القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch5 | DJPWNK

 Ch5 | DJPWNK



كان من المفترض أن يكون هذا اليوم من أيام الربيع الدافئة 

في شهر أبريل ، 

لكن طبقة من الصقيع بدت وكأنها أحاطت بـ جيانغ شو

مما جعل يو سانغ يشعر بقشعريرة تسري على طول عموده الفقري


تُعد غرفة العمليات بيئة معقمة نسبيًا ، ورغم ذلك ، لم 

يكن يُمنع الأطباء والممرضون من الدخول بشكل صارم

بل حدث في السابق أن دخلت ممرضات للتفاخر عند ولادة توأم ، 

لكن هذه المرة الأولى التي يدخل فيها شين فانغ يو في غياب الطبيبة تشونغ لان


: “ صباح الخير طبيب جيانغ " قالها شين فانغ يو وقد ارتدى 

الزي الجراحي بالفعل، 

غير أنه لم يكن قد لبس الرداء المعقم بعد، 

مما يعني أنه مرّ هنا في طريقه إلى غرفة العمليات المجاورة


أغلب من في غرفة العمليات كانوا من طلاب جيانغ شو


جميعهم على علم بعدم انسجامه مع شين فانغ يو


خصوصًا في هذا اليوم الذي بدا فيه جيانغ شو محاطًا بهالة 

من الضغط المنخفض، لذا ، وباستثناء ممرضتين تحدثتا 

مع شين فانغ يو —- لم يجرؤ أحد على التفاعل معه


— لكن إن لم تأتِ الجبال إلي ، سأذهب أنا إليها —


اقترب شين فانغ يو مباشرةً من جيانغ شو —- وبدأ يحدّق فيه بطريقة غريبة


كان جيانغ شو يراقب عملية يو سانغ ، 

ولم يُظهر سوى جانبه لشين فانغ يو ،

لكن يبدو أن أقدام الأخير قد تجذرت في مكانه بجانبه ، 

إذ لم يتحرك قط


ظلّ نظره مثبتًا على وجه جيانغ شو حتى احمرّت أطراف أذنيه ~~~


لم يستطع جيانغ شو التحمل أكثر ، فسخر منه بنفاذ صبر : 

“ ما الذي تحدق فيه؟”


رمش شين فانغ يو بعينيه : “ أنظر إليك "


نظر جيانغ شو إليه بنظرة عميقة ، 

ثم التفت ونادى: “ يو سانغ "


ارتجف يو سانغ —- ، فقد شعر أن هناك شيئًا خاطئًا ، 

لذا لم يجرؤ على مناداته بـ ' الأخ شو ' كما يفعل عادةً ، 

وقال بدلًا من ذلك : “ ما الأمر طبيب جيانغ ؟”


سقطت نظرة جيانغ شو على المشارط المرتبة بعناية ، 

وكأنه يختار من بينها بعناية ،

وقد انعكس ضوء المعدن الفضي على نظارته 


: “ هل تعلم أن الحد الأدنى لعقوبة القتل الخطأ هو بضع سنوات فقط؟”


كان جيانغ شو لا يحب أن يُثقل نفسه بالكتمان ، 

بل يفضل مواجهة الأشخاص والأشياء المزعجة بشكل مباشر


حاول يو سانغ أن يثنيه بخوف : “ طبيب جيانغ لا يجب أن 

تفكر بهذه الطريقة "


لسببٍ ما، شعر شين فانغ يو فجأة ببرودة تسري في عنقه


وقد استحضرت رغبته في الهرب صورة في ذهنه : 

طفل يرفع لافتة تحذير ضخمة من خلف نافذة زجاجية ، 

كُتب عليها بخط عريض : [ اهرب! ]


لذا، تصرّف شين فانغ يو بقدرٍ من الحكمة وقال: 

“ أنت مشغول… سأغادر الآن "


نظر جيانغ شو إلى ظهر شين فانغ يو — وهو يكبت بانزعاج 

واضح ما يشعر به من ألم ، 

ثم بدأ يردد في داخله ثلاث مرات :

{ أنا طبيب جيد ، أنقذ الناس فقط ، لا أقتلهم }


عندها فقط تمكن أخيرًا من طرد صورة شين فانغ يو من رأسه


———————-



في المساء ، 


وبعد الانتهاء من الجراحة ، 

أخذ جيانغ شو وجبته المعتادة وقرّر أن يتناولها في منطقة 

الاستراحة الخاصة بغرفة العمليات، 

لكنه ما إن جلس حتى شهق فجأة من شدة الألم


أخذ نفسًا عميقًا ووجهه قاتم ، 

ثم أعاد تعديل وضعية جلوسه بهدوء وبطء ، 

محاولًا التخفيف من حدة الألم غير المريح


وبعد أن هدأ قليلًا ، فتح علبة الطعام


لم يأكل منها سوى بضع لقمات حتى لمح من بعيد شخصًا 

لا يخشى الموت يتسكع عند باب غرفة الاستراحة


تمنى في سره لثلاث ثوانٍ فقط ألا يكون شين فانغ يو


لكن للأسف ، دخل الرجل الغرفة ، أخذ كوب قهوة ، 

وجلس أمامه مباشرةً  ~~


لو لم تكن الطوابق التي تقع فيها إدارة القسم منخفضة جدًا 

ولا تكفي لإلقاء شين فانغ يو من النافذة وقتله ، 

وإن لم يكن سيضطر هو نفسه للاعتناء به بقية حياته ، 

لكان رماه الآن دون تردد


لم يفهم جيانغ شو ما الذي أصاب شين فانغ يو بالضبط ، 

كان يتمنى لو ينسى كل ما حدث بينهما الليلة الماضية 

ويتعامل معه كأي علاقة عابرة من طرفٍ واحد


وأقسم في سره ، أنه إن تجرأ شين فانغ يو على ذكر كلمة 

واحدة عمّا حصل ، فسيرسله إلى الجحيم فورًا


لكن شين فانغ يو بدا وكأنه لا يرى الضيق الواضح على 

وجهه ، بل بدأ يحدّق به مجددًا بنظرة غريبة ذات معنى


في تلك اللحظة ، أنزل جيانغ شو علبة الطعام على الطاولة بعنف ، 

وأمسك بياقة شين فانغ يو بيد واحدة ، ثم رفع قبضته


إلا أن شين فانغ يو —- وعلى عكس المتوقع، أظهر نظرة فرح وقال:

“ إذاً ! لديك شامة فعلاً تحت عينك !”

ثم تابع، وكأنه يحدّث نفسه:

“ يبدو أن التفاصيل التي تُلاحظ لاواعيًا تبقى في الدماغ لوقت طويل ! ”


كان الأمر غريبًا ، أقل ما يقال فيه ، إذ إنه بعد أن شرب مع 

جيانغ شو في الليلة الماضية ، رأى حلمًا عنه ، 

ولم يتذكّر من الحلم إلا أن هناك شامة تحت عين جيانغ شو


وعندما استيقظ في غرفة الفندق ، 

ذهب إلى مكتب الاستقبال لتسوية الحساب ، 

ورأى سجل الدفع على هاتفه ، فافترض أنه قضى الليلة وحده


لكنّه شعر بغرابة طوال الصباح… لم يكن يومًا يهتم ما إذا 

كان لدى جيانغ شو شامة تحت عينه أم لا


لكنه ما إن وصل إلى المستشفى ، حتى راوده فضول شديد ليتأكد بنفسه


لكن قناع جيانغ شو ونظارته في غرفة العمليات كانا 

يحجبان وجهه ، كما أنه رفض أن ينظر إليه ، 

ولم يكن يريد أن يطيل التفكير في هذا الأمر ، 

ومع ذلك… لم يستطع إخراجه من رأسه رغم انقضاء نصف يوم العمل


كان الطبيب شين يخشى أن يُحرم من النوم بسبب هذا 

الفضول ! ، لذا قرّر أن يُلقي نظرة جيّدة على وجه جيانغ شو 

ليتأكد ما إذا كانت هناك شامة تحت عينه أم لا


وبعد أن كاد يتعرض لتشويه وجهه على يد جيانغ شو


تمكّن أخيرًا من رؤية شامة الدمعة اللامعة تلك عندما 

أمسكه الأخير من ياقة قميصه



“ اللعنة ! كيف بدأت المعركة ؟!”


“ أخي جيانغ هل كل شيء على ما يرام؟!”


سمع عدد من الأطباء الضجة فجاؤوا مسرعين إلى الداخل


وكما هو متوقع ، كان الأمر بين الطبيب جيانغ والطبيب شين مجددًا


وقف المتدربون خلف معلميهم المحتملين ، 

يملؤون الجو توترًا ، وكأن الحرب ستندلع في أية لحظة


حدّق جيانغ شو بشين فانغ يو بنظرة نارية ، 

لكنه بالنهاية لم يضربه ، واكتفى بالقول:

“ هذا مستشفى ، لذا لن أتشاجر معك هنا ، تعال إلى 

صالة الملاكمة يوم السبت بعد انتهاء الدوام ، 

ومن لا يأتي ينادي الثاني ' جدي ' "


ثم أخذ علبة الغداء ، ورماها في سلة المهملات ، وغادر المكان



ضحك شين فانغ يو خلفه، ولم ينس أن يصب الزيت على النار وهو يقول:

“ هل كليتاك ضعيفتان؟ أم أنك أفرطت في مشاهدة 

الأفلام الليلة الماضية ؟ وجهك شاحب .”


توقف جيانغ شو —— الذي غطّت وجهه سحابة من 

الغضب ، وكاد أن يردّ بجملة :

' أعتقد أنك أنت من أفرطت البارحة '

لكنه فجأة أدرك شيئ


{ شين فانغ يو ….. يبدو وكأنه قد نسي ما حدث البارحة }



——-


تمتم جيانغ شو ببرود وهو يخرج سيارته من المواقف :

“ نسيانه نعمة …. الأفضل أن ينسى كل شيء تمامًا،

حتى لا أضطر لقتله ”


ازدحام المرور في طريق العودة إلى المنزل كان لا يُطاق


وباعتبارها مدينة مكتظة بالعاملين والموظفين ، 

فإن ساعة الذروة المسائية في المدينة A كانت على قدر 

سمعتها، وتستمر من بداية المساء وحتى منتصف الليل


كان جيانغ شو عالقًا في منتصف الطريق ، 

لا يستطيع التقدّم ولا الرجوع ، 

وكأن العالم بأسره يتآمر ضده


قال لنفسه مهدئًا :

“ لا بأس ، لا بأس … مجرد أنني نمت مع شين فانغ يو

لنتعامل معها وكأنها عضة كلب ...”


وبعد أن أعاد ترتيب أفكاره عدة مرات ، 

استسلم جيانغ شو أخيرًا للواقع


و اعترف بأن عضة الكلب كانت مؤلمة بعض الشيء


لكنه أقسم أن كرامته لن تتحطم أبدًا أمام شين فانغ يو


نظر من نافذة السيارة ، ليجد نفسه بجانب ذلك “البار 

المعتوه” الذي دخل إليه بالأمس، “بار الجحيم”


والآن وقد حلّ النهار ، بدا اسمه أقل إثارة للانتباه بعد أن 

خفّت الأضواء الصاخبة


لكنه لاحظ وجود مجموعة من رجال الشرطة متجمهرين 

عند المدخل، 

يتهامسون فيما بينهم، فسأل أحدهم :

“ يا أخ ما الذي يجري هنا ؟”


أجابه ضابط ذو ملامح صارمة :

“ هذا البار مشتبه ببيعه كحولاً مغشوش ، 

ونحن نتحقق من الضحايا الآن .”


“…”


جيانغ شو :

“ كم سنة سيُحكم على صاحبه ؟”


الشرطي:

“ يصعب القول ، لكن الوضع سيئ جدًا ، 

وتقديرنا المتحفظ هو عشر سنوات .”


: “ جيد، جيد جدًا ،” فكّر جيانغ شو

{ بل الأفضل ألا يخرج من السجن أبدًا }


ثم سحب نظره بوجه خالٍ من التعبير ، 

وبعد لحظات طويلة ، 

ضرب جبهته بقوة على عجلة القيادة


{ الكحول المغشوش… مؤذٍ للغاية }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي