Ch27 | IOWY
بسبب إصرار يانغ شياولي، خرج يان لان معه من مبنى
السكن الجامعي بعدما أنهى توضيب الملابس والكتب التي سيأخذها معه
الوقت لا يزال نهارًا ، ولم يحن بعد غروب الشمس ،
لذا أرجاء الحرم الجامعي مليئة بالطلاب
وعندما رأى يان لان هؤلاء الطلاب ، كانوا هم أيضًا قد رأوه
لكن ، بخلاف المعتاد ، أولئك الأشخاص ، سواء كانوا
مألوفين له أو غرباء ،
لم ينادوه بحرارة وأدب كما اعتادوا ،
و لم يطلقوا عليه 'سينباي' كما كانوا يفعلون ،
بل اكتفوا بالنظر إليه بصمت ،
وإلى يانغ شياولي بجانبه ، وهم يمران أمامهم ،
ثم بدأوا يتهامسون معًا
يان لان لم يحاول الاستماع إلى ما يقولونه ،
إذ لم يكن يتوقع منهم أي كلام جيد ،
وهو أصلاً قد قرأ ما يكفي من الكلمات الجارحة اليوم
مهما بلغ ضجيج العالم الرقمي ،
ومهما كان سقوطه مدويًا في أعين بعض الناس ،
إلا أن لا أحد يجرؤ على مواجهته بالكلام وجهًا لوجه في الحياة الواقعية ،
لأن الحقيقة تبقى كما هي—كل ما يجري في الإنترنت لا
علاقة له فعليًا بهؤلاء الأشخاص ،
لذا لا يملكون الشجاعة الكافية لمواجهته مباشرة
يان لان لم يكن يخاف منهم ،
ولم يكن يخشى أولئك الذين أهانوه في العالم الافتراضي،
لكنه رغم ذلك لم يستطع تجاهل شعور الضيق الذي
اجتاحه من هذا النوع من “الاهتمام” الذي يلاحقه في كل مكان
الشيء الوحيد الذي استطاع فعله هو أن يقف مستقيمًا ،
مرفوع الرأس ، دون أن يحيد بنظره عن طريقه
أما يانغ شياولي، فكان يسير إلى جانبه بوجهٍ غاضب أشبه
بوجه حارس شرس،
وكأن من يتجرأ على قول كلمة سيئة لِيان لان سيتلقى منه لكمة فورية
ورغم أن بنيته نحيلة ،
فإن حضوره الغاضب كان يبعث على الرهبة
وبفضله ، لم يتعرض يان لان لأي مضايقة حتى خرجا بسلام من بوابة الجامعة
كانت سيارة المرسيدس التي كانت تنقله سابقًا إلى أكاديمية
الفنون الجميلة تنتظرهما على جانب الطريق
أمسك يانغ شياولي بيده بقوة ثم عانقه وقال بحزم :
“ سيكون كل شيء على ما يرام مومو . الكذب سيبقى كذبًا .
حين يعود شيه يون تشي، سيعرف الجميع أنهم كانوا
مخطئين ، وأنك لست ذلك الشخص الذي يصفونه .”
لم يستطع يان لان منع ابتسامة من الظهور على شفتيه،
فربت على ظهره بلطف ، ثم استدار وصعد إلى السيارة
وبعد أكثر من نصف ساعة ، طرق باب عائلة شيه
كان تيانتيان في غرفة المعيشة ينتظره ،
وما إن رآه حتى هرع إليه وأمسك بيده
ابتسمت الخادمة وقالت وهي تشرح :
“ السيد شيه اتصل وأخبرني أنك ستأتي للإقامة هنا يومين،
وطلب مني أن أخبر تيانتيان بذلك .
وما إن عرف حتى جلس ينتظرك هنا في غرفة المعيشة .”
نظر يان لان إلى تيانتيان، ثم انحنى ولمس شعره المجعد الناعم بلطف،
وأمسك بيده ليصعد معه إلى الطابق العلوي لمساعدته في أداء واجباته المدرسية
في المساء ،
أعدت الخادمة عدة أطباق منزلية بسيطة ،
ومعها قدر من حساء الذرة مع أضلاع اللحم
و جلس الثلاثة حول طاولة الطعام يتناولون العشاء
نظرت الخادمة إلى تيانتيان الذي كان يأكل بصمت وهو مطأطئ الرأس ،
ثم تنهدت بخفة وقالت ليان لان:
“ في الواقع ، خلال الأيام التي لم يكن فيها السيد شيه
بالمنزل ، لم تكن حالة تيانتيان النفسية جيدة ،
كان يأكل أقل من المعتاد .
قبل سفر السيد شيه ، كان يحرص دائمًا على تناول العشاء
مع تيانتيان إن استطاع ،
وإن حال ارتباطه بعشاء عمل دون عودته مبكرًا ، فإنه كان
يرجع إلى المنزل على الأقل في الثامنة أو التاسعة مساءً،
فيلحق الصغير رؤيته قبل النوم .”
ثم تابعت ، وقد اصبحت تنظر نحو يان لان:
“ منذ سفر السيد شيه لعدة أيام ، لم يكن تيانتيان يعبّر عن
مشاعره ، لكنني رأيته أكثر من مرة واقفًا بجانب النافذة ،
يحدق خارجًا في انتظار سيارة السيد شيه ،
عندها عرفت أنه يشعر بالوحدة .”
قالت ذلك ، ثم نظرت إلى يان لان نظرة ذات مغزى ، وأضافت :
“ لهذا السبب ، عندما علم أنك ستأتي ،
بقي ينتظرك في غرفة المعيشة طوال الوقت .”
استمع يان لان إلى كلامها وقد بدأ قلبه يعتصر ألمًا
عالم تيانتيان ضيق للغاية ، فعدا معلميه لباقي المواد ،
لا يرى في يومه إلا عدد قليل من الناس يمكن يمكن عدّهم
على أصابع اليد الواحدة
في السابق، لم تكن علاقة تيانتيان بشيه يون تشي جيدة،
وكان ينزعج كلما رآه، فضلًا عن أن يشتاق إليه
لكن بعد تحسّن العلاقة بينهما، وانتقال شيه يون تشي
للعيش في المنزل، بدأت تظهر على الصغير علامات
الاعتماد عليه، ولم يكن ذلك خافيًا لا على الخادمة ولا على يان لان
لذا، حين سافر شيه يون تشي وابتعد عن المنزل،
شعر تيانتيان بعدم الأمان،
وبدأ يبحث عنه دون وعي، مترقبًا ظهور سيارته تحت المبنى
نظر يان لان إلى تيانتيان الجالس بجانبه وهو يأكل بهدوء،
وفجأة تذكر ذلك اليوم حين قال شيه يون تشي للصغير: “ العم سيكون معك ، والأستاذ سيكون معك”…
لكن النتيجة كانت أن كلا البالغَين خيّبا أمله
شعر يان لان بوخز في قلبه من شدة الذنب
كان يعلم في قرارة نفسه أن انشغاله لم يكن عذرًا كافيًا ،
فحتى مع مشاغله ، كان بوسعه أن يجد وقتًا ليزور تيانتيان،
خاصةً في غياب شيه يون تشي
حتى مجرد الجلوس معه لبناء مكعبات الليغو ربما كان
كافيًا ليرفع من معنوياته ،
ويجعله يشعر بأنه ليس وحيدًا تمامًا
و بسبب هذا الإحساس بالتقصير ، قضى يان لان الليلة في
اللعب مع تيانتيان بجميع الألعاب التي أرادها،
حتى حان وقت نومه، فاضطرا للتوقف على مضض
مع وعد من يان لان أنه سيلعب معه غدًا على جهاز الألعاب
بعد أن خرج من غرفة نوم تيانتيان،
اتجه يان لان وهو يحمل حقيبته نحو غرفة الضيوف دون تفكير ،
لكن عندما فتح الباب ، وجد السرير خاليًا تمامًا ،
بلا أغطية أو حتى شرشف
شعر بالارتباك
{ أيمكن أن الخالة قد نسيت أنني سأقيم هنا ؟ }
كان الوضع محرجًا بعض الشيء …
{ كيف لي أن أطلب منها تجهيز السرير لي ؟
ماذا عن الوسادة ؟ والبطانية ؟ }
وفي حيرته ، صعدت الخادمة ورأته واقفًا أمام غرفة
الضيوف محدّقًا في الداخل، ففوجئت وسارعت بالتوضيح :
“ آه !! أستاذ يان السيد شيه طلب مني ألا أجهز غرفة
الضيوف، قال إنك ستقيم في غرفته .”
ازدادت علامات الحيرة على وجه يان لان ونظراته أصبحت أكثر غموضًا
أومأت الخادمة بقوة وأكدت من جديد :
“ هذا ما قاله السيد شيه تمامًا ، لذا لم أرتب غرفة الضيوف .
أما المنشفة وفرشاة الأسنان التي استخدمتها من قبل ،
فقد وضعتها في غرفة النوم الرئيسية .
السيد شيه قال إنك تستطيع استخدام كل ما فيها .”
يان لان لم يكن يشكك في صدق كلامها ،
لكنه لم يفهم سبب هذا التغيير المفاجئ
في السابق، حين كان يقيم هنا، كان ينام في غرفة الضيوف دائمًا
لكن الآن، أن يطلب منه شيه يون تشي الإقامة في غرفته
الشخصية—وخاصةً في غيابه—جعله يشعر أن في الأمر
شيئًا غريبًا، وكأن الوضع… ليس لائقًا تمامًا
لكن بما أن غرفة الضيوف غير صالحة للنوم الآن،
والخادمة ملتزمة تمامًا بتعليمات شيه يون تشي،
فهي بالتأكيد لن تسمح له بالمبيت فيها
وبالتالي، لم يعد أمامه خيار سوى النوم في غرفة النوم الرئيسية
رأت الخادمة أن يان لان لا يزال واقفًا في مكانه دون أن يتحرك،
ففهمت على الأرجح أنه يشعر بالحرج، فابتسمت وقالت :
“ الأستاذ يان مرتبط بالسيد شيه ، ومن الطبيعي أن ينام
العشاق في سرير واحد ،
فكيف إذا كان هو من طلب بنفسه أن تنام في غرفته ؟”
شعر يان لان أن أذنيه قد بدأتا تسخنان من شدة الحرج
أكملت الخادمة قائلة :
“ بما أن هذا من طلب السيد شيه ، فلا داعي لأن تشعر
بالحرج يا أستاذ يان ، وإلا فالسيد شيه سيظن أنك تنفر منه .”
شعر يان لان بشيء يتحرك في داخله عندما سمع هذا ،
فرفع عينيه ونظر إلى الخادمة ،
ثم لوّح بيده مشيرًا بلغة الإشارة وهو يبتسم بسخرية خفيفة :
" هل هو من لقّنك هذا الكلام ؟ "
ضحكت الخادمة وهي تومئ برأسها ، ثم قالت:
“ تصبح على خير يا أستاذ يان ، ارتح باكرًا ، السيد شيه
سيعود قريبًا على الأرجح .”
يان لان: " تصبحين على خير "
دخل إلى غرفة النوم الرئيسية ،
ووضع حقيبته على الأرض دون اهتمام، ثم فتح هاتفه،
وما إن أعاد الاتصال بالشبكة تلقائيًا،
حتى بدأ الجهاز يهتز بلا توقف
كان ذلك يعني أنه تلقى عددًا كبيرًا من رسائل ويتشات
فتح الهاتف ، وإذا به يرى أن معظم الرسائل من يانغ شياولي،
أرسل له أكثر من عشر رسائل، وكانت معظمها روابط لمنشورات على ويبو
شعر يان لان بالريبة وبدأ يفتح الروابط واحدًا تلو الآخر
كانت الروابط الأولى تشير إلى منشورات من حسابات تسويقية ،
لكن نبرة الطرح فيها كانت مختلفة تمامًا عن تلك التي
ظهرت صباحًا والتي كانت تهاجمه
لم يُذكر اسمه فيها صراحةً ، بل كانت تتناول الحدث من زاوية أكثر عقلانية
كان مضمون المنشورات يدين بشدة تصرف المصوّر
المتطفل الذي انتهك خصوصية الأفراد غير المشاهير
وفضحهم على الإنترنت
ثم انتقدوا تلك التحليلات المنتشرة التي تجاوزت حدود الموضوعية ،
واتسمت بنظرة منحازة تهدف إلى تحريض المتابعين على التنمّر الإلكتروني
ثم تطرقت المنشورات لتحليل نفي ياو جيني السابق لعلاقتها ،
مشيرين إلى تصريحاتها الرسمية ، بل قاموا بتحديد
العبارات والكلمات المفتاحية بدقة ،
وكأنهم يشرحون نصًا في اختبار للفهم القرائي ،
ولفت انتباه المتابعين لما هو مهم حقًا
وكانت هناك عدة منشورات مشابهة ، لم تذكر اسمه ،
بل دعت الجمهور إلى التحلي بالعقلانية،
حتى أن إحدى الحسابات نشروا مادة قانونية تنبّه صاحب
تحليل “العشرة آلاف مشاركة” إلى العواقب القانونية
المحكمة العليا: [ نشر شائعات تُعاد مشاركتها أكثر من 500 مرة قد يؤدي إلى عقوبة بالسجن.
من يختلق وقائع ويشهّر بالغير ، إذا كانت الظروف خطيرة ،
يُعاقب بالسجن حتى ثلاث سنوات أو بالحبس أو بالحرمان
من الحقوق السياسية ]
ضحك يانغ شياولي بشدة وكتب له:
[ هههههههههههههههههههههههه
هل رأيت ؟
صاحب التحليل الشهير جعل المنشور خاص ولم يعد مرئي للآخرين .]
[ زوجك حرك جيوشه الإلكترونية وسيطر على اتجاه الرأي العام ،
رأيت الكثير من الناس بدأوا يغيّرون نبرتهم .]
كان يان لان أثناء تصفحه للروابط يطّلع على تعليقات
المتابعين في قسم التعليقات الترند ،
ولاحظ فعلًا غياب الشتائم التي كانت تُكال له من دون تمييز ،
بل رأى تعليقات تقول إن ياو جيني وشيه يون تشي لم يسبق
لهما أن أعلنا عن علاقة رسمية ،
بل إن ما نشراه كان مجرد نفي للعلاقة ، فهل هذا يعني أنهما كانا معًا أصلًا ؟
وبعد أن أنهى قراءة كل الروابط ، عاد إلى تطبيق ويتشات،
فرأى أن يانغ شياولي أرسل له رسالة أخرى :
[ يبدو أن بحلول الغد صباحًا ، سيكون المتابعون قد هدأوا تمامًا .]
ردَّ يان لان:
[ آمل ذلك ]
وبعد أن أرسل رده إلى يانغ شياولي، أغلق نافذة المحادثة،
ثم فتح المحادثة المثبّتة مع شيه يون تشي
تردد قليلًا، ثم كتب وأرسل:
[ في الحقيقة ، يمكنني النوم في غرفة الضيوف ]
استغرق شيه يون تشي بضع دقائق ثم رد عليه :
[ أنت لست ضيف ، فلا تستخدم غرفة الضيوف دائمًا ]
[ هل أنا أول شخص ينام في غرفتك ، باستثناءك طبعًا ؟ ]
[ نعم ]
[ ~ ]
[ ما معنى هذا الرمز ~؟ ]
[ يعني أنني سعيد ]
[ بما أنك سعيد ، فدعني أسألك شيئًا : عندما أعود ،
هل يمكنك أن تستمر في النوم في غرفة النوم الرئيسية ؟
أقسم لك أنني لن أفعل شيئًا أبدًا !!!! ]
[ … هل أنا طلبت منك أن تقسم ؟ ]
[ حسنًا، لن أقسم إذًا . فهل توافق ؟ ]
[ . ]
[ هذا يعني أنك توافق . وإن كنت تكذب علي، فسأحوّل
كل غرف الضيوف إلى غرف ألعاب لتيانتيان، وعندها ، إن
عدت في المستقبل، لن يكون أمامك إلا أن تنام في غرفتي ]
[ … فهمت ، لا تهدر المال ]
[ أنا على وشك صعود الطائرة ، ألن تقول لي شيئًا لطيفًا ؟
ولا تقل (أشتاق إليك)، فقد سمعتها بالفعل ]
[ عُد سريعًا ~ ]
[ كلمات الأغاني لا تُحسب ]
⸻
في مطار أرلاندا الدولي البعيد ، انتظر شيه يون تشي
لدقيقتين كاملتين حتى تلقى من حبيبه الخجول
تلك ' الكلمات اللطيفة ' التي طلبها —
ايموجي كتب عليه “ أحبك ”،
لقطّ يُمسك وردة حمراء بين أسنانه
ضحك شيه يون تشي وسأله:
[ وهذه تُعدّ كلمات لطيفة ؟ ]
لكن يان لان لم يرد ، وتظاهر بأنه غير متصل
⸻
في صباح اليوم التالي ،
هبطت طائرة شيه يون تشي في الساعة الثامنة صباحًا
تمامًا كما حدث عندما عاد من السويد في المرة الماضية،
كانت عدة وسائل إعلام وصحفيين بانتظاره في المطار
لكنه، كما هي عادته، لم يُعرهم أي اهتمام
مهما سألوه، لا يجيب ولو بكلمة واحدة
وبعدما ركب السيارة ، التفت إليه السكرتير لين من المقعد الأمامي وسأله :
“ هل نعود مباشرة إلى الشركة سيدي ؟”
رد شيه يون تشي:
“ لا، نعود إلى المنزل أولًا . أريد تناول الإفطار معهم .”
قال “معهم”، لكن في هذا الوقت المبكر حتى السكرتير لين
يعلم أن تيانتيان لم يستيقظ بعد
و كان واضحًا أنه يريد رؤية يان لان
بعد نصف ساعة تقريبًا ، توقفت السيارة عند بوابة الفناء
نزل شيه يون تشي من السيارة وما إن فتح الباب حتى رأى يان لان واقفًا عند المدخل، بملابس النوم، وكأنه كان في
انتظاره، يتناول شيئًا ما
ابتسم شيه يون تشي لا شعوريًا، ثم دفع البوابة الحديدية
المزخرفة ودخل متجهًا نحو الشاب الواقف على الدرج
وما إن اقترب حتى تبيّن أن يان لان كان يحمل في يده قطعة من ' باوزي ' ( فطيرة محشوة باللحم)
كان يان لان يرتدي بيجاما خضراء داكنة فضفاضة قليلاً،
ويقف بلا تكلف في خفّ منزلي،
يأكل الفطيرة بينما يحدّق في شيه يون تشي دون أن يرمش
قال شيه يون تشي وهو يبتسم:
“ هل ستشاركني ؟”
نظر يان لان إلى الفطيرة التي لم يتبقَ منها سوى نصفها،
فكر قليلاً ثم نزل بضع درجات،
ومدّ له الجزء الذي يحتوي على أكبر قدر من الحشوة إلى فمه ،
فلما أخذ منها قضمة ،
سحبها يان لان بهدوء واستدار عائدًا إلى الداخل
لكن شيه يون تشي مدّ يده وأمسك بمعصمه:
“ فقط قضمة واحدة ؟”
أشار يان لان بيده التي تمسك الفطيرة نحو البوابة ،
كأنه يقول ' يوجد المزيد بالداخل '
رد شيه يون تشي:
“ أنا لا أريد غير التي في يدك ، طعامك ألذ .”
نظر يان لان إليه بنظرة جانبية ثم ناوله آخر ما تبقّى من الفطيرة ، وسحبه معه ليصعدا الدرج معًا
وقبيل دخولهما ، جذب شيه يون تشي يده فجأة وأحاطه بذراعيه ليضمه إلى صدره ،
ولفّ ذراعه الأخرى حول خصره بإحكام ،
ثم قال بصوته العميق المصحوب بابتسامة واضحة:
“ هذه البيجاما التي ترتديها… تبدو مألوفة…
أليست لي ؟”
يتبع
اءءءء يلبس ملابسه متى وصلنا لذي المرحلة
ردحذف