القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch18 | IOWY

 Ch18 | IOWY




كان الجزء الخلفي من قاعة العروض يقع إلى جانب خشبة المسرح


وفي هذه اللحظة ، كانت غرف الملابس والمستودع 

المخصص للأزياء ممتلئة بالطلاب الذين أنهوا عروضهم للتو


حين دخل شيه يون تشي برفقة تيانتيان وهو يحمله وتبع 

يانغ شياولي إلى الكواليس، 

كان ممثلو مسرحية “عقاب الملكة” — من طلاب السنة 

الأولى — يصطفون في ساحة فسيحة لالتقاط صورة جماعية


يان لان، الذي كان واقفًا بهدوء في زاوية غير بارزة ، 

تمّ سحبه عنوة من قبل لين جيانشينغ إلى وسط الصف ، 

ليقف محاطًا بالأمير والأميرة 


كان وجه يان لان يكسوه بعض التوتر والجمود ، 

وقد بدت عليه علامات الانزعاج


وفجأة، لمح من زاوية عينه هيئة مألوفة —— التفت برأسه، 

لتلتقي عيناه بعيني شيه يون تشي


ذلك اللقاء البصري المفاجئ أحرجه قليلاً ، 

لا سيما وهو لا يزال يرتدي الفستان والمكياج


سارع إلى خفض عينيه في محاولة لتفادي النظر إليه ، 

لكن سرعان ما وقعت عيناه على ذلك الطفل الصغير في 

أحضان شيه يون تشي… { تيانتيان ؟! }


وعندما أدرك تيانتيان أن يان لان قد انتبه له أخيرًا ، 

لوّح له بيده الصغيرة في تحية صامتة


وقف يانغ شياولي إلى جانب العم وابن أخيه ، يستمتع 

بالمشهد قائلاً بمرح:

“ آههخ شهرة مومو عندنا لا تُضاهى . 

في المستقبل، حين يبحث عن شريك ، سيكون أمامه كثير من الخيارات . 

الأحمق وحده من قد يرفضه ~ .”


تجاهل شيه يون تشي تلميحات يانغ شياولي ، ولم يعلّق ، 

بل ظلّ يحدّق بصمت في يان لان ، الذي بدا مهيبًا وجميلاً وسط الحشود


وبعد أن انتهى الطاقم من التقاط الصورة الجماعية ، 

بدأ يان لان بتعديل فستانه ، 

مترددًا فيما إذا كان عليه أن يتوجه إلى شيه يون تشي أم لا


لكن، قبل أن يتخذ قراره ، 

جاءه أحد كتّاب النصوص في المسرحية وجذبه جانبًا قائلاً :


“ سينباي، انتظر لحظة ، أريد التقاط صورة خاصة معك .”


وبمجرد أن قيلت هذه الجملة ، 

اندفع الآخرون — ممن كانوا يترددون في الاقتراب — قائلين 

إنهم هم أيضًا يريدون صورة معه


لم يستطع يان لان الرفض ، فبدأ يلتقط الصور معهم واحدًا تلو الآخر


ومع مرور الوقت، لم يقتصر الأمر على أعضاء طاقم العمل، 

بل بدأ طلاب من فرق مسرحية أخرى يقفون في طوابير من 

أجل صورة معه


وسرعان ما وجد نفسه محاطًا بالجمهور من كل جهة


وبعد لحظة ، رنّ هاتف شيه يون تشي فجأة


أجاب ببضع كلمات مختصرة ، ثم قال:

“ سأكون هناك قريبًا .”


ركز يانغ شياولي السمع ، 

وما إن سمع الجملة الأخيرة ، حتى التفت إليه بحدة قائلاً:

“ أنت راحل الآن ؟”


أجابه شيه يون تشي دون أن يلتفت إليه :

“ عليّ الخروج لبعض الوقت .”

ثم انحنى قليلًا ، 

ووضع تيانتيان برفق على الأرض ، 

ونادى بصوت واضح :

“ يان لان ”



لم يكن صوته مرتفع ، لكنه امتلك نبرة ذات قوة اختراق غريبة


فرغم الضوضاء المحيطة في المكان ، 

لم يُغطِّي صوته أي ضجيج ، وظل منخفضًا وعذبًا للأذن


وما إن نادى شيه يون تشي حتى التفت كل من كان منشغلًا بالتقاط الصور


كان من المستحيل تجاهله — بوقوفه هناك ، 

بدا كأنه شجرة جنكو ذهبية وسط غابة خضراء ، 

لا يمكن للعين أن تغفل عنه


عندما سمع يان لان صوته ، 

ارتسمت على وجهه علامات حيرة طفيفة ، 

ثم انسحب بهدوء من وسط الزحام وتقدّم نحوه


شيه يون تشي لم يُبعد نظره عنه للحظة ، 

وسلّم إليه تيانتيان قائلاً :

“ سأخرج للحظات وأعود حالاً . 

هل يمكنك الاعتناء بتيانتيان إلى أن أعود ؟”


أمسك يان لان بيد تيانتيان الصغيرة بإحكام ، وأومأ برأسه موافقًا


ثم استخدم شيه يون تشي لغة الإشارة لشرح سبب مغادرته لتيانتيان


وما إن أومأ الطفل برأسه متفهمًا ، 

حتى مدّ شيه يون تشي يده ولمس شعره برفق ، وهمس له قائلاً :

“ سأعود قريبًا .”


كان صوته منخفضًا بالكاد يسمعه من يقف قريبًا ، مثل يان لان ويانغ شياولي


ومع ذلك، فإن تيانتيان لم يكن ليسمعه ، 

وحتى إن سمع ، لم يكن بحاجة إلى الشرح بالإشارة


بعد مغادرته ، بدت علامات الشرود على يان لان ويانغ شياولي


قال يانغ شياولي متسائلًا :

“…هل كان يتحدث إليك أم إلى الطفل؟ 

أليس هذا الصغير أصمًّا وأبكم ؟”


هزّ يان لان رأسه ببطء ، وقد بدت عليه الحيرة هو الآخر ، 

مشيرًا بأنه لا يعلم


عندها جاء صوت آخر من خلفهم :

“ سينباي هل هو صديقك ؟”


كان لين جيانشينغ قد اقترب دون أن يشعروا ، 

وقد سحب نظره عن الاتجاه الذي غادر منه شيه يون تشي، 

ونظر نحو الطفل المختلط الملامح الذي يمسك بيد يان لان ،

و لمعت عيناه وهو يسأل :

“ هل هذا أخوك الصغير ؟”


أوضح يانغ شياولي :

“ هذا طالب كان مومو يدرّسه في عمل جزئي خلال العطلة الصيفية . 

جاء الليلة خصيصًا ليشاهد العرض .”


كان لين جيانشينغ مولعًا بالأطفال ، 

لا سيّما إذا كانوا بجمال لافت مثل هذا الصغير ، 

الذي بدا وكأنه دمية حيّة ،

لم يستطع أن يُبعد نظره عنه


قال بإعجاب وهو يقترب وينحني جزئيًا أمام تيانتيان:

“ يا إلهي، هذا الطفل وسيم جدًا… وعيناه زرقاوان !”

ثم أضاف وهو يحاول التودّد إليه :

“ يا صغيري ، هل أعجبك أداء هذا الأخ قبل قليل ؟ 

الأخ كان يمثل دور الأمير .”


نظر إليه تيانتيان دون أي تعبير ، دون أن يبدو عليه أي خجل أو تفاعل


تدخّل يانغ شياولي ليشرح:

“ آه… هذا الطفل أصمّ وأبكم، لا يسمع ولا يتكلّم .”


تجمّد لين جيانشينغ للحظة ، وقد بدا عليه الارتباك 

والحرج، وقال بتلعثم:

“ آه… آسف، لم أكن أعلم…”


لكن يان لان هزّ رأسه ، مشيرًا إلى أن الأمر لا يستدعي الاعتذار


وبسرعة ، جذبت هذه الحركة جانبًا من الاهتمام


لم يمضِ وقت طويل حتى بدأت باقي فتيات الطاقم اللواتي 

كنّ يحببن الأطفال بالتجمّع حولهم


ما إن رأين الطفل ذا الملامح الأجنبية ، خاصةً بعد أن 

لاحظن لين جيانشينغ يتحدث إليه ، 

حتى لم يستطعن مقاومة رغبتهن في التقرّب منه والترحيب به



ما إن علم الجميع أن تيانتيان أصمّ وأبكم، 

حتى انكشفت في أعينهم نظرات شفقة وحرقة قلب لا إرادية


غير أنهم، لعدم معرفتهم بلغة الإشارة لم يتمكنوا من التواصل معه


وفي النهاية، تجرأت الطالبة التي أدّت دور الأميرة ومدّت 

يدها نحوه على استحياء ، راغبة في مصافحته


ولم يخذلهم تيانتيان، إذ أدرك أن هؤلاء الإخوة والأخوات 

الذين يقفون أمامه هم نفسهم من شاركوا مع أستاذه في 

العرض المسرحي


لذا، ورغم أن ملامحه الصغيرة كانت جادة كـ”الطفل 

الزعيم”، إلا أنه صافح كل من اقترب منه بأدب


فجأة، تشكّلت طوابير أمامه


أراد الجميع مصافحة تيانتيان


وبعد أن يصافح الشخص من أمامه، يعاود الانضمام إلى 

الصف مجددًا، مكوّنين دائرة مغلقة مثالية


بدأ تيانتيان يشعر بالحيرة وأشار بيديه :

“ ؟ لماذا لا يزال هناك هذا العدد الكبير ؟

ألم تصافحني هذه الأخت التي تؤدي دور الأميرة قبل قليل ؟”


ضحك يان لان بخفة ، وألقى بنظرة ذات مغزى نحو يانغ شياولي


فهم يانغ شياولي الإشارة على الفور ، وتقدّم إلى الأمام قائلاً بنبرة حازمة :

“ حسنًا، حسنًا ، دعوا مومو والطفل يقضيان بعض الوقت معًا . 

البقية، كل واحد يعود لما عليه . 

وإذا عاد ووبخكم، لا تلوموني ، فقد أنذرتكم .”


لم يتمالك لين جيانشينغ نفسه فسأل بدهشة:

“ إذًا، الشخص الذي كان هنا قبل قليل… كان هو؟”


أومأ يانغ شياولي برأسه بلا مبالاة ، وهو يدفع الطلاب 

الأصغر سنًا – الذين لم يزيلوا مكياجهم بعد – نحو غرفة الملابس قائلاً:

“ أسرعوا ، قد تلحقون الوجبات الليلية . هيا ، بسرعة ، بسرعة .”


ومع انصراف الجميع ، بقي يان لان وحده مع تيانتيان


رفع تيانتيان رأسه ناظرًا إليه بوجه جاد، شديد التركيز


مدّ يان لان يده بلطف وقرص وجنته الناعمة برفق، وأشار مبتسمًا :

“ هل اشتقت إليّ ؟”


زم تيانتيان شفتيه وأومأ برأسه برقة


يان لان:

“ وأنا اشتقت إليك أيضًا ”


لكن تيانتيان سحب يده من قبضة يان لان، ولوّح بها بلغة الإشارة قائلاً:

“ لا، لم تشتق إليّ، لأنك لم تأتِ لرؤيتي .”


يان لان :

“ كنت أريد أن آتي، لكنني كنت مشغولًا في الصفوف الدراسية .”


عندها أدار تيانتيان وجهه بعيدًا ، متظاهرًا بالانشغال بما حوله ، 

ينظر إلى السماء مرة ، وإلى الأرض مرة أخرى ، 

متجنبًا النظر في عيني يان لان


كان يان لان على وشك مجاراته في التظاهر ، 

حينها خرج لين جيانشينغ من غرفة تبديل الملابس ، 

وهو يحمل في يده باقة من الورود


قال وهو يقترب :

“ سينباي، هذه الزهور لك ”


أشار يان لان إلى نفسه بدهشة ، كأنه يسأل ' لي أنا ؟ '


أومأ لين جيانشينغ وهو يبتسم ، 

وسلّم إليه باقة الورود قائلاً :

“ نعم ، هذه بعض الزهور المتبقية من فريق الدعائم والديكور . اتفقنا جميعًا على أن تُهدى إلى الملكة . 

وبفضل موافقتك سينباي على تأدية دور الملكة ، فإن الأداء 

الليلة يُناقش على نطاق واسع في المنتديات ، 

وقد حققنا نجاحًا كبيرًا .”


نظر يان لان إلى الورود في يديه، 

وارتسم على وجهه البارد الخالي من العيوب ابتسامة خفيفة وحنونة


احمرّ لين جيانشينغ خجلاً ، 

وتسارعت دقات قلبه بشكل غير متوقع ، وسأل بتوتر:

“ الجميع يناقش الآن ما إذا كنا سنقيم بوفيه أو وليمة على 

طريقة الهوت بوت للاحتفال ….. 

سينباي هل لديك أي اقتراح ؟”


وبينما يان لان على وشك أن يهزّ رأسه رفضًا ، اندلع فجأة فوضى خلفهم


كان عدة شباب طوال القامة وقويين ينقلون الدعائم 

المستخدمة إلى غرفة الدعائم و الديكور ، 

وكانوا يعوقون الطريق


صاح القائد ، وهو شاب مفتول العضلات :

“ انصرفوا عن الطريق يا زملاء !”


سارع يان لان إلى حمل تيانتيان خوفًا من أن يصدمه شيء من الدعائم الكبيرة


و في انشغاله بحماية الطفل ، 

نسي أنه لا يزال يرتدي كعبًا عاليًا


وعندما سحب تيانتيان إلى الوراء قليلاً ، انزلق كعبه على الأرض ، 

وفقد توازنه وسقط إلى الخلف


فاجأ هذا التحرك المفاجئ الجميع ——-


لين جيانشينغ، الذي كان الأقرب، الأسرع في رد الفعل

ومدّ يديه لمحاولة الإمساك به ——-


لكن شخصًا ما كان أسرع منه


ففي اللحظة التي كان لين جيانشينغ فيها يمد يديه ، 

ظهر رجل يرتدي بدلة داكنة فجأة


كان شيه يون تشي، حاملاً باقة ورد مغلفة بشكل جميل، 

ومد ذراعه الأخرى أمامه، 

محيطًا خصر يان لان، وحرك جسده للأمام ليُمسك به، 

مانعًا إياه من السقوط المحرج على الأرض


فوجئ يان لان بتلك اللحظة القصيرة من فقدان التوازن، 

وعندما استعاد توازنه، أدرك أن اليد التي دعمت جسده كانت لشيه يون تشي


التفت شيه يون تشي أولًا ليتأكد من سلامة يان لان في 

حضنه ، ثم نظر إلى تيانتيان

وبعد أن تأكد من عدم تعرضهما للأذى ، تنفس الصعداء قائلاً :

“ احذر ”


أومأ يان لان و لا يزال مصدومًا


قاده شيه يون تشي إلى زاوية هادئة بعيدًا عن المارة ، مفسحًا لهم المجال


سأل :

“ هل قدمك بخير ؟”


ظل معصم يان لان في يد شيه يون تشي، 

مستعينًا بيده للحفاظ على توازنه


أخرج قدميه من الكعب العالي من تحت الفستان ليتفقد 

حالته ، ثم أومأ رأسه دلالة على أنه بخير


لين جيانشينغ، الذي شهد الحادثة بأكملها، 

نظر إلى شيه يون تشي الذي ظهر فجأة


بدا له هذا الرجل، ببدلته السوداء وباقة الورود الكبيرة التي يحملها، 

كأنه شخص نبيل من عالم آخر، دخيل تمامًا على البيئة المحيطة


لم يلقِ شيه يون تشي على لين جيانشينغ نظرة واحدة ، 

وحافظ على رباطة جأشه وهو يواجه يان لان


عبس قليلاً في وجهه الوسيم ، وقال بصوت منخفض:

“ يوجد كثير من الناس هنا ، وبما أنك ترتدي فستانًا وكعبًا عاليًا ، فلا تسرع أثناء المشي . 

حتى لا تصطدم بشيء…”


أومأ يان لان برأسه عدة مرات ، مطيعًا كطالب في المرحلة 

الابتدائية يتلقى توجيهًا من أحد الوالدين


وبعد أن أنهى شيه يون تشي كلامه، 

الذي جمع بين التوبيخ والاهتمام، 

بدا وكأنه لاحظ وجود شخص آخر قريب منهم

و التفت إلى لين جيانشينغ



—- عيناه السوداوَان العميقتان تشعان بهدوء عتيق وبارد ، 

بلا أي تموّجات أو تردد


كما أن صوته رتيب دون تغير كبير :

“ هل أنت زميل الدراسة الذي أدى دور الأمير ؟ 

كان أداؤك ممتازًا ، وأنا وتيانتيان أعجبنا به.”


ضحك لين جيانشينغ بطريقة محرجة، وعبث برأسه بانزعاج

وهو يرى شيه يون تشي يحمل باقة الورود ولا يزال يمسك 

بمعصم يان لان، تذكّر فجأة المرات التي استخدم فيها يانغ 

شياولي كلمة “ذلك الشخص” كاسم بديل


بل وحتى يانغ شياولي أقنع يان لان بارتداء الفستان والمكياج 

بالإشارة إلى “ذلك الشخص”


بدا الأمر غامضًا ، كأنه رمز سري تستخدمه الفتيات للحديث 

عن شخص يعجبن به


وبينما لين جيانشينغ يربط بين الأمور ، 

لم يكن يحتاج سوى خطوة أخيرة ليصل إلى الحقيقة


كان لين جيانشينغ ذكيًا وسريع البديهة


رغم كونه رجلًا مستقيمًا، لم يكن ساذجًا


و في أقل من دقيقة ، ربط بين “ذلك الشخص” والشخص 

الذي كان يان لان يحبّه منذ زمن بعيد


أثار هذه الإدراك المفاجئ بتعابير وجهه ، 

ونظر بدهشة متنقلة بين يان لان وشيه يون تشي

ثم أطلق صوتًا مفاجئًا : “ أوووه~ ”


رد فعله جعل يان لان وشيه يون تشي ينظران إليه باستغراب


مد يان لان إصبعًا مشكّلاً علامة استفهام ، 

سائلاً عن معنى ' أوه '


هز لين جيانشينغ رأسه بسرعة :  

“ لا شيء . 

سأتواصل معك لاحقًا بخصوص حفل الاحتفال . 

سينباي أراك هناك.”


أومأ يان لان ، 

ولوّح له لين جيانشينغ ولتيانتيان ثم التفت وعاد إلى غرفة الملابس


أنزل يان لان رأسه ، وهو ينظر إلى شيه يون تشي الذي لا 

يزال يمسك بمعصمه بإحكام


لاحظ شيه يون تشي نظراته، وبدا وكأنه فهم شيئًا، 

فاعتذر سريعًا ثم ترك يد يان لان


رفع يان لان عينيه، ونظر إلى باقة الورود التي يحملها شيه يون تشي في يده الأخرى


كانت ألوانها جميلة كالكراميل


أشار بلغة الإشارة ، سائلاً إن كانت الزهور له


لم يجب شيه يون تشي على سؤاله ، 

بل نظر إلى الورود التي في يد يان لان ، وسأل : 

“ هل تحب الورود الحمراء؟”


هز يان لان رأسه : “ أنا أحب الورود التي تحملها أنت "


شيه يون تشي مبتسمًا:

“ إذاً ، تخلّ عن الورود الحمراء ، وسأهديك هذه الباقة .”


تأكد يان لان أولاً من أن الورود الحمراء التي في يده خالية من الأشواك ، 

ثم سلّم باقة الزهور إلى تيانتيان


ومع تحرر يديه ، مدّ يده نحو شيه يون تشي، محاولًا أن 

يطلب عناقًا ، لكن تعبير وجهه كان أشبه بقوله : ' حسنًا، أعطني الزهور ' 


شيه يون تشي، رغم تردده القليل، 

سلّمه باقة كبيرة من زهور الغيبسوفيلا 

وقال بصوت دافئ :

“ كان أداءً رائعًا . 

لم أتوقع أن تمتلك مثل هذا الموهبة في التمثيل . 

الجميع أحبّه حقًا .”





وعانق يان لان باقة الزهور الكبيرة ، فخفض رأسه ، 

وغمر وجهه بين الأزهار ، مستمتعًا بعطرها العذب ، 

حتى خفتت عيونه بهدوء وسعادة


رؤية تلك السعادة في عينيه جعلت قلب شيه يون تشي يضيع ، وقال:

“ طالما يعجبك فهذا يكفيني . 

نسيت أن أشتريها عندما أتيت ، وتذكرت أن أطلب الزهور 

قبل دخولنا بقليل . 

لحسن الحظ وصلت في الوقت المناسب .”


مد يان لان يده ليلمس بتلات زهرة الغيبسوفيلا

ورفع حاجبه وهو ينظر إلى شيه يون تشي، وكأنه يسأله سؤالاً


شيه يون تشي، وبطريقة لا تُفسر، فهم قصد يان لان، فسعل 

خفيفًا وهو يضع قبضته أمام شفتيه، وقال:

“ عادةً يتولى السكرتير لين هذه الأمور بنفسه ، فلم أفكر فيها كثيرًا ”


أنزل يان لان عينيه ، و رموشه السوداء الطويلة الناعمة 

لامست بلطف قلب شيه يون تشي كأنها ريش فأثارته بخفة


قال بلغة الإشارة :

“ هل يمكن للملكة مرافقتنا إلى العشاء ؟”


احمرّ وجه يان لان قليلاً ، ظنًّا أن شيه يون تشي يمزح معه ،

وبيده التي تحمل الزهور ، نظر إليه بنظرة رقيقة


لكن شيه يون تشي تفاجأ وأخرج هاتفه ، وفتح الكاميرا ، وقال :

“ هل تسمح لي؟”


ارتبك يان لان للحظة


انحنى شيه يون تشي، ورفع تيانتيان الذي كان عند قدميه، 

فاحتضن ذراعيه حول عنقه

قال: “ الجميع يريدون التقاط الصور معك وبالتأكيد تيانتيان 

وأنا نرغب كذلك .”


تردّد يان لان لثوانٍ، ثم أومأ بخفة، 

وقبل أن يقترب شيه يون تشي منه، مشى إلى جانبه، 

قريبًا بما يكفي ليشم كل منهما عطر الآخر الخفيف


رفع شيه يون تشي هاتفه عالياً ، 

وظهرت وجوه الثلاثة كاملة داخل شاشة الهاتف ، 

مسجلين أول صورة لهم معًا


بعد التقاط الصورة ، وضع شيه يون تشي تيانتيان على الأرض، 

ثم التقط صورة أخرى مع يان لان، وبعد أن شعر بالرضا، 

وضع هاتفه جانبًا وسأل:

“ هل تتكرّم الملكة بمرافقتنا لتناول وجبة خفيفة في وقت 

متأخر من الليل ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. كيوتي ، ايوا التعامل الوحيد الصح زي الملكة ~

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي