القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch2 | DSYOM

 Ch2 | DSYOM




ما إن قرأ وين دي الرد ، حتى اسودّت الدنيا في عينيه، 

وغضبه بلغ رأسه حتى كاد يقطع أنفاسه …


كان يُقال إن سكان حديقة هتشينغ كلهم من الأساتذة أو 

عائلاتهم ، 

لذا فالمستوى الثقافي للسكان يفترض أن يكون مرتفعًا ، 

لكنه لم يتوقع أن يجد بينهم شخصًا بهذا القدر من الوقاحة


{ هل يُعقل أن هذا الشخص ، مثلي ؟ مستأجر غير قانوني أيضًا ؟ }


استعاد وين دي روحه القتالية من جديد ، وبدأ يكتب بحماس:


[ قضية الصوت ليست هي النقطة ! 

عزفك كاد يُرسل روحي إلى العالم الآخر ! 

من سيعوّضني عن الضرر النفسي ؟! 

ألا تمتلك ذرة من الأخلاق العامة ؟]


رد الجار بسرعة :

[ هل تمتلكها أنت ؟]


وين دي:

[ ? ]


{ ما هذا الهراء الذي يتفوّه به؟

هو من يُزعج الناس في وضح النهار ، والآن يتهمني بانعدام الأخلاق العامة ؟! }


الجار:


[(صورة) (صورة) لقد نصّت قوانين المجمع بوضوح 

على منع تكديس القمامة في الممرات.]


نظر وين دي إلى الصورة ، فرأى عدة أكياس قمامة مكدّسة


كان هو وزميلته في السكن مشغولين جدًا في الأيام الأخيرة، 

ونسوا إخراج القمامة، فتركوا الأكياس مكدّسة أمام الباب


ولحسن الحظ أن الطقس كان معتدلًا في بداية أكتوبر ، 

ولو كان هذا في عزّ الصيف ، لكانت قد بدأت تتعفّن


الجار :

[ ( صورة مقرّبة لأكياس القمامة ) ولم تقم حتى بفرز النفايات .]


{ هاه ؟ هل هذا هو جوهر الموضوع الآن ؟ }


فجأة ، وجد وين دي نفسه مُنجرًّا إلى نقاش حول فرز القمامة، فكتب مدافعًا :


[ لقد فرزت نفايات المطبخ عن باقي الأنواع بوضوح .]


الجار:

[العظام الكبيرة يصعب تحللها ، لذا تُعد من “النفايات 

الأخرى”، وليست “نفايات مطبخ”

زجاجات المشروبات قابلة لإعادة التدوير، أما المرايا فهي نفايات جافة .

ورق التواليت قابل للذوبان في الماء ولا يُعاد تدويره .

وأنت جمعت كل هذا معًا ، ألا تملك أدنى وعي ؟]


صدم وين دي

{ هذا الشخص… لماذا يهتم بهذا الشكل بقمامتي ؟! 

لقد قام بفحصها واحدةً تلو الأخرى ، وفرزها بالكامل ؟! }


وين دي:

[ من الطبيعي أن تتجسّس على أكياس نفايات الناس؟ أنت لست منحرفًا ؟!]


الجار:

[ أنا أعلّمك معلومات عامة ، وأنت تتهمني بالمرض العقلي ؟]

[ هل تلجأ دائمًا للإهانات الشخصية كلما عجزت عن كسب الجدال ؟]


كان صدر وين دي يغلي بالغضب

{ هذا الشخص… لا بد أن به خللًا نفسيًا ! }


وين دي :

[ هذه الأيام ، مجرد فرز النفايات إلى فئتين يجعلك رائدًا في حماية البيئة !

لماذا لا ترفع لافتة “حماية الحيوانات” وتذهب لتعيش في شجرة عمرها قرن ؟]


[ وإذا كنت تفتقر إلى الموهبة الموسيقية ، 

فتوقّف عن تلويث آذان المارّة الأبرياء . 

اذهب وامسك لوح خشب وانشره بدلًا من ذلك .]


طوال حياته ، لم يسبق أن خسر جدالًا من هذا النوع


لكن الطرف الآخر أرسل له جملة واحدة، حطّمت دفاعاته فورًا


جملة لا تتجاوز بضع كلمات، لكنها كانت كقنبلة نووية 

تهوي على رأسه، ففجّرت ما تبقى من اتزانه العقلي


الجار:

[ من صورة حسابك ، يبدو أنك تحب شكسبير ، أها ؟ 

لا عجب أن حديثك كله بلا منطق .]


فرغ عقل وين دي لثانية ——-

قفز من على سريره وهو يصرخ : “ اللععععععننننة !!”


حرماني من النوم ، والتقليل من شأني ، 

والتشكيك في سلوكي —كلها أمور يمكنني أن تحمّلها !!! 


لكن أن يُهين أحدهم شكسبير ؟

تلك جريمة لا تُغتفر ، وخطيئة تستحق الإعدام !!! 


شكسبير هو موضوع بحثي ، ومرشدي الروحي ، 

وعمود رحلتي الأكاديمية !!  


أي شخص يجرؤ على الإساءة إليه هو عدو لدود ، 

لا يمكن مسامحته أبدًا !


وين دي كتب غاضبًا :

[ شكسبير هو “زيوس” على جبل أوليمبوس الأدب الإنساني ، 

وروح المسرح الغربي .

من تظن نفسك حتى تجرؤ على النيل منه ؟!]


ساد صمت طويل من جهة الجار


ظنّ وين دي أنه قد أصابه العجز عن الرد—فمن ذا الذي 

يقدر على إنكار مساهمة شكسبير العظيمة في الحضارة البشرية ؟


لكن بعد لحظات، وصلت رسالة طويلة :


الجار :

[ أعمال شكسبير فيها ارتباك زمني واضح .

مثلًا “الملك لير” تدور أحداثها في القرن الثامن قبل 

الميلاد ، لكنها مليئة بالديوكات والحاشية والفرسان بأقنعة حديدية—وهؤلاء جميعًا ينتمون للعصور الوسطى .

حتى كاتب روايات إنترنت من الدرجة الثالثة لن يقع في مثل هذا الخطأ الساذج في إعداد خلفية تاريخية .]


وين دي:

[ من تسميه كاتب درجة ثالثة بالضبط ؟!!]


الجار :

[ منطق الأحداث أيضًا فوضوي .

الملك لير عاش مع بناته طوال حياته ، ومع ذلك 

صدق بسهولة كذب الابنتين الكبرى والوسطى، بينما 

لم يصدق ابنته الصغرى، التي يحبها أكثر!

ونفس الشيء مع غلوستر ، ابنه يتّهم أخاه ، فيُصدّقه 

دون حتى أن يستفسر من ابنه مباشرةً .

مآسي هؤلاء الشخصيات مبنية بالكامل على تصرفات غير معقولة .

لا يمكن لأي قارئ أن يتعاطف مع شخصيات تسلك هذا الطريق ،

والحبكة كلها غبية تمامًا .]


وين دي :

[ أنت لا تفهم شيئًا في شكسبير!

التضخيم والتجاوز عن الواقعية من سمات المسرح الشكسبيري؛ لها دلالة رمزية .

هل تعرف ما هو “مرآة الطبيعة”؟!]


الجار:

[ يعني أنت تعترف بأن أعماله فيها أخطاء زمنية ، 

والحبكة قائمة على تصرفات غير منطقية من الشخصيات ؟]


صعد لهيب مجهول من حلقه كصاروخ منطلق ——

غاضبًا ، دوى صوت طقطقة اصابع وين دي بعمق 

و يدور في الغرفة والهاتف بيده ، يكاد ينفجر


وين دي:


[ أن تستخدم منطق الواقعية في القرن الحادي والعشرين لتُفكك مسرحيات من القرون الوسطى؟

هل قرأت في حياتك “كلاسيكيات” أصلًا ؟ 

لا تتحدث هراءً فقط لأن ذوقك فاسد .]


كتب وين دي مقالة طويلة تجاوزت الألف كلمة ، 

يناقش فيها تطوّر الشخصيات والدلالات الرمزية في 

مسرحيات شكسبير ، غير أن الطرف الآخر أصرّ على التركيز 

على الإشكالات المنطقية ، 

مشيرًا إلى التناقض بين سلوك الشخصيات والإطار التاريخي للأحداث


وقد ذكّر هذا النقد الحرفي وين دي على الفور بتجربة 

مراجع “دراسات الأدب الأجنبي” القاسية ، 

فأثارت في نفسه رعب الهيمنة القاسية التي تمارسها مجلة C


الجار:

[ نحن في القرن الحادي والعشرين ، ينبغي أن نكون ناقدين للسلطة . 

إن رفع أعمال مليئة بالثغرات المنطقية إلى مصاف المقدّسات ومنع الآخرين من تحليلها أو نقدها يُعدّ تنمّرًا أدبيًا ]


فردّ وين دي مستنكرًا :

[ ؟؟؟؟؟ من الذي يتنمّر على من؟ لا تقلب الحقائق ! ]


لكن الجار تابع:

[ أن تعجب بأعمال تتباهى بالبلاغة ، ذات سرد طويل ، 

وحبكة رخوة ، ونهايات مرتجلة ، ومليئة بالملل ، 

ثم تتبع بشكل أعمى أولئك النقّاد الأدبيين المتصنّعين 

الذين يبالغون في تمجيدها—فذلك هو انعدام الذوق بعينه ]


انفجر وين دي غضبًا

{ لقد سحق هذا الشخص مثلي الأدبي الأعلى وداس كرامته 

العلمية—أمر لا يُغتفر ! }


اندفع خارج غرفته، والتقط منفضة ريش من غرفة المعيشة، 

واتّجه نحو الباب الرئيسي، عازمًا على مواجهة الجار وجهًا لوجه


لكن ما إن مدّ يده إلى مقبض الباب، حتى توقّف فجأة، 

وتراجع بخطوات غاضبة، وبدأ يلوّح بمنفضة الريش في 

الهواء في نوبة غضب جامحة


كانت زميلته في السكن ' يو جينغيي ' تتناول فطورها في 

غرفة المعيشة ، فنظرت إليه بدهشة وقالت :

“ ما بك؟ تبدو كديك منفوش الريش .”


أشار وين دي بريشة التنظيف نحو الباب وقال بعينين تشتعلان غضبًا :

“ ذلك الأحمق في الشقة المجاورة أهان موضوع بحثي !”


لم تفهم يو جينغيي ما يقصد ، 

فبدأ وين دي يسرد لها الحكاية منذ بدايتها : 

من عزف الكمان المزعج ، إلى الجدال المحتدم ، 

ثم الإهانة العظمى التي طالت شكسبير ، 

وكأنه تحدّى البشر والآلهة معًا


وحين أنهى كلامه ، بدت على يو جينغيي ملامح المفاجأة وقالت:

“كمان؟”


تجمّد وين دي في مكانه وسألها:

“ الصوت وكأن مثقابًا يخترق الرأس ، كيف لم تسمعيه ؟”


وضعت عيدان الطعام ، وركزت السمع للحظات ، 

ثم بدا على وجهها فهم تدريجي :

“ إذا فُتح باب غرفتك ، نكاد نسمعه ، 

أما هنا في غرفة المعيشة ، فالصوت بالكاد يُسمع .”


عبس وين دي حاجبيه ، وأغلق باب غرفته ليجرب ، 

وبالفعل خفّ الصوت كثيرًا


ثم دخل غرفة يو جينغيي، وركز السمع، فلم يكُن هناك صوت يُذكر


اتّضح أن عزف الكمان لم يكن مرتفع ، لكنه كان مزعجًا إلى حدّ لا يُطاق


ولم يكن مستغربًا ألا يسمعه الجيران في الأعلى والأسفل


وبما أن غرفة وين دي ملاصقة مباشرةً للغرفة التي يعزف فيها الجار ، 

فهذا يعني…


وين دي ممتلئ بالغضب : 

“ يعني أنا الضحية الوحيدة ؟!

أي عدالة هذه ؟!”


سألته يو جينغيي، وهي تراقبه ممسكًا بريشة التنظيف:

“وماذا ستفعل؟ هل ستذهب لتلقينه درسًا؟”


فوضع وين دي الريشة جانبًا وقال:

“ لا تمازحيني… من الذي أستطيع أن أضربه أصلًا ؟”

ثم تنهد :

“ وأيضاً افتعال مشكلة مع الجار أمر محفوف بالمخاطر . 

أنا مستأجر غير قانوني ، ومن الأفضل ألا أتورّط مع 

سكان المبنى الأصليين .”


قالت يو جينغيي وهي تحاول مواساته :

“ ايييه … إذن تحمّل الأمر فحسب . 

لقد صبرت على البروفيسور ليو لأكثر من ثلاث سنوات ، 

فلن يكون التعامل مع هذا الجار السيئ لبعض الوقت أمرًا مستحيلًا .”


كان وين دي ممتلئًا بالحزن والغضب في آنٍ معًا


شعر وكأن الحظ قد هجره كليًّا مؤخرًا،

حيث اجتمعت عليه المصائب في حياته الشخصية، وعلاقاته،

 ومسيرته الأكاديمية دفعة واحدة


كتم أنفاسه، وعاد إلى غرفته،

لكن قبل أن يغادر، التفت إلى يو جينغيي وقال:

“من الآن فصاعدًا، دعينا نشتري أكياس قمامة سوداء . 

الأكياس الفاتحة لا تحافظ على الخصوصية أبدًا !!!!”


نظرت إليه يو جينغيي بدهشة :

“ ألم تكن أنت من اختار الأكياس الزرقاء الفاتحة ؟ 

لقد اشتريتَ عشر لفات دفعة واحدة من توباو لأنها كانت في التخفيضات ، ولم تستهلك حتى نصفها بعد .”



تردّد وين دي قليلًا بين رغبته في استهلاك ما لديهم 

بالكامل ، وبين ضيقه من فضول الجار المهووس،

ثم أنزل ريشة التنظيف وهو يشعر بالهزيمة، وقال:

“ لا بأس، دعينا نكمل استخدامها أولًا… 

عشرة يوان ما زالت مالًا .”


كانت يو جينغيي تعلم أنه بخيل ، فلم تستغرب أبدًا

وضعت وعاء الحبوب في المغسلة وغسلته، 

ثم لمحت زميلها في السكن يشتعل غضبًا، فترددت قليلًا قبل أن تسأله:

“ هل غيرتَ كلمة مرور شبكة الجامعة ؟”


تعافى وين دي مؤقتًا من حزنه وغضبه، ورمش كم مرة ثم رد :

“آه، صحيح… النظام ذكرني من قبل بتحديثها، فغيرتها ونسيت أن أخبرك . آسف .”


يو جينغيي:

“ لا بأس، لا بأس، أنا من يستخدم حسابك أصلاً .”


كانت جامعة T قد استثمرت مواردها المالية الوفيرة في 

شراء قاعدة بيانات ضخمة ، 

يستطيع الطلاب الحاليون الوصول إليها وتنزيل المواد 

مجانًا عبر حساباتهم الجامعية ،

وبرغم أن يو جينغيي قد تخرجت، إلا أنها ما تزال تتابع الدوريات اللغوية ، 

ولذلك كان وين دي قد شارك حسابه معها


سألها:

“ هل ظهرت أبحاث مثيرة في مجال اللغويات مؤخرًا ؟”


وما إن طُرحت عليها مسألة تخص تخصصها السابق، 

حتى نشطت يو جينغيي على الفور، وكأن النعاس قد تلاشى تمامًا:


“في العدد الأخير من مجلة اللغويات، 

كان هناك مقال شيّق عن لغة تُدعى لغة الصفّير في 

قرية كوشكوي في تركيا ”


رمش وين دي بدهشة :

“ يعني يتواصلون بالصفير ؟”


فأومأت برأسها:

“ نعم، الرعاة هناك يملكون صفيرًا قويًا جدًا . 

قبل ظهور الهواتف المحمولة ، 

كانوا قادرين على التواصل عبر الجبال باستخدام الصفير ، 

وكان بإمكان الصوت أن يصل لمسافة ثمانية كيلومترات .”


وين دي مندهشًا :

“ واو !”

ثم أخرج هاتفه من جيبه ، يعتزم إرسال كلمة المرور الجديدة إلى يو جينغيي

لكن الشاشة لم تضيء رغم ضغطه عليها مرارًا


تمتم وهو ينظر إلى هاتفه :

“لقد انطفأ من تلقاء نفسه مجددًا…”

ثم التفت إليها قائلًا :

“ ألن تذهبي إلى العمل؟ اذهبي ، 

سأُعيد تشغيله وأرسل لكِ كلمة المرور لاحقاً .”


علّقت يو جينغيي حقيبتها على كتفها وأمسكت بمفاتيحها، 

ثم نظرت بقلق إلى هاتفه :

“رأيته ينطفئ أكثر من مرة… لماذا لا تُصلحه ؟ 

ماذا لو تعطل وأنت بالخارج ؟”


أجابه وين دي ببساطة :

“ لا بأس ، يعمل بمجرد توصيله بالشاحن . 

إصلاحه مكلف ، وهذا الهاتف قديم بالفعل ، فاستبداله أوفر .”


رغم ما قاله، لم يشترِ هاتفًا جديدًا حتى الآن


فهو طالب دكتوراه، يتقاضى منحة شهرية قدرها 2700 يوان 

من الحكومة، بالإضافة إلى 2700 أخرى لقاء عمله كمساعد 

تدريسي، ليصل دخله الشهري إلى 5400 يوان


ومع الطعام والسكن الرخيصين في الحرم الجامعي، كان هذا كافيًا وأكثر


لكنّه كان حريصًا على التوفير قدر الإمكان، خصوصًا وأن عائلته ليست ميسورة الحال


هذا الهاتف كان في الأصل ملكًا لزميل دراسة في المرحلة الثانوية،

وحين اشترى ذلك الزميل هاتفًا جديدًا قبل خمس سنوات، أعطى وين دي هاتفه القديم كهديّة


لم يكن يعلم كم عمر الهاتف بالتحديد، لكن من الطبيعي 

أن تظهر فيه أعطال كهذه


وبما أنه لا يزال يعمل بشكل معقول، لم يرَى داعيًا لتغييره


بعد مغادرة يو جينغيي إلى عملها، عاد وين دي إلى غرفته، 

أوصل الهاتف بالشاحن، واشتغل كما هو متوقع


أرسل كلمة المرور الجديدة إليها، راجع ملاحظاته، 

وقرر تجاهل “ذلك الجار الحقود”،

فأمامه جبل من المهام المتراكمة ، 

و مشرفه البروفيسور يلاحقه برسائل متابعة كل بضع ساعات


لكن —— الأقدار لم تمهله طويلًا ،

فما إن جلس إلى مكتبه ، حتى انطلقت أنغام الكمان من 

الجدار المجاور مجددًا —

لكن هذه المرة ، كانت النغمة أكثر رعبًا من ذي قبل ؛ 

مزيجًا من نشر الخشب ، وحفر غطاء المجاري ، 

مع لمسة من سكين تخدش الزجاج ~~


غليان الغضب في صدره كان أشبه ببركان نشط ،

وكل نغمة كانت كقنبلة ذرية تُقذف فيه بلا رحمة


كان وين دي يُعبّئ استمارات التقديم على اللابتوب ،

بينما تتردد الأصوات المزعجة في أذنه بلا توقف


كلما كتب كلمة ، ازداد اختناقه ، وكلما تقدم في النموذج ، 

ثقل صدره حتى بات يشعر بوخزٍ مؤلم


قرر أن يقضي اليوم في المكتبة ، عسى أن يتجنب السهر القاتل ليلًا


وعندما عاد إلى المنزل تحت سماء حالكة السواد ، 

صعد إلى شقته ولم يسمع صوت الكمان ، 

فتنفس الصعداء:

“ رائع… في أسوأ الأحوال ، أخرج كل يوم ...”


لكن ما إن دخل المنزل ، حتى كانت الجدران المجاورة لا تزال ساكنة،

إلا أنه ما إن جلس، حتى انطلقت أنغام البيانو فجأة ~~


كان الصوت الخشن كالمسامير المغروسة في كرسيه،

قفز واقفًا

{ لا بد أنها هجمة مقصودة ! 

إنه !!!! استهداف !!!! مباشر!!!! }


تلاقت حالته النفسية المتأزمة مع جسده المنهك ،

وبلغ الحزن والغضب فيه ذروتهما


رمى حقيبته على الأرض ، وأخرج رزمة أوراق — 

{ لا بد من تنفيس هذا الغضب بأي طريقة !!! }


بدأ بالتجوال في غرفته جيئة وذهابًا،

ثم أخيرًا، خطرت له فكرة…

{ سوف أرد بأقذر ، وأشرس ، وأشد لعنة ممكنة ! }


———



وفي صباح اليوم التالي ، 

عندما استيقظ بيان تشنغ ، 

وجد رسالة من الجار أُرسلت في الثانية فجرًا ، مرفقة بصورة


الصورة لورقة كُتبت عليها ثلاث جمل بخط يدوي قوي ، 

يشبه رقص التنين والعنقاء ، 

حتى أن الحبر قد اخترق ظهر الورقة ~~


[ ليحلّ بك ندى الشر ، 

ذاك الذي لطّخته والدتي حين مشت في المستنقعات النتنة ! ]


[ ولتسقط عليك كل تعاويذ سايكوراكس—من 

ضفادع وخنافس وخفافيش! ]


[ ولتلفحك رياح شرقية من الجنوب الغربي ، 

وتملأ جسدك بالبثور ! ]



يتبع


' خط يدوي قوي ، 

يشبه رقص التنين والعنقاء '

تعني خط جميل أو خط أنيق


حتى سبّات وين دي يقتبسها من مسرحيات شكسبير ~ 


ومن بعد هذا الفصل غالباً بتكون الفصول بعناوين من مسرحيات شكسبير 🍬 

مررره اضافة رهييييبه من الكاتبة !

عجججبتني

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي