك!
أزعجك؟ خُذ هذه الجرعة مضاعفة!”
كانت تعرف تمامًا ما يكرهه غوان نان، ولهذا بالغت فيه عمدًا،
كأنها تصب الزيت على النار عن قصد
وهكذا، رفع غوان نان التشكيل فعلًا… لكنه لم يغادر
بل صعد الدرج بثبات، ووقف أمام تشي مو ياو وجهًا لوجه
هذه المرة الأولى التي يقف فيها تشي مو ياو بمواجهة غوان نان بهذه القرب،
وكان دائمًا يظنه رجلًا هادئًا مهذّبًا،
لكن الآن وقد وقف أمامه،
شعر أن الرجل أطول مما تخيل،
وإن لم يكن بطول شي هواي، لكنه يعلوه بما لا يقل عن
سبعة أو ثمانية سنتيمترات
مدّ غوان نان يده إلى أدواته السحرية،
وأخرج منها لفافة من الخيزران، رماها إليه، ثم قال:
“ هذه خلاصة معرفتي في التشكيلات ، كتبتها بيدي ،
أظنها ستنال إعجابك .”
غوان نان هو أعظم خبير في التشكيلات حاليًا في عالم الزراعة،
ولو لم يكن كذلك لما أصبح معلم بطل الرواية
و أن يهديك خلاصة معرفته ، فهي لا شك هدية عظيمة
أمسك تشي مو ياو باللفافة وقد بدا عليه الذهول ،
وعيناه تلمعان من السعادة ، وقال بامتنان صادق:
“ شكرًا، شكرًا جزيلًا، السيد السماوي غوان نان!”
قاطعه غوان نان بنبرة جادة :
“ قل: معلمي ( شيفو ) ”
: “ معلمي ”
: “ همم .” أومأ السيّد السماوي غوان نان برضا
لكن سي روييو لم تُخفِ امتعاضها، فبادرت بالقول:
“ أنا شيغو !! ( المعلم الجدّ ' يعني معلمة معلمته ) "
فوجئ غوان نان بهذا ، ثم سألها فجأة:
“ كم عمرك ؟”
فصمتت سي روييو على الفور
في عالم الزراعة، يستطيع المزارع أن يأخذ تلميذًا له بمجرد
وصوله إلى مرحلة الجوهر الذهبي،
أما أولئك الذين يكرّسون أنفسهم للزراعة دون انشغالٍ بالتلاميذ،
فعادة لا يفعلون ذلك حتى يبلغوا مرحلة ولادة الروح. لذا،
لم يكن غريبًا أن يكون لدى غوان نان تلاميذ في عمر يو يانشو و شي زيهي مثلًا
كان غوان نان قد ظن في البداية أن سي روييو هي معلّمة
تشي مو ياو أو ربما الزعيمة فقط ،
ولم يكن يتوقع أنها بالفعل شيغو — المعلم الجدّ
ولمّا عجز عن استشعار عمرها الحقيقي ،
مدّ إصبعه ولمس جبهة تشي مو ياو ،
فلما استشعر عمره الحقيقي ، اتسعت عيناه بدهشة ،
ثم ألقى نظرة طويلة ذات مغزى نحو سي روييو
سي روييو: “…”
أبعدت بنظرها عنه في الحال ،
ولم تجرؤ على النظر في عينيه مجددًا
{ أهي فعلاً شيغو لمزارع كـ تشي مو ياو؟! }
سعل غوان نان بخفة وقد فاجأه الأمر فعلًا،
ثم سألها مترددًا:
“ أخبريني، هل اقترب أجل حياتك ؟”
فما كان منها إلا أن ردّت بسرعة:
“ لا! لم يقترب !”
تنفّس غوان نان الصعداء أخيرًا
وبدا عليه أنه بحاجة إلى وقت ليهدأ ويستوعب ،
فلم يُطِل البقاء، بل قال وهو ينزل الدرج:
“ لنتحدث في وقتٍ لاحق ”
تنهدت سي روييو براحة واضحة :
“ حسنًا ، لا حاجة للتوديع .”
نزل غوان نان بخطى هادئة ،
وإذا بشي زيهي ينزل خلفه على عجل وهو يترنح قليلًا،
فلما رأى سي روييو، انحنى بسرعة بتحية مُرتبكة،
ثم أسرع في اللحاق بمعلمه
يبدو أنه كان يستمع لكل شيء من أعلى،
وعرف أنه وقع وسط ساحة معركة بين معلمه و”زوجته”،
فلم يجرؤ على الظهور،
ولمّا رحل معلمه أخيرًا ، أسرع بالخروج خلفه
ضحكت سي روييو حين رأت هروبه المضحك وقالت:
“ أنت كنتَ أغبى منه بكثير في السابق .”
ردّ تشي مو ياو نافيًا:
“ لا أظن ذلك ؟”
قالت بمرح : “ بل كنت !
هل نسيت حين كانوا أخواتك في الطائفة يخفين سروالك الداخلي وأنت في الحمّام ؟
غضبت وقتها حتى بكيت ،
وصِحت فينا وأنت تصرخ ‘ يُقتل الرجل ولا يُهان ! ’ ،
وهدّدت بمغادرة الطائفة…
رغم أنك خرجت والبنطال لا يزال موجود ،
بدلًا من أن تعود وتلبسه ، بقيت تبكي فحسب .”
“…”
لم يجد ما يقوله ، فزم شفتيه صامتًا
أما المعلم هاو شيا ويي رانغ ، فقد شعروا بالضيق،
إذ بدا لهم هذا المكان وكأنه كهف “بان سِي” من الأساطير—
مليء بالنساء ولا يشبه أبدًا الجو المخيف الذي خلفه
مزارعو طريق الشياطين في الخارج
لذا قرروا المغادرة
وما إن خرجوا، حتى قال هاو شيا:
“ لا تنسَى العودة لزيارتنا من وقت لآخر .”
وأضاف يي رانغ :
“ صحيح ، ذاك المكان سيظل دائمًا منزلك الآخر .”
فأومأ تشي مو ياو فورًا :
“ أكيد سأعود .”
يي تشيانشي تسير خلفهم مترنحة،
لا تزال ترتدي زي طائفة هي هوان، ولم تبدّله بعد
ناولت تشي مو ياو حقيبة أرواح صغيرة
نظر إليها بتعجّب ، فقالت بهدوء :
“ أظن أنه سيكون أفضل حالًا معك .
بعد الكثير من التفكير ، أدركنا أننا لا نملك القدرة الكافية
للاعتناء به كما يجب ، لذا… نتركه لك.”
تشي مو ياو أمسك بالحقيبة بعناية ،
مدركًا أن يي تشيانشي خاطرت بجلب الغزال الصغير معها ، فقال بصدق:
“ شكرًا، سأهتم به جيدًا .”
ابتسمت :
“ أعطيتك إياه لأن طائفة تشينغ زي تبدو وكأنها تُقدّرك حقًا،
ولن يعاملوك بسوء .
لو لم ألاحظ ذلك ، لأعدته معي .”
: “ فهمت ”
: “ إذًا… سأعود الآن ”
: “ حسنًا ”
ألقت يي تشيانشي نظرة أخيرة عليه ،
ثم غادرت برفقة الشخصين الأكبر سنًّا
قالت سي روييو وهي تبتسم بمكر :
“ يا صغيرتي، زيّ الطائفة هدية مني لك. عدّليه قليلًا،
ويمكنك ارتداؤه، فاللون الوردي يليق بك.”
فقالت يي تشيانشي ببساطة دون تحفظ:
“ شكرًا زعيمة الطائفة !”
ثم أخذت الزيّ بمرح، دون أي تردد
صعدت سي روييو أخيرًا إلى الطابق العلوي،
ولما وصلت إلى حيث يقف تشي مو ياو،
ناولته حقيبة كونية وقالت:
“ هذا رداء سحري مخصص للارتداء داخل الغرفة .
لا يمكنك أن تظل ترتدي ذلك الزي الكامل طوال الوقت
وأنت في مسكنك ، سيكون مزعجًا جدًا.
من الأفضل أن ترتدي هذا .”
ابتسم تشي مو ياو بامتنان وقال:
“ أنتِ دومًا تهتمين بهذه التفاصيل ، شكرًا يازعيمة .”
وبسعادة قبله بكل سرور
بعد ذلك ، عادوا طائفة هي هوان إلى القاعة وهم يضحكون
ويمرحون ويشربون الخمر
ولم تمضِي ساعة ، حتى دخل كل من شي هواي
وسونغ وييو، زونغ سيتشن معًا
دخل زونغ سيتشن وهو في غاية السعادة،
وبمجرد أن خطى إلى الداخل ،
شدَّ كمّ شي رانتشو بلطف
أما سونغ وييو، فقد بدا كمن يُساق إلى الجحيم،
غير مرتاح تمامًا وكأن روحه على وشك مغادرة جسده
أما شي هواي فلم يكترث كثيرًا ،
بل سار نحو تشي مو ياو وقال له:
“ لنعد إلى الجبل .”
فأجابه تشي مو ياو وهو يضع حبّة البذور التي كان يقشّرها جانبًا وينهض :
“ لكن الضيوف لم يغادروا بعد .”
أشار شي هواي إلى زونغ سيتشن وسونغ وييو وقال:
“ هذان الاثنان سيتكفّلان بالأمر .”
رأت سي روييو مدى تلهّف شي هواي فلم تستطع كبح
ضحكتها، ولوّحت بيدها قائلة:
“ لا حاجة لأن توصلونا ، سنعود بأنفسنا .
ولكن ، هل يحتاج صديقك هذا إلى من يوصله ؟”
كانت تشير إلى الثعلب الأزرق ،
أدرك أنها تتحدث عنه فـ رد بهدوء :
“ لقد أعطاني زوجه أداة طيران سابقاً ، لذا لا حاجة للقلق ”
تأمّلت سي روييو ملامحه وسألت مازحة:
“ ولا أدري… هل لهذا الصديق المزارع شريك زراعة ؟”
فقاطعها تشي مو ياو قائلًا في عجل :
“ أنتِ أهدَيتِيها زيّ الطائفة بنفسك ، تذكّري ذلك .”
ورغم فارق مستوى الزراعة بينهما ، إلا أن سي روييو بَدَت
مندهشة، ثم قالت مبتسمة:
“ يا للأسف… لن تستفيد منك تلميذاتي بعد الآن. حسنًا،
سنغادر إذًا ”
قالت شو رانتشو أيضًا وهي تلوّح بيدها:
“ هيا نعود للطائفة ونعدّ عدد المهام المتبقية !”
أما لوو تشيونغتشي، فقد نظرت إلى شي هواي بجدية وقالت:
“ حتى وإن كثرت المهام ، لن نسمح لطائفة تشينغ زي
بالاستيلاء عليه كليًا ، لا تنسَى ، ما زال تلميذ طائفتنا !”
فأجاب شي هواي بجفاف:
“ مم.”
وواضح من صوته أنه لم يكن سعيدًا تمامًا
تجمعت الأخوات من حول لوو تشيونغتشي وسحبوها مبتعدات
أما زونغ سيتشن فقد ظل يبتسم وهو يسحب سونغ وييو
لمرافقتهم حتى الباب
التفت تشي مو ياو إلى الثعلب وقال له بجدية:
“ بعد المعركة الأخيرة ، صار لك أعداء معروفون ، كن حذرًا جدًا حين تعود .”
فأجابه :
“ هم يواجهون البشر ، أما أنا فتعاملهم مختلف .”
ثم خلع رداءه وسط الغرفة ، وتحول إلى ثعلب أزرق،
وانطلق على أداة الطيران من النافذة وغادر
راقب شي هواي الثعلب وهو يرحل، وازداد غضبه :
“ ما خطططبببه ؟! لماذا يخلع ملابسه أمامك كل مرة ؟!”
فقال تشي مو ياو ببساطة :
“ لقد فعلها أمامك أيضًا…”
: “ وهل كنت أنظر إليه ؟!
أنا لا أرغب حتى في إلقاء نظرة عليه !”
: “ ممم؟؟ … لا أستطيع منعه .”
: “ لا بأس، لن أنزل بنفسي لمستوى الثعالب .”
وهكذا ، لم يبقَى في الطابق العلوي إلا تشي مو ياو وشي
هواي، وهدأت الدنيا من حولهم أخيرًا
رفع تشي مو ياو رأسه ،
متأمّلًا هدوء الليل من النافذة، وقال بإعجاب:
“ الليلة… القمر رائع الجمال ”
أما شي هواي، فقد التفت لينظر إليه،
ليرى وجهه مضاءً بنور القمر،
وعينيه تشعّان ضوءًا صافياً كأنه ماء من نبع
وفي اللحظة التالية ، التقت نظراتهما
انسابت الرياح بهدوء، فابتسما لبعضهما، دون حاجة إلى كلمة
⸻
أداة الطيران الخاصة بالثعلب الأزرق أسرع من أدوات الآخرين ،
فحين عاد يي رانغ والبقية إلى الطائفة ،
كان الثعلب قد عاد بالفعل دون صوت أو أثر ،
و لا يزال في هيئة ثعلب ، يقف أمام نافذة يي تشيانشي مستمتعًا بنسيم الليل
وما إن وصلوا حتى علت صرخات الدهشة من الفناء ،
إذ وُضِع فيه أكثر من مئة حزمة من الهدايا
صرخت يي تشيانشي بدهشة بريئة وكأنها ترى هذا العالم لأول مرة:
“ لدينا نحن أيضًا هدايا !
طعام للوحوش الروحية ، وبذور أعشاب خالدة !
واااااه ! وهذا صغير خنزير من سلالة الزهور !”
حتى يي رانغ لم يستطع إخفاء دهشته:
“ هذ-هذ-هذه الكمية هائلة…!
نحن لم نعتنِي بياو ياو إلا لعامين فقط ،
كيف يمكن مقارنة هذا بما قدّمته طائفته السابقة ؟”
رغم أن الحقيقة هي… أن تشي مو ياو هو من اعتنى بهم أكثر
أما هاو شيا، فقد بدأ بالفعل في تقسيم الهدايا للصغار الجدد ، وهو يتمتم بانبهار:
“ طائفة تشينغ زي متفهمين جدًا في ما أرسلوه .”
طائفة يو تشونغ، على خلاف معظم الطوائف الأخرى ،
لا تنفعهك الهدايا الفاخرة التي لا يمكن استخدامها ،
بل قد تُسبب لها المتاعب وتجلب الأطماع ونوايا سرقتها
أما ما أرسلوه طائفة تشينغ زي، فقد كان عمليًا تمامًا،
ولامس قلوبهم حقًا
ألقى الثعلب الأزرق نظرة سريعة،
ثم نظر إلى يي تشيانشي وهي تعانق خنزيرها الصغير
وتضحك بفرح لا يُوصف ، وفكر:
{ يبدو فعلًا أنها تليق باللون الوردي }
ثم نظر باحتقار إلى ذلك الخنزير في حضنها،
إذ كان قد رأى خيالها الداخلي من قبل،
ويعلم أن ما تحبه في أعماقها… هو الثعالب
{ ذلك الخنزير؟ ليس ندّي أبدًا !! }
⸻
بعد عودة تشي مو ياو إلى جبل شي هواي،
طلب بنفسه من شي هواي أن يُفعّل حاجزًا بسيطًا يُغلق الجبل،
ثم أخرج صغير الغزال
لقد مضى وقت طويل منذ رآه آخر مرة،
فوجد أن صغير الغزال كبر بشكل ملحوظ،
فغمره شعور مرير:
“ آسف… لم أستطع البقاء بجانبك وقتًا كافيًا .
الآن… يمكنك الجري بحرّية ،
هذا الجبل بأكمله سيكون ملعبك .”
كانت رحلة نمو الغزال قاسية بحق
فقد قضى طفولته مختبئ داخل حاجز ضيق ،
وحين وصل إلى طائفة يو تشونغ، لم يكن يجرؤ حتى على الظهور،
خوفًا من الطامعين أو الوحوش المفترسة،
فعاش دائمًا في انكماش وتوجّس وحذر
أما الآن، وقد وصل إلى جبل شي هواي،
باتت لديه حريّة حقيقية،
فالمكان واسع، والبيئة مناسبة له للغاية
اقترب منه الغزال ومدّ رأسه ليدلّك برفق على جسد تشي مو ياو، كأنه يحيّيه بعد فراق
فبادل تشي مو ياو لمسة الرأس ، وبدأ يداعب وبره بلطف
كان شي هواي واقفًا غير بعيد، يشاهد المشهد،
ولم يُصدر أي تعليق،
بل بدا عليه بعض الرضا، على غير عادته
في تلك اللحظة ، هبط تشيونشيو على قرني الغزال ،
وأطلق صوته المعتاد : “ تشيوووو ”،
لكن الغزال تجاهله تمامًا، ورفض التفاعل
سأل شي هواي بدهشة:
“ ما الذي يقوله الطائر ؟ ولماذا لا يردّ عليه الغزال ؟”
فأجابه تشي مو ياو محرجًا وهو يحاول كتم ضحكته:
“ يقول إنه من اليوم سيكون زعيم الغزال ،
وسيتكفّل بحمايته ،
ويجب على الغزال أن يتبعه من الآن فصاعدًا…”
فانفجر شي هواي ضاحكًا :
“ يا له من طائر متغطرس !”
فقال تشي مو ياو وهو يرمش بنية المزاح:
“ فهو يحمل في جسده لهب التنين بعد كل شيء .”
شي هواي:
“ لكن لماذا لا تتغطرس مثله ؟
هل لم تمتص كفايتك من اللهب ؟”
أسرع تشي مو ياو إلى الوقوف ،
ودفع شي هواي إلى داخل المسكن ،
تاركًا الغزال الصغير و تشيوتشيو ليلعبا بحرّية في الجبل
ومع وجود حاجز الإغلاق الصغير ،
فلن يتمكنا من مغادرة المكان ،
وإن اقترب أحد من الخارج فسيشعر شي هواي بذلك فورًا
قال تشي مو ياو معاتبًا:
“ أعمار الأرواح الروحية طويلة ، والغزال لا يزال صغير ،
لا تتحدث أمامهم بهذه الأشياء !
هذه الكائنات كلها ذوات إدراك !”
لم يعارضه شي هواي، بل سأل ببساطة:
“ هل لا ينبغي لهما رؤية تقرّبنا من بعضنا ؟”
فرد تشي مو ياو بحزم :
“ طبعًا لا!”
ثم مشى حتى جلس على كرسي مصنوع من حجر الروح ،
وأخرج لفافة الخيزران التي أهداه إيّاها السيد السماوي
غوان نان، وبدأ يقرأها بحماس
عندها فقط بدأ الضيق يظهر على وجه شي هواي،
فقال بنبرة غير راضية:
“ في عالم البشر ، هذه الليلة تُعتبر ليلة الدخلة ،
أما أنت… تنوي مطالعة اللفائف ؟”
أغلق تشي مو ياو اللفافة بتردد وقال:
“ حسنًا، لن أقرأها الآن.
لقد أهدتني سي روييو رداءً خاصًا لهذا اليوم …”
وما إن قال ذلك ، حتى استدعى طاقته الروحية ليبدّل ملابسه ،
وحين نظر إلى نفسه فوجئ بشدة
حتى شي هواي تفاجأ ،
رفع حاجبيه وتلألأت عيناه
فرداء الجديد مصنوع من قماش شبه شفاف،
يُظهر بوضوح لون بشرته،
بل وحتى الأماكن الحساسة من جسده ،
حتى بدا الأمر وكأنه لا يرتدي شيئًا على الإطلاق ~
تشي مو ياو حاول على الفور نزعه ،
إلا أن شي هواي أوقفه وقال بابتسامة ماكرة:
“ يبدو أن سي روييو أكثر تفهّمًا من شريكها السابق ~ …
وذات تفكير مهتم حقاً”
تشي مو ياو وقد تلعثمت كلماته من شدة الخجل:
“ هـ… هذا غير لائق ،
سأبدّل ملابسي فورًا…”
لكن شي هواي قاطعه بنظرة مباشرة :
“ يعجبني ”
وقبل أن يتمكن تشي مو ياو من الهرب ،
استخدم عليه خيط الرباط الروحي الخاص بالأزواج،
وقيده به بلطف،
ثم حمله بين ذراعيه ودخل به إلى الغرفة
ولأول مرة، شعر أن هذا الخيط ذو الألوان الخمسة،
حين يلتفّ حول جسد نصف مغطّى… يملك جمالًا خاصًا لا يمكن مقاومته
….
في هذه الليلة ، هبّت نسائم الليل ،
وارتجف ضوء المصابيح الحمراء منعكساً فوق مياه البحيرة الفوسفورية
همسات الكلمات المحبة ،
ودموع الزهر مطرٌ يُبلل الوسادة
لا يُعرف متى ناما ، ولا متى استيقظا ،
فقبلاتهما المتقطّعة لم تنقطع أبدًا ،
ولم تتوقف همسات الحب للحظة
إن كان لا بدّ للحب أن يُعبّر عنه بطريقة …
فإن أسلوب شي هواي كان أن يهتزّ العالم بأسره كلما اقترب
' ليلة الربيع ، كل لحظة منها تساوي ألف قطعة من الذهب ،
والزهر فيها عطر ، والقمر خافت الظلال '
— [ سو شِي ، ليلة ربيعية ]
يتبع
زواية الكاتبة :
المزارعات من طائفة هي هوان يبدأون ' حياتهم العملية'
وعمرهم دائمًا 16 عامًا
الأطوال بحسب الكاتبة :
شي هواي: 193 سم
تشي مو ياو: 178 سم
سو يو : 189 سم
يو تشاولو: 183 سم
السماوي غوان نان : 187 سم
سي روييو: 172 سم
يو يانشو: 185 سم
شي زيهي: 181 سم
سونغ وييو: 184 سم
زونغ سيتشن: 179 سم
الثعلب الأزرق: 180 سم
يي تشيانشي: 163 سم
لوو تشيونغتشي : 158 سم
تعليقات: (0) إضافة تعليق