القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch3 بانغوان

Ch3 بانغوان



لم يستطع وين شي فهم الهواتف الذكية ، لكنه قادر على 

فهم الكلام البشري ، 

و بعد أن أنهى الاستماع إلى رسالة الوكيل الصوتية ، 

أشار إلى شيا تشياو، داعيًا المراهق إلى الاقتراب


لم يفهم شيا تشياو السبب ، فمال إلى الأمام ، كاسرًا مسافة ليستمع


سأله وين-غا بصوته البارد والممتع رغم قسوة ملامحه الوسيمة :

“ هل يشبه هذا الهواتف في الماضي ؟ 

فإذا تحدثت هكذا ، هل يسمعني الطرف الآخر ؟”


تجمد شيا تشياو للحظة 

“…”

{ عليّ أن أقوم بتمارين شديدة لعبور هذه الفجوة الزمنية }


فكر شيا تشياو قليلًا ، ثم قبض على هاتفه وحوّل لوحة 

المفاتيح إلى لوحة حروف وأرقام، وقال :

“ غا ، اعتبر هذا مثل التلغراف .”


فهم وين شي فاسقام وأشار إلى الشاشة :

“ إذاً أرسل له رسالة وقل له إن الوقت مناسب في أي وقت .”


تردد شيا تشياو:

“…لا أظن أن هذا مناسب جدًا بالنسبة لي.”


عبس وين شي حاجبيه


تراجع شيا تشياو برقبته وقال:

“ غا يوجد الكثير من الناس هنا اليوم ، لذا الوضع مقبول . 

أنت فقط لم ترى كيف يكون الوضع عادة هنا في حيّنا بالليل .”


وين شي:

“ وكيف يكون؟”


شيا تشياو:

“ مخيف جدًا . عشت هنا مع الجد لأكثر من عشر سنوات، 

وحتى الآن لا أجرؤ على الذهاب إلى الحمام وحدي بالليل، 

فما بالك بالخروج .”


ظل وين شي صامتًا بلا تعبير لثانيتين ثم أمر شيا تشياو بأن

ينقلع خارجاً


أغلق الباب ، وأمسك بياقة قميصه لخلعه ، 

كاشفًا عن خط خصره الرشيق الجميل


فكر قليلًا بانزعاج، متذكرًا أنه كان ينوي أن يكون شخصًا 

صالحًا ويهتم بهذا الحفيد المخيب للآمال، 

لكنه شعر الآن {… ربما يجب أن ينقرض هذه الفرع هنا فعلاً ! }


بحلول الوقت الذي خرج فيه هذا الجد ، المعتاد على 

الانعزال اليومي، من استحمامه ، كان شيا تشياو قد أنهى 

استقبال مجموعتين إضافية من الضيوف


ومع ذلك ، لم تغادر المرأة 'تشانغ بيلينغ ' من أمام الجدارية بعد


تقف في بهو المدخل تتحدث إلى شيا تشياو ، ممسكة بيد ابنها الثرثار 


سألت تشانغ بيلينغ:

“ سيصعد الجد شين الجبل غدًا صحيح ؟”


أومأ شيا تشياو:

“ مم.”


سألت:

“ في أي ساعة؟”


رد شيا تشياو بأدب:

“ سنغادر الساعة السادسة وخمس وأربعون دقيقة صباحًا. 

هل ستأتين يا سيدتي ؟”


أجابت وهي تحدق في صورة شين تشياو التذكارية:

“ الساعة السادسة وخمس وأربعون؟ 

آه، ربما أكون مشغولة قليلًا، لكن إن استطعت الحضور، أريد أن أودّعه. 

الجد لم يكن يمر بسهولة ... سابقاً … " 

{ سابقاً … هذا الفرع كان قوي جدًا ؛ 

لكنه لم يضم الكثير من الناس ….

وأن يصل إلى وضعه الحالي … إنه لأمر مؤسف ..}


سمع شيا تشياو هذه الكلمات مرات عديدة، حتى إنه كان 

يمكنه ترديدها عن ظهر قلب


لكن تشانغ بيلينغ كانت أفضل قليلًا من الآخرين؛ توقفت عن 

قولها قبل أن تُكمل، ثم ابتسمت بخجل واعتذار لشيا تشياو


ربما لتعويض خطأها، قالت لشيا تشياو:

“ أنت نظيف بشكل خاص ، نادرًا ما نرى شخصًا نظيفًا مثلك. اعتنِ بنفسك مستقبلًا .”


بعد أن قالت ذلك، صفعت ابنها على ظهره وهمست ووجهها عابس :

“ انحني ثلاث مرات ، بسرعة !”


كان الابن على الأرجح في مرحلة تمرده ، 

انتزع يده وتراجع برقبته قليلاً بطريقة نصف مكتملة ، 

حتى أن الحركة الأخيرة تكاد تعادل عدم حركة على الإطلاق


وعندما انتهى ، دفع الباب وغادر


لم يكن أمام تشانغ بيلينغ سوى أن تودع بسرعة وتلاحق ابنها


أغلق شيا تشياو الباب وعاد إلى الداخل، مذهولًا تمامًا

وعندما رفع رأسه ورأى وين شي، لم يستطع إلا أن يسأله:

“ وين-غا لماذا انحنى لي؟”


أجاب وين شي:

“ لأنه قال شيئًا لا ينبغي قوله هنا . 

إذا لم ينحني بشكل صحيح ، سيجني كارما سيئة .”


ارتجفت شفتا شيا تشياو وهو ينظر إلى صورة المؤسس المحترم :

“ أوه، عندما قال إن المؤسس الموقّر…—”


وين شي “…”


صفع شيا تشياو نفسه سريعًا :

“ تبا. لم أقلها، توقفت بنفسي .”


أومأ وين شي:

“مم.”


فرك وين شي شعره المبلل بصمت ، ثم قال بعد لحظة :

“ في الحقيقة يوجد الكثير ممن يقولون أنه لاقى نهاية بائسة . 

هذه حقيقة فقط ، لا داعي للانفعال بها . 

طالما لم تكن مجنونًا بما يكفي لتقولها أمام الصورة ، فلا بأس . 

خاصةً لا تقولها أثناء إشعال البخور له .”


سأل شيا تشياو بحذر :

“ ولماذا ؟”


رفع وين شي رأسه وألقى المنشفة المستعملة على ظهر 

الكرسي، ثم حدّق في شيا تشياو بعينين شديدتي السواد وقال بهدوء:

“ لأنه سيسمعك .”


تجمد شيا تشياو لوهلة ، ثم سرعان ما فرك القشعريرة في ذراعيه ، حتى أن صوته بدا أضعف :

“ ألم… يمت بالفعل ؟”


لقد أخبره الجد شين تشياو بذلك سابقًا : المؤسس الموقّر تشين بوداو اختار أكثر الطرق تقشفًا ، لا تعلق ، لا عوائق ، 

لا مشاعر، ولا مخاوف


على أي حال، لم يكن يبدو كإنسان عادي؛ كان قويًا للغاية، 

لكنه لم ينتهِ بنهاية جيدة


أما سبب النهاية السيئة ، فلم يفهمه شيا تشياو ، 

لأنه كان صغيرًا جدًا


ربما كان الأمر يتعلق بعدم القدرة على التقمص مرة أخرى 

أو شيء من هذا القبيل


كلما فكر شيا تشياو في الأمر أكثر ، أصبح أكثر خوفًا

وألقى نظرة حوله، كما لو أن المؤسس المحترم كان يطفو بجانبه مباشرةً


نظر وين شي إلى مظهره الجبان ، وقال ببرود :

“ انهض .”



قرابة الساعة التاسعة مساءً ، لم يعد هناك ضيوف جدد، 

فأبعد الموسيقيون الجنائزيون أدواتهم من سونا، وأجراس، 

وطبول، ثم تجمعوا بجوار نافذة الحديقة الخلفية، يتحدثون ويدخنون


كان شيا تشياو منشغلاً في المطبخ، 

استخدم مرق العظام الذي سبق أن أعده ليحضّر عدة أطباق من نودلز لحية التنين

ثم قطع بعض اللحم المدخن ولحم البقر المجفف 

وأضافها بشكل مرتب فوق النودلز

وأنهى الطبق برشّة من البصل الأخضر المفروم ، ودعا الآخرين لتناول الطعام



كانت هذه أول وجبة رسمية يتناولها وين شي بعد أن استفاق


على الرغم من أنه قال إنه جائع، إلا أنه بالكاد لمس العيدان الخاصة به


كاد شيا تشياو يظن أنه أفسد النودلز ، فجرّب ترددًا عدة لقيمات منه


شعر أن المرق طازج وغني، واللحم المقطّع مقرمش 

وعطري، أما النودلز فكان مطهوًا تمامًا على درجة أل دينتي


ابتلع الموسيقيون أطباقهم بالكامل، 

ومن ثم مسحوا أفواههم وشكروا شيا تشياو

ثم تجمعوا مجددًا بجانب النافذة الخلفية، 

يتحدثون ويدخنون بلا اكتراث


سأل شيا تشياو:

“ وين-غا ألم تشعر بالجوع ؟”


أجاب وين شي:

“ أنا لا أتناول هذا النوع عادةً .”


ظن شيا تشياو أنه يتصف بالدقة الشديدة في اختيار الطعام، 

وكان على وشك متابعة الحديث بأسئلة إضافية، 

حتى رأى وين شي ينظر باتجاه المنطقة المجاورة للنافذة


سأل وين شي بارتباك :

“ لم يغادروا بعد ؟”


قال شيا تشياو :

“ هل تقصد أولئك العمّال الذين كانوا يعزفون السونا 

والأجراس؟” ثم هز رأسه: “ لا، سيقضون الليل هنا.”


قال وين شي:

“لماذا؟”


احمرّت وجنتا شيا تشياو وتمتم:

“ عند التعامل مع مراسم الجنازة ، يجب الحفاظ على 

السهر ، لكنني الوحيد المتبقي في عائلة شين

لا أجرؤ على النوم وحدي بالليل ، لذا أنفقت بعض المال 

وطلبت من هؤلاء العمّال البقاء معي طوال الليل .”


بعد أن قال ذلك، لاحظ أن وين شي يحدّق فيه بنظرة معقدة

ثم، نصفها للسخرية ونصفها لعدم القدرة على الرد، 

و أشار وين شي بإبهامه نحو شيا تشياو


خاف شيا تشياو من اللوم، فبدأ على الفور بالتملق له

قال:

“لقد طلبت منهم ذلك بالفعل، وعلى أي حال، تبقى الليلة الأخيرة فقط . 

لكنني متأكد أنني سأنام جيدًا هذه الليلة. ومع وجودك وين-غا هل هناك ما أخافه ؟! بالطبع لا.”


نظر وين شي إليه نظرة مائلة ، ثم قال غامضًا :

“ حينها من الأفضل أن تتذكر ما قلته الآن .”



في الليل ، قرابة منتصف الليل ، 

استيقظ شيا تشياو مذعورًا على صوت قطة تعوي ، مصدره مجهول


الصوت بائس وحاد ، يشبه بكاء طفل ، 

لكن الإيقاع أطول قليلًا


كان بعيدًا جدًا ثم أصبح فجأة قريبًا جدًا


الحي غارق في ليل ثقيل وكثيف


رمش شيا تشياو واستوعب بصعوبة بقعة من الضوء ، وظن باهتًا :

“ لماذا ضوء القمر اليوم أخضر ؟”


بعد ثوانٍ قليلة ، ارتجف فجأة


{ حين سهرت اليوم فقد نمت في غرفة المعيشة بدلًا من غرفة النوم ، 

مواجهًا مباشرةً نحو طاولة البخور التي وُضعت عليها جرة شين تشياو

فأين أستطيع رؤية القمر ؟


إذاً …. الضوء الذي أراه … }


ابتلع شيا تشياو وفتح عينيه مجددًا


رأى نصف وجه شاحب يطفو بجانب طاولة البخور ، يضيء 

شمعة حمراء في صمت تام


كانت تلك الشعلة الصغيرة ترتجف بلا أي نسيم، مطلقة ضوءًا رماديًا-أخضر


{ اللعنة… يا إلهي… }


شعر شيا تشياو بالقشعريرة في فروة رأسه وسقط عن أريكة 

النوم ، لكنه لم يُصدر أي صوت



و بينما العالم يدور من حوله ، أراد شيا تشياو أن يهز العمّال 

الذين رافقوه أثناء السهر—لكنه اكتشف فجأة أن أسِرّتهم 

المؤقتة كانت فارغة تمامًا، لا أحد فيها


كما لو أنه الشخص الوحيد الذي ينام هنا طوال الوقت


كاد شيا تشياو أن يفقد صوابه


حاول الوقوف بجنون ، لكن ساقيه بلا قوة


ركل ساقيه عدة مرات بسرعة

وبينما يصارع ، لمسه فجأة يد باردة جدًا على رأسه برفق


صرخ شيا تشياو على الفور ، صراخًا لم يتوقف ، 

مثل دجاجة تُداس عشرات آلاف المرات ،  

حتى جاء شخص وأجبره على وضع شيء في فمه


وقال صوت بارد بجواره:

“ هل تريد أن تموت ؟”


{ هذا الصوت … }


ارتجفت أصابع شيا تشياو ، 

مضطربًا لعدة ثوانٍ ثم حرك رأسه بعينين متسعتين، ليجد 

وين شي، ممسكًا ولاعة بيد ، ومقيدًا يد شيا تشياو المتقلبة بالأخرى


كانت وضعية وين شي توحي تمامًا بـ ' إذا تحركت مجدداً ، سأشعلك بالنار ' 


تجمد الجو لفترة طويلة حتى أدرك شيا تشياو أن الشخص 

الذي يقف بجانب طاولة البخور ، يضيء شمعة بصمت ، هو 

نفسه هذا الجد


بعد أن فهم ذلك، عاد إلى وعيه، وبدأ بالبكاء… بكاء حقيقي


عبس وين شي حاجبيه وحذره أولًا:

“ إذا واصلت الصراخ سأرميك خارجًا ”، ثم أزال كرة القماش البيضاء من فمه


بكى شيا تشياو:

“ غااااا كنت أعوّل عليك لتكون شجاعًا ، فلماذا قررت أن 

تأتي بنفسك لتطاردني؟ أليس النوم بهدوء ممكنًا ؟”


“… “


أعاد وين شي كرة القماش إلى فمه


رفع شيا تشياو عن الأرض وفجأة سأل بلا مقدمات:

“ هل تريد أن تعرف ماذا يعني عندما يقول لك الآخرون دائمًا إنك نظيف ؟”


توقف شيا تشياو عن البكاء للحظة ؛ لم يفهم ما يريد وين شي قوله

“أه؟”


قال وين شي:

“ سأريك مرة واحدة .”


دون أن ينتظر رد شيا تشياو، أمره بصوت منخفض:

“ أغمض عينيك .”


أغلق شيا تشياو عينيه تلقائيًا

بعد ذلك، شعر بوين شي يربت على رأسه برفق، ثم على كتفيه معًا


فجأة، شعر بحرارة خفيفة أمام عينيه ، مصحوبة برائحة البخور المحترق


دارت الحرارة ثلاث مرات حوله ثم تلاشت


وين شي:

“افتح عينيك.”


كان شيا تشياو خائفًا قليلًا ، لكنه فتح عينيه—ثم تجمد من الدهشة


كانت غرفة المعيشة لعائلة شين أمامه كما هي، 

مرتبة بنفس الطريقة السابقة، 

لكن ألوانها وظلالها صارت مغطاة بخطوط خضراء-رمادية


كان المشهد يعطي إحساسًا غريبًا لا يوصف


والأغرب من ذلك، عندما لمح مرآة الملابس القريبة ، 

كاد أن يصرخ مجدداً 


انعكست في المرآة شخصيتان ، ربما هما شخصيته وشخصية وين شي



سبب استخدامه كلمة “ربما” هو أنه لم يستطع تمييز 

الشكل الأصلي للشخصيتين على الإطلاق


في الحقيقة، لم تتغير ملامحهما، لكن بشرتهما كانت شاحبة بشكل صادم


ورأى شامة على طرف أنفه ، وندبة سطحية بجانب زاوية 

عينه من اصطدامه بشيء وهو طفل


لكن شيا تشياو في المرآة لم يكن يحمل أيًا من هذه العلامات، 

و لا أي عيب صغير كما في أي إنسان عادي


كان وجهه بوضوح ، لكنه بدا كما لو أنه وجه شخص آخر، 

ينظر إليه بطريقة مخيفة دون أن يرمش


في هذه البيئة المظلمة والكئيبة ، كان المشهد مثاليًا ليكون ككابوس يطارد المرء


تردد صوته وهو يقول :

“ ما هذا ؟”


وين شي:

“ الأشياء التي أراها عندما أغمض عيني .”


سأل شيا تشياو بدهشة :

“ كيف أبدو هكذا ؟”


وين شي:

“ما تراه عادةً يُسمى الشكل الجسدي . 

ما تراه الآن يُسمى الشكل الروحي .

عادةً يكون حول الناس ضباب أسود ، بعضهم أكثر من غيرهم . 

أما أنت فلا يوجد حولك شيء . 

هذا ما يعني أن تكون ' نظيف ' .”

بدا صوته أكثر برودة في هذه الليلة


ارتجف شيا تشياو ونظر إلى وين شي مذعورًا


حينها فقط أدرك أن وين شي أيضًا يمتلك مظهرًا خاليًا تمامًا من العيوب، 

لكن في الوقت نفسه، كان هناك شيء… مختلف قليلًا عنه


لأن هيكل وين شي كان شفافًا جزئيًا ، مثل شبح


تمتم شيا تشياو مرتجفًا :

“ وين-غااا لماذا…

لماذا تبدو هكذا ؟”


أجاب وين شي بهدوء :

“ لأنني فقدت روحي ، لذا أنا فارغ . عندما أجدها ، 

حينها سأتحرر . وهذا أيضًا سبب وجودي هنا .”


شعر شيا تشياو بالحيرة والصدمة قليلًا عند سماع ذلك


كان على وشك مواصلة التساؤل عندها انطلق صراخ حاد 

يشبه صراخ القطط من الخارج عند النافذة


قفز من الرعب وأدار رأسه نحو الصوت—ليرى ثلاث ظلال 

بشرية طويلة ونحيلة تنعكس على الأرض الرخامية



بعد أن التوت وتشوهت ، اكتسبت مظهر شيء بأربعة 

أطراف متلاصقة مع الأرض، وظهورها مقوس بطريقة غريبة


تميل رؤوسهم بزاوية تسعين درجة وتدير ببطء نحو غرفة المعيشة


وبالاعتماد على ضوء الشمعة الرمادي-الأخضر داخل غرفة 

المعيشة، تمكن شيا تشياو أخيرًا من تمييز ما كانت عليه تلك الكائنات


مثل حيوانات تعرضت للدهس، مثل قطط وكلاب ضالة أو ما شابهها


أجسادها مسطحة ، وأقدامها الأربعة طويلة ونحيلة ، 

لكنها مع ذلك تحمل وجه إنسان


منحنية على الأرض، تحدق من الخارج بينما يدور حول 

أجسادها دخان أسود، يتلوى ويلف مثل الأعشاب البحرية المتشابكة


شعر قلب شيا تشياو وكأنه سيتوقف عن الخفقان

تمتم وهو يلهث :

“ ما تلك الأشياء؟؟؟”


وين شي:

“ الموسيقيون الذين استأجرتهم للمراسم .”


شيا تشياو:

“… “


حين تذكر الأشياء التي نام بجوارها خلال الأيام الماضية، شعر وكأن فروة رأسه ستنفجر


كاد شيا تشياو يفقد عقله تمامًا:

“ م-ماذا يجب أن نفعل ؟”


كان وين شي في معظم الوقت بلا تعبير ، لكنه كان يمرر 

أصابعه على حافة كمّه مرارًا وتكرارًا


سأل شيا تشياو بتردد:

“ وين-غا أيمكنك التعامل مع هذا أليس كذلك؟”


وين شي:

“ لا أعلم .”


شيا تشياو بدهشة:

“؟؟؟”


لم يتكلم وين شي مرة أخرى


فهو حقًا لا يعلم


لو كان هذا قبل زمن بعيد ، لما كان هذا الأمر يُعد شيئًا يذكر بالنسبة له


لكن الآن، لم يكن يجرؤ على ضمان أي شيء


فبعد كل شيء ، لا يمكن اعتباره إنسانًا حيًا حقيقيًا؛ 

وبدون روحه، سيكون خطيرًا عليه أن يستخدم حتى جزءًا 

ضئيلًا من قوته الأصلية


والأهم… أنه جائع


لم يتناول وجبة حقيقية منذ خمسة وعشرين عامًا ، فكان ضعيفًا جدًا


و بينما وين شي يضغط على مفصل إصبعه السبابة ، 

على وشك التحرك ، رنّ فجأة صوت تنبيه حاد ، 

مفزعًا شيا تشياو حتى كاد يقفز في الهواء


ذُعر شيا تشياو وأخرج مصدر الإزعاج من جيبه — هاتفه 

الذي كاد أن يسحقه إلى ثماني قطع

كان ينوي إيقافه فورًا ، لكن إصبعه المرتعش ضغط بالخطأ على زر القبول

و في الوقت نفسه ، صدم شيئًا ما فاشعل فلاش الهاتف الأمامي


أضاء الضوء الأبيض القاسي مباشرة إلى الأمام ، وانزلق على وجوه الوحوش الثلاثة


وفي اللحظة التالية ، سُمع صوت رجل يسعل بهدوء وخفوت من الهاتف


كان صوته ثقيل بعض الشيء، يحمل أثر التعب والمرض، وقال:

“ هل هذا السيد شيا تشياو؟ أنا شيه وون ”


ربما كان الضوء شديدًا جدًا ، أو ربما المكالمة المفاجئة أربكت الوحوش


فجأة أنزلت الوحوش الثلاثة رؤوسها واستنشقت الأرض ثم داروا حول نفسهم مرتين

وكأنهم يبحثون عن شيء ، ثم اندفعوا بعيدًا بسرعة


لم يتوقع وين شي مثل هذا التطور ، وارتسمت على وجهه هالة نادرة من الحيرة


أما شيا تشياو —- فكان مذهولًا تمامًا


عندما لم يسمع الرجل على الطرف الآخر أي رد — 

انتظر بضع ثوانٍ ثم نادى بعمق :

“ مرحبًا ؟ ”


حينها ابتلع شيا تشياو وقال متلعثمًا:

“ م-مرحبًا، أنا شيا تشياو… أه…”

تردد للحظة :

“ عذرًا من المتحدث؟”


قال الرجل:

“ أنا المستأجر الذي تواصلت معه سابقًا . 

هذا العصر ، قلت إنني سأعاود الاتصال لاحقًا في المساء .

لقد عدلت جدولي، أستطيع القدوم غدًا مساءً حوالي الخامسة . هل يناسبك ؟”


أومأ شيا تشياو بلا تفكير:

“ حسنًا ، مكالمتك أنقذت حياتي للتو ، ولا بأس حتى لو 

جئت الساعة الخامسة فجراً .”


بالطبع، لم يكن يقصد ذلك حرفيًا


فجأة، ضحك الشخص على الطرف الآخر بخفة، وقال:

“ هذا مناسب أيضًا . 

سأكون في الطريق تقريبًا في ذلك الوقت ، إذن تم الاتفاق .”


أنهى شيا تشياو المكالمة ، وتهاوى ضعيفًا على الأريكة ،

كما لو أنه يسير في نومه


وبعد فترة ليست بالقصيرة ، تململ فجأة وتبادل النظرات مع وين شي


{ الخامسة فجراً ؟؟؟


هل أصبح مجنونًا ؟؟؟ }



يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي