Ch39 | IOWY
كان يان لان لا يتدخل في شؤون يانغ شياولي،
حتى حين كان يخرج متنكّرًا بملابس نسائية خلال العطل،
لم يعترض قط
ولم يكن يعرف متى بدأ ذلك بالضبط،
لكنه يتذكر أن الأمر بدأ يُكشف أمامه في صيف السنة الأولى من الجامعة ،
حين فتح يانغ شياولي أمامه حقيبة سفر كانت مكدّسة في
زاوية الغرفة منذ انتقل للسكن، فتح القفل الحديدي أولًا
بالمفتاح الصغير ، ثم أدخل الرقم السري لقفل الأمان،
وتحت طبقات الحماية تلك، كانت الحقيبة ممتلئة بالكامل بالتنانير
وبمنتهى الثقة والراحة ، بدأ يانغ شياولي بتجربة الفساتين،
وضع مساحيق التجميل، ارتدى الشعر المستعار، حتى أنه
أخرج وسائد ناعمة يضعها على صدره لتكوين شكل أنثوي،
وخلال وقت قصير ، تحوّل أمام يان لان إلى فتاة جميلة
طوال عملية التغيير ، لم ينبس ببنت شفة ، وفقط حين
انتهى من تجهيز نفسه، استدار إليه وابتسم ابتسامة ساحرة وقال :
“ مومو هل أبدو جميلة ؟”
أخرج يان لان دفتره وكتب له:
[ جميلة جدًا ، أنت رائع ]
يانغ شياولي كان قد توقّع هذا الجواب ، ولم يتفاجأ ،
بل على العكس ، كان يعلم أنه سيحصل عليه ،
ولهذا فقط سمح له أن يرى هذا الجانب الخفي منه
منذ ذلك الحين ، كان يان لان يرى زميله في السكن يرتدي
ملابس نسائية خلال العطلات ،
أحيانًا يُعرّف نفسه باسم “لي لي”، وأحيانًا “نانا”
ثم يغادر سكن الطلاب الهادئ بكعبه العالي
يان لان كان يعرف أيضًا أن زميله كانت لديه “علاقات” أثناء تنكره ،
فقد كان يعود أحيانًا بعد المواعدة ليشكو له قائلًا :
“ ذلك ‘الحبيب’ أراد تقبيلي ، لحسن الحظ تذرّعت بشيء وهربت ”
وغالبًا ، بعد شكوى كهذه ، لا يعود يخرج بملابس نانا لعدة أيام ،
وينتهي الأمر بالانفصال عن ذلك ' الحبيب '
كان يان لان يعتني به، لكنه يحترم خصوصيته،
فلا يسأل كثيرًا
لم يعرف لماذا يحب التنكّر ،
أو لماذا يتصرّف بهذه الطريقة ، يواعد ثم يترك ،
وكأن كل شيء يفعله يخضع فقط لمزاجه ورغباته ،
دون أي حساب للعواقب
ولأنه لم يكن يتحدث ، لم يكن يان لان يسأله
لكن بيان شيانيانغ كان مختلفًا تمامًا
فقد جعله يكسر قاعدته القديمة ويخرج بزيّ نانا خارج
العطلات ، بل ويوافق على أن يُقبَّل
وهاتان النقطتان وحدهما تكفيان لإثبات أن يانغ شياولي
يشعر تجاهه بشيء حقيقي
ولهذا لم يستطع يان لان أن لا يقلق
لكن يانغ شياولي بدا غير مبالٍ
في طريق العودة إلى السكن ، أخرج من بين الشجيرات
معطفًا مطريًّا أسود ، ارتداه ولفّ رأسه بإحكام ،
ثم صعد مع يان لان إلى الطابق
وما إن دخلا الغرفة ، حتى سارع بنزع المعطف قائلًا:
“ معطف سخيف ، كنت سأختنق !”
أغلق يان لان الباب وأدار القفل ،
ونظر إلى الحقيبة المفتوحة الملقاة على الأرض ،
ومساحيق التجميل المبعثرة على الطاولة من ظلال عيون
وأحمر شفاه وكريم أساس
لم يستطع إلا أن يكتب له على الورقة :
[ هل قال لك فجأة إنه سيأتي ؟ ]
يانغ شياولي:
“ لا يمكن القول إنه جاء فجأة بالضبط ، جدول أعماله
انتهى مبكرًا اليوم ، فقال إنه يود رؤيتي ، فمرّ عليّ ]
وبالنظر إلى حقيبة السفر المفتوحة على الأرض ،
بدا أن يانغ شياولي قد تردّد في البداية بشأن ارتداء الفستان ،
لكنه في النهاية ، غلبه عقله ، فاختار ارتداء ملابس رياضية بدلًا منها
تنهد يان لان بعمق ، وقد بدا عليه الحيرة الشديدة ،
فسأل يانغ شياولي ـ ونادرًا ما يفعل ذلك ـ عن شؤونه الخاصة :
[ ما الذي بينك وبينه بالضبط ؟ ]
أجابه يانغ شياولي بلا مبالاة:
[ بسيطة ، ليست معقدة كما تظن ،
أضفنا بعضنا على وتيشات، وتبادلنا بضع كلمات ]
حدّق يان لان فيه، مترددًا في الحديث، لكنه في النهاية كتب:
[ بضع كلمات فقط ؟ ومع ذلك أخبرته أنك طالب في
كلية الفنون ، بل وتبادلتما قبلة أمام بوابة الجامعة ؟ ]
جلس يانغ شياولي على الكرسي وقد لفّ ساقيه ، وأجاب بدلال:
“ قال إنه يحبني ! يعني ، مهما حصل ، لا أخسر شيئًا .
إنه بيان شيانغيانغ! لا أريد أن أرفضه ”
كتب يان لان:
[ أنت قلت بنفسك سابقاً : الحب ليس قبلة وينتهي الأمر ]
ضحك يانغ شياولي وبدأ يزيل مكياجه أمام المرآة بينما يقول :
“ أعرف يا مومو… أنت طيب وبريء ...
تظن أنه سيحب ‘نانا’ إلى الأبد ؟
لا شيء يستمر بهذه المثالية . الحب مجرد لحظة ،
ومَن يعيش في عالمٍ مثل عالمه ، سيملّ من نانا يومًا ما، لا محالة ….”
ثم أكمل وهو يربت بلطف على وجهه بالمزيل :
“ أنا لا أبني آمالاً زائفة ...
صحيح أنني معجب به، مع أنه أصغر مني ،
لكنه فاجأني حقاً في رجولته ….
طالما هو يحب نانا ، فأنا أظهرها له ،
وإذا أراد تقبيلي فلا بأس ،
سأعتبره ردًا للجميل على مساعدته لي في الفندق وقتها .”
عند هذه النقطة ، وضع يان لان الورقة والقلم جانبًا بصمت
نظر إليه يانغ شياولي من خلال المرآة وقال بابتسامة لطيفة:
“ شكرًا لك يا مومو … أعلم أنك قلق علي .”
أومأ يان لان برأسه ، ثم اتجه نحو الحمام ليغسل يديه ،
وبعدها عاد ليساعده في ترتيب أدوات التجميل المبعثرة
في هذه الأثناء ،
وبعد أن انتهى يانغ شياولي من إزالة مكياجه ،
تلقى رسالة على وتيشات من بين شيانغيانغ:
[ باوبي ( حبيبي ) لقد وصلت إلى المنزل .]
احمر وجهه من شدة المفاجأة ،
فلم يكن يتوقع أن يغيّر لقبه بهذه السرعة ،
لكنه خبّأ هاتفه وكأن الأمر لا يعنيه ، واستمر في ترتيب أدواته
وبعد لحظات ، عاد ليتفقد الهاتف فوجد رسالتين جديدتين:
[ مشغولة ؟]
[ باوبي لما لا تردّين ؟]
أخيرًا لم يستطع كبح نفسه ، فردّ عليه :
[ كنت أزيل المكياج للتو ~]
فأجابه بين شيانغيانغ بسرعة:
[ الحمدللإله ، ظننت أنك ندمتِ .]
ردّ عليه يانغ شياولي:
[ ولِمَا أندم ؟]
: [ خشيت أن تظني أن الأمور تسير بسرعة ،
فهذا لقاؤنا الرابع فقط .]
: [ أنا لا أندم .]
: [ هل فهمتِ ما قلته قبل قليل ؟]
: [ أنت تسأل بعد ما قبلتني ؟]
: [ هههه ~ خفت فقط أن تظني أنني لا أقصد الأمر بجدية .]
: [ لا تقلق ، أعلم أنك أُعجبت بي من النظرة الأولى ،
وأنا على أية حال لا أكرهك .]
: [ فقط لا تكرهينني؟]
: [ يا فتى، لا تكن جشعًا.]
: [ باوبي ، أنتِ لا تكبرينني سوى ببضع سنوات .]
حينها فقط أدرك يانغ شياولي أنه لا يستطيع مقاومة
نبرة هذا ' الحبيب الشاب ' حين يناديه “باوبي”،
شعر كأن مئة أرنب تركض في قلبه وتقيم حفلة صاخبة
هذا الإحساس لم يشعر به مع أي ' حبيب ' سابق ،
كان من المؤكد أنه كان سيستثقل مثل هذه الألقاب
المُغرقة في الحلاوة ، لكنه لم يشعر بأي نفور عندما ناداه
بها بيان شيانغيانغ
بل وجد الأمر لطيفًا ، بل وأفضل مما كان يتوقع
بالفعل ، لا بد للمرء أن يقع في حب شخص من النوع
الممتاز ؛ فهو مفيد للنفس والروح، حتى إن لم يكن الأمر جديًا، فهو ممتع
————————-
في يوم سبت ، في نهاية الشهر ،
وهو اليوم الموعود لحفل الغناء ،
خرج يانغ شياولي من المنزل في الظهيرة وهو يحمل حقيبة ظهر كبيرة ،
وذهب إلى فندق صغير حجز فيه غرفة بالساعة ليتجهز ،
يضع مكياجه ويرتدي الفستان
خلال ذلك، لم يتوقف بيان شيانغيانغ عن إرسال الرسائل له
عبر ويتشات، يسأله إن خرج، ثم يسأله أين هو، وكأنه
متلهف جدًا لرؤيته
لكن يانغ شياولي لا يحب أن يُزعجه أحد أثناء وضع المكياج،
فوضع هاتفه على الوضع الصامت،
وأخذ وقته في وضع العدسات اللاصقة وظلال العيون بهدوء ،
وبعد أن أنهى استعداده ، خرج وركب سيارة أجرة
كانت التذكرة التي أعطاها له بيان شيانغيانغ لمقعد VIP،
وعند دخوله قاعة العرض بعد التحقق من التذكرة ،
جلس بصمت في أحد أفضل أماكن المشاهدة القريبة من المسرح
وكان محاطًا بفتيات في مثل عمره تقريبًا ،
وكل واحدة منهن تحمل كاميرا باهظة الثمن ،
بدا له أنهن جميعًا من ' الستاشنز '
( معجبات يدعمن النجوم بجدية وينشرن صورهم)
لم يمر وقت طويل بعد دخوله حتى بدأ العرض
عينيه لمعت مثل مصباحين وهو يحدق بتركيز نحو من يقف على المسرح
لوّح بعصا الإضاءة ليشجّع بيان شيانغيانغ، وتبادلا نظرات عفوية
بعد انتهاء الحفل، توجّه إلى فندق كايزبن حسب العنوان
الذي أرسله له بيان شيانغيانغ،
فقد كانت الشركة ستقيم حفلة احتفال هناك تلك الليلة
حين وصلت سيارة الأجرة إلى الفندق،
تفاجأ يانغ شياولي بجمهور من المعجبين الذين وصلوا
جماعات فور تلقيهم خبر تجمع النجوم هناك،
لكنه استطاع بحنكة أن يتجاوزهم ويتسلل باتجاه الباب
الخلفي للفندق،
إلا أن هاتفه رن فجأة، وكانت المكالمة من [ يانغ زاي ]
( لقب بيان شيانغ يانغ على هاتفه / يعني الفتى يانغ ' لقب تدليل )
تردد قليلًا ثم أجاب ، ولم ينسى أن يبدّل صوته إلى نبرة نانا :
“ألو؟”
: “ أين أنتِ ؟”
: “ أنا أمام الفندق، وصلت للتو .”
: “ حسنًا ، ادخلي من الباب الرئيسي ، مساعدي سينزل
ليعطيك بطاقة الغرفة .”
ظنّ يانغ شياولي أنه سمع خطأ :
“ ماذا ؟”
أجابه : “ مساعدي سيعطيك بطاقة الغرفة ، إنه شاب ،
يضع نظارات بإطار أسود ، ويرتدي قميصًا مُقلمًا.”
توقف يانغ شياولي عند حافة أحواض الزهور غير قادر على
التحرك وسأل بتوتر:
“ هل من المسموح أن يعرف أحد من شركتك عن أمرنا ؟”
ردّ عليه بثقة :
“ مساعدي هو ابن خالي ،
لا بأس أن يعرف .
هيا تعالي بسرعة، أنا بانتظارك .”
أغلق يانغ شياولي الهاتف وهو لا يزال يشعر بالقلق،
تردد للحظة،
لكنه في النهاية قرر أن يسلك الباب الرئيسي للفندق
وبينما يتساءل إن كان سيتمكن من الدخول بهذه السهولة،
أوقفه الأمن عند الباب فجأة :
:،“ توقف…!”
بدأ عقله يعمل بسرعة محاولًا التفكير في طريقة للرد أو
الخروج من الموقف،
لكن فجأة، خرج شخص من بهو الفندق راكضًا باتجاهه وهو ينادي :
“ نانا !”
نظر يانغ شياولي ورجلا الأمن معًا نحو الشخص القادم
كان شابًا يضع نظارات ذات إطار أسود ، أبرز بطاقة عمله ،
ثم قاد يانغ شياولي بسلاسة إلى داخل الفندق
تابعه يانغ شياولي بدهشة وهو يدخل المصعد ،
ولم يتمالك نفسه من السؤال :
“ كيف عرفت أنني نانا ؟”
ضغط المساعد على زر الطابق وقال :
“ شيانيانغ أراني صورتك .”
أومأ يانغ شياولي بفهمٍ،
فالرقم الذي أضافه بيان شيانيانغ على ويتشات هو حسابه
الفرعي الذي يستخدمه عندما يتنكر كفتاة ، وفعلاً ، كان
يحتوي على صور سيلفي
قاد المساعد ـ وهو ابن خال بيان شيانيانغ ـ يانغ شياولي إلى
الطابق الثالث عشر، وما إن فُتحت أبواب المصعد حتى
ناوله بطاقة غرفة :
“ آخر غرفة في الممر جهة اليسار ”
تلقى يانغ شياولي البطاقة وقد امتلأ ذهنه بأفكار مثل
{ إنه جريء جدًا ،
جريء بشكل لا يُصدق! ألا يخاف أن يُكشف أمره؟! }
خلال عبوره للممر كان لا يستطيع منع نفسه من تفقد
كاميرات المراقبة واحدة تلو الأخرى،
{ حقًا… ألا يخاف من أن يُصوَّر ؟! }
وصل يانغ شياولي مرتجفًا إلى نهاية الممر ،
مرر البطاقة على قفل الباب وفتحه ،
لكنه ما إن دفع الباب حتى ارتدّ للخلف من المفاجأة
كان بيان شيانيانغ واقفًا في الغرفة ، التفت فور رؤيته وقال بنبرة حنونة :
“ لقد تأخرتِ باوبي ”
ردّ عليه يانغ شياولي مذعورًا ، وأغلق الباب بقوة وأشار إليه وهو يتلعثم:
“ ق، ق، قف مكانك ! لا تقترب !”
توقف بيان شيانيانغ حيث هو ونظر إليه باستغراب:
“ ما الأمر؟”
صرخ يانغ شياولي بتوتر :
“هل… هل فقدت عقلك ؟!
ماذا لو اكتشف أحد الأمر ؟!”
أجاب بيان شيانيانغ:
“ اكتشف ماذا ؟”
يانغ شياولي:
“ ألا تخضع شركتكم لرقابة على علاقاتكم العاطفية ؟!
ألسنا في علاقة سرية ؟!”
هزّ بيان شيانيانغ رأسه وقال بهدوء:
“ ولِمَ يجب أن تكون علاقتنا سرّية ؟
أنا أواعدك بنيّة الزواج ”
: “ هاه؟!”
نظر إليه بيان شيانيانغ باستغراب:
“ ألم أخبرك من قبل ؟”
قال يانغ شياولي مذهولًا :
“ أخبرتني ماذا ؟”
: “ قلت لك إنني وقعت في حبك من النظرة الأولى ،
وإنني أريد أن أكون معك .”
: “ وما علاقة ذلك بالزواج ؟!”
ردّ بيان شيانيانغ بسؤال هادئ:
“ ألا تريدين أنت أيضًا الزواج ؟”
شعر يانغ شياولي أنه لم يعد قادرًا على مواكبة طريقة تفكيره، فقال:
“ تمهّل… دعنا نرتّب الأمور من البداية ….
هذه هي المرة الخامسة التي نلتقي فيها .”
: “ صحيح .”
: “ وفي المرة الرابعة قلتَ إنك تحبني،
والآن، في المرة الخامسة، تقول إننا نواعد بعضنا بنية الزواج ؟!”
: “ نعم ”
حدّق فيه يانغ شياولي وكأن أمامه مخلوق غير منطقي تمامًا :
“ لماذا… لماذا تريد الزواج بي؟!”
فأجابه بيان شيانيانغ بكل بساطة وصدق :
“ لأني معجب بك . أُعجبت بكِ من أول مرة رأيتك فيها .”
يتبع
( باوبي تُقال للذكر والأنثى )
وللتنويه وقت المحادثات وجهاً لوجه بيان يستخدم ضمير مو محدد الجنس نفس شياولي
بس في رسائله يستخدم التأنيث
تعليقات: (0) إضافة تعليق