Ch36 | DJPWNK
لم يكن شين فانغ يو يعلم أن الخطر يقترب ——
كان يشعر بحرارة شديدة و أراد أن يخلع معطفه ،
لكن يديه ضعيفتين قليلاً بعد أن حمل الأكياس الثقيلة للتو
رأى جيانغ شو ينظر إليه — ، فمسح العرق عن جبينه ،
وفتح راحتي يديه الحمراوين ليشاهدهما، وابتسم قائلاً: “ يداي مخدرة ،
ساعدني في فك أزرار المعطف .”
لكن جيانغ شو بادر بمد يده ليغطي فم شين فانغ يو
نظر جيانغ شو إلى شاشة الهاتف التي تومض ،
وشعر أن من الأفضل لو كان الاتصال من المستشفى
كان والداه عادةً يخبرانَه قبل أيام كثيرة عندما ينوون زيارته،
وكان هو يشتري معظم تذاكر السفر لهم
الناس في الخمسين من عمرهم لا يعرفون معنى مفاجأة أبنائهم ،
وشعر جيانغ شو بشعور سيء — { هل جاء والداي لتفقدي فجأة ؟ }
قال جيانغ شو بلا وعي: “ أمي…”
لكن والدته قاطعته بسرعة : “ حسنًا ، فاتورة الهاتف مرتفعة جدًا ، لن أقول أكثر .
أنا ووالدك الآن داخل المصعد .”
ثم انقطع الاتصال فجأة —— ،
ووقف جيانغ شو متجمداً للحظة ،
ثم أزال يده من فم شين فانغ يو وأشار إلى مستلزمات
الطفلة الملقاة على الأرض : “ أسرع بوضع هذه الأشياء
بعيدًا ، والداي قادمان .”
تعجب شين فانغ يو وقال بسرعة وهو يحمل الأكياس إلى
غرفة المكتب تحت ضغط جيانغ شو: “ أين هما؟
هل تريد أن نأخذهما بالسيارة ؟
هل يعرف والدك أننا نعيش معًا الآن ؟
هل يجب أن أهرب وأتفاداهم ؟”
شعر جيانغ شو وكأن قلبه تحول إلى رماد : “ إنهما في المصعد .”
قال شين فانغ يو بنبرة مستهجنة : “ تفقد مفاجئ ؟
هل يفعل والداك هذا كثيرًا ؟”
هز جيانغ شو رأسه بعجز
شين فانغ بصدمة : “ لا يوجد سبب يجعلهم يظهرون فجأة ،
فهم لا يعرفون شيئًا عن الطفلة …”
قاطعه جيانغ شو قائلاً: “ اصمت .”
ثم أغلق باب غرفة المكتب على شين فانغ يو والأكياس التي
تحتوي على مستلزمات الطفلة
وبينما يستدير ، رن جرس الباب
كان والداه زوجين عاديين من مدينة صغيرة ،
يرتديان ملابس بسيطة ونظيفة ،
وعندما فتح الباب ورآه والداه ،
صاحت والدته بقلق: “ ابني لماذا أصبحت نحيفًا جدًا؟”
قال جيانغ شو وهو يمد النعال لهما : “ أمي، أبي،
كنت مشغولًا بالعمل فلم أكن أنتبه .”
قالت والدته بغضب خفي: “ كيف تعيش هكذا ؟
طلبت منك أن تجد زوجة ، لكنك لا تستمع…
حسناً، انسَى الأمر ، أعلم أنك لا تحب سماع هذا .”
كان من الصعب على المرأة في منتصف العمر أن تتجنب
تكرار النصائح التي أعطتها له مرات لا تحصى،
حتى وإن كانت تعلم أن جيانغ شو لا يحب الحديث عنها
لقد أخبر والديه مرات عديدة أنه لا يريد التفكير في الزواج،
لكن الكلمات كانت تدخل أذن والدته وتخرج من الأخرى،
وكانت تضغط عليه للزواج كلما رأتْه
في أيام دراسته ، كان ابن عمه يخبره عن الضغط الذي
يمارسه عليه أهلهم من أجل الزواج،
وكان يظن أن وصف ابن عمه مبالغ فيه،
لكنه لم يتوقع أن تكون والدته أكثر إصرارًا من عمته
فرك جيانغ شو جبينه وقال: “ أمي أنا بخير .”
قال الأب من جانبه مُقنعًا : “ يا صغيري ، افعل ما تريد ،
لا تستمع لأمك ، فقط لا تسلك طريقًا خاطئًا .”
قبل أن يفهم جيانغ شو معنى تلك الجملة ،
أشارت والدته فجأة إلى حذاء شين فانغ يو على رف الأحذية
وقالت: “ ابني هل لديك ضيوف ؟”
توقف قلب جيانغ شو للحظة وقال: “هذا حذائي.”
نظرت إليه والدته بشك: “ حقًا ؟ لا يبدو حذاءك ،
متى بدأت تحب هذا الموديل ؟”
نظر جيانغ شو بنظرة مترددة : “ اشتريته بعفوية .”
لكن والدته كانت مثل شارلوك هولمز اليوم ،
توجهت مباشرةً إلى المطبخ وقالت : “ يا ابني لا تكذب عليّ،
لقد استُخدم موقدك مؤخرًا .
كن صريحًا، هل يأتي أحد للزيارة ؟”
ثم فتحت الثلاجة لتضع فيها الطعام الذي جلبته ،
لكنها صُدمت لامتلائها بالطعام
كذب جيانغ شو بدون أن يغير تعبير وجهه : “ أنا أشعلت الموقد ”
لكن والدته لم تقتنع : “ مستحيل !
أنت لا تبادر بالطبخ حتى لو طلعت الشمس من الغرب .”
جيانغ شو: “ لقد أحببت الحياة فجأة .”
حاولت والدته دخول غرفته، وتذكر جيانغ شو وجود فرش على الأرض،
فاندفع ليمنعها قائلًا : “ أمي ! غرفتي فوضوية جدًا
لا تدخلِي .”
نظرت له نظرة ذات مغزى ، لكنها تراجعت وعادت إلى الأريكة
وبينما يتنفس الصعداء، جاء صوت من الحمام :
الأب : “ يا ابني لماذا توجد منشفتان و أكواب غسول للفم على المغسلة ؟”
خرج الأب من الحمام بعيون مليئة بالفضول
شعر جيانغ شو وكأنه على المحك ،
وبدأ يتعرق : “ لدي كلب ، هذه له ”
قالت والدته بنبرة تحقيق : “ لم أرَى أي شعر كلب ...”
ثم نظرت إليه بدهشة : “ مع أي فتاة شابة تعيش ؟”
( باو تشينغ تيان : شخصية خيالية تحقق في جرائم في مسلسل تلفزيوني )
أجاب جيانغ شو: “ لا أحد !”
ثم أدرك فجأة أن شين فانغ يو رجل ،
{ لماذا عليّ إخفاء عيشنا معًا ؟
لماذا أتصرف وكأني أخفي سرًا كبيرًا ؟ }
كانت والدته تضغط عليه،
ولم يَسعفه الوقت لشرح أن شين فانغ يو يقيم مؤقتًا،
حتى أطلقت والدته القنبلة: “ يا صغيري، قل الحقيقة، هل تحب الرجال ؟”
تجمد جيانغ شو في مكانه
كان شعوره بالذنب مبررًا ، فوالديه غير عاديين
لكن تعبيره الحائر كان واضحًا لوالدته،
فتغير وجهها وسألت بحذر: “هل تحب الرجال حقًا؟
مثل… شين فانغ يو؟”
كاد جيانغ شو يختنق من السعال وهو يحاول الرد
قال بحزم: “ أنا لا أحب الرجال ، وحتى لو كنت أحبهم ،
فلن أحب شين فانغ يو "
: “ لكن…” توقفت والدة جيانغ عن الكلام للحظة ، ثم قالت: “ لقد قلتَ في ذلك اليوم
على الهاتف إنك لن تتزوج بسبب شين فانغ يو "
{ لن أتزوج بسبب شين فانغ يو ؟ }
توقف جيانغ شو فجأة ،
وفهم على الفور سبب إثارة والديه لكل هذه الضجة اليوم
قبل فترة قصيرة ، كانت أمه تتصل به يوميًا ،
تضيف في كل مرة حيلة صغيرة جديدة إلى الجملة المعتادة : “ الأم تتذكر أن الكثير
من الفتيات كنّ معجبات
بك عندما كنتَ في المدرسة الإعدادية
فلماذا لا تزال بلا شريك حتى الآن؟
كل هذا خطئي، ما كان يجب أن أمنعك من الوقوع في
الحب في ذلك الوقت، حتى أنني لا أملك حفيدًا أحمله .”
حين كان في الإعدادية ، كانت أمه تمنعه من الدخول في علاقة ، كما يفعل معظم الآباء ،
لكن هذا لم يكن السبب في عدم زواجه حتى الآن ،
بل إنه كان يتساءل أحيانًا عمّن سقته “حساء السحر” هذا
وبعد أن فشلت في محاولات عدة لحثه على الزواج ،
بدأت تلوم نفسها
أخبرها جيانغ شو أن الأمر لا علاقة له بها،
وأن المشكلة فيه هو، لكن أمه أصرت على إلقاء اللوم على نفسها
لم يكن جيانغ شو بارعًا في الجدال،
وكان عاجزًا تمامًا أمام أمه
وبالصدفة، أرسل له شين فانغ يو رسالة في ذلك الوقت
يقول فيها إنه لن يرافقه في المناوبة تلك الليلة،
فاستسلم جيانغ شو ورمى المسؤولية على شين فانغ يو
“ لا ألومك أنتِ ، هل تذكرين الطالب الذي كان الأول على
الدفعة في نفس العام الذي كنتُ فيه ؟”
فكّرت والدة جيانغ قليلًا وتذكرت أن هناك شخصًا كهذا
في ذلك الوقت، حصل جيانغ شو على المركز الأول،
لكن لأن اسمه وُضع بجانب شخص آخر، غضب لدرجة أنه
لم يأكل طوال اليوم
فتابع جيانغ شو وقتها مُتحجِّجاً : “ إذا أردتِ أن تلومي أحدًا، فـ لوميه .”
لم يكن في هذا ظلمٌ لشين فانغ يو، وفوق ذلك، فإن أمه لم تره قط،
وكانت انطباعاتها عنه محصورة في مقال صحفي،
لذا على الأرجح لم تكن ستعير الأمر اهتمامًا
كان يظن وقتها أنها ستسأله لماذا ألقى اللوم على شين فانغ يو
وكان ينوي أن يخبرها بأن التنافس بينهما كان شديدًا لدرجة
أنه لم يستطع الاسترخاء
و لكن —- حين أنهى حديثه ، لم تسأله شيئًا وأغلقت الخط مباشرةً
ولم يتوقع أن هذه الجملة العابرة ستجعل والداه يسيئان فهم ميوله
فقد بحثا عن الصحيفة القديمة تلك الليلة ،
وقرآ التقرير الأصلي بعناية ،
وحفظا اسم شين فانغ يو وشكله ،
ثم سارعَا لشراء تذكرتين والتوجّه إلى المدينة A
شعر جيانغ شو بقليل من العجز
شين فانغ يو استخدم اسمه لرفض الكثير من المواعيد
ولم يحدث شيء ،
لكنه حين استخدمه مرة واحدة كدرع ، وقع هذا الموقف
قال بملامح مليئة بالخطوط السوداء : “ أمي…
الأمر ليس كما تظنين ، نحن مجرد زملاء عاديين .”
ردت والدة جيانغ بصدمة: “ زملاء؟
أنتم زملاء ؟”
فجأة أدرك جيانغ شو أن والديه لا يعرفان ما الذي يفعله شين فانغ يو الآن
سألت والدة جيانغ بنبرة حادة : “ هل حياتكما تتقاطع إلى هذه الدرجة ؟”
ابتلع جيانغ شو بصعوبة
{ ليس كثيرًا …. حقًا… باستثناء النوم معًا وإنجاب طفلة …
بالكاد يمكن تسميته ' تقاطعًا كبيرًا ' }
ولما رأت صمته ، سألت والدة جيانغ مجددًا: “مع من تعيش؟”
“… “ لو قال جيانغ شو إنه مع شين فانغ يو
فلن يستطيع تبرئة نفسه حتى لو قفز في نهر الأصفر ~~
( نهر الموت والبعث من جديد )
: " إنه مجرد صديق ، أنتما لا تعرفانه ."
قالت السيدة جيانغ، وعلامات الشك لا تزال على وجهها:
" حقًّا ؟"
تبادل السيد جيانغ معها نظرة ، ثم التفت إلى جيانغ شو قائلًا:
" إذًا اتصل بذلك شين فانغ يو
ونتناول جميعًا العشاء هذا المساء ."
لم يرغب جيانغ شو أن يعرف شين فانغ يو بهذه الأمور، فتهرّب قائلًا:
" إنه مشغول جدًّا في العمل ، وليس لديه وقت…
أليس من الجيد أن أرافقكما أنا على العشاء ؟
لم نجتمع كعائلة منذ وقت طويل ."
لكن السيدة جيانغ لم تُبدِ أي تعاون ،
وكانت نظراتها تقول بوضوح إنها لا تصدّقه ،
فأشارت إلى هاتفه :
" اتصل به الآن "
أخذ جيانغ شو نفسًا عميقًا،
وبعد لحظة من الصراع قال:
" إنه يجري عملية جراحية ."
شهقت السيدة جيانغ باستخفاف، وتعاظم الشك في عينيها:
" حتى إنك تعرف ما الذي يفعله الآن ؟"
جيانغ شو: "…"
حاول السيد جيانغ تلطيف الجو فقال:
"شياو شو إن لم يكن ممكنًا ، أرسل له رسالة نصية ."
وأكّدت السيدة جيانغ :
" نعم، نعم، أرسل رسالة نصية ."
ظل الزوجان يحدّقان في جيانغ شو
حتى بدأ يشعر بوخز في فروة رأسه
فتح هاتفه ببطء شديد،
وبدأ يكتب الرسالة ببطء أكبر ،
وهو يدعو في سرّه أن يكون هاتف شين فانغ يو مغلق
لكن قبل أن ينهي كتابة الرسالة ،
دوّى فجأة صوت من غرفة المكتب ،
وانقطع رنين هاتف مبهج وحاد بعد ثانية واحدة فقط من بدئه
تبادل جيانغ شو ووالدته النظرات ، وعلى وجهيهما نفس علامة الاستفهام
——————-
في المكتب —— ،
خفّض شين فانغ يو صوته ورد :
" تشانغ تشنغ ؟"
ردّ تشانغ تشنغ بنبره عادية :
" أين أنت؟ ولماذا تهمس هكذا ؟"
ثم دخل مباشرةً في الموضوع:
" تقرير الاجتماع الذي طلبته منك آخر مرة تأخر ،
هل يمكنك أن ترسل لي نسخة أخرى ؟"
قال شين فانغ يو بنفاذ صبر:
" ألم يكن بإمكانك إرسال رسالة من أجل أمر صغير كهذا ؟
هل كان لا بد أن تتصل ؟"
ردّ تشانغ تشنغ ضاحكًا :
" ولمَ لا أتصل ؟"
كان هو وشين فانغ يو زميلي دراسة في الجامعة ،
وعلاقتهما وثيقة ، لذا تابع ممازحًا :
" هل أنت الآن تشاهد فيلمًا مع الفتاة ؟"
لم يرغب شين فانغ أن يقول إن جيانغ قد حشره في غرفة
المكتب وكأنه عشيق يختبئ سرًّا
في تلك اللحظة ، كان ما يزال تحت وقع الصدمة حين أغلق
عليه جيانغ فجأة داخل الغرفة ،
ولم يُتح له الوقت ليتفاعل
لكن بعد أن هدأ وفكّر بالأمر ، ازداد شعوره بأن هناك خطبًا ما
كان بإمكانه أن يظهر أمام والدي جيانغ بشكل لائق ويقول
إنه جاء ليبيت هنا،
أو أنه شعر بالملل فجاء لزيارته
أما الآن، وهو مختبئ هنا، فإن اكتشاف أمره سيجعل
الموقف يبدو وكأن هناك أمرًا مريبًا حقًّا
وكأنه محاولة للتستّر
غير أنّه بعدما أغلق عليه جيانغ شو باب المكتب،
لم يعد أمامه خيار سوى أن يأمل أن يتمكّن جيانغ شو من التعامل مع الموقف
حتى رنّ الهاتف فجأة ، حينها تذكّر أنه لم يضبطه على وضع الصامت
تردّد لثانية، يفكّر في أن يترك الهاتف يرنّ حتى يتمكّن جيانغ
شو من القول إنه هاتف آخر له،
لكن عندما رأى أن المتصل هو تشانغ تشنغ
خشي أن يكون الأمر متعلقًا بأحد مرضى المستشفى
في النهاية، تغلّبت عليه مسؤوليته كطبيب، فأجاب بسرعة،
لكنه لم يتوقع أن يطلب منه تشانغ تشنغ مجرّد ملف تقرير اجتماع
أغلق شين فانغ يو الهاتف وهو يكاد يختنق من الغضب
وسط كلمات تشانغ تشنغ المازحة،
ثم أرسل له الملف، وبدأ يحدّق في باب المكتب داعيًا في سرّه
{ لقد أجبت بسرعة … ربما … ربما لم يسمع والدا جيانغ إلا الرنين العابر }
لكن الدعاء في تلك اللحظة كان مثل التضرّع إلى “إله المناوبة الليلية” أثناء العمل الليلي،
تأثيره لا يتجاوز مجرّد وهم يريح النفس
وبـ”طَق”، أدخل جيانغ شو المفتاح بصعوبة وأدار القفل،
وفتح باب المكتب تحت أنظار والديه ~~~
تبادل الزوجان المسنّان النظرات مع الشاب الواقف داخل المكتب،
والأخير رسم ابتسامة متيبّسة على طرف فمه،
ولوّح لهما بيده قائلًا:
“ مرحبًا ؟”
فقالت السيدة جيانغ باندهاش:
“ شين فانغ يو؟!”
لم يكن شين فانغ يو على علم بالمحادثة التي جرت في غرفة الجلوس ، فقال بدهشة :
“ عمة … هل تعرفينني ؟”
كانت دائرة معارفه واسعة ، لكنها تتركز غالبًا في الوسط
الطبي بمدينة A
{ هل أصبحت مشهور لدرجة أن أي سيدة مسنّة في مدينة B تعرفني ؟!!!! }
لكن السيدة جيانغ لم تُجبه ،
بل انقلبت عيناها وسقطت بين ذراعي السيد جيانغ …
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق