Ch3 | DSYOM
[ القدر شاعرٌ ماكر يعبث بالبشر ]
في عشية عطلة اليوم الوطني ،
أنهى وين دي أوراق التقديم المطلوبة من مشرفه ،
ونظّم عرض الدفاع عن منحة التميز ،
وجهّز ملفه لبرنامج الطلاب المُوصى بهم ،
كما أجرى تعديلات على أطروحته
سقط في نومٍ عميق ، وكأنه عاد لتوه من ' جسر نايهي '
( جسر الأساطير الذي تعبره الأرواح الميتة )
لقد استنزفته هذه العطلة المشؤومة حتى كادت تودي بحياته
وعندما صعد إلى الميزان ، اكتشف أنه فقد ثلاثة أرطال إضافية
نهض من سريره مترنحًا ، واتجه إلى غرفة الجلوس ،
ثم ارتمى على الأريكة مستندًا إلى الوسادة
فتح هاتفه ، ولم يجد أي رسائل جديدة ، فتنفّس الصعداء براحة
تذكّر أمرًا ما، فانتقل إلى حسابه البديل ليتفقد نشاط جاره ،
فوجد أنه لم ينشر شيئًا كذلك
بعد أن أرسل تلك اللعنة ، كان يتوقع أن يردّ عليه الجار
بحماس وغضب ،
لكنه لم يكن يتوقع أن يلتزم الصمت طوال فترة العطلة
وعندما عاد إلى المنزل مساءً ،
حتى صوت الكمان المزعج قد اختفى
{ هل يُعقل أن روح شكسبير في السماء قد حمتني
بالفعل ، وأن اللعنة قد أتت أُكُلها ؟
إنه حقًا جدير بأن يكون مرشدي الروحي !! }
كلما فكّر وين دي في الأمر ، ازداد إعجابًا بتلك العبارات
الثلاث : فهي فظة دون أن تكون مبتذلة ،
راقية دون أن تفتقر إلى القوة ،
لعنة تنبض بروح الشعر ، عظيمة وقوية
{ حتى الشتائم واللعنات عنده تنضح بذوق رفيع !
كيف يمكن لذلك الجاهل في الشقة المجاورة أن يفهمها أصلًا ؟ }
توجّه إلى الثلاجة، وأخرج زجاجة عصير،
ثم عاد إلى الأريكة مستلقيًا، يحتسيها بارتياح،
مستمتعًا بلحظة من الهدوء النادر
وبعد قليل ، سُمع وقع خطوات في الممر
نظر وين دي إلى الساعة ، فاستنتج أنها يو جينغيي عائدة من عملها
كانت تعمل في وكالة للدراسة بالخارج ، تُقدّم دروس أيلتس فردية
عطلاتها معاكسة لعطلات الناس ،
وخصوصًا خلال فترة اليوم الوطني ،
إذ كانت في أوج انشغالها
كما أنها تستعد لامتحان الوظائف الحكومية ،
فكانت تعمل ليلًا ونهارًا بلا توقف
وعندما رأت وين دي ممددًا بعينين نصف مغمضتين،
شعرت بشيء من الغيرة
وضعت مفاتيحها في الوعاء قرب الباب ،
ثم جلست أمامه في غرفة المعيشة
قالت:
“ ما زلت على قيد الحياة ؟”
أومأ برأسه
فسألته:
“ لم تصادف الجار في الأيام الماضية ؟”
أومأ مرة أخرى
كان يخشى مواجهته بعد أن أرسل إليه تلك اللعنة ،
وفي الأيام القليلة الماضية ، كان كلما أراد الخروج يلصق
أذنه بباب الشقة ليتأكد من خلوّ الممر ،
ثم يفتح الباب بحذر شديد كأنه يهمّ بالسرقة
كان هذا منزله ، ومع ذلك شعر فيه وكأنه دخيل ،
وكان هذا الشعور يملؤه بالغضب كلما خطر بباله
سألته يو جينغيي:
“ هل تستطيع أن تأخذ قسطًا من الراحة لبضعة أيام؟
ما الذي تنوي فعله ؟”
فحسب وين دي الأيام ، ثم اعتدل في جلسته وقال:
“ سأتواصل مع أحد زملائي من أيام الثانوية لأسأله عن بعض
المسائل المتقدمة في الهندسة . لعلّي أفهمها هذه المرة .
وبعد انتهاء الدرس ، سأطرح عليه سؤالًا إضافيًا ، حتى أفتح بابًا للحديث .”
نظرت إليه يو جينغيي كما لو أنه مريض ميؤوس من شفائه،
ثم بعد صمت طويل، تنهدت قائلة:
“ ها قد عدنا من جديد .”
أبدى وين دي انزعاجه :
“ ما الذي تقصدينه ؟”
يو جينغيي:
“ في كل مرة تُعجب فيها بشخص ما، حتى لو لم يُبدِي لك
أي اهتمام ، تُسارع إلى بذل روحك وقلبك له ،،
يجب أن تعالج مشكلة عقلك المُغرَم هذه .”
فقال وين دي محتجًا :
“ كان ذلك فقط في الثانوية والجامعة !!
لقد نضجت الآن !! .”
ثم رفع إصبعين وأقسم
سألته يو جينغيي:
“ ألم تشترِي كتاب (مقدمة في الهندسة المعقدة)؟”
أجاب:
“ كان مستعملًا ومعروضًا بخصم 30%!”
: “ وألم تذهب لتجلس في قاعات مبنى التعليم الثالث ؟”
دافع عن نفسه : “ إنه يدرّس مادتين ، وأنا حضرت واحدة فقط !
أما الثانية فهي ' الهندسة الجبرية ' وهي محور أبحاثه ،
لكن زميلي قال إن الهندسة الجبرية صعبة للغاية .”
: “ وهل تفهم شيئًا من الهندسة المعقدة؟”
قال بتردد:
“ كنت جيدًا في المواد العلمية في المدرسة الثانوية…”
تنهدت يو جينغيي :
“ ما دمتَ معجبًا به إلى هذا الحد ، فلماذا لا تذهب
وتتحدث إليه مباشرةً حين تراه ؟
تسلك هذا الطريق الملتفّ ، ومن يدري متى ستتعرّف عليه حقًا ؟”
قال وين دي ممتلئًا بالأسى والغضب :
“ أنا أريد ذلك أيضًا ! لكنني لست من قسم الرياضيات،
فماذا سأقول له؟ ماذا لو اكتشف أنني أتحجج لأحادثه ؟”
{ وربما ذلك البروفيسور …. لا يحب الذكور أصلًا }
فموقف طلاب كليّة العلوم والهندسة المستقيمين في
جامعة T من المثلية ما زال غامضًا
الفئة الأولى : فمنهم من يتقبل الأمر بهدوء ،
الفئة الثانية : ومنهم من لا يهتم ،
الفئة الثالثة : وآخرون يحافظون على مسافة آمنة بكل حرص ،
زميله في سكن الدكتوراه كان معاديًا للمثليين ،
يحدّق فيه دائمًا بنظرات مقززة ويتفوّه بتعليقات ساخرة ،
لذا اضطر وين دي الانتقال من السكن مع ان ذاك السكن
كان أرخص بكثير
{ وإن كان ذلك البروفيسور من الفئة الثالثة من الناس ،
فإن مجرد اقترابي منه قد يطعنني بنظراته في القلب ألف مرة …
ولهذا !! فإن حجة ' السؤال الأكاديمي ' هي الأكثر أمانًا !! }
يو جينغيي:
“ حسنًا ، لكن إن رُفضت هذه المرة ، فلا تفتعل مأساة كالسابق ،
تقتل فيها ثمانين عدوًا وتخسر ألفًا من نفسك .”
فأظهر وين دي تعبيرًا متألمًا وقال :
“ لا تلعنيني "
هزّت يو جينغيي رأسها وتنهدت، ثم غادرت،
تاركةً وين دي في مكانه يستمتع بلحظة راحة قصيرة
لكن، ويا للأسف، لم تدم الأوقات الطيبة طويلًا
فما إن سرح ذهنه قليلًا ، حتى ظهرت رسالة جديدة على الهاتف
كانت من العجوز ليو :
[ توجد تغييرات كثيرة مطلوبة على عرض المحاضرة غدًا ،
قد وضعت لك الملاحظات وأرسلتها ،
أريد النسخة المعدّلة غدًا صباحًا ]
ثم تلتها رسالة أخرى :
[ توجد عدة أوراق بحثية تحتاج إلى مراجعة ، أرسلتها لك،
أعِدها إليّ قبل الأسبوع القادم ]
وفي تلك اللحظة ، ثار البركان النائم في صدر وين دي
فقفز صارخًا :
“ لتلعنك السماااااء !!!!!”
لم يمضِ على راحتي ساعتان !
حتى الحمير لا تُرهَق بهذا الشكل !
زمجر بأسنانه لبعض الوقت ،
ثم تمتم بلعنة مجدداً ، وأخرج اللابتوب
" ضفادع ، وخنافس ، وخفافيش !!! "
( لعنة شعبية من ثلاث كلمات ،
يُفترض بها جلب النحس )
….
كل أسبوع ، الجامعة تُنظِّم محاضرات أكاديمية متنوعة ،
تدعو فيها أساتذة من داخل وخارج الجامعة لعرض أبحاثهم
وتوسيع آفاق الطلاب
كان البروفيسور المشرف ليو قد حدّد محاضرة
بعنوان [ البيئة المسرحية في عهد شكسبير وتانغ شيانزو ]
وقد أُعلِن عنها على لوحات الإعلانات على طول الطريق
الجامعي منذ ثلاثة أسابيع ، لكن عدد المسجّلين كان قليل
تنهد ون دي وهو يكتب
في البداية ، كان المطلوب منه فقط مراجعة المحتوى ،
لكنه وجد تنسيق الشرائح غير مرضٍ ،
فعدّل حجم الخط وقلّل عدد الكلمات في كل شريحة
وبعدها شعر أن الخلفية غير جذابة ، ودقة الصور منخفضة،
وقد تُزعج الجمهور ، فقام بتبديل القالب ومصادر الصور
وبعد عمل متواصل حتى منتصف الليل ، نام ون دي وهو
يضمر الكراهية لمشرفه
عندما استيقظ ، راجع المراجع مرة أخيرة وأرسل العرض
التقديمي لمشرفه ليو
ظن أن العذاب قد انتهى عند هذا الحد ، لكن ، وقبل
اقتراب وقت المحاضرة ، وصله من مشرفه عدة رسائل
فجائية ، فحواها أن الرجل عالق في الزحام ،
وطلب من ون دي أن يتوجه إلى القاعة ،
يحمّل العرض التقديمي ، ويبدأ بتشغيل فيديو تعريفي عن
المسرح في العصور الوسطى لكسب بعض الوقت حتى يصل
كان ون دي يرغب بشدة أن يلفّ عنق مشرفه
ففي العامين الماضية ، تكررت حوادث انتحار طلاب
الدكتوراه في جامعة T بالقفز من المباني أو تناول جرعات زائدة ، ولم يكن ذلك دون أسباب
لولا الروح الإيجابية لعائلته ، وصلابته النفسية ، لما استطاع الصمود حتى الآن
" ضفادع ، وخنافس ، وخفافيش !!! "
نظر إلى الساعة وأدرك أن المحاضرة على وشك أن تبدأ ،
فتمنّى لو تقع كارثة طبيعية على منزل مشرفه ~ ،
ثم قفز من مكانه ، أخذ حقيبته ، واندفع خارجًا من المنزل
ركض إلى القاعة ——- ،
أخرج وحدة التخزين (USB)،
وبدأ بشرح وضع الزحام للجمهور بينما يستعد لتحميل العرض التقديمي
وفجأة، اكتشف شيئ
كان هناك بالفعل وحدة تخزين موصولة بجهاز الكمبيوتر،
{ ربما نسيها المحاضر السابق }
سحب ون دي وحدة التخزين ،
ولاحظ وجود ملاحظة لاصقة صغيرة عليها كُتب فيها :
[ قسم الرياضيات ، بيان تشنغ ]
تجمّد في مكانه لثانية ، ثم اجتاحه الفرح كفيضان توراتي —
{ إنها إرادة السماء !
لقد كنت أبحث جاهدًا عن فرصة لبدء الحديث معه ،
وها هي تتجلّى أمامي !!!!
بعد سلسلة طويلة من الحظ السيئ يبدو أن السماء أخيرًا
قد رقّت لحالي وقررت منحي بعض التعويض !!!! }
توقفت تعويذة ' الضفادع والخنافس والخفافيش '
التي كان يرددها في داخله
حمّل العرض وبدأ تشغيل الفيديو
وللإنصاف ، دخل البروفيسور ليو في الوقت المناسب ،
محافظًا على هيبة المحاضر ،
ووصل قبل أن ينتهي الفيديو بقليل
أما ون دي، فقد انسحب منتصرًا وهو يعانق “كنزه الثمين”،
شاعرًا – مؤقتًا فقط – بالامتنان لمشرفه
عندما عاد إلى المنزل ، أخرج وحدة التخزين وتأملها جيدًا،
ثم فتح اللابتوب بسعادة وبدأ يدندن وهو يكتب بريدًا إلكترونيًا :
[ البروفيسور بيان ، تحية طيبة .
أنا طالب دكتوراه من قسم اللغات والآداب الأجنبية ،
وقد وجدت وحدة تخزين في مبنى التعليم الثالث ،
وعليها اسمك .
عثرت على بريدك الإلكتروني من موقع قسم
الرياضيات ، وأرغب في إعادتها إليك .
متى يكون الوقت مناسبًا لذلك ؟ ]
ضغط على زر الإرسال بتوتر ،
وكأنّه يرسل أول بحث له إلى مجلة أكاديمية ———
وبينما يُمسك بهاتفه ويهزّ ساقه من القلق ،
ظهر إشعار رسالة جديدة بعد نصف ساعة فقط
{ بهذه السرعة ؟! }
نظرًا لكون صندوق بريد البروفيسورات الأساتذة غالبًا يغرق برسائل المحررين ، والطلاب ، والإدارات ،
فقد كان هذا الرد سريعًا بشكل مذهل
نهض وين دي واقفًا من شدّة حماسه
ضغط على الرسالة وقرأها ؛ لم تكن تحتوي سوى على بضع
جمل، مكتوبة بلغة مهذبة وأنيقة :
[ مرحبًا أيها الطالب ، شكرًا لتواصلك معي .
يحتوي الفلاش على ملفات مهمة ،
وقد أقلقني فقدانه ...
لم أكن أتوقع أن أسمع عنه بهذه السرعة .
لدي محاضرة غدًا في تمام الساعة 11:30 صباحًا في
مبنى التدريس الثالث ،
هل يمكن أن نلتقي عند المدخل ؟
لا أعلم إن كان هذا مناسبًا لك. وإن لم يكن كذلك،
يمكنك اقتراح وقت مناسب آخر لنرتب لقاءً بديلاً ]
قرأ وين دي الرسالة من أولها لآخرها ثلاث مرات ،
وهو يُعيد صوت هذا البروفيسور في ذهنه كما سمعه في المحاضرة ….
لقد اعتاد على أسلوب مشرفه البروفيسور العجوز ليو المتعجرف الذي
لا يترك مجالًا للحوار ،
لدرجة أنه لم يتخيّل أن هناك أساتذة في هذا العالم
يملكون الاستعداد لمناقشة الأمور مع طلابهم بهذه اللباقة
وبعد صدمته الأولى ، غمره شعور بالحسد العميق —
{ لا بد أن تكون منحة من السماء أن تكون طالب دكتوراه
تحت إشراف بيان تشينغ!
ذكي، مثقف، مهذّب—كيف يمكن لرجل أن يُجسِّد النوع
المثالي بهذا الشكل ؟
وما العيب في أن يكون المرء مصابًا بـ ' عقل الحب ' قليلًا ؟! }
سارع وين دي بالرد ،
موافقًا على الموعد المقترح ،
بينما قلبه يهدر من شدّة الحماس
{ من هذه اللحظة فصاعدًا ،
لم أعد مجرد ' مجهول ' بلا وجه ،
بل أصبحت ' الطالب الذي أعاد الفلاش ' ! }
بدأ يُدندن وهو يفتح ورقة البحث التي أرسلها له مشرفه ليو لمراجعتها
ففي العادة ، يكون البروفيسور عضوًا مُقيِّمًا في لجان تحكيم
الدوريات الأكاديمية
وبعد أن يُجري المحرر المراجعة الأولية ، تُرسل الأوراق
المقبولة إلى المُحكِّمين لكتابة تعليقاتهم
وغالبًا يُفوّض الأساتذة هذه المهمة إلى طلابهم
كانت مراجعة الأبحاث لمشرفه جزءًا من روتين وين دي اليومي
فتح ورقة بحث تتعلق بدراسات بريشت،
وبدأ رحلة الشقاء في مراجعتها
وبينما يقرأ ، كان يُظلِّل المقاطع ، ويُوجّه انتقادات داخلية على كل سطر ——
' نطاق البحث واسع جدًا ، يمنع أي نقاش معمّق ..
هذا المنطق متقطع ، أين الرابط بين هذه الحجج ؟'
' المصادر الثانوية كثيرة ومتحيّزة ،
أين الوثائق الأصلية والتاريخية ؟ '
' المراجع قديمة جدًا ، ولا تعكس الفهم الأكاديمي الحديث لأعمال بريشت '
وبعد أن أنهى نقده ، بدأ يكتب ملاحظاته بحماس ،
متأملًا في نفسه قائلًا : “ كم من السهل أن تنتقد الآخرين ،
وكم من الصعب أن تكتب حتى بحثًا رديئًا بنفسك .”
لكنه ما إن كتب بضعة أسطر ،
حتى بدأ شعور غامض وغير مريح يتسلل إليه
قلق كامن كان يسبح في أعماق اللاوعي ،
لا يرقى لأن يُسمى حقيقة ، لكنه يُبقي صاحبه في حالة ترقّب دائم …
{ ما الأمر ؟ }
وما إن ضغط على مفتاح “Enter”، وكأنه ضغط زر التشغيل،
حتى دوّى صوت الكمان مجددًا من الشقة المجاورة
صرخ وين دي: “ اللعنة !”، ورفع يديه يغطي أذنيه
{ بعد أيام قليلة من السلام ، عاد الإزعاج !
يبدو أن اللعنة لم تكن فعّالة بما فيه الكفاية ! }
أمسك هاتفه وكتب بغضب :
[ هل ستتوقف يومًا ؟
تعزف الكمان في وضح النهار وفي منتصف الأسبوع؟
ألا تعمل ؟
ألا يوجد شيء ذو معنى في حياتك ؟]
الجار: [ تجلس في البيت في وضح النهار من يوم الأربعاء،
يبدو أنك متفرغ أيضًا.]
وين دي: [ أنا حتى لم أحصل على إجازة خلال العيد الوطني ،
وأخيرًا أخذت فترة من الراحة ، لكنك عُدت لتقضي عليّ مجددًا !
توقف عن معاقبة الآخرين بسبب فشلك في الموسيقى !]
الجار: [ هل يجب أن تكون عبقريًا كي تعزف الموسيقى ؟]
[ تعلُّم أي شيء يحتاج إلى خطوات .
كيف يمكن للمرء أن يُمسك القوس بشكل جيد من أول مرة ؟]
وين دي: [ وتتوقع مني أن أتحمّلك وأنت “تتدرّج خطوة
بخطوة”؟!
أنت وباء موسيقي ؛ أعصابي تنهار وأنت تنشر الضجيج
وكأنك تنشر منشارًا !
دعني أخبرك ، الموهبة شيء يُولد مع الإنسان .
إن لم تكن لديك ، فاترك المجال مبكرًا ،
ولا تؤذِ نفسك ولا الآخرين .]
وهو يكتب هذه الجملة الأخيرة ، شعر وين دي بوخزة حادة في قلبه
لطالما شعر بأنه يفتقر إلى الموهبة الأكاديمية—وقد قال له مشرفه ذلك صراحة
ومع ذلك، فقد اختار هذا الطريق ، ولم يعد أمامه سوى الاستمرار فيه
كان الأمر مزيجًا من العجز والندم
الجار: [ لا بد أن الدراسة كانت سهلة بالنسبة لك منذ الصغر ]
وين دي: [ عن أي هراء تتحدث ؟]
الجار: [ رأيت كثيرين ممن يفخرون بشهاداتهم وينكرون
جهود الآخرين ، خصوصًا من جامعة T.]
اختنق وين دي من الغيظ
{ هذا الشخص لم يكتفِي بإهانتي شخصيًا
بل تطاول أيضًا على زملائي في الجامعة ! }
تصاعد الغضب بداخله بشكل لا يمكن السيطرة عليه
نقر بسرعة على الزاوية العليا للشاشة ،
وضغط زر الحظر دون تردد
{ لا أريد أن أرى هذا الشخص مجدداً ، لا اونلاين ولا على
أرض الواقع !!!
فليذهب إلى الجحيم ! }
ومع ذلك — ، لم يكن هذا كافيًا لإخماد غضبه
وقف وين دي وبدأ يمشي في الغرفة جيئة وذهابًا
لكن عندما كان على وشك الانفجار ،
ظهر إشعار منبثق أعاده إلى الواقع
لقد وصله بريد إلكتروني جديد من البروفيسور بيان :
[ حسنًا ، أراك غدًا ]
كانت هذه الكلمات البسيطة كأنها ماء بارد في يوم قائظ ،
تغسل ما في قلبه من ضيق وتوتر
نظر إلى هاتفه، وتنهد وهو يتأمل التباين الهائل بين البشر ...
{ ليت كل الناس في هذا العالم كانوا مهذبين وراقين بهذه الدرجة مثله }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق