القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch45 | DSYOM

Ch45 | DSYOM

 

[ أن تكون محتقرًا مع العلم بذلك ، 

خير من أن تُحتقر وأنت تتلقى المديح ]


كان مهرجان الثقافة الدولية يعجّ بالحركة والنشاط، 

و بينما وين دي يتجوّل وسط بحر من الأقمشة المزخرفة 

بزهور الـ تـابا وقمصان الـ ألوها، 

غارقًا تمامًا في شبابٍ نابض بالحيوية والألوان ، لكنه ليس شبابه


انسجم في الأجواء لدرجة أنه تأخر في العودة ، 

ونتيجة لذلك صادف مشهد الحادث 


حين اصطدمت الدراجة الجبلية ، كان وقع الصدمة على 

وين دي أكبر من الغضب


لم يكن يتوقع أن يجرؤ أحد ، في وضح النهار ، على الطريق 

الرئيسي داخل الحرم المدرسي ، أن يصدم شخصًا آخر بهذا الشكل الصارخ


كم بدا الموقف باردًا ، لا مبالاة وكأنه أمر عادي


هو مجرد شخص عادي ، لا يبحث عن المشاكل


لكن هذه الحادثة تجاوزت خطه الأخلاقي الأدنى



لقد أقسم يوم كان يعاني تحت ظلم البروفيسور ليو مشرفه ، 

أنه حين يصبح مشرفًا يومًا ما، لن يتحول أبدًا إلى واحدٍ من 

أولئك الأوغاد الذين يعاملون الطلاب كأدوات


إن ترك الأمر ومضى الآن ، وهو المعلّم المستقبلي ، مُظهِرًا 

لا مبالاة تجاه الطلاب ، فلن يكون حتى بمستوى مشرفه السابق


مدّ يده ليُساعد جيانغ يو على النهوض من الأرض ، 

وقال للفتى الطويل الواقف أمامه أن يتصل بوالديه


الفتى الطويل بدا وكأن الأمر يضحكه :

“ من أنت ؟ لست من لجنة المدرسة صحيح؟ 

أنا أعرف كل أعضاء اللجنة .”


وين دي:

“ أنا معلّم متدرّب في المرحلة الثانوية .”


رفع الفتى حاجبيه باستهزاء :

“ لماذا تتصرف بغرور هكذا أيها المتدرّب ؟ 

والدي قادر على سحق عائلتك بأكملها بإصبعه فقط صدّق أو لا تصدّق ؟ ”


وبالنظر إلى طريقة حديثه ، لولا أن المرء يعرف لظنّ أنه هو 

نفسه من لجنة المدرسة


قال وين دي ببرود:

“ صغير في السن لكن وقاحتك كبيرة . 

المعلّم المتدرّب يظلّ معلّمًا ، احترم نفسك . 

أين والداك ؟ دعهما يأتيا إلى المدرسة .”


ظلّ الفتى جالسًا على دراجته ، لم يتحرك:

“ تعرف من والدي ؟”


سأله وين دي بلامبالاة :

“ أوه؟ من هو؟”


قال الفتى:

“ مدير شركة هواشين . 

المكتبة التي خلفك ، من تبرعاته .”


وبمجرّد أن سمع وين دي هذا الاسم ، ازدادت ملامحه برودًا:

“ هل أنت تحضر دورة IELTS في يوشويه؟”


عبس الفتى حاجبيه :

“ نعم، هل التقينا من قبل؟ ”


ابتسم وين دي بسخرية { هذا الفتى في عداد الموتى }


( ch16 -  نفس الطالب الي تنمر على يو جينغي )


تفحّصه من الأعلى إلى الأسفل ، ثم غير إلى الإنجليزية وقال:

“ أيها الكلب ذو دماغٍ أقل من شمع الأذن . 

لو صفعتك ، ربما أحسّن شكل وجهك القبيح .”


الفتى بدا مشوشًا تمامًا :

“ هااه ؟ ماذا قلت ؟”


وين دي:

“ أمك دفعت لك لتلتحق بدورة IELTS لذا يجب أن تدرس 

اللغة الإنجليزية بشكل صحيح . 

تبدو كالقرع ، وتجرؤ على انتقاد مظهر معلمة ؟ 

لماذا لا تنظر في المرآة ؟”


صرخ الفتى وجهه احمرّ حتى البنفسج:

“ اللعنة ، أنت مجرد معلم ، وتظن نفسك شيئًا ؟ 

مكالمة واحدة كفيلة بجعلك تُطرد فورًا !”


أمسك وين دي بذراع الفتى الطويل بقوة وقال:

“ ممتاز . بما أن لديك وقت للاتصال ، فاحضر والديك إلى هنا !”

ثم التفت إلى جيانغ يو وسأله :

“ أين معلّم صفك المشرف ؟”


جيانغ يو كان مرتبكًا قليلًا ولم يفهم كل ما يجري، 

لكنه مع ذلك قاد وين دي إلى المكتب



———


المعلّم لم ينتهِي بعد من عمله ، 

و يكتب المواد الدراسية على الكمبيوتر


وحين رأى شاب غريب يقود طالبين إلى الداخل ، 

بدا على وجهه ارتباك ، 

لكن ما إن تعرّف على وجوه الطلاب حتى تنهد بتفهم 


سأل وين دي جيانغ يو بهدوء :

“ ما اسم معلّمك ؟”


: “ تشانغ ”



قال وين دي بصرامة وهو يترك يد الفتى الطويل موجّهًا حديثه لمعلّم الصف :

“ الأستاذ تشانغ، لقد رأيت هذا الطالب يقود الدراجة 

ويصدم شخص ... انظر ...” ثم رفع كمّ جيانغ : “ إنه ينزف ”


ألقى معلّم الصف نظرة على ذراع جيانغ يو

ثم سعل عدة مرات كأن حلقه جاف ، 

وبعدها التفت إلى الفتى الطويل وسأله بلطف :

“ يانغ تيانهوا ما الذي حصل ؟”


صرخ يانغ تيانهوا مدافعًا عن نفسه :

“ من الذي صدمه ! كنت أركب دراجتي بشكل طبيعي ، 

وكان هو يمشي أمامي ، فطلبت منه أن يتنحى جانبًا لكنه لم يفعل . 

ما علاقة ذلك بي؟ ”


لم يصدق وين دي ما سمعه :

“ أي هراء هذا ؟”


ثم حدّق يانغ تيانهوا بجيانغ يو من جديد وسأله :

“ أخبرني أنت !! هل طلبت منك أن تتنحى عن الطريق ؟ ”


فكّر جيانغ يو للحظة ثم أومأ برأسه


تجمّدت ملامح وين دي بدهشة أكبر { كيف لهذا الطفل أن 

يطعنني في الظهر هكذا ؟! }


يانغ تيانهوا بغضب :

“ أرأيتم؟ يا له من حظّ عاثر!

ذلك الأحمق لا يفهم كلام البشر ويتأخر في ردّ فعله.

الخطأ واضح أنه خطؤه ، ومع ذلك جاء هذا الرجل فجأة ليصرخ في وجهي ! ”


نظر وين دي إلى ملامح جيانغ يو الشاردة ، 

وفجأة أدرك الحقيقة { هذا الطفل يعاني على الأرجح من 

مشكلات إدراكية ، والجميع يعلمون بذلك لكنهم استغلوا 

الأمر للهرب من المسؤولية }


هذا الأسلوب الحقير في المراوغة فجّر في صدره غضباً عارماً

قال وين دي بحدة:

“من الذي تنعته بالأحمق؟ 

ألم يعلّمك أحد الأدب وأنت تكبر؟”


أجابه يانغ تيانهوا بلا مبالاة :

“ أنا لا أقول إلا الحقيقة . 

هو لا يستطيع أن يتعلم شيئاً، أليس ذلك غباءً ؟”


في مواجهة هذا الكم من الناس، 

لم يشعر وين دي بالراحة في استخدام الشتائم، 

وفوق ذلك كان يُعَدّ في موقع المعلّم، 

فلا يمكنه اللجوء إلى العنف ،

تحت هذين القيدين معاً، بدا من المستحيل التفاهم مع 

هذا الطالب المدعو يانغ. فقال:

“ ماذا عن كاميرات المراقبة ؟ 

يمكننا مراجعة تسجيل الكاميرات عند مبنى طلاب السنة الأولى. 

من خلالها يتضح إن كان ما حدث مقصوداً أم لا

أليست مدرسة شينغتشنغ تتفاخر دائماً بتغطية شاملة بالكاميرات ؟”


رمقه المعلّم المسؤول بنظرة بطيئة، 

ثم أخرج هاتفه وأجرى مكالمة


لم يفهم وين دي سبب ذلك


{ أليس من المفترض أن نتوجّه إلى مكتب الشؤون 

الأكاديمية أو الحارس لمراجعة التسجيلات ؟ }


بعد أن ردّد المعلم كلمة “حسناً” عدة مرات أنهى المكالمة وقال:

“ تحدثت للتو مع قسم الخدمات ، قالوا إن الكاميرا بجانب 

مبنى التدريس معطّلة .”


صدم وين دي، وعدّ الأمر استخفافاً غير مقبول حتى في 

مجرد التأكد من التسجيلات

قال بعزم:

“ إذن اتصلوا بأولياء الأمور "


المعلّم المشرف متردداً :

“ هل يستحق الأمر ذلك حقاً ؟”


اندهش وين دي:

“ الفتى أُصيب ، وأنتم لا تريدون حتى الاتصال بوالديه ؟ 

أيرضى والداه بهذا ؟”


تدخل يانغ تيانهوا متكاسلاً :

“ ليس لديه والدان .”


نظر وين دي إليه بنظرة حادّة :

“ ألا يوجد له أقارب آخرون إذن ؟”


قال جيانغ يو بصوت خافت :

“ أخي مشغول جداً "


تدخل يانغ تيانهوا عابساً :

“ أبي هو المشغول . 

تريد أن يستغني عن عمله بسبب أمر تافه كهذا ؟ 

هل تعرف كم تساوي ساعة من وقته ؟ 

إذا تأخر بسببه ، هل أنت قادر على دفع الخسائر ؟”


تبادل المعلّم والطالبان الآخران النظرات معاً، 

وكأن وين دي هو الوحيد الغريب في هذه المكتب


لكن وين دي التقط دليل مهم { الطالب يانغ لا يريد أن 

يعلم والداه بالأمر ، 

أي أنه يخشى إطلاعهم ،

وهذا بحد ذاته دليل على أن الأمر يستحق الإصرار عليه }

فتابع بحزم:

“ إذا كان الجميع مشغول إلى هذا الحد ، فسأتصل 

بالشرطة ...” أخرج هاتفه وبدأ يطلب الرقم 110 :

“ أليس هذا اعتداءً متعمداً ؟ 

إن لم تتعامل المدرسة معه اليوم ، فسوف أبلغ مركز الشرطة . 

لا بد أن هناك مكاناً يُنصف فيه المرء .”


تنهد المعلّم المسؤول ، وبكراهية أخرج دفتر التواصل 

المنزلي وبدأ بالاتصال


التفت وين دي إلى جيانغ يو — فرآه يلوِّي أصابعه بتوتر ، 

والقلق بادٍ عليه


خمّن وين دي أن جيانغ يو لا يريد أن يعرف أهله بالأمر ، 

وهذا يعني على الأرجح أنّ مثل هذه الحوادث تكررت من قبل


ومرّ الوقت بطيئاً ثقيلاً ، 

حتى كادت ساقا وين دي تتصلّبان من الوقوف


وأخيراً، جاء صوت حركة من خلف الباب


دفع شخص مألوف الباب ودخل ——


اتسعت عينا وين دي بدهشة وقال:

“ أأنت أخاه ؟”


فأجاب بيان تشنغ ببساطة :

“ هو يحمل اسم والدته "


لم يسأل وين دي أي شيء إضافي


لسبب ما، شعر فجأة وكأن صدره قد ارتاح ، 

و الهواء بدأ ينساب بسهولة ،

أشار إلى ذراع جيانغ وقال:

“ انظر ، لقد ضربه ذلك الطالب ، وما زالت هناك كدمات أرجوانية . 

يبدو أن الأمر مرتبط به ”


تقدم بيان تشنغ ، وأخذ يد جيانغ يو بفحص دقيق ، 

ثم سأل عن تفاصيل ما حدث بالضبط


شرح جيانغ يو الأمر متلعثماً ، 

وفجأة دخلت امرأة أنيقة المظهر إلى المكتب


و على الفور تعرف وين دي إلى حضورها المهيب وأدرك أنها والدة يانغ تيانهوا


قالت المرأة :

“ ما الذي يحدث هنا ؟ ألم تنتهِي المدرسة بعد؟ 

أستاذ التدريس الخصوصي أخبرني أنه لم يحضر ، 

والآن أجده هنا . لماذا تم احتجاز ابني هنا ؟”


أجاب بيان تشنغ بثبات :

“ ابنك ضرب أخي الأصغر بدراجته "


قال يانغ تيانهوا متوتراً :

“ لقد قلت لك مسبقاً إنني لم أضربه ! 

أمي، هذا هو الأحمق الذي كنت أخبرك عنه. 

كنت أقود دراجتي بشكل طبيعي وقلت له أن يتحرك من الطريق ، لكنه لم يفهم . 

والآن يلومني ! لا أصدق ذلك . 

فقط لأنه يعاني من تأخر عقلي ، يلقي اللوم على الآخرين !”


التفتت المرأة إلى المعلم المسؤول وقالت :

“ أستاذ تشانغ ما الأمر ؟ لقد أبلغت المدرسة مسبقاً . 

عند قبول الطلاب ، يجب أن تكون هناك معايير موحدة . 

لا يمكن قبول أي شخص دون ضوابط . 

وجود طالب يُبطئ الصف يؤثر فعلياً على بيئة التعلم وجودة التدريس .”


يانغ تيانهوا:

“ صحيح ، تقدم صفنا تأخر بسبب هذا الأحمق .”


تدخل وين دي مستذكراً اليوم الذي قدّم فيه تقريره :

“ كفى ! لم تسمح له حتى بالاستماع إلى الدروس في الصف . 

أنت غبي، ومع ذلك تلقي اللوم على الآخرين. 

دماغك مليء بالقاذورات، هل تنقصك الأكسجين ؟”


سخر يانغ تيانهوا قائلاً:

“ بماذا تتكبر هكذا أيها المتدرب؟ 

أبي يمكنه سحق عائلتك كلها بإصبع واحد فقط صدق أو لا تصدق هذا !”


شعر وين دي بالذنب لحظة عندما ذكر يانغ تيانهوا عائلته


وبينما يتردد في كيفية الرد ، ترك بيان تشنغ يد جيانغ يو 

وتقدم إلى الأمام ، واقفاً أمام وين دي قائلاً:

“ ما مشكلتك في مخاطبته بهذا الشكل ؟”


نظرت المرأة إليه بغضب وقالت :

“ ماذا تحاول أن تفعل ؟ هل ستضرب أحد ؟”


أجاب بيان تشنغ بهدوء :

“ أنا لا أضرب الناس ، أنا فقط أضرب من هم بلا أدب ، 

وأقذار اللسان ، مدللون ، وذكاؤهم بمستوى التعليم قبل الولادة .”


المرأة بدهشة:

“ ماذا قلت ؟ رجل بالغ يجرؤ على إهانة طفل ؟”


أجاب بيان تشنغ:

“ لم أكن أتحدث عنه، بل عنك أنت، وزوجك، وبقية عائلتكم . 

لقد ربيتم ابنكم هكذا ، فلا بد أن العائلة كلها على نفس 

المنوال من القذارة .”


رأى وين دي أن المرأة ترتجف من الغضب، 

وخاتمها الماسي يلمع بأضواء فضية صغيرة



ورؤية تعبيرها الغاضب وكأنها تريد الانقضاض على أحد ما 

جعل وين دي يشعر ببعض الاطمئنان، 

وفجأة وجد أن بيان تشنغ أكثر اتزاناً وقوة


تنفّست المرأة بعمق وقالت :

“ ما نوع هؤلاء الناس ؟ الطفل يعاني من تأخر عقلي ، 

والوالدان فظّان وسوقيان!”


التفت بيان تشنغ إلى وين دي وقال:

“ أين وقع هذا الحادث ؟”


أجاب وين دي:

“ بين ساحة اللعب ومبنى طلاب السنة الأولى .”


بيان تشنغ:

“ هذا الطريق عرضه لا يقل عن ستة أمتار ، 

يمكن لدراجتين المرور فيه جنباً إلى جنب .  

لا يوجد أي منحنى ، ولا سبب يدعو للاصطدام بشخص ما. 

أظن أن ابنك هو الأحمق .”


شعر وين دي وكأن شيئاً قد انقطع في صدره ، 

وفي اللحظة التالية ، رفعت المرأة يدها واندفعت نحوهما


لو لم يوقفها المعلم ، لربما حاولت إصابة بيان تشنغ بخاتمها الحجري


قال المعلم المسؤول بغضب:

“ سيد بيان أنت أيضاً مثقف ، فكيف تجرؤ على إهانة 

الآخرين بهذه الطريقة ؟”


التفت بيان تشنغ إلى المعلم، وتحول صوته إلى الجدية:

“ هذه حالة تنمر مدرسي خطيرة ، وأتمنى أن تتعامل 

المدرسة معها على نحو مناسب .”


تقدمت المرأة نحوهم بغضب :

“ أي تنمر ؟ كيف يمكن اعتبار صراع بين طفلين تنمراً ؟ 

وليس حتى خطأ ابني !”


تجاهلها بيان تشنغ :

“ توجيه ألفاظ مهينة ، والتشهير ، والسخرية ، 

والاستخفاف بالآخرين ، كلها أشكال من التنمر . 

كم مرة نعت ابنكم الطفل بالأحمق ؟ 

هل تسمعون أصواتكم أم أن هناك خللاً في أذنيكم ؟”


تصدع هدوء المرأة وكادت تنطق بشتيمة :

“ أيها الـ…!”


قال بيان تشنغ بحزم :

“ ابنك صغير جداً لتحمله المسؤولية ، لذا تقع المسؤولية على ولي الأمر . 

حتى تقدم المدرسة حلاً مرضياً ، لن أتنازل . 

لقد تأخر الوقت ، سأأخذ الطفل لفحص إصاباته ، 

وأتوقع منك ومن زوجك الحضور غداً لإعطائي جواباً .”


وبينما المعلم على وشك الكلام ، وضع بيان تشنغ ذراعه 

حول كتف أخيه وخرج ، 

ثم التفت إلى وين دي قبل المغادرة قائلاً :

“ أنا قدت السيارة إلى هنا ، دعني أوصلك إلى منزلك .”


ألقى وين دي نظرة حوله على ما خلفهم ، وأدرك أنه لا 

سبب لبقائه ، فتابعهم


سار الثلاثة ببطء على الطريق المصفوف بالأشجار ، 

شخصان بالجانب يرافقان الطفل


نظر جيانغ يو إلى يمينه ويساره ، فرأى تعابير الجدية على 

وجوه البالغين ، ثم أنزل رأسه لينظر إلى قدميه


{ الكبار يتجادلون مجدداً بسببي


والأشخاص الذين أحبهم دائماً يتقاتلون بسببي }


قادهم بيان تشنغ أولاً إلى مركز الرعاية الصحية المجتمعي، 

حيث قام الطبيب بتنظيف وعلاج جروح جيانغ يو


وبينما ينتظرون، شكر وين دي بيان تشنغ بصدق


لمس وين دي أنفه … عندما يتحلى بالشجاعة للقيام بفعل 

صالح، كان مليئاً بالحماس، ويشعر أنه أجرأ رجل في العالم

ولكن بعدما هدأ، شعر فجأة ببعض الخوف


ومع ذلك، أمام الفتى جيانغ ، استقام وقال:

“ لا بأس ، الأمر ليس كبيراً ...”

وبعد فترة أضاف:

“ للمرة الأولى منذ أيام كثيرة ، شعرت أن ما قلته كان جديراً بالتقدير .”


نظر إليه بيان تشنغ بدهشة ، وشعر بإطراء غير متوقع بسبب 

هذا الاعتراف المفاجئ ،

وبعد تردد لحظة، سأل:

“ هل ترغب أن تتناول العشاء معنا ؟”


وين دي :

“ ألم يُصب جيانغ يو بجروح ؟”


بيان تشنغ متردداً:

“ ما رأيك أن نتناول الطعام في منزلنا ؟”


توتر وين دي فوراً :

“ لن تطبخ أليس كذلك؟”


بيان تشنغ:

“ سنطلب الطعام جاهزاً .”


وين دي:

“ حسناً إذن .”


عادوا إلى المنزل في صمت، 

بينما جيانغ يو يراقب المشهد بهدوء في المقعد الخلفي


راقبه وين دي سرّاً ، ولاحظ أنه بعد الحادث سرعان ما 

استعاد جيانغ يو معنوياته ، ويهز رأسه مع الموسيقى ، 

كما لو أنه قضى يوماً ممتعاً في المدرسة


سأل وين دي:

“ جيانغ يو لماذا لم تخبر أخاك إذا تعرضت للتنمر في المدرسة ؟”


فتح جيانغ يو عيناه الجميلتان ، وكأن السؤال غريب عليه تماماً ، وقال :

“ من الذي تعرض للتنمر ؟”


صُدم وين دي:

“ إذن من أين أتت تلك الاصابات على يدك ؟”


نظر جيانغ يو إلى يده المغطاة بالدواء الأحمر ، وقال:

“ كان هناك دراجة خلفي ، ولم يكن لدي وقت لأتجنبها .”


فتح وين دي فمه وألقى نظرة على بيان تشنغ ، الذي هز 

رأسه أن يتجاهل الأمر حالياً ، فصمت وين دي وجلَس ثانيةً




ما إن دخلوا المنزل ، 

أسرع جيانغ يو نحو التلفاز ذو الشاشة البلورية وجلس 

ينتظر بيان تشنغ ليشغّل الشاشة ويعرض له الكارتون


على الشاشة ، القطار ينبعث منه البخار مع صوت “فوووش”، 

وخارج الشاشة رفع جيانغ يو قبضته ، مقلداً صوت انطلاق المحرك


أغلق بيان تشنغ باب غرفة النوم ، 

وفتح تطبيق توصيل الطعام ، وسلّمه لوين دي


تصفح وين دي الخيارات وسأل:

“ هو…”، لم يعرف أي عبارة مناسبة : “ هل تطوّره العقلي… متأخر؟”


أجاب بيان تشنغ :

“ الأدق أن نقول أنه متوقف .”


جلس بيان تشنغ على طاولة الطعام ، 

وأخذ الهاتف من وين دي بعد أن أنهى طلبه ، 

واختار لنفسه ولأخيه بعض الأطباق ،


قال وين دي متسائلاً :

“ والده…”


أجابه بيان تشنغ ببساطة :

“ لا يحب جيانغ يو "


وين دي:

“ وماذا عن والدته ؟”


رد بيان تشنغ :

“ توفيت .”


وين دي متفاجئاً :

“ آه…” شعَر وكأنّه دخل في منطقة خطرة ، 

فغير الموضوع بهدوء :

“ إذن قررت تربيته بنفسك ؟ 

هذا لا يتوافق مع انطباعي عنك .”


ابتسم بيان تشنغ :

“ هل ألتهم الناس ؟”


وين دي:

“ لا، فقط ظننت أنك لا تحب الأطفال .”


بيان تشنغ:

“ أحبهم جداً .”


تساءل وين دي:

“ إذن لماذا تقوم بتربيته ؟ 

ألا يجب أن يكون في مدرسة خاصة ؟ 

كيف انتهى به المطاف في شينغتشنغ مكان مليء بالطلاب الأغنياء ؟”


وضع بيان تشنغ هاتفه جانباً


كانت وجبة التوصيل ستستغرق أربعين دقيقة أخرى، 

فكان لديه وقت للإجابة على هذه الأسئلة


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي