القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch30 | IOWY

 Ch30 | IOWY



{ لماذا عاد شيه يون تشي إلى المنزل مع شن يينغ يينغ ؟ }


في الواقع —— ، الأمر كان مصادفة بحتة —— ،


كان جدوله في فترة ما بعد الظهر اليوم غير مزدحم ، 

بل بإمكانه المغادرة مبكرًا ، 

ولهذا السبب أخبر يان لان صباحًا بأنه سيعود باكرًا إلى المنزل


ونظرًا لندرة الأوقات التي يكون فيها متفرغًا هكذا ، 

أراد أن يشتري باقتي الزهور — التي لم يتمكن من شرائها 

أمس — ليقدّمهما معًا ليان لان اليوم


باقة من أزهار الليسِيانثِس الوردية والبيضاء ، 




وأخرى من ورود الشمبانيا الأنيقة





شيه يون تشي كان راضيًا جدًا عن اختياره ، 

بل كان متحمسًا للغاية للعودة بسرعة إلى المنزل وإهدائها ليان لان


لكن… قبل أن ينعطف بالسيارة إلى الشارع المؤدي إلى منزله ، 

لمح في زاوية عينه شن يينغ يينغ تسير على جانب الطريق

و ترتدي فستانًا طويلاً وفي نهاية الفستان نقوش زهرية ، 

حتى من الخلف كان مظهرها لافتًا ،  

و من الصعب ألا يلحظها أحد


تذكّر شيه يون تشي أن تيانتيان لديه حصة لغة صينية يومين فقط في الأسبوع ، 

واليوم ليس من بينهما ، 

فضلًا عن أن الوقت كان خارج إطار الدوام المعتاد 


وقد شعر ببعض الفضول ، فأشار للسائق أن يوقف السيارة 

إلى جانب الطريق، ثم أنزل النافذة قائلًا :

“ الأستاذة شن ؟”


استدارت شن يينغ يينغ، وقد بدت مندهشة للغاية ، 

و عيناها اتسعت بوضوح :

“ سينباي شيه ؟”


: “ أظن أن تيانتيان لديه حصة لغة إنجليزية اليوم أليس كذلك؟”


أجابت وهي تُخرج دفتر خطّ كانت تحمله بين ذراعيها وتريه له:

“ نعم، صحيح ، لم آتِ لإعطائه درسًا . 

أنا مررتُ هذا العصر على مكتبة ، واخترت له دفتر نسخ 

مناسب لمستواه ، 

وفكّرت أنه بما أنه سيبدأ تدريبه على الخط ، 

فالأفضل أن يبدأ باكرًا . 

أحضرته له اليوم حتى يتمكن من البدء بكتابة بعض الصفحات من الآن .”


شعر شيه يون تشي بالدهشة من اهتمام هذه المعلمة 

الشابة بتيانتيان، فهي لم تكتفِ بمهامها، 

بل خصّصت وقتًا للبحث عمّا يناسبه، 

ففكّر للحظة ثم قال:

“ هكذا إذًا… أستاذة شن ، تفضّلي اركبي السيارة .”


في تلك اللحظة ، ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه شن 

يينغ يينغ، وبدت سعيدة للغاية:

“ شكرًا سينباي !”

ثم حملت دفتر الخط ،  

ودارت حول السيارة لتفتح الباب الخلفي وتصعد


لكن حين فتحت الباب، فوجئت بباقة الزهور الضخمة التي تشغل جزءًا كبيرًا من المقعد، 

فأبدت اندهاشًا، ثم انحنت وجلست بحذر إلى جانبها


قالت بإعجاب : “ واو، ما أجمل هذه الزهور !”


أما شيه يون تشي، فقد عبس قليلًا وهو يراقب كيف جلست 

وأغلقت الباب، قلقًا من أن تُلحق ضررًا بالزهور


في الحقيقة كان ينوي أن تجلس في المقعد الأمامي ،

لكن شن يينغ يينغ كانت سريعة ، 

وفتحت الباب الخلفي دون تردد وجلست فورًا


تحرّكت السيارة من جديد ، متجهة نحو منزل شيه يون تشي


شن يينغ يينغ نظرت إلى الزهور المغلّفة بعناية وأناقة ، 

ثم أمعنت النظر إلى ملامح شيه يون تشي الجانبية — 

ملامحه التي لا تشوبها شائبة — فخفق قلبها بسرعة لم 

تستطع كبحها ، 

كما شعرت بطعم مرّ يسري في صدرها


لقد وقعت في حبه من النظرة الأولى، ومنذ لقائهما الأول ، 

لم تستطع مقاومة الإعجاب برجلٍ وسيم، ناجح، وثري مثله ، 

وتمنّت لو سنحت لها الفرصة للتقرّب منه ،


لكن في كل مرة كانت تأتي لتعليم تيانتيان، لم تصادفه أبدًا ، 

بل الأسوأ من ذلك… بعد فترة قصيرة ، انتشر خبر مفاده أن 

شيه يون تشي على علاقة برجل


حينها، شعرت وكأن قلبها ألقي في دلو من الثلج


وما زاد الطين بلّة ، أنه في اليوم التالي مباشرةً ، 

رأت بنفسها ذلك ' الرجل ' في منزل عائلة شيه 


لكن ما لم تتوقعه… أن ذلك الرجل كان جميلًا للغاية


ملامحه أقرب إلى منحوتة ، متقنة ، فائقة الجمال


وهذا ما أثار في قلبها غيرة فطرية وعدائية خفية —

فقد كانت دائمًا تُلقَّب بالجميلة منذ طفولتها ،

ولم يسبق لها أن شعرت بالتهديد من شخص آخر بهذا الشكل


في الحقيقة ، لم تكن شن يينغ يينغ تهتم كثيرًا إن كان يان 

لان “عشيقًا سريًا” كما يُقال


في نظرها، علاقة بين رجلين لا يمكن أن تدوم طويلًا


فهل من المعقول أن شيه يون تشي لا يتزوّج ولا يُنجب ؟


وشركة فينوس للمجوهرات بهذا الحجم ، 

هل سيتركها يومًا ليأخذها شخص غريب ؟


شن يينغ يينغ ترى أن هذا الاحتمال مستبعد تمامًا


وبما أن الانفصال بينهما محتوم عاجلًا أم آجلًا، 

فهي — بما أنها الأقرب إليه — لا ترى بأسًا في المحاولة


فالنتائج لا تُعرف إلا بالتجربة


{ إن كان يان لان استطاع أن يخطف شيه يون تشي من الممثلة ياو جيني ،

فلماذا لا أستطيع أنا ، شن يينغ يينغ، أن أخطفه منه ؟ }


فالمشاعر، مهما بلغت قوتها، لا بد أن تمرّ بفترات من الفتور


وهي واثقة بأنها ستظفر بفرصتها في النهاية …..



بمجرد أن توقفت السيارة أمام البوابة الحديدية المزخرفة،

كان شيه يون تشي قد مال بجسده ليستعد لحمل باقتي الزهور


حين رأت شن يينغ يينغ ذلك ، قالت بنبرة اقتراح :

“ سينباي ما رأيك أن أساعدك بحمل واحدة ؟ 

لو حملتهما معًا ، قد يتجعد الورقة من الأسفل .”


كلامها بدا منطقيًا ، وشيه يون تشي لم يفكّر كثيرًا ، 

فاكتفى بالإيماء موافقًا



كان يان لان واقفًا عند الباب ،

يرى الاثنين ينزلان الواحد تلو الآخر من السيارة ، 

و كلٌّ منهما يحمل باقة زهور ،

ويتقدّمان نحوه


فشعر وكأن شيئًا ثقيلًا يرتفع من صدره ويصعد إلى رأسه ،

حتى أن ملامحه، التي لطالما بدت باردة، 

باتت الآن مغطاة بطبقة من الجليد


منذ أن نزل شيه يون تشي من السيارة ، 

لم تترك عيناه وجه يان لان ،

وعندما رأى ملامحه العابسة ، أول ما خطر له هو القلق


اقترب منه وعبس قليلًا وهو يهمس برفق:

“ مومو…”

ثم مدّ يده يلمس وجهه بحنان :

“ ما بك؟ هل تشعر بتوعك ؟”


أومأ يان لان بصمت ، ثم رفع يده وأمسك بمعصم شيه يون تشي


عندها ازداد قلق شيه يون تشي

وضمّه إلى صدره محاولًا أن يقوده إلى الداخل،

لكن يان لان لم يتحرك، 

بل رفع عينيه ونظر إلى شن يينغ يينغ


التي كانت تحمل باقة ورود الشمبانيا —-


فشرح شيه يون تشي الموقف قائلًا:

“ الأستاذة شن جاءت لتعطي تيانتيان دفتر نسخ ، 

وصادفتها في طريقي إلى المنزل ، فأوصلتها معي .”


ثم التفت إليها ومدّ يده :

“ أستاذة شن يمكنك أن تعطيني الزهور الآن .”


أومأت شن يينغ يينغ، وتقدّمت نحوه ،

لكنها لم تسلّمه الباقة ، بل مدّتها ليان لان،

وقالت بابتسامة عذبة :

“ الزهور جميلة جدًا… أنا حقًا أغار منك .”


تردد يان لان لحظة ، ثم مدّ يده وأخذ الباقة منها دون أن 

يُظهر أي تعبير على وجهه


لكن شن يينغ يينغ لم تبدُ منزعجة من بروده ،

بل ربّتت بخفة على دفتر النسخ الذي تحمله ،

ثم التفتت إلى شيه يون تشي وسألته :

“ سينباي هل يمكنني التحدث إلى تيانتيان قليلًا ؟”


أجابها شيه يون تشي:

“ طبعًا ، لا مشكلة ، أظنه سينتهي من درسه قريبًا .”



دخل شيه يون تشي المنزل وهو يحتضن الزهور ويان لان إلى جانبه ،

أما الخادمة ، فكانت في المطبخ


لكنها ما إن سمعت صوت أكثر من شخص، حتى خرجت مندهشة،

ولما رأت شن يينغ يينغ، ازدادت دهشتها :

“ الأستاذة شن ؟”


فابتسمت شن يينغ يينغ ابتسامة هادئة وقالت:

“ أتيت لأُحضِر لتيانتيان دفتر نسخ .”


قالت الخادمة بنبرة طبيعية :

“ آه، فهمت الآن ...”

ثم نظرت إلى يان لان بنظرة سريعة ، 

ودعت شن يينغ يينغ للجلوس :

“ أستاذة شن ، عليك الانتظار قليلًا ، 

فتيانتيان لم ينتهِي من حصته بعد .”


فأجابت بابتسامة:

“ لا بأس ، سأنتظره هنا .”



أما يان لان — ، فلم يبقَ في غرفة الجلوس ،

بل صعد مباشرةً إلى الطابق العلوي حاملاً باقة ورود الشمبانيا


وكان شيه يون تشي يسير خلفه بقلق ، 

ولحقه حتى وصلا إلى غرفة النوم الرئيسية


وما إن أُغلق الباب ، حتى انفجر يان لان ،

فوضع الباقة على الطاولة بلا اهتمام،

ثم استدار يحدّق في شيه يون تشي،

وبحركات حادّة وغاضبة بلغة الإشارة ، قال له:


“ هل تعرف أنها معجبة بك  ؟!”


عندها فقط أدرك شيه يون تشي أن ملامح يان لان العابسة لم تكن بسبب المرض،

فأجابه:

“ لكنها مجرد معلمة اللغة الصينية لتيانتيان.”


ارتعشت أصابع يان لان من شدّة الغضب، ثم أشار بإصرار:

“ أنا لا أسألك ما وظيفتها ، أنا أسألك إن كنت تعلم أنها معجبة بك !”


رد شيه يون تشي ببساطة :

“ أجل… أعلم .”


فاستشاط يان لان غضبًا :

“ أتعلم بذلك ، ثم تُعيدها معك إلى المنزل ؟ 

وتدعها تحمل الباقة التي كانت مخصصة لي؟!”


بدت على وجه شيه يون تشي علامات الحيرة ، 

وكأنه لا يفهم سبب هذا الغضب:

“ هي فقط معلمة تيانتيان، لا أكثر .

جاءت لتعطيه دفتر نسخ ، وهي التي اشترته بنفسها من المكتبة .

وأيضاً صادفتها تمشي في الطريق عند عودتي، وكانت 

المسافة قريبة جدًا من هنا، فقلت لا بأس أن أوصلها .”


وأضاف مؤكدًا:

“ هي فقط معلمته ، لا يمكنني التظاهر بأني لم أرها .

أما حملها للزهور ، فكان فقط لأنها خافت أن تنكمش الغلاف إن حملتهما معًا .”


رفع يان لان حاجبيه ، ثم أشار بحدة:

“ وماذا عن الحزام ؟ كيف ستُفسّره؟”


تجعد جبين شيه يون تشي في عبوس واضح،

فهو لم يتوقع أن يُثار موضوع الحزام الآن


لكن يان لان أصرّ :

“ أريد أن أعرف كم من الأشياء الموجودة في هذه الغرفة كانت هدايا منها !”


تنهد شيه يون تشي ببطء :

“ مومو ….. علاقتي بجيني هي فقط صداقة . 

والهدايا التي قدمتها كانت بدافع الصداقة فحسب .

أنا لم أستخدم أيًّا منها قط، فقط تركتها هنا دون أن أستعملها .”


لكن يان لان أشار بثبات :

“ ربما لم تستخدمها ، لكنك تحتفظ بها داخل خزانتك .”


عندها رفع شيه يون تشي نظره مباشرةً :

“ إذن أين كان عليّ أن أضعها ؟ أرميها ؟”


تغيرت ملامح يان لان عند هذه الكلمات ،

وغامت عيناه بالحزن ، 

فأخفض بصره كي لا يراه ، ثم أشار :

“ لستَ مضطرًا لرميها . احتفظ بها .

وإذا أردت استخدامها يومًا ، فافعل .”


وبعد أن أنهى جملته ، أنزل يده واستدار مغادرًا ،

لكن شيه يون تشي أمسك بمعصمه بسرعة وجذبه إليه دون تفكير


لم يقاوم يان لان، بل عاد ليقف أمامه 

ينظر إليه بثبات دون أن ينطق


قاده شيه يون تشي إلى خزانة الملابس،

وأخرج منها الحزام وربطة العنق،

ثم لفّهما بيده مرتين، 

وألقاهما في سلة المهملات أمام عينيه،

ثم التفت إليه وسأله بهدوء:

“ عدا عن هذا… هل فعلتُ شيئًا آخر أزعجك ؟”



احمرّت أطراف عيني يان لان قليلاً ، 

وظل صامتًا ينظر إليه طويلاً دون أن يرد ،

وشيه يون تشي كذلك ، لم يُلِحّ عليه بالكلام ، 

بل اكتفى بالتحديق فيه بهدوء


وبعد لحظة طويلة ، تحرّك يان لان أخيرًا ،

خطا ببطء نحو شيه يون تشي ،

ثم مدّ ذراعيه ليعانق خصره ،

وارتمى برفق في حضنه ،


كأن هذا العناق البسيط حمل في طياته هشاشة مشاعره ونعومتها،

وكأن ذاك الغضب العارم والبرود القاسي لم يكونا منه


تنهد شيه يون تشي بصوت خافت ، واحتضنه بإحكام ، 

ثم همس:

“ أخبرني يا مومو… ماذا فعلت وأغضبك ؟”


لكن يان لان لم يستطع أن يجيبه ،

كان قلبه في اضطراب ، وأفكاره متشابكة


لم يكن قادرًا على تحديد السبب الحقيقي لغضبه ،

فالآونة الأخيرة كانت مليئة بالخيبات 


سواءً تعرّضه للتنمر الإلكتروني، 

واتهامه بأنه ' العشيق الذكر ' 


أو اكتشافه أن شيه يون تشي لا يزال يحتفظ بالحزام وربطة 

العنق التي أهدتهما له ياو جيني،


أو مشهد شن يينغ يينغ وهي تحمل الزهور التي اشتراها 

شيه يون تشي خصيصًا له،


بل حتى دفتر النسخ الذي كان قد خطط لشرائه مع شيه يون تشي وتيانتيان معًا  —- سبقته هي وابتاعته ، 

مفسدة تلك النية الصغيرة التي رسمها في قلبه


هكذا هي الحياة دائمًا ،

سواء ما خُطط له مسبقًا أو ما كان في طور التخطيط ،

كله معرّض لأن يُربك من أشياء مفاجئة ، 

من أشخاص، أو من تفاصيل لا تؤخذ في الحسبان …..


يمكنك أن تترك الأمور تتعفن… 

أو يمكنك أن تهدأ وتعيد ترتيبها …..


المشكلات لا تزول ،،،،،

ما يتغير هو وعيك بها ،،،،،،،،

وحين تعيها ، يتحدد مصيرك بما تختاره لتفعله تجاهها —


يان لان لم يكن آلة ،

صحيح أن نفسيته قوية ، لكن تحمّله له حدود ،

وحين تُشدّ الأوتار إلى أقصى حدّ ، فلا بد لها أن تنقطع ،

وحين تنقطع ، ينفجر كل شيء ،

ثم يهدأ ، ويُستبدل وتر جديد …

أقوى ، وأصبر 


هو يتيم ، أصم وأبكم ،

نشأ في دار رعاية ، وشق طريقه إلى الجامعة ،

وكان التكيّف النفسي بالنسبة له مهارة أساسية ،

واجه من ضغوط الحياة ما يفوق أقرانه بل وحتى من هم أكبر منه


نعم، يسقط أحيانًا في فخ التفكير السلبي ،

لكن ما يميّزه هو قدرته على الخروج منه


حتى لو كانت هذه هي المرة الأولى في حياته التي يخوض فيها تجربة الحب ،

وقد وجد نفسه غارقًا في الحيرة والخذلان ،

إلا أنه أبدًا لن يسمح لنفسه بالاستسلام


ظل يان لان محتضنًا شيه يون تشي دون أن يتحرك ،

وكأن الوقت توقف ،

ثم، وبعد فترة طويلة ،

أفرج عنه بهدوء ، وأشار بيديه :

“ لا أريد أن أتشاجر معك "


ردّ عليه شيه يون تشي بنبرة صادقة:

“ نحن لم نتشاجر ، هذا لا يُعد شجارًا ،  

بل هو خطئي… أنا من جعلك تحزن ”


رفع يان لان وجهه قليلاً ، وحدّق في عينيه مباشرةً ، 

ثم أشار :

“ أنا لا أريدك أن تراني على هذه الحال…

لكنني لا أستطيع ألا أهتم ….

أريد أن أعرف… لماذا لم تكن معها ؟”


صمت لحظة، ثم أضاف:


“ أقصد… ياو جيني ؟”


شيه يون تشي بهدوء :

“ أنت ؟ تقصد جيني ؟”


أومأ يان لان برأسه وأشار :

“ هي معجبة بك ، أنا رأيت ذلك في نظراتها إليك في تلك 

المجلات، وفي طريقة حديثها عنك… 

عرفتُ حينها أنها لا بد أن تكون تحبك .”


رد شيه يون تشي بهدوء :

“ وهل إن أحبتني ، يجب أن أحبها بالمقابل ؟”


أنزل يان لان عينيه قليلًا وقال:

“ هي بهذا القدر من التميز ، ومع ذلك لم تكن معها… 

أما أنا، فأقل منها بكثير ، وفوق ذلك… أنا رجل ، 

ومع هذا اخترت أن تكون معي، ألا ترى أن هذا غريب ؟”


شيه يون تشي بثقة :

“ ومن قال إنك أقل منها؟ أنا أراك ممتازًا ”


رفع يان لان يديه ملوّحًا بلغة الإشارة :

“ أنت احتفظت بالحزام وربطة العنق اللذين أهدتهما لك، 

رغم أنك لا تستخدمهما… ما زلت تحتفظ بهما ، 

هذا يجعل من الصعب عليّ أن أصدق أنك لا تكنّ لها أي مشاعر ”


شيه يون تشي بجدية:

“ يا مومو … لقد رميتهما أمامك قبل قليل ، 

وأنا أقسم لك، علاقتي بها كانت دائمًا صداقة لا أكثر "


أشار يان لان ساخرًا :

“ أنا لم أطلب منك أن ترميهما ، 

حزام بثلاثة آلاف يوان ترميه بهذه البساطة ؟ 

أنتم الأغنياء حقًا مزعجون .”


ضحك شيه يون تشي بمرارة :

“ إذًا… لا أرميهما ؟ 

أذهب وألتقطهما من سلة المهملات ؟”


رد يان لان بسخرية لاذعة :

“ بالضبط ، التقطهما، والبسهما غدًا في العمل ، 

و دع الجميع يرَى تلك الماركة الفاخرة ، الهدية التي 

قدمتها لك ممثلة حائزة على جوائز… لا تتركها تذهب سُدى .”


أنزل شيه يون تشي رأسه بيأس :

“ إذًا أخبرني أنت… ماذا عليّ أن أفعل ؟ 

سأفعل كل ما تقوله ، فقط لا تغضب .”


رفع يان لان إصبعًا واحدًا ، مشيرًا إلى أول شرط :

“ هل لا زلت على تواصل معها ؟”


رد شيه يون تشي فورًا :

“ لا "


يان لان:

“ جيد . أبقِ الأمر هكذا . 

ما لم يكن الأمر متعلّقًا بالعمل ، وإن تواصلت معك 

بشكل شخصي، يجب أن تخبرني ، 

لا تنتظرني حتى أكتشف الأمر بنفسي .”


ورغم صرامة هذا الشرط ، إلا أن شيه يون تشي قبله بسعادة واضحة ، وأومأ برأسه


ثم رفع يان لان إصبعين ، مشيرًا إلى الشرط الثاني :

“ أريدك أن توضح للناس أنك لم تكن معها يومًا .”


تردّد شيه يون تشي قليلًا :

“ مومو في الحقيقة حين كنا نعالج موضوع ويبو ، 

كنت قد فكرت في ذلك… لكن بعد دراسة جميع 

الجوانب ، اتفق الفريق على أمرين :

أولًا ، ياو جيني سبق وأصدرت توضيح ، فهل من 

الضروري أن نُضيف وقودًا إلى النار ؟

ثانيًا ، إن قمتُ بالتوضيح ، فلا بد أن أُعلن عنك ، 

وهذا سيدفعك حتمًا إلى واجهة الإعلام … 

جميع معلوماتك ، كل تحركاتك في الجامعة ، 

قد تُنشر على ويبو ، ويطّلع عليها الآلاف ، 

ولن تعود حياتك هادئة أبدًا كما كانت …

لهذا اخترنا الطريقة الحالية ، أن نبعدك تمامًا عن المشهد ، 

ونترك الناس ينسونك تدريجيًا .”


هزّ يان لان رأسه :

“ أنا لا أريد أن يظن الناس أن ما بينكما غير واضح… 

ولا أريدهم أن يظلوا يتساءلون هل كنتما معًا أم لا…

ولا أريدهم أن يستمروا في نعتي بالعشيق الذكر مفسد العلاقات .”


حدق إليه شيه يون تشي بثبات وقال:

“ إذًا… أنت مستعد لأني أُعلن عنك ؟ 

حتى لو كانت حياتك بعد ذلك لن تعود كما كانت ؟ 

حتى وإن اختفى منها الهدوء للأبد… لن تندم ؟”


أومأ يان لان بثقة


ابتسم شيه يون تشي ابتسامة لا إرادية وقال:

“ هذا أمر سهل، سأطلب من الفريق معالجته… 

هل هناك شيء آخر ؟”


أومأ يان لان مجددًا ، ورفع ثلاث أصابع ، 

ثم أشار بإصبعه نحو الأسفل ، 

حيث الطابق الأرضي، وقال بلغة الإشارة :

“ لا أحبها ، نواياها معقدة ، بدّل معلّم اللغة الصينية لتيانتيان، 

وبعد أن يُجري السكرتير لين المقابلة ، وقبل توقيع 

العقد، أريد أن ألتقي بالمعلمة الجديدة معك .”


هزّ شيه يون تشي كتفيه وقال بلا مبالاة:

“ حتى من دون أن تقول كنت أنوي طردها والبحث عن معلم جديد .”


عندها فقط ارتسمت على وجه يان لان ابتسامة خفيفة


مدّ شيه يون تشي يده ولمس وجهه بلطف :

“ هل هناك شيء آخر ؟”


ردّ يان لان :

“ أفكّر في أن أقدّم طلبًا للتحويل إلى طالب خارجي ، 

وأحمل كل ما أملك وأنتقل إلى غرفتك ، هل لديك اعتراض ؟”

( طالب خارجي = إلغاء السكن في السكن الجامعي )


تجمّد شيه يون تشي لثانية ، ثم ضحك حتى انحنت عيناه من السعادة :

“ هل هذا لأنك بدأت تشعر بالغيرة وتريد أن تراقبني عن قرب ؟”


مدّ يان لان يده وقرص ذراعه بخفة


تأوّه شيه يون تشي وهو يفرك موضع القرصة وقال:

“ فهمت… لا اعتراض لدي ، بل أتوق لذلك… 

لا تفكّر كثيرًا ، فقط انتقل بسرعة .”



أشار يان لان:

“ لنحدّد وقت نذهب فيه مع تيانتيان إلى المكتبة لشراء كراسات الخط .”


قال شيه يون تشي بابتسامة :

“ موافق ، هل هناك شيء آخر ؟”


أومأ يان لان برأسه بخفة ، 

وبدأت ملامحه تكتسب دفئًا ونعومة عذبة ، 

حتى عيناه أصبحت رطبتين كأنهما على وشك أن تفيض بالدموع 


تنهد نفسًا خفيفًا ، وبدا عليه شيء من التوتر الغامض


نظر إليه شيه يون تشي باهتمام ، 

يراقب حركاته بينما يرفع يان لان يده اليسرى ويفرد راحته أمام صدره ، 

ثم يرفع إبهام يده اليمنى بشكل أفقي ، 

ويمرّ براحة يده اليسرى فوقه بخفة


شيه يون تشي شحب قليلاً عند هذه الإشارة… 

ثم رأى يان لان يختتم الحركة بأن يشير إليه بإصبعه


هذه الإشارات في لغة الإشارة الصينية لا تعني سوى شيء 

واحد: “ أنا أحبك "


لقد تلقى يان لان هذا التعبير مرارًا من الآخرين… 

لكنه لم يؤدِّ هذه الإشارة سوى أمام شيه يون تشي فقط


صحيح أن شيه يون تشي لم يقل له يومًا ' أنا أحبك '

صراحةً ، 

لكنه هو الآخر لطالما عبّر عن حبه بطريقته الخاصة ، وبإخلاص لا يقل عمقًا 


في صباح ذلك اليوم ، 

عبّر له يون تشي عن حبّه بقوله : “ أنا لا أريد غيرك " ( ch22 )


أما اليوم ، 


واليوم… أصبح يان لان أخيرًا مستعدًا ليعبّر هو الآخر — 

ببساطة ، ووضوح ، وصدق — قائلاً : “ أنا أحبك "


إنه التعبير الأبسط ، والأصعب في الوقت نفسه ، 

لكن لا يمكن الاستغناء عنه


وكانت أقصر طريق ليسمعها من شفتي شيه يون تشي… 

أن يبدأها يان لان


وما إن رأى شيه يون تشي إشاراته حتى اتّسعت ابتسامته ، 

وبدت على وجهه سعادة حقيقية ، 

و توهج وجهه كأن النور خرج منه ، 

حتى أصبح مشرقًا على نحو استثنائي 


حدّق في يان لان دون أن يرمش ، 

وانحنى نحوه ليقبّله على شفتيه ، وهمس بحنان :


“ وأنا أحبك أيضًا "


يتبع


Erenyibo : تستاهل المعلمة شن جائزة اوسكار 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. اخ مايعرف يان لان قد ايش مستعد يون شي يسوي عشانه

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي