Ch14 | DJPWNK
في الوقت الحاضر ، أصبحت الفنادق صارمة للغاية في
إجراءات تسجيل الدخول ،
وكان لا بد من تسجيل معلومات الهوية لكلا الطرفين
فتح شين فانغ يو هاتفه مباشرةً ،
ووجد خدمة العملاء في الموقع الرسمي للفندق ،
واتصل بهم. وبعد أن تلقى الرد، شحب وجهه فجأة
عادت إليه تلك الأحلام التي كان يراها عن جيانغ شو طوال
الفترة الماضية ،
فرفع يده إلى شعره وشده بقوة ، وقد غرق ذهنه في فوضى ضبابية
{ لا عجب أن تلك الأحلام بدت واقعية إلى هذا الحد ،،،
ولا عجب أن جيانغ شو في غرفة العمليات حينها كان
يرمقني بنظرات تكاد تفتك بي
اتضح أن الأمر …. لم يكن حلمًا عشوائيًا ظهر من العدم
بل كان ببساطة إعادة تشغيل لذاكرة جسدي …
لأن … جيانغ شو تلك الليلة كان من النوع الذي ناسبني تمامًا ،،،،
فبدأ عقلي يعيد اللقطات على مدار أسبوع كامل ليرفع من نشوتي ! }
وشعر بالاختناق وهو يتذكّر كيف أنه ركض لاحقًا ليتأمّل
شامة جيانغ شو… وكأنها شيء عظيم
{ كان من المعجزة أن جيانغ شو لم يُزهق روحي حتى الآن }
أنزل شين فانغ يو هاتفه وحدق أمامه بعينين فارغتين ،
شعر أن دماغه كلوحة احترقت فوق صفيح كهربائي ساخن ؛
لم يكن يعاني من مجرد ماس كهربائي… بل كان على وشك
أن يتحوّل إلى خردة
سعل مرتين ، ونظر إلى جيانغ شو وكأنه يريد قول شيء
لكن قبل أن ينبس بأي حرف، جذبه جيانغ شو من ياقة قميصه وقال ببرود:
“ منذ أن استيقظت في ذلك اليوم وأنا أرغب بسؤالك…
كيف أمكنك فعل شيء كهذا ؟”
: “ اللعنة…” عبث شين فانغ يو برأسه عبثًا :
“ كنت ثملاً جدًا في تلك الليلة… ظننت أنني كنت أحلم .”
ردّ جيانغ شو بنبرة باردة ، كأنما يوبّخه أستاذ صارم في الصف :
“ ألم يكن بوسعك أن ترتدي واقيًا في حلمك ؟”
شين فانغ يو محتجًا :
“ حقًا يا جيانغ شو؟ من يتذكّر ارتداء واقٍ في الحلم ؟
أنت درست في مكتب تنظيم الأسرة، أليس كذلك؟…
من كان يتخيّل أن رجلاً بالغًا مثلك يمكنه أن يحمل ؟!”
اشتعل الغضب في عيني جيانغ شو :
“ الواقيات لا تمنع الحمل فقط ، بل تحمي من انتقال
الفيروسات أيضًا ، كيف اجتزت الفحص الطبي ؟!”
توسعت عينا شين فانغ يو بدهشة :
“ هل تلقي عليّ محاضرة في وقت كهذا ؟!”
ولم يقل جيانغ شو شيئ ، بل رفع قبضته ووجّهها إلى وجه
شين فانغ يو مجددًا
كان الغضب يتصاعد في صدره حتى أن شفتيه ارتجفت من الانفعال،
وتنفسه أصبح ثقيلاً،
وبسبب بشرته الفاتحة، بدا احمرار خفيف عند أطراف عينيه
في تلك اللحظة ، ارتجفت عينا شين فانغ يو
وهاجمته بعض الذكريات الفوضوية… صورة جيانغ شو
الغاضب أمامه تداخلت فجأة مع صورة الرجل الذي كان
يقبض على ملاءة السرير بقوة ،
حتى عبوسه الآن ووتيرة أنفاسه كانت متطابقة
في لمح البصر ، اعترض شين فانغ يو قبضة جيانغ شو ،
وحدّق نحو ذلك المكان في صدره حيث توجد الشامة
عبس جيانغ شو حاجبيه ، وتبع خطّ نظره ، ثم خفّض
رأسه… فتجمّد في مكانه
فجأة، أفلت ياقة شين فانغ يو ونظر إليه بدهشة لا تُصدّق
: “ شين فانغ يو… هل أنت بشر حقًا ؟”
لم يستطع جيانغ شو نسيان آثار القُبلات التي رآها على
جسده بعد أن استيقظ في ذلك اليوم،
وخصوصًا حول تلك الشامة الحمراء في صدره
كانت البقع الحمراء التي لطّخت بشرته البيضاء الباردة مذهلة بحق
كل تلك العلامات كانت دليلًا صارخًا على الشهوة الجنونية لذلك الشخص،
والشامة القرمزية بدت وكأنها كانت ضحية تلقت عناية فائقة
{ وفوق هذا !! يتجرأ شين فانغ يو و ينظر إليها مجدداً ! }
وفجأة، دوّى صوت ارتطام تقارير الفحوصات وهي تُرمى بغضب على الأرض،
فتبعثرت الأوراق البيضاء كالثّلج المتناثر،
وسقطت الورقة العلوية عند قدمي شين فانغ يو
عاد جيانغ شو إلى مكتبه وجلس دون أن يلتفت
أما شين فانغ يو
فظلّ واقفًا مكانه جامدًا ، ناظرًا إليه لا إراديًا
ومن زاويته ، لم يكن يرى سوى جانب وجه جيانغ شو
ورموشه المرتجفة، وصدره الذي يرتفع وينخفض بتسارع،
وإن كان بشكل خافت، إلا أنه بدا واضحًا لمن يُمعن النظر
ولو لم يكن يعلم أن جيانغ شو لا يمكن أن يبكي،
لظنّ أنه على وشك الانفجار بالبكاء من شدة الغضب
جيانغ شو بهذا الشكل بدا غريبًا… غريبًا إلى الحدّ الذي
جعل شين فانغ يو يبدأ بتصديق كل ما قاله ….
كان الألم لا يزال يشتعل في وجهه ، وقلبه ينبض بجنون ،
وكأن جرعتين من الأدرينالين ضخّت دفعة واحدة في
عروقه… ومع ذلك ، كانت قدماه باردتين
ساد الصمت أرجاء المكتب
الأضواء ساطعة على نحو مزعج ، والسكون ممتدًا بلا نهاية
اتكأ شين فانغ يو على الجدار البارد ، ووضع يده على وجهه،
محاولًا تهدئة نفسه
ثم ظهر صوت جيانغ شو باردًا وحاد
: “ اخرج ”
لكن شين فانغ يو لم يتحرك ، ولم يُصدر جيانغ شو أي صوت بعد ذلك
ظلّ الاثنان صامتين ، يواجهان بعضهما عبر المكتب النظيف ،
أحدهما يغلي دمه ، والآخر غارق في الذهول ….
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق