القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch33 | DJPWNK

 Ch33 | DJPWNK



في الصباح الباكر ——- ، 

جرس الباب الحاد المزعج ، أيقظ جيانغ شو فطارت كل 

بقايا النعاس


تثاءب بتكاسل ؛ كان هذا الصباح إجازة نادرة له من العمل، 

لكنه اضطر الآن للاستيقاظ قبل الساعة الثامنة بسبب هذا 

الزائر غير المتوقع


{ من الذي جاء إلى منزلي في وقت مبكر كهذا ؟ }


فتح جيانغ شو الباب بوجه خالٍ من التعابير، 

وكل رمشة في عينيه يحمل ضجرًا واضحًا


خارج الباب كان يقف شاب يرتدي بنطالًا أسود ويحمل 

حقيبة كبيرة مملوءة بالأشياء، وفي يده دفتر صغير

سأل بحذر :

“ هل الأستاذ شين هنا ؟”


مال جيانغ شو برأسه وصاح داخل المنزل:

“شييييييينن فاااااننننغ يوووووووو !”


لكن لم يأتِ أي رد


كبح جيانغ شو رغبته في قلب عينيه ضجرًا


{ حقًا نوم شين فانغ يو لغز محيّر !!! 


إن قلت إنه ثقيل النوم ، ففي كل مرة أُلقي الأرنب الوردي عليه حين تصيبني تشنجات في الساق ليلًا كان يستيقظ فورًا 

ويُدلّك ساقي ،

لكن إن قلت إنه خفيف النوم… ها هو الآن ، لا يمكن إيقاظه أبدًا !! }


قال للشاب : “ سأوقّع بالنيابة عنه . ما هذه الأشياء ؟”


: “ مجرد أدوات مخبرية ، ماصات قياس ، 

أسطوانات مدرّجة، بيكرات… إلخ.”


لم يكن مستغربًا أن يجد جيانغ شو شعار الشركة على 

الحقيبة مألوفًا


فمختبره ومختبر شين فانغ يو متجاوران، 

وكان يلتقي أحيانًا بطلاب مجموعة شين وهم يستلمون طلباتهم


وقّع جيانغ شو الاستمارة، أخذ البضاعة، 

ووضعها في غرفة المعيشة، 

ثم عاد إلى غرفة النوم وركل شين فانغ يو مرتين قائلًا:

“ لماذا تُسلَّم أشياء طلبها مختبرك إلى منزلي ؟”


فتح شين فانغ يو عينيه بتوهان، وقال:

“ ليست للمختبر، أنا اشتريتها لك من حسابي الشخصي .”


جيانغ شو : “ ولماذا أحتاج إلى هذه الأشياء ؟

هل تريد فتح مختبر في بيتي ؟”


: “ كل ما في الأمر أنني أردت إعداد وجبة خفيفة لك في 

منتصف الليل ، لكن لم يكن لديك سوى نودلز سريعة التحضير .”


: “ وتستخدم أسطوانات مدرّجة وبيكرات وماصّات لتحضير وجبة خفيفة ؟”


: “ لضبط الكميات بدقة ، تحتاج أيضًا إلى ميزان إلكتروني ،” رد شين فانغ يو وهو يغمض عينيه، 

وشعره المتناثر على جبهته جعله يبدو مرتاحًا وخاملًا، “ طالب الماجستير عندي علّمني مؤخرًا ، قال إن التجارب 

والطبخ شيء واحد . 

إذا لم تصدقني ، سأريك الليلة كيف .”

 

أدرك جيانغ شو فورًا : “ إذًا أنت لا تعرف الطبخ .”


فرك شين فانغ يو عينيه : “ فقط امنحني بعض الثقة ….” 

ونظر إلى هاتفه ، ثم تمتم بغيظ :

“ اللعنة… جيانغ شو 

لقد رُفض بحث طالب عندي مجدداً .”


ربّت جيانغ شو على رأس ' كلبه ' بلا اهتمام


لم يتمالك شين نفسه من التذمّر : 

“ كيف يمكن للمراجعين أن يكونوا بلا قلب هكذا ؟ 

لقد صححت هذا البحث بنفسي لمدة ثلاثة أشهر ، 

وبدّلنا أكثر من مجلة . 

صار طالبِي بالكاد يتعرّف على بحثه ، ومع ذلك لا يجتاز المراجعة !”


في هذا الصباح ، بدا الدكتور الشاب شين وكأنه يحمل هموم السنين ، 


فأرسل بضع ملصقات تعبيرية لأستاذ أصلع من كثرة تصحيح المقالات ، 

ثم لمس رأسه المليء بالشعر الأسود مع تنهيدة أسف :

“ تدريب الطلاب أصعب بكثير من القيام بالأمر بنفسك .”


قال جيانغ شو بخبرة :

“ ربما لو كتبت البحث كاملًا بدلًا عنه ، لنجح .”


ألقى شين فانغ يو هاتفه جانبًا وتمدد قائلًا :

“ لماذا لم أفكر بدراسة الطب السريري من البداية ؟ 

لكي تكون طبيبًا ، عليك أن تجري أبحاثًا علمية ، وتدرّس ، 

وتعمل في العيادة… 

حتى حمير فرق الإنتاج ليست مشغولة مثلي .”


أضاف جيانغ شو:

“ نسيت الإدارة .”


: “ آه صحيح… أبحاث، تدريس، عمل سريري، وإداري ...”

ثم أسند شين فانغ يو رأسه على الوسادة بضربة خفيفة وقال:

“ سَهِرت البارحة حتى بعد الثالثة فجرًا أقرأ ، 

كان من الأفضل أن أعود لأرث فدّانَيْن من الأرض الخصبة 

عند عمي الثاني . 

هل تتذكر لو تونغ من دفعتنا ؟ 

ذاك الذي غير إلى قسم العلوم الأساسية وذهب إلى كلية 

الزراعة المجاورة ليكون باحثًا بعد الدكتوراه؟ 

أصبح يرسل لي صورًا له وهو يصنع النبيذ في الحقول من 

حين لآخر ، وكأنه تاو يوان مينغ .”


( تاو يوان مينغ: شاعر صيني اشتهر بقصائده عن الحياة الهادئة والبسيطة ) 


قال جيانغ شو وهو ينظر إليه :

“ لم يعد بإمكان غير المزارعين امتلاك أراضٍ زراعية ، 

لن تستطيع أن ترثها .”


: “ آهههخ … حلم آخر يتحطم ….” تنهد شين فانغ يو : 

“ أنا أعلّق أملي على ذلك الصندوق الذي سيُعلن عنه 

الأسبوع القادم . 

إن لم أحصل عليه ، سأستقيل ...” بنبرة مبالغ فيها :

“ في أي يوم سيُعلن ؟”


: “ الثلاثاء .”


أومأ شين فانغ يو : “ حسناً ، سأدعو أمي لنذهب إلى المعبد 

نهاية الأسبوع لنتعبّد قليلًا ، 

هل تريد أن أدعو لك أنت أيضًا ؟”


لم يكن مهمًا إن كنتَ متفوقًا في امتحانات القبول أو أفضل 

طبيب في القسم، 

فبمجرد أن يكون لك قدم في الوسط الأكاديمي، 

لن تفلت من قدر تقديم طلبات للحصول على منح تمويلية لمشاريع الأبحاث


وكلما زادت قيمة المبلغ المطلوب، صعُب الحصول عليه أكثر ، 

والمنحة التي قدّم كل من جيانغ شو وشين فانغ يو طلبًا لها، 

كانت من النوع الذي يصعب الحصول عليه ويملك نسبة 

قبول منخفضة جدًا




استمع جيانغ شو لشين فانغ يو وهو يتحدث طوال الصباح، 

وألقى ببعض التعليقات العرضية، 

لكن شين فانغ يو كان يزداد حماسًا أكثر فأكثر


كان جيانغ شو ينوي إنهاء هذا الحوار العقيم والمُضيِّع للوقت ، 

لكن قبل أن يفعل، شعر فجأة بشيء غريب


هذا الصباح المريح ، وهذه الاستراحة القصيرة من العمل ، 

والحديث العابر… الجو بأكمله منحه إحساسًا نادرًا بالسلام


منذ أن غادر مسقط رأسه إلى الجامعة ، كانت حياة جيانغ 

شو مليئة بالدراسة ، والعمل ، والمرضى ، والمستشفيات ، 

وكان منزله أشبه بفندق يعود إليه لينام فقط


وهذه أول مرة يشعر فيها ببعض الأُلفة في مدينة A


ظن شين فانغ يو أن صمته المفاجئ كان بدافع الرسمية ، فابتسم قائلًا:

" لا تشعر بالحرج ، فكل هذا تافه على أي حال"


شحب وجه جيانغ شو قليلًا بسبب الارتباط الخفي الذي 

خطر بباله لتوّه ، 

ثم ألقى الوسادة بقوة على شين فانغ قائلًا :

“ كل هذا خرافات إقطاعية ، انهض باكرًا .”


عانق شين فانغ يو الوسادة وابتسم له قائلًا :

“ سأنهض إذا سمحتَ لي بلمس الطفلة .”


رمقه جيانغ شو بنظرة باردة


فمنذ تلك المحادثة التي جرت بينهما في تلك الليلة ، 

لم يذكر شين فانغ يو مرة أخرى مسألة التعويض أو بيع المنزل، 

لكن لا يُعرف ما الذي استخلصه من كلام جيانغ شو


إذ فجأة بدأ يضايقه بين الحين والآخر


فمثلًا، كان يُصرّ على أخذ يوم إجازة معه ، 

أو يطمع دائمًا في لمس بطنه


قال جيانغ شو بلا رحمة:

“ إذًا من الأفضل أن تظل ممددًا بقية حياتك .”

ثم خرج من الغرفة من دون أن يلقي عليه نظرة واحدة


بالطبع، لم يكن شين فانغ يو ليستلقي طوال حياته ، 

فتدحرج على الفراش الأرضي ممسكًا بوسادته، ونهض بتكاسل


كان يوم إجازة نادر ، وحين استيقظ ورأى جيانغ شو يهمّ 

مجددًا بتحضير المعكرونة، لم يتمالك نفسه وقال:

“ اترك ذلك جانبًا .”


نظر إليه جيانغ شو باستغراب ، 

ورأى شين فانغ يو يخرج ميزانًا إلكترونيًا ، وماصّات ، 

وأسطوانات مدرّجة بأحجام مختلفة، وبيكرات، 

ويصفّها واحدة تلو الأخرى في أرجاء المطبخ


قال جيانغ شو مذكّرًا :

“ لا توجد مكونات في الثلاجة .”


رد عليه شين فانغ يو بنبرة عتاب :

“ وأنت لديك الجرأة لتقول ذلك .”


فتح شين فانغ يو الثلاجة ، فرأى جيانغ شو أن الثلاجة ، 

التي كانت دائمًا شبه فارغة ، قد امتلأت حتى حافتها بمختلف المكونات


فسّر شين فانغ يو الأمر قائلًا:

“ ذهبتُ إلى السوبرماركت بعد العمل الليلة الماضية ، 

كنتَ في مناوبة ليلية .”


منذ اليوم الذي حطّم فيه جيانغ شو المرآة في الحمام ، 

بدأ شين فانغ يو ينهي عمله في نفس وقت جيانغ شو


ورغم أنهما كانا يسلكان طريقين مختلفين ويقود كلٌّ منهما سيارته ، 

فإن المسافة من موقف السيارات إلى عتبة المنزل كانت 

أقرب نقطة التقاء بينهما في اليوم ، 

باستثناء الأوقات التي يضطر فيها أحدهما للمناوبة الليلية


بعد العودة إلى المنزل ، كان جيانغ شو عادةً يواصل العمل قليلًا ، 

بينما يذهب شين فانغ يو ليستحم ، 

ثم يتبادلان الأدوار ؛ هو يعمل وجيانغ شو يستحم


أحيانًا يتحدثان عن شؤون العمل ، 

وأحيانًا يتشاحنان على أمور حياتية تافهة ، 

لكن أغلب الوقت كانا مشغولين ومرهقين ، 

وهذه كانت المرة الأولى منذ أن سكن شين فانغ يو هنا التي 

ينعمان فيها بصباح مريح وهادئ كهذا


قال جيانغ شو وهو ينظر مجددًا إلى معدات المختبر 

المنتشرة في المطبخ ، 

وفي ذهنه أن الطعام الذي يُحضَّر بها لا بد أن يكون سامًّا :

“ أأنت جاد فعلًا في إعداد الفطور بهذه الأشياء ؟”


لكن شين فانغ يو كان مؤمنًا بمهارات الطبخ التي علّمه إياها 

طالبه غير الموثوق به ~ 

ارتدى المئزر المزيّن بالورود الذي اشتراه، 

وسط نظرات الشك من جيانغ 

ثم أدار مقبض الغاز بثقة… وكاد أن يطير من قوة النار المفاجئة


ارتعب شين فانغ يو فتراجع خطوة إلى الخلف، 

ومع صوت “بانغ” آخر، انطفأت النيران فجأة، 

ليغرق المطبخ في صمت تام


قال متعجبًا:

“ ما الذي يحدث هنا ؟”


أجابه جيانغ شو ببطء :

“ مرّت ستة أشهر منذ آخر مرة أشعلتُ فيها الموقد .”


كان الموقد يُستخدم فقط عندما يزور والده ووالدته المنزل ويطبخان، 

لكنه هو كان دائم الانشغال في العمل، 

ووالداه لم يكونا قد تقاعدا بعد، 

فكان الأمر متعبًا لهم للحضور، وهكذا ظلّ موقد الغاز 

معطّل الاستخدام طوال العام، 

مما جعله عرضة للمشكلات


قال شين فانغ يو بدهشة:

“ أنت حقًا فتاة مدللة لا تلمس الماء بيديها .”


( تعبير يُطلق على الشبان والشابات المرفّهين )


وعلى الرغم من أنه لم يكن طباخًا ماهرًا، 

فإنه لم يتوقع أن يكون جيانغ شو أكثر مبالغة منه، 

إذ إنه حتى لا يشعل الموقد في منزله


وحين حاول تشغيله مرة أخرى، لم ينجح، 

وبعد عدة محاولات، انتشرت رائحة غاز خانقة جعلته يسعل عدة مرات


: “ هل يمكن أن يكون هناك تسرب للغاز؟”


جيانغ شو بهدوء:

“ ليس بالضبط.”


شين فانغ يو: “……”


خلع المئزر والتقط المفاتيح التي تركها في المدخل، وقال:

“ سأذهب لشراء الفطور ، وسأبحث عن عامل صيانة للموقد في الطريق .”


نظر إليه جيانغ شو محذرًا :

“ تذكر أن تذهب إلى الشارع الأيسر ، 

ولا تدع العامل الذي جاء لإصلاح القفل الأسبوع الماضي يراك .”


كان يخشى أن يسيء الناس الظن بأن هناك نشاطًا إرهابيًا في منزله ، 

إما أن الباب مكسور أو الموقد ينفجر يومًا بعد يوم


——————




كان عامل صيانة الموقد سريع البديهة ، 

وأنهى عمله بعد أن كانا قد أنهيا إفطارهما للتو


سلّم شين فانغ يو كومة من بطاقات العمل بابتسامة ودودة قائلًا:

“ السيد شين أتذكرك ، أنت طلبت من شياو ليو عندنا أن يصلح بابين .”


نظر شين فانغ يو إلى جيانغ شو وهو ممسك ببطاقات العمل ، وبادر بالشرح قبل أن يسأله الأخير :

“ حقًا ذهبتُ إلى الشارع الأيسر ! ”


ضحك العامل موضحًا:

“ الأشخاص في الشارع الأيسر والأيمن كلهم معنا ، 

ونحن نسجّل جميع سكان مجمع يوي فنغ الذين يتصلون 

للصيانة باستمرار ، حتى يحصل الجميع على عمل ...”

وأشار إلى كومة البطاقات في يد شين فانغ وتابع قائلًا:

“ يمكننا إصلاح المراحيض ، والمصابيح ، 

والأجهزة المنزلية، بل يمكننا ترقيتك إلى مستخدم VIP إذا 

احتجت لإصلاح شيء مرة أخرى . 

تذكر أن تعود إلينا في المرة القادمة ، 

مرحب بك دائمًا، نحن بانتظارك !”


ثم ابتسم وغمز وهو يكتب على هاتفه وغادر من باب جيانغ شو


في تلك اللحظة تساءل جيانغ شو عمّا إذا كان يكتب في قروب العمل الخاص بهم :

' يوجد اثنان من المزعجين في الشقة 3-4-1202 في مجمع يوي فنغ، 

كسروا بابين وموقدًا خلال أسبوع، 

وعلى وشك أن يصبحوا عملاء VIP '


جيانغ شو:

“بصراحة، لا أرغب في أن أصبح VIP.”


أومأ شين فانغ يو:

“ وأنا كذلك ….” 

ثم تنهد وهو يتفحص كومة بطاقات عمال الصيانة :

“ وفجأة شعرت أن تصرفي السابق في إعطاء الناس بطاقات 

مواقف المستشفى… لا يختلف عن هذا . أشعر أنني مَدين .”


قال جيانغ شو: “……” ثم أضاف: “ أنا أيضًا وزعتها سابقاً .”


تبادل الرجلان النظرات ، ورأى كل منهما في عيني الآخر تأملًا عميقًا في النفس


شين فانغ يو:

“ ما رأيك أن نوزع شيئًا مختلفًا في المرة القادمة ؟”

وأشار إلى الموقد الذي تم إصلاحه :

“ مثل طبق أعدّه بيدي مثلًا ؟”


نظر إليه جيانغ شو وقال معلقًا :

“ إذن أعتقد أن بطاقة المواقف أفضل .”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي