Ch14 | DSYOM
[ النار المخبأة في أقرب مكان ، هي التي تحرق أكثر ]
في ظهيرة خريفية ، وبعد الموقف القصير الذي جمعه بوجه
مألوف من الماضي ،
أصبح مزاج البروفيسور بيان تشنغ رائعًا على نحو مفاجئ
دخل مكتبه ، ووضع المفاتيح في الصندوق الخشبي الصغير
الموضوع على المكتب والمخصص للأغراض المتفرقة
ما إن جلس ، حتى تلقّى هاتفه رسالة جديدة
أمسك به وألقى نظرة ، فإذا به مجددًا ذلك الجار الذي لا يملك أي وعي بيئي
منذ أن انتقل إلى هنا، تكوَّن لديه انطباع سلبي عن ذلك
الجار الذي لم يلتقِ به قط
هذا الشخص استمر على تكديس القمامة في الممر ،
مما أدى إلى تدهور ملحوظ في نظافة المكان — وبيان
تشنغ كان يكره أن تقع عينه على أي منظر فوضوي
والآن، استغل هذا الجار المساحة المشتركة كسلاح ضده،
مطالبًا إياه بإزالة الكاميرات التي اختارها بعناية،
وأرسل بعدها سيلًا من علامات التعجب غير المجدية،
متهمًا إياه بانتهاك الخصوصية
ردّ بيان تشنغ ببرود:
【 هل لديك شيء لا يمكنني رؤيته ؟】
لم يكن لديه أي اهتمام بتحركات جاره أو حياته اليومية؛
تركيب الكاميرا كان مجرد عادة قديمة
فعندما كان في الولايات المتحدة، لم تكن أمانة الحي جيدة،
وكانت الكاميرا تمنحه شعورًا بالأمان
فضلًا عن أن كثيرًا من البيوت في الصين مجهّزة بأنظمة اتصال مرئي تسمح برؤية وجه الزائر ،
وهي في وظيفتها شبيهة بالكاميرا
{ فهل كان الأمر يستحق كل هذا الانفعال ؟
أم أن لدى ذلك الشخص سرًّا لا يمكن البوح به؟ }
على حين غِرّة، شعر بيان تشنغ بفضول تجاه ذلك الجار المزعج
فتح التطبيق المرتبط بالكاميرا ، فرأى أن هناك نشاطًا قد
سُجّل قبل خمس عشرة دقيقة
شغّل المقطع، وسمع وقع خطوات تصعد الدرج
ثم فجأة، ظهر على الشاشة وجه مألوف للغاية
في الفيديو، عيناه السوداوان الواسعتان تحدقان،
وشفتاه منطبقتين بإحكام، بينما ظهرت على ذقنه غمازة
صغيرة لطيفة نتيجة ذلك
لكن ذلك التعبير المذعور اختفى في لحظة،
وفي الثانية التالية، رفع ذلك الشخص يده ليغطي وجهه،
وانطلق إلى الداخل مسرعًا، وكأنه يهرب بحياته
ظل بيان تشنغ يحدّق في الشاشة نصف دقيقة،
ثم وضع هاتفه جانبًا وأغمض عينيه
وبعد لحظات ، أعاد تشغيل التسجيل في التطبيق ،
وأوقف الصورة عند ملامح ذلك الوجه المصدوم
جودة الصورة فائقة الوضوح، تكشف كل التفاصيل، بلا أدنى احتمال للخطأ
رفع يده إلى جبهته ، وأخذ نفسًا عميقًا
{ كيف يمكن هذا ؟
أليس هذا الطالب في الدكتوراه ؟
لماذا يعيش في الشقة المقابلة ؟ }
فتح جهات الاتصال لديه،
وعثر على الرقم الذي أعطاه له وين دي، ثم بحث عنه على تطبيق ويتشات
ظهر له حساب غريب
لم يكن هو الحساب الذي كان يتجادل معه طوال الفترة الماضية
لكن الشخص كان بلا شك هو نفسه
تذكّر بيان تشنغ ردّة فعل وين دي الغريبة وهروبه المذعور أمام الكاميرا ،
وكأنّه يخفي ذنبًا
{ طالب دكتوراه يعيش في شقق هيئة التدريس ، حذر ،
ويرفض إظهار وجهه — هل هو مستأجر غير قانوني ؟ }
نظر إلى الحساب الذي كان يتجادل معه منذ شهر
{ حساب ثانوي لشخص لم يقم بالتسجيل الرسمي ؟
إن كان هذا الحساب أيضًا يخص وين دي … فـ… }
تصفّح للأعلى ، ووقعت عيناه على عبارات مثل:
' غير منطقي ' ، ' بلا ذوق ' ، ' خط قبيح ' ، ' براميسيوم ' …
أغلق هاتفه واتكأ على كرسيه المريح ،
ودخل في حالة شرود
{ لقد كنت أعني ما قلته لسونغ يوتشي— أنني لا أحتاج إلى
حياة اجتماعية ، وأن التحدث مع الناس يجعلني أشعر بالإرهاق
حتى وإن تحدثت بلا مراعاة لمشاعر الآخرين وبدون أي
استنزاف عاطفي ،
فإن العلاقات البشرية تُصدّع رأسي
والآن ،،،، واضح أن هذه القناعة صحيحة تمامًا
لو لم أُصرّ على الجدال مع جاري ، لما تسببت في مشكلة ضخمة كهذه …
مشكلة ضخمة !
وصمة تاريخية ! }
ثم تذكّر فجأة شيئ ، وضربه هذا الإدراك مثل إنذار صاخب،
ليعيده من شروده إلى وعيه
{ قبل قليل ، لأتأكد من صحة الرقم ، قد اتصلت بوين دي
هذا يعني أن وين دي يعرف الآن رقم هاتفي
وإن استخدم وين دي هذا الرقم للبحث عني في ويتشات ….. }
أسرع بفتح ويتشات ،، وفكّ ارتباط رقمه الأساسي من الحساب ،
وربطه برقم آخر يملكه ،
ثم استخدم الرقم القديم لتسجيل حساب جديد ——
لقد كانت خطوة في وقتها ، لأن بعد دقيقتين فقط ،
وصله طلب صداقة على الحساب الجديد
قبله ، وبالفعل ، كان الحساب يحمل صورة شكسبير أخرى
سام لا يأكل الحار : [ أنا وين دي! [أرنب يلوّح.jpg]]
ℙ: [ مرحبًا ]
سام لا يأكل الحار: [ جئت لأرد الدين ! بروفيسور ما الذي
تحب أن تأكله عادةً؟ [هامستر يأكل الأرز.jpg]]
ℙ: [ الهوت بوت الحار على طريقة تشونغتشينغ.]
سام لا يأكل الحار: [……]
سام لا يأكل الحار: [ حسناً ! [أرنب لطيف يعانق قلبًا.jpg]]
حدّق بيان تشنغ طويلًا في كمّ الرموز التعبيرية الكثيف ،
وبدأ يشك في قوة ذاكرته الفوتوغرافية
انتقل إلى حسابه الرئيسي وراجع سجل المحادثة مع جاره
[ لتسقط عليك كل قطرات الندى السامة التي كشطتها أمي العجوز من المستنقع القذر بشعرها الأسود ! ]
صمت للحظة ، ثم عاد إلى حسابه الثاني ،
لتظهر أمامه مجموعة من الأرانب اللامعة العيون
{ إذن هكذا هو في الحقيقة ؟ }
هزّ رأسه، ثم عبس قليلًا من إزعاج التنقل بين الحسابين:
فهما يتحدثان من أربعة حسابات،
بأسلوبين مختلفين تمامًا—{ إما أننا مجانين ،
أو لدينا وقت فراغ أكثر مما ينبغي ~~ }
أرسل له ' سام لا يأكل الحار ' بعد ذلك عدة روابط لمطاعم قريبة من الجامعة
تصفح بيان تشنغ بسرعة ، ثم اختار مطعم الهوت بوت
الحار بتقسيمة التسع مربعات على طريقة تشونغتشينغ
كان وعاء الـ تشونغتشينغ جيوغونغ دائريًّا، ويضمّ ثلاث
طرق للطهي: السلق الكامل، والسلق العادي، والسلق السريع
والفارق الوحيد بينها كان بين الحار ، والحارّ الشديد الذي يحرق اللسان
وعلى الجانب الآخر من الشاشة،
حدّق وين دي في لافتة المطعم الحمراء المزيّنة بالزيت الحار ،
وشعر بحلقه يشتعل لمجرّد النظر إليها
لقد عاش ثمانية أعوام في بكين ، ومع ذلك ظلّ يتناول
الهوت بوت الحار بنكهة الصلصة فحسب
لكن الهدف الرئيسي لم يكن الأكل، بل ملاحقة شخص ما
{ حتى وإن لم أتناول لقمة واحدة ، فمجرد مشاهدة الرجل
الوسيم وسط البخار كفيل بأن يُشبع معدتي ...
وأيضاً الهوت بوت في ووداوكو ليس رخيص ،
وأكل كميات أقل من اللحم يعني توفير بعض المال }
وفجأة تذكّر وين دي شيئًا: آخر مرة كانا يتحدثان في السيارة،
دعاه إلى تناول العشاء يوم السبت—أي اليوم—لكن تعبير
البروفيسور حينها بدا غريبًا بعض الشيء
ظلّ يفكّر في الأمر منذ ذلك الحين، والآن بعد أن حصل على
وسيلة للتواصل معه، لا بأس أن يسأله مباشرة
وين دي: [ كنا قد خططنا لليوم ، لكن فاتنا الموعد .
لحسن الحظ يمكننا التعويض قريبًا، ههههه.]
وين دي: [ لكن… هل هناك مشكلة في تناول العشاء اليوم ؟]
بروفيسور: [ مشكلة ؟]
وين دي: [ اووه ، لأنك في المرة الماضية ، بعد أن ذكرت
الأمر ، التزمت الصمت لفترة طويلة .]
بروفيسور: [ اليوم عيد ميلادي .]
جلس وين دي الذي كان مستلقيًا على السرير فجأة مستقيمًا
{ ماذا ؟!
هل اخترت عشوائيًا يومًا مهمًّا كهذا ؟!
يا لها من فرصة ذهبية لتعزيز العلاقة !
لكن من ناحية أخرى… أليس من المفترض أن يقضي الشخص هذا اليوم المميّز مع العائلة والأصدقاء ؟
هل وافق البروفيسور فعلًا على قضاء العشاء معي ؟ }
شعر وين دي بالامتنان والتشرّف
وين دي: [ يا إلهي!! عيد ميلاد سعيد!! 🎂🎂🎆 ]
وين دي: [لماذا لم تخبرني مسبقًا ؟ يا للخسارة !]
بروفيسور: [ أنا لا أحتفل بعيد ميلادي عادةً .]
وين دي: [ مستحيل ! علينا أن نعوّض ذلك غدًا !]
بروفيسور: [ لا داعي .]
وين دي: [ بل له داعي ! كيف تترك مناسبة لا تأتي إلا مرة
في السنة تمرّ بهذه البساطة !]
بروفيسور: [لا أحب الازدحام.]
وين دي: [ وكم من الازدحام يمكن لشخص واحد أن يسببه؟ لا تقلق.]
وين دي: [لكن لدي سؤال آخر.]
بروفيسور: [ ما هو ؟]
وين دي: [ لماذا تستخدم الحروف IP كصورتك الرمزية ؟]
بروفيسور: [ IP ؟]
بروفيسور: [ هذه فضاء إسقاطي .]
وين دي: [… للتو تذكرت أن لدي ورقة بحثية يجب أن أكتبها . وداعًا !]
{ كان عليّ أن أجري بحثًا عكسيًّا عن الصورة قبل أن اسأل ! }
ومع انتهاء المحادثة، أخذ وين دي يفكّر في كيفية تعويض عيد الميلاد
لم يكن قريبًا جدًا من البروفيسور ،
لذا لم يكن من المناسب أن تكون الاحتفالية كبيرة—
{ أولًا ، لأن ذلك سيتجاوز ميزانيتي ،
وثانيًا لأنه سيكون أمرًا مبالغًا فيه ،
ربما سيكون هدية صغيرة خيارًا أفضل ،
خصوصًا وأنها ستكون لإعجاب سري
لكن اختيار الهدايا أمر بالغ الصعوبة ؛
فإذا لم تناسب ذوق الطرف الآخر ، يشعر المانح بالخيبة ،
ويتحمّل المتلقّي عبء الاحتفاظ بشيء لا يريده — خسارة للطرفين }
ولم يكن وين دي يريد أن يمنحه شيئًا لا يعجبه لكنه
سيشعر بالاضطرار للاحتفاظ به
{ الأفضل أن تكون الهدية ممتعة ، جديدة ، وغير باهظة ،
بحيث لا تشكّل عبئ }
قرر وين دي أن يطلب المساعدة من خارج دائرته القريبة
وبعد أن استعرض في ذهنه قائمة أصدقائه ،
قرر أن يلجأ إلى جيانغ نانزي، الخبير المخضرم في شؤون الحب
حسب وين دي فرق التوقيت—كان الوقت في المنطقة الغربية الآن الثانية صباحًا
{ ممتاز ، لا بد أنه مستيقظ ~ }
أرسل له رسالة وهو ينقر على أيقونة رأس قنديل البحر:
[ أأنت نائم ؟]
جاء الرد سريعًا: [ لا.]
وين دي: [ هل إيروكا نائم ؟]
جيانغ نانزي: [ لا.]
وين دي: [ هل توماس نائم ؟]
جيانغ نانزي: [ ماذا تريد أن تسأل بالضبط ؟]
وين دي: [تتذكر البروفيسور الذي أخبرتك عنه في المرة السابقة ؟
أريد أن أهديه هدية عيد ميلاد . ما الذي تراه مناسبًا ؟]
جيانغ نانزي: [ما هي متطلباتك؟]
وين دي: [شيء أنيق، راقٍ، فريد، لا يُنسى من النظرة الأولى،
والأهم أن يكون رخيص .]
سكت الطرف الآخر طويلًا، ثم رد: [ لا تكن بخيلًا وأنت تحاول كسب ود شخص.]
وين دي: [لست بخيلًا، بل فقير.]
جيانغ نانزي: [هذان الأمران بينهما ارتباط إحصائي قوي.]
رمق وين دي سقف الغرفة بعينين مقلوبتين
جيانغ نانزي: [لماذا لا تطلب شيئًا مميزًا إذًا.]
وين دي: [كن أكثر تحديدًا.]
جيانغ نانزي: [ماذا يحب؟]
وين دي: [الرياضيات؟]
جيانغ نانزي: [ابحث في الإنترنت عن أكواب أو أطباق
مطبوعة عليها رموز رياضية.]
وكما هو متوقع من طالب متفوق لا يضيع ثانية واحدة بين
علاقة وأخرى—الأكواب والأواني المبتكرة خيار مناسب: رخيصة، تُستعمل يوميًا، وتترك انطباعًا يدوم، وتذكّر صاحبها بك دائمًا.
أرسل وين دي ملصق [ شكرًا سنباي ]
وفتح تطبيق تاوباو
وبالفعل، الإنترنت مليء بالمبدعين: معادلات رياضية على
شكل قلب، أعداد مركّبة، أشكال هندسية—كلها مصممة
لتبدو غامضة وأنيقة
وأقرب ما راق لوين دي كان كوبًا خزفيًا أبيض ،
جدارُه الخارجي منحوت على شكل شريط موبيوس
بسيط، أنيق، وعصري
أخبره صاحب المتجر أنه يمكن حفر كلمات عليه، وبعد
تفكير طويل اختار وين دي العبارة:
[ صباح الخير ، أيها الهندسي المعقّد ! ]
{ فلنُلقي التحية كل صباح إذًا }
بعد أن أتم الدفع وأرسل الطلب ،
استلقى وين دي على سريره راضيًا
الجو صافٍ ، الشمس مشرقة، الجيران هادئون ،
والحياة في أوج ازدهارها
{ ستكون عطلة نهاية أسبوع رائعة }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق