Extra2 | TDVWD
[ العالم الموازي : المتنمر المدرسي العنيف × عبقري
الدراسة اللطيف (الجزء الثاني ) ]
—— التمارين التي قرّر شي هواي أن يُدرّب تشي مو ياو
عليها بسيطة للغاية : لعب كرة السلة ——
لكن لسوء الحظ، تشي مو ياو لا يجيدها إطلاقًا ،
الأمر الذي جعل المهمة شاقة على الاثنين معًا
بعد بضع محاولات للتعليم، أخذ شي هواي الكرة بيده وبدأ
يحدّق فيه متفكّرًا ،
وكأن ذهنه انشغل بسؤال: كيف أعلمه شيئًا لا يملك فيه أي أساس ؟
طوال حياته، لم يُصادف شي هواي ' طالب ' صعب إلى هذا الحد
وفي النهاية ، ناول الكرة لأحد زملائه ،
ثم قاد تشي مو ياو إلى مضمار الجري وسأله :
" الركض… تعرف كيف تركض ، أليس كذلك ؟"
كان صوته خاليًا من الثقة ،
وكأنه فقد الأمل تمامًا في قدرات مو ياو البدنية ~~~
ردّ تشي مو ياو على الفور ، محاولًا الحفاظ على ماء وجهه :
" طبعًا… أعرف الركض ! ."
كان يخشى أن يتخلّى عنه شي هواي إن أظهر ضعفًا
قال شي هواي وهو يقف بجانبه على المضمار :
" حسنًا ، اتبع حركتي . نجري مسافة قصيرة ، ثم نقفز قليلًا
وكأننا نحاول الإمساك بشيء في الهواء ،
مدّد جسدك قدر ما تستطيع ! ."
أدّى شي هواي الحركة أمامه ،
فراقبه تشي مو ياو بانتباه وأومأ رأسه جديًّا
لقد كان في طائفة هي هوان ' عالمه الآخر ' خبير في التسلل والهروب ،
لكن في هذا الجسد كان أضعف،
لا رشاقة ولا قدرة على التحمل،
وبعد دقائق من الركض بدأ يلهث بشدّة
في النهاية —- اضطر شي هواي أن يركض خلفه دافعًا ظهره
بيده ليستمر ،
ومع ذلك بدأ تشي مو ياو بالتذمّر :
" آه… لم أعد أستطيع… أحتاج ماء… حلقي جاف…"
قال شي هواي بصرامة :
" الرياضة تعتمد على الاستمرارية ،
وإن لم تواصل فلن تحقق أي نتيجة ،
وهذه أبسط التمارين فقط ."
: " لكن… التدرّج… مهم…!" لهث تشي مو ياو وهو يرد
: " تحمّل عشرين دقيقة فقط "
المضمار في المدرسة بطول 800 متر للدورة الواحدة ،
مرسومًا بالخطوط البيضاء على الأرضية الحمراء ،
لكن كثرة الأقدام جعلت تلك الخطوط باهتة
وفي الوسط ، العشب الصناعي الأخضر يفصل المسارات،
لامعًا تحت إضاءة الملعب
في الليل ، تُضاء أجزاء من المضمار بمصابيح قوية قرب المنصة ،
بينما تغرق الزوايا البعيدة في الظلام
ركضا معًا دورتين فقط ،
حتى بدأ بعض الطلاب يرمقونهما بنظرات الفضول
—ما الذي يجمع الطالب الهادئ المتفوق مع شي هواي
المشاغب المعروف بالمشاكل ؟
وحين وصلا إلى منطقة شبه مظلمة ،
توقّف تشي مو ياو فجأة ،
وشد قدميه على المضمار ،
وأسند ظهره على يد شي هواي وهو يقول متذمّرًا :
" لن أركض أكثر ! "
أبعد شي هواي يده ببرود ،
لكن ما إن رآى مو ياو على وشك السقوط
مدّ ذراعه فوراً وأمسكه
سقط تشي مو ياو في حضنه ، وظهره ملاصق لصدره ،
ورفع رأسه لينظر إلى عينيه مستغلًا العتمة التي تُخفي
ملامحه عن أعين الفضوليين، ولم يتحرّك للابتعاد
شي هواي نظر إليه بملامح غير راضية:
" إن لم تتمكن من الاستمرار، فلن أُدرّبك،
لا أريد إضاعة وقتي ."
: " سأواصل!
لكن عليّ أن أرفع لياقتي أولًا ،
أنت… متعب جدًا ."
: " أنا ؟ متعب ؟" استغرب شي هواي
أدرك تشي مو ياو أنه ربما أساء التعبير ، فلوّح بيده قائلًا:
" لا بأس ، انسَى ما قلت ."
شي هواي ضيّق عينيه أكثر ، وصار نظره أقل ودًّا
سادت لحظة صمت بينهما ،
وفي الخلفية يوجد من يلعب كرة السلة
ثم فجأة، سأل شي هواي:
" لماذا تكلّمني دائمًا هكذا ؟ نحن لسنا مقرّبين ."
( بضمائر وأسلوب عفوية / غير رسمية )
ابتسم تشي مو ياو بهدوء وأجاب :
" لأنني أريد أن ' ألاحقك ' عاطفيًا ."
( محاولة كسب إعجاب الطرف الاخر )
: "... ماذا ؟"
: " لا تقلق، سأنتظر حتى نتقارب أكثر ، ثم أعترف لك بشكل رسمي "
: " مهلًا… أنا رجل "
: " أعرف "
: " وأنا لست مثليًّا "
: " لا بأس "
شي هواي لم يستطع أن يُبقي ملامحه هادئة :
" لا بأس ؟!"
: " بالطبع ، قريبًا ستصبح رائعًا جدًا بنظري ."
ضحك شي هواي غاضبًا :
" أنت… أنت لا تخجل ؟!
أنا لم أفعل يومًا ما يسمّى بالرجوع عن كلامي !"
ردّ تشي مو ياو بثقة :
" أعلم ذلك ."
: " تعلم ماذا ؟"
: " أعلم أن لسانك حاد ، لكنك في النهاية ستلين ."
شي هواي ببرود :
" أنا معجب بثقتك ، لكن الأمر مستحيل ،
أنا لا أحب الرجال ."
نظر تشي مو ياو إليه بلا أي أثر للحزن أو الإحباط ،
بل بابتسامة هادئة ،
وكأنه قادر على مسامحة العالم بأسره ~
{ في الكهف سابقًا ، كان يصرخ في وجهي ليطردني ،
ومع ذلك انتهى به الأمر متشبّثًا بي… }
ثم تحرّك قليلًا وقال:
" لن أحاول تغييرك ، ستتغيّر وحدك .
والآن، بعدما استرحت ، فلنكمل الركض ."
ارتفع صوت شي هواي وقد أغضبته نبرة اليقين هذه :
" أنا ؟ أتغيّر وحدي ؟!"
فأجابه وكأنه يهدّئ طفلًا :
" حسنًا حسنًا، لا تصرخ ، هيا بنا "
توقّف شي هواي عن الكلام ، مُدركًا أنه يُساق وراءه بلا وعي
———————
بعد انتهاء الحصص المسائية ،
كان شي هواي يخرج دائمًا مع أصدقائه ليلعبوا بعض
جولات كرة السلة في الملعب
لكن في الآونة الأخيرة ،
كان تشي مو ياو يستعدّ لمسابقة في الفيزياء ،
والمدرسة تُعقد عليه آمالًا كبيرة ،
لذا لم يعد قادرًا على التدرب معه ،
مما منح شي هواي فرصة للعودة للعب مع أصدقائه
وكالعادة ،
كان بعض الطلاب يجلسون على المقاعد الجانبية لمشاهدتهم ،
ومن حين لآخر ، كانوا بعض الفتيات يقدمن لهم زجاجات مياه
فبالرغم من سمعتهم غير المثالية ، إلا أن مظهرهم اللافت
كان يجذب الانتباه — بل وكأن الفتى كلما بدا أكثر ' خطرًا '
زادت شهرته
ربما بسبب ما سمعه عن تلك الفتيات، قرر تشي مو ياو الحضور أيضًا ،
وجلس على المدرجات في مكان لافت للنظر
شي هواي، وهو يلعب، كان يرفع عينيه بين الحين والآخر ليلقي نظرة نحوه
اقترب سونغ وييو منه وهو يبتسم قائلاً :
"هذه هي قمة التوفيق بين الملاحقة العاطفية والدراسة…
العبقري المدرسي لا يتوقف عن كليهما !"
كان المشهد أمامهم واضح —— : تشي مو ياو ممسك
بمصباح صغير قابل للشحن ،
يسلّط ضوءه على كتاب في حضنه ،
يقرأ بتركيز في هدوء المدرجات
نسيم الليل العليل يحرّك صفحات الكتاب فوق ركبتيه ،
وضوء القمر يكسو المدرسة بلمسة فضية ،
بينما ضوءه الصغير يجعله يبدو كجزيرة مضيئة وسط الظلام
لكن مع الضوء ، جاءت أيضًا أسراب من الحشرات الطائرة،
فكان يقرأ قليلًا ، ثم يلوّح بيده ليطردها
بعد قليل —- ، ترك شي هواي اللعب ،
ولم يلتفت حتى لنداء إحدى الفتيات باسمه ،
وسار مباشرةً إلى حيث يجلس تشي مو ياو —- وجلس بجانبه قائلاً:
" إذا كان عليك أن تدرس ، فلا داعي لأن تأتي ."
ابتسم تشي مو ياو وأجاب :
" سمعت أن بعض الفتيات يجلبن لك المياه ،
فكان لابد أن أحضر ..."
ثم أخرج زجاجة من جانبه ، ومدّها له:
" تفضل ، أحضرت لك أنا أيضًا ."
شي هواي ببرود:
" قلت لك من قبل ، لن أوافق ، فلا داعي لأن تلاحقني ."
: " اشرب أولًا ، أنا لست مستعجلًا في ملاحقتك
فلماذا أنت مستعجل في رفضي ؟"
أخذ شي هواي الزجاجة ، فتح الغطاء وشرب رشفة ،
لكن سرعان ما سمع
: " شربت من مائي… إذن أنت الآن ملكي ~ "
كاد شي هواي أن يختنق ، أغلق الزجاجة وأعادها له:
" لا أريدها "
: " لكنّك شربت بالفعل ، إذن جزء من جسدك أصبح لي "
: " وماذا بعد؟ ستقطّعني أجزاء ؟"
هزّ تشي مو ياو رأسه ، وأمسك بيده قائلًا:
" سأكتفي بهذا الجزء مؤقتًا ،
وحتى نعود للسكن… يديك ملكي ."
حاول شي هواي سحب يده، لكن الآخر شدّ أصابعه بقوة،
وأمسكه بينما واصل القراءة وكأن شيئًا لم يحدث
شي هواي، وهو لا يريد لفت انتباه المتفرجين، تركه
كانت أصابع تشي مو ياو بيضاء وناعمة كالحرير،
بينما يديه هو تحمل آثار التدريب والكرة بطبقة من الجلد الخشن
الملمس المختلف والبرودة الطفيفة جعلته يدرك كم يد الآخر ناعمة
بعد لحظة ، سأله شي هواي متفحصًا :
" بهذه الخبرة في الأساليب… كم شخصًا لاحقت قبلي ؟"
: " أنت الأول "
: " أتظن أني سأصدقك ؟"
: " مع مستواي الدراسي، هل تظن أن لدي وقتًا لألاحق غيرك ؟"
لم يجد شي هواي ردًا ، واعترف في داخله أن منطقه مقنع رغم غروره
جلسا جنبًا إلى جنب وهما ممسكان بأيديهما ،
وشي هواي يطرد الحشرات عنه من وقت لآخر ،
بينما الآخر يقرأ بهدوء
تمتم شي هواي:
" القراءة في الداخل أفضل ، هنا كأنك تعذب نفسك ."
: " لكن في السكن لا أراك "
: " وأنت هنا بالكاد نظرت إلي "
{ طوال الوقت تحدّق في الكتاب ، لا تظن أني لم ألاحظ ! }
: " لكنّني قريب جدًا منك "
ألقى شي هواي نظرة على الكتاب :
" هل تستطيع فعلًا أن تدرّسني ؟"
: " طبعًا ."
: " أنت تسكن في غرفة منفردة، أليس كذلك؟"
: " أجل ."
: " سآتي لغرفتك إذن ،
الجامعة التي وقّعت معها تطلب مني حدًا أدنى في
الدرجات ، وأنا ما زلت متأخر ."
: " بالطبع !" أجاب تشي مو ياو دون تردد ،
وربما كان هذا الحماس اللحظي بداية تجربة صغيرة مع
' قسوة العالم '
————
نظر تشي مو ياو إلى ورقة اختبار شي هواي مطوّلًا ،
وكأن عينيه التصقت بها ولم تعد قادرة على الفكاك
بعد لحظة طويلة ، سأل بصوت هادئ :
" كم الحد الأدنى للنجاح الذي تضمنه لك الجامعة ؟"
: " 210 درجة ."
أعاد تشي مو ياو النظر إلى الورقة… المجموع الكلي: 78 درجة
أخذ نفسًا عميقًا، وكأنه يستعد لتقبّل حقيقة مرّة
شعر أن هذه الـ 78 درجة ما هي إلا بفضل ' القدر '
الذي جمعه مع شي هواي
أما أسئلة الاختيار المتعدد ، فقد منحت الأخير بصيص أمل،
لكن لو أعاد الاختبار مجدداً ،
فربما سيختار إجابات مختلفة…
وتنتهي علاقتهما القصيرة عند ذلك
قرر أن يتعامل مع الأمر بهدوء ، وبدأ يقلب رفوفه بحثًا عن ملاحظاته :
" سأبدأ معك من الأساسيات…
نأخذ ما يمكننا أخذه ،
فما زال أمامك عشرة أشهر قبل الامتحان ."
: " حسنًا "
كانت المدرسة توفر بعض الغرف الفردية ،
لكن الحصول عليها ليس مسألة دفع رسوم أعلى فقط ،
بل يتطلب أيضًا تفوقًا دراسيًا ، وعندها تمنح الإدارة الموافقة
هذه الغرف لا تُقطع عنها الكهرباء ليلًا ،
حتى يتمكن الطالب من مواصلة الدراسة
وبصفته الأول على دفعته ، حصل تشي مو ياو على واحدة
لكن الغرفة صغيرة —- : سرير فردي ، مكتب دراسة ،
حمام مستقل… والمساحة المتبقية بالكاد تكفي لخطوتين ،
مما يجبر الشخصين على الاقتراب الشديد عند التحرك
وفوق ذلك ، الغرفة مكتظة بالكتب ، مما جعل المسافة بينهما أضيق
وقف تشي مو ياو على أطراف أصابعه ليصل إلى الخزانة
العلوية بحثًا عن كراسات الملاحظات،
فانكشف جزء من خصره النحيل الأبيض كالثلج
تجمّد شي هواي لوهلة وهو ينظر ، ثم صرف بصره بسرعة،
وأخذ نفسًا عميقًا في سرّه
كان تشي مو ياو معلّمًا صبورًا ، يشرح بتفصيل وهدوء ،
دائم الابتسامة
لكن عيناه… تلك العيون المليئة بالعاطفة والمشاعر ،
كانت أخطر ما فيه ،
فهي تلتقطه بنظرات سريعة لكنها تترك أثرًا يشبه السكين على جلده ،
تجعله يتوتر ويحس بحرارة غريبة تتصاعد تحت بشرته
شي هواي بدأ يتساءل { هل من الحكمة أن آتي لأتعلم عنده؟
هذا الفتى… فيه شيء من الخفة ،
لا يكف عن التحديق فيّ وكأن عينيه تقولان ما لا يُقال
كيف وافقت أن أضع نفسي معه في غرفة واحدة
وأنا أصلاً قد رفضته من قبل ؟
ألم يكن من الأفضل الذهاب إلى معهد دروس خصوصية
محترم بدلًا من… هذا الموقف ؟
ومنذ متى يصبح شاب بطول 193 سم قلقًا من أن
' المعلّم ' قد يستغل الموقف ؟ }
أغلق شي هواي كتابه وتنهد :
" أعطني الملاحظات فقط ، سأعود إلى غرفتي ."
: " حسنًا " قالها تشي مو ياو وهو ينهض ليوصّله
لكن قبل أن يخرج ، أمسك بمعصمه فجأة وسأله بابتسامة:
" شي هواي… هل ما زلت اليوم مستقيمًا ؟"
أجاب بلا تردد : " نعم "
: " اووه … إذن سأتحمل قليلًا بعد ."
: " تتحمل؟"
: " نعم ، فأنا في الحقيقة أود أن أقبّلك الآن…"
"...!"
كان تشي مو ياو دائمًا قادرًا على إذهاله بجرأته
وبينما شي هواي ما زال متجمّدًا من وقع الكلام ،
اقترب الآخر أكثر ،
ووقف على أطراف أصابعه وهمس بابتسامة مشاكسة :
" أو… هل يمكن الآن أيضًا ؟"
شعر شي هواي بأنفاسه تختل ، وقلبه يخفق بقوة ،
وكأن نارًا اشتعلت في صدره وتصاعدت حتى وصلت إلى
وجهه وأذنيه ، فاحمرت بشدة
وفي النهاية… هذا الفتى القوي ، الذي لا يخشى أحد ،
وجد نفسه يهرب من الغرفة على عجل ،
وكأنه يهرب من خطر داهم ،
ترك خلفه ارتباك لم يعترف به بعد …
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق