Ch2 | DJPWNK
لم يكن هذا عشاءً عاديًا ، بل كان وليمة هونغمِن لإعلان السيادة
( وليمة هونغمِن: دعوة خبيثة المضمون تُقدَّم تحت غطاء المجاملة )
الشخصان اللذان كانا يتشاجران قبل دقائق فقط ،
استوعبا على الفور لماذا دعتهم تشونغ لان للعشاء في الوقت نفسه
تبادلا النظرات، ثم أدار كل منهما وجهه مع شخير ساخر
لم يكن جيانغ شو يتحامل على المثليين ،
لكنه لم يُنكر شعوره بالإحباط قليلًا بعد سماع هذا الخبر
لقد كان مشغولًا طوال السنوات الماضية في التنافس مع
شين فانغ يو لدرجة أنه لم يجد وقتًا للحب أو العلاقات،
ولم يبدأ بالتفكير في الارتباط إلا بعدما بدأت عائلته بالضغط عليه لأجل الزواج
كانت تشونغ لان ذات شخصية لطيفة ، قريبة منه ،
ولديه انطباع جيد تجاهها ، لذا قرر ملاحقتها بلا تردد
لكن ما لم يتوقعه هو أن يُعلن شين فانغ يو في الوقت
نفسه وبكل وقاحة أنه ينوي ملاحقتها أيضًا
آخر وجبة أكلها جيانغ شو كانت خبزًا على البخار صباحًا،
تلاها عبوة حليب بين عمليتين جراحيتين في فترة الظهيرة
لكن الآن ، العشاء الرومانسي المثالي تحوّل إلى واقع مختلف
تمامًا — شعر بالجوع ، لكن الطعام أمامه بلا طَعم
عندما انتهى العشاء ،
ذهبت حبيبة تشونغ لان لتسديد الفاتورة ،
لكن جيانغ شو أوقفها
لقد أصبح من عادته أن يدفع حين يتناول الطعام مع الفتيات
لكن، قبل أن تتمكن تشونغ لان من الاعتراض —- كان شين
فانغ يو قد دفع الحساب بالفعل
كان مذهلًا لدرجة أنه نافسه حتى في هذا ~~~~
جيانغ شو تدحرجت عيناه في صمت وهو ينظر إليه
باشمئزاز ، ثم افترق الأربعة عند باب المطعم
أما الشابان المرفوضان، فبقيا واقفَين في صمت، محبطَين،
يشاهدان تشونغ لان وذات ذيل الحصان العالي تمشيان معًا بسعادة
أخذ جيانغ شو نفسًا عميقًا ، وضبط مزاجه ،
وهمّ بطلب سيارة أجرة للعودة إلى المنزل
فهو بحاجة للاستيقاظ باكرًا — لديه العملية الأولى غدًا
لكن شين فانغ يو مد يده أمامه فجأة
رفع جيانغ شو نظره عن شاشة هاتفه ونظر إليه بتعجّب ،
ليقول له الآخر بوجه خالٍ من الانفعال
شين فانغ يو : “ أنا لا أعزم إلا الفتيات على العشاء… إدفع لي ثمن الوجبة ”
جيانغ شو مصدوم : “ هل وجنتاك مصنوعتان من الطوب ؟”
قالها مذهولًا، متمنيًا لو يستطيع تشريح وجه شين فانغ
ليتأكد ما إذا كانت سماكة جلده ضعف المعدل الطبيعي
رد شين فانغ يو مشيرًا إلى حانة بجوار المطعم :
“ لا بأس لو لم تدفع ، ولكن اشترِ لي مشروب …
أنا منزعج "
أعاد جيانغ شو نظره إلى هاتفه:
“ وأنا أيضاً منزعج .”
: “ إذًا ، لنذهب سوياً ”
قالها ثم مدّ ذراعه ليحاصر مؤخرة عنق جيانغ شو
وسحبه تجاه الحانة دون أن ينتظر موافقته
ضربه جيانغ شو على يده بدافع الاشمئزاز ،
لكن عندما رفع رأسه… صادف بصره لافتة مكتوب عليها:
“Hell Bar” – حانة الجحيم
كانت اللافتة تتكوّن من كلمتين ،
و لا كلمة فيهما مكتملة الإضاءة ،
وكلمة “Hell” تحديدًا كانت معلّقة بشكل مائل خطير
جعل ذلك جيانغ شو يتساءل ما إذا كانت عاصفة واحدة
كفيلة بجعل قسم الطوارئ في مستشفاهم يستقبل عدة
حالات طارئة دفعة واحدة
أضواء اللافتة الملوّنة تلفت الأنظار بشدة ،
تتداخل فيها ألوان الأخضر الفسفوري والوردي الصارخ ،
وكأنّ أحد زعماء حيّ الفاسقين على وشك أن يخرج في أية
لحظة ليجذب الزبائن بنفسه
تراجع جيانغ شو خطوة إلى الخلف وقال:
“ هل هذا المكان محترم أصلًا ؟”
تلفّت شين فانغ يو حوله بتذمّر وأضاف :
“ لا يبدو لطيفًا ، الألوان مبالغ فيها للغاية .”
رمقه جيانغ شو بنظرة لا مبالية ، وخطر بباله سؤال سريع:
{ إن كان هذا ذوق شين فانغ يو الجمالي
فكيف يتمكّن من الظهور بمظهر جذّاب كل يوم وكأنه كلب مروّض ؟ }
الساقي الواقف عند المدخل قد لمح ترددهما ،
وإذ رأى أن الأجواء توشك أن تنقلب ضده ،
خرج على عجل محاولًا إقناعهما :
“ أيها الشابان الوسيمان ، لا شك أنكما خرجتما للترفيه ،
وهذه الحانة هي الوحيدة ضمن مئة ميل من هنا،
وإن لم تدخلا الآن، فلن تجدا مكانًا آخر لتناول الشراب…
وهناك خصم بنسبة 10% على جميع المشروبات اليوم !”
فجأة خطا جيانغ شو إلى الأمام ودخل
قال شين فانغ يو بدهشة :
“ اقتنعت ؟
هل الطبيب جيانغ أصبح بحاجة ماسة للمال ؟”
أجابه جيانغ شو دون أن يلتفت إليه :
“ لأنك لا تستحق سوى خصم بنسبة عشرة في المئة على النبيذ .”
شين فانغ يو:
“ اللعنة تلعنك يا البخيل ”
ولحسن الحظ ، لم تكن حانة “الجحيم” سيئة كما أوحت
لافتتها الرخيصة ، بل كانت مجرد حانة عادية ،
فيها مقصورات وطاولات خاصة
وبما أن الخصم قائم ، قام شين فانغ يو بطلب جميع
المشروبات دفعة واحدة ، حتى امتلأت الطاولة بينهما
كان جيانغ شو جالسًا أمامه ، وقد شبك يديه ،
وببدلته الرسمية وربطة عنقه المحكمة ، بدا وكأنه على
وشك الدخول في جلسة تفاوضية داخل قاعة محكمة
أما شين فانغ يو — فنهض وجلس إلى جانبه قائلاً:
“ لنشرب معًا ، لا داعي للتحفّظ والرسمية .”
أمال جيانغ شو رأسه بعيدًا عنه ،
متجنبًا النظر إلى زجاجات النبيذ الفاخرة على الطاولة
وفجأة —— اقترب رجل يرتدي قميصًا مشجّر ،
وضع يده على ظهر الأريكة ، ثم رفع كأسه قائلًا:
“ أتودّان مشاركتي كأسًا أيها الوسيمان ؟”
ردّ شين فانغ يو على الفور :
“ لا "
ابتسم الرجل بتجاهل وقال ، وهو يوجّه حديثه مباشرةً إلى
جيانغ شو متجاوزًا شين فانغ يو :
“ لم أكن أُخاطبك ….”
ثم تابع وهو يتفحّص جيانغ شو بنظراته الوقحة :
“ أنتَ أكثر الرجال جاذبية في الحانة هذا المساء ”
وتحركت عيناه على جسده حتى توقفت عند ياقة قميصه
المشدودة حتى العنق:
“ ألا تشعر بالحر ، وأنت تغلق أزرارك إلى هذا الحد ؟”
في تلك اللحظة ، مال شين فانغ يو إلى الأمام ، حاجبًا رؤيته ، وقال ببرود :
“ هذا ليس من شأنك .”
رفع الرجل حاجبيه بدهشة من كلام شين فانغ يو
ولما رأى أن جيانغ شو لم يُجب،
زادت نبرة التحدي في صوته وهو يلتفت إلى شين فانغ يو قائلًا :
“ عزيزي لمَ لا تأتي إلى طاولتي ؟”
قال شين فانغ يو منقشعرًّا من الكلمة :
“ من بحق الجحيم عزيزك ؟
نحن الاثنان مستقيمان ، فحافظ على أدبك .”
ردّ الرجل بحدة وقد نفذ صبره بعد أن قاطعه شين فانغ يو
للمرة الثالثة ، فتبدلت نبرة مزاحه إلى الجدية:
“ ما علاقتك به؟
هو لم ينبس بكلمة، بينما أنت لا تكف عن الكلام .
ابتعد إن لم تكن حبيبه .”
وضع شين فانغ يو ساقًا فوق الأخرى بلامبالاة ، وقال:
“ أنا منافسه في الحب وعدوه اللدود ، وما المشكلة في ذلك ؟”
نظر الرجل إلى جيانغ شو غير مصدّق ، فأومأ جيانغ برأسه مؤكدًا :
“ ما قاله صحيح .”
“……”
شعر الرجل فجأة بأن هناك سيفين مسلطين عليه،
فصمت للحظة ، ثم رفع يديه مستسلمًا وهمّ بالرحيل :
“ عذرًا ، تفضلا بمتابعة ما كنتما عليه .”
وحين رآه شين فانغ يو يتجه نحو هدفه التالي حاملًا كأسه ،
التفت نحو جيانغ شو بنظرة منتصرة وقال:
“ أنا طيب أكثر من اللازم ، رددت لك الأذى بالخير ومنعت
عنك كأسًا لم تكن لتردّه بنفسك .
لا بد أنني ضمن قائمة أطيب عشرة أشخاص انتقلوا إلى
مستشفى جينهوا هذا العام .”
فردّ عليه جيانغ شو على الفور، رافعًا كأسًا وساكبًا محتواه على وجهه
قال شين فانغ يو وهو يمسح وجهه :
“ ألستَ قادرًا على اللعب يا جيانغ شو؟”
ثم أمسك كتفيه فجأة وسحبه نحوه
تجعد أنف جيانغ شو حين اقترب وجه شين فانغ يو منه،
فقد انبعثت منه رائحة خمر نفّاذة، فأدار رأسه بعيدًا بتلقائية
وعندها، وكأنه اكتشف أمرًا، قال شين فانغ يو بابتسامة خبيثة ونظرة متعجرفة :
“ أنت لا تستطيع الشرب، أليس كذلك ؟
لا يمكنك مجاراتي جيانغ شو ”
نظر جيانغ شو إليه بنظرة باردة ،
ثم أمسك بأقرب كأس ورفعه ،
وشربه دفعة واحدة ،
تحركت تفاحة آدم بوضوح بينما يبتلع ولم يبقَ في الكأس شيء
وعيناه مثبتتان على شين فانغ يو طوال الوقت، ونظراته –
حتى من خلف عدسات نظارته – كانت حادة ومليئة بالازدراء
: “ هل اقتنعت الآن؟”
ردّ عليه شين فانغ يو بنظرة مطوّلة ،
ثم رفع كأسه هو الآخر وشربه حتى آخر قطرة ،
ثم طرق الكأس أمام جيانغ شو ونظرات التحدي تشتعل في عينيه
لم يحرّك جيانغ شو عينيه حتى ،
بل أمسك بكأسٍ آخر وشربه بثلاث جرعات أمام خصمه
وهكذا —— ، تبخرت الهدنة المؤقتة التي فرضها اليأس من الحب ،
واشتعل من جديد روح التنافس التي تسكن عروقهما
بدأ الاثنان يأخذان الكؤوس الواحد تلو الآخر ،
وبسرعة متزايدة ، حتى كانت النهاية :
“ طق!”
لم يتبقَّى على الطاولة سوى كأس واحد ،
وكان الاثنان يحدّقان في بعضهما البعض بعيون محتقنة حمراء ،
وكلٌّ منهما يمسك يد الآخر ليمنعه من الوصول إلى الكأس الأخيرة
ولم يتوقفا حتى شربا تلك الكأس ، تقريبًا رأسًا برأس، شفاههما تكاد تتلامس…
عندها فقط أدرك جيانغ شو ما فعله لتوّه
{ اللعنة
ذلك التوق الملعون للفوز والهزيمة… }
كان رأسه مشوشًا بالكامل، ووجهه محمرًا بشدة
فكّ ربطة عنقه بعنف،
وهزّ رأسه لينفض النعاس الذي بدأ يثقل جفونه
نظر إلى شين فانغ يو
فرأى رأسه ينقسم إلى اثنين… ثم إلى ثلاثة… حتى عاد إلى واحد
ثم أظلمت رؤيته تمامًا ، ووقع فاقدًا للوعي ——-
وعندما استعاد جيانغ شو وعيه مرة أخرى ، وجد نفسه –
دون تفسير – مستلقيًا على سرير فخم في غرفة فندق كبيرة …
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق