القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch20 | IOWY

 Ch20 | IOWY




كانت قاعدة معجبي فرقة ' التجوال في المحيط ' تتألف في 

الغالب من شابات يافعات، 

و معظم من تراهم خارج مكان الحفل فتيات في العشرينيات من أعمارهن


يان لان قد ساعد يانغ شياولي على الاصطفاف لشراء 

البضائع التذكارية من أحد الأكشاك


بدت بائعة الكشك ، التي على الأرجح طالبة جامعية ، 

شابة خفيفة الحركة ، تعاملت مع الزحام بكفاءة لافتة


لم ينتظروا طويلاً حتى وصل دورهم


قالت صاحبة الكشك دون أن ترفع رأسها :

“ افتح موضوع المعجبين الخاص بـ بيان شيانيانغ الذي تتابعه بسرعة ، 

و إذا قمت بتسجيل الدخول لأكثر من خمسمئة يوم ستحصل على شارة إضافية .”


نظر يان لان إلى شيه يون تشي بنظرة استعانة صامتة


فقال شيه يون تشي :

“ نحن لا نملك حسابًا على ويبو "


ربما لم تكن تتوقع سماع صوت رجل ،  

إذ بدت عليها الدهشة ، 

فرفعت وجهها ونظرت إلى الشابين الواقفَين أمام الكشك ،

كانت ترتدي عدسات لاصقة زرقاء داكنة ، 

وبدت مرتبكة بعض الشيء حين التقت نظراتها بنظراتهما


قالت بسرعة :

“ لا بأس، لا بأس ، نحن نُرحّب بالجميع ، 

طالما لم تُهاجموا بيان شيانيانغ ، يمكنكم استلام البضائع .”


سارعت إلى أخذ مروحتي يد تحملان صورة بيان شيانيانغ، 

مع شارة واحدة، وسلمتها إلى شيه يون تشي

“ شكرًا لدعمكم بيان شيانيانغ !”


وبعد أن حصل على الأغراض التي أرادها يانغ شياولي 

حمل يان لان المراوح والشارات وعاد بها إلى حيث كان 

صديقه لا يزال في الطابور


قال يانغ شياولي بدهشة :

“ واو حصلت عليها بسرعة !”


أومأ يان لان برأسه


أعجب يانغ شياولي بالمراوح والشارات ، 

وتفحّصها بسعادة لبعض الوقت ، 

ثم وضعها جميعًا في حقيبة القماش التي يحملها يان لان

عندها اغتنم شيه يون تشي الفرصة وقال:

“ لا يزال لدينا بعض الوقت ، ابقَ هنا وأكمل تسوّقك ، 

أما أنا ويان لان فسنذهب لشراء شيء نأكله ، وسنعود إليك لاحقًا . 

سندخل عبر بوابة كبار الشخصيات .”


لم يكن يانغ شياولي يعلم أن تذاكرهم من فئة VIP، 

والتي تتيح لهم تجاوز المدخل العادي


وعندما سمع أن بإمكانهم الدخول من بوابة كبار الشخصيات، 

كانت أولى أفكاره: كم أن المال نافذ التأثير


أما ثاني ردود فعله فكان مزيجًا من المفاجأة والحماس —


{ فقد يعني هذا أن لديّ فرصة للذهاب خلف الكواليس 

ولقاء بيان شيانيانغ هذه الليلة ! }


قال مبتسمًا:

“ لا بأس، اذهبا . 

سأبقى هنا في الجوار . 

مومو أحضر لي كوبًا من الزبادي .”


أومأ يان لان، ثم استدار وغادر برفقة شيه يون تشي إلى 

المركز التجاري المقابل لمكان الحفلة


ونظرًا لضيق الوقت ، لم يختارا مطعمًا يتطلّب الانتظار ، 

بل دخلا مقهًى يقدّم وجبات خفيفة


جلس يان لان بجوار النافذة ينتظر ، بينما عاد شيه يون تشي 

بعد أن قدّم الطلب، وهو يحمل كيسًا صغيرًا من بسكويت 

رقائق الشوكولاتة

“ هدية مجانية "


فتح يان لان الغلاف، ثم قسم قطعة البسكويت إلى نصفين، 

أعطى أحدهما لشيه يون تشي واحتفظ بالآخر لنفسه


وأثناء تناولهما الشوكلاته ، أخرج شيه يون تشي بعض الصور لـ 

تيانتيان ليريها ليان لان


كان الجزء الأمامي من سفينة التايتانيك قد اكتمل تركيبه


قال شيه يون تشي بنبرة بدت عفوية ، يخالطها شيء من الفخر:

“ أنا من ساعده في تجميعها .”


ارتسمت ابتسامة على شفتي يان لان، 

وألقى نظرة جانبية ماكرة، تفيض دلالًا، نحو شيه يون تشي


تأمل شيه يون تشي ملامحه لبضع ثوانٍ، ثم مال نحوه بلطف وقال:

“ إن لم يكن هناك من يساعده ، فلن يبقى لهذا العمّ سوى 

أن يساعد شخصًا ما "


ازدادت ابتسامة يان لان اتساعًا ، ثم التقط هاتفه وكتب:

[ ماذا لو تركت الباقي لك لتتولى أمره ؟ ]


وبعد أن قرأها ، هزّ شيه يون تشي رأسه قائلاً:

“ أنت وعدت تيانتيان أن تساعده، وليس أنا .”


تابع يان لان الكتابة :

[ يمكنك مساعدتي ]


قال شيه يون تشي مبتسمًا:

“ إن كنتَ بقربي ، فسأساعدك. 

وإن لم تكن، فسأواسي تيانتيان قليلًا ، 

حتى لا يغضب منك كثيرًا .”


أجاب يان لان بإيماءة سريعة :

”… شكرًا لك يا عمّ تيانتيان "


لمعت في عيني شيه يون تشي نظرة مرحة خافتة ، 

وعلّق مبتسمًا:

“ عفواً يا أستاذ تيانتيان ”


كانت محادثتهما أشبه بثرثرة لا هدف واضحًا لها، 

لكن كلاهما كان يستمتع بها بصدق


ولم يُقاطع حديثهما إلا وصول النادل بالطعام الذي طلباه


كان طلب يان لان عبارة عن شطيرة وعصيّ السلطعون، 

مع لاتيه عادي


أما شيه يون تشي، فقد طلب شطيرة من السلطعون 

والبيض المخفوق، مع لاتيه بدرجة برودة أقل


كما طلبوا كوبًا من الزبادي خصيصًا ليانغ شياولي


عند الساعة السادسة والنصف مساءً ، 

أنهيا طعامهما وعادا إلى الحفلة




في هذا الوقت ، الساحة الخارجية قد خفّ ازدحامها مقارنة 

بما كانت عليه عند مغادرتهما، 

إذ أُغلِقت العديد من الأكشاك، ولم يبقَ سوى القليل منها 

يستقطبون مجموعات صغيرة من الجماهير


كان يان لان يحمل كوب الزبادي بيده ، 

و يتفحّص المكان بعينيه ، حتى لمح يانغ شياولي جالسًا 

بجوار حوض زهور ، يبدو منشغلًا بفرز غنائم المعجبين التي جمعها


وحتى عندما اقترب منه يان لان وشيه يون تشي — لم ينتبه لوجودهما


اضطر يان لان إلى رفع كوب الزبادي أمام وجهه وهزّه مرتين ، 

فانتبه يانغ شياولي فجأة ورفع رأسه بابتسامة مبتهجة 

“ مومو انظر ! حصلت على هذه المنشفة أيضًا !”


فتح يانغ شياولي المنشفة التي طُبع عليها صورة جانبية لـ بيان شيانيانغ، 

وشاركها مع يان لان بحماس، 

إلى جانب مجموعة من الشارات، 

وسلاسل المفاتيح، وقطع تذكارية أخرى


ساعده يان لان في جمع هذه المقتنيات داخل حقيبة القماش التي أحضرها معه ، 

ثم أمسك بيد يانغ شياولي ونهض معه


نظر شيه يون تشي إلى ساعته :

“ هيا بنا ، حان وقت الدخول .”


كانت تذاكرهم من فئة كبار الشخصيات ، 

مما أتاح لهم استخدام المدخل الخاص دون الحاجة 

للوقوف في طابور التذاكر ' العادي ' 


كما منحتهم مقاعد ممتازة في منطقة كبار الزوّار ، 

توفّر أفضل زاوية مشاهدة للحفل


كان الثلاثة يحضرون حفلاً غنائيًا للمرة الأولى


وعندما رأوا أن على كل مقعد حقيبة ورقية تحمل ملصقًا 

رسميًا للفرقة ، لم يدركوا للوهلة الأولى ما بداخلها


وحين فتحوا الحقائب، وجدوا زجاجة ماء معدنية ، 

وعصي إضاءة ، وخواتم LED مضيئة ، 

وملصقًا رسميًا للحفل ، وكيسًا صغيرًا من حلوى الفواكه


لم يُبدِ يان لان ولا شيه يون تشي اهتمامًا كبيرًا بمحتويات الحقائب ، 

فسلموها جميعًا ليانغ شياولي، وواصلا حديثهما


قال شيه يون تشي:

“ تيانتيان يحب الأبطال الخارقين ، لا أعتقد أنه سيودّ ركوب دوّامة الخيول 🎠 غداً .”


لكن يان لان كان له رأي آخر ، فكتب بسرعة :

[ لا يزال صغيرًا ، وقد يحنّ لعالم القصص الخيالية ]


رد شيه يون تشي قائلاً :

“ غرفة ألعابه مليئة بـ سبايدر مان وآيرون مان .”


كتب يان لان:

[ لكن لديه أيضًا ويني ذا بو وتيغر ]


قال شيه يون تشي بابتسامة جانبية :

“ إن كان الأمر كذلك ، فدعه يختَر بنفسه . ما رأيك برهان ؟”


يان لان: “ وعلى ماذا نراهن؟”


جالت نظرة شيه يون تشي بسرعة على شفتي يان لان الشاحبة ، وقال:

“ إن ربحت أنا ، ستخبرني عمّا حدث قبل خمس سنوات. 

وإن ربحتَ أنت… فالأمر لك، افعل ما تشاء .”


رفع يان لان حاجبه قليلًا ، ومدّ خنصره ، 

فشبكه شيه يون تشي بخنصره هو الآخر


وعند تمام الساعة السابعة مساءً ، انطلق الحفل رسميًا



خفّت الأضواء ، 

وتوجّهت جميع الكشافات نحو المسرح ،  

و تعالت الصرخات الصاخبة لتملأ أرجاء الملعب الواسع


وسط لوحات الدعم المضيئة المختلفة ، 

كانت الغالبية باللون البرتقالي المائل إلى الأصفر ، 

وتحمل اسم ' بيان شيانيانغ '


للمرة الثانية ، شعر يان لان بشهرة بيان شيانيانغ الطاغية


ولم يُدرك مدى غرابة مصادفة يانغ شياولي له في فندق 

كاسبيان إلا في تلك اللحظة


في قسم كبار الشخصيات من المدرّجات ، كانت المقاعد 

تواجه المسرح مباشرةً ، ما أتاح رؤية واضحة لبيان شيانيانغ وفرقة الغناء


كان يانغ شياولي متحمسًا إلى درجة لم يستطع يان لان كبحه


أراد أن يلوّح بعصا الإضاءة ، ويصرخ باسم بيان شيانيانغ مثل باقي المعجبين


وربما بسبب تفاعله المفرط ، ركزت عليه الشاشة الكبيرة أكثر من مرة


أما يان لان وشيه يون تشي الجالسان إلى جواره ، 

فبديا هادئَين بشكل لافت بالمقارنة به


لاحظ بيان شيانيانغ وجودهم أيضًا


وخلال أدائه، كانت نظراته تتجه مرارًا نحو موقعهم ، 

بل إنه غنّى مرّة وهو مواجه لمنطقتهم في المدرجات —-


عند رؤية ذلك ، ازداد حماس يانغ شياولي أكثر فأكثر

و خلع حذاءه ذا الكعب العالي ، ووقف على المقعد ، 

ولوّح بالمنشفة التي تحمل صورة بيان شيانيانغ التي حصل 

عليها ، وصرخ بأعلى صوته:

“ بيان شيان يانغ ! بيان شيان يانغ !”


لقد بدا حقًا كأحد المعجبين المتحمسين بكل جوارحه


وفي منتصف الحفل ، خُصّصت فقرة تفاعلية ، يُمنح فيها 

الجمهور الذي يظهر على الشاشة الكبيرة فرصة اختيار الأغاني


ولم يكن من المفاجئ أن يتم اختيار يانغ شياولي على الشاشة الضخمة

فتقدّم إليه أحد أفراد الطاقم وسلمه ميكروفون


وعلى عكس حاله السابق ، لم يرتبك يانغ شياولي، بل غيّر تمامًا من انفعاله ، وحيّا أعضاء الفرقة بأدب، 

ثم طلب بهدوء الاستماع إلى أغنية ' التجوال في المحيط '


وما إن ذكر اسم الأغنية حتى دوّى الهتاف في أرجاء الملعب


فهذه الأغنية كانت أول أغنية للفرقة ، 

واشتهرت بكلماتها العاطفية الرقيقة ولحنها الرومانسي


وقف بيان شيانيانغ على المسرح ، يبتسم ، ناظرًا نحو يانغ شياولي

و صوته النقي، المراهق، أشبه بكوب موهيتو مثلّج في صيف حار

قال مبتسمًا:

“ إنها أيضًا من أغنياتي المفضّلة… هل تودّ أن تبدأها نيابةً عنا ؟”


تجمّد يانغ شياولي للحظة ، ثم دون وعي ، استخدم صوته 

الأنثوي الحلو الذي اعتاد استخدامه حين يتنكر ، 

وبدأ يغني:

“ يا محيط~ يا محيط~ أيها المحيط الوحيد ~”


ربما لم يكن بيان شيانيانغ يتوقّع أن يكون صوته بهذا القدر من الرقة ، إذ بدا عليه الذهول للحظة ، 

ثم ابتسم ابتسامة عريضة ، وأكمل الغناء


في عالم الترفيه ، كان صوته فريدًا ، وكأن الإله يغدق عليه 

من وراء الستار ، 

لا سيما حين يغني أغاني الحب


لقد أظهر صوته المراهق تفوّقه بوضوح في هذا النوع من الأداء


احمرّ وجه يانغ شياولي خجلًا ، وسلّم الميكروفون مرة أخرى للطاقم ، 

ثم عاد إلى مقعده، وشارك الجمهور الغناء الجماعي بابتسامة سعيدة جداً



مرّت الساعتان والنصف من الحفل الغنائي في لمح البصر

 

كثيرون من الحضور لم يرغبوا في المغادرة، 

مترددين في التفرّق، 

حتى أنهم عادوا جميعًا لغناء “التجوال في المحيط” مرةً أخرى بصوتٍ جماعي


لم يكن يانغ شياولي يرغب في المغادرة أيضًا


لقد استمتع بالأجواء الصاخبة حتى آخر لحظة، 

يهتز طربًا ويغني مع الآخرين


و شيئًا فشيئًا، بدأ الجمهور ينهض ويغادر واحدًا تلو الآخر


وفي تلك اللحظة تحديدًا ، ظهر رجل في أوائل الثلاثين من عمره ، 

يرتدي نظارات بإطار أسود، قادمًا من جهة غير واضحة، متجهًا نحوهم


لاحظ يان لان أن نظرات الرجل كانت مركّزة على شيه يون تشي الواقف بجانبه،

 فبدأ يتأمّل بفضول بطاقة العمل 

المعلّقة في عنق الرجل


لكنه للأسف لم يتمكن من تمييز الاسم أو المنصب بوضوح



قال الرجل بصوتٍ مهذب:

“ السيد شيه، آمل أنني لا أزعجك !”


عندها فقط رفع شيه يون تشي رأسه عن هاتفه ، 

وضعه جانبًا ، ونهض ليصافح الرجل القادم نحوه


قال الرجل مبتسمًا:

“ أنا المدير التنفيذي لفرقة ’التجوال في المحيط‘

التقينا سريعًا في حفل عيد ميلاد ياو جيني سابقًا .”


رفع شيه يون تشي حاجبه ، وكأنه استعاد ذكرى اللقاء، 

وقال:

“ أهلًا بك "


كان يانغ شياولي يُراقب الموقف من بعيد، فاقترب وهمس ليان لان:

“ يبدو أننا سنذهب خلف الكواليس !! 

الفرقة بحاجة فقط إلى عقد رعاية من علامة تجارية 

فاخرة لتُحقق قفزتها وتدخل الصف الأول من النجومية. 

أظن أن هذا المدير يحاول كسب ودّ مجوهرات فينوس، 

وسيجد طريقة ليأخذ شيه يون تشي لرؤية الفنان .”


لم يكن يان لان يفهم تمامًا المقصود ، لكن يانغ شياولي كان مُحقًا


فبعد دقائق ، عرض المدير الشاب على شيه يون تشي زيارة الكواليس ، 

ليفتح المجال للفنان ليلقي عليه التحية شخصيًا


وقد قُدّم العرض بسلاسة جعلت من الصعب رفضه ——


وهكذا، وبعد فترة بسيطة ، دخل شيه يون تشي برفقة يان 

لان ويانغ شياولي إلى المنطقة الخلفية للمسرح


الأجواء خلف الكواليس تعجّ بالحركة والحيوية في تلك الساعة


طاقم العمل يجوب الممرات، 

يحملون المعدّات ويؤدون مهامهم المختلفة بانضباط حيوي، 

رغم ما بدا من فوضى سطحية


قادهم المدير التنفيذي بانتباه إلى غرفة استقبال مؤثثة ببذخ ، 

حيث قُدّمت لهم أطباق من الفاكهة والوجبات الخفيفة


وما إن غادر المدير ، حتى سأل يان لان بفضول:

“ هل كنت تتوقّع أن يأتي المدير ويدعوك إلى الكواليس ؟”


هزّ شيه يون تشي رأسه نفيًا


فزاد فضول يان لان وسأل:

“ فكيف كنت تنوي أن تدخلنا من الأساس ؟”


أجاب شيه يون تشي بابتسامة هادئة :

“ من خلال التعرّف على الوجه . 

يُمكن اعتبار أن لي قدمًا في الوسط الفني ”


عندها تذكّر يان لان ظهوره المتكرّر مع ياو جيني على أغلفة المجلات الفنية ، 

والإشاعات المتكررة حول علاقتهما ، فبانت على وجهه ملامح الفهم


لاحظ شيه يون تشي ما يدور في ذهنه ، فقال موضحًا :

“ ما بيني وبينها مجرد علاقة منفعة متبادلة . 

وقد أوضحت ذلك بنفسها .”


تظاهر يان لان بالإيماء بلا مبالاة ، وكأنه غير مهتم


لكن شيه يون تشي مدّ يده وأمسك بمرفقه، وجذبه نحوه، 

ثم مال برأسه ينظر إليه وسأله:

“ هل تصدّقني أم لا ؟”


أومأ يان لان برأسه بسرعة كما لو أنه يهرس الثوم ، 

فضحك شيه يون تشي وأفلته :

“ لديّ اجتماع صباح الغد . 

سآتي لأصطحبك عند الظهر تقريبًا .”


يان لان :

“ أستطيع الذهاب إلى منزلك وانتظارك هناك .”


تردد شيه يون تشي لوهلة ، ثم أومأ بالموافقة:

“ حسناً ، إن كنت راغبًا في القدوم مبكرًا ، ستقضي وقتًا 

أطول مع تيانتيان… لكن لا تغش .”


رفع يان لان عينيه ببراءة مصطنعة ، وكوّن تعبيرًا بريئًا للغاية


تنهد شيه يون تشي وقال وهو لا يُعير الأمر اهتمامًا كبيرًا:

“ كنت أعلم أنك ستفعل…”


أما يانغ شياولي، الذي ظلّ جالسًا على الطرف كالغريب، 

فقد بدت ملامحه معقّدة


كان على وشك أن يقول شيئ ، حين قُرع باب غرفة الاستقبال


ثم فُتح الباب من الخارج ، ودخل المدير التنفيذي الذي قد 

غادر قبل قليل ، وهذه المرة كان يقود أعضاء الفرقة 

أنفسهم ، يحملون ألبومًا موقّعًا حديثًا لتحيته


وما إن دخل بيان شيانيانغ حتى وقعت عيناه على يانغ شياولي، فتفاجأ وأشار نحوه قائلاً :

“ أنت ؟!”


تعرف باقي أعضاء الفرقة أيضًا على يانغ شياولي 

فقد كان المعجب الجميل الذي أظهر دعمًا حماسيًا لهم خلال الحفل، 

وشارك في فقرة طلب الأغاني على المسرح


غير أنهم لم يفهموا لمَ كانت ردة فعل بيان شيانيانغ بهذه 

القوة… ألم تكن مجرد مُعجبة جذابة ؟


وبعد لحظة من الدهشة ، أدرك بيان شيانيانغ أن الموقف لا 

يحتمل الانفعال، فاستعاد هدوءه وابتسم بخجل


كان شعره الأزرق القصير أبرز ملامحه الناعمة ، 

ووجهه الشاب الشاحب بدا أشبه بدمية خزفية


لقد كانت هذه الزيارة ، بطبيعتها، تجاريةً بحتة 


بالنسبة للفرقة ومديرهم ، كان شيه يون تشي هو الراعي 

المالي المحتمل في المستقبل


فإذا لم تُجدّد شركة فينوس للمجوهرات عقدها مع ياو 

جيني مع نهاية هذا العام، فلا بدّ أن تبحث عن اسم مؤثر 

جديد لتوقيعه قبل حلول السنة الجديدة


وحتى لو لم يتمكنوا من منافسة الآخرين في الحصول على عقد الرعاية ، 

فإن كسب القليل من الألفة والثقة أمام شيه يون تشي لن 

يضر ، فالمستقبل دائمًا مجهول


استغل يان لان انشغال الجميع بالحديث مع شيه يون تشي، 

وبدأ يتسلل بهدوء مبتعدًا ، حتى وجد يانغ شياولي


وما إن رآه يخرج، حتى سحبه يانغ شياولي بسرعة إلى جانبٍ من القاعة، 

وأخرج من الحقيبة القماشية لافتة التشجيع وقلم التوقيع، 

ينتظر بفارغ الصبر انتهاء حديث بيان شيانيانغ مع الآخرين


لكن ما لم يتوقعاه ، أن بيان شيانيانغ، وخلال الحديث، 

انسحب إلى الخلف، ثم خطا ببطء واقترب من يانغ شياولي، 

واستدار نحوه قائلاً:

“ لماذا لم أراك مجدداً في الحفل تلك الليلة ؟”


لمعت عينا يانغ شياولي بفرحة مفاجئة ، وسأله :

“ أأنت ما زلت تتذكرني ؟”


أومأ بيان شيان يانغ برأسه :

“ أتذكرك . 

أنا من ساعدك في الحصول على توقيع الأخت جيني ، 

لكنني نسيت التوقيع في السكن الجامعي ولم أجلبه… 

لم أكن أظن أنك ستحضر حفلي اليوم .”

 

ضحك يانغ شياولي بخفة:

“ حضرت بفضل تأثير أحد الأصدقاء . 

في الأصل، لم أتمكن من الحصول على تذكرة .”


نظر بيان شيانيانغ إلى اللافتة وقلم التوقيع في يدَي شياولي وسأله :

“ هل تريد توقيعًا ؟”


“ بالتأكيد !” قالها يانغ شياولي وهو يسارع بتقديم اللافتة والقلم إليه


وبينما يوقّع، سأله بيان شيانيانغ:

“ كيف يمكنني أن أُعطيك توقيع الأخت جيني ؟”


تردد يانغ شياولي للحظة وقال:

“ في الحقيقة، لا بأس إن لم أحصل عليه . 

لقد حصلت اليوم على توقيعك وهذا يكفيني…”


لكن بيان شيانيانغ هزّ رأسه بنبرة جادّة :

“ كيف يُعقل هذا ؟ لقد وعدتك بذلك يومها… 

التوقيع انتهيت منه ، تفضل .”


أخذ يانغ شياولي اللافتة الموقعة بابتسامة مشرقة : 

“ حسنًا ، لا بأس… على الأرجح لن تسنح لنا الفرصة 

للحديث مرة أخرى بهذه الطريقة . 

إن تذكّرتني، فذلك يكفيني. وسأستمر في دعمك دائمًا .”


نظر إليه بيان شيانيانغ بتركيز واضح وقال:

“ غدًا بعد الظهر لدينا فعالية في مركز تسوق نيو إيرا

هل ستأتي ؟”


خفق قلب يانغ شياولي بقوة تحت وطأة هذه النظرة، وأجاب بترددٍ خجول :

“ … سآتي "


ابتسم بيان شيانيانغ :

“ بعد انتهاء الفعالية ، سأكون في الطابق الثالث… 

في الكاريوكي المشترك، سأنتظرك هناك .”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي