القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch40 | DSYOM

+حجم الخط-

 Ch40 | DSYOM



[ ليس كل ما يلمع ذهبًا ]


وُلد وين دي في مقاطعة سونغتاي —-

من الناحية الجغرافية ، تحدّ سونغتاي من الشرق كلٌّ من 

جيانغسو وتشجيانغ وشنغهاي، 

بينما يجاورها من الغرب جبل جيوهوا


ولا يفصلها عن الحزام الاقتصادي الأكثر ازدهارًا في البلاد 

سوى نهر واحد ، 

ومع ذلك لم تتخلّص من لقب ' المقاطعة الفقيرة ' إلا قبل 

خمس سنوات فقط


في كل عام عند عودته إلى المنزل ، 

كان وين دي يستقلّ أولًا القطار السريع من بكين إلى 

عاصمة المقاطعة، ثم يغيّر إلى المترو ليصل إلى محطة 

الحافلات، ومنها يركب حافلة طويلة المسافة إلى مقاطعة سونغتاي


بعد ذلك، يستقل حافلتين محليتين ليصل إلى مدخل 

القرية ، ثم يجرّ حقيبته سيرًا حتى يصل بيته


وعلى الرغم من طول الرحلة ومشقّتها، 

إلا أنّ كل ذلك التعب يزول في اللحظة التي يصل فيها إلى 

البوابة القديمة ذات اللون البني المحمّر الباهت، 

ويسمع أصوات جديه المتحمّسة ترحّب به


قالت عجوز ذات شعر فضي كثيف وهي تخرج لاستقباله:

“ آيا! لقد عاد آ-باو !”


تشنّف وجه وين دي بحرج؛ فعلى الرغم من أنّه بلغ 

السادسة والعشرين، إلا أنّ جدته لا تزال تصرّ على مناداته بالاسم الذي كانت تستخدمه له في طفولته 


لم يكن يمانع حين يكون الأمر مقتصرًا على أفراد العائلة، 

لكن في كل مرة يتواجد فيها ضيوف، كان الأمر محرجًا 

للغاية أن يُنادى بـ “آ-باو” وهو رجل بالغ ( آ-باو = يا كنزي ، ياجوهرتي الثمينة )


كان يحمل حقيبته ولم يكد يدخل بعد، 

حتى سحبته جدته إلى عناق قوي، و عبثت بشعره حتى صار أشعث


قالت وهي تتفحّصه من رأسه إلى أخمص قدميه:

“ آيا ، لماذا نحفت مجددًا ؟ 

هل الدراسة شاقّة إلى هذا الحد ؟”


اعترض وين دي:

“ ليست صعبة ! لقد ازددت وزنًا في الحقيقة ، 

لكنك دائمًا تطرحين ثلاثة كيلوغرامات من وزني في كل مرة !”


تجاهلت إنكاره تمامًا وقالت بقلق :

“ هل الطعام في بكين غالٍ لدرجة أنك لا تستطيع أن تأكل جيدًا ؟ 

يجب أن تنفق على نفسك ، لا تفكّر دائمًا في إرسال المال إلى البيت…”


ضحك وين دي وهو يرد:

“ وجبة الكافتيريا بعشرين يوان تُشبعني، حقًا لم أنحف!”


ظلّا واقفين عند الباب يتحدثان لبعض الوقت، 

ثم سحبته جدته إلى الداخل


منزل العائلة في قريته عبارة عن مبنى مستطيل طويل من طابق واحد ، 

مقسّم إلى صفّين ، وكل صف فيه ثلاث غرف مفصولة 

بألواح خشبية


في المقدّمة ، الغرفة اليسرى لعائلة عمّه ، 


واليمنى لعائلتهم ، 


أما الوسطى فكانت مخصّصة لتناول الطعام


وفي الخلف ، الجهة اليسرى — الحمّام ، والوسطى المطبخ، 

واليمنى غرفة نوم الجدّين


جرّ حقيبته إلى غرفته الخاصة


مساحتها عشرة أمتار مربّعة فقط، 

وفيها سريران محشوران بجانب بعضهما، ومكتب وخزانة، 

ولم يجد مكانًا لحقيبته سوى أن يدفعها بركلة تحت السرير


لم يكن قد فكّ حقيبة ظهره بعد حينها دخلت جدته تحمل 

وعاءً من حساء الدجاج


كان عظم ساق الدجاجة في الوسط ، و بيضتان مسلوقتان


بدأ العرق يتصبّب من رأس وين دي، لأنه يعاني من 

حساسية تجاه حساء الدجاج الذي يُقدَّم عادة في عيد الربيع


قالت جدته وهي تضع الوعاء على الطاولة :

“ ذبحه جدّك هذا الصباح بيده ، 

دجاجة رُبّيت على العلف النباتي ، 

طعمها يختلف تمامًا عن دجاج المدينة .”


أمسك وين دي بالوعاء ، وهو يأكل فخذ الدجاجة الريفيّة


جلست جدته إلى جوار السرير ، تحدّق فيه بعينين ممتلئتين بالاهتمام


سأل وين دي : “ كيف كان بيع الخضار هذا العام ؟”


: “ لا أعلم ماذا حصل ، كانت رخيصة إلى حدّ يوجع القلب!” 

ضربت جدته فخذها وتابعت : “ جدّك وأنا حملنا عربة 

كاملة إلى المقاطعة ، ولم تُباع إلا بثلاثين يوان فقط ! 

الخضار في بكين غالية ، أليس كذلك ؟”


حين لم يكن وين دي يذهب إلى الجامعة في العطل ، 

كان أحيانًا يشتري الخضار من السوق القريب


فكّر قليلًا ثم قال : “ في الشتاء ، الخضار الورقية يصل 

سعرها إلى نحو خمسة يوان للنصف كيلو .”


اتّسعت عينا جدته مثل جرسين نحاسيين : “هذا كثير جدًا!” 

ثم بدأت بالثرثرة: “ الفلفل في الدفيئة لم يُباع ، 

ولا أعلم كم منها تعفّن في السوق . 

صنعتُ جرّتين من صلصة الفلفل الحار ، خذ بعضًا منها معك عندما ترحل…”


أومأ وين دي وهو يمزّق لحم الفخذ


لم يكن لديه الكثير ليقوله مع جديه، لذا في كل مرة يعود 

فيها إلى المنزل ، لا يتحدّثون سوى عن أسعار الخضار 

وثلاث وجبات الطعام اليومية


بعد أن تذمّرت قليلاً من بَذَخ المدينة الكبيرة ، 

نظرت جدته إلى ساعة غرفة الطعام وتمتمت عن سبب 

تأخر والدي وين دي في العودة ، 

فقد كانا قد خططا لإغلاق المِحل باكرًا اليوم


كان والداه يبيعان الفطور في المقاطعة عبر عربة متنقّلة


وبعد ادخارٍ دام أكثر من عشر سنوات ، تمكّنا أخيرًا من شراء 

محل تجاري صغير حين كان وين دي في الثانوية



مساحته نحو عشرين مترًا مربعًا ، 

له طابقان يفصلهما جدار داخلي ؛ 

الطابق الأول للمحل حيث يبيعان الفطور ، 

أما الطابق الثاني فقد جعلوه غرفة نوم ،

وباستثناء العطلات ، كانا ينامان هناك عادةً


سأل وين دي : “ كيف هو البيع مؤخرًا ؟”


هزّت جدته رأسها ولوّحت بيديها : “ ليس جيدًا ، 

فطائر السمسم المخبوزة لم تعد تُباع كلها…”


ثم بدأت بالثرثرة مجددًا ، تحكي أنّ بيت عمة وين دي قد هُدم ، 

وحصلوا على عدة شقق وحتى تعويض يزيد عن مئة ألف يوان


لكن في قريتهم لم يحدث شيء


ولزيادة مساحة التعويض، أخذ الجيران يوسّعون ساحاتهم، 

ومع ذلك لا أخبار حتى الآن


لم يعرف وين دي ما يقول


فموقع القرية سيّئ للغاية ، ولا يستحق أن يدخل خطة 

الهدم من الأساس


وبينما يواصلون الحديث عن شؤون العائلة ، 

دوّى فجأة طرقٌ قوي على الباب الأمامي


وعندما فتحوه ، كانت جارتهم الجدة تشانغ واقفة وهي 

تحمل سلّة من البيض الطازج، 

مغطّاة بطبقة من الفجل الأبيض، 

قائلة إنهم قطفوها للتو من الحقل


فأخرجت جدته دلوين صغيرين من صلصة الفلفل الحار—

والدلو أصلاً علبة كبيرة لحلوى شيو فو جي—وأعطتهما لها


حدّقت الجدة تشانغ في وين دي، 

ثم قالت بدهشة وهي تربّت على ذراعه: “أهذا حفيدك 

الأكبر، الذي دخل تلك الجامعة في بكين ؟”


اعتدلت جدته في جلستها وبدن وكأنها أطول بعدة 

سنتيمترات فجأة : “ نعم ! بل إنه يُكمل الدكتوراه الآن !”


قالت الجدة تشانغ بإعجاب : “ هذا أمر عظيم ، 

سيجني أموالًا طائلة في المستقبل . أنتم محظوظون فعلًا !”


ابتسمت جدته بفخر ، تغمرها السعادة


تنهدت الجدة تشانغ: “ أما ابننا فلم يكن جيّدًا في الدراسة. 

حين يعود، سندعه يأتي ليتعلّم من حفيدك. 

فالفنغ شوي عندكم رائع ! ( طاقة المكان ) 

لم يحدث أن دخل أحد من القرية مثل هذه الجامعة المرموقة . 

وعندما يصبح مسؤولًا رفيع المستوى في المستقبل ، 

عليكم أن تدعونا إلى وليمة لنشارككم البركة .”


ارتجف قلب وين دي حين سمع ذلك.

{ ما فائدة أن أجني الكثير من المال وأصبح مسؤولًا رفيعًا ؟… 

راتبي الشهري لم يتجاوز 5400 يوان ، 

وحتى إن دخلت الوسط الأكاديمي مستقبلًا ، 

فلن يكون أمامي سوى راتب منخفض وضغط مرتفع ... 

يا جدة ، هذا النوع من “الحظ” ليس ما أريده ! }


بعد أن تبادلَت معه نظرة إعجاب، غادرت الجدة تشانغ، 

لتأتي العمة لي بدورها


كانت عائلة العمة لي قد حفرت بركة للأسماك ، 

فجاءت تحمل سلّة من أسماك الشبوط الفضي


فذهب دلوين آخرين من صلصة الفلفل الحار


قالت العمة لي، التي درست سنتين في المدرسة وكانت تمتلك حصيلة لغوية أغزر : “ آيا، طالب متفوّق من جامعة T! 

ستصبح في المستقبل نخبة في مجالك ، تكسب الملايين سنويًا !”


في منتصف الشتاء بدأ العرق يتصبّب من جبين وين دي


بعد جلسة المديح من الجدة تشانغ، 

وكلمات الإطراء من العمة لي، 

صار محاطًا بملصقات مثل ' طالب متفوق ' و ' ثريّ المستقبل ' 


في ووداوكو الطلاب من جامعتي بكين وتسينغهوا كثير جدًا ،

لدرجة أنه لو رميت حجرًا عشوائيًا، سيصيب على الأقل ثلاثة منهم ،

لكن في قرية سونغتاي لم يهبّ عليها بعد رياح ' التضخم الأكاديمي' 

لذا ظلّ الجيل الأكبر يتعامل معه كجوهرة نادرة 


شعر وين دي بالندم العميق


{ لو كنت أعلم مسبقًا ، لما سمحت لعائلتي بإشعال المفرقعات على مدخل القرية يوم قُبلت في جامعة T


الآن، أينما ذهبت لم أعد أرغب في ذكر أنني من تلك الجامعة ، خوفًا من المديح ، والتوقعات ، 

والأسوأ من ذلك—الافتراضات … الافتراضات هي الأكثر رعبًا !! }


———



على مائدة العشاء لحم وخضار معًا


جدته في المطبخ تشعل الموقد وتقلي السمك حتى تنتشر رائحته الشهيّة


أما وين دي فجلس في الفناء، 

يرمي أوراق الخضار للدجاجات داخل الحظيرة المصنوعة 

من الخيزران، يتأملها وهي تمد أعناقها وتتمايل في مشيتها بفخر


اهتز الهاتف في جيب بنطاله 


أخرجه ونظر إلى إشعار رسالة جديدة في الأعلى


تردد لحظة ثم ضغط لفتحها


لقد أرسل له بيان تشنغ صورة


وحين فتحها، كانت صورة لملصقات عيد الربيع


الجار الميت: [ علّقتها ]


ظل وين دي جاثيًا وقتًا طويلًا حتى خَدِرت ساقاه


نهض، حرّكهما قليلًا بركلة، 

ثم دار جولة حول حظيرة الدجاج مع الديك، وأخيرًا ردّ ببرود: [ أوه ]


ظهر مؤشر ' الطرف الآخر يكتب… ' لفترة طويلة ، 

وعلى الرغم من أنه لم يرَى صاحبه ، 

إلا أنّ وين دي استطاع أن يتخيل وجه بيان تشنغ المليء بالتردد ، 

وبعد بضع ثوانٍ، كتب الجار الميت ببطء : 

[ أحضرت لك أيضًا هدية عيد الربيع ]


ظل وين دي متماسكًا : [ أوه ]


الجار الميت : [ أعطني عنوانك لأرسلها إليك ]


{ إذن هذا ما كان الأمر كله عنه }

[ انتظرني حتى أعود بعد العيد ، ثم أعطني إياها .]


الجار الميت: [ إذن لن تُعتبر هدية رأس السنة .]


{ ما هذا الهوس بالتعريفات ؟ وسواس قهري ! }


الجار الميت: [ ستعجبك بالتأكيد .]


قضم وين دي ظفره { هل يمكن أن يعرف هذا الشخص 

' منخفض الذكاء العاطفي ' فعلًا ما الذي يعجبني ؟ }

[ ما هي ؟]


الجار الميت : [ ستعرف عندما تراها . فقط أعطني عنوانك .]


الفضول طبيعة بشرية

تردّد وين دي قليلًا، 

ثم أرسل عنوان متجر والديه


لم يكن في القرية مركز شحن، 

لكن مقابل متجر والديه للفطور كان يوجد واحد، 

وكان وين دي عادةً يستلم طروده من هناك


بعد أن أرسل العنوان، 

عاد ليتأمل صورة ملصقات عيد الربيع


{ هذا الرجل يملك حقًا الجرأة ليعلّقها }


ظلّ يحدّق بها لبعض الوقت، ثم فجأة لاحظ أمرًا غريبًا—

اللفافة الأفقية بدت غير طبيعية


أرسل وين دي رسالة متحيّرًا : [ لماذا توجد كل هذه الأزهار 

والنباتات على اللفافة الأفقية ؟]


الجار الميت: [ آوه جيانغ يو قال إن الخط بدا قبيحًا جدًا ، 

فأضاف له إطارًا زخرفيًا .]


صمت وين دي للحظة ، ثم خرج من ويتشات نادمًا على سؤاله قبل قليل


{ لم يكن عليّ أن أبادر بالكلام معه ، 

وبالتأكيد لم يكن عليّ أن أعطيه عنواني ! 


ما الأشياء الجيدة التي يمكن أن يهديها لي هذا الرجل ؟ 

سيكون من المعجزات إن لم يُفقدني عقلي !!! }


تأمّل هاتفه وسط قوقأة الدجاجات ، يعضّ على أسنانه ، 

حينها ظهرت فجأة رسالة جديدة في مجموعة QQ الخاصة 

بمدرسته الإعدادية


[ هل سيعود الجميع في عيد الربيع؟ 

لقد مرّ عشر سنوات على التخرج ! لما لا نلتقي ؟]


[ نلتقِ، نلتقِ ، نلتقِ . من يستطيع القدوم فليعلن .]


امتلأ القروب بدردشة جماعية متحمسة


كان وين دي قد درس في مدرسة المقاطعة الإعدادية الأولى ، وهي الأفضل في المنطقة ، 

لكن معدل القبول في الجامعات الرئيسية كان منخفض جدًا


بعد التخرج بقي معظم زملائه في المنطقة المحلية ، 

لذا كان من السهل أن يجتمعوا


وربما لأنهم لاحظوا أنه متصل ، فقد أشار إليه أحد أصدقائه 

من الإعدادية : [ @وين دي الإله وين هل ستأتي ؟]


ابتسم وين دي بمرارة لهذا اللقب القديم : [ سآتي ، سآتي ، سآتي ]


على الفور انفجر القروب برسائل :


[ واو، السنباي وصل ، افسحوا الطريق ]


[افتحوا الباب للسنباي ]


[امسحوا الأرض للسنباي ]


[أشعلوا سيجارة للسنباي ]


شعر وين دي بالحرج وتجاهل لقب “السنباي”، وسأل: [أين سنلتقي؟]


اقترح أحدهم: [يوجد مطعم هوت بوت جديد في شارع رنمين ، 

بجانب متجر RT-Mart. جربته ، ليس سيئًا .]


وافق الجميع، وتم تحديد المكان


وبعد نقاش طويل حول الوقت ، استقروا أخيرًا على ليلة رأس السنة القمرية


منذ المرحلة الثانوية انقطع وين دي عن سونغتاي، 

ولم يعد إليها إلا في رأس السنة


أما أصدقاؤه القدامى، فقد مرّت سنوات طويلة دون أن يلتقوا


لقد مضت عشر سنوات، وكان فضوليًا ليرى كيف صار حال الجميع


لكن مع الفضول جاء شيء من القلق—{ ماذا لو كانوا جميعًا أفضل حالًا مني ؟ }


كلما فكّر بالأمر ، ازداد اقتناعه بذلك


فقد رأى في وقت سابق على لحظات ويتشات زميلًا له 

تخرج من جامعة من الدرجة الثانية في تخصص 

الإلكترونيات، وهو الآن يعمل مهندسًا في عاصمة المقاطعة 

براتب سنوي يقارب 300 ألف يوان


ومهما نظر ، فمستقبل زميله بدا أكثر إشراقًا من مستقبله


فجأة شعر بالندم ؛ { كان عليّ أن أتظاهر بأنني لم أرى 

الرسالة في القروب ، أو أن أجد عذرًا كي لا أذهب …


لكنني … قد وافقت بالفعل ..


ماذا سيظنّون عندما يكتشفون أن ' الشويبا ' ( العبقري ) 

الذي طالما أُعجب به الجميع ورفعوه عاليًا ، 

لم يكن سوى شخصٍ بالكاد يعيش مثلهم ؟


هل سأشعر بتحسن إن بالغت قليلًا في رسم صورة حياتي 

كطالب دكتوراه ؟ }


وبينما كان ممزقًا بين أن يهرب من ' ساحة المعركة ' 

أو أن يختلق كذبة ، 

شعر بالخجل من بقايا الغرور التي لا تزال تعشّش في نفسه


من بين أصدقائه ، ربما كانت يو جينغيي أكثر من يفهم 

حالته المزاجية الآن—فبعد تخرجها من جامعة T، 

أُشيد بها كعبقرية في علم اللغة وقُبلت في كامبريدج


لكنها أخذت إجازة في منتصف الدراسة ولم تعد أبدًا ، 

وصارت تعمل الآن في وكالة للدراسة في الخارج ، 

تُدرّس طلابًا لا يتوقفون عن انتقاد مظهر معلميهم ،


كان وين دي يعرف أنها أيضًا تقضي عيد الربيع في مسقط رأسها ، 

ففتح ويتشات وأرسل لها رسالة : [ كلما كبرت ، صار قلبي أكثر سوادًا .]


جاءه الرد سريعًا : [ ماذا تقصد ؟]


وين دي: [ حين كنت أقرأ الروايات من قبل ، 

كنت دائمًا أقف في صف البطل . 

كما تعلمين، كانوا يشبهوننا ؛ ليسوا من عائلات غنية لكنهم 

مجتهدون جدًا ودرجاتهم ممتازة . 

يدخلون جامعة مرموقة—غالبًا جامعة T—ثم يصبحون 

مديرين كبار أو يؤسسون شركاتهم الخاصة ، 

وفي النهاية يصلون إلى قمة الحياة . 

كنت أحب هذه القصص عن تحدّي الصعاب ، 

وعدم الاستهانة بالشباب الفقراء . 

لكن الآن… الآن أتمنى أن يفشلوا .]


صمت الطرف الآخر لحظة ثم رد : [ فهمت .]


ابتسم وين دي : [ لا أدري إن كان علي أن أفرح أم أعتبر 

نفسي تعيس الحظ ، لكن لا يزال هناك الكثير في بلدتي يؤمنون بذلك . 

يظنون أن دخول جامعة مرموقة يعني مستقبلًا مشرقًا، 

وأنني أعيش حياة رائعة في المدينة الكبيرة .]


وبعد بضع ثوانٍ، ظهرت رسالة أخرى: [ المدن الكبرى 

ليست مكانًا لتحقيق الأحلام .

المدينة الكبرى هي مكان تخفي فيه عن الآخرين حقيقة أنك 

لم تحقق أحلامك .]


يتبع


Erenyibo : ليش أحس إنه ارسل لـ بيان تشنغ بالغلط مو يو جينغيي 🫣

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي