القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Extra1 | TDVWD

 Extra1 | TDVWD



[ العالم الموازي : المتنمر المدرسي العنيف × عبقري 

الدراسة اللطيف (الجزء الأول) ]


فصل خاص بعالم موازٍ ، ولا يرتبط كثيرًا بأحداث الرواية الأصلية


جلس تشي مو ياو مذهولًا على سرير المستشفى لفترة طويلة ——-


لم يمت فجأة ، بل استفاق من غيبوبته ، 

وجاء والداه لزيارته ، 

كما أتت شقيقته ونقرت على جبهته قائلة :

" لقد أرعبتنا بحق . 

لولا لم يغمى عليك واصطدمت بالمزهرية فأصدرت 

صوت ، لما عرفنا حتى أنك في ورطة . 

تمضي يومك كله مختبئًا في الغرفة تقرأ ، 

ولا تدع أحدًا يدخل..."


نظر تشي مو ياو إلى شقيقته بدهشة ، ثم اقترب منها وعانقها قائلًا :

" أختي... اشتقت إليك ."


تجمدت الشقيقة للحظة ، 

ثم بدأت عيناها تدمعان وهي تمسح على شعره القصير الناعم وتواسيه:

" لا تسهر بعد الآن ، فهمت ؟ صحتك أولى . 

سواءً كنت الأول في المقاطعة أم لا .. لا يهمنا ذلك . 

نحن فقط نريدك أن تكون بخير ."


: " حسنًا، فهمت."


لقد قضى تشي مو ياو مئات السنين في عالم الرواية ، 

ومنذ ذلك الحين لم يرَى والديه أو شقيقته ، 

فكان الشوق إليهم عميقًا


كان ينتمي إلى عائلة من أهل العلم والثقافة ، غنية الحال ، 

ووالداه عقلانيان متفهمان ، 

أما شقيقته ، تشي مو يان ، فجميلة وطيبة ، 

وكانت دائمًا تحظى بلقب أجمل فتاة في المدرسة منذ 

الإعدادية ، 

وهي الآن في مرحلة الدكتوراه 


رغم صغر سنه ، لم يكن مدللًا أو فوضويًا في البيت ، 

بل كان دائمًا هادئًا ومهذبًا ، ويحب شقيقته كثيرًا


كما أن والديه لم يكونا يفرقان بينهما ، 

فكانت العائلة تعيش في انسجام تام


وهذا ما شكّل طبع تشي مو ياو الهادئ المسالم


أما الآن —- ، فبعد أن نُقل إلى المستشفى وتم إنقاذه من 

حافة الموت ، 

وأفاق من غيبوبة دامت أيام ، أصيب أفراد عائلته بالرعب عليه


وبعد أن استقرت حالته وغادر المستشفى ، 

بدأت عائلته تلاحظ أنه لم يعد كما كان من قبل



ابنهم الصغير ، الذي كان مهووسًا بالدراسة ، 

ولم يكن يلعب ألعاب الفيديو إلا قليلًا ويملّ منها بسرعة ، فجأة تغيّر


لم يعد ذلك الطالب المتحمّس للدراسة كما كان ، 

بل أصبح يعود إلى المنزل ويقوم بتحضير الشاي ببطء، 

جالسًا يحتسيه شارداً ، 

يطلق الآهات بين الحين والآخر


وحين لم يجدوه في المنزل ، ظنوا أنه عاد للاختباء والدراسة سرًّا ، 

لكنهم فوجئوا به على الشرفة ، 

يسقي الأزهار ويقصّ أوراقها ، 

ثم يستدير فجأة ويقول لهم :

" أفكر في تربية طائر… 

من الأفضل أن يكون طائر كناري أصفر ."


شاي ، وأزهار ، وطيور ؟


ألم يتغير كثيرًا فجأة ؟


في الحقيقة ، كان تشي مو ياو يشعر بالاغتراب هو الآخر 


منذ أن عاد من داخل الرواية إلى هذا العالم ، 

كان دائم التفكير في شي هواي وأصدقائه في ذلك العالم، 

يفكر دومًا 

{ هل إن غادرت عالم الرواية لن أراهم مجددًا ؟ }


وهذا ما سبّب له ضيقًا لفترة طويلة


ثم، حين عاد إلى المدرسة ، 

وبسبب إعادة توزيع الصفوف بعد الاختبارات ، 

التقى في الفصل الجديد بـ يو يانشو و يي تشيانشي —-


عندها ، توقف مذهولًا في مكانه


كانت مدرستهم تعتمد نظام الدراسة المتنقلة حسب المواد ، 

ونظام الامتحانات كان (3+2)، 

فلم تعد هناك فكرة الصفوف التقليدية كما في المدارس العادية



وكان صف النخبة يعتمد في قبوله على الدرجات فقط ، 

فلا يدخل إليه إلا المتفوقون ، لذا كان الطلاب في ذلك 

الصف يتغيرون باستمرار


( صف النخبة (火箭班): صف مخصص للطلاب المتفوّقين ، 

يُدرّس فيه أفضل المعلمين في المدرسة ، 

ويُعتبر محور تركيز الإدارة )



كان تشي مو ياو قد خطّط لتخطي صفه والتقدّم للصف التالي ، 

لكن مرضه حال دون ذلك ، فظلّ في الصف الثاني الثانوي



وحين نظر إلى زملائه في صف النخبة ، بدأ يشك في واقعه، 


{ هل عالمي انقلب رأسًا على عقب ؟ }


ثم رأى مو رين واقفًا على باب الصف وهو يصرخ بانفعال :

" في الامتحان القادم سأدخل هذا الصف ، سترون !"


ويبدو أنه قد فوّت الفرصة بدرجات قليلة


فبدأ تشي مو ياو يتساءل 

{ هل يمكن أن يكون شي هواي هنا أيضًا ؟ }


اقترب من يي تشيانشي، وجلس إلى جانبها —-


التفتت قليلًا، ثم ألقت عليه نظرة ، 

وتفقدت من حولها باستغراب، 

غير مستوعبة سبب جلوس ' وسيم المدرسة الأمير ' فجأة بجانبها ، 

{ ألا يعني هذا أنني سأُصبح موضع حقد الفتيات الآن ؟ }


خصوصًا أن ' أمير المدرسة ' في مدرستهم كان مميزًا للغاية ، 

فإعجاب الفتيات له أمرٌ مألوف ، 

لكن الغريب أن حتى الأولاد كانوا يتشاجرون من أجله


وحده هو —- هذا الأمير ، لا يدرك حجم الفتنة التي يسببها، 

ولا يعلم حتى أن هناك من يكنّ له مشاعر


أما تشي مو ياو —- فقد بدا وكأنه يعرفها من زمن،  

فاقترب منها وهمس بصوت خافت :

" هل تعرفين شي هواي ؟"


حين نطق السؤال ، بدا عليه التوتر الشديد ، 

وكأنه يخشى أن يكون هذا العالم لا يحتوي على شي هواي، 

أو أن يكون له اسم مختلف هنا، 

وفي تلك الحالة، لا شك أنه سيفقد الأمل تمامًا


سألت يي تشيانشي بتردد : 

" تقصد ذلك الطالب الرياضي ؟"


: " هل هو حقًا موجود؟!"


: " هاه ؟" نظرت إليه يي تشيانشي وقد بدا عليها الارتباك


هذه أول مرة يتحدثان فيها، 

ومع ذلك بدا حديث أمير المدرسة غريب الأطوار، 

مما جعلها لا تعرف كيف تتابع المحادثة


شعر تشي مو ياو بسعادة غامرة ، ثم تابع يسأل :

" هل هو في الصف الثالث الثانوي ؟"


: " نعم، صحيح إنه في المرحلة الثالثة من الثانوية ."


 : " أهو أكبر مني ؟!" قالها بصوت مرتفع وقد تملّكه الذهول


: " نعم ، ألا تعرفه ؟! أنا شخصيًا لا أفهم كيف قُبل في مدرستنا .

وجهه جميل ، لا شك في ذلك ، لكن لو قال أحدهم إن بيده 

أرواحًا أزهقها ، سأصدق فورًا !"


فجأة ، غمر السرور وجه تشي مو ياو — وفتح شفتيه

وابتسم ابتسامة مشرقة ساحرة


كان وسيماً إلى حد الفتنة ، 

وعندما ابتسم بدا كأنه التهم ضوء الشمس كله ،

فتوهج وجهه بنورٍ يأسر القلوب


نظرت إليه يي تشيانشي وابتلعت ريقها بصعوبة — فبذلك 

الوجه ، وبتلك الابتسامة ، 

لم يكن من العجيب أن يعشقه الجميع


جلس تشي مو ياو إلى الطاولة ، يسند وجهه بكفّيه ، 

يفكر في أن شي هواي يكبره بعامٍ كامل ، 

فشعر بسعادة غامرة



{ أخيرًا !! }


كأنه انتصر ورفع رأسه فخورًا — 


{ شي هواي !!! لم أتخيل أنك ستكون أكبر مني يومًا ! }



———————-



كان شي هواي واقفًا داخل كافتيريا المدرسة ، 

أطول من أغلب الفتيان بنصف رأس ، 

لذا بدا لافتًا جدًا وسط الزحام



على جانب الكافتيريا ، 


نوافذ زجاجية ضخمة تمتد من الأرض حتى السقف ، 

تُظهر بوضوح أشجار الأكاسيا المزروعة بالخارج ، 


أشعة الشمس تتسلل من بين الأغصان، 

فترسم داخل الكافتيريا شبكة من الظلال المرقطة، 

وكأنها شبكة ضخمة من الضوء


وكان شي هواي يقف وسط تلك الشبكة الضوئية ، 

النور يلامس أطراف شعره وذقنه ، 

يُضفي على ملامحه القوية القاسية هالة من الوهج ، 

فازدادت وسامته القاسية شيئًا من اللين



إلى جانبه ، 


يقف أصدقاؤه سونغ وييو و زونغ سيتشن، منتظرين دورهم في طابور الطعام


قال  زونغ سيتشن وهو يضرب كوعه على ذراع رفاقه:

" هيه ، انظروا ! أليس ذاك تشي مو ياو ؟"


رد أحدهم مستهزئًا: " وما الجميل فيه ؟ وجهه أنثوي جدًا."



لكن زونغ سيتشن لم يعره اهتمامًا وقال : " في العادة ، 

عندما يصف شابٌ آخر بأنه 'أنثوي'

فهذا في الحقيقة أرقى اعتراف بجماله ."


حتى سونغ وييو لم يستطع كتم فضوله ، 

فألقى على تشي مو ياو نظرات متكررة


أما شي هواي، فكان مشغولًا بالانتظار في الطابور، 


لكنه حين سمع اسمه، ألقى نظرة سريعة


لم يكن يهتم بالشبان، لذا لم يُعره اهتمامًا يُذكر، 

لمح ذلك الشاب النحيل بنظرة عابرة، ثم صرف نظره وكأن لا شيء يهم


لكن فجأة ، بدأ  زونغ سيتشن يتحمس قائلًا :

" أشعر وكأنه ينظر إلينا ."


: " بالفعل… رأسه مرفوع ، هل ينظر نحو شي هواي ؟"


جعلتهم تلك الكلمات يتنبهون ، 

فنظر شي هواي مجدداً نحو تشي مو ياو — 

وفي ثواني —- التقت أعينهما


كانت عينا تشي مو ياو، بطبيعتهما، تفيض بالعاطفة، 

وحين حدّق في شي هواي، كان بريقهما متألقًا، 

ونظرته مشبعة بمشاعر كثيفة، 

حتى أن قلب شي هواي خفق من غير إرادة منه


أبعد نظره بسرعة وقد ارتبك داخليًا ، 


لكن بعد لحظة ، دفعه فضوله للنظر مجددًا ، 

ليجد تشي مو ياو لا يزال يحدق فيه بثبات



عندها عبس شي هواي قليلًا ، 

ومع اقترابهما في الصف شيئًا فشيئًا ، 

لم يستطع كبح نفسه ، فتقدم نحو تشي مو ياو وسأله بنبرة عدائية :

" ماالذي تنظر إليه ؟"



كانت نبرته عدوانية ، لا تخلو من التحدي ، 

وكأنها مقدّمة لشجار


لكن ما لم يكن في الحسبان، هو أن الشاب الوسيم بشكل 

يفوق الطبيعة أجابه بصوت هادئ :

" أنتَ… وسيم جدًا !"


"..."


: " أنا اسمي تشي مو ياو "


: "... حسنًا "


: " وأنا أعرف أن اسمك شي هواي "


"...؟"

لم يعرف شي هواي كيف يرد ، 

تفاجأ من أن هذا الشاب لا يخافه على الإطلاق ، 

{ بل ويتحدث إليّ بهذه الأريحية ؟! }


وحين وصل الدور إليهم في الطابور ، 

وبعد أن أنهى تشي مو ياو طلبه ، 

التفت إليه قبل أن يرحل وقال بابتسامة لطيفة :

" سأذهب لتناول الطعام ، إلى اللقاء ."


: "... اوه … حسنًا ؟ "


شعر شي هواي بالغرابة { لا أعرف هذا الفتى أصلًا 

فلماذا يودّعني بهذه الألفة ؟ }



وحين جلس يحمل صينيته ويبحث عن مكان ، 

ظلّ يشعر بنظرات تشي مو ياو تخترقه من حين لآخر ، 

مما جعله يشعر بعدم الارتياح


همس زونغ سيتشن قائلاً:

" هل يُعقل أن يكون أمير المدرسة… 

من النوع ' الشو ' ؟" ( بوتوم ) 


أومأ سونغ وييو موافقًا : "بالفعل يبدو كذلك "


شي هواي: "…"

{ ما هذا الهراء ؟! }


أما تشي مو ياو —- فقد كان في غاية الحماس


{ لقد رأيت شي هواي في العالم الحقيقي !!!! 


جسده طويل، وملامحه وسيمة، 

وشعره القصير مرتب بعناية، 

ولا وجود لقرني التنين على جبهته كما في الرواية



لكن تلك النظرة الصارمة التي يرمق بها الناس… 

هي نفسها تمامًا كما في ذاكرتي !! }


قد لا يتذكره شي هواي ، وقد لا يعرفه على الإطلاق ، 

لكن ذلك لم يُزعجه


هو يعرف يقينًا أن هذا هو شي هواي، 

وبناءً على معرفته العميقة به، يكفيه نظرة واحدة ليتأكد


{ نعم، إنه هو… ذاك الشخص الصعب الطباع ، 

السيئ المزاج ، والبذيء اللسان !


آااه!! لقد نظر إليّ بنظرة حادة !!


كم هو لطيف !!!!! هو يعشقني بشدة !!! }



—————


كان شي هواي واقفًا عند مدخل صف النخبة للصف الثاني الثانوي، 

برفقة زونغ سيتشن والبقية ، 

يراقب صديقه وهو يحاول التقرّب من إحدى الفتيات داخل الصف


كان صديقه يُدعى لو تاو —- وقد أعجب مؤخرًا بإحدى 

طالبات صف النخبة ، وبدأ في ملاحقتها بشكل واضح


أما شي هواي ، فكان يشعر بالملل ، 

فأسند ظهره إلى حافة النافذة وأدخل المصاصة في علبة 

حليب الإفطار ، يشربه بهدوء


بدأ طلاب صف النخبة يتوافدون إلى القاعة ، 

حقائبهم على ظهورهم ، ومن بينهم —— تشي مو ياو


وما إن رآه حتى انفرج وجهه فرحًا، وهرول نحوه مسرعًا، 

ليقف أمامه مباشرةً ، 


الأمر الذي جعل شي هواي يرمقه بنظرة متسائلة ، 

وقد بدا عليه الاستغراب بوضوح ، 

وكأن الحيرة قد استقرت في عمق عينيه


ثم سأله تشي مو ياو وكأن بينهما صداقة قديمة :

" هل تحرص على شرب الحليب كل يوم ؟"


: "... ما هذا السؤال الغريب؟"


ألقى تشي مو ياو نظرة على ماركة الحليب التي بيده ، 

ثم سأل بجدية:

" لو شربت هذا النوع كل يوم، هل سأزداد طولًا ؟ 

لا أريد أن أكون بطولك ، فقط أريد أن أزيد بمقدار سنتيمترين ."


كان طوله 178 سنتيمتر ، وكان يتمنى أن يصل إلى 180، 

ليبدو أكثر وسامة ، وأكثر هيبة


نظر إليه شي هواي نظرة مشككة ، ثم أجابه:

" الطول يعتمد بالأساس على الوراثة ، 

إن لم تملك الأساس الجيني ، فلن يجديك نفعًا ما تشربه ."


قالها، فارتسمت على وجه تشي مو ياو ملامح خيبة وأسى، 

وقال بنبرة يائسة :

" لكن… ألا يمكنني أن أحاول ؟"


فأجابه شي هواي وقد رقّ قلبه قليلًا لرؤية تعبيره :

" جرب ، ولكن مع التمارين الرياضية ."


ما إن سمع ذلك حتى اشتعل الحماس في عينيه ، وقال:

" أنا لست بارعًا في الرياضة ، هل يمكنك أن تعلّمني ؟ 

أو ربما نتمرن معًا… تقودني أنت ."


"..."


{ ما خطب هذا الشخص ؟


هل يعرفني جيدًا ؟ }


سارع تشي مو ياو إلى التوضيح:

" إن ساعدتني ، فسأدعوك لشرب الحليب كل يوم ما رأيك؟"


أجابه شي هواي بجفاف : " لا أريد ،،،

ليس لدي وقت ."


: " اووه … حسنًا، إذًا إلى اللقاء ."


انطفأت ملامح تشي مو ياو فجأة ، 

وتراجع بخطوات بطيئة داخل قاعة صف النخبة ، 

حقيبته على ظهره ، و يجرّ خيبته خلفه


كان سونغ وييو قد شاهد كل ما حدث ، 

ولم يتمالك نفسه من التساؤل :

" ما قصة هذا الفتى بالضبط ؟"


اقترب زونغ سيتشن هامسًا :

" أشعر وكأن أمير المدرسة معجب بشي هواي !"


رفع سونغ وييو حاجبيه بدهشة بالغة :

" هل هو... شاذ فعلًا ؟! 

على كل حال ، شي هواي صدّه بكل وضوح ."


أومأ زونغ سيتشن موافقًا :

" نعم يا للأسف ."


عندها دحرج شي هواي عينيه وقال بنفاذ صبر:

" أنا لست شاذًا ، عن أي أسف تتحدث ؟"


لكن زونغ سيتشن أطل برأسه ناظرًا نحو القاعة :

" لو أن شابًا بذلك الشكل كان يلاحقني ، 

لما كان من الصعب أن أنحرف قليلًا ~~ ."


رمقه شي هواي بنظرة ساخطة ، 

ثم رمى بجملة مختصرة وهو يهمّ بالمغادرة :

" أنت مريض فعلًا !"



——————————



التقى تشي مو ياو بشي هواي مجدداً ، 

لكن هذه المرة ، كان اللقاء داخل سكن الطلبة ——


قيل له إن هناك من يبحث عنه ، 

وطلبوا منه الخروج لوحده ، فشعر بالاستغراب


وما إن خرج من غرفته حتى لمح شي هواي واقفًا في نهاية الممر ، 

فتأجج الحماس في قلبه وركض نحوه بسرعة قائلاً :

" هل أتيت لتبحث عني ؟!"


تجمد شي هواي للحظة أمام حماسه ، 

ثم بدت عليه لمحة من الحرج 


أما تشي مو ياو —- فقد ظل منغمسًا في سعادته ، 

وأخرج هاتفه من جيبه قائلًا :

" لقد تعمّدت ألا أسلّم هاتفي هذا الأسبوع ، فقط لأتمكن 

من إضافة حسابك على ويتشات. 

هل يمكنك إعطائي رقمك ؟"


"..."


نظر إليه شي هواي، ثم التفت إلى من حوله، وفي هذه 

اللحظة، تحدث لو تاو قائلًا :

" أنا من جاء ليبحث عنك ."


: " هاه ؟" التفت إليه تشي مو ياو بدهشة ، 

وقد بدا أنه لا يعرفه ، فسأله مستغربًا :

" هل هناك ما تريده مني ؟"


قال لو تاو :

" سمعت أنك على علاقة جيدة بفان شياو يينغ "


: " يمكن قول بذلك ، إنها زميلتي في المقعد الخلفي ."


: " إن وافقت على تبديل مقعدك ، وتجنّبت الاقتراب منها 

مستقبلاً ، فقد أعفيك من العواقب ."


نظر تشي مو ياو إلى وقفته المتحدية ، 

وكيف أنه يلوّح بيده مهددًا ويضغط بإصبعه على كتفه ، 

عندها أدرك أنه لم يُنادى للدردشة ، 

بل كان هذا تهديدًا صريحًا


لكن بدلًا من الرد على لو تاو —- أدار بصره إلى شي هواي، 

الذي شعر بالارتباك تحت تلك النظرة


في الأصل — ، لم يكن شي هواي ينوي المجيء ، 

لكن لو تاو أصر على جلبه ، 

بحجة أن وجود شخص مثل شي هواي يمنحهم هيبة ، 

فبمجرد أن يقف في الجوار ، يتولد شعور بالرهبة


ولما أزعجه الإلحاح ، رافقهما على مضض ، 

لكنه لم يتوقّع أن الشخص المقصود كان تشي مو ياو


و الآن —— وتحت نظرات تشي مو ياو التي تحاصره ، 

بدأ يشعر بنوعٍ من الحرج غير المبرر


قال تشي مو ياو بنبرة حزينة وهو ينظر إليه بعينين دامعتين، 

كأنه جرو صغير مهمل:

" إذًا أنت لم تأتِ لرؤيتي ، بل لضربي ، أليس كذلك ؟"

ثم أكمل بصوت متألم ، و بدأت عيناه تلمعان بالدموع :

" هل تكرهني إلى هذا الحد ؟"


قال شي هواي وهو يشير نحو لو تاو : " ليس أنا… بل هو "


لكن تشي مو ياو لم يهتم بـ لو تاو ، 

وظل يحدق في شي هواي ، وقال:

" يعني إن لم يكن هناك من يريد إيذائي ، لما أتيت إليّ أصلًا ؟"


رأى شي هواي دموعه المتجمعة ، وتلك الملامح اليائسة ، فشعر بشيء يخنقه في صدره …


{ أكان هذا شفقة ؟

اهتمام ؟


شيء أشبه بالألم... نعم ،،، لقد أشفقت عليه دون وعي }


صرخ لو تاو وقد نفذ صبره :

" أنا أتحدث إليك ! لماذا تغير الموضوع ؟!"


فما كان من شي هواي إلا أن التفت إليه بغضب وقال له:

" ما بالك تصرخ عليه ؟ انصرف من هنا !"


تجمد لو تاو في مكانه ، 

لم يكن يجرؤ على مخالفة شي هواي


لكنه لم يفهم، كيف لرجل استدعاه لمساعدته، 

أن يُدافع عن خصمه بدلًا من ذلك


تنهّد شي هواي، ثم أخرج هاتفه من جيبه، يتساءل في نفسه:

{ هل إن أعطيته حسابي على ويتشات 

سيتوقف عن البكاء ؟ }


لكن تشي مو ياو لم يعد يتحدث عن ذلك، 

بل أنزل رأسه وقال وهو يقاوم دموعه :

" إذن ، اضربني… فقط لا تصب وجهي ، 

حتى لا أُضطر للكذب على المعلم ."


: " لم آتِ لأضربك—"


: " حقًا ؟ لن تضربني ؟"


: " أنا لم أقصد—"


: " حسنًا، سأذهب إذن ، إلى اللقاء ."


كان يحمل أملًا كبيرًا حين جاء، لكنه خرج خائبًا


حتى خطواته المتجهة نحو الباب كانت مختلفة تمامًا عن خطوات قدومه


نظر شي هواي إلى ظهره النحيل وهو يبتعد، 

وعبس بحاجبيه بقلق، 

ثم رمق لو تاو بنظرة حادة


أما لو تاو، فقد بدا مذهولًا بالكامل


لقد جاء لتحذير خصمه من الاقتراب من الفتاة التي يُلاحقها ، 

لكن الخصم لم يهتم به، والأسوأ، أن صديقه المقرب بدا 

وكأنه ساخط عليه بدلًا من أن يقف في صفه


أعاد شي هواي هاتفه إلى جيبه وهو يشعر بغيظ غامض ، 

ثم استدار عائدًا إلى غرفته


أما لو تاو — فظلّ واقفًا مذهولًا ، لكنه في النهاية لحق به


وكان زونغ سيتشن يسير خلفهم وهو يهمس :

" كاد وجه الجميل أن يجهش بالبكاء ، 

حتى أنا شعرت بالشفقة… 

هل يعقل أنني بدأت أنجذب للذكور ؟"


فجأة، التفت إليه شي هواي وصاح :

" اخرس !"


قفز زونغ سيتشن من الخوف ، وسكت على الفور


—————-


قضى تشي مو ياو ليلته في سكنه غارقًا في خيبته ، 

نادرًا شعر بالأرق ، لكنه هذه المرة لم يستطع النوم طوال الليل



وفي صباح اليوم التالي ، 

دخل الصف والهالات تحت عينيه ظاهرة بوضوح ، 


وما إن جلس حتى سمع يي تشيانشي تسأله بقلق :

" سمعت أن أولئك الرياضيين جاؤوا ليوقعوا بك؟ 

فان شياو يينغ ليست بالفتاة السهلة ، وأنت بالكاد تكلمها ، 

هي من تُلاحقك باستمرار "


هز تشي مو ياو رأسه بلا مبالاة وقال:

" لا بأس ، لا شيء مهم ."


وما إن جلس حتى لمح كوب من حليب الإفطار موجود على 

مكتبه، فسأل يي تشيانشي:

" هل اشتريته لي؟"


: " أنا ؟ لا طبعًا ، هذا النوع من الحليب المُسخّن لا يُمكنني 

الحصول عليه ، 

الرياضيون يشربونه في الصباح الباكر ، 

عندما نصل نحن يكون قد نفذ ."


مدّ يده ولمس الكوب ، فكان دافئًا بالفعل



في مدرستهم ، يبدأ الرياضيون التمارين عند الخامسة والنصف صباحًا ، 


بينما الطلاب العاديون لا يتوجهون إلى الكافتيريا إلا قرب 

موعد الحصة الأولى



وغالبًا تكون معظم الوجبات قد انتهت من قبل الرياضيين 

بحلول ذلك الوقت


نظر إلى كوب الحليب ، وتملّكه شكٌ خافت...


{ هل يمكن أن يكون شي هواي هو من وضعه لي ؟ }


لكنه سريعًا ما نفى ذلك عن ذهنه— 

{ فشي هواي في هذا العالم لا يبدو أنه يطيقني }




وفجأة ، 

ظهر شي هواي عند الباب الخلفي للصف ، 

ولوّح له برفق إشارة للخروج


يي تشيانشي همست بقلق :

" هل وصل الأمر إلى أن يتشاجروا معك هنا ؟"


لكن تشي مو ياو نهض وتوجّه إليه، 

وما إن اقترب حتى قال بصوت خافت :

" إن كنت تنوي ضربي هنا، فاعلم أن هناك من سيتدخّل ."


رد شي هواي ببساطة :

" بعد الحصة المسائية ، انتظرني خارج الصف ."


: " لتضربني حينها ؟"


: " هل أبدو لك متفرغاً جداً لأضربك ؟ 

لدي كيس ملاكمة أتمرن عليه . 

وأيضاً ضربك سيتعب يدي ."


: " إذًا ما الأمر ؟"

 

: " قلت إنك تريد أن تطول أليس كذلك ؟ 

سأساعدك بالتمارين ."


ما إن سمع ذلك حتى انقلب حاله من الحزن إلى سعادة ، 

تألّقت عيناه بلمعان خاص، 

كما لو أنها لآلئ أُلقيت في مجرّة من النجوم


وشي هواي، وهو ينظر إلى تلك العيون، 

أحسّ بمشاعر غريبة تختلج في صدره، لا يعرف لها اسمًا


قال تشي مو ياو بحماس :

" هل أحتاج إلى حذاء رياضي ؟ هل أغيّر ملابسي ؟ 

ما الخطة ؟"


شي هواي:

" أولًا ، نحتاج إلى إضافة بعضنا على ويتشات . 

سأعود الآن إلى صفي ."


: " آووه نعم نعم!"

سحب تشي مو ياو هاتفه بسرعة ، وأضاف شي هواي


وما إن ظهر حساب شي هواي وصورته ، 

حتى كاد تشي مو ياو يرقص من الفرح


أما شي هواي، فكان يُراقبه بصمت ، 

يحاول منع شفتيه من الابتسامة ، متظاهرًا بالبرود ، 

لكنه ما إن استدار وصعد الدرج ، 

حتى ابتسم ابتسامة خفيفة


{ أليس هذا الفتى من المفترض أن يكون "عبقري المدرسة"؟ 


لماذا يبدو كمن لا يفقه شيئ ؟


لكن… هو وسيم جدًا حقًا ….


عيناه تلمعان… ترى، كيف يبدو حين يبكي ؟


لا، الأفضل ألّا يبكي… دموعه تؤلم قلبي .. }



———————



عاد تشي مو ياو إلى مقعده ، 

يتصفح حساب شي هواي على ويتشات


كان اسمه غريبًا بعض الشيء : [ لا تُكثر الكلام ]


فأعاد تسميته في جهات الاتصال إلى [ الشاب التنين ]


إذ كان الاسم السابق ينقص من حبه له نقطة تلو الأخرى


 صورة حسابه عبارة عن علامة ممنوع الوقوف — 

ربما لإبعاد الناس عنه


أما منشوراته… فلو لم يكن يعرف طباع شي هواي جيدًا ، 

لظن أنه حظره من رؤية صفحته بالكامل 


أرسل له مو ياو رسالة :

[ أين ألقاك مساءً ؟ ]


فرد عليه سريعًا :

[ عبقري المدرسة يرسل رسائل أثناء الدروس ؟ ]


فأجاب:

[ أنا أتقن كل ما يُدرّس ، 

أنهيت منهج المرحلة الثانوية منذ الفصل الماضي ، 

وأُعيد المراجعة فقط . 

بإمكاني دخول اختبارات سنتكم والتفوّق فيها . 

وإن احتجت إلى مساعدة دراسية ، يمكنني أن أُعلّمك ! ]


الشاب التنين : [ ... ]


: [ ما الأمر ؟ ]


الشاب التنين : [ لا بأس ]


: [ حسنًا حسنًا ! ]


الشاب التنين : [ بعد نهاية الحصة المسائية سأعود لأخذ حقيبتي ، 

انتظرني عند باب صفي ]


: [ حسنا ! ] 


كان الرياضيون يبدؤون تمارينهم بعد الظهيرة ، 

وتنتهي حين تنتهي الحصة المسائية ، 

حينها يعود شي هواي إلى الصف ليأخذ حقيبته


وعندما دق جرس نهاية الدوام ، 

سارع تشي مو ياو بترتيب أغراضه وصعد إلى الطابق العلوي 

منتظرًا شي هواي


وعندما وصل إلى باب الصف السابع من السنة الثالثة ، 

لمح زعيمة الطائفة سي روييو تخرج من الصف مرتدية زيًّا رسميًا…


تجمّد في مكانه لوهلة ——


{ سي روييو... في هذا العالم ، معلمة ؟ }


لم يستطع تجاوز فكرة أن هذه الزعيمة  ، 

أصبحت الآن معلّمة أيضاً في هذه الحياة


: " بمَ تحدّق ؟"


ظهر صوت شي هواي إلى جانبه ، 

وقد وضع يده على حزام حقيبته وسحبه برفق نحو الداخل ، 

واقتاده إلى مقعده داخل الصف 


وما إن استقرّا حتى فوجئ تشي مو ياو بشي هواي يخلع 

قميصه القصير أمامه مباشرةً ، 

ثم أخذ منشفة وجفّف عرقه ، وارتدى قميص آخر


ظاهريًا ——- تشي مو ياو ظلّ صامتًا "..."


أما داخليًا :

{ جسد شي هواي في عمر السابعة عشرة... يااااااهه ! }



يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي