القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch30 | DSYOM

 Ch30 | DSYOM


[ الماضي ] ——-


كان الكوكتيل حامضاً حلواً ، سهل الشرب

ذهب جيانغ نانزي ليتحدث مع رجل من الشمال الأوروبي 

في المقصورة ، 

بينما كان أمام وين دي بالفعل ثلاثة كؤوس فارغة


قال جيانغ نانزي وهو يسحب الكأس من يده :

“ تمهّل ، هذا الشراب يحتوي على نسبة عالية من الكحول . 

لا تجعل نفسك عاجزاً عن قول جملة مفهومة عندما ترى رجلاً وسيماً .”


قال وين دي بصوت عالٍ وجمل متماسكة تُناقض ساقيه المرتجفتين :

“ أنا صاحٍ تماماً ، أستطيع حتى أن أرتّل السونيتة بالعكس إن أردت .”


جيانغ نانزي : “ من الأفضل أن تكون كذلك . 

أنا على وشك المغادرة ، وإذا انهرتَ على الأرض فلن يرفعك أحد .” ألقى نظرة نحو المقصورة ، فردّ الرجل في الطرف بصفير


لوّح له وين دي بيده ليطرده ، مشيراً إليه أن يُسرع بالعودة

 إلى عالمه الصاخب الباذخ


جيانغ نانزي:

“ مستحيل . يجب أن أجد لك رجلاً قبل أن أغادر . 

لا تُبقِي عينيك معلّقتين بالكأس ، انظر إلى الناس .”


انتزع وين دي الكأس من جديد وابتلعه دفعة واحدة، 

فسعل طويلاً ثم تحدث بصعوبة :

“ لن أنظر . 

الرجال في هذا العالم جميعهم قبيحين ، مُثيرون للاشمئزاز، 

مبتذلون ، وفاسقين .”


: “ حتى ذاك؟” أشار جيانغ نانزي نحو الباب


وكأن حركته كانت إشارة سرية ، تبدّلت موسيقى الحانة إلى أغنية جديدة


وفي شبه غيبوبة سمع وين دي صوت رجل عميق يغني

[ لقد ملكتني منذ لحظة اللقاء ]


دخل الرجل من الباب على إيقاع اللحن وجلس عند البار


تبعت نظرات وين دي خطواته كأن خيطاً خفياً يشدّه نحوه


كان ذلك التقاءً من قبيل المصادفة


جيانغ نانزي:

“ ألم تُبدِ أي ردة فعل حتى لهذا ؟ 

يا إلهي ، هل تنوي أن تصبح راهباً ؟”


ظل وين دي يحدّق شارد الذهن بعينين زجاجيتين كسمكة ميتة


عندها أخرج جيانغ نانزي هاتفه، 

وفتح صور خطوبة هيي ونشوان في دائرة الأصدقاء على 

ويتشات، ووضعها في وجه وين دي


فوراً اعتدل وين دي على البار ونهض:

“ من قال إني لن أذهب ؟”


أدار السكر رأسه بخدر ، فخطا خطوة مترنّحة ، 

ثم توقف فجأة من جديد

قال بألم وهو يمسك صدغيه:

“ ماذا يفترض أن أقول له هناك؟ 

حبيبي يتزوج ، فهل تتكرم وتخلع ثيابك لتعانقني ونلتقط صورة ؟”


ضحك جيانغ نانزي :

“ أي هراء هذا ؟ دعني أعلّمك خدعة .”

مدّ يده ليُعدّل وقفة وين دي — وحدّق في عينيه مبتسماً ابتسامة غامضة :

“ عيناك معجزة حقيقية أبدعها الجينان HERC2 وOCA2 "


سخر وين دي بـ " تسسك " خافت وهو يمسك رأسه ،

تذكر أول مرة التقى فيها جيانغ نانزي؛ كان في قاعة الدرس 

يقرأ كتاب ، 

وحين رأى وين دي رفع رأسه وقال بجدية تامة :

“ هل تعلم أن مدة التزاوج المتوسطة لذبابة تسي تسي هي 77 دقيقة ؟”


مضت خمس سنوات ، ومع أن جُمله الافتتاحية لم تخرج 

يوماً عن إطار الأحياء ، إلا أن وقعها الآن لم يعد يبدو كتحرش


سأل وين دي بريبة :

“ هل سينجح هذا حقاً ؟”


أجابه جيانغ نانزي بثقة :

“ ينجح كل مرة . 

أتظن أنني حصلت على عشرين حبيب عبثاً ؟”


وين دي ببرود :

“ كان لك عشرين حبيب ، ومع ذلك أنت لا تزال مع توماس الآن "


قال جيانغ نانزي وهو يدفعه من الخلف :

“ ثرثرتك كثيرة ، تحرّك بسرعة . 

وتذكر أن تُنزل ياقة تيشيرتك قليلاً .”


ترنّح وين دي، شاعراً بالكحول يصعد من جديد، 

واستدار ليُحدّق بغضب في جيانغ نانزي… 

لكن الأخير كان قد اختفى


ألقى نظرة أخرى نحو الرجل الجالس عند البار ، 

ثم شقّ طريقه بتخشّب وسط الزحام من طالبي المشروبات ، 

متوجهاً نحوه ومواجهاً نظرته


انساب صوت رجولي عميق في الأجواء :

[ أعلم أنك قد جُرحتَ من قبل… لكنني أستطيع أن أطمئنك الآن ]

 اغنية ( You had me at hello )





عن قرب ، بدت عينا الرجل فاتحتين تحت أضواء البار، 

تكادان تميلان إلى الرمادي


وفجأة شعر وين دي أن كلام جيانغ نانزي كان منطقياً؛ 

فالعينان أمامه بدت حقاً معجزة وراثية جميلة


فتح وين دي فمه… ثم أفسد الأمر تماماً


أمسك رأسه بين يديه معترفاً كمن ارتكب خطيئة لا تُغتفر

ولم يزد الموقف حرجاً إلا سؤال الرجل 


بيان تشنغ : “ من أين سمعت بهذه المعلومة ؟ من حساب تسويقي ؟”


أخذ وين دي نفساً عميقاً وهو غارق في الإحراج ،

ولو كان الطرف الآخر لبقاً ، لغيّر الموضوع ، 

فقال متحججاً :

“ صديقي يدرس الأحياء . وأنت أيضاً ؟”


بيان تشنغ : “ أنا أدرس الرياضيات . 

لكني صادفت قبل أيام مقالاً مبسّطاً عن جينات لون العين، فعلق في ذهني .”


تمتم وين دي:

“ أظن أنه أراد تخريب الأمر عليّ . 

من أصلاً سمع بجين HEAC2…”


قاطعه بيان تشنغ :

“HERC2.”


وين دي : “… من ذا الذي سيسعده أن يسمع عن HERC2؟ 

ألن يظن أن من يقترب منه مختلّ ؟”


ابتسم بيان تشنغ بخفة :

“ بل ربما يثير فضوله . فإذا طرح أسئلة أكثر ، قد يقود ذلك 

إلى حديث أعمق . ألسنا نتحدث الآن بالفعل ؟”


فكّر وين دي قليلاً ثم اعترف :

“ حسناً ، كلامك فيه وجهة نظر "


بيان تشنغ :

“ إذاً إن الأحياء علم مثير فعلاً "


: “ اووه …” أومأ وين دي رأسه مستسلماً : “ على الأقل أمتع من الرياضيات . 

الرياضيات مملة جداً لتُستعمل في الغزل .”


فجأة تغيّر وجه بيان تشنغ إلى الجدية ، كأنه انزعج

وضع كأسه جانباً ، 

وبدأ بصره يتنقّل في أرجاء البار حتى استقرّ أخيراً على السقف ، فقال:

“ انظر هناك .”


رفع وين دي رأسه فرأى الزخارف البلورية المعلقة في الهواء


بيان تشنغ :

“هذا ما يُسمّى بـ ندفة كوش ❄️ (Koch snowflake). 

تقسم قطعة مستقيمة إلى ثلاثة أجزاء متساوية ، 

وتستعمل الجزء الأوسط قاعدةً لترسم مثلثاً متساوي 

الأضلاع للخارج . 

ثم تكرر العملية على كل ضلع ، 

وعلى كل ضلع جديد يتكوّن . 

بعد بضع خطوات ، تحصل على ما يُعرف بمنحنى كوش. 

اجمع ثلاث منحنيات كوش، فتصبح لديك هيئة ندفة الثلج ❄️.”


تخيّل وين دي ذلك في ذهنه وقال:

“ أليس هذا مما درسناه في الرياضيات المتوسطة ؟”


بيان تشنغ :

“ بُعد ندفة كوش هو 1.26 "


وعندها لم يفهم وين دي شيئ


تابع بيان تشنغ :

“ توجد معادلة لحساب الأبعاد . 

المربع بُعده 2، والمكعب 3، 

أما ندفة كوش فبُعدها 1.26. 

هي أدقّ من بُعد واحد، وأبسط من بُعدين. 

إنها أشكال بُعدها 1.26 نراها نحن في العالم ثلاثي الأبعاد.”


وين دي:

“أوه…” وقد بدا عليه الارتباك

ثم لاحظ أن الرجل يحدّق فيه بنظرة استفسار ، 

وظلّ غارقاً في تلك النظرة نصف أغنية كاملة ، 

حتى أدرك أخيراً أن الطرف الآخر كان ينتظر منه إشارة إلى أنه فهم ،

فهتف مذعوراً :

“ أأنت كنت تغازلني للتو ؟”


أجاب بيان تشنغ بهدوء :

“ صحيح "


عقد وين دي حاجبيه { من الصعب الحكم بصراحة …

هذا الرجل… وهذه الطريقة في الغزل… كلاهما صعب التقييم }


وكأن الرجل شعر بأن وين دي لم يقدّر الموقف تماماً، سأل:

“ ما تخصصك؟”


وين دي:

“ الآداب الإنجليزية والأمريكية "


تغيّر تعبير الرجل من حالة «لا يفهم» إلى «خيبة أمل»:

“ أنت تدرس الأدب ، وتطلب من طالب أحياء نصائح عن الغزل ؟”


{ ماذا يقصد بكلامه هذا ؟ أنني أردت إحراج زميلي ؟ } قال وين دي متلعثماً :

“ لكن… البدء بالقصائد العاطفية يبدو مبالغاً فيه للغزل ؟”


نظر الطرف الآخر إليه بصمت ، 

والمسافة بينهما ضاقت كثيراً ، 

والموسيقى الناعمة والإضاءة الخافتة خلقت أجواءً مثالية ،


لكن وين دي انتظر طويلاً ، والخطوة التالية —المشحونة 

بالغموض—لم تأتي 


فجأة أدرك أن الرجل كان ينتظر منه أن يبادله الاهتمام، 

ليُظهر خبرته المهنية


فبعد كل شيء لقد غازله للتو بالرياضيات


فكر وين دي للحظة ، وبدت على وجهه ملامح الإحراج، 

كأن ما سيقوله سيدفعه إلى الحفر ثلاثة أقدام تحت الأرض ليُدفن حياً

ثم قال وهو يتنحنح محاولاً إضافة بعض العاطفة :

“ حسناً يااه … هل أقارنك بـ… منتصف الصيف…”


قاطعه بيان تشنغ قبل أن يُكمل الجملة :

“ شكسبير؟” بدا مستاءً : “ أنت تغازلني بقصائده ؟”


{ أي شخص وقح وفاقد للذوق هذا ! } شعر وين دي 

بالكحول يتصاعد في رأسه مع شعور بالانفعال:

“ أنت تنظر حقاً بازدراء إلى قصائد شكسبير العاطفية ؟”



بيان تشنغ :

“ تُسمي ما كتبه حباً؟ 

ليلة البارحة كان روميو لا يزال عاشقاً بجنون لروزالين، 

يقول شيئاً مثل: الشمس التي تضيء كل شيء لم ترَى أحداً 

يقارن بها منذ بداية العالم ، لكن بعد أن رأى جوليت في 

اليوم التالي ، حول مشاعره فوراً وحتّى حقّر حبه السابق 

قائلاً : حبي الماضي كان زائفاً ، واليوم قابلت أجمل امرأة . 

العالم يجب أن يكون مجنوناً ليعتبر حب روميو وجوليت مأساة . 

حب يتغيّر أسرع من رصاصة تطلق من البرميل ، 

ومع ذلك يُشاد به كتحفة أبدية — هذه هي المأساة الحقيقية ”


احمرّ وجه وين دي من الخمر والغضب، 

وكاد أن يلقي خطاباً من 30,000 كلمة ليعلّمه درساً

وعندما فتح فمه ، رنّ الهاتف


نظر إلى الشاشة فرأى رقمًا مألوفًا


انتقل غضبه فوراً من الرجل أمامه إلى الرجل السابق ، وسبّه { أحمق! }


كان على وشك رفض المكالمة، 

لكن عندما استدار ورأى نظرة الرجل ذات المعنى، توقفت أصابعه


{ أليس هدفي من قدومي إلى البار أن أجعل حبيبي السابق يغار ؟ 

والآن شريكي موجود بجواري ، فماذا انتظر ؟ }


رغم أن ' الشريك ' أيضاً كان يزعجه بما فيه الكفاية ، 

إلا أن الوجه والجسم على الأقل مقبولان ،

سحب إصبعه ليجيب على المكالمة


وكأنّ ونشوان لم يتوقع أن يجيب وين دي على الهاتف، 

فعمّ صمت


في تلك اللحظة القصيرة ، سمع هيي ونشوان الضوضاء من جانب وين دي :

“ أنت في بار ؟”


وين دي:

“ نعم يااه … ما الأمر ؟ لدي موعد ينتظرني "


تنهد هيي ونشوان :

“ أنت… هل يمكنك التوقف عن اللعب معي؟ 

هل يمكننا التحدث…”


كاد وين دي يضحك من الغضب:

“ أنا هنا للاستمتاع ، كيف يصبح هذا لعباً عليك ؟ 

هل لي بك أي علاقة ؟”


ربما أدرك هيي ونشوان جدّية وين دي في الانفصال ، 

فامتلأ صوته بالإلحاح:

“ البار مزدحم جداً ، يوجد جميع أنواع الناس ، لا تنخدع…”


{ هل هذا الشخص لا يسمع ما أقول ؟ 

ألا يدرك السخرية في كل هذا ؟ } قال وين دي:

“ أنت من كذب عليّ أطول فترة . 

لم أكن أعلم حتى أنك لا تزال تحب النساء . لو لم آتِ باكراً ، 

هل كنت ستنتظر حتى يوم الحرق لتخبرني ؟”


هيي ونشوان :

“ لمجرد أنني سأتزوجها ، لا يعني أنني توقفت عن حبك .”


حبس وين دي أنفاسه :

“ ماذا قلت للتو ؟ كرر ذلك !”


قال:

“ أتزوجها فقط من أجل المصلحة . 

الشخص الذي أحبه حقاً هو أنت…”


لم يصدق وين دي ما يسمع :

“ هل تعرف زوجتك أنك تقول هذا ؟”


هيي ونشوان:

“ سأتواصل معها . دعنا نتحدث ، يمكننا بالتأكيد إيجاد حل يناسبنا كلينا .”


{ ماذا… ماااهذذا بحق الجحيم ؟! 

هل هكذا يلعب الأثرياء ؟! } قال وين دي:

“ لا تتصل بي مجدداً ، أشعر بالغثيان بمجرد سماع صوتك "

شعر وكأن حمماً تغلي في صدره ، أطفأ وين دي هاتفه


رائحة الكحول الفاكهية ، ممزوجة بعطرٍ ثقيل ، 

جعلته يشعر بالغثيان فجأة


غطى فمه، شق طريقه عبر الحشد، وكافح ليخرج من البار


وأثناء سيره في الشوارع، وجد زقاق مهجور


استند على الحائط وشد على معدته ، وتقيأ لفترة طويلة، 

لكن لم يخرج شيء


بقي شعور حرقان ارتجاع الحمض في معدته يثقل صدره


استند على الحائط، يلهث، منتظراً أن يهدأ من تلقاء نفسه


في المسافة ، سُمعت خطوات خافتة


أبقى وين دي رأسه منخفضاً ، فرأى ظلّاً طويلاً يظهر ببطء 

عند مدخل الزقاق— { ذلك الرجل … تبعني إلى الخارج }


بيان تشنغ :

“ هل أنت بخير؟”


هز وين دي رأسه، وكان على وشك الكلام، 

حينها ظهر صوت خطوات أخرى من أعمق الزقاق


نظر نحو الصوت واتسعت عيناه صدمة…


—- مسدس موجهًا نحوهم —- 


يتبع


زاوية الكاتبة :

الأغنية في البار : 

You had me at hello

هذه العبارة من فيلم Jerry Maguire ( جيري ماغواير )

البطل الذي يقع في حب البطلة من النظرة الأولى، 

يقول الكثير من الكلمات للاعتراف بحبه، 

فتقاطع البطلة كلامه بعبارة : “You had me at hello”، 

أي: “لا تحتاج أن تقول الكثير ؛ 

من لحظة قولك مرحباً ، كنت قد أسرتني بالفعل ”


لاحقاً ، أصبحت هذه العبارة كلمات لأغاني عديدة ….

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي