Extra13 | SJUTM
( شين آنتو يعود للماضي مع ذكرياته )
شين آنتو : " سأعطيك مئتي يوان لتبدل مقعدك معي ."
و صفع ورقتين حمراء على طاولة تشو مينغ هوي ،
و انفجر تشو مينغ هوي شاتمًا :
"من تظن نفسك تحتقر؟!" أمسك بياقة قميص شين آنتو
ولوّح بقبضته المشدودة مهدّدًا
رفع شين آنتو يديه مبتسمًا باستخفاف، كأنه غير مبالٍ على الإطلاق:
" ما الأمر ؟ المئتان لا تكفي؟ هذا كل ما أملكه الآن .
يا شاب تشو كم تريد إذن؟ أحضر لك الباقي غدًا ."
: " أنت…!"
لقد فعلها شين آنتو عمدًا؛ أراد أن يستفز تشو مينغ هوي،
يجعله يصرخ، ويثير فوضى في الصف
أراد أن يلتفت الجميع ، وخصوصًا شي دوو الجالس خلف
تشو مينغ هوي مباشرةً
وفي اللحظة التي التقت فيها نظرات شي دوو به،
لم يستطع شين آنتو منع نفسه من الارتجاف
بعد سنوات من العداوة ، صار استعراضه أمام شي دوو مهارة متقنة
جذب انتباهه أصبح فنًا يتقنه
نظرة باردة —- منفصلة —- فاحصة ، مع لمحة ضجر —-
لقد مرّت سنوات منذ أن نظر إليه شي دوو بتلك الطريقة —-
و الآن ، بعدما تزوّجا لعدة أعوام ، صارت نظرات شي دوو دافئة ،
مفعمة بالمودة كلما وقعت عليه ،
لكن أن يحدّق فيه مجددًا كعدوّ ، أشعل ذلك في داخله قشعريرة لذيذة
ومع أن شين آنتو لم يفهم لماذا أُعيد إلى أيام الثانوية مع
كل ذكرياته ، إلا أنه لم ينوِي تضييع الوقت في التساؤل
أراد أن يغتنم كل ثانية فاتته ويكرّسها لشي دوو
شين آنتو اليوم لم يعد ذلك الفتى البائس الذي لم يجرؤ
حتى على تقديم رسالة حب
وبينما تشو مينغ هوي يمطره بالشتائم ،
كان شين آنتو يسرق نظرات جانبية إلى شي دوو ويفكر
{ سأجعلك ملكي في ثلاثة أيام }
تكلّم شي دوو أخيرًا : " يكفي تشو مينغ هوي …."
وبصفته رئيس الصف ، كان من واجبه حفظ النظام :
" لا تفتعل المشاكل في أول يوم من المدرسة .
إذا أراد المقعد ، دعه يأخذه الآن ، ويمكنك تسوية الأمر لاحقًا ."
نظر تشو مينغ هوي إلى شين آنتو بنظرة غاضبة ثم أخذ
حقيبته وغادر بخطوات حانقة
قال شين آنتو بابتسامة كسولة ، لكن ما إن التفت إلى شي دوو حتى أشرق وجهه بصدق :
" شكرًا . إنه يومي الأول في الصف ولا أعرف شيئ .
رئيس الصف سأعتمد عليك من الآن فصاعدًا ."
في تلك المرحلة ، لم يكن شي دوو قد أصبح بالغ الغموض
كما سيكون لاحقًا
ارتسم على وجهه مزيج من الاستياء من لا مبالاة شين آنتو
واستغراب من لطفه غير المتوقع
وفي النهاية ، وتحت نظراته المتوسلة ، أومأ برأسه
لم يكن شين آنتو ليتخيّل أنه سيحظى بفرصة إعادة عيش
أيام الثانوية مع شي دوو من هذا المنظور
وهو مسلح بمعرفة المستقبل ،
يقف عند خط النهاية كمنتصر لا جدال فيه،
ينظر إلى شي دوو الواقف بعد عند خط البداية
كان يدرك أنه ينبغي أن يتأنّى ، أن يبني العلاقة تدريجيًا ،
وألا يترك انطباعًا سيئًا لدى هذا الإصدار الأصغر سنًّا من شي دوو
لكنه لم يستطع السيطرة على نفسه
{ هذا هو شي دوو في السادسة عشرة !
كيف يمكن مقاومته ؟ }
———-
خلال الأيام الثلاثة التالية ،
انتهز شين آنتو كل فرصة للتقرّب من شي دوو
يلامس يده أثناء توزيع الواجبات،
يضع ذراعه حول كتفه متذرّعًا بسؤال رياضي،
وخلال مباراة كرة السلة، يتعمد السقوط في أحضانه…
تحمّل شي دوو كل ذلك
وبعد أن سمع من تشو مينغ هوي عن الفضائح الكثيرة التي
تحيط بعائلة شين، لم يكن يرغب إلا بالابتعاد عن هذا المشاكس
لكن الغريب أنه كلما حاول تجنّبه ، ازداد شين آنتو إصرارًا
اليوم ، حاصر شين آنتو شي دوو داخل كابينة المرحاض،
ودَسّ نفسه إلى الداخل وأغلق الباب خلفه
شي دوو قد بلغ حده ، وهمَّ بأن ينفجر غضبًا ،
حينها أمسكه شين آنتو من ياقته ،
ودفعه نحو الباب ، وقبّله بقوة
في البداية — شعر شي دوو بالدفء والنعومة ، تلاهما حلاوة خفيفة
في تلك اللحظة ، كان الأمر وكأن قوة خفية سيطرت على جسده
و بدلًا من أن يدفع شين آنتو بعيدًا ، تولّت الغريزة زمام الأمور
و التفّت يده حول خصر شين آنتو بينما انزلقت الأخرى
خلف رأسه ليعمّق القبلة بخبرة مألوفة
لم يستطع منع نفسه من إمالة رأسه للعثور على الزاوية
المثالية ، بل وتسلل لسانه أيضًا…
لم يستفق إلا حين دخل بعض الفتيان إلى الحمّام،
وضحكاتهم العالية تنفجر كالرعد،
فارتدّ شي دوو إلى وعيه
بالكاد استعاد حواسه حتى دفع شين آنتو بعيدًا
: “ ما الذي تفعله ؟!” حاول أن يبدو غاضبًا ،
لكن شفتيه كانتا محمرتين ، أنفاسه متقطعة ،
وملابسه فوضوية قليلًا
خشي أن يسمعهم أحد بالخارج، فخفض صوته
وفي هذه اللحظة ، بدا تمامًا كزوجة صغيرة توبّخ وغدًا استغلها
كاد شين آنتو ينفجر ضاحكًا من مظهره المربك
تمنى لو يستطيع التقاط صورة لشي دوو على هذه الحال
ليُريها له بعد عشر سنوات
{ حتى الرئيس شي الرصين دائمًا ، يمكن أن يبدو هكذا }
: “ما الذي أفعله ؟ لقد قبلتك بوضوح.” أجاب شين آنتو
بكل صراحة ، وابتسامة غارقة بالصدق تعلو وجهه
قال شي دوو وهو ينصت بحذر لأي صوت خارج الكابينة :
“ اخفض صوتك !” ابتلع بقلق ، ولعق زاوية شفتيه بتوتر،
وعيناه الداكنة تحملان حدة غامرة : “ من الأفضل أن تفسّر نفسك ….
ما الذي تحاول فعله بالضبط ؟
لا يوجد خلاف بيننا، ومع ذلك تضايقني منذ أسبوع .”
: “ مضايقة ؟ تسمي هذا مضايقة يا شي دوو؟” ابتسامة شين آنتو لم تختفِي
لزم شي دوو الصمت ، فازدادت ابتسامة شين آنتو اتساعًا
شين آنتو : “ما بالك تحدّق بي هكذا ؟ لا تغضب .
لو لم أقبّلك اليوم ، لكنت ندمت على ذلك لعشر سنوات قادمة .”
تثبتت عينا شي دوو السوداوان عليه : “ ماذا تعني؟”
: “ هل ستصدقني إن قلت إن لدي ذكريات من المستقبل؟”
قبل أن يتمكن شي دوو من الرد ، دقّ جرس الحصة ليقطع اللحظة
اكتفى شين آنتو بابتسامة ذات مغزى، ثم فتح الباب وخرج
——-
منذ ذلك اليوم، بدأ شين آنتو يتصرّف فجأة وكأنه عاقل
لم يعد يتجاوز الحدود الجسدية مع شي دوو ولا يلتصق به بلا نهاية
لم يشأ شي دوو أن يصدّق الادعاء السخيف الذي أطلقه شين آنتو في ذلك اليوم،
لكن مع جلوسه في المقعد أمامه،
ورقبته البيضاء تتحرك دائمًا أمام ناظريه،
وجد نفسه عاجزًا عن التوقف عن النظر إليه أو التفكير فيه
وفي النهاية —- ، حسم شي دوو أمره بمواجهته بسبب تشو مينغ هوي
ذلك الأحمق قد رآهما يخرجان معًا من الحمام في ذلك اليوم،
بملابس غير مرتبة ووجوه محمرة
فقفز مباشرةً إلى استنتاج أن شين آنتو قد تشاجر مع شي دوو
وهكذا، خلال حصة الرياضة، انتهز تشو مينغ هوي فرصته
واتهم شين آنتو بارتكاب خطأ في اللعبة
و أحاطوا مجموعة من الفتيان بشين آنتو يدفعونه ذهابًا
وإيابًا ، وقد عزموا على تلقينه درسًا
ظل شين آنتو صامتًا ولم يقاوم
بدا بائس ، كما لو أنه مستسلم للتنمر ،
لكنه في الحقيقة كان يراقب شي دوو من طرف عينه
لم يعد شي دوو قادرًا على الاحتمال : “ تشو مينغ هوي هذا يكفي ” أوقفه واقتاد شين آنتو إلى غرفة المعدات الفارغة
وبينما يغادران، أخرج شين آنتو لسانه في وجه تشو مينغ هوي —— مما أغاظه حتى كاد يندفع لكمه
شي دوو : “ ماذا قصدت في ذلك اليوم ؟
ما معنى كلامك عن ‘ذكريات المستقبل’؟”
لقد ظلّ يعذّب نفسه بذلك الجواب لأيام،
محرومًا من النوم بسببه
واليوم، عقد العزم على أن يحصل على إجابة
كانت خطة شين آنتو في ' اللعب على الحبل ' تؤتي ثمارها أخيرًا
وبإبقاء شي دوو متعمّدًا في حالة ترقّب،
ابتسم بخبث وقال:
“ كنت أمزح فقط. هل صدّقتني حقًا ؟”
أظلمت ملامح شي دوو على الفور ،
وبدا عليه نفس الحضور الطاغي الذي سيملكه يومًا ما—
ذلك الذي سيجعل شين آنتو يصرخ ' الرئيس شي ارحمني! '
عندها استسلم شين آنتو فورًا :
“ حسنًا، حسنًا، سأخبرك ...”
تخلّى عن خفّته المعتادة ووقف معتدلًا أمام شي دوو
في ضوء خافت ، تألّقت عيناه كزهرتي خوخ
: “ شي دوو نحن سنتزوّج في المستقبل .
ستضع خاتمًا في إصبعي داخل كنيسة… أنا جاد ، لا أمزح ...
ستخشى أن أهرب ، فتحتجزني في فيلتك لأشهر ...
لن يهمّك إن اعترض أحد، حتى والداك .
ستحبني لدرجة أنك لن تستطيع العيش من دوني…”
كلما واصل شين آنتو الحديث ، ازدادت كلماته مرحًا وجموحًا
أمّا شي دوو فحدّق به مصعوقًا ثم انفجر غاضبًا:
“ أي هراء هذا الذي تتفوّه به!”
لم يرَى شين آنتو شي دوو على هذه الحال من قبل،
فانفجر ضاحكًا
كان على وشك أن يضيف تعليقًا ساخرًا آخر،
لكن شي دوو استدار بعنف وغادر غاضبًا
—————
مرّت بضعة أيام عادية بعدها ،
وبدا وكأن الجميع ينسجمون — وبفضل طبيعته الاجتماعية ،
اندمج شين آنتو سريعًا أينما كان ،
ولم يطل الوقت حتى أصبح على ودّ مع أغلب زملائه
ما إن تنتهي الحصة ، حتى يلتف حوله الأولاد والبنات يضحكون ويتحدثون
وعلى النقيض ، ظلّ شي دوو ومجموعة الأثرياء من حول
تشو مينغ هوي ينظرون إليهم باستعلاء ويغتابونهم في الخفاء ،
خصوصًا عن شين آنتو وعائلة شين
وهكذا انقسم الصف إلى معسكرين واضحين ،
يتزعم أحدهما شي دوو والآخر شين آنتو ،
مع احتقار متبادل يغلي بين الطرفين
لكن شي دوو وحده كان يعرف أن كل نظرة يوجّهها شين آنتو
نحوه— والتي يراها تشو مينغ هوي ' استفزازًا ' —لم تكن سوى إشارة غزل
{ شي دوو نحن سنتزوّج في المستقبل }
حاول شي دوو جاهدًا أن يتجاهل تلك الجملة
————
في أحد الأيام ،
جاء شين آنتو إلى المدرسة شاحبًا متعبًا
وخلال التمارين الصباحية ، حين رفع ذراعيه ، انكشفت
كدمات على خصره وبطنه— علامات لا تخطئها العين
لضرب مبرّح
بعد انتهاء الدوام ، استوقفه شي دوو واقتاده إلى البركة خلف مبنى المدرسة
ظلّ شين آنتو محتفظًا بابتسامته المعتادة،
وكان على وشك أن يتكلم،
لكن شي دوو باغته برفع طرف قميصه، كاشفًا عن الإصابات على جسده
سأل شي دوو بعبوس وملامحه تنضح بالجدية :
“ هل تشو مينغ هوي من فعل هذا ؟”
أنكر شين آنتو بلامبالاة : “ لا "
رفع شي دوو عينيه ، تخترقان كما لو أنه يحاول النفاذ إلى أعماقه :
“ ألستَ من قلت إن لديك ذكريات من المستقبل؟
كيف انتهى بك الحال إلى أن تُضرب إذن؟”
أعاد شين آنتو شدّ قميصه إلى مكانه وعدّله ، ثم ابتسم ابتسامة باهتة :
“ كانوا كثيرين …. تعرف كيف يكون الأمر ”
بدت كلماته محمّلة بالإيحاء ،
وكأنه يتوقّع أن يكون شي دوو على دراية مسبقة بكل تفاصيل حياته
في ذلك الوقت لم يفكر شي دوو كثيرًا في الأمر
كان يعرف بعض الشيء عن وضع شين آنتو —— وافترض أن
من ضربوه على الأرجح هم إخوته
لم يستطع شي دوو أن يصف بدقة ما شعر به حينها
لم يكن يصدّق هراء شين آنتو
ولم يظن أنه يكنّ له مشاعر خاصة
ومع ذلك، حين رأى تلك الكدمات، اندفع من أعماقه غضب وشعور بالذنب
{ لقد … عجزت عن حمايته }
لكن ماذا كان بوسع شي دوو أن يفعل؟
ما الذي يمكن أن يفعله طالب ثانوي يخضع لرقابة صارمة من والديه أصلًا؟
تساءل شي دوو وهو يحدّق مباشرة في عيني شين آنتو:
“ ماذا فعلتُ حينها ؟”
نادراً يجرؤ على التقاء عينَي شين آنتو أمام الآخرين
كان يسرق نظرة سريعة ثم يُبعد بوجهه على عجل
ففي كل مرة كان يلتقي تلك العينين الزهرية كزهور الخوخ،
كان ذهنه يتبعثر بأفكار ' غريبة ' وكأن روحه تنجذب إليه قسرًا
تمامًا كما الآن ، إذ راوده شعور جارف لمدّ يده وإزاحة
الخصلات المتساقطة على جبين شين آنتو
شعره كان طويلًا أكثر من اللازم ، ويستحق أن يُقص قليلًا
لم يفهم شين آنتو فورًا ما يقصده : “ حينها ؟”
أمال شي دوو رأسه بإحباط وقال:
“ ألم تقل إنك تعرف ما سيحدث في المستقبل؟
على أي حال لا يمكن أن أقف متفرجًا وأدعك تتعرّض للتنمّر
لذا أريد أن أعرف… ماذا يجب أن أفعل من أجلك الآن ؟”
ساد الصمت لحظة ، ثم ابتسم شين آنتو :
“ لا داعي لأن تفعل شيئ .”
رفع شي دوو بصره نحوه
ارتسمت ابتسامة خفيفة في عيني شين آنتو ، لكن ملامح وجهه لم تواكبها:
“ نسيت أن أخبرك ، نحن لم نكن مقرّبين في الثانوية .
بالكاد تبادلنا بضع كلمات .
في هذه المرحلة، لا ينبغي حتى أن تعرفني جيدًا شي دوو .”
كان كشف إصاباته أمام شي دوو خطوة محسوبة من قِبله
شي دوو اعتاد أن يُبقي بينهما مسافة ، لذا كان شين آنتو
بحاجة إلى طريقة يشق بها مدخلًا إلى قلبه
ولهذا سمح لشين تشاو أن يضربه ، فقط ليتمكّن من لعب
دور الضحية أمامه
لكن عندما أراد شي دوو مساعدته بصدق ، شعر شين آنتو بالحزن فحسب
حتى هو لم يكن يملك إجابة لتلك المسألة
ففي نهاية الأمر ، كانا ما يزالان مجرد صبيَّين
أقصى ما قد يفعلاه هو مواعدة سرّية بعيدًا عن أعين الوالدين
وما عدا ذلك، فماذا بوسعهما حقًا ؟
شعر شين آنتو أن عدم معرفة شي دوو به في الماضي قد
يكون أمرًا جيدًا في الحقيقة
فبعض المعاناة من الأفضل أن تُحتمل بمفردها
وبالأخص الآن، بعد أن صار يملك الكثير من الطرق للتعامل
مع مشكلات عائلة شين،
لم تكن هناك حاجة لأن يتقاسم شي دوو ذلك الخوف أو القلق
ولتجنّب إثقال قلب شي دوو بالهموم،
توقّف شين آنتو عن تعمّد تعريض نفسه للضرب
بل على العكس ، صار هو من ينهال على شين تشاو حتى
يُبكيه ويجعله يستغيث بوالديه
لم يعد يبالي بمراقبة شين كايفينغ له ولا بالقواعد التي يفرضها
فإذا كان قد حظي بفرصة ثانية للحياة ، فقد أقسم شين آنتو
أن يعيشها حرًّا بلا قيود
لكن بما أنه لم يعد يسير وفق ' النص الأصلي ' —- بدأت أشياء كثيرة تتغير
على سبيل المثال ، في الشهر التالي أعلنت المدرسة أن
أفضل عشرين طالبًا في الدفعة سيكون عليهم الإقامة في
السكن الداخلي والخضوع لتدريب مكثّف
“ تدريب مكثّف ؟ ونحن ما زلنا في السنة الأولى؟”
“ نعم، حقاً شيء عشوائي تمامًا .”
تذمّر العديد من الطلاب من هذا القرار المفاجئ وغير المنطقي
لكن حين سمع شين آنتو الخبر ، التفت ينظر إلى شي دوو الجالس خلفه
شي دوو كان يسند ذقنه على كفه ، والتقت عيناه بعيني
شين آنتو لحظة عابرة بملامح جامدة بلا أي تعبير
ظنّ شين آنتو أنه مجرد صدفة ، حتى دخل غرفة السكن
ليرى زميله الجديد في الغرفة —— شي دوو
: “ هل أنت…”
كاد يسأله إن كان له علاقة بترتيب التدريب هذا ،
لكنه سرعان ما تراجع ، مستبعدًا الاحتمال
وفي تلك اللحظة من التردّد ، كان شي دوو قد حمل حقيبته
وأغلق باب الغرفة خلفهما
قال شي دوو وهو ينظر إليه من فوق :
“ غرفتان لشخصين . إذا لم ترغب أن تسكن معي ،
يمكنك أن تطلب من المشرف أن يبدّلك .”
في ذلك الوقت ، كان شين آنتو يعاني من سوء تغذية بسيط،
وجسده أضعف وأنحف من جسد شي دوو بوضوح
لذا كان من السهل جدًا على الأخير أن يحاصره بين جسده والباب ،
بهالة غير منطوقة من التهديد ،
بدا وكأنّه في اللحظة التي يجرؤ فيها شين آنتو على الرفض ،
سيقيّد إلى السرير حتى يستسلم للبقاء ،
هذا الـ ' شي دوو ' بدا نسخة مطابقة لذاته البالغة في المستقبل
رفع شين آنتو رأسه ينظر إليه بحماس وقال:
“ حسنًا ، أريد أن أبدّل الغرفة .”
حدّق شي دوو بهدوء ،
غير متأثر بالمزاح ، ثم قال ببرود:
“ ألم تقل إننا سنتزوج ؟
لماذا إذن لا تريد أن تشاركني الغرفة ؟”
لاحظ شين آنتو شيئًا غريبًا في نبرة صوته، فرفع حاجبًا وأكمل مداعبته :
“ أوه؟ سنتزوج إذًا ؟”
رد شي دوو بثبات :
“ هل تخطط للتراجع ؟ فات الأوان .”
ثم ألقى الحقيبة جانبًا ، ومدّ يده يُبعد خصلات الشعر
المتساقطة على جبين شين آنتو ،
وقبّل عينيه أولًا ، ثم أنفه ، خدّيه ، وأخيرًا شفتيه
كانت حركاته هادئة بطيئة ،
قبلاته رقيقة لكنها معتادة ،
عادة سيطوّرها بعد عشر سنوات
في كل مرة يبتعدان فيها لأيام، كان دائمًا يقبّل شين آنتو على هذا النحو
اتسعت عينا شين آنتو وهو يحدّق فيه مذهولًا :
“ أأنت… تذكرت أيضًا ؟”
ابتسم شي دوو بخفة ، ثم عمّق القبلة ———
كان هذا التدريب المكثّف ثمرة رجاء طويل قدّمه شي دوو الصغير لوالده ،
فقط ليتمكّن من إنقاذ شين آنتو مؤقتًا من جحيم عائلته
وفي اللحظة التي خرج فيها من مكتب والده ،
أدرك أن شين آنتو ربما لم يكن يكذب
و ربما فعلًا سيقعان في الحب ويتزوجان يومًا ما،
لأنّه في تلك اللحظة لم يعد قادرًا على منع نفسه من الوقوع فيه
وفي اللحظة التي اعترف فيها بمشاعره ،
انطلقت ذكريات المستقبل أمام عينيه كأنها شريط سريع التقدّم
رأى كل ما كان مقدّرًا أن يحدث
“ شين آنتو تذكّر هذا : في أي وقت ، سأحميك دائمًا ”
“ شين آنتو لنتزوج مجددًا "
الــ🦊 🌙ـنـهـايــة
تعليقات: (0) إضافة تعليق