Ch32 | DJPWNK
عندما سمع شين فانغ يو ذلك ، توقفت حركاته ،
وبعد لحظة أمال رأسه وقال لجيانغ :
“ الأمر محسوم ، ليس كأنني بلا راتب ، يمكنني أن أكسب
أكثر عندما ينفذ المال ….” ثم غيّر الموضوع : “ هل أنت جائع؟
سأذهب وأحضر لك شيئًا تأكله .”
جيانغ شو: “ لست جائع ، شين…”
ورأى شين فانغ يو أن جيانغ على وشك أن يبدأ الحديث عن
المنزل مجددًا،
فسرعان ما توجه إلى المطبخ
دخل المطبخ وصادف كومة من نودلز اللحم المطهو ببطء
مصطفة على الحائط،
تُشبه إلى حد كبير برجًا ضخمًا من نودلز اللحم في أحد
الأسواق الكبيرة
وصل صوت جيانغ شو متابعًا : “ شين فانغ يو .. استمع لي—”
قاطعه شين فانغ يو مباشرةً : “ جيانغ شو ما خطبك ؟
هذه النودلز الفورية كلها بنفس الطعم ، ألا تمل من أكلها ؟”
جيانغ شو: “ شين فانغ يو—”
قبل أن يتمكن جيانغ شو من إكمال كلامه،
مشى شين فانغ يو خطوات قليلة تجاهه،
ووضع يديه على كتفيه، وقال له: “ عليك أن تذهب للنوم ،
وترتاح أكثر لتتعافى سريعًا .
العصب المبهم حساس في الليل ، ستفشل في النوم إذا لم تحذر .
علاوة على ذلك، حتى وإن لم ترغب في النوم ،
ابنتنا يجب أن تنام ، اذهب للنوم مبكرًا واستيقظ مبكرًا لتكون بصحة جيدة .
حسنًا، ماذا تريد أن تأكل على الفطور غدًا ؟”
رافق شين فانغ جيانغ إلى غرفة النوم ، وضغطه على السرير ،
وغطاه بالبطانية ،
ثم تسلل سريعًا خارج الغرفة قبل أن يجد جيانغ شو فرصة للحديث
بل وساعده بأدب في إغلاق الباب
وتذكر أن القفل كان معطلاً ، فمد يده عمدًا وأمسك
بمقابض الباب بإحكام
لكن توقعه كان خاطئًا، فلم يضربه جيانغ شو اليوم بالمخدة
نظر شين فانغ يو إلى مقابض الباب ومشى مبتعدًا ،
و لا يزال يستمتع بشعور الغرابة الجديد ،
حينها بدأ بطنه في الزمجرة مرتين
عاد إلى رشده فجأة ، واستدار مشيًا نحو المطبخ
كان ترتيب مطبخ جيانغ شو بسيط جدًا ويمكن رؤية كل الزوايا من لمحة
تبادل نظرة مع كومة النودلز الفورية ، ثم اختار أخيرًا فتح ثلاجة جيانغ
أثناء بحثه في منتصف الليل ، رأى شين فانغ ما يشبه مخزنًا فارغًا
ثلاجة جيانغ نظيفة تمامًا
لم تنبعث منها رائحة طعام حتى
شين فانغ يو بدأ يتساءل إن كانت هذه الثلاجة قد
استُخدمت أصلًا منذ أن اشتراها جيانغ
{ حتى العينات المعروضة في محلات الأجهزة الكهربائية لا
تكون فارغة هكذا
هل جيا نغ شو ناسك ؟ }
وقف شين فانغ يو أمام الثلاجة بوجه مذهول
وبعد أن تأكد مرارًا وتكرارًا أنه لا يوجد شيء يأكله في المنزل
سوى كومة النودلز الفورية،
التفت أخيرًا إلى جدار النودلز المرتب بعناية
وبينما ينظران لبعضهما ، بدا لشين فانغ يو وكأن صفوف
نودلز اللحم المطهو ببطء تبتسم بتفاخر
{ حسنًا ….
جيانغ ليس جائع ، لكن هذا الـ شين فانغ يو جائع جدًا ..
عليّ أن أتأقلم على حياة أكل النودلز الفورية يوميًا …. }
أخذ شين فانغ يو عبوتين، فتحهما بعناية، وأضاف الماء المغلي
كان ما حدث في السابق قد أوقف عمله ،،، وأثناء انتظاره
للنودلز — نظر شين فانغ يو إلى البريد الإلكتروني الذي
يحتوي على عروض الشرائح الخاصة بالطلاب ،
وألقى نظرة على تقدم تجربتهم ،
وأظهر تعبيرًا منزعجًا : “لا بأس إن لم تتمكنوا من كتابة أطروحة سيئة ،
لكن كيف تفشلون في إعداد عرض شرائح ؟!”
وضع شين فانغ يو اللابتوب جانباً بحالة من الإحباط ،
ومشى نحو باب غرفة نوم جيانغ شو حاملاً وعاءين من
النودلز الفورية
هذه المرة تذكر أن يطرق الباب ،
لكن للأسف لم يكن لديه يد فارغة ،
فاضطر أن يستخدم ركبته
نسي أن القفل لا يزال معطلاً ، فانفتح الباب من تلقاء نفسه بقليل من القوة
نظر جيانغ شو إليه من على السرير ،
وفتح فمه على الفور قائلاً : “شين فانغ يو أنا لا أوافق—”
قاطعه شين فانغ يو بسرعة : “ لا تتحدث عن بيع المنزل .
وإلا سأذهب غدًا إلى المعلمة تساي وأخبرها أنك جرحت يدك بنفسك .”
سكت جيانغ شو للحظة ، ثم قال: “وماذا عن طرق الباب؟”
هز شين فانغ يو أمامه عبوتي النودلز الفورية الحمراء اللامعة : “ أنا فعلًا تذكرت أن أطرق الباب هذه المرة ،
لكن يداي مشغولتان .”
توجه نحو الغرفة ،
وجيانغ شو الذي كان مستلقيًا جلس ببطء وقال : “ أخرجها ”
رد شين فانغ يو مستغربًا : “هاااه ؟”
أشار جيانغ شو إلى النافذة وقال : “ إذا تجرأت وأكلت
النودلز في غرفتي، ستخرج وتنام في الشارع .”
شين فانغ يو: “هيه ، قلت لك سابقًا، أنت فوضوي جدًا
فلماذا تتصرف كأنك مهووس بالنظافة ؟
رؤية غرفتك بهذا الشكل المبعثر ، ظننت أننا متشابهان .”
بعد أن أنهى كلامه ، نظر إلى الغرفة وكان على وشك أن
يشتكي من الدمى المحشوة التي سببت له كوابيس،
لكنه وجد أن جميع الدمى المحشوة في الغرفة اختفت،
ما عدا الأرنب ذا الأذنين الطويلتين بجانب جيانغ شو
{ اللعنننة …… حقًا المنزل مسكون }
ارتجف صوته قليلاً وقال: “جيانغ شو هل ترى الدمى في هذه الغرفة ؟”
رد جيانغ شو ببرود: “ لقد أزلتها .”
شين فانغ يو: “…”
تابع جيانغ شو: “ لقد كُنت تذُكر كلامًا غير مفهوم وأنت
نائم ، وأصواتك مزعجة ”
تعجب شين فانغ يو : “وأنت تعتقد أنك لا تتكلم وأنت تحلم ؟”
رفع جيانغ شو عينيه وسأل : “ ماذا قلت ؟”
“…”
تذكر شين فانغ يو الكلام الذي نطقه وهو نائم،
وشعر أنه لو كرره أمام جيانغ شو سيكون وكأنه يقلل من نفسه ،
فأنزل رأسه بخجل وقال: “ لم أعد أريد الحديث معك .”
أظهر تعبير جيانغ شو أنه يعلم كل شيء ، وقال: “ أنت رجل
بالغ لكنك تخاف من الأشباح .”
سمع شين فانغ يو ذلك ، فامتلأ قلبه بالغضب ،
وعاد بعزم إلى طاولة الطعام حاملاً وعاءي النودلز ،
ولم يترك أيًا منهما لجيانغ شو
——
بعد أن تناول شين فانغ يو الوجبة الخفيفة
ذهب لينظف بقايا مرآة الحمام ،
ثم تحقق من موعد الاجتماع اللاحق مع طلابه ،
وعاد بهدوء إلى غرفة النوم
كان جيانغ شو قد أطفأ الأنوار بالفعل
ظن شين فانغ يو أن جيانغ شو نائم ،
وكان على وشك أن يخلع حذاءه لينام على فرشه الصغير على الأرض ،
حين جاءه فجأة صوت خافت من السرير :
“ شين فانغ يو "
قال شين فانغ يو وهو يضع يده على قلبه وقد كاد يصاب
بسكتة قلبية: “ هل تحاول أن تتحول إلى شبح ؟!
الوقت متأخر جدًا .. لما لا تنام ؟
عليك الذهاب للعيادة غدًا .”
ظل جيانغ شو صامتًا لبعض الوقت ،
ومع أنظار شين فانغ يو التي اعتادت تدريجيًا على الظلام،
استطاع أن يلمح ملامحه قليلًا
جيانغ شو: “ يوجد أمر أريد إخبارك به "
: “ عن المنزل ؟” قال شين فانغ يو مشيرًا بإيماءة وكأنه يسد أذنيه
: “ ليس عن المنزل ”
تنفس شين فانغ يو الصعداء
جيانغ شو: “سألت تانغ كي وصديقه قال إن هناك مشكلة
في مراجعة المجلة ،
ومن الصعب تحديد موعد نشر بحث الطبيب كين .
وطلب مني أن أستعد لأسوأ الاحتمالات ،
وهناك أمر آخر لم أخبرك به…” توقف قليلًا ثم تابع : “ تأشيرتي للسفر إلى الخارج لم تُنجز حتى الآن ….”
ثم نظر إلى شين فانغ وتابع : “ لذا ، بخصوص اقتراحك بعد
الفحص قبل الولادة في ذلك اليوم ،
أظن أن إنجاب الطفل هو على الأرجح الخيار الأفضل في هذه المرحلة ”
صُدم شين فانغ يو
فلم يتوقع أن تنتهي كلمات جيانغ شو إلى مثل هذا التحول
مهما كان السبب الموضوعي، فهذه المرة الأولى التي
يتحدث فيها جيانغ شو، الذي كان مصممًا تمامًا على
التخلص من الطفل، عن إنجابه
جيانغ شو: “ ما كان ينبغي أن أتظاهر بأنني لم أسمع ما قلته .
لا تبيع المنزل ، لا أستطيع أن أسمح لك بالإفلاس بسببي .”
رد شين فانغ يو وهو يهز رأسه : “ ليس الأمر أنني لا أريد بيع
المنزل…
جيانغ شو المال ليس مشكلة ،
فهذا ما ينبغي عليّ فعله لتعويضك .”
لكن جيانغ شو حين سمع ذلك ، بدا عليه الغضب فجأة وقال:
“ أي بطل تحاول أن تكون ؟
من الذي طلب منك أن تبيع منزلك وسيارتك ؟!
هل أنت يانغ شي إر التي تبيع جسدها لإنقاذ والدها ،
وأنا هوانغ شيرين، مالك الأرض الشرير الذي يستغلك؟!
إذا كنت أنت والد الطفل، ألست أنا كذلك ؟!
لا تتحدث طول الوقت عن التعويض ،
ولا تتكلم وكأنني ضحية وأنت الجاني .
لقد سمحت لك بالمجيء إلى منزلي ، وتغاضيت عن
تصرفاتك وأنت تقتحم الأبواب مثل كلب هاسكي ،
ولم أطلب منك تعويضي ! شين فانغ يو صحّح عقليتك !”
( يانغ شي إر (البطلة) وهوانغ شيرين (الشرير) هما
شخصيتان خياليتان من قصة ' الفتاة ذات الشعر الأبيض ' )
قال كل ما أراد قوله في نفسٍ واحد ،
دون أن يمنح شين فانغ يو أي فرصة لمقاطعته من جديد
وأخيرًا استطاع أن يخرج الكلمات التي لم يقلها من قبل
نظر شين فانغ يو إلى جيانغ شو بذهول،
ولم يُبدِ أي رد فعل لفترة طويلة
في الماضي ، كان جيانغ شو يحل المشكلات برمشة عين وتعابير باردة ،
دون أن يكلّف نفسه عناء الرد عليه بكلمة أخرى
كانت هذه المرة الأولى التي يسمع فيها جيانغ شو يطلق
الكلمات عليه واحدة تلو الأخرى كالرصاص من مدفع
رشاش ، فبقي مذهولًا للحظات
أنهى جيانغ شو الكلمات التي ظلّ محتجزًا لها طوال الليل ،
وساد الصمت بينهما
ظل الاثنان على هذه الحال لبعض الوقت،
إلى أن التفت جيانغ شو إلى شين فانغ وسأله:
“ هل تتذكر حين خرجنا للمشاركة في المناظرة باسم
جامعتنا في سنتنا الثالثة بالجامعة ؟”
قرار جيانغ شو بإنجاب طفل،
وتلك السلسلة الطويلة من الكلام، تركا شين فانغ يو في
حالة من الارتباك، فأومأ برأسه موافقًا من غير وعي عندما سمع السؤال
قال جيانغ شو مذكّرًا : “ ماذا قلت وقتها ؟”
فكّر شين فانغ يو قليلًا ، ثم قال: “ لا أتذكر ”
جيانغ شو: “…”
كان موضوع المناظرة النهائية وقتها هو ذلك الطرح
المبتذل ' التعاون والمنافسة '
الجامعة الأخرى تبنّت وجهة نظر أن المنافسة أهم ،
بينما تبنّت جامعة A الطبية وجهة نظر أن التعاون أهم
استشهد مناظرو الفريق الآخر بعملية الإخصاب ،
حيث يتنافس عشرات الملايين ، أو حتى مئات الملايين من
الحيوانات المنوية، وفي النهاية لا يستطيع الوصول إلى
البويضة إلا الأسرع والأكثر كفاءة ليندمج معها ويتطور إلى جنين
حينها —- ، ابتسم شين فانغ يو بعد أن استمع ،
ووقف بجانب جيانغ شو وقال للطرف الآخر بنبرة فيها شيء من التعالي :
“ عملية الإخصاب الحقيقية هي في الواقع عملية تعاونية .
لا تُذيب الطبقة التاجية والغشاء الشفاف المحيط بالبويضة
إلا أعداد هائلة من الحيوانات المنوية التي تفني حياتها في ذلك ،
حتى يتمكن المحظوظ الذي يأتي متأخرًا من ملامسة البويضة بسلاسة وإتمام الإخصاب .
الحيوان المنوي الذي يدخل البويضة في النهاية ليس الأفضل ، بل الأكثر حظًا ،
لأنه وجد عددًا لا يُحصى من الشركاء الذين عملوا معه لتهيئة نجاحه .
من دون تعاون ،من الصعب على أي منافس ، مهما بلغت
قوته ، أن ينجح .”
كانت أشعة الشمس المائلة تتسلل من نافذة قاعة
المسابقة لتسقط على وجه شين فانغ يو —- فجعلت عينيه تتلألآن بوضوح
ولسبب ما، ظل جيانغ شو يتذكر ذلك المشهد لسنوات
حتى إنه يتذكر لون الملابس التي كان يرتديها شين فانغ يو في ذلك اليوم ،
ويتذكر أنه لم يغلق أزرار قميصه جيدًا ،
ويتذكر أيضًا تلك النظرة اللامبالية قليلًا ،
والابتسامة الساخرة على وجهه
… ويتذكر أنه بعد أن قال شين فانغ يو هذا الكلام للمناظر الآخر ،
التفت نحوه وألقى عليه نظرة فيها قليل من الحرج
لكن لم يكن يتوقع أن الشخص الذي قال ذلك قد نسيه تمامًا
قال جيانغ شو وهو ينظر إليه : “ شين فانغ يو …
الحمل بحد ذاته عملية تعاون ، وأنا دعوتك إلى بيتي لأنك
قلت…” وأنزل عينيه : “ إنك أيضًا والد هذه الطفلة .”
ساد الصمت للحظة
وبدا على شين فانغ يو أن استيعاب الأمر صعب عليه ،
فابتلع بصعوبة
: “ أنت…ماذا تعني بذلك ؟”
شعر جيانغ شو باليأس من قدرة الشخص الذي أمامه على الفهم ،
فسحب البطانية بلا أي تعبير ، وتمدد على السرير ،
وأدار ظهره لشين فانغ
“ أعني أنه إذا ذكرت مسألة بيع المنزل مرة أخرى ،
يمكنك أن تخرج من هنا .”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق