القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch29 | DJPWNK

  Ch29 | DJPWNK



في الطابق السفلي من المجمع السكني ، 

أعاد شين فانغ يو هاتفه إلى جيبه بعد أن أرسل الرسالة ، 

ورأسه يتصبب عرقاً ساخناً بعد أن أنهى جري الصباح


قاد سيارته مباشرة إلى المستشفى ، 

وأخذ حماماً سريعاً ، 

ثم ارتدى معطفه الأبيض وجلس في مكتبه قبل الساعة السابعة بقليل


بعد كابوس الليلة الماضية ، رأى حلماً آخر حين عاد للنوم


ورغم أنه لم يستيقظ هذه المرة فزعاً ، ولم يتذكر حتى ما 

رآه في الحلم، 

إلا أنه كان متيقناً أنه كان عن جيانغ شو

وأن مضمونه لم يخلُ من الغموض المثير 


هذا الإدراك جعله يقفز تقريباً من السرير ما إن فتح عينيه ورأى جيانغ شو


فأخذ حماماً بارداً على الفور ، 

ومن دون أن ينتظر استيقاظ جيانغ — ارتدى ملابس 

الرياضة وخرج ليشتري الفطور ويصلح هاتفه المكسور


ثم غادر المنزل قبل أن يفيق جيانغ شو عازماً على الجري 

بضع لفّات في الحي


استنتج شين فانغ يو أنه ربما كان ' مشحوناً ' أكثر من اللازم 

هذه الأيام ، 

فاختار أن يقاوم ' اندفاعه' بالرياضة — 

لكن حتى وهو جالس في مكتبه ظل شارد الذهن قليلاً


بدأ يشعر أن ' وظائفه' … ربما ليست على ما يرام


{ حتى لو كان جيانغ شو أول شريك لي ،،، 


وحتى لو استمتعت بذلك ، 

فأنا أكبر من أن أصاب بمتلازمة المبتدئين التي تجعلني أُجنّ 

لمجرد أن أراه !!!!! }



على مدار سنواته كطبيب ، رأى من الأجساد ما لا يُحصى ، 

صغيراً وكبيراً ، رجلاً وامرأة ، حياً وميتاً ، 

ومع ذلك ظل عقله صافياً ولم يُصب بهذه المشكلة قط


{ فلماذا كان جيانغ شو مختلفاً ؟ 


صحيح أن جسده جميل ،،، 


وأن شامات جسده شديدة الجاذبية ،،،، 


لكن أنا …. رجل مستقيم الميول ! 


وحتى لو كان جيانغ شو ملاكاً سماوياً فمن المفترض أن 

أظل ثابتاً لا أرتكب الحماقات !! }


لكن ما إن خطرت له هذه الفكرة ، 

حتى تجمّد تعبير وجهه فجأة ، 

وظهرت في ذهنه لأول مرة في حياته تساؤلات لم تخطر بباله من قبل


{ هل يُعقل أنني… منحرف ؟! }


كانت هذه الفكرة صادمة لدرجة أنها قلبت نظرته لماضيه رأساً على عقب


حاول برعب أن يتذكر زملاءه في السكن الذين كانوا يركضون 

عراة في السكن أثناء الدراسة 

ومع ذلك لم يشعر تجاههم بأي إغراء ، 

فكتب بحزم وبرود على ' التشخيص ' الذي أصدره لنفسه 

كلمة كبيرة : [ تشخيص خاطئ ]


{ تشخيص خاطئ …… بالتأكيد تشخيص خاطئ !!! 


لا ينبغي أن يكون هناك فرق بين جيانغ شو وزملائي القدامى 

سوى أنني انتقلت من مسكن يضم ستة أشخاص 

إلى غرفة لشخصين ،

فصار نصيب الفرد من المساحة أكبر ….


وتجنّب جيانغ شو لن يجعلني بريئ ، 

بل سيجعلني أبدو مذنباً أكثر …. }


الآن صار شين فانغ يو حازماً —— 


{ حتى لو استطاع جيانغ شو أن يسحرني فترة من الزمن ، 

فهل يمكنه أن يسحرني العمر كله ؟ 


عاجلاً أو آجلاً سيصبح جسدي صافياً كعقلي ، 

وحتى لو كان جيانغ شو تجسيداً لأسطورة الحورية ، 

فأنا أستطيع أن أكون أوديسيوس … }


————————



لكن جيانغ شو لم يكن على علم بمشاعر شين فانغ يو ' المراهقة ' التي جاءت متأخرة أكثر من عشر سنوات


دخل مكتبه ولم يوجه له حتى تحية ، 

وسرعان ما جاءه اتصال من قسم علم الأمراض استدعاه للخروج


قال الموظف :

" طبيب جيانغ ، هذه روان شوفانغ مريضتك أليس كذلك؟"


أخذ جيانغ شو تقرير الفحص من قسم علم الأمراض


بعد أن اقتاد رجال الأمن الزوج ما هاو في ذلك اليوم ، 

أمر جيانغ شو بإجراء عدة فحوصات إضافية لروان شوفانغ، 

إذ شعر أن حالتها أثناء الاستشارة لم تكن بتلك البساطة ... 

وفعلاً ، 

أكّد فحص مسحة عنق الرحم الذي أجراه قسم علم 

الأمراض حكمه المبدئي —


{ اشتباه شديد في الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية }


عاد جيانغ شو بخطوات سريعة إلى قسم النساء والتوليد 

وفتح باب المكتب رقم ثلاثة ، 

وقال: “ شاو لي ! … ”، وهو يناولها تقرير الفحص : 

“ اتصلي بها وأخبريها أن تحضر إلى المستشفى بسرعة ، 

أريد أن أجري خزعة لعنق الرحم . 

وسأعطيك لاحقاً قائمة فحص بالتنظير المهبلي ! ”


: “ حسناً طبيب جيانغ .” أخذت شاو لي تقرير الفحص، 

وتذكرت فجأة أن هذه هي المريضة التي رأتها بالأمس


ورغم أن النتائج النهائية للفحوصات لم تكن قد صدرت بعد ، 

وأن تحديد مدى خطورة الحالة بدقة يحتاج إلى الخزعة 

لتصنيفها وتحديد مرحلتها ، 

فإنها لم تستطع منع نفسها من التنهد بصمت


وعلى عكس الأمس ، حين كان ما هاو متردداً جداً في 

السماح بفحص زوجته ، اقتحم المكتب رقم ثلاثة بعد 

مكالمة شاو لي مباشرةً ، 

وهو ينادي: “ طبيبة شاو !” 


عيناه حمراوين ويداه ترتجفان ، وكأنه يريد قول شيء ، 

لكنه تذكّر أنه كاد يضرب الطبيب الواقف أمامه قبل فترة قصيرة ، 

فلم يعرف ماذا يقول لوقت طويل


أما الزوجة روان شوفانغ —- التي تقف بجانبه ، 

فقد كانت تبكي بالفعل ، وصار المكتب رقم ثلاثة صاخباً بشكل غير معتاد


لم ترغب شاو لي في الحديث مع ما هاو


فسلّمت قائمة الفحص التي أصدرها جيانغ شو إلى روان شوفانغ 

وقالت بنبرة مهدئة : “ اذهبي لإجراء التصنيف أولاً، 

ولا تقلقي .”


وما إن خرجت هذه الكلمات حتى انفجرت روان شوفانغ في بكاء أشد


كان هذا المزيج من الحزن مشهد معتاد في مستشفى 

جيهوا التابع لجامعة الطب A 

ورغم أن شاو لي اعتادت رؤيته مراراً ، 

إلا أنها كانت تشعر بالانقباض في كل مرة



———



جيانغ شو أول من حصل على نتائج الفحوصات 

الإضافية من قسم علم الأمراض ، 

فقال: “ اتصلي بالمريضة لإدخالها إلى المستشفى ”، 

ثم أنزل نظره إلى تقرير الفحص 

وسأل شاو لي عبر الهاتف : “ هل بقيت أسِرّة شاغرة ؟”


أجابت شاو لي : “ فتح سرير واحد هذا الصباح ،،

لكن المريضة حالياً ليست في مزاج جيد ولا تستمع إليّ .”


كانت تحاول تهدئة روان شوفانغ ، لكن حزن الأخيرة لم 

يخفّ على الإطلاق، 

وبدأ القلق يتسلل إليها مع تجمّع الناس من حولهم


نادت ممرضة من غرفة العمليات وهي ترى الطبيب جيانغ 

يتحدث بالهاتف : 

“ طبيب جيانغ … تم إعطاء التخدير للعملية التالية ، 

عليك الحضور فوراً .”


رد جيانغ شو على الممرضة : “ حسناً .. سآتي حالاً .”


ثم عاد إلى شاو لي عبر الهاتف وسأل : “ هل يمكنك تهدئتها ؟”


: “ أنا…” ترددت شاو لي قليلاً ، فقد أرادت أن تطلب من 

جيانغ شو المساعدة ، لكنها سمعت للتو أنه مشغول للغاية، 

فاكتفت بإيماءة رأسها قائلة : “ لا بأس طبيب جيانغ.”


جيانغ شو : “ أدخليها المستشفى أولاً ،،

سآتي الليلة لشرح الوضع للمريضة .”


كان الطبيب جيانغ عادةً مشغولاً جداً ، 

لذا ما لم تكن حالة المريض معقدة ، 

مثل هذه المهام — إدخال المرضى ، ومساعدتهم على فهم 

حالتهم ، 

والتواصل معهم بشأن الخيارات الجراحية بما في ذلك 

المحادثات السابقة للعملية


رغم أن روان شو فانغ كانت مصابة بالسرطان ، 

فإن حالتها كانت من النوع الأخف ، 

ولذلك لم يكن من الضروري أن يرافق الجرّاح الرئيسي أحد 

الطلاب للقيام بمثل هذه الأمور


لكن في المواقف الصعبة ، لا يوجد ما يبعث على الاطمئنان 

أكثر من أن يقول المرشد ' لا تقلق ، سنتدبّر الأمر معاً '


أمسكت شاو لي بسماعة الهاتف ، 

وشعرت بأنفها يلسعها الحزن فجأة ، 

بينما طبيب جيانغ على الطرف الآخر أنهى المكالمة بسلاسة


أعادت شاو لي السماعة إلى الهاتف الأرضي، 

وأخذت نفساً عميقاً ثم استدارت لتعود نحو روان شوفانغ


كان السرير مغطى بملاءات بيضاء جديدة، 

ويفوح في أرجاء الغرفة عبير نفّاذ من المطهّرات


وبحلول الوقت الذي ساعد فيه ما هاو زوجته على الاستلقاء على السرير ، 

كانا قد تعافيا قليلاً من صدمة الخبر المفاجئ بفضل شرح 

شاو لي وكلماتها المهدئة


كان السريران الآخران في الغرفة نفسها على ما يبدو مشغولين


السرير الواقع على اليسار كان خالياً من المريضة ، 

لكن طاولة السرير ممتلئة بالأغراض


وعلى السرير الأيمن جلست امرأة ترتدي فستاناً أحمر مزيناً 

بالورود القصيرة الأكمام، 

تتلقى محلولاً وريدياً، وبيدها الأخرى مروحة ورقية كبيرة 

تُهوّي بها على نفسها، وهي تحيي المريضة الجديدة قائلة: “ ما الأمر يا أختي ؟ لماذا عيناكِ حمراوان ؟”


مسحت روان شوفانغ عينيها بكمّها وقالت : “ قال الطبيب… 

إنني مصابة بالسرطان ”


سألتها الأخت تساي: 

“ هل هو في مرحلة مبكرة أم متأخرة؟”


: “ في مرحلة مبكرة يا الأخت تساي.” جاء الجواب من يو 

سانغ الذي صادف دخوله من الباب في تلك اللحظة ، بعدما سمع سؤالها


حيّته الأخت تساي بابتسامة : “ طبيب يو”

وقدّمت له برتقالة قائلة: “ تفضل ، برتقالة . 

أحضرها زوجي اليوم من بلدته ، إنها حلوة .”


معتاداً —- ضغط يو سانغ على معقم اليدين الموجود 

بجانب السرير ، 

ثم ابتسم للأخت تساي وقال: “ أنتِ كريمة للغاية ”، 

ولوّح بيده معتذراً بأدب : “ عليّ الذهاب إلى الغرفة 

المجاورة لرؤية مريض، ولا وقت لديّ للأكل الآن ”، 

ثم سألها عرضاً عن حالها : “ كيف حالكِ اليوم ؟ 

هل تشعرين بأي انزعاج ؟”


هزّت الأخت تساي رأسها وقالت : “ أنا بخير .”


أثنى يو سانغ بابتسامة : “ أنتِ الوحيدة في جناحنا التي تحافظ على أفضل معنويات .”

ثم التفت ليسأل عن حال روان شوفانغ في السرير المجاور


كان مسؤولاً عن سرير روان شوفانغ ، 

ويندرج ضمن الفئة التي تقوم بزيارة الأجنحة والتفاعل مع 

المرضى بشكل متكرر


بعد إتمام إجراءات إدخال المريضة ، قدمت شاو لي تقريرها إليه مباشرةً


تأكد بشكل عام من سير عملية الدخول للمستشفى ودفع الرسوم ، 

وبعد أن ألقى نظرة على تقرير الفحوصات ، 

قال لروان شو فانغ: “ يمكنكِ الاستقرار هنا أولاً ، 

وإذا شعرتِ بأي انزعاج ، يمكنكِ إبلاغ الممرضة .”


وحين همّ بالمغادرة ، أخرجت الأخت تساي كيساً آخر من 

البرتقال وقالت: “ يا طبيب يو إن لم تكن لديك فرصة 

لتناولها الآن ، يمكنك أخذها إلى المكتب لتأكلها لاحقاً . 

ليست سوى بضع برتقالات . 

سمعت أن طبيب جيانغ يحبها أيضاً .”


ألقى يو سانغ نظرة على الكيس البلاستيكي، 

ورأى فيه بضع برتقالات صفراء وبرتقالية داخل البلاستيك الشفاف ، 

من دون أن يكون فيه أي شيء آخر ، فأخذه مبتسماً وقال: “ حسناً ،

 سأأخذ بعضها إلى طبيب جيانغ وأخبره أنها عربون 

امتنان منكِ .”


عندما رأى ما هاو ذلك ، التقط بعض الموز وقدّمه إلى يو 

سانغ قائلاً: “طبيب يو هذه مجرد لفتة بسيطة تعبيراً عن امتناني .”


كانت قصة اقتحام ما هاو غرفة الفحص أثناء استشارة قد 

انتشرت منذ مدة في قسم النساء والتوليد


ألقى يو سانغ عليه نظرة باردة ، 

ومن دون حتى أن ينظر إلى الموز ،  

ابتسم لروان شو فانغ وغادر الجناح مباشرةً


سحب ما هاو يده بخجل ، ونظر إلى زوجته


كانت الأخت تساي امرأة صريحة كثيرة الكلام ، 

فما إن غادر يو سانغ حتى بدأت الحديث مع روان شوفانغ 

قائلة : “ السرطان في مراحله المبكرة ليس أمراً خطيراً يا أختي. 

أنتِ لا تعرفين ، لقد شُخّصتُ بسرطان المعدة قبل ثلاث 

سنوات ، وأجريت عملية لاستئصال نصف معدتي .

طوال السنوات الثلاث الماضية ، كنت أُجري فحصاً شهرياً 

تحسباً لعودته ، 

لكن سرطان المعدة لم يعد . 

ومع ذلك، أُصبتُ بنوع من سرطان بطانة الرحم ، 

وقال الطبيب إن مرحلته أسوأ من سرطان المعدة ...”

ثم صفعت فخذها وقالت : “ الحياة تقلبني يميناً ويساراً ، 

لكنني ما زلت حية وبصحة جيدة ….”


وتابعت: “ لا تدعي هذا السرطان يخيفكِ .  

أنتِ لا تعرفين من يقاتل هذا المرض في الخارج ، 

لكن إذا تجولتِ في الممر ، سترين كثيرين بلا شعر ، 

كلهم فقدوه بعد العلاج الكيماوي ، 

ومع ذلك ما زالوا يعيشون بشكل جيد .”


وكأنها ' باي شياوشينغ ' جناح المستشفى ، 

أشارت إلى السرير الفارغ على الجانب الآخر من روان شو 

فانغ وقالت: “ الفتاة التي بجانبكِ لا يتجاوز عمرها العشرين، 

صغيرة وجميلة ، لكن سمعتُ أنها مصابة بحمل عنقودي . 

ألا ترين أن الأمر غريب؟ 

لحسن الحظ، قال الطبيب إنه ورم حميد ، 

وعلاجه أسهل من الأورام الخبيثة مثل أورامنا .”


كانت حيوية وصوتها عالياً كصوت الجرس ، 

وحين أنهت كلامها ، 

لم يعد وجه روان شو فانغ يبدو بذلك الانكسار ،

فقالت : “ إذن، حسب كلامكِ… حالتي ليست خطيرة جداً ؟”


: “ عليكِ فقط أن تهدئي ، سواء كان المرض كبيراً أو صغيراً، 

استمعي لما يقوله الطبيب ...

دعيني أخبركِ ، في مستشفى بلدتي ، قال لي الطبيب إنني 

غير قابلة للعلاج ، 

ولم يسمح لي حتى بالبقاء في المستشفى ، 

بل أعادني إلى المنزل لأنتظر الموت . 

لكنني لم أقتنع ، فجئتُ إلى مدينة A وهنا التقيتُ بالطبيب جيانغ . 

وبعد أن اطّلع على نتائج فحوصاتي ، قال إن حالتي قابلة للعلاج ، لكن فيها مخاطر ، 

وطلب مني أن أعود وأفكر فيما إذا كنتُ أريد إجراء عملية ...”


ابتسمت الأخت تساي وهي تتحدث بحماس جعلها تنسى تحريك مروحتها : “ حينها أدركت أنني لن أموت . 

ومن دون تردد ، أسرعتُ لدخول المستشفى حتى يتمكن 

الطبيب جيانغ من ترتيب العملية لي ،،،

قال زوجي إن عمليتي استغرقت تسع ساعات ، 

وإن الطبيب جيانغ لم يتناول الطعام حتى انتهى منها . 

تم استئصال الورم من معدتي بطريقة نظيفة تماماً ، 

وحين استيقظتُ ، شعرت بسعادة غامرة ، 

وعرفت أنني كنتُ محظوظة للغاية ….


في ذلك الوقت ، كان الطبيب جيانغ يخشى أن يعود الورم ، 

وطلب مني الحضور في الموعد المحدد لإجراء الفحوصات 

بعد العلاج الكيميائي ….”

وأشارت إلى الزجاجة بجانبها قائلة: “ هذه آخر جرعة في 

علاجي الكيميائي ، ونتائج الفحوص ممتازة لدرجة أن 

الطبيب يو سانغ قال إنني قد أعيش ثلاثين أو أربعين سنة أخرى . 

لو لم أقابل الطبيب جيانغ في ذلك الحين ، لكنت الآن 

مدفونة تحت التراب .”


تردد ما هاو قليلًا ، ثم سأل:

“ لكن… هذا الطبيب جيانغ رجل ، 

كيف يمكن أن يكون طبيب نساء ؟”


فقالت الأخت تساي مستنكرة :

“ وما المشكلة في أن يكون رجلًا ؟! سواء كان رجلًا أو امرأة ، 

هذا لا يغيّر كونه طبيبًا بارعًا ….”

ويبدو أن شكوك ما هاو حول جيانغ شو أزعجت الأخت تساي كثيرًا ، فتابعت :

“ أنت لا تعرف ، لكن الطبيب جيانغ و الطبيب شين هما 

أقوى طبيبين في القسم ، وكلاهما رجل .”


عند سماع ذلك ، تغيّر وجه ما هاو بين الشحوب والزرقة ، 

وقال بعدم تصديق :

“ أتظنين فعلًا أن الطبيب جيانغ بهذه المهارة ؟ 

هل يمكن أن يكون أفضل من النائبة كوي ؟”

لقد كان قد بحث عمدًا ووجد أن مديرة قسم أمراض النساء 

والتوليد في مستشفى جيهوا تحمل لقب “كوي” وهي طبيبة امرأة .


ردّت الأخت تساي بثقة:

“ أنت لا تعرف شيئًا ، فلا تصدّق الألقاب هكذا . 

النائبة كوي مميزة ، خاصةً في شبابها ، وإلا لما أصبحت 

نائبة وما خرّجت طلابًا بهذه الكفاءة .”

وتابعت بصوت أخفض : “ لكن النائبة كوي تقدمت في 

العمر ، وهي على وشك التقاعد . 

جسدها لم يعد يحتمل ساعات العمل الطويلة التي تتطلبها 

العمليات الكبرى . 

سمعت أن الطبيب جيانغ والطبيب شين هما الآن الجراحان 

الرئيسيان في أصعب العمليات في القسم ، 

والنائبة كوي تكتفي بالمشاهدة أو الإشراف من بعيد ، 

وغالبًا تترك لهم حرية العمل .”


ثم قالت بنبرة حازمة :

“ لا تستهِن بالأطباء الرجال ، ألا ترى أن معظم الجراحين في الخارج رجال ؟ 

ذلك لأن الرجال أقوى بدنيًّا ، وهذا يمنحهم ميزة في 

العمليات الجراحية ، فيستطيعون الوقوف لساعات دون أن 

ترتجف أرجلهم . 

بعض الطبيبات لا تملك هذه القوة ….”

وكأن ما هاو انتقص من ابنها حتى ، تابعت :

“ أنت تقلل من شأن الطبيب جيانغ ، لكن من يدري ؟

قد لا تكون طبيبة زوجتك التي تفكر فيها بنفس كفاءته .”


شحب وجه ما هاو —- وتبادل نظرات مع زوجته روان شيوفانغ ثم سأل بحذر:

“ إذن… هل يمكن أن يجري الطبيب جيانغ العملية لزوجتي ؟”


أجابت الأخت تساي ببرود وهي ما زالت مستاءة من تغيّر موقفه :

“ لا أعلم ، الطبيب جيانغ مشغول جدًّا .”


تذكّر ما هاو أن الطبيبة شاو لي هي من اتصل بهما وطلبت 

منهما المجيء للمستشفى وشرحت لهما حالتهما مبدئيًّا ، 

فربما تكون شاو لي هي من ستجري العملية ، 

فأعطى الأخت تساي بعض الموز وسأل بفضول :

“ وماذا عن الطبيبة شاو ؟”


رمقته الأخت تساي بنظرة جانبية ، لكنها أجابت هذه المرة 

من باب المجاملة لأجل الموز :

“ لا أعرف الكثير عن الطبيبة شاو "



فالطبيب الذي تواصل معها حينها كان أحد طلاب الطبيب 

جيانغ الآخرين ، لذا لم تكن تعرف عن الطبيبة شاو لي إلا القليل


ألقى ما هاو نظرة على لوحة السرير ، 

فوجد أن الطبيب المسؤول مكتوب عليها “يو سانغ”، فسأل:

“ وماذا عن الطبيب يو؟”


أجابت :

“ سألت الطبيب يو .. لكنه قال إنه ليس مؤهَّلًا بما يكفي 

لإجراء عمليات الأورام الخبيثة ….”

ثم تذكّرت أسلوب الطبيب يو معهم قبل قليل ، 

فسألت بدهشة :

“ بالمناسبة ، كيف أزعجتم الطبيب يو؟! 

إنه طيب الخلق ودائم الابتسام ، لكن يبدو أنه لم يرتح لكم .”


حدّقت إلى ما هاو مباشرةً ، 

ولما رأت ملامحه وكأنه يريد قول شيء، ازداد فضولها


روان شوفانغ كانت تستمع لحديثها طوال الوقت


في المرة السابقة حين اقتحم ما هاو غرفة الفحص ، 

غضبت غضبًا شديدًا ، 

حتى أنهما تشاجرا بعنف بعد عودتهما وظلا في قطيعة باردة ،

ولم تتوقع أن تتلقى لاحقًا مكالمة من المستشفى تحمل 

أخبارًا سيئة عن حالتها الصحية ،


كانت طوال الإجراءات اللازمة للحصول على تقرير الفحص شاردة الذهن ، 

بينما ما هاو يرافقها ، 

فلم تكن تملك الطاقة لمجادلته ،


لكن بعد سماع كلام الأخت تساي، تحسن مزاجها قليلًا ، 

وتجدد غضبها ، 

فلم تستطع منع نفسها من التحديق في ما هاو قائلةً للأخت تساي:

“ أنا حقًا أشعر بالخزي منه ، جئتُ أطلب الاستشارة الطبية ، 

فاقتحم المكان وضرب الطبيب !”


وما إن قالت ذلك حتى تغيّر وجه الأخت تساي:

“ أأنتَ الوغد الذي أثار الشغب أثناء عيادة الطبيب جيانغ؟”


لقد سمعت عن الأمر بالأمس ، فليس في الدنيا جدار بلا ثقوب ، 

ولا شائعة في القسم إلا وتعرفها الأخت تساي


كانت قد غضبت غضبًا شديدًا بالأمس حتى أنها جذبت 

الفتاة التي على السرير المجاور وظلت تلعن لوقت طويل


لكنها لم تتوقع أن يكون الجاني جالسًا أمامها الآن ، 

وهي تأكل من موزِه ——-


قضمت الأخت تساي آخر لقمة من الموزة بغيظ ، 

وألقت بالقشرة في سلة المهملات :

“ أنا فقط لا أفهم ، شخصية الطبيب جيانغ ومهارته الطبية 

فوق الوصف ، فلماذا كنتَ تستهدفه أصلًا ؟”


كان قلب ما هاو قد بدأ يميل ، 

لكنه أمام استجواب الأخت تساي ظلّ متمسكًا بعناده:

“ هو رجل ، أليس من حقي أن أنزعج حين ينظر إلى جسد زوجتي ؟”


قالت روان شوفانغ: “ لقد جئت عنده لأنه طبيب مختص ، 

نظرته للمريض لا تتجاوز كيف يعالجه ، 

وليس في رأسه أفكار قذرة مثلك ، 

ثم إن كان الطبيب فعلًا صاحب نوايا سيئة ، أتظن أنني لن ألاحظ بنفسي ؟”


ازدادت ملامح الأخت تساي قبحًا من كلام ما هاو :

“ زوجتك لا تعترض ، فما شأنك أنت كأحد أقاربها ؟”


ثم التفتت إلى روان شوفانغ وتابعت : “ أختي ، لستُ أقول 

هذا لأحرجك ، فأنا أرى أنك إنسانة عاقلة ، 

لكن زوجك هذا إنسان سيئ بحق . 

بينما الطبيب يسهر على إنقاذ حياتك ، 

هو يطعنه من الخلف ! 

لحسن الحظ أن الطبيب جيانغ لم يُصب بأذى . 

أتعرفين كم من الوقت والمال تنفقه الدولة لتخريج طبيب واحد ؟”


روان شوفانغ التي لم تُبدِ أي نية للدفاع عن ما هاو

بل شاركت الأخت تساي غضبها في توبيخه :

“ في الماضي كنتُ أتحمل طباعه في المنزل ، 

لكن الآن وأنا مريضة لم أعد أريد الاحتمال . 

لا تقل إن الطبيبة شاو لا ترغب في الحديث معك ، 

فأنا نفسي لا أريد أن أتكلم معك .”


قالت الأخت تساي وهي تكاد تنفجر من شدة الغضب:

“ أنت لا تعرف حتى أن الطبيب شين هو من استدعى الأمن في ذلك اليوم . 

وحدك نجحتَ في إغضاب أقوى طبيبين في القسم ، 

هل فكرت يومًا في مصلحة زوجتك ؟”


كان ما هاو قد تلقّى صدًّا من الطبيب يو سانغ أوّلًا —- ، 

وها هو الآن يتعرّض للتوبيخ من امرأتين على سريري المستشفى —— ،

وحين رأى أنّ لا أحد يراعي مشاعره ، 

وضع يده على وجهه وتنهد قائلًا :

“ حسنًا ، حسنًا ، أدركت أنني كنت مخطئ …”، 

ثم نهض واقفًا وأضاف : “ سأذهب لأعتذر للطبيب جيانغ ، 

أليس هذا كافيًا ؟”


ثم أمسك بكتفي روان شوفانغ وقال بنبرة واثقة :

“ سأجعل الطبيب جيانغ يجري لك العملية حتى لو 

اضطررتُ لأن أتنازل عن كرامتي !”


—————-



توجد العديد من العمليات اليوم ، 


وحين أنهى جيانغ شو عمله كان الليل قد أوشك أن يحلّ


خرج من غرفة العمليات وأخذ قدر الحساء الفخاري الذي 

طلبه من الحارس ، لكنه كان قد برد قليلًا


جلس إلى مكتبه وأخذ رشفتين منه ، وفجأة فُتح الباب بقوة ، 


ومع صوت — دَمدمة —- ركع رجل مفتول العضلات على 

ركبتيه أمامه قبل أن يتسنّى له حتى النظر 


“ ككح ككحح——” اختنق جيانغ شو بالحساء ، 

وسرعان ما نهض ليُسعف الرجل


لا يزال يتذكّر بوضوح أنّه حين بدأ فترة تدريبه الأولى في المستشفى ، 

شاهد ذات مرّة مريضًا جاثيًا على الأرض يرفض النهوض 

مهما حاول إقناعه ،

وفي النهاية اضطر أستاذه إلى الجلوس على ركبتيه معه 

داخل مكتب الطبيب 


كان ذلك المشهد صدمةً نفسيّة كبيرة لجيانغ شو الذي كان 

قد دخل للتوّ إلى هذا المجال


لم يخطر بباله أبدًا أنه سيواجه الموقف نفسه يومًا ما


ظهر صوت شين فانغ يو من الخلف :

“ من هذا الذي يقدّم الاحترام بالركوع ؟” ،

ومدّ ذراعه حول صدر الرجل قبل أن يتمكّن جيانغ شو من مدّ يده


شدّت عضلات ساعده ، وجذبه ليوقفه قائلًا بدهشة حين 

تعرّف عليه: “ أأنت؟” ثم تركه وأضاف ببرود: “ كان عليّ ألّا 

أساعدك من الأساس .”


ما هاو: “……”


تعرّف عليه جيانغ شو أيضاً : “ ما هاو ؟ 

ما الذي أتى بك إلى هنا ؟”


كان شين فانغ يو يمسك به في وضعٍ لا يسمح له بالوقوف أو 

الجلوس على ركبتيه ، 

وفي هذه اللحظة ندم ندمًا شديدًا على ما فعله بالأمس


لم يعد متعجرفًا متكبرًا كما كان ، 

بل احمرّت عيناه وبدا متأثّرًا


حكّ وجهه وسحب طرف قميصه ، 

وقال بصعوبة وكأنّ كل كلمة تكلفه جهدًا عظيمًا :

“ الطبيب جيانغ، أنا… أودّ الاعتذار عمّا حدث في السابق ...”


وبعد أن أنهى كلامه ، 

أنزل رأسه وحدّق في أصابع قدميه ، 

ولم ينطق بكلمة أخرى


الكلمات التي وعد بها أمام زوجته قبل قليل ابتلعها الآن 

ولم يستطع إخراجها، 

وارتسم على وجهه مزيجٌ من الخجل والحرج


سخر شين فانغ يو : “ هل يوجد ذهب على الأرض ؟” 

ثم سار نحو جيانغ ، 

ومدّ أصابعه ليلمس صندوق الغداء وسأله : “ لماذا تشرب 

الحساء هذه الأيام باستمرار ؟”


صفع جيانغ شو يده جانبًا ، 

وقبل أن يتمكّن من الردّ بـ ' ليس من شأنك ' سبقه شين فانغ قائلًا :

“ جئت لأتفقّد الأمر ، أين صور الإفطار ؟”


: “ ليس لديّ أي صور "


: “ لا أصدقك ...” مدّ شين فانغ يده : “ أعطني هاتفك "


نظر إليه جيانغ شو بنظرة جانبية


: “ إن لم تُعطني إيّاه فهذا يعني أنك التقطتها .”


كان جيانغ شو صامتًا للحظة ، ثم ناوله هاتفه


أخذ شين فانغ الهاتف وفتح ألبوم الصور يتصفحه ، 

وهو يضحك قائلاً:

“ من السهل حقًّا الحصول على هاتف الطبيب جيانغ 

ألا تخشى تسريب خصوصياتك ؟”


نظر إليه جيانغ وكأنه يتحدث بحماقة  :

“ ليس الأمر وكأنني سأعطي هاتفي لأي شخص كان "


أطلق شين فانغ يو “ اووووه !! ” ذات معنى :

“ إذًا أنا مميز جدًّا في قلبك .”


لم يكلف جيانغ نفسه عناء الرد عليه ، 

فعاد شين فانغ ليتصفح الهاتف :

“ حقًّا لم تلتقط أي صور ؟”


لم يكن في الألبوم أي صورة للفطور


: “ لا بأس إذًا …. سأراقبك غدًا وأنت تتناوله أمام عيني .”


ولإظهار اهتمامه ' النقي ' بالطبيب جيانغ ، 

قرر أن يبدأ بمراقبته وهو يتناول الفطور كل يوم


قال جيانغ شو بنبرة عاجزة عن الجدال :

“ إذا كنت تحب مراقبة الناس إلى هذا الحد ، 

فالأفضل أن تترك وظيفتك وتذهب إلى مركز الاحتجاز .”


شين فانغ يو:

“ إذًا عليك الانتظار حتى تتحسن معدتك ….” 

ثم رفع حساءه الذي لم يُنهِيه بعد ، وأضاف : “ لقد أصبح بارد ، 

سأخذه إلى الاستراحة لتسخينه لك

يمكنك الذهاب وتناوله لاحقاً .”


ما هاو : “ انتظر…”


التفت شين فانغ يو إلى ما هاو الذي أصدر صوت ، وقال:

“ أوه ، ما زلت هنا .”


: “ أنا…”


هذه المرة الثالثة التي يأتي فيها ما هاو إلى مكتب جيانغ شو

وفي كل مرة كان يجيء فيها سابقًا لم يكن يجده ، 

إما لكونه في غرفة العمليات أو في اجتماع


قال ما هاو بتوسل :

“ جئت لأطلب من الطبيب جيانغ أن يجري العملية لزوجتي. 

الطبيب جيانغ ، عليك أن تنقذ زوجتي . 

تلك الطبيبة شاو… إنها طبيبة أنثى ، والجميع يقول إن 

الأطباء الرجال أفضل في الجراحة من النساء . 

لم أكن أتوقع أنك بهذه المهارة سابقًا ، 

أرجوك أسدني خدمة وأجرِي العملية لزوجتي ، 

ليس لدي سوى زوجة واحدة ، ولا أشعر بالاطمئنان إذا 

أجرت الطبيبة شاو العملية !”


لقد ظنّ أن شاو لي هي الطبيبة التي ستجري العملية لروان 

شوفانغ بعد أن استبعدت الأخت الكبرى تساي الطبيب يو سانغ


كانت في كلام ما هاو الكثير من سوء الفهم —— ،  

وكان جيانغ شو على وشك أن يوضح الأمر ، 

لكن شين فانغ يو سبقه بالرد :

“ أنت تريد ضرب جيانغ شو — وفي الوقت نفسه تريد منه 

أن يساعدك ، أنت حقًّا شخص مثير للاهتمام ….”


ثم وضع الحساء ، وتغيرت نبرته إلى القسوة :

“ أنت لا تريد لطبيب رجل أن يفحص زوجتك ، 

ولا تريد لطبيبة امرأة أن تجري جراحة صعبة… 

لقد أتقنت فعلًا خطاب التحيز الجنسي السائد في بيئات العمل ! .”


كان كلامه جارحًا وبه شيء من السخرية ، 

وبحلول نهاية حديثه كان وجه ما هاو قد احمرّ تمامًا ،

تلعثم طويلًا ثم قال  :

“ لقد كنت مخطئًا سابقًا ، 

لم يكن علي… لم يكن علي…”


بعد أن قيده الحراس ، انتشرت أسباب اقتحامه للمكتب في 

أرجاء قسم التوليد وأمراض النساء، 

ولهذا كان شين فانغ يو يعلم أن ما هاو كان يرفض انضمام 

جيانغ شو، كطبيب رجل، إلى هذا القسم، ويرى على الأرجح 

أن نواياه تجاه زوجته لم تكن سليمة


كان هذا النوع من التمييز أمرًا شائعًا في قسم النساء والتوليد ، 

وقد اعتاد هو وجيانغ شو على الكثير من النظرات أثناء فترة تدريبهما ،

لكنه كان يتفهم أن المرضى قد تكون لهم اعتباراتهم الخاصة ، 

غير أن ما هاو لم يكن سوى أحد ذوي المرضى ، 

ولهذا لم يستطع إلا أن يتهكّم عليه ، 

خاصةً وأن المريضة نفسها كانت قد وافقت على الخطة العلاجية ،


لكن ما إن أنهى كلامه حتى أدرك أن جيانغ شو كان يشدّه من كمّه ويهزّ رأسه قليلًا 

تغيّر تعبير شين فانغ يو بلمحة خفيفة


قال جيانغ شو لما هاو :

“ لا تقلق ، ما دمتَ تتعاون مع العلاج ، فسأكون أنا من 

يجري العملية لزوجتك ، 

وإذا لم تكن واثقًا ، يمكنك التأكد من ذلك مع النائبة كوي ،،

كما أن مرحلة الورم لدى السيدة روان مثالية نسبيًا، 

وسأذهب إلى الجناح لاحقًا لمناقشة الإجراء الجراحي معك، 

وترتيب الموعد في أقرب وقت ممكن .”


لم يكن وجهه يشبه وجه شاو لي حين تحدثت إلى ما هاو 

وروان شوفانغ؛ لم يُبدِ شفقةً أو تردّدًا في مواساته ، 

بل كان صوته هادئًا لكنه جاد ، 

ونبرته الرسمية منحت ما هاو شعورًا غريبًا بالاطمئنان ، 

حتى أن قلبه المعلّق بدأ يهدأ قليلًا


شين فانغ يو لم يكن يعرف حالة روان شوفانغ، 

لكن حين سمع عبارة ' مرحلة الورم ' ألقى نظرة على جيانغ 

شو وفهم سبب منعه من الاسترسال في الكلام


كانت زوجة ما هاو قد شُخِّصت بسرطان عنق الرحم ، 

وبدا ما هاو منهارًا بحق


انعكس الضوء الأبيض من مصباح المكتب على رأسه ، 

وربما كان وهمًا ، لكن شعره بدا أكثر شيبًا من الأمس


أبعد جيانغ شو نظره عن قمة رأسه وقال:

“ إذا لم يكن لديك أمر آخر ، فارجع إلى الجناح لتمكث 

بجانب زوجتك ، فهي تحتاج إليك الآن .”


ورغم أن كلمات جيانغ قد أثلجت صدره قليلًا ، 

فإنه لم يكن بحاجة لزيادة التوتر

سأل ما هاو بتردد :

“ إذًا يا طبيب … كم من الوقت ستعيش زوجتي ؟”


أجاب جيانغ شو:

“ مع توقعات جيدة وعدم حدوث انتكاسة ، 

فلن تختلف عن أي شخص سليم . 

إنها جراحة بسيطة .”


قد يبدو سرطان عنق الرحم في مراحله الأولى أمرًا مخيفًا 

بالنسبة للمريض ، 

لكن مستشفى جيهوا يستقبلون يوميًا عددًا لا يُحصى من 

الحالات الصعبة القادمة من شتى أنحاء البلاد ، وبالمقارنة ، 

فإن حالة روان شوفانغ لا تتعدى كونها ' عملية بسيطة '


قال ما هاو بعد أن اتسعت عيناه بدهشة :

“ حقًا ؟”


ورغم أنه استمع إلى كلام الأخت تساي المتفائل، 

فإن القلق كان يعصف به، 

فصحيح أن هناك مرضى سرطان يعيشون حياة طبيعية مثلها ، 

لكن هناك أيضًا من يعتقد أن السرطان مرض لا شفاء منه


وأضاف بصوت يزداد انخفاضًا:

“ سمعتُ… أن السرطان مرض ميؤوس منه …. 

لدي عمة اكتشفت إصابتها بالسرطان ، وتوفيت بعد ثلاثة أشهر فقط ”


فأجابه جيانغ شو:

“ التوقعات تعتمد على مرحلة المرض ونوعه ، 

وزوجتك كانت محظوظة لاكتشافه في الوقت المناسب .”


بتأثرهم بالدراما التلفزيونية المختلفة ، 

كثير من الناس يربطون بين السرطان والموت ، ومع ذلك ، 

ليس كل أنواع السرطان غير قابلة للعلاج ، 

فكلما تم اكتشافه مبكرًا زادت فرص النجاة وارتفعت نسبة 

البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات


ورغم وجود عامل الحظ ، 

إلا أن التوقعات في معظم الحالات المبكرة مثل حالة روان 

شوفانغ تكون جيدة


سأل ما هاو:

“ إذن أنت… لن تحمل ضغينة ضدي أليس كذلك؟ 

ستجري العملية لزوجتي كما يجب، أليس كذلك ؟”


صمت جيانغ شو


قال شين فانغ يو:

“ حسنًا ، إذا لم ترغب في أن يحمل لك ضغينة ، 

فعليك أن تتوقف عن الدوران حوله ،

طبيب جيانغ ليس لديه كل هذا الوقت ليتشاجر معك هنا.”


رافقه إلى الخارج ، 

ولكن بمجرد أن أُغلق الباب ، 

دفع ما هاو الباب وفتحه مجدداً وانحنى بجدية أمام جيانغ شو قائلاً :

“ طبيب جيانغ سأترك زوجتي بين يديك "


سمع جيانغ شو أنه بكى واعتذر لزوجته اعتذارًا كبيرًا بعد 

صدور نتائج الفحص ، 

مما أثار شكوى حادة من المرضى الآخرين


نظر إلى ظهره وهو يغادر ، ثم عاد بنظره إلى الحساء البارد على الطاولة


المودة المتأخرة دائمًا تكون مصدر ندم ، لكن لحسن الحظ، 

كان أمام روان شوفانغ بقية حياتها لتنتظر منه التعويض 


قال شين فانغ يو وهو يقترب من جيانغ :

“ أنت تبدو… باردًا وصعب المراس ، 

لكن لم أكن أتوقع أن تكون طيب القلب بهذا القدر .”


لم يجب جيانغ شو


أضاف شين فانغ يو:

“ لكن طيب القلب عليه أن يدفع ثمنًا .”


وضع ورقة صفراء بحجم A4 أمام جيانغ شو


نظر جيانغ شو إلى الورقة ، ومر خيط أسود على وجهه


قال شين فانغ يو:

“ لقد جئت للتو من المكتب الإداري ، 

وطلبت الأخت قوه مني أن أمنح الطبيب جيانغ إنذار ، 

وبالمناسبة ، دعتك بلطف لمراجعة لوحة الإعلانات .”


على لوحة الإعلانات في قسم النساء والتوليد —- توجد 

إنذارات متزامنة للغاية


كان جيانغ شو وشين فانغ يو ينظران إلى أنفسهما على اللوحة ، واحد على اليسار والآخر على اليمين


الإنذار على اليسار كان ينتقد جيانغ شو بسبب اعتدائه على 

أحد ذوي المرضى ، 


بينما على اليمين كان يمدح شين فانغ يو لإيقافه الشغب 

بأساليب معقولة وقانونية ،


قلب شين فانغ يو الورقة البيضاء على اللوحة وقرأ الفقرة الأخيرة :

“ لا يُنصح باستخدام العنف لمواجهة العنف ، 

لذا أطلب من جميع الزملاء ، وخاصةً الرفيق جيانغ شو 

أن يحتذوا بمثال الرفيق شين فانغ يو ويتعلموا منه كيف 

يستجيبون بشكل مناسب للنزاعات الطبية .”


نظر إليه جيانغ شو بلا تعبير ومزق الورقة ، 

كاشفًا الإنذار الذي كان مخفيًا تحتها ، 

وقرأ محتواه كلمة كلمة :

“ يُغرّم الرفيق شين فانغ يو مائتي يوان بسبب العنف وتدمير 

الممتلكات العامة .”


سمع شين فانغ يو ذلك، فأخرج من جيب معطفه الأبيض 

ورقة إنذار من نفس الشكل ، 

وأخذ صمغ ولصقها على الجانب الآخر من لوحة الإعلانات ،

ثم غنى قائلاً :

“ الرفيق جيانغ شو يُغرّم مائتي يوان لاستخدامه العنف 

وإصابته أحد ذوي المرضى .”


تبادل ' العنيفان ' النظرات ——


جيانغ شو: “شين فانغ يو "


رد شين: “ هههم؟”


جيانغ شو: “ أنا لم أعلق إنذارك ! "


شين فانغ يو: “ أعلم ، الأخت قوه مشغولة ، وكنت مارًا فقط 

فأحضرتها لأساعدها في التعليق . 

لا بأس إن لم تعلق لي، أنا أساعدك، أنا لطيف إلى هذا الحد ! "


صمت جيانغ شو — فلم يكن يهمه اللطف أو عدمه ، 

فقط أراد أن يلصق الصمغ على فم شين فانغ يو 


كانت الإنذارات المتكاملة على لوحة الإعلانات تبدو جيدة تحت الضوء


اتكأ شين فانغ يو على مرفقه وبدأ يتأمل بإعجاب بعمله 

وتعابير وجه جيانغ شو


ثم وضع الصمغ وأخرج ورقة إنذار أخرى ولوّح بها أمام جيانغ شو


عادةً تعطي الإدارة إنذارين ، 

واحد للشخص المُغرّم والآخر يُعلق على اللوحة


هذه المرة ، قبل قليل مزّق جيانغ شو الإنذار الأول وشين 

فانغ يو علق الآخر على الجدار


قال جيانغ شو بتجهم : “ لماذا لديك واحد آخر ؟”


رد شين فانغ يو وهو يغمز : “ طلبت من الأخت قوه طباعة 

نسخة إضافية ، 

وقلت لها أنني أريد الاحتفاظ بها كتذكار .”


مد جيانغ شو يده ليأخذها


أسرع شين فانغ يو بطي الورقة في يده ووضعها في جيب 

معطفه ، وقال: “ لن أعطيها لك، أنا غاضب منك "


جيانغ شو: “……”


لم يكن يعرف إذا ما كان هذا الرجل سيظل مراهقًا حتى الموت ، 

لكنه شعر أن شين فانغ يو لم يعد على مستوى مراهق ،   

بل يجب أن يكون خريج روضة أطفال


فأخذ نفسًا عميقًا وقال له: “ لماذا لا تذهب فقط لتسخّن الحساء ؟”


يتبع


بالنسبة للجزء هنا : 


{ حتى لو استطاع جيانغ شو أن يسحرني فترة من الزمن ، 

فهل يمكنه أن يسحرني العمر كله ؟ 


عاجلاً أو آجلاً سيصبح جسدي صافياً كعقلي ، 

وحتى لو كان جيانغ شو تجسيداً لأسطورة الحورية ، 

فأنا أستطيع أن أكون أوديسيوس … }

كيفكم قراء رواية لعبة،بث مباشر ؟؟ 😢

أوديسيوس هو إشارة إلى البطل الإغريقي الشهير في الأوديسة،

 الذي اشتهر بدهائه وقدرته على مقاومة أغنية الحوريات الساحرة التي كانت تُغوي البحارة وتؤدي بهلاكهم

( هذي علامة لكم عشان تقرأوون الرواية ~~~ )


بالنسبة للجزء هنا : 

الأخت تساي وكأنها ' باي شياوشينغ ' جناح المستشفى


باي شياوشينغ هو اسم شخصية مشهورة في الصين، 

بطابعه الفضولي أو المعلّق على الأحداث، مثل مراسل أو مقدّم يشرح ويصف للآخرين ما يحدث حوله.


  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي