القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch49 | DJPWNK

 Ch49 | DJPWNK



الشمس تميل نحو الغروب ، 

وأشعتها تتسلّل عبر الستائر إلى الغرفة


الطاولة المستطيلة ذات اللون الأحمر الداكن تحيط بها 

مجموعة من الأطباء يرتدون المعاطف البيضاء، 

وجميع الأنظار متجهة نحو العرض التقديمي الـ PPT على الشاشة


وبعد أن أنهى المتحدث كلماته ، دوّى التصفيق في القاعة


وضع جيانغ شو بهدوء مؤشر الليزر على الطاولة، 

وابتعد عن شاشة العرض، 

ثم عاد وجلس إلى مقعده على الطاولة


في رأس الطاولة الطويلة كانت تجلس البروفيسورة كوي ، المشرفة عليه والنائبة للمستشفى 


و جيانغ شو يجلس بمحاذاتها مباشرة ، 

بحيث يمكنه أن يلتقي بعيني شين فانغ يو المقابل له بمجرد أن يرفع رأسه


قدّم هو وشين فانغ يو تقاريرهما حول جراحة الطبيب كين 

وتحليل حالة المريض


بالنسبة لجيانغ شو —- كان هذا النوع من العروض أشبه 

بتناول الطعام أو الشراب ، أمرٌ مألوف تمامًا


الفارق الوحيد ربما هو أنه يملك نفس تجربة المريض الذي تم تحليل حالته


قالت النائبة كوي مازحة :

“ كلاكما تحدث بشكل جيد ، والتحليل كان واضح ، 

واستعددتما في وقت قصير جدًا… 

هل كنتما تعرفان بهذه الحالة منذ زمن واستعددتما لها مسبقًا ؟”


تبادل جيانغ شو وشين فانغ يو نظرة سريعة ثم صرفا نظرهما ، 

لكن النائبة كوي لم تلاحظ ذلك


سألت النائبة كوي :

“ جيانغ شو .. برأيك… لو ظهرت حالة كهذه في مستشفانا، 

هل ستكون قادرًا على إجراء هذه الجراحة ؟” 

ثم التفتت نحو شين فانغ يو وسألته : “ وأنت ؟  

هل يمكنك إجراؤها ؟”


جيانغ شو : “ أستطيع أن أحاول "

رد شين فانغ : “ لا مشكلة ”


كلاهما أجاب في اللحظة نفسها ——


نظرت النائبة كوي إلى شين فانغ يو بنظرة ذات مغزى وقالت :

“ تبدو أكثر ثقة من جيانغ شو "


التفت شين فانغ يو باتجاههما وقال:

“ سأبذل قصارى جهدي "


ورغم أنه كان موجّهًا كلامه للنائبة كوي ، 

إلا أن جيانغ شو كان يعرف أن شين فانغ يو ينظر إليه ويعِده ، 

تمامًا كما وعده في تلك الرسالة التي كتبها في رسالة الاعتذار


كما أن شين فانغ يو قال سابقًا إنه إذا فضّل السفر للخارج 

لإجراء العملية لدى الطبيب كين ، فإنه سيتكفّل بجميع النفقات


لسبب ما، شعر جيانغ شو بالانزعاج فجأة


ربما كان يكره تلك الثقة المفرطة وفرض الرأي من شين فانغ يو


تمامًا كما يكره شين فانغ أسلوب جيانغ المتسلط والحاسم الذي لا يقبل الجدال


الآن، وهو يقيم في منزل تانغ كي ، لم يسأله شين فانغ يو 

مساءً متى سيعود


وبعد أن أنهى ترتيبات جراحة الغد ، 

نظر إلى الساعة فوجدها قد تجاوزت الثامنة مساءً


كان بإمكانه أن يواصل العمل لبعض الوقت، 

لكن تركيزه اليوم كان مشتّتًا


شعر أنه لن يكون فعّالًا ، فجمع أغراضه وعزم على العودة


قبل أن يغادر جيانغ ، ألقى نظرة على مكتب شين فانغ يو 

فلم يجده هناك


أنزل رأسه ، 

وكعادته توجّه نحو مدخل المستشفى ليأخذ سيارة أجرة، 

وهنا —- حركة المرور على أشدّها


وبعد أن وقف عند التقاطع للحظة ليبحث عن سيارة أجرة ، 


شعر فجأة بشيء يلمسه من الخلف


استدار جيانغ شو بدهشة ، ليجد أمامه أرنبًا أطول منه


أرنب ضخم بأذنين متدلية ، 

يشبه تمامًا الأرنب الوردي القديم الموجود على سريره


وعندما لمح الورقة في يد الأرنب ، 

أدرك أنه مجرّد أسلوب دعائي من أحد التجار


في السنوات الأخيرة —- ، ازداد عدد المتاجر الكبيرة 

والصغيرة في مدينة A 


ولجذب الزبائن ابتكرت المحلات طرق مختلفة ، 

حتى بات من المألوف أن يتنكر الموظفون بهذه الطريقة، 

وغالبًا يكون الهدف منها جذب الأطفال


و على الأرجح —- إما أن الأطفال قد عادوا إلى منازلهم في هذا الوقت ، 

أو أن الموظف المتنكر بزي الأرنب جديد في العمل ولا 

يعرف كيف يروّج للمحل ، 

ولهذا وجد نفسه أمام جيانغ شو مباشرةً


أعاد جيانغ شو الورقة إلى الأرنب ولوّح بيده معتذرًا بأنه لا يحتاجه


لكن الأرنب بدا وكأنه مُصرّ على أن يأخذه ، 

ودفع الورقة في يده مجددًا


فكّر جيانغ شو أن هذا الشخص ربما لديه عدد محدد من 

المنشورات يجب أن يوزعها، فأخذ المنشور بلا مبالاة


لكن ما إن قرأ ما كُتب عليه حتى اكتشف أن المكان الذي 

يروّج له الموظف هو مطعم ' شيانجو '


شيانجو —- أحد أغلى المطاعم في المنطقة الصغيرة 

القريبة من جيهوا


لا يحاسب الزبائن على الأطباق ، بل على الشخص الواحد ، 

حيث تصل التكلفة إلى 1288 يوان للشخص ، 

أي ما يقارب دخل جيانغ شو ليوم كامل


عائلته تعيش في مدينة B ، ووالداه مجرد عمال بسطاء ، 

ولم يكونوا من العائلات الثرية التي يمكن أن تدعمه ماليًا


لذا على مر السنين ، أنفق جيانغ شو راتبه ومكافآته تقريبًا 

على مشاريع كبيرة مثل القوافل الطبية ، 

لذا نادرًا يذهب إلى مطعم شيانجو


كان انطباعه أن المطعم مزدهر ، 

خاصةً مع كثرة الأثرياء في مدينة A 


لكن من غير المتوقع أن يصل الحال بهم إلى إرسال 

موظفين للترويج في الشوارع


عندها بدأ يشك في هوية الشخص الذي يرتدي زي الأرنب أمامه


وقبل أن يتمكن من طرح شكوكه ، مدّ الأرنب يده نحوه ، 

وفيها مجموعة من عيدان القرعة ، 

وطلب منه أن يسحب واحدة


تراجع جيانغ شو خطوة غريزيًا ، لكن الأرنب لم يتبعه ، 

بل بقي واقفًا مطأطئ الرأس ، ممسكًا العيدان بكلتا يديه


لم يستطع جيانغ شو رؤية الشخص في الداخل بسبب 

خوذة الرأس الضخمة، 

لكن لسبب ما شعر أن الأرنب يبدو وكأنه حزين قليلًا


وربما لأن الأرنب يشبه كثيرًا الأرنب الوردي الذي رافقه 

لسنوات طويلة ، شعر جيانغ شو ببعض الذنب


وفي النهاية ، هو رجل بالغ ، وفي منتصف شارع مزدحم … 

ما الذي يمكن أن يفعله موظف متنكر لو أنه سحب قرعة ؟


مدّ يده وسحب عود


وفجأة ، بدا الأرنب الوردي وكأنه دبت فيه الحياة ، 

فرفع رأسه المتدلي على الفور


شعر جيانغ شو، لسبب مجهول، أن الأرنب بدا سعيدًا، 

مما جعله يخفف حذره دون وعي


أخرج عود الخيزران، وكان يتدلى منه شريط ورقي صغير، ففتحه


وبعد لحظة طويلة ، رفع رأسه لينظر إلى الأرنب البريء أمامه


قال ببرود:

“ شين فانغ يو … هل لديك وقت فراغ لهذه الدرجة؟”


كانت الملاحظة المكتوبة بالأبيض والأسود تقول

[ سامح صديقًا كان بينك وبينه خلاف مؤخرًا ، 

ويمكنك الاستمتاع بوجبة مجانية ]


أخرج جيانغ شو بضع عيدان خيزران أخرى، 

وكانت الملاحظات المعلّقة عليها جميعًا تقول الشيء نفسه


أعاد العيدان والملاحظات الصغيرة إلى الأنبوب ، 

ولوّح بيده مستدعيًا سيارة أجرة


عندها نزع شين فانغ يو خوذة الأرنب، 

وأمسك بيد جيانغ شو عبر طبقة المخمل الوردي لزي الأرنب

قال: “ لستُ فارغًا من العمل… 

فقط أردت أن أتناول وجبة معك .”


كانت الخوذة شديدة الحرارة ، وحتى في أواخر الخريف 

جعلت العرق يتصبب من شين فانغ يو


شعره الأسود الكثيف مبللًا ، مثل الحبر ، 

وجبينه مغطى بقطرات عرق صغيرة


رفع يده ومسح العرق وهو يحدّق في جيانغ شو ويبتسم


: “ لقد اعتذرت ، وكتبت خطاب اعتراف بالخطأ ، 

ووعدتك ألا أغضب منك بعد الآن… 

هيا، لقد حجزت بالفعل…”


لكن جيانغ شو التفت ودفع الورقة إليه


شين فانغ : “من أجل جهدي وتوفيري للمال حتى أدعوك 

على العشاء ، ألا تأتي وتستمتع به؟”


كان واثقًا من أن جيانغ شو ليس مبذرًا ، 

وحتى لو لم يكن يرغب في رؤيته ، 

فلن يحتمل فكرة أن يذهب ماله هدرًا للمطعم


وكما توقع ——- رافقه جيانغ شو إلى مطعم شيانجو مراعاةً 

لراتب يومين من العمل


——————-


ديكور المطعم أنيق ، وأجمل ما فيه أن جميع الطاولات في 

غرف خاصة مستقلة ، 

هادئة ومريحة ، 

وكأنها منفصلة عن العالم الخارجي ،

وعلى الطاولة توجد ورود أيضاً ؟ …


{ لا يبدو هذا … فطاولات شيانجو لا تضع تسعة وتسعين 

وردة حمراء ! }


نظر جيانغ شو إلى شين فانغ يو بريبة ——


شين فانغ : “ أنا الذي اشتريت الورود .”


جيانغ شو: “……”

قال وهو يعدد : “ زي أرنب ، ورود ، وعشاء فاخر…” 

ثم علّق: “ هذه طريقة اعتذار مبتذلة جدًا "


وربما لا يضاهيها في الابتذال إلا اعتراف على شكل قلب من 

الشموع أسفل المبنى


قال شين فانغ يو بصدمة وكأنه يشكك في معنى الحياة : “ مبتذلة ؟ 

هذه الخطة صممها لي مدرّب علاقات حاصل على 

الميدالية الذهبية ، استأجرته من تاوباو بمئتين وخمسين يوان !”


وأخرج هاتفه ليُري جيانغ شو فاتورة الدفع ، 

لكن الأخير دفع الهاتف بعيدًا وقال: “ هل كنت تعلم أن 

الورود الصفراء هي التي تُستخدم للاعتذار ؟”


قال شين فانغ : “ أعرف ، لكن المدرّب الذهبي قال إنه يضع 

سمعته على المحك ليؤكد أن الورود الحمراء ستنجح أكثر .”

وأضاف بثقة: “ المئتان وخمسون يوان كانت صفقة رابحة .”


فجأة تذكّر جيانغ شو كيف شكا وو روي مؤخرًا من أنه يعمل 

حتى الموت بين العمليات والعيادات الخارجية

فقط لتقوم زوجته الحامل بإنفاق راتب شهر كامل على دورة 

تعليم للجنين من مدرّب ذهبي


كانت زوجته تقول إن التعليم يجب أن يبدأ والطفل ما يزال 

في رحم الأم ، 

وأن البدء بعد الولادة يعتبر متأخرًا جدًا 


لم يكن جيانغ شو قادرًا على فهم ما يلقّنه هؤلاء المدرّبون الذهبيون للناس 


نظر إلى رأس شين فانغ يو —- متسائلًا كيف أصبح هذا 

الشخص طالبًا متفوقًا في يوم من الأيام ، 

وهو شبه متأكد أنه عندما يكبر سيكون من أكثر الأشخاص 

عرضة لعمليات الاحتيال الهاتفية ~~~


فقال له بلا رحمة: “ إذا كنت لا تريد المال ، فيمكنك أن 

تعطيه لشخص محتاج .”


تأثر وجه شين فانغ يو قليلًا وقال : “ إذن… كانت مبتذلة 

فعلًا أليس كذلك ؟”


وعندما رأى جيانغ شو هذه النظرة على وجهه ، 

توقّف رأسه عن الإيماء في منتصف الطريق 


شين فانغ يو: “ لكن لا بأس… المهم أنني تمكنت أخيرًا من إخراجك ...أنا في نوبة العمل الثالثة اليوم ، 

وأخشى أن يتم استدعائي إلى القسم في أي لحظة .”


لم تكن نوبة العمل الثالثة تتطلب البقاء في غرفة مناوبة المستشفى، 

وكثير من هذه النوبات في المستشفيات مجرد إجراء شكلي، 

لكن مع كثرة المرضى وكثرة الأطباء المناوبين في جيهوا، 

لم يجرؤ شين فانغ يو على التهاون، وظل يراقب هاتفه تحسبًا لأي رسالة


جيانغ شو: “ ولماذا كان لا بد أن يكون اليوم تحديدًا ؟”


شين فانغ : “ زي الأرنب وصل اليوم فقط . 

طلبتُ تصميمه خصيصًا ليشبه الأرنب الموجود على 

سريرك ، تحسبًا ألا تتعرف عليّ… ومع ذلك ، لم تتعرف عليّ فعلًا .”


— كان يتذكر كيف أن جيانغ شو مرّ بنظره من فوقه مباشرة 

وركض نحو الرصيف ليستوقف سيارة أجرة، 

فما كان منه إلا أن لحق به وربّت على كتفه


جيانغ شو: “أعني… كان بإمكانك الانتظار حتى الغد أو بعده…”


فأجابه شين فانغ يو بصوت منخفض : “ لا أريد الانتظار يومًا آخر . 

كلما رأيتك لا تتناول الفطور ، أقلق أن تصاب بآلام المعدة مجددًا .”


كان ضباب أبيض خفيف يلف الطاولات والكراسي المنحوتة 

على الطراز الصيني ، 


وتقدّم نادل أنيق وهو يحمل صينية بنية داكنة ، 

يضع طلبات شين فانغ يو حول باقة الورود


توفو وينشي، وملفوف مسلوق، وحساء ' بوذا يقفز فوق السور' … كلها أطباق مغذية


أراد جيانغ شو أن يسأله عن سبب قلقه عليه ، 

لكن ما إن خطرت له الفكرة حتى تذكر كلمة ' صديق '

المكتوبة على بطاقات القرعة التي أعطاه شين فانغ يو إياها


{ هل كان شين فانغ يو يعتبرنا أصدقاء بالفعل ؟


أم أنه الآن فقط صار يراني كصديق ؟ }


كان ينوي أن يسأله ، لكن قبل أن يفعل ، 

رنّ هاتف شين فانغ يو


تلقى فم الغراب الأول في جيهوا مكالمة عاجلة من المستشفى


أغلق الهاتف، ونهض، وقال لجيانغ 

 وهو ينزع زي الأرنب: “ تناول طعامك أنت أولًا ، لا تشغل بالك بي "


جيانغ شو: “ أي حالة ؟”


قال شين فانغ : “المريضة الحامل بثلاثة توائم في السرير رقم 23 

أخبرتُ المناوب أن يتصل بي سواء كنت في النوبة أم لا، 

طالما أنها في حالة ولادة .”


تذكر جيانغ شو أيضًا المريضة في السرير 23، فقد كانت 

حالتها معقدة وعُرضت أكثر من مرة في الاجتماعات 

الجماعية كحالة ذات أولوية


مخاطر الحمل المتعدد كانت عالية ، 

وقد اقترح المستشفى عدة حلول رفضتها المريضة جميعها


ولأجل السلامة ، نصحتها النائبة كوي وشين فانغ يو بالخضوع لعملية قيصرية ، 

لكن المريضة كانت تأمل في الولادة الطبيعية ، 

فتم الاتفاق أخيرًا على السماح لها بالمحاولة


في المستشفى ، الأطباء ليسوا أوصياء على المرضى ، 

ولم يكن أمام شين فانغ يو خيار سوى متابعة تلك المريضة العنيدة عن كثب


قال وهو يضع زي الأرنب في رأسه : “ يجب أن أذهب الآن… 

آسف لأنني أفسدت اليوم . 

هل يمكنك قبول اعتذاري ؟ 

سأفكر في شيء آخر غدًا .”


جيانغ شو: “ لا بأس "


لمعت عينا شين فانغ يو: “ إذن… لم تعد غاضبًا مني ؟”


فأجابه جيانغ شو وهو يرمقه بنظرة : “ السرير 23 بانتظارك .”


شين فانغ يو: “ حسنًا .” 


كانت عيناه تحملان ابتسامة وهو يبتعد بخطى سريعة حاملاً زي الأرنب ، 

ولوّح له قبل أن يغادر الباب : “ سأتواصل معك لاحقاً .”


أعاد جيانغ شو نظره إلى طاولة الطعام ، 

ليستقر على طبق توفو وينشي


كانت قطع التوفو المقطّعة بدقة شديدة متناثرة في حساء 

الدجاج الأصفر الفاتح، 

مرتبة على شكل زهرة أقحوان، 

وبجانبها خس بلون أخضر ليموني، 

تتوسطه حبة من التوت الأحمر ، 

ليكمل المشهد بألوانه الجميلة


بعد لحظة صمت ، وضع عيدانه جانبًا وقال 

للنادل: “ غلفه "


ارتعشت شفتا جيانغ شو قليلًا وهو يشاهد الطبق البديع يهبط إلى علبة طعام عادية، 

ليفقد فورًا بريقه، 

وكأنه لؤلؤة سقطت في التراب، 

حتى صار يبدو كأي طبق منزلي عادي


{ من أصل 1288 يوان للشخص ،،، 

يبدو أن ألف منها كانت ثمن العرض الشكلي ! }


قال النادل وهو يناوله العلبة : “ سيدي ، هل تحتاج إلى 

كيس للورود؟” 

ثم ألقى نظرة متفحصة على الباقة الموجودة على الطاولة


أجاب جيانغ شو: “ لا "

كان على وشك أن يقول إنه لن يأخذها معه، 

لكنه توقّف فجأة


كانت الورود المتفتحة تفوح بعطر حلو ما زال يملأ أنفه


———————-



وفي طريق جيانغ عائدًا إلى المكتب وهو يحمل الباقة بين ذراعيه ، 

لم يفهم سبب أخذه لها في النهاية


وقف أمام مدخل المكتب للحظة ، مترددًا ، 

ثم لمح عاملة النظافة تمر بعربتها


تقدّم بخطوات ليرمي الورود ، لكن صوتًا مألوفًا قاطعه فجأة :

“ أخ شو! من الذي أعطاك هذه الورود ؟”


توقفت أفكار جيانغ شو في الحال


كان المتحدث هو يو سانغ


رفع رأسه لينظر إليه ، وخلال تلك اللحظة القصيرة كانت 

عاملة النظافة قد دفعت عربتها مبتعدة، 

فبقي واقفًا في مكانه محرجًا، 

وانتهى به الأمر حاملًا الباقة إلى الداخل


قال ببرود: “ عرض ترويجي من مطعم "


قال يو سانغ وهو يحدق في الباقة بريبة : 

“ أي مطعم هذا الذي يرسل كل هذه الورود ؟” 

ثم أضاف بنبرة فضولية واضحة : “ أكيد يوجد أحد يلاحقك ، صحيح ؟”


رد جيانغ شو ببرود : “ إذا أردتها ، يمكنني أن أعطيك إياها .”


ضحك يو سانغ : “ مستحيل ! لو أخذتها ، زوجتي ستضربني ضربًا مبرحًا .”


ألقى جيانغ شو نظرة سريعة على مقعد شين فانغ يو، فكان الكرسي فارغًا ، 

ومعطفه وزي الأرنب مرميان بإهمال على ظهر الكرسي


وضع علبة الطعام جانبًا واتجه نحو جناح الولادة


————-


جناح الولادة أكثر أماكن جيهوا ازدحامًا ، 


وبسبب محدودية الموارد الطبية ، 

تم وضع عدة أسرّة ولادة متجاورة


أصوات القابلات والنساء الحوامل تتعالى في الأجواء 


جيانغ شو يتفقد المكان بعينيه ، 

لكنه لم يرَى شين فانغ يو، فسأل طبيبًا في غرفة الولادة:

“ أين المريضة في السرير 23؟”


أجابه الطبيب: “ وضع الجنين ما زال على وضع الجلوس ، 

وحالته ليست جيدة ، فقرر الطبيب شين فانغ التحويل لعملية قيصرية .” ثم أشار برأسه نحو الخارج : 

“ لقد أرسل المريضة إلى غرفة العمليات منذ قليل .”


في الولادة الطبيعية ، يكون الوضع المثالي للجنين هو أن 

يكون الرأس أولًا ، 

أي أن يدخل رأس الطفل الحوض قبل البدء بعملية الولادة، 

أما وضع الجلوس فيكون فيه الردف أو القدمين أولًا ، 

وهو من الأوضاع الشائعة غير الطبيعية التي قد تصعّب الولادة


شعر جيانغ شو بالدهشة قليلًا ؛ فالمريضة في السرير 23 

وعائلتها كانوا عنيدين للغاية ، 

ولم يتوقع أبدًا أن يوافقوا على القيصرية


قال الطبيب : “ حمل ثلاثة توائم أمر محفوف بالمخاطر أساسًا ، 

وكانت الآلام شديدة ، وبمجرد أن أقنعها الطبيب شين فانغ 

بالعملية ، استسلمت الأم فورًا .”


أومأ جيانغ شو برأسه وعاد إلى المكتب


وبعد فترة ، حين حسب أن العملية ربما شارفت على الانتهاء ، 

أخذ علبة الطعام واتجه إلى استراحة غرفة العمليات 

ليستخدم الميكروويف في تسخينها


لكن ما إن فك عقدة كيس الطعام ، 

حتى سمع خطوات مسرعة وصوت ممرضة مرتبك ينادي :

“ فريق الإنعاش ! أبلغوا فريق الإنعاش فورًا !”


ارتخت يد جيانغ شو —- فسقطت علبة الطعام مجدداً على الطاولة 


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي