Ch35 | DJPWNK
: " لكن… " توقف شين فانغ يو فجأة ——-
{ لم يقل جيانغ شو ذلك صراحةً أبدًا
فهل كان لما قاله سابقًا معنى آخر ؟ }
لقد أخبر شين فانغ جيانغ شو سابقًا أنه إذا قرر إنجاب الطفلة ،
فسيتولى تربيتها بنفسه حتى لا يتحمل الطرف الآخر عبئًا أو إحراج
في تلك اللحظة —- ، كان سير إجراءات الفيزا ونشر المقالة
غير سلس ،
وكان يعلم أن جيانغ شو بعد وزن الأمور اختار إنجاب الطفلة
كخيار أخير ،
وعندما تحدث جيانغ شو عن الماضي في تلك الليلة كان
أمرًا مجهولًا ؛
فهو لم يفهم حقًا ما كان يحاول جيانغ شو التعبير عنه
لاحقًا، استلقى على السرير وحلل الأمر لفترة ،
واستنتج إلى أن جيانغ شو كان يحاول إقناعه بقبول رأيه
{ لكن ماذا يقصد جيانغ شو الآن ؟
هل يمكن أنه أراد أن نربي الطفلة معًا ؟ }
شعر شين فانغ يو وكأن عقله سينفجر
نظر إليه جيانغ شو —- ودفع بعربة التسوق نحو منطقة الدفع
وعندما أدرك شين فانغ يو — الذي كان في حالة ارتباك
ذهني ، الأمر ، كان جيانغ شو قد دفع المال بالفعل
شين فانغ يو —- الذي فاتته فرصة التباهي أمام طفلته ،
تدارك الموقف وسأل بوعي : “ وماذا علي أن أفعل الآن بعد أن دفعت المال ؟”
أشار جيانغ شو إلى عدة أكياس التي جمّعتها موظفة الكاشير ، وقال بطبيعية : “ ستحملها .”
: “ إلى أين؟”
: “ إلى المجمع السكني .”
المركز التجاري يبعد حوالي عشرين دقيقة سيرًا على الأقدام
من منزل جيانغ شو
ولم يكن المشي مشكلة بالنسبة له،
لكن المشي وحمل عدة أكياس أمر مختلف
نظر شين فانغ يو إلى الأكياس المنتفخة التي تكاد تصل إلى
نصف طول رجل، مذهولًا و مصدومًا: “ ألن تأتِ على الأقل بسيارة لتقلني؟”
سأل جيانغ شو بخفة: “ هل أحتاج لذلك؟
أم تعني… أنك لا تستطيع التدبير ؟”
صمت شين فانغ يو
{ الاستفزاز مهارتي الحصرية !!! فمتى تعلّمها جيانغ شو؟ }
——
في الطريق إلى منزل جيانغ شو ——-
شابان متشابهان في الطول يمشيان ببطء بين الممرات المحاطة بالأشجار
الرجل الذي يمشي بجانب الطريق —- يداه ممتلئتان بأكياس ثقيلة
ساعداه العاريتان نحيلتين لكن قويتين ،
ويمكن رؤية الأوردة التي برزت بسبب بذل القوة
المرافق له يمشي بجانبه على مهل،
ويذكره بين الحين والآخر بألا تصطدم الأكياس بالعقبات
على جانب الطريق
كان مشهدًا حقًا… يسر العين ~~
قال شين فانغ يو دون أن يتمالك نفسه : “ لا أعرف لماذا ،
لكن أشعر أنك تتعامل معي كوجه أبيض مدلل ! .”
( وجه أبيض مدلل: مصطلح مهين للرجل الوسيم الذي
يعتمد على الآخرين في الدعم المالي.)
أخذ جيانغ شو رشفة من حليب الصويا الذي اشتراه على
جانب الطريق، وردّ : “ أنت تستحق كل هذا العناء .”
ردّ شين فانغ يو بغضب واضح على وجهه : “ أنت تستعبدني .”
مشى جيانغ شو بخطوات رشيقة وقال: “ أنا أدرب قوة ذراعك .”
: “ ولماذا تحتاج إلى قوة في الذراعين ؟”
عضّ جيانغ شو القشة برقة ، و في نظرته دلالة معينة
فجأة أدرك شين فانغ يو شيء
{ هل يعني أن جيانغ شو يدرب قوة ذراعي حتى أتمكن من
حمل الطفلة في المستقبل ؟
إذًا يريد جيانغ شو أن يربي الطفلة معي أليس كذلك ؟!!! }
عادت الأفكار التي قُطعت لتنتعش مجددًا ،
وخفق قلب شين فانغ يو أسرع فأسرع ،
وأصبحت يداه اللتان تمسكان بالأكياس متعرقتين
كان يخشى قليلاً أن يسأل ، لكنه شعر أنه إن لم يفعل ،
فسيصطدم قلبه بأضلاعه عاجلًا أم آجلًا
قال شين فانغ يو أخيرًا حفاظًا على صحة قلبه :
“ جيانغ شو ماذا كنت تقصد عندما كنا في المركز التجاري
سابقًا ؟” ابتلع بصعوبة :
“ هل تريد تربية الطفلة بنفسك ؟
أم تعني أنك تريد أن تنضم إليّ و…؟”
توقف جيانغ شو قليلاً ، ثم قال لشين فانغ: “ الجميع يقول
إن لديك ذكاءً عاطفيًا عاليًا .”
“…” أخذ شين فانغ يو نفسًا عميقًا وقال: “ فلتعتبر نفسك استثناءً عندي .”
( بمعنى آخر : انت الوحيد الي ماافهمك )
{ لو صنف الناس الذين أستطيع فهمهم ،
لكان جيانغ شو أصعبهم }
ليس بسبب تعقيد شخصية جيانغ شو،
بل لأنه لا يستطيع الحفاظ على موضوعية عقلانية مطلقة عند مواجهته
في السابق — ، كان جيانغ شو عدوه اللدود ،
لكنه الآن يمتلك هوية غير واضحة تمامًا
مشاعره الذاتية كانت دائمًا تتحرك بسهولة في وجود جيانغ شو
مما يصعب عليه فحص الأمور وحكمها كما يفعل مع الآخرين
شين فانغ يو نفسه لا يفهم سبب هذا الاستثناء
غالبًا— لم يكن لديه وقت للتفكير ،
وكان يقول أو يفعل أشياء متهورة ،
كما لو أن جيانغ شو جاء خصيصًا ليثير ضجة في ذهنه
ربما كان هذا الغشاء من المشاعر الذاتية هو ما جعله يشعر
بأنه لا يفهم جيانغ شو حقًا، رغم معرفته به منذ وقت طويل
بعد أن طلب من جيانغ شو العيش معه على سبيل الاندفاع،
ندم عدة مرات،
معتقدًا أن جيانغ شو بطبعه لن يرد سوى بالرفض والسخرية
لكن لم يحدث ذلك
لم يستهزئ جيانغ شو بدعوته ، بل دعا هو بدوره إلى العيش في منزله
رغم أن دعوة جيانغ شو تلك الليلة كانت مفاجئة ،
وسلوكُه لم يكن وديًا بل أمرًا كما اعتاد ،
إلا أن شين فانغ يو شعر بأنه غريب ومعقد جدًا
هذا هو جيانغ شو
جيانغ شو فعليًا تحمل وجوده في منزله ، محافظة على هدوء ظاهر بالكاد
وفي النهاية نسب السبب إلى صعوبة الحمل ،
وأن حتى جيانغ شو — بشخصيته الصارمة والقوية ،
يحتاج أحيانًا إلى رعايته ومساعدته
لكن ما قاله جيانغ شو اليوم ، مع كلماته في تلك الليلة ،
كان دلالة كبيرة بل صريحة
العقلانية تخبر شين فانغ يو أن جيانغ شو يقصد بالضبط ما قاله ،
لكن عندما يكون الشخص هو جيانغ شو
يأتي عقله ليخلط الأمور ويقنعه بأن ذلك مستحيل
لم تكن علاقة تُحل خلال يوم أو يومين ، ولا مسألة أشهر ؛
طفل سيكبر خلال ثمانية عشر عامًا ،
وإن قرر جيانغ شو تربيته معه ، فهذا يعني أن الخصمين
سيعيشان معًا على الأقل ثمانية عشر عامًا…
ومع ذلك ، هما ليسا حتى أصدقاء ……..
كان جيانغ شو مجنونًا ليقول مثل هذه الكلمات
و كما كان متوقع ، بعد أن قال جملة “ أنت استثناء”،
سكت جيانغ شو
ورأى شين فانغ حتى أنه ابتلع ريقه مترددًا في الكلام ،
وازداد احمرار أطراف أذنيه قليلًا
ظن شين فانغ أنه لابد وأنه فهم كلام جيانغ شو بشكل
خاطئ ، مما ترك الأخير بلا كلمات
شعر شين فانغ يو فجأة بشيء من الإحراج
لو كان الأمر في السابق ، لما تجرأ على طرح مثل هذا السؤال ،
لكنه الآن يدرك أن جيانغ شو مختلف عما كان يعرفه سابقًا،
فلا يستطيع إلا أن يطلب توضيح
لكنه بدا وكأنه يستسلم كثيرًا لنفسه
حاول بغير وعي أن يهدئ الأمور قائلاً : “ ليس لدي أي معنى آخر،
فقط أظن… أنه من الصعب عليك أن تحملها ثم تلدها ،
لذا أنا—”
ولكن ، وعلى غير المتوقع ،
قاطعه جيانغ شو وقال: “هل تريد ذلك ؟”
كاد شين فانغ يو أن يعض طرف لسانه
فجأة صمت الشارع الصاخب ، وشعر شين فانغ يو بأن
دماغه يطن ، كأنه لا يسمع شيئ سوى دقات قلبه
ابعد جيانغ شو نظراته عنه بلا أثر ، وحدق أمامه مباشرةً
وقال: “ أنت لست الوحيد الذي يفهم المسؤولية ...
أنا والدها البيولوجي ؛ سأربيها حتى تبلغ ،
وسأسعى لأن أمنحها ما يمكن لعائلة ذات والدين أن تقدمه .”
في الحقيقة — عندما أخبر شين فانغ يو بأنه قرر إنجاب الطفلة ،
كان ينوي التحدث معه ،
لكن لأن شين فانغ لم يفهم معنى كلامه ،
غضب جيانغ شو وفقد الرغبة في النقاش
عض شفتيه وقال: “ إذا كنت مستعدًا لتربيتها معي ،
يمكننا أن نعيش معًا مؤقتًا ونربيها كرفيقي سكن .
و لا أمانع إن أردت المغادرة قبل الوقت ، لكن… أنت تعلم ،
الأطفال يطورون مشاعر تجاه الكبار الذين ينشئون معهم ،
فإذا أردت الرحيل ، من الأفضل أن تشرح لها وقتها .
وإن لم ترغب هي برحيلك بعد الشرح ،
ومع مراعاة صحتها النفسية ،،،،” نظر إليه جيانغ :
“ فلن أوافق على رحيلك .
لذا أتمنى أن تفكر جيدًا قبل أن تعطيني جوابك ،
إما ألا تشارك من البداية ،
أو تتحمل المخاطر إن شاركت ….
بالتأكيد ،،،،،” أخذ المفتاح وفتح الباب ،
ثم تراجع خطوة للخلف ليدع شين فانغ — الذي يحمل
الأكياس الثقيلة ، أن يدخل أولًا ، وتابع :
“ أنت أيضًا من عائلتها ،
إن لم ترغب في المشاركة بتربيتها ، فلن أمنعك من زيارتها
بين الحين والآخر . لا تقلق .
وأيضًا ، أؤكد لك أنني سأبذل قصارى جهدي للعناية بطفلتنا،
فلا داعي للقلق من أن تُظلم ”
كانت كلماته مليئة بالإخلاص والصدق ،
لو قالها أحد الأزواج الحوامل والمطلقين لدى مكتب
الشؤون المدنية، لما أصيب الوسيط في الطلاق بالإرهاق،
وربما كان سيجتمع الزوجين من جديد
ولكنه وشين فانغ يو لم يكونا زوجين تشاجرا ويعيشان علاقة
مكسورة ؛ بل لم تكن بينهما علاقة أصلاً
وصول الطفل المفاجئ ربط بين شخصين كان من
المفترض أن يكونا خصمين مدى الحياة،
وقلب حياتهما رأسًا على عقب
حياتان كان من المفترض أن تخضعا لرأي الكبار ، يتزوج كلاهما ،
وينجبان الأطفال خطوة بخطوة ، انتهت أيضًا
كان جيانغ شو يظن أن شين فانغ يو قد يخرج من هذه المسألة ،
لكن حتى جيانغ شو لم يعد يستطيع أن يعيش الحياة التي يريدها والداه له
كان قادرًا على تجاوز أمر ' الجنس ' مع رجل ببطء ،
لكن حتى لو أُخذ الطفل الآن ، فلن يجد امرأة ليتزوجها
ضميره لن يسمح له بإخفاء حقيقة الحمل عن زوجته المستقبلية ،
وحتى وإن كان الدكتور جيانغ شابًا واعدًا ،
فأي امرأة يمكنها أن تقبل أن زوجها قد حمل ذات يوم ؟
ربما يلتقي يومًا بامرأة من نوع بوذا ،
لكن جيانغ شو لا يريد أن يعرض ندوبه أمام الآخرين مرة بعد مرة
وشعر جيانغ شو بالحظ لأنه لم يكن يتوق إلى الزواج والحياة العاطفية كثيرًا ،
لذا لم يكن حزينًا أو محبطًا الآن إلا من مشكلة كيف يشرح الأمر لوالديه
أحيانًا يفكر جيانغ شو لو لم يرضخ لضغط والديه للزواج ،
لما كان قد طارد تشونغ لان في ذلك الوقت اصلاً ،
ولما انتهى به المطاف نائمًا مع شين فانغ يو وحامل
وفي النهاية ، ربما لن يتزوج أبدًا في حياته
كان الأمر ساخرًا بعض الشيء
كأن الإله لعب عليه مزحة ليعاقبه على تردده
لذا هذه المرة ، لم يخطط لتغيير آرائه من أجل توقعات عائلته
لم يعترض على أن يعتني شين فانغ يو بالطفلة معه
فالأطباء مشغولون جدًا بأعمالهم ،
وهو الآن في ذروة مسيرته المهنية
لو اعتنى بالطفلة بمفرده ، سيكون الأمر أكثر من طاقته ،
حتى لو كان لديه ثلاثة رؤوس وستة أذرع
ربما لن يصالح شين فانغ يو لفترة ،
لكن في مواجهة مشكلة الطفل الكبيرة ،
بدا أن الخلافات القديمة والليلة العبثية بينه وبين شين فانغ يو صارت صغيرة
لكن كما قال لشين فانغ يو
لم يرغب أن يشارك ثم يرحل
فهذا سيكسر قلب الطفلة ،
لذا كان عليه أن يسأل شين فانغ يو إذا كان مستعدًا أم لا
ظل شين فانغ يو صامتًا طوال الوقت
نظر جيانغ شو إليه فوجد شين فانغ واقف عند مدخل الشقة ،
يرش الكحول على الأكياس البلاستيكية
كانت هذه عادة جيانغ بالفعل ، ولم يعلم متى بدأ شين فانغ يحفظ كل عاداته
و بصراحة —- لم يعرف جيانغ شو ما الجواب الذي سيقدمه شين فانغ
لكن سواء كان الجواب يسرّه أم يحزنه ،
فلن يظهر أي مشاعر على وجهه
ثم تكلم شين فانغ يو
قال: “ جيانغ شو .. كنت دائمًا الرقم واحد منذ أن كنت صغير ، حتى التقيت بك في الجامعة .
… طوال هذه السنوات ، كان التنافس بيننا شديد ،
وكنت أريد حقًا أن أتغلب عليك يومًا ما ….”
كان يرش الكحول ببراعة ، وعبير الرائحة المطمئنة اخترق أنف جيانغ
“ لكن إذا تغلبت عليك يومًا لأنك اضطررت لأن تكرس
معظم طاقتك لتربية طفلنا ، وأنا واقف أراقب فقط ،
فسأشعر أن انتصاري بلا قيمة ….”
وبما أن يديه مشغولتان ، لم ينظر إلى عيني جيانغ ،
ولسبب ما، شعر شين فانغ ، الذي لم يخاف يومًا من شيء،
ببعض الاطمئنان بسبب هذا
لكن عندما قال الجملة الأخيرة، وضع رشاش الكحول جانبًا،
وجمع شجاعته،
ونظر إلى جيانغ و تابع : “ لقد بقيت أعزب طوال هذه
السنوات بسبَبك ، ولست خائفًا من أن أبقى أعزبًا طوال حياتي .”
كانت عيناه تلمعان بشدة ،
وعندما دخل ضوء الشمس الساطع من الخارج ،
جعلت تلك العيون المشعة تبدو مفعمة بالعاطفة والمشاعر ،
فصرف جيانغ شو وجهه بطريقة غير طبيعية
جيانغ : “ ماذا تعني بأنك بقيت أعزبًا طوال هذه السنوات ؟
لم أمنعك من الوقوع في الحب عندما كنا في الجامعة .”
كان واضحًا أنه يحاول إغاظة شين فانغ
لكنه ابتسم ابتسامة خفيفة بالكاد تُرى عند زاوية فمه
شين فانغ يو: “ لم تمنعني من الوقوع في الحب ،
لكنك أخذت كل وقتي للحب ...”
تذكر الماضي، وأنزل رأسه ، ولم يستطع إلا أن يضحك ،
وكأنه يريد استرجاع الحسابات القديمة
وتابع بصراحة : “ أخبرني ، أي جلسة دراسة ذاتية بعد
الحصص لم أكن فيها معك ؟
باستثناء الأكل والشرب والنوم ، قضينا بقية الوقت في قاعة الدراسة .”
كان جو الدراسة في الجامعة الطبية A شديد التوتر ،
وكانت المكتبة دائمًا مزدحمة ،
ومعامل الطب مليئة بالطلاب
أما هما، كطالبين طبيين متميزين بقبول مرتفع ،
فلم يستطيعا تحمل حالة عدم وجود مكان للدراسة الذاتية
لذا، وبعد عدد لا يحصى من طلبات الاستئناف الحادة من
الطلاب الثمانية سنوات ،
أُرهق القادة وأعدوا لهم قاعة خاصة ،
وأخبروا المعلم المسؤول عن القاعة بعدم إغلاق الباب ،
وتركوه مفتوحًا على مدار الساعة ،
حتى يتمكن هذان الملكان من الدراسة وقتما شاءا
وهكذا —- ، خلال الإجازات والمناسبات التي يقضيها
الآخرون في الخروج مع فتيات من صفوف أخرى ،
كانا يجلسان في القاعة الصامتة ويتنافسان سرًا
قال جيانغ شو وهو لا يستطيع أن يمنع نفسه من الكلام
عندما سمعه يسترجع الماضي : “ لا تظن أنني لا أعلم ، شين فانغ يو
كنت تستخدمني كذريعة كلما رفضت دعوة لموعد .”
جاء الكثير من الفتيات إلى جيانغ شو، وحاولن إقناعه
بالتوقف عن الدراسة الشاقة، وسألن إذا كان بإمكانه أن يستريح أكثر
لم يفهم جيانغ شو الموقف آنذاك،
وظن أن نوايا الناس طيبة،
حتى اضطر لسؤال إحداهن يومًا،
ثم استمع لشرحها : “ شين فانغ يو قال إنه إذا لم تسترح ،
فلن يسترح هو،
ولكني أريد تناول وجبة معه ، هل يمكنك أن تأخذ استراحة لتناول الطعام ؟”
استمع جيانغ شو لها ر رأسه يمتلئ بخطوط سوداء ~
( رياكشن : )
كانت الجامعة أكثر تساهلًا في العلاقات مقارنة بالثانوية ،
وكانت هناك فتيات وحتى شباب يحاولون التقرب من جيانغ شو
وكان يرفض دائمًا مباشرةً —- دون استخدام شين فانغ يو كذريعة
ورغم ذلك، لم يستطع منع نفسه من الغضب عندما تذكر الأمر
قال شين فانغ يو بنوع من الشعور بالذنب: “ كنت أخاف أن
أكون صريحًا جدًا فيجرح قلوبهم ، فأنا طيب القلب !
وبالإضافة إلى ذلك ، ما قلته هو الحقيقة .
لو لم تكن موجود ، لما اجتهدت هكذا في الجامعة .”
آمن جيانغ شو بذلك ، لأنه كان مثله تمامًا
قبل دخول الجامعة ، كان لكل منهما إيقاعه الخاص في الدراسة ،
وكان توزيع الوقت بين العمل والراحة متوازنًا
وكان هذا الإيقاع كافيًا لهما للتفوق في الامتحانات المختلفة
لكن عند وصولهما للجامعة ، رفض الاثنان الاعتراف
بالهزيمة وحلولهما في المرتبة الثانية ،
فغيّرا إيقاعهما بسبب بعضهما البعض
نظر جيانغ شو إلى شين فانغ يو وهو يرتب مستلزمات الطفلة ،
وشعر فجأة أن القدر حقًا أمر غامض
لو لم يلتقِ بشين فانغ يو في الجامعة ،
لكان قد واصل دراسته بوتيرته السابقة ،
واحتل المركز الأول بسهولة أكبر ،
ولما وجد وقتًا للخروج مع الفتيات وربما عاش قصة حب
جامعية في الوقت المناسب،
رافق الفتاة التي أحبها إلى السكن الجامعي،
وربما حتى دخل قصر الزواج
وكان شين فانغ يو سيفعل الشيء نفسه
ولكن بسبب هذا القدر غير المعقول ،
عليهما الآن أن يعيشا معًا ويربّيا طفلًا ،
وربما يقضيان بقية حياتهما معًا
لكن… جيانغ شو ظن أن هذه الحياة لا تبدو سيئة كما تصورها
قال شين فانغ يو وهو يلوّح بيده أمام عيني جيانغ :
“ لماذا أنت في حاله ذهول ؟ هاتفك يرن .”
وبمصادفة لمس غرة شعره ،
فعاد جيانغ شو إلى وعيه ورأى شين فانغ يو يشير إلى هاتفه
الذي يرن بشكل متواصل
قال جيانغ شو بنبرة خافتة : “ لا تلمسني ”
تساءل شين فانغ يو متذمرًا : “هل لا أستطيع حتى لمس شعرك ؟
ألم أجففه جيدًا قبل يومين ؟”
لم يرد جيانغ شو
مدركًا أنه تشتت بسبب شين فانغ يو
كان يشعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي،
لكن لم تتح له الفرصة للتفكير فيه،
فالتقط هاتفه ونظر إلى رقم المتصل
ظن أنه من المستشفى وشعر بخيبة أمل لأن يوم الراحة
الذي حصل عليه بصعوبة على وشك الانتهاء،
لكنه وجد أن والدته هي التي تتصل، فارتاح قليلًا
: “ أمي؟ ما الأمر ؟”
ردت والدة جيانغ بصوت لطيف : “ شياو شو ماذا تفعل؟
هل تخرج مع فتيات ؟”
عندما اتصلت به والدته قبل يومين ، قالت له أن يهتم
بالراحة ، وأخبرها عن يوم راحته اليوم
قال لها بنبرة عاجزة : “ لا فتيات معي ، لكن يوجد شاب برفقتي .”
نظر إلى شين فانغ وتابع مستسلمًا : “ أنا أستريح في المنزل .”
لم تتحدث والدة جيانغ عن ضرورة أن يجد له فتاة ،
وتساءل إذا ما كانت الشمس قد أشرقت من الغرب اليوم
لكنه سمعها تقول
: “ أنا و والدك في الأسفل ، جئنا لزيارتك .”
تلاشت الحالة المسترخية التي كان فيها فجأة ،
ونظر إلى شين فانغ يو ——
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق