Extra5 | SJUTM
1.
منذ أن غادر شين آنتو شركة جينشنغ — أصبحت حياته أقل ازدحاماً بكثير
ومع وفرة وقت الفراغ ، بدأ يبحث عن طرق يثير بها الأجواء في المنزل
فأخرج آلة الـ إرهو القديمة المغبرة ،
وعاد لفتح دروسه الإلكترونية القديمة ،
وبدأ يتدرّب على الشرفة كل يوم بعد قيلولته ،
كان شي دوو يستمع أحياناً عبر نظام المراقبة ،
لكنه نادراً يصمد أكثر من خمس دقائق
ومع ذلك، وبما أنّ شين آنتو كان جاداً ومثابراً ،
فكّر شي دوو أنّه بما أنّ آنتو يجيد بالفعل العديد من الآلات،
فلا بد أن يتحسّن مع الممارسة المستمرة
وهكذا ، وبعد شهر من الجهد المتواصل ،
كان عزف شين آنتو على الـ إرهو قد شهد بالفعل تقدماً ملحوظاً—
لكن في الوقت نفسه تسبب في موت ' زهرة أوركيد نادرة '
كان شي دوو يعتني بها على الشرفة ~~
في يوم إجازته ، خرج شي دوو إلى الشرفة بعد قيلولته
ولاحظ فوراً أنّ إحدى الأزهار قد اصفرّت،
بينما أوراق الأصيصين المجاورين تدلّت ذابلة
كانت هذه الأوركيد هدية من والدته لي وي، الذي اشترى عشر
شتلات من معرض للزهور وأعطى ثلاثة منها لشي دوو
ولأنّه أحبّها كثيراً ، كان يعتني بها بدقة متناهية ،
ولهذا لم يكن من المفترض أن تتعرض لأي مشكلة
لكن في الآونة الأخيرة ، كان شين آنتو يقضي وقته على
الشرفة يومياً يعزف الـ إرهو
وما إن كان شين آنتو نائماً بعمق حتى جره شي دوو من
سريره ليواجه ' جريمته '
نصف نائم ومظلوم ، أصرّ شين آنتو أنّ عزفه ممتاز ،
بل كان يرسل تسجيلاته إلى قروب [ قاتل المالك ]
حيث أن شي ونشوان يردّ دائماً بإيموجي الإبهام 👍🏼
وإذا لم يصدق شي دوو فهو مستعد للعزف الحي في الحال
لكن شي دوو قال إنه يصدّقه وأقنعه بالعودة إلى النوم
وبعد أيام قليلة ،
وبينما شين آنتو غافلاً ، أخفى شي دوو آلة الـ إرهو بهدوء
وما إن همّ آنتو بالاعتراض حتى اصطحبه شي دوو إلى الطابق الثاني
لقد حوّل إحدى غرف الضيوف إلى استوديو موسيقي،
ووضع فيه بيانو ستاينواي الذي كان شين آنتو قد جرّبه من قبل
—-
بعد نصف شهر ،
وبينما شي دوو ينظر إلى زهرتي الأوركيد المتألقتين على الشرفة ، شعر براحة كبيرة ~~
⸻
2.
الأمطار الغزيرة تهطل في الخارج،
مخططةً جدران المقهى الزجاجية بجداول باهتة جعلتها تبدو قذرة
وفي الزاوية ، مصباح جداري يومض كما لو أنه معطل ،
مضيفاً إلى الكآبة الثقيلة التي خيّمت في الداخل والخارج
على الطاولة أمام شي ونشوان وُضع كوب قهوة بارد وتذكرتان للأوبرا
قبل أيام قليلة سمع بالصدفة تشينغ زوي تتحدث مع أحدهم
كانت تقول كم تمنت حضور عرض الأوبرا هذا المساء ،
لكن التذاكر قد نفذت ،
فبذل ونشوان كل ما في وسعه ليحصل على مقعدين في أفضل موقع
لكن عندما دعاها ، أخبرته أنها مرتبطة بالعمل ولا تستطيع الحضور
تنهد ونشوان تنهيدة محبطة
لقد أحب تشينغ زوي لسنوات طويلة ،
وشاهدها تكبر من ممثلة مساعدة مبتدئة إلى نجمة
مطلوبة في السينما
عمل بجد في دراسته ، واجتهد أكثر بعد التخرج
وعندما التحقت تشينغ زوي بـ ' بيي تشينغ إنترتينمنت '
لم يدّخر جهداً في خلق الفرص لها،
على أمل أن يقترب منها أكثر
لكن يبدو… أن كل ذلك ذهب سدى
وبينما يسترجع تصرفاته الأخيرة ، اجتاحه شعور بالحزن
وأدرك فجأة أنه ربما جعلها تشعر بالضيق
فالمشاعر الصادقة حين لا تُقابَل بالمثل ، تتحول إلى عبء
{ ربما حان وقت التخلّي …. }
أنهى شي ونشوان قهوته الباردة،
وكان على وشك المغادرة عندها جلس أحدهم أمامه
: “ يا لها من صدفة شياو شوان-ديدي !
هل كنت ستغادر ؟
إن كنت متفرغاً ، لمَ لا تُبقيني رفقةً لبضع دقائق ؟”
ظهرت يو كيان فجأةً بفستان أحمر لافت ،
تضجّ حيويتها وسط الخلفية القاتمة
كان لدى ونشوان عمل في فترة ما بعد الظهر،
لكن مغادرته فور حضورها ستبدو وقاحة
وبما أن لديه بعض الوقت ، قرر أن يبقى ولو قليلاً ،
ولوّح للنادل ليجلب فنجانين آخرين من القهوة
قالت يو كيان وهي تجفف أسفل فستانها بمنديل:
“ المطر بالخارج جنوني ... حتى أنه أغرق فستاني …
ما هذا ؟”
وقعت عيناها على التذاكر الموجودة فوق الطاولة
: “ واو ! لطالما رغبت في مشاهدة هذه الأوبرا ،
لكنني لم أتمكن من الحصول على أي تذاكر .”
دفع ونشوان التذكرتين نحوها :
“ خذيها "
نظرت إليه بدهشة ، فشرح قائلاً :
“ كنت سأذهب مع صديقة ، لكنها انشغلت ولم تستطع الحضور .
وليس من الممتع الذهاب وحيداً .
وبما أنك مهتمة ، يمكنك أخذها والذهاب مع صديقة أخرى .”
ابتسمت يو كيان :
“ هل تود الذهاب ؟ ليس لدي أي صديقات يحببن الأوبرا .
إن كنت ما زلت مهتماً ، يمكننا الذهاب معاً .”
وبما أن ونشوان كان قد أفرغ جدوله المسائي لحضور الأوبرا ، لم يمانع في مرافقتها
أجاب وهو يومئ برأسه : “ بالتأكيد "
رفع نظره إلى المصباح الجداري في الزاوية ، ولسبب ما،
لم يعد المقهى قاتماً كما كان قبل قليل
⸻
3.
: “ السيد تشن ،،، هذه الباقة خاصتك . تفضّل .”
— هذا اليوم الثامن على التوالي الذي يتلقى فيه تشن شو باقة ورود
فتيات المكتب كلهنّ بدأن يتساءلن عن هوية المعجب
المجهول الذي يملك كل هذه المثابرة
فتح تشن البطاقة المخبأة بين الزهور ، وكما توقع ، وجد الخطّ المألوف :
[ زوجتي ، كنت مخطئاً ]
تنهد تنهيدة
فقد تراكمت الفوضى على مكتبه إلى درجة لم يعد هناك مكان للزهور
وفي كل مساء بعد العمل ، كان مضطراً لأخذها إلى المنزل
وفي هذه المرحلة ، امتلأ البيت إلى حد أنّ كل كوب شاي
استُخدم كإناء للزهور
غير قادر على الاحتمال أكثر ، فكّ حظر رقم تشو مينغ هوي
وأرسل له رسالة قصيرة :
[ توقف عن شراء الزهور .]
جاء الرد خلال ثوانٍ:
[ حسناً، سأتوقف .
هل هذا يعني أن زوجتي سامحتني ؟]
قرأ تشن الرسالة ولم يجب
كان وقت الانصراف قد حان
ومع سفر شي دوو في رحلة عمل ، خفّ عبء عمل تشن ،
مما أتاح له المغادرة مبكراً وتناول العشاء في المنزل
لكن ما إن فتح باب مكتبه ، حتى رأى تشو مينغ هوي واقفاً بالخارج
معظم الموظفين قد غادروا
وما إن لمح تشو مينغ هوي تشن حتى وقف متوتراً
وقبل أن يتمكن تشن من قول شيء ، اندفع الآخر بكلمات اعتذار سريعة :
“ زوجتي كنت مخطئاً ، كنت مخطئاً !
أعلم أنني سيّئ في الكلام وأجعلك تغضب دائماً .
لكنني فكرت جيداً ، وأعدك أنني لن أنطق بحماقات ثانية !
إن كنت لا تزال غاضباً ، يمكنك ضربي أو توبيخي ،
فقط لا تتجاهلني…”
وقعت عيناه على الباقة في يد تشن ، فبدت عليه خيبة الأمل :
“ هل كنت ستتخلص منها ؟ أعطني إياها ، سأعتني بها .”
مد يده ، لكن تشن تراجع خطوة ليتفادى لمسه،
ثم مرّ بجانبه بصمت متجهاً إلى المصعد
بعد بضع خطوات ، لاحظ أنه لم يسمع وقع خطوات خلفه
التفت ، فرأى تشو مينغ هوي لا يزال واقفاً في مكانه
قال ببرود :
“ لماذا تقف هناك ؟
ألا ترى أن يديّ مشغولتان؟
تعال واضغط زر المصعد .”
عندها استدار تشو مينغ هوي فجأة ،
وابتسم ابتسامة عريضة وهو يركض نحوه
ضغط زر المصعد وأخذ الحقيبة من يد تشن قائلاً بحماس:
“ حقيبتك ثقيلة يا زوجتي ، دعني أحملها .
ماذا تود أن نأكل الليلة ؟
ما زلت تشتهي فطائر اللحم المقلية من ذاك المطعم؟
لقد حجزت بالفعل… زوجتي تبدو رائعاً اليوم…”
أدار تشن رأسه ليخفي ضحكة صغيرة ،
مفكّراً أنّ هذا الرجل ربما لم يكن سيئاً في الكلام كما كان يظن
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق