القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch46 | DSYOM

Ch46 | DSYOM



آرك [ العائلة ] 


أرك العائلة من خمسة شابترات ، 

ايش صار حتى يتبنى بيان تشنغ أخوه جيانغ يو

وكتبت الكاتبة : يمكنك قراءة هذه الفصول الخمسة إذا أردت ،

 ويمكنك أيضًا تخطيها إذا أردت لأنها لا تؤثر على 

القصة الرئيسية بين وين دي وبيان تشنغ —- 



بحث بيان تشنغ في الخريطة طويلاً حتى عثر أخيراً على 

العنوان الوارد في الرسالة النصية

السطر المكتوب أشبه برمز سرّي [ رقم 23، طريق باويوان، 

خلف الباب الحديدي الرمادي المغطى بستارة قماش، 

بجانب النهر ]


وقف أمام كوخ بُني بطريقة مخالفة للقوانين ، 

وتحقق مراراً وتكراراً


كان المكان بالفعل بجانب النهر ، لكن النهر ضيق ، أقرب 

إلى قناة صرف


مياهه اتخذت لوناً أخضر غريباً ، 

وبدا مشبوهاً أنّ بعض الناس كانوا يغسلون ثيابهم عند الضفة


ويوجد بالفعل باب مغطى بستارة قماش ، 

وما إن رفعها حتى ظهر خلفها باب حديدي بسيط غير مطلي


ألقى بيان تشنغ نظرة على القماش الممزق المعلّق عند الباب، 

وشعر أنّ الغرض الوحيد منه هو أن يكون علامة مميزة


ولمّا لم يجد جرس ، رفع يده وطرق الباب


فجاءه سريعاً صوت صافٍ من الداخل يقول :

“ قادِم!”


انفتح الباب بصوت صرير مرتفع ، 

فكشف عن وجهٍ أبيض البشرة ، 

بعينين سوداويين جميلة ، 

لكنهما كبيرتان باهتتان بلا حياة :

“ غاغا ؟ ”


لم يبادله بيان تشنغ تحية الأخوّة ، بل سأل مباشرةً :

“ أين أمك ؟”


أجاب جيانغ يو : “ أمي تطبخ!” 

ثم أخرج له النعال : “ ادخل !”


تسلّل إلى أنف بيان تشنغ عبق الفلفل الأخضر واللحم المقلي


رائحة هذه الأطباق المنزلية البسيطة كانت تعيد إليه دوماً ذكريات الماضي


ارتدى النعال وخطا إلى الداخل


أرض المنزل من الإسمنت ، فلا حاجة حقيقية لتبديل الحذاء ، 

لكن نظافة الأثاث ولمعان الأرضية أظهرا أنّ صاحبة المنزل 

شديدة الحرص على النظافة ،

ورغم ضيق المكان ، إلا أنّ الاعتناء به كان واضح


جاء صوت من المطبخ يقول :

“ هل وصلت ؟ الطعام أوشك على الانتهاء ، 

اجلس قليلاً عند الطاولة وانتظرني .”


رفع بيان تشنغ صوته قائلاً :

“ لا داعي ، سأغادر حالما ننتهي من الحديث .”


خرجت جيانغ يونرو وهي تحمل الأطباق، 

وقد تحولت الرائحة إلى بخار أبيض محسوس يتصاعد ويلتف


تضع أحمر شفاه خفيف ، ذلك اللون الأحمر البسيط كان الوحيد الذي يزين وجهها


أما جيانغ يو فقد سبق وركض نحو بيان تشنغ، سحب كرسي، 

وجلس جلسته المستقيمة، 

ثم أدار رأسه وحدّق بعينين واسعة نحو بيان تشنغ


تردد بيان تشنغ لحظة ، ثم جلس إلى جانبه ، لكنه لم يمد يده نحو العيدان


قالت جيانغ يونرو وهي تغرف الأرز:

“ لم أتوقع أن تصل بهذه السرعة ….”

ثم وضعت أمامه صحن أرز مكدساً عالياً أشبه بملعقة آيس كريم :

“ لابد أنك استيقظت باكراً . لا شك أنك جائع الآن .”


كان بيان تشنغ في الحقيقة جائع ، لكنه لم يشأ أن يلين 

لمجرد أنه أُطعم ،


فمنذ أن دَعته جيانغ يونرو إلى هنا، ارتاب أنها لا بدّ تطلب 

منه أمراً ، لذا لم يقبل أسلوب اللطافة 


فقال:

“ لا بأس . قلتِ إن هناك أمراً مهماً لا بد أن نتحدث فيه 

وجهاً لوجه ، وها قد أتيت . فلننهِ الموضوع أولاً .”


وضعت جيانغ يونرو المِغرفة على حافة الوعاء ، 

ومسحت يديها في مئزرها ، 

ثم التفتت إلى جيانغ يو قائلة :

“ أمك وأخوك بحاجة للحديث على انفراد ، 

اذهب إلى غرفتك وتناول طعامك وأنت تشاهد الرسوم المتحركة .”


لم يسأل جيانغ يو شيئ ، بل أخذ صحنه مطيعاً ، 

ووضع فيه قليلاً من كل صنف ، ثم ركض بسعادة إلى الغرفة الداخلية


تقدمت جيانغ يونرو نحو خزانة في غرفة الجلوس، 

أخرجت ملف من الدرج، 

وضعته على الطاولة، ودفعته باتجاه بيان تشنغ


فتح بيان تشنغ الملف، فإذا بالعنوان في أعلى الورقة البيضاء 

مكتوب بخط عريض [ اتفاقية تفويض الوصاية ]


حدّق بيان تشنغ في تلك الحروف السوداء البارزة ، وأصيب بالذهول :

“ ما معنى هذا ؟”


ألقت جيانغ يونرو نظرة نحو باب غرفة النوم لتتأكد من أنه مغلق، 

ثم أخرجت ورقة أخرى من تحت الملف — شهادة تشخيص


حتى من لا يملك أدنى معرفة طبية كان سيفهم من اسم 

المرض أنه داء لا علاج له


تذكّر بيان تشنغ جدّه الراقد في الجناح ، 

وأباه في وحدة العناية المركزة قبل سنوات


و دون أن يشعر ، كان قد بلغ العمر الذي يواجه فيه الإنسان 

الموت وجهاً لوجه


ورغم أن هذه المرأة ليست ذات قرابة دم به، 

إلا أنه أمام شهادة التشخيص الباردة هذه اهتز قلبه أمام قسوة الحياة


بيان تشنغ :

“ كم تبقّى ؟”


ابتسمت جيانغ يونرو ابتسامة باهتة :

“ نحو ثلاثة أشهر… قبل أن أرحل ، عليّ أن أجد له منزل جديد .”


سأل :

“ لماذا أنا؟”


جيانغ يونرو:

“ بصراحة … ليس لدي خيار آخر . 

أنت تعرف كيف هو والده ، لا يمكنني أبداً أن أستودع الطفل عنده… 

لا أملك أقارب آخرين . 

وإن أرسلته إلى ميتم ، فمع طبيعته هذه سيتعرض حتماً 

للتنمّر…” توقفت لحظة ، وحدّقت في بيان تشنغ بنظرة 

طويلة عميقة : “ لم أقضِ معك وقتاً كثيراً ، لكن في ذلك 

اليوم في المستشفى، تحدثتما جيداً . هو يحبك كثيراً ، 

وأظن… أنك على الأقل لا تكرهه . 

إذا أمكنك…”


قاطَعها بيان تشنغ وهو يضع الاتفاقية على الطاولة:

“ آسف . لن أوافق .”


كان رفضه حاسماً ، لم يتردد لحظة ، 

لا من أجل البيت البسيط ولا من أجل المرض العضال


توقفَت يد جيانغ يونرو التي كانت تمسك المغرفة ، 

وارتجفت ارتجافة طفيفة ، قالت بسرعة :

“ لقد اتخذت قراري بالفعل . 

المال الذي ادّخرته طوال هذه السنوات ، ونفقة ابني من 

بيان هواييوان، كلها مجموعها لا بأس به، مئات الآلاف، 

كلها في بطاقتي…” أخرجت بطاقة مصرفية ودَفعتها نحو 

بيان تشنغ، لكنه لم يمد يده


قال بيان تشنغ:

“ المسألة ليست مالاً . أنا لا أحب الصغار ، ولست صالحاً 

لأن أكون والداً . 

عملي يشغلني ، نادراً أعود إلى المنزل ، 

لا أجيد التواصل مع الناس ، ولا أريد من يقتحم حياتي .”


جيانغ يونرو:

“ هو ليس صعب المراس في الطعام ، لا يُصدر ضجيج ، 

وهو شديد التفهّم . 

ما إن تطلب منه ألّا يزعجك ، فلن يفعل…”


لكن بيان تشنغ كرر :

“ آسف . لا أستطيع أن أوافق .”


للحظة ، لمع اليأس في عيني جيانغ يونرو


شعر بيان تشنغ ببعض القلق ، خائفاً أن تُقدم فجأة على ما 

قد يضعه في موقف محرج


لم يكن ذلك ليجعله يوافق ، فهو لن يوافق أبداً مهما حصل، 

لكنه خشي أن تفقد كرامتها بلا جدوى


لكن جيانغ يونرو لم تفعل شيئ



لكن أظلمت نظرتها ، ثم أنزلت رأسها ، وتنهدت تنهيدة طويلة :

“ حسناً ، انسَ الأمر . فلنأكل، فالطعام سيبرد "


بيان تشنغ:

“ لا، يجب أن أعود بسرعة إلى المستشفى .” لقد رفض طلباً 

بهذه الأهمية، فلم يشعر أنه مؤهل ليأكل هنا


جيانغ يونرو:

“ كل قليلاً فقط ، فمن السهل أن تشعر بالدوار في السيارة وأنت جائع . 

يوجد الكثير من الطعام ، ولن نستطيع نحن الاثنين أن ننهيه .”


وبما أن صاحبة البيت قد قالت ذلك ، أخذ بيان تشنغ 

العيدان وأخذ بعض الخضار


لم يكن يدري إن كانت مقطوفة لتوها من الحقل ، 

لكنها كانت شديدة الحلاوة


قالت جيانغ يونرو وهي تضع له بعض شرائح الفلفل الأخضر المقلي مع اللحم في وعائه:

“ كُل مزيداً من اللحم . هذا طبقي المميز ، تذوقه .”


حدّق بيان تشنغ طويلاً في الفلفل الأخضر واللحم 

الموضوعين فوق أرزه، ثم أمسك عيدانه وأكل


سألته جيانغ يونرو:

“ لذيذ ؟ لقد سمعت من والدك أنك تحب هذا الطبق كثيراً ، فطبخت منه أكثر .”


بيان تشنغ:

“ أنا أكره الفلفل الأخضر . أراه ذا طعم مُرّ غريب .”


تجمّدت يد جيانغ يونرو التي كانت تمسك بالخضار لحظةً، 

ثم سحبتها ... قالت بهدوء:

“ فهمت .”


بيان تشنغ:

“ ماذا تعنين بقولك: فهمت ؟”


أجابت جيانغ يونرو:

“ للحظة قبل قليل ، فكرت أن أبتزّك أخلاقياً ، لأجبرك على الموافقة ،،

أن أركع على الأرض ، وأمسك يدك ، وأبكي حتى ينفطر 

قلبك ، وأقول لك إنه أخوك الصغير ، وإن عقله ليس على ما 

يرام ، وإنه ليس له أحد سواك . 

وأنها أمنيتي الأخيرة ، وإن لم توافق فلن أغمض عيني حتى لو متّ…”


بيان تشنغ:

“ إذن لماذا لم تقوليها ؟”


هزّت رأسها، ناظرةً إلى الطعام الذي لم تمسّه:

“ وجبة يعدّها شخص مصاب بمرض عضال ، ثم تقول إن 

طعمها سيئ — إذاً مثل هذه الكلمات على الأرجح لن تُجدي نفعاً ...” صمتت قليلاً ثم تابعت:

“ وأيضاً لا أريدك أن تعتني به لأنك مجبَر . 

لماذا أرسل أعزّ ما عندي إلى شخص لا يريده ؟”


توقف بيان تشنغ لحظة ، ثم قال:

“ شكراً لك "


قالت جيانغ يونرو:

“ كُل شيئاً آخر "


أنهيا وجبتهما في صمت، 

والملف ملقى بجانبهما ، صامت ، يحمل في داخله مصير 

هذه العائلة المعلّق ،

وبعد أن رتّبت الأطباق ، أعادته جيانغ يونرو إلى الدرج وأقفلت عليه


في تلك اللحظة تقريباً، خرج جيانغ يو من غرفة النوم وهو 

يحمل طبقاً ووعاءً فارغين


وضعهما في المغسلة ، ثم ركض إلى غرفته مجدداً، ليخرج 

بعدها بملفّ صلب في يده


سألته جيانغ يونرو:

“ ذاهبٌ إلى ضفة النهر مجدداً ؟”


أومأ جيانغ يو برأسه


فقالت:

“ كن حذراً ، لا تقترب كثيراً .”


أومأ ثانيةً ، ثم ركض خارج الباب


وقف بيان تشنغ، وودّع المضيفة، وشكرها على إعداد الغداء


جيانغ يونرو:

“ شكراً لأنك تكبّدت عناء المجيء . 

كان يكفي أن أحدثك عبر الهاتف .”


بيان تشنغ:

“ أنت تتحدثين بجدية شديدة ، وكأن الأمر حياة أو موت . 

شعرت أن عليّ أن آتي شخصياً ...”

ثم توقف قليلاً وأضاف :

“ فعلاً هو حقاً مسألة حياة أو موت.”


قالت جيانغ يونرو وقد اتجهت نظرتها نحو الباب:

“ كان عندي دافع أناني صغير… إن رأيته… ربما ستعجب به … "


لكنها لم تُكمل كلامها


قال بيان تشنغ وهو ينهض :

“ سأغادر الآن . اعتني بنفسك .”


أومأت جيانغ يونرو برأسها وقالت:

“ كن حذراً في الطريق "


خرج بيان تشنغ من الباب الحديدي وسار بمحاذاة النهر 

باحثاً عن طريق العودة


وعندما وصل إلى تقاطع تتوسطه شجرتا باولونيا على الجانبين، 

لمح جيانغ يو جاثياً وسط العشب


الفتى يبحث بعناية في الأرض ، 

وإلى جانبه ألبوم ذو غلاف صلب مفتوح ، 

وقد امتلأت صفحاته بأوراق نباتية كثيرة ، 

يبدو أنها مجموعة عينات


انتبه جيانغ يو إلى نظرته ، فرفع رأسه ، وسأل بنبرة يملؤها شيء من الخيبة :

“ هل سترحل ؟”


بيان تشنغ:

“ نعم . تبحث عن ماذا ؟”


جيانغ يو :

“ ورقة برسيم بأربع وريقات 🍀.”


كان بيان تشنغ ينوي أن يقول ' اعتنِ بأمك ' لكنه أدرك أن 

مثل هذا الطلب يفوق قدرة طفل مثله


ثم خطرت له مسألة أخرى 

{ لم يكن في هذه العائلة سوى شخصين ، 

أحدهما مريض بمرض عضال ، والآخر طفل يعاني من إعاقة عقلية ،،

فماذا لو حدث شيء طارئ…؟ }


جلس بيان تشنغ وسأل جيانغ يو :

“ هل تستطيع إجراء مكالمة هاتفية ؟”


نظر جيانغ يو إلى ساعته الذكية ، ثم أومأ وقال:

“ نعم "


بيان تشنغ:

“ أرني كيف .”


كان جيانغ يو يضع ساعة ذكية للأطفال ،

نقر على الشاشة ، وضغط طويلاً على الرقم (1)، 

فبدأت الساعة تلقائياً بالاتصال بالرقم 120

وقبل أن يتم الاتصال، أخذ بيان تشنغ الساعة منه


بدا أنّ جيانغ يونرو فكرت مسبقاً في الأمر وعلّمته كيف 

يطلب خدمات الطوارئ


أمسك بيان تشنغ بيد جيانغ يو ، 

وضغط طويلاً على الرقم (2)، 

وبالفعل كان الرقم المسجّل هو [ أمي ]

عندها دخل إلى الإعدادات وأدخل رقمه الخاص


وقال لـ جيانغ :

“ إذا ضغطت طويلاً على الرقم (3)، 

سيمكنك التحدث معي . 

إذا حصل أي طارئ ، اتصل بي فوراً . هل فهمت ؟”


فكّر جيانغ يو طويلاً ، ثم أومأ برأسه


وقف بيان تشنغ واتجه نحو الشارع


كان لا يزال عليه أن يعود إلى المستشفى —— ، 

ليزور حياة أخرى أوشكت على الوصول إلى نهايتها ——- ،


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي