Ch13 | DJPWNK
أعاد شين فانغ يو تكرار الكلمات في ذهنه عدة مرات ،
وجرّب مختلف التركيبات والاحتمالات، وفي النهاية اقتنع
بأن كل كلمة قالها جيانغ شو كانت بماندرين قياسية،
لكنها معًا كوّنت جملة طويلة وصعبة لم يتمكن من فهمها
نظر إلى جيانغ شو وبدأ يتساءل ما إذا كان قد نال أخيرًا
عقاب السهر طوال الليل،
لدرجة أنه فقد اتزانه العقلي وبدأ يعاني من هلوسات سمعية
كان جيانغ شو لا يزال يعبث بالمؤقت الذي توقف عن العمل
منذ زمن ، وجهه خالٍ من التعابير ،
ولم يكن بإمكان شين فانغ يو أن يستشف أي دلالة من ملامحه
لم يرغب شين فانغ يو تصديق أنه قد جُنّ في هذا العمر
المبكر ، فلم يسعه إلا أن يعيد بصوت خافت :
“ هل قلت للتو… أنك حامل ؟”
لم يجرؤ حتى على لفظ كلمة ' حامل ' بصوت عالٍ ،
خوفًا من أن يُؤخذ كمريض نفسي
ردّ عليه جيانغ شو بـ”هممم” خافتة
ابتلع شين فانغ يو ريقه ، وأعاد السؤال بصعوبة :
“ والطفل… طفلي أنا ؟”
توقفت يد جيانغ شو عن العبث بالمؤقت ، وبعد لحظة صمت طويلة ، قال :
“ نعم "
مدّ شين فانغ يو يده ولمس جبهة جيانغ شو
: “ ما الذي تفعله ؟” سأل جيانغ شو وهو يُنزل رأسه وينظر
إليه باستغراب، ثم أبعد نظره سريعًا
: “ ليس لديك حرارة… هل اليوم كذبة أبريل ؟” سحب شين
فانغ يو يده ، ولا يزال ملمس جبهة جيانغ شو البارد عالقًا في
أطراف أصابعه ،
التفت ليرى التقويم الموجود على الطاولة بدهشة ،
لكنه لم يكن الأول من أبريل
تمتم شين فانغ يو : “ ولا حتى كذبة أبريل…”، نافياً ما ظنه،
ثم سأله بصوت يملؤه الحيرة :
“هل هذه خدعة جديدة خطرت لك؟”
وما إن خرجت الكلمات من فمه ، حتى رفع جيانغ شو عينيه
فجأة ونظر إليه مباشرةً
كانت نظرته باردة كأنها تحوي عاصفة ، لكنها رغم ذلك،
جعلت قلب شين فانغ يو ينفجر بغرابة
رد جيانغ شو بنبرة ثابتة ، وأصابعه التي تمسك المؤقت
بيضاء من شدة القبض :
“ شين فانغ يو … أنا لا أمزح معك ”
كان يظن أنه سيشعر بالارتياح بعد أن ينطق بالحقيقة ،
لكنه لم يفعل. بل على العكس ،
نظرته لوجه شين فانغ يو جعلت النار في قلبه تزداد اشتعالًا ….
أخذ نفسًا عميقًا ، نظر إلى باب مكتب الطبيب المغلق ،
وفي اللحظة التالية ، لكم شين فانغ يو مباشرةً على وجهه
: “ اللععععععنة !” صرخ شين فانغ يو —— كانت الضربة
مفاجئة لدرجة أنه لم يتمكن من تفاديها
وضع يده على وجهه ونظر إلى جيانغ بنظرة لوم:
“ لا تضرب الناس على وجوههم يا جيانغ شو
لماذا أنت عنيف هكذا ؟”
ألقى جيانغ شو بكومة من تقارير الفحوصات في يد فانغ يو وقال بصرامة:
“ اقرأها كلها خلال خمس دقائق .”
تراجع شين فانغ يو متألِّمًا ، وقال:
“ لماذا تصرّ دائمًا على فرض مهلة زمنية على الناس ؟
على فكرة ، أنا لست أحد مرؤوسيك .”
لكن يد جيانغ شو ظلّت ممدودة دون أن تتحرك ،
محافظًا على وضعية تسليم التقارير ،
ونظره مثبت على شين فانغ يو
وكأنه مستعد للبقاء على تلك الحال إلى الأبد ما لم يأخذها
تحت تلك النظرة الثابتة ، شعر شين فانغ يو بشيء من
الذنب دون سبب واضح
أغمض عينيه وفتحها وأخذ التقارير وهو يتنهّد بتأفف
بدأ يقرأها باستخفاف ، لكن سرعان ما بدأ يتباطأ شيئًا فشيئًا ،
واتسعت عيناه تدريجيًّا ،
حتى أنه لم يعُد يشعر بحرارة الألم الذي كان يشتعل في
وجهه قبل لحظات
قال بصوت مرتجف :
“ جيانغ شو… لا تقل لي إن هذه تقارير فحوصاتك ؟”
لم ينبس جيانغ شو ببنت شفة
: “ اللعنة…” نظر إليه شين فانغ يو وقد بدا عليه الذهول،
ثم بدأ يقلّب التقارير مجدداً بسرعة جنونية
لقد تعلم على حلّ مسائل تحليل الحالات السريرية في
قسم التوليد وأمراض النساء منذ سنته الجامعية الثانية،
وطوال سنوات عمله، رأى عددًا لا يُحصى من مثل هذه التقارير ، وكان دومًا يقرأها ويُشخّص محتواها بعقلانية واتّزان
أما هذه المرة، فقد قرأ التقارير مرارًا وتكرارًا، حتى كادت
عيناه أن تثقبا سطورها من فرط التحديق، ورغم ذلك، لم
يجرؤ على استنتاج أي شيء
استغرق وقتًا طويلًا حتى استطاع أخيرًا أن يستوعب الرأي
التشخيصي الذي دوّنه طبيب الأشعة ،
فتحوّلت ملامحه من الذهول والصدمة إلى الذعر ،
ثم وقعت عيناه على اسم الفاحص الموقِّع أسفل التقرير :
“ تانغ كي؟”
في تلك اللحظة ، ظنّ أنه وجد لنفسه تفسيرًا منطقيًّا لكل
ما يحدث، وقال:
“ فهمت… أنت وتانغ كي تآمرتما عليّ، أليس كذلك؟
اختلقتما هذه الكذبة معًا .”
ثم ألقى بالتقارير على مكتب جيانغ شو كما لو أنها جمرة تحرق يديه ، وقال باستياء :
“ جيانغ شو !! هذا جنون !!
أنا للتو حصلت على مقعد في المؤتمر
هل كان لا بد أن تذهب إلى هذا الحد ؟”
تنفّس جيانغ شو بعمق ، ثم دفعه مباشرة إلى الحائط وقال:
“ هل تظن أنني شخص عاطل عن العمل ؟”
قال شين فانغ يو، وقد بدأت ملامح الخوف ترتسم على
وجهه بسبب الجديّة التي رآها في عينيه : “ لا… لكن… فكّر
في الأمر من منظور العلم الأساسي ،
حتى لو كنت تملك بنية جسدية فريدة ، فنحن… لم نمارس
العلاقة ، من أين سيأتي الطفل ؟”
عند سماع ذلك ، عضّ جيانغ شو شفته السفلى، وقال بصوت خافت:
“ فندق جينهوا… يمكنك مراجعة سجلّات الغرف إذا لم تصدّق ”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق