Extra3 | TDVWD
[ العالم الموازي : المتنمر المدرسي العنيف × عبقري
الدراسة اللطيف (الجزء الثالث ) ]
بعد أن قرر شي هواي ألّا يلتفت إلى تشي مو ياو مجددًا،
استطاع الصمود يومين فقط —- ثم انهار قراره
لم يكن غبيًا ، فقد أدرك أن في سلوكه خللًا ما،
وأنه إن عاد للتواصل مع تشي مو ياو،
فربما لن يمضي يومان حتى يجد نفسه… قد انحرف عن خطه المستقيم ~
والمشكلة الأكبر أنه، بعد كل هذه السنوات كـ ' رجل مستقيم ' اكتشف أنه لا ينفر من فكرة التغيير ،
ولا حتى يخاف كثيرًا…
وهذا ما جعله أكثر إحراجًا
لا يريد الاعتراف… بأنه استسلم
ولا يريد الاعتراف بأن تشي مو ياو لم يبذل جهدًا كبيرًا أصلًا،
وأنه هو نفسه الذي انحرف تلقائيًا ~~
كانت الشرارة التي فجّرت انهياره في صالة الرياضة ——-
حينها —— كان شي هواي يتدرّب مع فريقه ،
وتصادف دخول طلاب فصل ' النخبه ' لحصة التربية البدنية
ولولا أن لو تاو لمح الفتاة التي يلاحقها وذهب ليتحدث
معها ، لما رفع شي هواي رأسه نحوهم أصلًا ،
إذ لم يكن ممن يكثرون النظر إلى الحشود
لكن، هناك… وسط المجموعة ، وقعت عيناه على تشي مو ياو
لم يكن يفعل شيئًا مميزًا ، فقط يقف هناك ،
لكن حضوره كان طاغي
بشرته البيضاء وملامحه المرتبة جعلت زي المدرسة
الموحد يبدو وكأنه صُمم خصيصًا له
وما أغاظ شي هواي أكثر… أنه وجده يلعب كرة السلة مع يو يانشو —-
{ قال إنه لم يلاحق أحدًا غيري… والآن يلعب مع وسيم آخر؟!
قللت من شأن هذا العبقري فعلًا…
يلاحق عدة شباب في آن واحد؟ يبدو محترف !! }
انشغل رفاق شي هواي بالحديث،
حتى أن أحدهم ناداه مرتين دون أن يجيب
عيناه ظلّت مسمّرتين على الملعب ،
حاجباه معقودان على شكل ' 川 '
وكأنه يحبس كل ضيقه فيهما
كان يو يانشو يعلّمه الأساسيات ،
من كيفية تنطيط الكرة حتى التسديد
وحين سجّل تشي مو ياو رمية ناجحة ، ابتسم لـ يو يانشو ابتسامة عذبة…
شي هواي غضب لدرجة أنه سحق زجاجة المياه المعدنية في يده ،
فانطلق غطاؤها كالرصاصة ، و ارتطم بالجدار ،
ثم سقط على الأرض ليحدث صوتًا جذب أنظار من حوله
سمع تشي مو ياو الصوت —- ، فالتفت نحو المدرجات —
حين لمح شي هواي ، أشرق وجهه بابتسامة واسعة ولوّح له،
بل قفز مرتين وكأنه يخشى ألا يراه …
{ هذا الفتى اللطيف… يشبه الأرنب حين يقفز } لكن شي هواي أبعد بوجهه ،
و قلبه مملوء بالغيظ
{ حتى بعدما كشفته وهو يصطاد وسيم آخر ،
لا يبدو مرتبك ، بل في غاية الهدوء…
بالتأكيد محترف متمرس !! }
يو يانشو بدوره ألقى نظرة نحو المدرجات ،
لكن بلا اهتمام يُذكر ، واصل اللعب ليسجّل ثلاثية جذابة
{ لا يمكن الإنكار… أن يو يانشو … بملامحه الهادئة وأناقته ،
يبدو أكثر ' مثالية ' كحبيب محتمل
أما أنا .. فوسامتي الصارخة تترافق مع هالة من القسوة ،
حتى أن مجرد وقوفي بين الناس يوحي بأن الشرطة قد
تطلب مني هويتي في أي لحظة …
لو كنت سأختار… لكان يو يانشو الخيار الأول }
هز رأسه —-
هييييه !! ، ما معنى "خسرت"؟!
هو من يلاحقني !
لم نكن أنا وهو نتسابق على قلبه أصلًا ! }
—————
في المساء ،
شي هواي في غرفته يدور كالنمر في قفص
زونغ سيتشن كان يرسل رسائل صوتية لفتاة مستخدمًا نبرة
دلال متعمدة ،
وسونغ وِييو كان يتشاجر عند الباب مع أحد طلاب الغرف
الأخرى مهددًا بالقتال ،
ازدادت ضيقة صدر شي هواي،
فترك الغرفة وتوجه نحو غرفة تشي مو ياو
وما إن وصل إلى الباب ، و قبل أن يطرق ، فُتح فجأة وظهر
تشي مو ياو
و تلاقت نظراتهما فورًا
أشرق وجه تشي مو ياو قائلًا بسعادة :
" خرجت خصيصًا لأرى إن كنت ستأتي…
وها أنت أمام الباب ! يا لها من صدفة رائعة !"
: " متأكد أنك تنتظرني … أنا… وليس شخصًا آخر ؟"
: " من سأنتظر غيرك؟"
: " مثل… ذاك الذي لعب معك كرة السلة ."
: " ذلك ؟ لا يحتاج مني دروس ،
هو الثاني على مستوى السنة ."
: "... حسنًا، مبرّر مقبول ."
ظل شي هواي واقفًا عند الباب ، ملامحه قاسية وكأنه ملاك الموت ،
لكن تشي مو ياو لم يكترث ،
بل سحبه إلى الداخل وأجلسه ، وقال بابتسامة مشاغبة :
" اهاااا ! غيور "
: " هراء ، لست غيور !"
: " حسناً ، انظر ، طوال فترة بقائنا معاً ، هل رأيتني أراسل
أحداً غيرك؟ لكن، ما إن نفترق، حتى أظل أبعث لك الرسائل باستمرار ."
"…"
{ كان ذلك صحيحاً بالفعل }
وبينما شي هواي غارق في التفكير ،
يتساءل إن كان تشي مو ياو شخصاً متعدد العلاقات ،
اقترب هذا الأخير فجأة وسأله :
: " شي هواي .. هل ما زلت اليوم رجلاً مستقيم الميول ؟"
: " اووه … نعم." تردد شي هواي لحظة قبل أن يجيب
: " ممم … لكن لا بأس ، أنا سعيد جداً بكونك بدأت تغار "
عاد شي هواي لينكر مجدداً:
" أنا لا أغار !"
كانت دائرة غيرة شي هواي واسعة على نحو مثير للعجب ؛
أحياناً يغار من أشخاص ،
وأحياناً من نباتات وأزهار ،
وحتى الطعم التي تُصاد بها الأسماك أو الخنازير الإناث التي يربيها الآخرون
كان تشي مو ياو يظن أحياناً أن شي هواي ما هو إلا ' ضلوع
لحم حلوة وحامضة ' بُعثت في هيئة إنسان
لكن ، في هذه اللحظة ، رفض شي هواي الاعتراف ،
معتقداً أنه ليس غاضباً بدافع الغيرة ، بل فقط غير مرتاح
وبعد إنكاره بعناد ، وقع بصره على الوجه الذي لا يبعد عن
وجهه سوى بضع بوصات: وجنتان ناصعتان،
عينان لوزيتان تحملان دفئاً عاطفياً،
شفاه وردية مائلة إلى الاحمرار،
تلمع تحت ضوء الغرفة كحلوى البودينغ بنكهة الفراولة
ابتلع ريقه بلا وعي، ثم تراجع بظهره حتى التصق بمسند الكرسي
كان تشي مو ياو يراقبه ، يقترب منه شيئاً فشيئاً ،
ولما رأى أنه لا يتهرب ولا يدير وجهه ،
بل بدا وكأنه في حيرة ،
مال نحوه بسرعة وقبّله قبلة خاطفة على شفتيه
قبلة خفيفة… سريعة… عابرة
ارتجف نفس شي هواي
ثم صار تنفسه غير منتظم ،
فيه شيء من العجلة والارتباك ،
لكنه مع ذلك لم يبتعد ، بل واصل النظر إليه
ابتسم تشي مو ياو ابتسامة مفعمة بالرضا ،
مما زاد ارتباك شي هواي حتى احمرّت أطراف أذنيه
اقترب تشي مو ياو مجدداً ، وداعب بأنفه طرف أنفه ،
ولما لم يتلقّى أي مقاومة ، عض شفتي شي هواي الرقيقتين
بدأ الأمر بمداعبة حذرة ،
ثم بدأ يلتهم أنفاسه شيئاً فشيئاً ، وكأنها تتسرب إلى صدره
في الغرفة الهادئة ،
بدا صوت عقارب الساعة على الطاولة واضحاً للغاية ،
ولم يكن يُسمع سوى بين الحين والآخر خشخشة خفيفة لأقمشة الثياب
أربكته القبلة حتى صار جسده متصلباً تماماً ،
وظهره ملتصقاً بمسند الكرسي ، دون أن يحرك ساكناً
ولم يبتعد
فلو كان شي هواي يريد الهرب أو الرفض ، لما كان لـ تشي
مو ياو أن ينال مبتغاه
لكن الواضح أن شي هواي لم يكن يريد الرفض
{ فعلاً… لم يغير بعد ميوله ، لكن جسده لم يعد يرفضني }
وحين ابتعد تشي مو ياو —— كان شي هواي قد تبعه بجسده قليلاً ،
لكن لما أدرك أن الآخر لا ينوي مواصلة القبلة ،
عاد فجأة إلى وعيه
رفع تشي مو ياو يده ومسح برفق الرطوبة عن شفتيه ، وسأله :
" هل ستأتي غداً أيضاً ؟"
: " سنرى." قالها شي هواي متظاهراً بالثبات، ثم نهض
مغادراً، لكنه ما لبث أن عاد بعد بضع خطوات ليأخذ دفتر ملاحظاته
ودّعه تشي مو ياو بابتسامة :
" إلى اللقاء ."
: " أوه "
غادر شي هواي غرفة تشي مو ياو متصنعاً الهدوء ،
ثم أسرع في خطاه مبتعداً
وعندما وصل إلى قرب الدرج ،
التفت نحو باب غرفة تشي مو ياو
فرأى الأخير ما زال مستنداً إلى الباب يودّعه بنظراته ،
فخفق قلبه مجدداً باضطراب
وحين ابتعد حتى صار خارج نطاق رؤية تشي مو ياو
رفع يده ولمس شفتيه بخفة
هذا الشاب المهيب —- ، المليء بالرهبة عادةً —- ،
بدا لأول مرة كفتى خجول ——- ، مرتبكاً على منصة الدرج ،
لا يعرف أي قدم يخطو بها أولاً لينزل بسلام
قلبه يخفق كطبول الحرب ، يصمّ أذنيه ،
حتى صدغاه كانا ينبضان بإيقاع منتظم
{ أول قبلة في حياتي …
يا ترى ،،،،، هل هذه أول قبلة لـ تشي مو ياو أيضاً ؟
لكن… لماذا شعرت وكأنه محترف في الأمر ؟
اللعنة ،،،، بدأ شعور الغيرة يتسرب إلى قلبي مجدداً }
————————
تغيّر شي هواي
أصبح قادراً على تمييز ذلك الشخص من بين الزحام في
المدرسة بنظرة واحدة ،
سواءً في المقصف ، أو في الملعب ، أو في أروقة المبنى
ربما لأن بشرته شديدة البياض ،
أو ربما لأنه يخشى إن ابتسم له ذلك الشخص ولم يردّ عليه ،
أن يشعر بالخذلان… لذا صار يسعى هو للعثور عليه أولاً ،
وكأنه يتعمد أن يكون الأول في اللقاء ،
باختصار —- ، أصبح من عادته أن يبحث عنه في كل مكان
يُحتمل أن يجده فيه
وخلال وقت العشاء ،
كان موقع الصالة الرياضية قريباً من المقصف ،
لذا كان شي هواي يصل دائماً قبله بوقت قصير
وما هي إلا لحظات حتى يُسرع تشي مو ياو للحاق به،
وبسرعة يلمحه واقفاً في الصف،
فيتوجه نحوه ويقف خلفه مباشرةً
وعند وصوله ، قام سونغ وييو الذي كان يحجز له مكاناً
بالتنحي إلى آخر الصف طوعاً،
وكأنه يضحي مرة أخرى في سبيل هذين ' العاشقين المزعجين '
ابتسم له تشي مو ياو بخفة ، وهمس له بكلمات شكر ،
ثم مد يده إلى جيب سترته المدرسية وأخرج بعض
الوجبات الخفيفة، وبدأ يملأ جيب شي هواي بها واحدة تلو الأخرى
أنزل شي هواي رأسه وألقى نظرة ، قائلاً :
" المدرب لو رآنا نأكل وجبات خفيفة سيوبخنا "
: " إذن، سنأكلها سراً "
كان تشي مو ياو أشبه بـ ' دورا ' جيبه مليء بالحلوى وبذور
عباد الشمس بنكهة السلطعون وغير ذلك من الوجبات ،
حتى امتلأ جيب شي هواي لآخره
أما سونغ وييو الذي يقف خلفهما ،
فبدأ يمد رأسه ويقول بصوت مسموع :
" أنا أيضاً أريد "
التفت إليه شي هواي بابتسامة ' ودودة ' وأجاب:
" انقلع "
: " همف!"
بعد أن أنهيا أخذ طعامهما ،
جلس تشي مو ياو حاملاً صينيته بجانب شي هواي في ركن
بعيد، وجذب كم سترته قائلاً :
" ليس الأمر أنني تجاهلت رسائلك…
لكن هاتفي صودر من قبل المديرة "
: " مديرة دفعتكم ؟ أليست تلك العجوزة ذات الرأس اليابس ؟"
: " صحيح ، تلك هي "شيان يوي"…"
: " ماذا ؟"
: " آوه لا شيء ، مجرد اسم رمزي،
للأسف سأضطر لاستدعاء ولي أمري أيضاً ."
: " وكيف أمكنها أن تراك وأنت تستخدم الهاتف ؟"
: " أنا لست بارع في إخفاء الهاتف ،
وفوق ذلك فأنا أستعمله كثيراً ."
كان شي هواي يعلم أن سبب استخدامه الهاتف كثيراً هو انتظاره لردوده ، فقال:
" الن تلومك عائلتك؟
إذا أردت ، يمكنني أن أشتري لك هاتفاً آخر وتعيد إصدار بطاقة اتصال ."
: " لن يلوموني ، بل ربما يفرحون لو عرفوا أنني أستعمل
الهاتف أثناء الحصة…
فذلك يعني أنني أخيراً أصبحت مثل بقيه الاشخاص ."
"…"
{ لماذا بدا هذا الكلام مريباً للغاية ؟ }
قال تشي مو ياو بصوت خافت فجأة:
" إذا جاء والداي ، قد يذهبان خفية لرؤيتك .
لا تقلق ، فهما ليسا مهووسين ، إنما فضولان فقط لمعرفة
نوع الشخص الذي يعجبني ."
اتسعت عينا شي هواي من الدهشة
لقد سمع من قبل أن مسألة البوح بالميول الجنسية أمر
معقد وصعب ،
{ فكيف مضت الأمور مع تشي مو ياو بهذه السلاسة ؟ }
: " هما يعرفان أنك تحب… الفتيان؟ وتقبّلا الأمر؟!"
قالها وقد نسي حتى أن يتابع طعامه
: " نعم، أخبرتهما، وقبلا الأمر دون أن يضايقاني كثيراً .
فقط لأنني استطعت أن أترك الدراسة لأجل شخص ،
فهذا يعني أنهما علما كم أحب ذلك الشخص ."
أخذ شي هواي يلتهم بضع لقمات أخرى ، ثم نظر إليه طويلاً ،
والحيرة تملأ عينيه ، ثم بدأ بالتفكير
{ هل هذه أيضاً من ألاعيب ' البحر الواسع ' الذي يوقع الجميع في شباكه ؟
حتى عائلته تشارك في المسرحية ؟
يا لها من حيلة متقنة…
لكن تشي مو ياو ليس كذلك ، بل هو بطبعه مثير للفتنة ،
وأنا – شي هواي – من لا يقاوم ،
فأرى كل تصرف بسيط منه كأنه خطة مدروسة ؟ }
أنهى تشي مو ياو طعامه على عجل، وعاد إلى الصف، قائلاً
إن صف النخبة يبدأون دروسهم قبل نصف ساعة من باقي الصفوف
أما شي هواي، فتمشى وحده حتى وصل إلى السوق الصغير،
اشترى ما يريد بسرعة، ثم غادر
وحين انتهى طابور طلاب الرياضة أخيراً ،
عاد شي هواي إلى سكنه ليجمع بعض الأغراض ،
ثم اتجه إلى مسكن تشي مو ياو
كان سونغ وييو يتدرب مستخدماً السرير ،
وسأل وهو يرفع نفسه :
" أخ هواي ، ما بك تتسلل بهذه الطريقة ؟"
أما زونغ سِتشين فقد فهم كل شيء وقال باستهزاء :
" هاه… اشترى بخاخاً لإنعاش الفم ،
ولم يستخدمه طوال الظهيرة ،
ثم عاد بعد الدروس المسائية ورشّ منه ثماني مرات متتالية …
فعلاً ، لا يمكن لأحد أن يخمّن ما ينوي فعله !"
تساءل سونغ وييو ببراءة : " فعلاً .. ما الذي ينوي فعله؟"
حدّق فيه زونغ سِتشين طويلاً :
" أنت أحمق ."
: " اللعنة عليك ! لماذا تشتم فجأة ؟ تريد قتالاً ؟!"
——————
وصل شي هواي إلى باب غرفة تشي مو ياو —-
لكنه لم يطرق فوراً، بل انتظر قليلاً
فتح تشي مو ياو الباب سريعاً ، واستقبله قائلاً :
" اليوم لنحل بعض التمارين ، أريد أيضاً أن أقرأ قليلاً ."
: " أوه، حسناً ."
جلس شي هواي وبدأ بحل التمارين ،
وظل على هذا الحال حتى حان وقت عودته إلى غرفته ،
ومع ذلك لم يقترب تشي مو ياو منه ليقبّله
كان شي هواي ينظر إليه بين الحين والآخر ،
لكنه كان منغمساً في القراءة وكأن لا شيء حوله
{ هل الكتاب ممتع إلى هذا الحد ؟
وأنا ،،،، هذا الـ شي هواي ، جالس أمامه طوال الوقت ،
ومع ذلك ظلّ يقرأ ؟
أليس هذا مبالغة في تجاهلي ؟! }
غضب في صمت من ذلك الكتاب ، ثم نهض قائلاً :
" سأعود إلى غرفتي "
: " حسناً "
أخذ شي هواي كتابه وتوجه نحو الباب،
لكن تشي مو ياو ظل منشغلاً بالقراءة،
فاضطر لفتح الباب بنفسه والمغادرة
لكن حينها فقط ناداه تشي مو ياو — فارتفعت آماله ،
ليكتشف أن ما قاله هو:
" هل تريد بعض الحلوى ؟"
تنهد شي هواي ، وأغلق الباب مجدداً وعاد أدراجه
ظنّ تشي مو ياو أنه يرغب بها فعلاً ،
فنهض من مكانه وأخذ قطعة حلوى من الخزانة ،
لكنه وجد نفسه فجأة ممسوك الذراعين ومرفوعاً ليجلس على الطاولة ،
ثم غمره شي هواي بقبلة عنيفة لا تعرف الرحمة
قبلة حارّة ——- ،
كأنها تعيده إلى صفحات الروايه ،
حيث ذاك الجسد المشتعل دوماً قادر على إحراقه
وهذه المرة لم تكن استثناء
رفع تشي مو ياو يديه ليحاصر كتفيه ،
وبدأ يتنفس بصعوبة تحت قوة هذه القبلة
كان واضحاً أن شي هواي قد كبح نفسه طويلاً ، فاندفع الآن بكل شوقه
وعندما انتهى ، ظل تشي مو ياو يلتقط أنفاسه طويلاً ثم سأله :
" شي هواي .. هل ما زلت رجلاً مستقيم الميول ؟"
: " ما رأيك أنت؟"
ابتسم تشي مو ياو ، وعانقه قائلاً بسعادة :
" يا للعجب ، لقد دخلت علاقة حب في سن مبكرة !
هذا تصرف بشري تماماً !
أشعر أنني ما زلت أشبه الإنسان ."
: " ماذا تعني ؟"
: " عائلتي دائماً يقولون أنني درست حتى فقدت إنسانيتي ."
: " أأنت… حقاً لم تدخل علاقة من قبل ؟"
: " كيف أصف لك…
في روايه ، نعم ، ربما مئات السنين من الحب ،
لكن في العالم الحقيقي ، لم يحدث قط "
أثارت هذه العبارة انزعاج شي هواي ، فأبعده عنه ونظر إليه ملياً
اضطر تشي مو ياو لتوضيح الأمر:
" هل تعرف ألعاب محاكاة المواعدة ؟
أنا بارع جداً في كسب شخصيات مثلك هناك ."
: " أي هراء هذا ؟"
: " على أي حال ، أنا لم أحب سوى شخص واحد… وهو أنت "
قالها تشي مو ياو وهو يبتسم ابتسامة مشرقة
"…"
لم يحتمل شي هواي تلك الابتسامة ،
فهي تعصف بكيانه كل مرة ،
فاندفع نحوه ليبتلعها بقبلة أخرى ….
——————————-
قدوم شقيقة تشي مو ياو إلى المدرسة أثار ضجة صغيرة
جمال بلا أي حدة ،
ومع ذلك يحمل تأثيراً طاغياً ؛
ملامح ناعمة لا تشوبها شائبة ،
هالة أنيقة هادئة ،
تحمل في ملامحها شبهاً بأخيها بنسبة سبعين بالمئة ،
لكنها أكثر دقة ورهافة بأنوثتها
شَعرها الطويل ينساب مع النسيم ،
ترتدي رداء فاتح اللون ، وتنتعل حذاءً بكعب عالٍ
وحين تقف بجوار تشي مو ياو —- يصبح المشهد وكأن
جمالين اجتمعا ليشكّلا وليمة بصرية كاملة
ومن ينظر إلى هذين الشقيقين لا يخطر بباله سوى فكرة واحدة…
أن والديهما كان يجب أن يُنجِبا مزيداً من الأبناء
بعد أن استعادت له هاتفه من الإدارة ، أبدت تشي مو يان
رغبة في لقاء شي هواي،
فقد كانت فضولية جداً لمعرفة شكل الشخص الذي يعجب شقيقها
ويا للدهشة ، ففي تلك اللحظة جاء شي هواي بنفسه لمقابلتها ، وألقى التحية :
" مرحباً ، أنا شي هواي "
بدت المفاجأة على وجه تشي مو يان، لكنها سرعان ما ابتسمت بسرور
هي لديها أخ واحد، وفجأة وجدت لنفسها "صهراً" وسيماً
بهذا الشكل، فكان الأمر مكسباً غير متوقع
سألها شي هواي بتحفظ :
" ألا تمانع عائلتكم أنه على علاقة بفتيان ؟"
هزت رأسها :
" يكفيني أنه قادر على الوقوع في الحب .
كنت أخشى أن يصبح في يوم ما باحثاً علمياً أعزب مدى الحياة ،
وفي الخمسين من عمره ، أصلع الرأس ،
ويقول لي فجأة إنه لم يعد يرغب في الدراسة ويريد أن يصبح راهب ،
وسيعيش بلا رغبات ولا اهتمامات ،
ناسياً الدنيا وما فيها…"
كتم شي هواي ضحكة :
" أهو فعلاً من هذا النوع ؟"
: " نعم، طوال السنوات السابقة كان بارداً ، بلا مشاعر ،
وكأنه لا يمتلك أي إحساس بشري ."
أصاب ذلك شي هواي بالدهشة، فنظر إلى تشي مو ياو مطولاً
{ نحن .. لم نقضي وقتاً طويلاً معاً ولكن .. في رأيي …
تشي مو ياو كان لطيفاً للغاية… فكيف يقال إنه بلا مشاعر ؟ }
لم يكن يعلم أن هذه اللطافة لم تأتِ إلا بعد سنوات طويلة
من النضج والهدوء في ' العالم داخل الروايه '
وقبل أن تغادر ، استدعت تشي مو يان شقيقها جانباً وقالت وهي تتنهد :
" إذن ، أنت من النوع الشو …" ( البوتوم )
وقفت إلى جانبهما ، وكان الفرق بين ' الشو ' و ' الغونغ '
واضح وضوح الشمس
سألها تشي مو ياو بهدوء :
" برأيك… هل أستطيع أن أكون الغونغ ؟"
ابتسمت:
" الأخوات عادةً ينسجن في أذهانهن أوهاماً كثيرة عن إخوتهم الصغار ..."
ثم حدّقت فيه قليلاً ثم نصحته بجدية :
" اعتنِ بلياقتك البدنية ."
: " حسناً…"
كانت تدرك أن شي هواي من النوع القوي البنية ،
والذي – من مجرد النظر إلى جسده – يمكن استنتاج أن
الأمر لن يكون سهلاً على الطرف الآخر ~~
——————————
في الجهة الأخرى ،
كان زونغ سِتشين يتسكع بالقرب منذ فترة ،
حتى لمح شي هواي عائداً ، فهرع إليه قائلاً بإعجاب:
" شقيقة وسيم المدرسة أشبه بجنية !
جمالها غير واقعي ."
رد شي هواي ببرود : " لا بأس بها ،
ما زلت أرى أن تشي مو ياو أجمل ."
: " وماذا قلت لها؟"
: " مجرد إلقاء تحية ، فأنا التقيت بشقيقة حبيبي ، لا أكثر ."
: " ح… حبي… حبيبك؟!" شهق زونغ سِتشين، ثم قال بنبرة تأنيب :
" أخ هواي ، وسيم المدرسة لاحقك ستة عشر يوماً فقط ، ستة عشر !
ألم يكن بإمكانك أن تتحلى بالقليل من التحفظ ، وتنتظر
حتى تكملوا شهراً على الأقل قبل أن تقع؟
ستة عشر يوماً فقط وسقطت ؟!"
: " وما شأنك أنت ؟!" رد شي هواي بغضب ، فقد كان أبعد ما يكون عن التحفظ
وحين لمح عودة تشي مو ياو ، أسرع نحوه فوراً
————
بعد أربعة أعوام ————
كان تشي مو ياو يمسك بطرف الطاولة الجانبية محاولًا النهوض ،
بينما شي هواي يحاصر خصره مانعًا إياه من مغادرة السرير
قال بغضب :
" تشي مو ياو!
حين كنت تلاحقني لم تكن هكذا ، كنت تبادر بتقبيلي وكأنك
لا تستطيع الانتظار ، أما الآن فلا تفكر إلا بالهرب !
ما بك؟!
لم يمضِ على علاقتنا سوى أربع سنوات ، هل مللت بهذه السرعة ؟"
قال تشي مو ياو بامتعاض :
" ساقاي أصابهما شدّ،
أنا على وشك الانهيار…
لم أعد أتحمل، دعني أرتاح "
: " جامعتي بعيدة عن جامعتك ،
ولا أراك إلا ثلاث مرات في الأسبوع ، وهذه معاملتك لي ؟!"
: " ثلاث مرات في الأسبوع، وكل مرة تقضي الليل بأكمله معي !
انظر إلى الساعة ، إنها الثالثة فجرًا !
دعني أستحم وأنام قليلًا "
: " هل مللت مني ؟"
: " لا! لا! فقط أريد أن أريح ساقي !"
وأخيرًا أفلته ، فنهض متكئًا على الحائط متوجهًا إلى الحمام
لم يختلف الأمر كثيرًا عن ' العالم الآخر '
فقد كانت أغلب مشاجراتهما لأن جسد تشي مو ياو لا
يحتمل طاقة شي هواي، الذي يشبه محركًا لا يهدأ
أما الشجار الوحيد المختلف ،
فكان حين انشغل تشي مو ياو بالقراءة أو النوم أو حتى طيّ
الملابس بدلًا من الاهتمام به ~
بعد لحظات ، لحقه شي هواي إلى الحمام ،
ورآه يستند إلى الحائط تحت الماء ،
فاقترب منه ليعانقه ويسنده على صدره
وقفا تحت دش دافئ ،
والماء ينهمر على رأس شي هواي ، لينساب منه إلى جسد تشي مو ياو
قال معتذرًا بعد أن هدأ :
" أفتقدك كثيرًا…
لو لم أكن قد ارتبطت بالجامعة يوم التقينا ، لكان الأمر أفضل ."
: " يكفينا لو كنا في نفس المدينة."
: " لكننا لا نلتقي إلا ثلاث مرات أسبوعيًا ، لذا لا أريد تركك أبدًا ."
: " أفهم."
: " إذن… هل يمكن أن… نعيدها مجدداً ؟"
"…"
حين حمله شي هواي من الحمام إلى السرير ، كان رأسه يدور قليلًا ،
وأنفاسه متقطعة ودموعه لم تجف ، بينما الآخر لم يكتفِي
وحين استعاد أنفاسه أخيرًا ، عانقه بقليل من الغضب :
" إن واصلت تجاوز الحدود ، سأتجاهلك ."
: " حسنًا، أنا مخطئ…" قالها بلا كثير من الصدق ،
لكن قبلاته اللاحقة كانت رقيقة ، وعانقه و كأنه أثمن ما يملك
وعندما غفا تشي مو ياو —— ظل شي هواي في الظلام يمرر
أصابعه بين خصلات شعره
لقد كانت لحظاتهما معًا قليلة ، لذا كان يود لو أن الزمن يتوقف ،
ليظل يراه ، فقط يراه… وكلما نظر، أحبه أكثر
ما هو الحب ؟
شيء يصعب تفسيره أو فهمه ، لكن هناك يقين واحد
في أي زمان أو مكان ،
إن كان ذاك الشخص هو المقصود ، فستقع في حبه بلا مقاومة
وإذا أحببته، فلن تستطيع الفكاك منه ،
وستقضي حياتك كلها ملتفًا حوله ،
تعانقه وتقبّله وتحفظه كأغلى كنز
' أنا أقدّم زهرة خوخ عربونًا لعهد أبدي ، وأسأل :
يا سيّدي ، أتقبل الكأس ؟
أمنحك كل دفئي ، وأتساءل : أترافقني الطريق ؟
أنا على استعداد لأن أعيش سكرانًا في أقصى الأرض ،
وأن أجعل من الفوضى وطنًا ،
وأن أهب حياتي كلها لواحد فقط…
أتقبل ؟
فقال : أقبل .
تم ترجمة الاكسترا بواسطة : رور القمر
التدقيق : Erenyibo
( الفريق ثلاثة : رور / رودي / Erenyibo ) لا تتلخبطون ~
نهاية اكسترا شي هواي و مو ياو 🥹 🩷
يبقى 2 اكسترا لكنها خاصة بـ سي ريوو و غوان نوان
تعليقات: (0) إضافة تعليق