القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch23 | IOWY

 Ch23 | IOWY



حدّق يان لان فيه بعينين هادئتين، 

و شفتيه لا تزالان تحتفظان بحرارة ولمسة قبلة شيه يون تشي


لم يظهر أيّ تعبير على وجهه ، لكن قلبه كان قد بدأ بالتخدّر


لاحظ شيه يون تشي أن تعابير يان لان لا توحي بالفرح ولا بالغضب ، 

فظنّ أنه ربما انزعج ، فسأله دون وعي :


“ هل كان من المقبول أن أُقبّلك ؟”


عند سماعه هذا السؤال ، ارتسم أخيرًا على وجه يان لان ابتسامة خفيفة


ملامحه الباردة بطبعها بدت حينها أكثر لينًا ودفئًا ، 

كجليد يذوب في أوّل الربيع ، 

أو كزهرة الجاردينيا البيضاء التي تتفتّح بهدوء في ليلة صيفية


رفع يده اليمنى برفق ووضعها على صدر شيه يون تشي، 

مقلّدًا ميله الخفيف للأمام ، ثم رفع وجهه ، 

وقبّل شفتيه قبلة خفيفة… لم تكن سوى لمسة


في هذه المسافة القريبة للغاية ، تقاربت أنفاسهما ، 

حارّة ومذهلة


حاول يان لان أن يضبط تنفّسه كي لا يبدو متلهّفًا ، 

ثم تراجع ببطء ، واستدار ، ومرّ من جانبه متّجهًا نحو الباب ليخرج


ولسبب لم يفهمه، تبعه شيه يون تشي لا إراديًا


حافظًا على مسافة ثلاث خطوات خلفه، 

يراقبه وهو يسير باتجاه غرفة تيانتيان


وفي تلك اللحظة، كانت الخادمة قد انتهت من تنظيف 

جسد تيانتيان وخرجت من الغرفة ، فكاد الثلاثة أن يصطدموا ببعضهم


أمسك شيه يون تشي بمرفق يان لان بحركة غريزية ، 

و ضغطه ضغط خفيف


“ يا خالة الوقت صار متأخرًا على يان لان ليعود إلى الجامعة . 

جهّزي له غرفة ضيوف ، سيبقى الليلة هنا .”


الخادمة ، وكأنّها لم تتفاجأ إطلاقًا ، ابتسمت وأومأت ، ثم ذهبت لتجهّز الغرفة


ظلّ يان لان واقفًا في مكانه ، وألقى نظرة جانبية نحو شيه 

يون تشي ، ثم حاول بلطف سحب مرفقه


لكن المرفق لم يتحرّر ، فلم يقاوم


اقترب منه شيه يون تشي وهمس :

“ فقط أردت أن أتأكّد… هل ما حدث يُثبت لك أنني جاد بشأننا ؟”


عندها فقط ، أومأ يان لان برأسه بخجل


رفع شيه يون تشي حاجبًا ، ثم مال نحوه فجأة ، 

وقبّله قبلة سريعة على وجنته ، 

مرفقة بصوت “موآه” واضحة ، 

ثم أطلق سراح ذراعه واستدار ليغادر ، قائلاً مازحًا :


“ هذا جيد… تصبح على خير أستاذ ”


رفع يان لان يده لا إراديًا ولمس وجنته التي لا تزال دافئة من القبلة ، 

وفجأة شعر أن هذه اللحظة… تشبه تلك التي وقعت قبل 

خمس سنوات ، 

حين قبّله شيه يون تشي لأول مرة ———-


———————


داخل غرفة الضيوف …


بعد أن انتهى من الاستحمام ، استلقى يان لان على السرير ، 

وتردّد قليلاً ثم أرسل رسالة عبر ويتشات إلى يانغ شياولي، يُعلمه فيها بأنه لن يعود الليلة


فجاءه الرد سريعاً مرفقاً برمز تعبيري ساخر :


: [ أحسنت ، أيها الشاب 🤭 .]


فأجابه يان لان بست نقاط متتالية ، ثم سأله عن يومه :


: [ كيف كان يومك ؟]


: [ رائع بحق .]


: [ هم؟ هل قابلت آيدولك أم لا؟]


: [ قابلته .]


: [ تتلعثم ؟ هذا ليس من عادتك .]


: [ الأمر كالتالي : تأخرت اليوم ، فقد سلك سائق الأجرة 

الطريق العلوي ، وعلقنا في زحام مروري لأكثر من ساعة . 

وعندما وصلت إلى مركز نيو إيرا .. كان الحدث قد انتهى 

بالفعل ، وغادر المعجبون . 

لم أتمكن حتى من الحصول على لافتة تشجيعية .]


: [ وهل وجدته بعد ذلك ؟]


: [ من بين عشر غرف ، كانت واحدة فقط بلا أصوات . 

أما البقية ، فكان فيها غناء . 

و طرقت باب الغرفة متردداً ، وعندما فُتح ، وجدت بيان شيانيانغ يجلس في الداخل ،

 وكان يرتدي قبعة ، وكمامة ، ونظارات . 

شعرت بأن هذا الشكل يلفت الانتباه أكثر !]


: [ 😂😂😂😂😂 ]


: [ بالضبط 😂 . على كل حال ، التقينا بنجاح…]


: [ هل حصلت على توقيع منه ؟]


: [ نعم، لكن التوقيع لم يعد الأهم . 

تبادلنا معلومات الاتصال !!! وقال إنه سيمنحني تذاكر 

الحفل المقبل مباشرةً !!!! .]


: [ ومتى موعد الحفل القادم؟]


: [ في نهاية هذا الشهر .]


: [ هل ستذهب نانا أم لي لي ؟]


تأخر الرد على هذا السؤال لبضع دقائق


: [ نانا ]


تنهد يان لان تنهدة خفيفة في داخله ، 

ثم أغلق هاتفه وأطفأ المصباح الجانبي بجوار السرير


هذه الليلة مرشحة —— للأرق 


إذ إن عقله ، وهو مستلقٍ على السرير ، كان ممتلئاً بأفكار عن شيه يون تشي


بدا له وكأن هذا الرجل قد ألقى عليه تعويذة خفية منذ خمس سنوات ، 

جعلته يحتفظ بمشاعره نحوه طوال هذه السنوات


والآن ، بعدما أصبحا أخيراً معاً ، لم يعد يذكر حتى متى 

كانت المرة الأولى التي التقاه فيها


ولو طُلب منه أن يشرح لنفسه السبب ، لعجز عن ذلك


لماذا أحبه ؟ ولماذا استمر حبه كل هذا الوقت ؟ 


فالحب الذي يولد في فترة الشباب يبدو أكثر رسوخاً من غيره ، 

مفعماً بالسذاجة ، غير ناضج ، خالٍ من الحسابات


تفكر فيه ، تفكر فيه باستمرار ، ثم فجأة تدرك أن السنوات قد مضت


والآن، وقد تحقق هذا الحب القديم ، بات بإمكانه أن يخطّ على صفحة حياته عبارة

[ لقد تحققت أمنيتي ]

ثم يغلق وراءها كل ما مضى من ألم وظلم


كان مزاجه رائقاً بما يكفي ليصفح عن العالم بأسره 



يان لان في البداية ظن أنه لن ينام جيداً ، 

لكن ربما بسبب التعب من اللعب في الملاهي خلال النهار ، غلبه النعاس دون أن يشعر



في حوالي السابعة صباحًا ، أيقظه صوت فتح الباب


فتح عينيه الثقيلتين بصعوبة ، فرأى شيه يون تشي يدخل 

بهدوء، مرتديًا بدلة أنيقة ، واقفًا بجانب سريره


و في حالة من الدهشة ، ظن يان لان أنه ربما يحلم ، فحدق فيه

انحنى شيه يون تشي فجأة ، ومد يده ليلمس وجنته قائلاً : 

“ أنا ذاهب للعمل ”


يان لان، المتعب جدًا، رمش بعينيه كم مرة 


بدا له كأنه سمع شيئ ، لكنه في الوقت نفسه كأنه لم يسمع شيئ


فقط شعر باليد تلامس وجنته ، ثم اختفى الإحساس الدافئ


عاد للنوم نصف غافياً ، وعندما فتح عينيه مرة أخرى ، التقى بالعيون الزرقاء


لم يكن يعلم متى دخل تيانتيان، وكم من الوقت وقف 

بجانب السرير، يبدو وكأنه ينتظره ليستيقظ، فقط يحدق فيه هكذا


مد يان لان يده ولمس وجه الصغير ، رفع البطانية ، ونهض ، 

وتبعه تيانتيان كالذيل الصغير


عند الظهيرة ، 

لم يعد شيه يون تشي


أرسل رسالة عبر ويتشات إلى يان لان 


[ لا تذهب ، انتظر عودتي ]


[حسنًا، سأنتظرك، ركز في عملك ]


[ ستبقى الليلة أيضًا ، صحيح ؟ ]


[.]


[ لو ذهبت ، ستعود غدًا على أي حال . 

لما لا تبقى حتى نهاية العطلة في الحادي عشر؟  

لترافق تيانتيان؟ ]


[ سأفكر في الأمر ]


[ كم تحتاج من وقت للتفكير ؟ ]


[ أريد أن أعود لأخذ شيء ]


[ سأرسل السائق ليأخذك ]


[ لا حاجة ، سأركب الحافلة ]


[ سأرسل السائق ليأخذك ، وإذا لم تعد معه فسأفصله ]


[ فهمت…]


[ ولد جيد ]


كان يان لان يفتح الرسالة الأخيرة ويقرأها كل بضع دقائق


وبعد قراءتها، كان يرمي الهاتف جانبًا ، 

وبعد أقل من دقيقتين يلتقطه ويقرأها مجددًا ، 

مما أثر بشدة على سرعته في تركيب قطع الليغو


كان تيانتيان غير راضٍ بعض الشيء ، فانتهز الفرصة وخطف الهاتف ، 

وأخفاه تحت الوسادة ، ليمنع يان لان من التشتت


حين حان وقت قيلولة تيانتيان، استغل يان لان نومه وخرج بهدوء


كان السائق الذي استدعى شيه يون تشي قبل دقائق قد ركن 

سيارة مرسيدس سوداء عند الباب، جاهزًا لنقله إلى لكلية الفنون الجميلة في الجامعة 


ولئلا يترك السائق ينتظر طويلاً ، ركض يان لان عائدًا إلى السكن الجامعي


كان يانغ شياولي في السكن منشغلاً بالتمارين الرياضية

و حين رأى يان لان يعود مبكرًا ، 

تفاجأ وقال: “ لماذا عدت بهذه السرعة ؟”


عبث يان لان برأسه بحرج وأخرج هاتفه ليكتب : 

[ عدت لأخذ شيء ]


أوقف يانغ شياولي فيديو التمارين ومسح عرقه بمنشفة 

وقال: “ هل ستغادر مجددًا ؟”


كتب يان لان في هاتفه وسلمه له

ثم توجه إلى الشرفة ليجمع ملابسه


نظر يانغ شياولي إلى ظهره في حيرة ، 

وقرأ السطر الوحيد على الشاشة 


[ كنا معًا الليلة الماضية ]


: “ ماذا ؟!!” ( قال whaaaaat بالانقلش ) 


حاملًا ملابسه المطوية بعناية ، عاد يان لان مبتسمًا وهو 

يراقب تعبير يانغ شياولي المتحمس


“ ما الأمر ؟ هل اعترفت له، أم هو ؟”


استعاد يان لان هاتفه : [ قصة طويلة ، سأخبرك لاحقاً ]


نظر إليه يانغ شياولي بمشاعر مختلفة : “ هل تستطيع أن 

تتركني وحيدًا أُخمّن وأنتف شعري من الفضول ؟”


سرعان ما جمع يان لان أغراضه : [ سأرسل لك رسالة على ويتشات الليلة ]


رافقه يانغ شياولي حتى باب السكن ، 

ونظر إلى ظهره نحو الدرج وقال: “ عليك أن تتذكر ! لا تنسى! واهدأ !”


ركض يان لان خارج السكن متجهًا إلى بوابة الجامعة 


وعندما خرج من البوابة ، لمح من بعيد عدة أجسام طويلة ، 

بدوا كطلاب من كلية الرياضة


لم يعرهم اهتمامًا ، إذ كان عليه العودة قبل أن يستيقظ تيانتيان من قيلولته


وبمجرد أن صعد السيارة ، أخرج كيسًا كبيرًا من بسكويت 

من حقيبته وأعطاه للسائق

و ورقة صغيرة ملصقة عليه كتب عليها : [ شكرًا لك ]


تفاجأ السائق كثيرًا حين تلقى فجأة الكيس الكبير من البسكويت


التفت بشكل غريزي نحو الشاب الجالس في المقعد الخلفي، 

لكن الشاب الذي تربطه علاقة قريبة مع رئيسه اكتفى بإيماءة رأس خفيفة له



—————-


عاد شيه يون تشي إلى المنزل في الثامنة مساءً


كان يان لان وتيانتيان قد استحمّا وارتديا بيجاماتهما، 

وكانا يلعبان بمجموعة ليغو التايتانيك


عندما سمع صوت محرك السيارة في الأسفل ، 

توجه يان لان إلى النافذة ليرى ، 

ثم حمل تيانتيان الذي لا يزال جالسًا على الأرض ، 

ونزل إلى الطابق الأرضي منتظرًا دخول شيه يون تشي من الباب



ربما لم يكن يتوقع رؤيتهما فور دخوله ، فكان تعبير وجه 

شيه يون تشي واضحًا عليه الدهشة، ثم أظهر ابتسامة 

متعبة إلى حد ما، وقال : “ لقد عدت ”


أنزل يان لان رأسه ولمس خصلات شعر تيانتيان المجعدة الصغيرة 


عبس تيانتيان، بدا عليه الخجل، لكنه في الحقيقة توجه نحو شيه يون تشي وعانقه بقوة


و قبل أن يتمكن شيه يون تشي من الرد ، 

ترك تيانتيان ذراعيه وركض مبتعدًا

و عاد مسرعًا إلى الطابق العلوي واختفى في غمضة عين


سحب يان لان نظره ، وارتسمت على عينيه ابتسامة ، 

وفسر لشيه يون تشي قائلاً : “ إنه خجول ”


ابتسم شيه يون تشي أيضًا ، وغيّر حذاءه قائلاً : “ لقد عانقته 

كثيرًا خلال الأيام الماضية ، فلماذا يخجل الآن ؟”


رد يان لان : “ العناق منك مختلف عن مبادرة منه بنفسه ”


شيه يون تشي: “ كيف يختلف ؟”


يان لان: “ العناق يعبر عن الحب . عندما تعانقه أنت ، فهذا لأنك تحبه . 

وعندما يعانقك هو — فهذا لأنه يحبك . إنه يعبر عن حبه ، 

لذا بالطبع يشعر بالخجل .”


وقف شيه يون تشي في مكانه متأملاً قليلاً ، ثم فتح ذراعيه نحوه



تقدم يان لان بخطوتين مطيعًا واستقر في أحضانه

وجسده ملتصق به، وذراعيه ملفوفتان بإحكام حول خصره القوي



شيه يون تشي: “ اشتقت لك مومو ”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي