القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Extra12 | SJUTM

Extra12 | SJUTM



منذ زمن بعيد ، في قلعة عتيقة تقع عميقًا داخل غابة ، 

عاش شيطان مخيف يُدعى شين كايبينغ — وبصحبة 

جحافل من الشياطين الأدنى منه ، 

اعتاد أن يرهب القرى المجاورة ، 

مسببًا من المعاناة ما جعل السكان في النهاية يلجؤون إلى 

الكنيسة طلبًا للعون ،،،


استجابت الكنيسة سريعًا ، فأرسلت فرقة شجاعة من الفرسان المقدّسين


تسللوا عبر الغابة المظلمة ، واقتحموا قلعة الشيطان ، 

وهزموا كثيرًا من أتباعه


لكن شين كايبينغ نفسه لم يكن في أي مكان يُرى


فتش الفرسان القلعة كاملة ، لكنهم لم يجدوا أي أثر آخر للشياطين


و كل ما عثروا عليه كان عددًا من القرويين المسجونين في الزنزانات 


في هذه الأثناء ، عثر قائدهم شي دوو على مفاجأة غير 

متوقعة في غرفة نوم فاخرة


هناك —- وجد شابًا بشريًا


حين فتح شي دوو الباب ، رأى الشاب متكورًا في زاوية ، 

يرتجف


عاري و ملفوف ببطانية قصيرة لا تكفي لتغطية جسده بالكامل


ساقاه السفليتان مكشوفة ، وبدا بياض بشرته على خلفية 

المخمل الأحمر العميق كالثلج



أمسك شي دوو مقبض سيفه عند خصره ، وتقدّم بخطواته ، 

شامخًا فوق الشاب


رفع الشاب رأسه ، كاشفًا عن وجه فاتن يكاد يكون ساحرًا


الدموع تلمع عند أطراف عينيه بينما مدّ يده بحذر ليلمس درع شي دوو


قال بصوت متعب :

“ أُخذت من قريتي على يد شين كايبينغ. لقد قتل أمي. 

أرجوك أيها الفارس المقدّس ، أنقذني…”



خرج الفرسان منتصرين ، بعد أن أنقذوا القرويين وأرسلوا 

الجرحى إلى الكنيسة لتلقي العلاج


{ حمقى ! يا لهم من مجموعة بلهاء من الكنيسة ! ههههههههه … }


شين آنتو يتقلب فوق سريره من شدة سعادته

وبينما يتحرك ، 

انزلق ذيله من تحت البطانية


ذيل طويل ونحيل ومرن كالأفعى ، ينتهي بشكل قلب—

العلامة الواضحة لكونه شيطانًا من فصيلة الإنكوبس (Incubus)





لو رآه الفرسان في تلك اللحظة ، لكانوا قد نقّوه حالًا


لكن شين آنتو استعمل تعويذة بسيطة ليخفي حقيقته ، 

متظاهرًا بكونه بشرًا


لم يُنقذ كأحد القرويين وحسب ، بل وبفضل ' إصاباته ' 

المزعومة ، أُرسل أيضًا إلى الكنيسة ليتعافى


بطبيعة الحال كانت تلك ' الإصابات ى مجرد حيلة سحرية من صنعه


استلقى شين آنتو مرتاحًا على السرير ، يلهو بذيله بأصابعه


لعق أنيابه ، غارقًا في التفكير بخطوته التالية


لم يكن أحد يعرف أن شين آنتو في الحقيقة أحد أبناء شين كايبينغ


كانت أمه شيطانة من فصيلة الساكوبس (Succubus)، 

وهي شيطانة أدنى تتغذى على الشهوة


( اكثر صورة محترمة لشيطان الـ ساكوبس ~ ) 




سحرها ضعيف ، وجسدها هش ، ولا يميزها سوى جمال وجهها


لسوء الحظ ورث شين آنتو دمها، 

فكان مولودًا كـ إنكوبس 

ولهذا السبب كان الأقل حظوة بين أبناء شين كايبينغ


وبعد موت أمه ، تعرّض للإذلال والمعاملة القاسية في القلعة


و لأكثر من عقد ، عاش متذللاً ، قابضًا على أنيابه صبرًا، 

متربصًا بفرصته للانتقام


والآن، حانت تلك الفرصة أخيرًا


في فوضى المعركة داخل القلعة ، انتهز شين آنتو اللحظة 

ليقتل شين كايبينغ ويلتهمه، ملتهماً قواه


وبفضل ذلك ، لم يعد مجرد إنكوبس ضعيف ، 

بل صار شيطانًا عالي المرتبة قادرًا على نسج أوهام تخدع 

حتى الفرسان المقدّسين


وهكذا استطاع أن يخفي ذيله وأجنحته ، 

ويتخذ هيئة بشرية أقنعت الفرسان ، بل وحتى الكنيسة


استعاد شين آنتو في ذهنه لقاءه مع شي دوو —- والاحمرار

يخبو ويلمع في عينيه


حينها ، كان فخذه ' مصاب ' فلم يستطع المشي —- 

فحمله شي دوو بين ذراعيه وأخرجه من القلعة


كان درع شي دوو باردًا وصلبًا، تمامًا كتعبير وجهه الصارم


وعندما انخفضت نظراته الحادة نحو شين آنتو ، شعر الأخير 

بقشعريرة ترتجف على امتداد عموده الفقري حتى قمة رأسه


للحظة ، شعر أن حقيقته انكشفت بالتأكيد 


لكن شي دوو لم يرَى شيئ


بل رفعه برفق ، ووضعه فوق حصانه ، وأعاده بنفسه إلى الكنيسة


{ شي دوو. شي دوو … }

ردد شين آنتو اسمه في داخله ، 

بينما موجة من الجوع الجارف تتفجر في صدره


البشر في كل مكان خلف الأبواب، و بإمكانه أن يتغذى على أيٍّ منهم متى شاء


لكن لم يكن لهؤلاء أدنى جاذبية


ما كان يشتهيه حقًا هو شيء أنقى ، أطهر — رغبة قائد 

الفرسان المقدّسين —- شي دوو



: “ سيدي شي دوو يوجد شاب يُدعى شين آنتو جاء لرؤيتك. 

يقول إنه يحتاج مساعدتك لتطهير جروحه .”


: “ لماذا لم يذهب إلى الكاهن؟”


: “ يقول إنه فعل ، لكن وصمة الشيطان كانت قوية جدًا 

على نحو لم يستطع الكاهن التعامل معه . 

وهو يزعم أن وحدك يمكنك مساعدته .”


: “ دعوه يدخل .”


غادر المُخبر ، بينما واصل شي دوو صقل سيفه ، صامتًا


: “ سيدي…” دخل شين آنتو الغرفة بخطوات بطيئة، 

مستندًا على عكاز


يرتدي رداء أبيض— وفّرته الكنيسة


كان يفترض أن يكون التصميم بسيطًا وخشنًا، 

لكن جماله وبشرته الفاتحة جعلا القماش يبدو فاخرًا


أعاد شي دوو غمد سيفه، وألقى نظرة على شين آنتو من 

رأسه حتى أخمص قدميه ثم قال :

“ اجلس .”


: “ حاضر سيدي .” أنزل شين آنتو رأسه ، 

محاولًا بكل جهده أن يسيطر على نفسه ويكبح ذيله الذي 

كاد أن يهتز من شدّة الحماس


لم يكن شي دوو مرتديًا درعه اليوم، و قماش ثيابه الخفيف 

لا يخفي صلابة جسده ولا انسياب ملامحه القوية


غَرغَر بطن شين آنتو من جديد ، ولم يتوقف عن البلع


الكنيسة لم يجهزوا مقرّ مناسب لإقامة شي دوو


فقد أرسلته العاصمة بأمر من الملك ، 

و بقاؤه هنا فقط للراحة قليلًا بعد أن قضى على الشياطين، 

في انتظار أوامره التالية


ولهذا مكان إقامته متواضعة للغاية ، لا يختلف عن غرف الجرحى


حتى مقعد لا يوجد في الغرفة ، فاضطر شين آنتو أن يجلس على حافة السرير


إصابته في الجهة الخارجية من فخذه


رفع شين آنتو طرف ردائه بحذر ، فكشف عن بشرته 

الشاحبة وقد خطّت عليها مخالب شيطانية ندبةً مروّعة


و كان الجرح يحمل أثرًا باقٍ من دَنَس الشياطين ، ولن يلتئم ما لم يُطهَّر


حرّك شين آنتو جسده قليلًا ، فكشف عن ساقه النحيلة كاملة ، 

ثم رفع نظره إلى شي دوو بملامح متوسّلة:

“ سيدي…”


جلس شين آنتو على حافة السرير ، 

متراخي الخصر في انحناءة مثيرة ، 

و عيناه المتلألئتان تصيدان من يحدّق فيهما كخطّاف ، 

وشفاهه القرمزية انفرجت قليلًا ثم انطبقت ، كأن جسده كله يصرخ : قبّلني


لكن شي دوو لم يمنحه سوى نظرة باردة


حافظ على مسافة مهذبة ، وجثا بهدوء ، 

ثم رفع كفه فوق ' الإصابة ' و انساب من يده نور أبيض رقيق


: “ آه…!” كاد شين آنتو يصرخ



فالضوء المقدّس النقي قاتل للشياطين


وبرغم أنّ شين آنتو قد بلغ مرتبة أعلى ولم يتلقَّ سوى طاقة علاجية ، 

إلا أنّ النور الطاهر كان يحرقه ،

ومع ذلك لم يستطع أن يسمح لـ شي دوو أن يلحظ ذلك


وبعد جلسة علاج مرهقة ، لم يعد لدى شين آنتو أي طاقة ليتصنّع جاذبيته


وحين بدا أن الإصابة قد ' التأمت ' انهار على السرير مُنهكًا


قال شي دوو وهو يهمّ بالمغادرة :

“ استرح قليلًا .”


خطة الإغواء التي وضعها شين آنتو باءت بالفشل


فتقلّب على السرير غاضبًا ومحبَطًا


————-



في اليوم التالي ، 

حين التقى بـ شي دوو في حديقة الكنيسة ، 


تعمّد شين آنتو أن يلوِي كاحله


ترنّح وكاد يسقط في أحضان شي دوو مباشرةً ، لكن الأخير 

أمسك بذراعه ودفعه بعيدًا بسرعة


شد شين آنتو على أسنانه :

“ شكرًا لك "


——-


وفي اليوم الثالث ، 

حين أخذ شين آنتو حصته من الخبز والعصيدة من مكان الطعام ، 

ومرّ بجانب شي دوو ، ' أسقط ' العصيدة على بنطال القائد 


تظاهر بالذعر واعتذر ، عارضًا أن يغسله له، 

لكن شي دوو تراجع وهو يهز رأسه :

“ لا داعي "


راقبه شين آنتو وهو يمضي، وقبض يديه بقهر



———-


وفي اليوم الرابع ، 

قصد شين آنتو رجال شي دوو الآخرين من الفرسان ، 

آمِلًا أن يعرف منهم شيئًا عن تفضيلات قائدهم


ولإرضائهم ، خاطر بالدخول إلى الغابة ليقطف فاكهة طازجة 

يقدّمها لهم كهدية



لكن خلال عشر دقائق فقط ، ظهر شي دوو معلنًا أن 

مجموعة من الشياطين الصغرى تثير الفوضى في قرية 

قريبة ، وأصدر أوامره للفرسان بالانطلاق فورًا لحمايتهم


ولم يمض وقت طويل حتى غادر آخر فارس من المكان


ظلّ شين آنتو يغلي من الغضب والإحباط

وعندما التفت ، أدرك أن شي دوو لم يرحل بعد


استشاط غضبًا وقال بحدّة :

“ لماذا لم تذهب معهم ؟”


أنزل شي دوو نظراته نحوه ، و عيناه تتلألآن تحت ضوء الشمس مثل بريق درعه :

“ مجرد شياطين صغيرة ... لا حاجة لأن أتدخل بنفسي .”


غادر شين آنتو وهو يكتم غيظه



خلفه ، تَصدّع جمود ملامح شي دوو قليلًا

و ارتسمت على شفتيه ابتسامة خافتة وهو ينحني ليلتقط 

الثمرة التي أسقطها شين آنتو


مسحها بعناية ، ثم قرّبها من فمه وأخذ قضمة


في اللحظة نفسها ، انسابت العصارة في فمه ، حلوة المذاق



في اليوم الخامس ، 

عقد شين آنتو العزم على تنفيذ خطته القصوى—تحطيم سريره


كانت الغرف المؤقتة في الكنيسة بدائية جدًا ، 

وسريره الخشبي الهشّ يصرّ ويئنّ كلما تقلّب


كان يبدو وكأنه سينهار في أي لحظة


لذا، قرّر أن يحدد موعدًا لنهاية ذلك السرير البائس وهو : الليلة




ليلًا ، سمع شي دوو طرقًا خافتًا على بابه ، 

تبعه صوت شين آنتو ، مبحوح كأنه بكى قبل قليل:

“ سيدي… لقد انكسر سريري فجأة ، 

ولم أعد أستطيع النوم عليه …. 

هل يمكن أن أطلب منك أن تأويني الليلة ؟”


بعد لحظة صمت قصيرة ، فتح شي دوو الباب وحدّق في 

شين آنتو تحت ضوء القمر، وملامحه جامدة


رفع شين آنتو رأسه ، متعمّدًا أن يبدو بائسًا:

“ سيدي…”


أذن له شي دوو بالدخول


في داخله —- شين آنتو يلوّح بذيله من الفرح—

{ الخطة نجحت ! }




الغرفة لا تحتوي إلا على سرير واحد ، 

مناسب تمامًا لشخص واحد هو شي دوو


أما بوجود شين آنتو —- فقد غدت المساحة ضيقة ، 

مما أجبره ' اضطرارًا ' على الالتصاق بجانب شي دوو


في البداية وضع شين آنتو كفه على صدر شي دوو


لم يتحرك الأخير ، بل ظلّ ساكنًا وعيناه مغمضتان كما لو أنه غارق في النوم


عندها مدّ شين آنتو ساقًا فوق ساقه


ومع ذلك لم يأتِ أي رد


اشتعل الحماس في داخله


تظاهر بأنه يتقلّب في نومه ، 

ثم تمدّد فوق شي دوو بأكمله تقريبًا ، 

وأراح خدّه في كتفه ، ضاغطًا شفتيه برفق على عنقه


ومع ذلك، ظلّ شي دوو غير مبالٍ، كأنه لا يشعر بشيء


وهذا لم يثنِي شين آنتو —- ، بل زاد من جرأته


{ شي دوو فارس مقدّس

الرغبة النقيّة التي يحملها فارس مقدّس

كيف يمكن لعفريتٍ شبِق قضى سنوات يتضوّر جوعًا أن يقاوم إغواءً كهذا ؟ }


و ارتفع شين آنتو بهدوء ، وأمال جسده فوق شي دوو

ثم سرق منه قبلة على شفتيه ، خفيفة ورقيقة كرفرفة ريشة



في تلك اللحظة ، كان الأمر كأن ألعابًا نارية هائلة قد 

انفجرت في رأس شين آنتو


شهق ، وقد انقطع نفسه حتى كاد يختنق


{ يا للروعة… يا للذّة… يا للحلاوة…


وهذا مجرد قبلة ….. فماذا لو تجاوزت ذلك…؟ }


لكن فجأة، ارتدّ شين آنتو إلى وعيه


وعندما أنزل عينيه ، التقى بنظرة شي دوو — باردة ، تخترق 

أعماقه كما لو أنه يكشفه من الداخل


قبض الخوف على قلبه


استشعر أن الفارس في اللحظة التالية قد ينحر عنقه 

أو يحوّله إلى رماد بالتطهير


لكن عوضًا عن ذلك، ضغط شي دوو برفق على رأسه ملصقًا إياه بصدره:

“ نم "


ورغم توتره ، غلب النعاس شين آنتو أخيرًا ونام


وما لم يعلمه هو أنّ شي دوو فتح عينيه بعد عدة لحظات 


رفع معصمه فوجد الذيل النحيل ملفوفًا حوله ، 

وطرفه القلب الصغير يلمس جلده بحنان



————



في صباح اليوم التالي ، 

استيقظ شين آنتو بتثاقل ليكتشف أن شي دوو غادر بالفعل


فعاد إلى غرفته غاضبًا ، ليجد أن سريره الخشبي قد أُصلح


كشّر عن أنيابه


“اللعنة! اللعنة عليك يا شي دوو! أقسم أني سآكلك غدًا!”



' إصابات ' شين آنتو قد شُفيت تمامًا، 

فلم يعد لديه أي عذر للبقاء في الكنيسة


وفي هذه الأثناء ، كان شي دوو يستعد للمغادرة نحو القرية التالية لطرد الشياطين



وفي محاولة يائسة أخيرة ، طلب شين آنتو الانضمام إلى 

فرقة الفرسان المقدّسين ، لكن شي دوو رفضه بلا تردد ، 

وأمره أن يبقى في القرية ويعيش بهدوء


وأثناء مشاهدته الفرسان وهم يمتطون خيولهم مبتعدين، 

بدأت خطة ماكرة تتشكل في ذهن شين آنتو


{ شي دوو… أنت جلبت هذا على نفسك }



في كهف عميق وسط الغابة ، يعيش تنّين جشع.


كان يعشق كل ما يلمع—ليس فقط الذهب والفضة 

والجواهر ، بل حتى المعادن النادرة مثل دروع الفرسان 

وسيوفهم المرسومة على شكل صليب


سافر شين آنتو مسافة طويلة حتى وصل إلى كهف التنين، 

وأقنعه بعقد تحالف


" اتفقنا ."


لعق شين آنتو أنيابه ، بينما جناحاه الشبيهان بجناحي 

الخفاش تخفقان وهو يحلّق في الهواء


عينيه تلتمعان بضوء قرمزيّ شيطاني


"سنرعب البشر في القرية لنجذب الفرسان إلى كهفك . 

دروعهم وسيوفهم ستكون لك، أما البشر… فلي أنا !"




…..



بعد وقت قصير ، هاجم التنين قرية في الغرب


توسّل القرويون الكنيسة طلبًا للعون، 

فسارعوا بإرسال فرقة الفرسان تحت قيادة شي دوو


شقوا الفريق طريقهم عبر غابة التنين


نفث الوحش نارًا ، فأحرق معظم الأشجار وحاصر الفرسان داخلها


وبينما يدوّي زئيره ، سمع الفريق ضحكة شيطانية شريرة، 

وأدركوا أنهم وقعوا في فخ


" استسلموا ! لقد خسرتم سلفًا !"


رفع الفرسان رؤوسهم مذهولين ليجدوا شين آنتو جالسًا 

فوق ظهر التنين


ذيله الرفيع وجناحاه الشبيهان بالخفاش لم يتركا مجالًا للشك


لم يكن ذاك الشاب المسكين الذي أسرته الشياطين ، 

بل كان شيطان إغواء رفيع المقام، يفيض قوةً


انعكست ألسنة اللهب على درع شي دوو وهو يغرس سيفه 

المرسوم على شكل صليب في الأرض فجأة.


شي دوو : " لا تفزعوا . لم نخسر بعد ."


وبسرعة ، شكل الفرسان دائرة وسط النيران


وبأوامر شي دوو بدأوا في رسم دائرة سحرية وترتيل 

التعاويذ بصوت عالٍ


وبعد دقائق ، انهمر المطر 


تمكنوا فرقة الفرسان من هزيمة التنين ، الذي هرب ذليلًا 

تاركًا كل كنوزه في الكهف


حمل الفرسان مئات الصناديق المليئة بالذهب والفضة 

والجواهر إلى العاصمة ، وقدمّوها للملك


وفي المقابل ، كافأهم الملك بسخاء ، وعرض على القائد 

شي دوو أن يطلب أي جائزة يشاء


فطلب شي دوو أحد صناديق كنز التنين—وتحديدًا آخر صندوق جلبوه


كان يحتوي على أقل قدر من الذهب ، مجرد طبقة رقيقة 

من العملات في قاعه ، حتى بدا الصندوق شبه فارغ


وافق الملك ، وأثنى على تواضع شي دوو وزهده في متاع الدنيا


و في تلك الليلة عاد شي دوو بالصندوق إلى مسكنه الخاص


دخل غرفة نومه ، وفتح الصندوق ، ولوّح بيده ليبدّد الختم 

السحري الذي يخفي حقيقته


شيئًا فشيئًا ، تكشفت الصورة الحقيقية


ظلت العملات المبعثرة في القاع، لكن فوقها استلقى 

شيطان إغواء جميل


يداه وقدماه موثوقتين بالحبال ، وفمه مسدودًا بقطعة قماش


جناحاه المطويّان بالكاد انطبقا داخل الصندوق


رفع نظرته الغاضبة نحو الفارس المقدس، 

وعيناه الحمراء تحترق بالتحدي


ذيله يخفق في الهواء ، وطرفه القلب الشكل يندفع صوب شي دوو بإصرار


أمسك شي دوو بالذيل المشاغب ، وأدخل الطرف في فمه


اهتز الصندوق بعنف مع صراع شين آنتو اليائس


لكن سرعان ما خارت قواه ، وانكمش بائسًا في الركن، مرتجفًا


ابتسم شي دوو



شي دوو : " إذن… لهذا السبب طلبته عبر الإنترنت؟"


نظر شي دوو إلى الصندوق الكبير الممتلئ بعملات ذهبية 

مزيفة والذي ظهر بشكل غريب في غرفة نومهما


: " بالضبط ! إنه عيد تشيشي، ولا بد أن نضيف بعض الإثارة ! …." رد شين آنتو وهو مستلقٍ على السرير ، 

يركل ساقيه بسعادة : " ما رأيك في قصة الفارس المقدّس 

وشيطان الإغواء؟ كتبتها بنفسي !"


التفت شي دوو نحو السرير ، وهو يفك ربطة عنقه ، 

ونظر إلى شين آنتو بنظرة غامضة يستحيل التنبؤ بما إذا كان راضيًا أم لا


جلس شين آنتو — مرتديًا عدسات حمراء، واستأنف محاولاته في الإغواء


عرض زيه الفاضح الذي يشبه أزياء الشياطين، 

ثم حرّك جناحيه خلفه قائلاً بفخر: " انظر ! 

الأجنحة تعمل بالموتور ! وحتى الذيل له زر تشغيل ، 

إذا ضغطت هنا، فسيـ… آه—مغغغف!… شي دوو !"


منذ ذلك اليوم ، صار الشيطان المسكين لعبة بيد الفارس المقدّس


لكن الجانب المشرق… أنه لم يجون أبدًا بعد ذلك ...


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي