Ch37 | DSYOM
[ والآن أنت أسير ، شخص مختلف تمامًا ]
لو كان الأمر في مسلسل تلفزيوني ، فعندما يستعيد البطل ذاكرته ،
سيندفع راكضًا خارج الباب تحت أمطار غزيرة منهمرة ،
يركض وهو يبكي بحرقة ،
حتى يلحق به البطل الآخر من خلفه وهو ينادي باسمه بصوت عالٍ
عندها سيلتفت فجأة ، ويعانق الاثنان بعضهما بحرارة ،
بينما شعرهما المبلل الملتصق بجبينهما يبدو رغم المطر مثاليًا وأنيقًا
لكن خارج الطريق الدائري الثاني لبكين ،
لم تكن هناك غيوم في السماء ،
بل القمر الساطع يتدلى عاليًا ،
وكان وين دي متماسكًا تمامًا ، بلا أي علامات جنون أو انهيار
ترك ياقة بيان تشنغ، وصمت للحظة ، ثم سأل:
“ حين استيقظت ، كنت قد رحلت بالفعل .
هل خرجت لتحضر المال ؟”
: “ نعم "
: “ هل عدت بعد ذلك؟”
: “ أُدخل والدي المستشفى بسبب مرض مفاجئ ، فذهبت
من الفندق مباشرةً إلى المطار .”
: “ كيف حال العم الآن ؟”
: “ يتعافى بشكل جيد "
أومأ وين دي :
“ لحسن الحظ لم أجعلك تنتظر .”
وبزاوية عينه ، لمح هيي ونشوان وقد التقط من كلماتهم
القليلة فضيحة كبرى ،
فبدت دهشته أعظم حتى من المعنيين بالأمر
كان ذهنه شاردًا كأنه انفصل تمامًا عن الموقف
ذكره ذلك بأنّه لا يزال في لقاء دفعة قديمة
التفت إلى حبيبه السابق وقال :
“ لدي أمر ما، سأغادر الآن . أبلِغ جيانغ نانزي عني "
ثم التفت إلى بيان تشنغ:
“ وأنت ، لا تكلمني الآن . دعني أهدأ وأرتّب أفكاري "
بيان تشنغ :
“ سأوصلك "
وين دي:
“ لا داعي ، سأذهب بالمترو "
وحين رأى أن بيان تشنغ يوشك على اللحاق به، رفع يده ليوقفه:
“ ابق بعيدًا عني "
——————-
كان هاتف وين دي يعمل بشكل طبيعي ،
قاده عبر الطرقات ذهابًا وإيابًا
هدير القطارات وهي تدخل وتخرج المحطات، ثرثرة الركاب،
وصوت أبواق السيارات في الشوارع—كلها بدت كضجيج
خلفي على شاشة ، لا يمت له بصلة
حتى الدرج الخرساني المهترئ للمجمع السكني ،
وحرف فو الأحمر الباهت المثقوب على الباب — بدت
جميعها بعيدة ، كأنها تنتمي إلى حياة شخص آخر
فتح الباب وشعر كأنه دخل مكانًا غريبًا عن طريق الخطأ ،
ينظر حوله بارتباك
تحسس مقعدًا وجلس ،
وكان ذهنه كآلة نسيج قديمة ،
تصدر صريرًا بطيئًا وهي تدور ببطء ،
تخرج الذكريات المطمورة قليلًا قليلًا
كثافة المعلومات جعلت صدغيه ينبضان ألمًا ،
فرفع يديه إلى رأسه ،
يحاول بصبر أن يجمع شتات الصور القديمة ،
ليعيد ترتيبها في تسلسل مفهوم ،
جلس وحيدًا طويلًا ، غير مدرك لألم ظهره وخصره ،
حتى دقّت الساعة العاشرة ليلًا ،
وسمع رنين المفاتيح عند الباب—لقد عادت يو جينغيي
دخلت ، ورأت وين دي يحدق بالطاولة بوجه جاد ،
فتفاجأت وسألته :
“ما الأمر؟”
رفع وين دي رأسه وأجابها بميكانيكية على سؤالها —
لقد كان بحاجة إلى أن يرتّب أفكاره ،
وشعر أن سرد ما حدث لشخص آخر قد يكون طريقة جيدة
بدأ من لقائهما الأول في الحانة ،
ثم وصل إلى حادثة السرقة ،
فآلات القمار ، فالبوكر، ثم المروحية ——-
خلال كلامه تغيّرت ملامح يو جينغيي من الدهشة إلى الصدمة ،
ثم الارتباك ، فالتوتر ،
وأخيرًا إلى شرود ، مشاعرها تتنقل على وجهها كفانوس دوّار
قالت يو جينغيي في النهاية :
“ إذًا… النصّاب هو البروفيسور بيان ؟”
كان هذا الصوت أشبه بإيقاظ شخص غارق في الماضي
رمقها وين دي بنظرات حادة، ثم فجأة صفع الطاولة ونهض واقفًا
ارتعبت يو جينغيي:
“ ما بك؟”
صرخ وين دي وهو يشير إلى الهواء :
“ مجانين! كلنا مجانين !”
فكرت يو جينغيي بغريزة { يا إلهي ! أنه ربما تلبسته الأرواح }
وكادت تبحث عن فص ثوم لتعليقه في عنقه
لكن وجه وين دي كان مورّدًا،
وعيناه صافيتان، يبدو كإنسان طبيعي
أشار بجدية إلى المقعد المقابل له، وأومأ لها أن تجلس
جلست يو جينغيي بخوف
سأل وين دي:
“ أتظنين أن فيه خطبًا ؟”
لكن نبرته لم تكن نبرة من يسأل رأيًا ،
بل نبرة من استنتج الحكم مسبقًا ويطلب الموافقة
قالت يو جينغيي بتردد ، وما زالت مصدومة من عبثية القصة :
“ آه… هل لأن…؟”
قاطعها وين دي وهو يصفع الطاولة مجددًا :
“ لقد كان يعرف بزواجنا منذ زمن ! ثلاثة أشهر !
عرفنا بعضنا ما يقارب الثلاثة أشهر ، والتقينا مرات كثيرة ،
لكنه لم يخبرني بأمر مهم كهذا !”
استوعبت يو جينغيي فجأة وأومأت : “ آووه
بالفعل .”
غطّى وين دي وجهه بيديه وهو يتأوه بألم في رأسه:
“ يا إلهي… لقد كنت أطارد زوجي منذ خمس سنوات !
أي مكان في العالم يحدث فيه شيء كهذا ؟”
قالت يو جينغيي وهي تعقد حاجبيها محاولة التفكير ،
لكنها في النهاية هزت رأسها :
“ لا فكرة لدي كيف حدث ذلك أيضًا .”
صرخ وين دي بغضب:
“ وأنا ؟ ألست مجنونًا ؟”
حاولت أن تواسيه بصوت مختنق :
“ كن أرحم بنفسك…”
: “ لقد تزوجتُ غريبًا لم أعرفه إلا أقل من يوم واحد !
هل وصلتُ في الحب إلى حدّ تحجر الدماغ ؟”
ترددت يو جينغيي مرات عديدة ثم همست مهدئة :
“ لا تقسُو على نفسك "
قال وين دي وهو يضع يده على صدره وكأنه مات بالفعل في عالم موازٍ :
“ ماذا لو كان مطلوبًا في كل الولاية؟
ماذا لو باعني في ميانمار ضمن عملية نصب هرمي؟
ماذا لو كان محتالًا في الزواج ، يخطط ليؤمّن عليّ ثم يقتلني ليسرق مالي ؟
لقد كنتُ حريصًا منذ طفولتي على التثقيف القانوني ،
وأسعى لتعزيز وعيي بالوقاية .
فكيف أفعل أمرًا كهذا ؟”
كان لديه حس نقدي ذاتي مبالغ فيه لدرجة جعلت يو
جينغيي تشعر أن هذا المشهد يجب أن يُصوَّر ويُبث على
قناة التعليم كإعلان توعوي
ثم صرخ وين دي بانفعال:
“ وهو لا يحب شكسبير حتى !
لقد أهان شكسبير في وجهي ، ومع ذلك هربتُ معه !”
: “ هل هذه الأشياء الأربعة على نفس المستوى؟”
مرّر وين دي أصابعه في شعره : “ حتى لو كان شخصًا صالحًا ،
لا أستطيع مجرد الزواج هكذا !
يوجد تقسيم للمال ، والتزامات النفقة ، والإقرارات الضريبية…”
يو جينغيي : “ حسنًا، حسنًا،
كل ذلك من الماضي .
يجب أن تفكر فيما عليك فعله الآن .”
حدّق وين دي فيها بلا وعي ، من الواضح أنه لا يزال محاصرًا في ذكرياته
: “ هل شهادة الزواج الصادرة في الولايات المتحدة صالحة في الصين؟ دعني أتحقق…” فتحت يو جينغيي متصفح
الهاتف ومرّت بالصفحة قليلاً : “ آووه عليك الإبلاغ عنها
للسفارة ، لكن بلدنا لا يعترف بالزواج من نفس الجنس.
حتى لو أبلغت ، فلا فائدة .
لذا، أنت لا تزال أعزب في الصين .”
: “ هذا صحيح من الناحية القانونية، لكن…”
وضعت يو جينغيي هاتفها على الطاولة :
“ عليك التحدث معه . ألم تكن تتساءل لماذا لم يخبرك؟
اسأله عما يدور في ذهنه .”
فكّر وين دي للحظة ، ثم التقط هاتفه واتصل
بعد ثلاث ثوانٍ، انفجر فجأة قائلاً : “ إنه في مكالمة أخرى؟
هذا الرجل لا يزال لديه الجرأة ليتحدث مع شخص آخر ؟!”
——-
تعرّض بيان تشنغ لللوم بلا سبب
بعد أن غادر وين دي العشاء ،
لم يكن في ذهن بيان تشنغ سوى ذلك الزواج السريع قبل خمس سنوات
طلب منه هيي ونشوان أن يشرح القصة كاملة ،
فأجاب إجابة فظة تقليدية : “ما علاقتك أنت بالأمر؟”
قاد سيارته عائدًا إلى هتشينغ غاردن ووقف أمام الباب 302 طويلاً
أراد أن يرفع يده ليطرق الباب عدة مرات ، لكنه في النهاية
تراجع خطوتين ودخل إلى منزله
من الغرفة الثانية ،
تُسمع أصوات خافتة مبهجة من كرتون
{ ربما … جيانغ يو يشاهد التلفاز }
جلس بيان تشنغ في غرفة المعيشة ، رتب أفكاره لفترة ،
وقرر التحدث إلى صديقه الطفولي غير الموثوق به
وصل سونغ يوتشي بسرعة ، وما إن دخل حتى نظر حوله
وسأل عن مكان زوجته القانونية
أجاب بيان تشنغ : “ لا يزال بالمنزل المجاور "
نظر إليه سونغ يوتشي كما لو أنه مجنون : “ لقد تذكّر كل شيء بالفعل .
في هذه المرحلة ، كان يجب أن تكونوا إما في شجار كبير أو
تبكون في أحضان بعضكم البعض .
كيف انتهى بك الأمر مجرّد العودة إلى المنزل ؟”
: “ أنا مرتبك بعض الشيء .”
: “ هذا نادر ،” جلس سونغ يوتشي وسأل : “ مرتبك بشأن ماذا ؟”
ظل بيان تشنغ صامتًا لفترة ، ثم فجأة ، بنبرة مليئة
بالاستياء ، قال : “ ما خطبه ؟”
أُصيب سونغ يوتشي بالحيرة : “ هاه… هل هذا بسبب…؟”
بيان تشنغ : “ جربت العديد من الطرق ،
شغّلت له الأغنية التي استمعنا إليها عند لقائنا الأول ، فلم يتذكر ؛
أرسلت له صورة لوادي الغراند كانيون ، فلم يتذكر ؛ ch19
ذهبت إلى الجناح الذي أقمنا فيه ، فلم يتذكر .
لكن في اللحظة التي ذكرت فيها سبعمئة دولار ، تذكّر !”
صوته مليئ بالإحباط المكبوت : “ هذا الزواج أقل أهمية
بالنسبة له من سبعمئة دولار !
هل تزوّجني من أجل سبعمئة ؟”
ردّ سونغ يوتشي : “ من قال ذلك ؟
من الواضح أنه فعل ذلك ليغضب حبيبه السابق ”
صمت بيان تشنغ
نادرًا رأى سونغ يوتشي هذا التعبير المؤلم على وجه بيان ،
وشعر بدافع قوي لتصوير هذه اللحظة
بعد فترة طويلة ، تحدث بيان تشنغ أخيرًا : “ صحيح ،،،
لقد فعل ذلك من أجل حبيبه السابق .”
التقط الهاتف وطلب الرقم
لسبب ما، شعر سونغ يوتشي بأن شيئًا سيئًا على وشك الحدوث ؛ كان صوت رنين الهاتف يبدو وكأنه العد التنازلي
لقنبلة موقوتة
بعد بضع ثوانٍ، وضع بيان تشنغ هاتفه مجدداً وهو عابس :
“ هل لا يزال يتحدث مع شخص ما؟”
قال سونغ يوتشي بغيظ : “ أوه ، ربما يكون حبيبه السابق.”
ألقى عليه بيان تشنغ بنظرة
لم يرَى سونغ يوتشي يومًا هذا التعبير البارد على وجهه
وفجأة، قبل أن يقوم ويهرب ، رنّ هاتف بيان تشنغ
تحول انتباهه فورًا نحو الهاتف
ألقى سونغ يوتشي نظرة على الشاشة ثم جلس مجدداً
بينما بيان تشنغ على المكالمة ، سحب سونغ يوتشي هاتفه
بخفة وأرسل رسالة :
[ عزيزي ، أعتقد أن شيئًا كبيرًا على وشك الحدوث بين هذين الاثنين .]
وجاء الرد سريعًا :
[ مجدداً ؟؟؟]
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق