Ch28 | DJPWNK
في مطعم الوجبات السريعة الذي كان على وشك الإغلاق،
كان الأطباء الثلاثة الذين تصادف وجودهم هنا يتناولون
وجبة خفيفة في الليل
كان لي شنغ وتشانغ تشنغ يراقبان شين فانغ يو وهو يرد
على مكالمة هاتفية ،
وفجأة بدا وكأنه أصبح تمثالًا من الشمع ،
متجمّد في مكانه وهو يمسك بالهاتف
لي شنغ : “ ما الأمر ؟”
عاد شين فانغ يو إلى وعيه فجأة ،
نظر إلى الهاتف الذي أُغلقت المكالمة من جهته الأخرى ،
ثم نظر إلى الساعة ، وتمتم بقلق :
“ يجب أن أذهب…”
و همس : “ ما خطب جيانغ شو؟ هل لديه مؤقّت ؟
ما هذه السرعة ؟”
: “ جيانغ شو اتصل بك؟”
قال تشانغ تشنغ ، متذكّرًا المرة الماضية حين كان يأكل هو
وشين فانغ يو أسياخًا مقلية ،
فأرسل له جيانغ شو فجأة وأخذه بعيدًا ،
والآن وقد تكرّر المشهد ، لم يستطع منع نفسه من المزاح :
“ ما الذي أمرتك به جلالة الملكة هذه المرة ؟”
لم يرد شين فانغ يو ، بل وقف فورًا ،
حمل سترته على ذراعه ،
وأخرج هاتفه ليدفع الحساب
قال وهو يلوّح لهما:
“ تابعا طعامكما ، لديّ أمر طارئ وسأذهب الآن .”
ربت على كتف لي شنغ ، الذي كان جالسًا قربه ، ثم لوّح
بيده لإيقاف سيارة أجرة كانت تمر في الشارع
: “ هل حدث شيء في المستشفى؟” سأل لي شنغ الذي لم
يكن يعرف تفاصيل ما حدث في المرة السابقة ،
: “ ما الذي قلته قبل قليل عن جلالة الملكة ؟
هل هذا اللقب الجديد الذي أطلقتَه على الطبيب جيانغ ؟
وهل يعرف الطبيب جيانغ بالأمر ؟”
على عكس تشانغ تشنغ ، الذي كان طبيبًا مقيماً في قسم
النساء والولادة ،
كان لي شنغ يعمل في مستشفى مختلف ،
وكان زميل دراسة سابق لكل من جيانغ شو وشين فانغ يو ،
وصديقًا قديمًا لهذا الأخير ،
لذا لم يكن يتحدث بنفس العفوية ، وكان أكثر تحفظًا في كلامه
و بدا تشانغ تشنغ متحيّرًا أيضًا
مرة واحدة قد تُعدّ صدفة ،
لكن أن يغادر شين فانغ يو فجأة للمرة الثانية بهذا الشكل ،
فذلك يعني أن الأمر لا بدّ وأن يكون طارئ ،
لا سيما مع طبيب لا يبدو عليه القلق بسهولة ،
لذا أيّد تخمين لي شنغ :
“ أظن كذلك .”
: “ لكن… جلالة الملكة ؟” لا يزال الفضول يأكل لي شنغ
: “ كُلْ، كُلْ، كُلْ!” قاطع تشانغ تشنغ أسئلته على الفور ، وهمس له بتحذير :
“ إياك أن يسمعك الطبيب جيانغ .”
——————-
في هذه الأثناء ،
شين فانغ يو —- الذي بدا في أعين زملائه وكأنه يهرع إلى
المستشفى في مهمة طبية عاجلة ،
في الواقع… كان يجادل سائق التاكسي بشأن أمر شخصي جدًا —
: “ سيدي ، أرجوك ، كن طيبًا وانتظرني خمس دقائق فقط ،
سأشتري شيئًا وأعود فورًا .”
كان شين فانغ يو ينظر إلى صاحب محل كعك البوزاي
الذي على وشك إغلاق باب المحل ، وبدأ العرق يتصبّب من كفيه
كان من الصعب العثور على سيارة أجرة في هذه المنطقة ،
لذا أراد شين فان غيو من السائق أن ينتظره حتى ينتهي من
شراء كعك البوزاي،
وإلا فلن يتمكن من اللحاق بالموعد الذي حدّده له جيانغ شو
لكن السائق قال بنبرة ضيق:
“ هل تدري كم طلبًا يمكنني أخذه في خمس دقائق ؟
ثم إن المسافة المتبقية قصيرة ، ولن أستفيد شيئ ،
من الأفضل أن أجد راكبًا جديدًا يدفع لي أجرة أخرى .”
وكان على وشك أن يُنزله من السيارة
فأخرج شين فانغ يو ورقة نقدية من فئة مئة يوان من محفظته ، ومدّها إليه قائلًا برجاء :
“ أرجوك يا عم، أنا فعلاً في عجلة من أمري .”
فما إن لمح السائق المال حتى تلألأت عيناه ،
ووضع النقود في جيبه في الحال ،
وتبدلت ملامحه كأنه ممثل بارع في أوبرا سيتشوان يبدّل قناعه ،
وابتسم ابتسامة عريضة وقال بلطف مفاجئ :
“ لا بأس ، هذا العم رجل طيب ولا يتعجل الأمور .”
“…”
شين فانغ يو ، ولأول مرة في حياته ،
صُدم من رؤية شخص أكثر جرأةً ووقاحة منه
قال السائق وهو يبتسم في ودّ:
“ لا تقف هكذا ، هيا اذهب .”
ففتح شين فان غيو باب السيارة وركض باتجاه محل كعك البوزاي
رآه صاحب المحل من بعيد وهو يهم بإغلاق المحل ، فناداه قائلًا:
“ انتهى وقت العمل ، عد غدًا !”
لكن شين فان غيو كان متمرّسًا ،
فوضع بعض المال على الطاولة فورًا وقال بتوسّل :
“ أرجوووووك ، أنا في عجلة من أمري ، دعني أشتري بسرعة"
لكن المفاجأة أن صاحب المحل لم يكن من أولئك الذين يستسلمون للمال ، فلوّح بيده وقال :
“ لا يمكن ، أغلقت المحل ،
وقد جمعت كل شيء في المطبخ ،
وأريد أن أعود بسرعة إلى المنزل لأنوّم طفلي .”
شعر شين فانغ يو أن الأمر يتطلب أسلوبًا آخر ،
فغيّر نبرته فورًا إلى نبرة مأساوية ،
وقال بإخلاص ممزوج بالحزن ،
مشيرًا إلى مبنى مستشفى جيوهوا البعيد :
“ يا عم .. حبيبي ضعيف الحال ، لا يستطيع الاعتناء بنفسه ،
إنه في حالة حرجة ، وقد قال الأطباء إنه لن يعيش حتى
الصباح… وكل ما يطلبه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة هو أن
يتذوّق قطعة واحدة من كعك البوزاي خاصتك !! .”
( الضمير المستخدم هنا في اللغة الصينية لا يحدد
الجنس، فقد يكون الحبيب ذكرًا أو أنثى )
حدّق صاحب المحل في الشاب الحزين أمامه بتردّد وقال:
“ هل تقول الحقيقة ؟”
أومأ شين فانغ يو برأسه بقوة، وعيناه ممتلئتان بالرجاء، وقال متوسّلًا :
“ اعتبرها حسنة ، وسيذكرك بخير في السماء ….”
ثم خفّض صوته وأضاف بأسى:
“ وإلا، فلن يرتاح كروح ،
وقد يعود شبحه كل يوم ليطارد محلك ،
ولن يدعك——”
: “ توقف، توقف، توقف !”
قاطعته صاحب المحل ، وقد غطّى العرق جبينه
ارتجف جسده في نسيم الخريف البارد ،
وكأن الشبح الذي تحدث عنه قد بدأ يقترب بالفعل
: " شكرًا لك يا أخ !"
أخفى شين فانغ يو تعابير الحزن المصطنعة،
واستبدلها بنظرة صادقة مليئة بالامتنان،
ناظرًا إلى صاحب المحل وكأنّه لم يكن يختلق قبل قليل
قصص الأشباح ليرغمه على البيع
أدار صاحب المحل رأسه وسعل سعلتين بصوتٍ عالٍ
ثم تنهد قائلًا:
" حسنًا... من يجعلني رجلاً طيبًا !"
تراجع عن سحب باب المحل ،
واتجه إلى المطبخ الخلفي ليفتح الثلاجة ،
وصاح بصوتٍ ثقيل وهو ينظر إلى شين فانغ يو من الداخل:
" ما النكهة اللي تحبها زوجتك ؟"
: " الفاصوليا الحمراء !"
أدار شين فانغ يو وجهه بسرعة تفوق تقليب الصفحات ،
ولم يكن في مزاج يسمح له بتصحيح سوء فهم صاحب
المحل بشأن ' زوجته '
: " حاضر !"
لم يتردد صاحب المحل على الإطلاق، ولم يسأل حتى عن الكمية ،
بل جمع كل كعك البوزاي بالفاصوليا الحمراء المتبقي في
الثلاجة ، ووضعه في كيس وسلّمه له
قال شين فانغ يو بتردد :
" لا داعي لكل هذه الكمية..."
لكن البائع ردّ بحزم :
" لا بأس ، خذها كلها ، بلا مقابل ..."
ثم أضاف بروحٍ كريمة:
" قلتَ إنها حسنة ، خذها .
أنا فعلًا مستعجل ، وإلا سيقلق ابني إذا تأخرت ."
ورغم أن وجه شين فانغ يو صار أكثر سماكة من جدران
المدينة لكثرة ما اعتاد المواقف المحرجة ،
إلا أن ضميره لم يسمح له باستغلال الموقف ،
فرفض أخذها مجانًا أكثر من مرة ،
ثم أخرج بطاقة مواقف من حقيبته وقال :
" هذه بطاقة مواقف لمستشفى جيوهوا، فيها 200 ساعة، خذها ."
تجمد البائع للحظة ، ثم لوّح بيده قائلًا:
" رسوم المواقف في المستشفى غالية جدًا ،
ونحن عادةً لا نجرؤ الذهاب بسياراتنا عندما نزور أحد
حتى ... بطاقتك هذه بالتأكيد غالية ."
كان الأطباء والممرضون يمضون معظم وقتهم في المستشفى ،
ولو كانت تسعيرة المواقف مثلها مثل تسعيرة العامة ،
لما كفتهم رواتبهم لدفعها
شين فانغ يو وفريقه كانوا يستخدمون بطاقات مواقف خاصة بالموظفين
ومؤخرًا، أقيمت حملة تخفيضات مثل "اشترِ خمسًا وخذ واحدة مجانًا" أو "اشترِ عشرًا وخذ اثنتين"
ولمنع الاتجار بها ، تم تحديد عدد البطاقات التي يمكن لكل
موظف شراؤها ،
وغالبًا لا يحصل الواحد على أكثر من بطاقتين لأقربائه أو أصدقائه
اشترى شين فانغ يو عدد البطاقات الأقصى المسموح به،
وكان يكفيه حتى موعد العرض القادم
ما دفعه في تلك البطاقة يعادل تقريبًا قيمة كعك البوزاي،
لكنه لم يكن يستطيع أن يفضح كذبته السابقة،
لذا تابع تمثيله بنبرة حزينة وقال :
" على أي حال، هو راحل... ولن احتاجها بعد الآن .
خذها... وكن بخير ."
شعر صاحب المحل فجأة أن البطاقة في يده تزن ألف كيلو ،
فنظر إلى شين فانغ يو وأومأ له بجديّة ،
وقد تأثر تمامًا بكلماته
بعد أن ودّع صاحب المتجر ،
حمل شين فانغ يو كيس كعك البوزاي الثقيل في يده ،
وعاد إلى سيارة الأجرة بخطى متراخية
وبعد أن فكّر قليلًا ، قرر أن يُهدي نصفها للسائق
فلو ذهب إلى منزل جيانغ شو وهو يحمل هذا الكم من كعك البوزاي،
فسيُقابل حتمًا بنظرة فارغة ، ومعها لقب ' دلو الأرز '
( دلو الأرز : تعبير يُستخدم لوصف الشخص عديم الفائدة )
أبدى السائق سعادة بالغة بعد أن تلقّى الأجرة والوجبة الخفيفة ، ثم مازحه بلا مبالاة قائلًا:
“ هل أنت على عجلة من أمرك للقاء حبيبتك؟”
فتح شين فانغ يو شاشة هاتفه ،
ونظر إلى ضيق الوقت ،
ثم علّق بجدّية على ' خصائص' جيانغ شو قائلًا:
“ ليست حبيبة ، بل سلف صغير .”
———
في الساعة 10:29،
وبعد أن هرع كما لو كان الأمر مسألة حياة أو موت،
طرق شين فانغ يو أخيرًا باب منزل ' السلف ' جيانغ شو وهو
يحمل حقيبة سفر
نظر جيانغ شو إلى ساعته ،
ثم فتح الباب وحدّق في شين فانغ يو اللاهث الواقف أمامه،
وقال بعد لحظة صمت :
“ لقد انتهى الوقت .”
: “ مستحيل !!! ” قالها شين فانغ يو وهمَّ بإخراج هاتفه ليتحقق
لكن جيانغ شو أشار إلى الساعة في غرفة الطعام وقال:
“ في منزلي ، نعتمد توقيت منزلي "
: “ هيه لاااا … جيانغ شو !! هذا غير عادل ...” دخل شين
فانغ يو وأغلق الباب خلفه ،
تاركًا حقيبته عند المدخل : “ ليس من حقك تحديد
التوقيت ، لقد وصلت في الموعد .”
أخذ جيانغ شو كيس كعك البوزاي منه ،
وأشار إلى الشبشب المخطط على الأرض قائلًا :
“ ارتدِي هذا "
: “ وأيضاً لم أدخل منزلك رسميًا بعد ،
فلماذا ينبغي عليّ الالتزام بتوقيتك ؟
الساعة في هاتفي مضبوطة على توقيت مستشفى جيوهوا، ولا يمكن أن—”
كان شين فانغ يو يرفع أكمامه مستعدًا للجدال مع جيانغ شو
فلم يُدرك مغزى كلامه في البداية…
لكنه توقف فجأة في منتصف الجملة
: “ ما الذي قلته للتو ؟”
نظر جيانغ شو إليه بنظرة ، ثم اتجه نحو المطبخ حاملًا كعك البوزاي
كان عقل شين فانغ يو يعيد تكرار الكلمات ،
وبينما تُرك واقفًا عند الباب ، صرخ بأعلى صوته :
“ هل تطلب مني أن أبدّل حذائي وأدخل ؟!”
أخرج جيانغ شو قطعة من الكعك من الكيس وأخذ قضمة منها
جاء قوام كعكة البوزاي أفضل مما تخيّله ،
كانت طرية وحلوة ،
وامتزاج الفاصوليا الحمراء العطرة والحلوة أعطاها الرطوبة المثالية ،
فترك طعمها عبيرًا بين الشفاه والأسنان
وبين لحظة وأخرى ، شعر أن شهوته قد رويت ،
فنظر إلى ما تبقى من الكعك ، وأحس بشيء من السعادة الصغيرة
وفي الوقت نفسه ، شعر أن شين فانغ يو رجل التوصيل
المتحمس الذي أنهى مهمته ، أصبح وجوده زائدًا بعض الشيء ~~
فعاد إلى الباب ومعه بقية كعك البوزاي، وقال بنبرة تحذيرية:
“ إذا سألت مجدداً ، ستُطرد .”
فأغلق شين فانغ يو فمه مطيعًا ،
وارتدى الشبشب الذي أشار إليه جيانغ شو
: “ هل هو لذيذ ؟” قالها وهو يلتقط عبوة معقّم اليدين التي
وضعها جيانغ شو في الممر ، وبدأ في تنظيف يديه
أومأ جيانغ شو برأسه وأعطاه الكيس
شين فانغ يو : “ كُل أنت ،،، أنا لا أحب الحلويات "
نظر إليه جيانغ شو دون أن يسحب يده
وبعد لحظة من التحديق المتبادل ، استسلم شين فانغ يو في النهاية
أخذ قطعة كعك وابتلعها دفعة واحدة بينما جيانغ شو لا يزال يحدّق به
وبعد لحظة من التفكير ، نظر إلى تعابير وجه جيانغ شو وقال بتردد :
“ إنها لذيذة فعلًا "
فبدت نظرة جيانغ شو أكثر دفئًا بقليل
غيّر شين فانغ يو نبرته إلى أسلوب مبالغ فيه تمامًا،
واستعمل كامل مفرداته ليمدح طعم كعكة البوزاي،
حتى رأى أخيرًا جيانغ شو يشيح بنظره عنه وقد بدا عليه الرضا
لكن حين رأى جيانغ شو يُنهي الكيس الكبير بالكامل ،
ثم التفت ليسأله إن كان لديه المزيد ،
شعر شين فانغ يو فجأة أنه ربما لا يعرف جيانغ شو بما فيه الكفاية ——
{ كان عليّ أن أعلم أن إعطاء السائق كل تلك الكمية لم يكن فكرة صائبة !! }
وبينما ظل شين فانغ يو صامتًا،
فهم جيانغ شو أن هذا كل ما لديه
فتوجّه ليغسل يديه، ثم شعر بالامتلاء،
فأسند جسده إلى الباب بنيّة الوقوف لبعض الوقت ليساعد على الهضم
: “ لماذا اشتريتَ بنكهة الفاصوليا الحمراء ؟”
: “ ألا تحبّ نكهة الفاصوليا الحمراء ؟”
سكت جيانغ شو للحظة قصيرة ، لكنه في النهاية لم يستطع
كبح فضوله وسأل :
“ كيف عرفت ؟”
ردّ شين فانغ يو بنبرة عفوية:
“ كنت تحدق في صورة الفاصوليا الحمراء في كل مرة نمر
فيها بجانب ذلك المتجر من قبل . لستُ أعمى .
إذا لم تكن لديك مثل هذه القدرة على الملاحظة ، فلا
ينبغي لك أن تكون طبيب .”
غمر جيانغ شو شعور غريب لا يمكن وصفه ،
فقد أصبح مزاجه أكثر رهافة فجأة
شين فانغ يو وهو يتثاءب : “ أنا مرهق ، الوقت متأخر ،
وأنت متعب جدًا ”، فقد استقل سيارة أجرة مباشرة من
المستشفى إلى محل كعك البوزاي،
ثم عاد إلى منزله ليحزم بعض الأمتعة ،
وبعدها قاد سيارته بنفسه إلى هنا
ظل طوال الوقت يركض من مكان إلى آخر ،
حتى كادت عظامه أن تتفكك من شدة الإرهاق
لحسن الحظ، كانت لديه سيارة في المنزل،
وإلا لما استطاع أن يجد سيارة أجرة في ساعة متأخرة كهذه
وقف واتجه نحو حقيبته ليأخذها ، ثم قال:
“ أين غرفتك؟ سأضع الحقيبة هناك .”
أوقفه جيانغ شو بهدوء ، وأشار إلى الأريكة قائلًا :
“ يمكنك النوم هنا ...” ثم ناوله عبوة مطهر وأضاف :
“ من الأفضل أن تنظف حقيبتك أولًا ، خاصةً العجلات .”
“…”
قال شين فانغ يو بنبرة احتجاج خافتة :
“ كيف سأعتني بك إذا لم تسمح لي بالنوم معك ؟
حتى إن أصابك تشنّج ليلي ، لن أعلم بذلك .”
رمقه جيانغ شو بنظرة ، ثم قال بنبرة أعلى قليلًا :
“ اذهب إلى غرفتي وستنام على الأرض ”
شين فانغ يو : “ حقًا لا يمكنك أن تتركني أنام على السرير ؟” بدأ يختلق نصف كذبة أخرى:
“ أنت قاسٍ جدًا… عندي مشكلة في فقرات الرقبة والعمود
الفقري .”
اشتعل وجه جيانغ شو بالغضب :
“ ألم يكن ذلك بسببك أنت…”
قال خمس كلمات فقط ، لكنها كافية ليفهم شين فانغ يو
مقصده تمامًا ... فسارع قائلًا:
“ لا… جيانغ شو … لقد كان حادثًا ، أقسم أنني لست من
هذا النوع… لم أقصد ما حدث… كنت مخمورًا فقط… أنا…”
كلما تكلم ، زاد تلعثمه ، وأخيرًا ، لم يستطع احتمال نظرات
جيانغ شو .. فرفع يديه مستسلمًا :
“ حسنًا ، سأنام على الأرض ”
ففي النهاية ، لم ينسَى السبب الذي أتى من أجله ،
وكان من المنطقي ألا يثق به جيانغ شو بالكامل
حتى وإن كان يعتبر نفسه رجلًا مستقيمًا ،
إلا أنه لم يستطع إنكار الحقيقة التالية
— في أول مرة نام فيها على نفس السرير مع جيانغ شو…
انتهى به الأمر بأن يجامعه ، وأن يُنجب منه طفلًا
لو سمع أحد بما حدث ، لاضطر أن يصفه بالحقير دون تردد
أومأ جيانغ شو برأسه وأشار إلى الغرفة المجاورة :
“ هذا الحمّام ، هناك ممسحة بجانبه ،
تذكّر أن تمسح الأرضية بعد الاستحمام ،
لا أحب وجود الماء على الأرض .”
قال شين فانغ يو بدهشة :
“ هذا حمّام؟! هل تعلم أن كلمة (حمّام) أصلًا فيها ثلاثة
نقاط ماء في الحرف الأول (浴)؟!
إذا لم يكن هناك ماء على الأرض ، فهل لا يزال يُعتبر حمّام ؟”
فتح جيانغ شو كفيه بإيماءة تدل على أنه لا ينوي الدخول في نقاش لغوي ،
ثم عاد إلى غرفة نومه وهو يحمل جهازه اللوحي بين ذراعيه
شين فانغ يو { حسنًا …..
ومن الذي طلب مني أن أمتلك حسًا عاليًا بالمسؤولية ؟
طالما أنني أتيت إلى هنا لأعتني بجيانغ شو وأُكفّر عن خطئي ،
فلا داعي للجدال معه الآن
عليّ أن تحمّل الإذلال لبضعة أيام حتى تتحسن حالة جيانغ شو الصحية }
كان منزل جيانغ شو يشبه تمامًا ما تصوّره شين فانغ يو
بسيط وبارد، بأسلوب إسكندنافي من الخشب الرمادي والأبيض
نظيف للغاية، ومنظم بدقة
لكنه بدا غير إنساني ، بارد ، خاليًا من أي دفء
و من الواضح أنه كان يعيش بمفرده ؛
فحتى الحمّام لم يكن يحتوي سوى على مستلزمات أساسية
موضوعة على الحاجز ،
مما يدل على أنه لا يستقبل الزوّار كثيرًا
أخذ شين فانغ يو حقيبته إلى الحمّام كما أمره جيانغ شو،
ثم نظّفها بالكحول والمناديل، واستحمّ،
وبدّل ملابسه إلى ملابس المنزل
بعدها، سار ببطء نحو باب غرفة جيانغ شو وفتحه بهدوء
كان الطبيب جيانغ عاري الصدر و يرتدي قميص بيج سحبه
لتوّه فوق رأسه،
مما جعل الشامة الحمراء على صدره مكشوفة ،
تبرز بشكل لافت على بشرته البيضاء الباردة
تجمّد شين فانغ يو في مكانه،
في حين سحب جيانغ شو بسرعة طرف القميص للأسفل وحدّق به بنظرة نارية :
“ ألم يعلّمك أحد من قبل أن تطرق الباب قبل دخول غرفة النوم ؟!”
أراد شين فانغ يو أن يبرر بأنهما رجلان ،
ولا يوجد ما يستدعي الحرج ،
أو أن يسأله لماذا يُبدّل ملابسه الآن وقد أنهى استحمامه
وارتدى بيجامته سابقًا
لكنّ جسده تحرّك قبل أن يستوعب عقله الأمر—
رأى جيانغ شو كيف تحركت تفاحة آدم لدى شين فانغ يو —
ولم يُفلح بنطال البيجاما الخفيف في إخفاء ' التغيرات' التي
طرأت على جسده ~
وكل ذلك لم يغب عن عينَي جيانغ شو ———
و في لحظة ، تغيّرت نظرة جيانغ شو من الانزعاج إلى
الصدمة غير المصدّقة ،
ثم عاد إلى الغضب
وفي النهاية ، التقط وسادة ورماها في وجه شين فانغ يو
: “ اننننقللللع !”
قال شين فانغ يو وهو يمسك الوسادة :
“ دعني أشرح—”
لكن جيانغ شو نهض من السرير ودفعه خارج الغرفة بثلاث خطوات ،
وأغلق الباب خلفه بعنف ، والغضب لا يزال يشتعل في عينيه
كان قد فرش الأغطية والبطانيات على الأرض لتوه ؛
وكانت البطانية كبيرة بعض الشيء ،
فتعرّق أثناء وضعها ، لذا فكّر أن يبدّل ملابسه…
لكن حينها دخل شين فانغ يو
{ لا بأس إن نسي طرق الباب ، ولكن ما سبب رد فعله هذه المرة ؟! }
كان جيانغ شو قد أقنع نفسه بأن ينسى تلك الليلة السخيفة،
لكنه وجد نفسه وقد انحبست أنفاسه في صدره مجددًا
بسبب تصرفات شين فانغ يو
أخرج هاتفه وبدأ يكتب بقوة وعنف ،
وكان ينوي أن يطرد الذئب الذي أدخله إلى منزله عن طريق الخطأ
ولكن بعد أن كتب كلمتين ، شعر بألم حاد في بطنه ،
و انتشر الألم صعودًا على طول عموده الفقري ،
وجذب أعصابه كتيار كهربائي ،
وشعر وكأنه يُمزق من الداخل
فقد قوته في لحظة بفعل ذلك الألم ،
وسقط الهاتف من يده على الأرض بصوت مدوٍ ،
ولم يكن لديه أي قدرة على التقاطه
اتكأ على حافة السرير ،
وسقط على الفراش الذي أعده لتوه لشين فانغ يو
وانكمش على نفسه وهو يمسك بطنه بإحكام
انساب العرق من جبينه الشاحب ،
وبدأ يتنفس ببطء وعمق ،
محاولًا التكيف مع الألم المفاجئ، ومد يده ليصل إلى هاتفه
كانت شاشة الهاتف متكسرة بشكل لا يمكن إصلاحه ،
ولم يستطع أن يميز إن كان الكسر في الغطاء الواقي أم في الشاشة نفسها
قال بمرارة : “ اللعنة !” ورمى الهاتف جانبًا
كان شين فانغ يو قد خرج من الغرفة قبل قليل،
ولم يبتعد كثيرًا عندما سمع الأصوات من الداخل
خطط لإرسال رسالة اعتذار إلى جيانغ شو لكنه لم يعد يهتم
بذلك الآن، فطرق الباب بسرعة وسأل:
“ جيانغ شو ماذا بك؟”
فتح جيانغ شو فمه ليجيب ، لكنه وجد صعوبة في الكلام بسبب الألم
استمر الصمت داخل الغرفة ،
مما زاد من توتر شين فانغ يو، وتلاشى رد فعل جسده المعارض له
دفع الباب فوجد أنه مغلق بإحكام—لقد أغلقه جيانغ شو عندما طرده
نظر إلى الباب المغلق، ثم دون تردد ركل الباب بقوة
سمع صوت ارتطام قوي وصرير القفل،
فانفتح الباب على مصراعيه
كان جيانغ شو جالسًا على الأرض أمام الباب، ونظر إليه بصدمة من اقتحامه
تنفس بصعوبة وقال: “أنت…” لكنه لم يكمل كلامه،
إذ لم يرغب في قول المزيد
كان مفتاح الباب موضوعًا في الردهة قرب باب المنزل،
وكان بإمكان شين فانغ يو البحث عنه بدلاً من تدمير القفل
لكن شين فانغ يو لم يشعر بالذنب حيال ما فعل،
فركع بجانبه ووضع يده فوق يد جيانغ شو —-
وبدأ يفرك معدته برفق وقوة
كانت يد شين فانغ يو دافئة ، ومرّ الدفء إلى جيانغ شو
الذي بدا تحسّن لونه قليلًا
تمتم شين فانغ يو لنفسه : “ ألم في المعدة ؟
هل يُعقل أن طفلتنا تساعدني ، أليس كذلك ؟”
ارتسم الغضب على وجه جيانغ شو وكاد أن ينفجر في أي لحظة
: " هل يجب أن أتصل بالرقم 120؟"
شَدَّ جيانغ شو فَكَّه ثم زفرَ ببطء : " لننتظر ونرى "
لقد جاء الألم سريعًا وفجأةً
وكانت هناك بالفعل علامات على تخفيفه قليلاً ،
لذا حافظ على وضعه لكبح الألم جزئيًا
أي حركة مفاجئة أو تغيير في الوضع قد يؤدي بسهولة إلى عواقب سلبية
علاوة على ذلك، كان يخشى الآن الذهاب إلى أي مستشفى
بسبب الطفل الغامض في بطنه
جميع مستشفيات هذه المنطقة بها زملاؤه في الدراسة
رغم أنهم قد لا يتمكنون من رؤيته أثناء نوبات العمل الليلية ،
إلا أنه شعر أنه يمكن أن يودع العالم إذا ما حدث ذلك
فهم شين فانغ يو مخاوفه بسرعة ولم يقل المزيد
سمح جيانغ شو لشين فانغ يو بتدليك بطنه ،
بينما حاجباه معقودين قليلاً بعبوس
سأل شين فانغ يو: " ألم تشنجي؟"
هز جيانغ شو رأسه بالنفي
أصبح شين فانغ يو جادًا : "هل هي تقلصات معوية ؟"
: " مشابه ." لم يكن لدى جيانغ شو حقًا القوة للتحدث،
ولم يتمكن إلا من قول كلمة واحدة
: " هل كانت هناك مشكلة في كعكات البوزاي؟" قام شين
فانغ يو بالتشخيص لحظة: " لا بد أنك أكلت كثيرًا "
جيانغ شو: "......"
ثرثر شين فانغ يو وهو يدلك معدة جيانغ شو وكأن هذا هو مريضه :
" أنت... ليس لديك أي إحساس بالاعتدال ،
هذا النوع من الطعام غير قابل للهضم من الأساس ،
ومن المحتمل ألا تستطيع معدتك مواكبة ذلك إذا كنت
تأكل وتشرب بلا نظام بين الحين والآخر... يا جيانغ شو،"
قال، متذكرًا فجأة شيئًا وسأل: "هل غالبًا ما تتخطى وجبة الإفطار ؟"
"......"
تظاهر جيانغ شو بعدم سماعه ، لكن شين فانغ يو كان عنيد ،
تمامًا مثل الراهب تانغ الذي أمسك بقرد الشمس وهو
يضرب روح العظام البيضاء التي تحولت إلى شكل إنسان،
و بدأ أيضًا يردد التعاويذ بجنون
: " ما خطبك ؟ أنت طبيب ، لكنك لا تعرف حتى كيف تعتني بجسمك .
ناهيك عن إيذاء معدتك
، هل تعلم أنه من السهل الإصابة بحصوات المرارة إذا لم تتناول الإفطار ؟"
: " لا توجد وثائق تثبت......"
لم يكن لدى جيانغ شو حقًا الطاقة الكافية لمناقشة شين
فانغ يو الآن، وعندما يشفى، سيقوم بالتأكيد برمي الوثائق
في وجه شين فانغ يو ويخبره أنه لا يوجد دليل على أن
حصوات المرارة مرتبطة بعدم تناول الإفطار ،
وأن أهم فضيلة للطبيب المحترف هي ألا يصدق الشائعات أو ينشرها
شين فانغ يو : " لا تهتم بالوثائق ، أنا أخبرك أن هناك الكثير
من السلبيات لعدم تناول الإفطار ،
مثل—"
رفع جيانغ شو يده وأشار بضعف إلى " شش"،
ثم أشار إلى بطنه وغطى أذنيه بكلتا يديه : " إنه يؤلمني "
توقفت كلمات شين فانغ يو فجأة
نظر إليه مترددًا ،
ثم لم يتمكن من كبح ضحكة خفيفة ثم أغلق فمه أخيرًا
توجد نافذة بجانب غرفة نوم جيانغ شو
و ضوء القمر يتسلل عبر الزجاج ،
مما منحه رؤية جيدة لأنها كانت في طابق مرتفع
الطبيبان اللذان كانا على خلاف خلال النهار ،
جلسا بصمت بجانب السرير ،
أحدهما عابس والآخر يدلك بطنه بخبرة ،
ولم يبقَ سوى صوت حفيف الملابس
سلام نادر ——
مر وقت طويل حتى اختفى الألم في بطن جيانغ شو
لعق شفتيه الجافتين قليلاً بينما همّ شين فانغ يو بالكلام مرة أخرى
حدّق جيانغ شو إليه بقلق مستمر،
لكنه سمع شين فانغ يو يقول: "هل أحضر لك كوبًا من الماء ؟"
تنفس جيانغ شو الصعداء، وبالقليل من الشعور بالذنب
لتوقعه الأسوأ من شين فانغ يو
أشار إلى منضدة السرير وقال : " الكوب هناك "
تبع شين فانغ يو إصبعه وذهل
لقد دخل غرفة نوم جيانغ شو مرتين لكنه لم ينظر إليها بعناية في المرتين
فقط الآن أدرك أن غرفة نوم هذا الرجل مختلفة جدًا عن
الغرف الأخرى في المنزل
لو لم يكن جيانغ شو مستلقيًا هنا، لما صدق أبدًا أن هذه
ستكون غرفة جيانغ شو
منضدة السرير في حالة فوضى ،
مع عدة طبقات من الأغراض المتنوعة ،
و لحاف السرير غير مرتب ،
والوسادات مكدسة واحدة فوق الأخرى ،
و الأريكة الصغيرة بجانب السرير مكدسة بالملابس ،
و وشاح ملفوف حول آلة الكي
الأكثر غرابة هو أن غرفة جيانغ شو كانت تحتوي على عدد
كبير بشكل خاص من الحيوانات المحشوة ،
مما جعل الغرفة الفوضوية تبدو وكأنها حظيرة كلب فجأة
: " لماذا لدى رجل مثلك الكثير من الألعاب المحشوة في غرفة نومه؟" كافح شين فانغ يو
لالتقاط كوب جيانغ شو من
بجانب دمية دب، ووجد أن هناك بالفعل أرنبًا ورديًا بأذنين
كبيرتين على سريره
تابع و عيناه مليئة بالصدمة والازدراء : " لا تخبرني أنك تنام مع هذا الشيء بين ذراعيك ؟"
"..."
لوح جيانغ شو له ببطء وبطريقة منهجية : " أعطني الأرنب."
بدا الأرنب قديمًا بعض الشيء ،
ربما كان عمره سنوات عديدة ،
سلمه شين فانغ يو إياه ورأى جيانغ شو متكئًا على الحائط،
يحمله بين ذراعيه
: " هذه ليست مجرد دمية عادية ، هذا أول موضوع جراحة لي ،،
قالت أمي إنني كنت أحب ألعاب الدمى المحشوة عندما
كنت صغير ،
وخاصةً كنت أحب فتحها وخياطتها مرة أخرى .
في ذلك الوقت، عرفوا أنني سأصبح بالتأكيد طبيبًا في
المستقبل، لذا اشتروا لي عدة ألعاب لتشجيع هوايتي ."
الألم الذي شعر به للتو جعل جيانغ شو يبدو أضعف من المعتاد،
حتى صوته أصبح أكثر نعومة،
يرفرف كما لو كان يطفو في السماء،
ومع ما قاله، بدا المشهد وكأنه مأخوذ من فيلم رعب
شين فانغ يو: "......"
نظر إلى ألعاب الدمى في الغرفة مرة أخرى
الألعاب التي بدت لطيفة وبرئية قبل قليل أصبحت فجأة مخيفة ،
وكأن عدة أزواج من العيون السوداء تحدق به
التقط جيانغ شو تعبيره ، ولأول مرة في حياته ، أظهر نظرة
صغيرة من الرضا عن النجاح ~~~
وبسرعة تابع قبل أن يدرك شين فانغ يو أنه كان يختلق
القصة ، وهو يداعب أذني الأرنب ليذكره : " الماء "
: " آه، كدت أنسى!"
خرج شين فانغ يو من غرفة النوم وملأ الكوب بالماء
اختبر درجة الحرارة ، وربما دفئ الماء الساخن وعيه ،
فقد تلاشى ذلك الشعور بالرعشة الذي تسلل إلى عموده
الفقري بحلول الوقت الذي عاد فيه إلى غرفة نوم جيانغ شو
سلم الكوب لجيانغ ، شرب بضع رشفات ثم أعاد الكوب إلى ' الأنقاض '
: " لم أتوقع أن الطبيب جيانغ ، الذي يبدو دقيقًا في مظهره
كل يوم ، بقميص خالٍ من أي تجاعيد وأزراره دائماً مرتبة
بدقة ، يزحف كل يوم من مثل هذه الغرفة الفوضوية ."
ألقى جيانغ شو عليه نظرة محيرة : " إذن كيف تعتقد أن
غرفة نومي يجب أن تبدو ؟"
فكر شين فانغ يو قليلاً: " اللحاف مطوي بشكل مربع مثل قطعة التوفو ،
و الملاءات مسطحة ،
منضدة السرير نظيفة تمامًا ،
الجو بارد وقاسٍ بشكل مخيف...
نوع الغرفة التي تبدو وكأن لا أحد يعيش فيها ."
ألقى جيانغ شو عليه نظرة جانبية : " هذه ليست غرفة نوم تتحدث عنها ،
هذا مشرحة ! "
"......" { يبدو هذا …. منطقي }
جيانغ شو : " ساعدني في إحضار الهاتف الاحتياطي من الدرج ،
وضع شريحة الهاتف فيه ."
ألقى شين فانغ يو عليه نظرة ، فهو يعلم أن جيانغ شو
يخشى أن تتصل به المستشفى ليلًا
حتى لو لم يكن وقت الدوام ، فكلما زادت القدرة زادت
المسؤولية ،
وفي حالات الحاجة إلى جراحة طارئة كبيرة ،
سيظل الأطباء المناوبون في القسم يبحثون عنهم
ساعد شين فانغ يو جيانغ شو في تغيير شريحة الهاتف
ووضع الهاتف بجانب وسادته، قائلاً: " إذا اتصلوا بك
المستشفى الليلة ، من الأفضل أن أذهب بدلاً منك ؛
أنت استرح جيداً "
استرخى جيانغ شو عضلاته وشعور عدم الراحة يتلاشى
تأكد من حالة الاتصال على الهاتف الاحتياطي وقال لشين فانغ : " ألم يقل أحدهم أنني يجب أن أقوم بمناوبتي الليلية بنفسي ؟"
قال شين فانغ يو دون أن يغير تعبيره :
" من كان وقحاً إلى هذا الحد ؟"
ألقى جيانغ شو عليه نظرة متكاسلة ثم صعد السرير ببطء
وبتركيز مع الأرنب وغرق تحت الفراش الرمادي الفاتح
: " أطفئ الأنوار "
تجمّد شين فانغ يو وتحدث بعدم تصديق : " إذن أنا سأنام هنا ؟"
تقلب جيانغ شو وكأنه لم يسمع ،
وبعد لحظة فقط، عندما أطفأ شين فانغ يو الأنوار واستلقى،
همس جيانغ شو بـ "اممم" خفيفة
: " إذن..." قال شين فانغ يو : " إذا كانت لديك أي مشاكل
في الليل ، أو إذا لم تشعر بحالك جيداً .."، أشار إلى الأرنب
الوردي في أحضان جيانغ : " اضربني به وسأستيقظ بالتأكيد "
بعد لحظة صمت قصيرة ،
استدار جيانغ شو ظهراً له ورد : "حسناً "
كان ضوء القمر مثالياً ، والغرفة الهادئة تنبعث منها أجواء دافئة
الفراش تحته كان ناعماً ، لذا سرعان ما غرق شين فانغ يو في النوم
ربما لأنه كان مرهقاً جداً بعد ليلة طويلة من التقلب،
أو لأن شين فانغ يو كان نائماً في وضع يسمح له برؤية الدمى بسهولة،
كان نصف نائم عندها رأى فجأة طفلاً صغيراً يجلس عند
رأس السرير وينظر للأسفل
لم يكن وجهه مرئياً في الليل ،
و حتى حركاته مرئية بالكاد
في يد الطفل — مقص حاداً يعكس ضوء القمر
أصيب شين فانغ يو بالذعر عندما رأى الولد الصغير يقطع
بطن دمية القماش بينما يضحك ضحكة مخيفة
و سرعان ما تحركت جميع الدمى في الغرفة وضحكت معاً،
تضحك بينما تحاصر بشين فانغ يو و تقترب أكثر فأكثر
: " اللعنة !"
صرخ شين فانغ يو خوفاً قبل أن يستيقظ من حلمه
كانت الدمى حول الغرفة لا تزال ساكنة في ظلام الليل ،
ونظر بلا وعي إلى جيانغ شو في سريره
كان جيانغ شو في نوم عميق
على الأرجح كان قد تقلب أثناء نومه وكان الآن يواجهه
عيناه مغلقتين، وكان وجهه بالكامل محاطاً ببطانية ناعمة ،
و شعره يغطي نصف حاجبيه ،
مما جعله يبدو لطيفاً جداً ،
لا يشبه على الإطلاق الولد المخيف في حلمه
بدأت ضربات قلب شين فانغ يو، التي لا تزال تدق مثل
الطبل، تهدأ تدريجياً، حتى أفكاره أصبحت هادئة
لم يعرف كم من الوقت كان يحدق في جيانغ شو
ولكن بعد فترة طويلة، قال جيانغ شو فجأة شيئاً في نومه
لم يسمع شين فانغ بوضوح ، وسأل بلا وعي: " ماذا قلت ؟"
تحرك بضع خطوات للأمام ،
و ضغط جسده على سرير جيانغ ،
ووضع أذنه قرب فم جيانغ ،
بعد انتظار طويل ، همس جيانغ شو مرتين فقط ،
بكلمات غير مفهومة
لم يتمالك شين فانغ يو نفسه من الضحك وتمتم :
" ما الفائدة من التحدث إلى شخص نائم ؟"
كان على وشك الاستلقاء والعودة إلى النوم عندها سمع
حفيفاً مفاجئاً أمامه، وشعر بحرارة في ظهر يده
نظر شين فانغ يو بلا وعي، ورأى في ضوء القمر أن جيانغ شو
كان يحمل الأرنب القديم بين ذراعيه، لكن يده كانت قد
خرجت من البطانية وأمسكت بيده على جانب السرير
تخطى قلب شين فانغ يو نبضة
ثم سمع جيانغ شو — الذي كان مشوشاً من النوم ، يتكلم
مجدداً ، هذه المرة ،
سمع شين فانغ بوضوح الكلمات: " شين فانغ يو غبي "
"......" سحب شين فانغ يو يده بلا تعبير ولف نفسه في البطانية
{ كان من الأفضل ألا أستمع }
—————————
عندما استيقظ جيانغ شو مبكراً في الصباح ،
رأى الحليب والفطور على طاولة الطعام ،
بالإضافة إلى هاتفه الذي تعرض للتلف
اغتسل وجلس على الطاولة ،
مسح شعره وهو ينظر إلى هاتفه
الشقوق عليه قد اختفت ،
لذا خمن أن شين فانغ يو قد أخذه للإصلاح عند شراء الفطور
ضغط على زر القفل ، وكما توقع ، اشتعل الهاتف بسرعة
الشريحة قد أعيدت ،
والشاشة ما زالت تعرض مربع الحوار بينه وبين شين فانغ يو
حذف جيانغ شو بصمت الكلمات التي كان ينوي إرسالها
بالأمس، ورأى رسالة من شين فانغ يو تقول:
[ سأذهب إلى المستشفى أولاً ]
رمش جيانغ شو و قد وضع هاتفه للتو عندها رن مجدداً
و المرسل لا يزال شين فانغ يو : [ تذكر أن تأكل فطورك
وتلتقط صورة لي بعد ذلك ، أحتاج إلى دليل ]
جيانغ شو: "......"
{ الذي يستخدم ريشة دجاج كسهم على الأقل لديه ريشة دجاج ،
فمن أين أتى شين فانغ يو بالثقة ليتحقق مني ؟ }
سخر جيانغ شو بصوت "تسسسسك" ولم يرد على رسالة شين فانغ يو
لكن عينيه وقعت على الفطور الذي اشتراه
الكوب الشفاف مملوء بالحليب بدرجة الحرارة المناسبة،
والبيض المقلي الأصفر البرتقالي يبدو مشرقًا بشكل خاص
تحت شمس الصباح الباكر
على الأرجح لأنه كان خائفًا من أن لا يعجبه، فأضاف شين
فانغ أيضًا وعاءً صغيرًا من سلطة الخضار الخضراء بجانبه
كان ذلك فنيًا إلى حد ما
نظر جيانغ شو إلى هاتفه ثم إلى فطوره
{ سأخذ قضمة واحدة فقط ... }
لذا رفع عيدانه بفخر
{ بالتأكيد حتى لو أكلته فلن ألتقط صورة لشين فانغ يو أبدًا ! }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق