القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch5 | DSYOM

 Ch5 | DSYOM



[ عندما تأتي الأحزان ، لا تأتي فرادى ، بل في أسراب ]


عندما التحق وين دي بجامعة T، 

كان في الحرم الجامعي 19 مطعم


وبحلول سنته الرابعة في الدكتوراه ، 

ارتفع العدد إلى 23 مطعم ( بما في ذلك مطعم الموظفين)


من بطّ بكين المشوي إلى فطائر الدوريان ، 

ومن شوربة لحم الغنم مع الكعك إلى الهوت بوت الحار ، 

تنوّع الطعام كان كافيًا ليقضي ثماني سنوات دون أن يملّ منه


ولهذا السبب، حتى بعد أن انتقل من السكن الجامعي، نادرًا كان يطبخ لنفسه

فقد كانت وجبات الكافتيريا مدعومة بنسبة 70% من الحكومة، 

مما جعلها أكثر توفيرًا بكثير من شراء الطعام وإعداده في المنزل


وإن أراد بيئة هادئة لتناول الطعام، كان ببساطة يطلب الوجبة سفريًا ويعود بها إلى المنزل


وبوجود قدر وميكروويف، لم تكن المسألة معقدة حتى في منتصف الشتاء


لقد كان يومًا مثمرًا بحق — في الظهيرة التقى بالشخص 

الذي يكنّ له مشاعر ، ورتّبا لتناول الطعام سويًا


وفي المساء ، تلقّى رسالة رفض من مجلة ' مراجعة الأدب 

الأجنبي ' ورغم أن الرفض ليس خبرًا سارًا ، 

إلا أن الرفض السريع عندما لا يكون هناك أمل يُعدّ نوعًا من

الارتياح


وقد أُعجب بسرعة الرد


تشاجر هو والعجوز ليو طويلًا حتى تمكن من إقناعه بالتخلي 

عن فكرة إرسال بحثه إلى مجلة من الفئة C، 

وأن يتوجه بدلًا من ذلك إلى مجلة جامعة S


مع بزوغ أمل نشر بحثه ، تحسّن مزاج وين دي


وقرّر أن يدلّل نفسه بوليمة فاخرة كلّفته ثلاثين يوانًا ، 

فاشترى أرز الدجاج على الطريقة الهاين وبطًّا مشويًا، 

ثم صعد إلى الطابق الرابع ليشتري كعكات القرع.


وعندما عاد إلى السكن ، رتّب المائدة بأكملها وسكب كوبًا 

من العصير، شاع في نفسه شعور بأن الحياة جميلة، والمستقبل مشرق


كانت رائحة الطعام الزكية تعبق في المطبخ، 

تثير الشهية وتجعل الأصابع ترتجف شوقًا


أخذ قطعة من البط وكان على وشك أن يلتهمها … 

لولا أن شيئًا ما جذب انتباهه من خارج النافذة …


{ … ما هذا ؟ }

 

أنزل عيدانه من يده وحدّق بانتباه { … دخان ؟ }


في البداية كان خيطًا رفيعًا ، و سرعان ما أصبح أكثر كثافة ، 

متسللًا إلى داخل المطبخ عبر النافذة ، 

مغطّيًا المائدة بطبقة رمادية خانقة


كان الدخان يحمل رائحة نفّاذة ، حارقة ، ومتفحّمة ، 

تسلّلت من أنفه إلى أعلى رأسه ، 

وأطلقت صدمة في خلاياه العصبية جعلتها تنتفض جميعها


بدأ وين دي يسعل بعنف ، والدموع تنهمر من عينيه


حلقه الملتهب أصلًا بفعل تلوث هواء بكين كان على وشك أن ينفجر


أسرع إلى النافذة أغلقها ثم أغلق القفل ، 

ثم فتح باب غرفة النوم مندفعًا نحو الشرفة ، 

يستنشق الهواء النقي بكل ما أوتي من قوة


لم يكن قد أخذ نفسًا كاملاً بعد ، 

حتى غطت القشعريرة جسده — الرائحة المحترقة قد غزت الشرفة أيضًا ——


عطس ، ثم أمسك أنفه وركض عائدًا إلى الداخل ، 

وعاد إلى نافذة المطبخ ، فتحها بغضب ، 

وأطلّ منها بحثًا عن مصدر الدخان


لم يحتاج وقتًا طويلًا حتى وجده — أعمدة كثيفة من 

الدخان تتصاعد من مطبخ الجار المجاور ، 

تنساب مع الرياح نحو شقته


كان الدخان كثيف لدرجة أنه حجب الرؤية خارج النافذة


{ ما هذا بحق الجحيم !!! 


أولًا أزعج سمعي ، والآن جاء ليقضي على حاسة الشم ؟ 


هل ينوي حرق أعضائي الداخلية أيضًا ؟! }


أخرج وين دي هاتفه ، فتح تطبيق ويتشات، 

أزال الجار من قائمة الحظر، 

وبدأ يكتب وهو يضرب الشاشة بأصابعه غيظًا :


[ هل بيتك يحترق ؟؟]


الجار: [؟]


وين دي: [ من أين جاء كل هذا الدخان في بيتك ؟]


الجار: [ حادث صغير أثناء الطهي .]


وين دي: [ حادث صغير ؟!]


الجار: [ فتحت النوافذ للتهوية .]


وين دي: [ آه حقًا ؟ وكل الدخان يأتيني أنا ؟! 

فكر في اتجاه الرياح قبل أن تفتح نوافذك على الأقل !]


الجار: [ مطبخي على الطراز الغربي، لا يحتوي على شفاط .]


وين دي: [ إذًا لا تطبخ أشياءً تسبب كل هذا الدخان ! 

أنت طباخ سيء وثقتك بنفسك أكبر من اللازم !]



شغله الجدال عن الحذر ، 

فانتهى بوين دي وهو يأخذ نفسًا عميقًا عن طريق الخطأ ، 

فأُصيب بنوبة سعال عنيفة مجددًا


هزّ رأسه غيظًا، وأغلق النافذة مجدداً 


{ كيف يمكن لشخص أن يكون سيئًا في الطهي إلى هذه الدرجة؟! 


ما حدث لم يكن مجرد احتراق طعام، بل كان أقرب إلى حرق فحم! }


وين دي:

[ كنت أظن أنك فقط بلا موهبة في الموسيقى ، 

لكن الآن اتضح لي أنك فاشل في كل شيء .]


الجار:

[ ولا مرة أحرقت فيها شيئًا من قبل ؟]


وين دي:

[ المستوى الذي وصلت إليه لا يُسمى حرقًا ، بل تصنيع قنبلة بيولوجية !]


الجار:

[ أسلوبك المبالغ فيه تمامًا مثل أسلوب إلهك المفضل .]


وين دي:

[ لو كانت لديك حاسة سمع أو شم سليمة ، لكنت عرفت 

كم أنني واقعي تمامًا في وصفي .]


ثم بدأ وين دي يتساءل من جديد — فإلى جانب رائحة الاحتراق ، 

كان هناك أيضًا رائحة نفّاذة ، حارّة ، ونتِنة للغاية ،

فسأل :

[ ما الذي أحرقتَه بالضبط ليخرج كل هذا ؟ 

سمكة ميتة منذ ثلاثة أشهر مع فلفل حار ؟ ]


الجار:

[ ضفادع ، وخنافس ، وخفافيش ~ .]


انتفض وين دي فجأة وبدأ ينظر حوله بشكٍّ 

{ — هل يملك هذا الشخص قدرة على قراءة الأفكار؟ 


كيف عرف أنني ألعنه داخلياً ؟! }


ثم انفجر غضبًا مجددًا من هذا الرد الساخر المثير للأعصاب ، كعادته 


وين دي : [ هل ستموت إن توقفت عن التهكم والسخرية ؟]


الجار:

[ ألم تكن من كبار عشاق شكسبير ؟ 

كيف تُعد كلمات من تُحبها تهكمًا ؟]


سخر وين دي وأجاب:

[ تدّعي أنك تكرهه ، ومع ذلك تحفظ أقواله عن ظهر 

قلب وتعرف تفاصيل مسرحياته كأنها كُتبت على راحة يدك . 

لست كارهاً لشكسبير ، بل مجرد معجب خجول يخفي هوسه .]


الجار:

[ خط اليد في تلك الملاحظة كان قبيحًا لدرجة أنه ترك أثرًا لا يُنسى .]


حدّق وين دي في شاشة هاتفه ، مدّ إصبعه ، 

نقر على الزاوية اليمنى العليا ، حظر جهة الاتصال ، 

ثم أطفأ الشاشة


{ ما حاجتي للاهتمام بمجنون مثله أصلًا ؟! }


وضع هاتفه بغضب ، وحدّق بأسى إلى المائدة 


بعد أن استنشق السموم بصمت ، 

واحتمل السخرية والضيق ، 

كانت الطامة الكبرى هي—أنه خسر الجدال مجددًا


نظر إلى الطعام الذي أصبح الآن باردًا ، 

تناول قطعة دجاج ، عضّ منها لقمة صغيرة ، ثم أعادها إلى الطبق


رغم أن النوافذ كانت مغلقة ، ظلّ في المنزل رائحة غريبة ، 

نفّاذة وحارقة إلى حدّ جعل المعدة تنقلب وفقد الشهية تمامًا


صر وين دي على أسنانه من الغيظ ، 

ثم أمسك هاتفه وفتح تطبيق ويتشات


كان بحاجة إلى شخص يفرغ عنده ما تراكم من صدمة نفسية أصابته لتوه


تصفّح قائمة جهات الاتصال ، 

حتى استقرّ على صورة الملف الشخصي لزميله القديم “جيانغ نانزي”


كان وين دي وجيانغ نانزي قد درسا في نفس المدرسة الثانوية ، 

لكن تعارفهما الحقيقي كان من خلال حبيب وين دي 

السابق ' هيي ونشوان ' إذ كان جيانغ نانزي وهيي ونشوان 

صديقين منذ الطفولة ، 

وكلاهما ينتمي إلى دائرة أبناء الطبقة الثرية


وعندما كان وين دي على علاقة بهيي ونشوان 

اندمج في هذه الدائرة وتعرّف على العديد من النخبة


وبعد الانفصال ، لم يبقَى إلى جانبه سوى جيانغ نانزي


ورغم أن هذا الوفاء يُعزى جزئيًا إلى كون جيانغ نانزي يُعتبر 

شخصًا ' غريب الأطوار ' — إذ اعتبره الآخرون مختلًا — إلا 

أن وين دي ظلّ ممتنًا له على كل حال


لقب ' المجنون ' قاسٍ، بل ومهين ، 

لكن في حالة جيانغ نانزي لم يكن بعيدًا عن الحقيقة


في العام الماضي فقط ، سمع وين دي أنه قفز في حوض 

مملوء بقناديل البحر إيروكاندجي — واحدة من أكثر أنواع 

القناديل سُمية في العالم ، 

إذ تكفي لسعة واحدة منها لقتل خمسة عشر شخص


وبعد إصابته ، نُقل إلى المستشفى فورًا ، 

وقضى يومين كاملين يتلوّى على السرير وهو يعاني من 

تشنجات مؤلمة لا تتوقف


ومع ذلك، فما إن خرج من المستشفى، حتى أمسك بقنديل 

بحر آخر بيديه العاريتين ، 

يتأمل مجساته التي بلغ طولها ثلاثة أمتار وهي ترفرف حوله، 

تُلامس شفتيه من حين لآخر


وقد صوّر أصدقاؤه ذلك المشهد ، ونشروه على يوتيوب ، 

مما أثار ضجّة كبيرة


أما جيانغ نانزي فلم يكتفِ بعدم الاكتراث ، بل أرسل رابط 

الفيديو بنفسه إلى وين دي


كان الجميع يقول إن سلوكه المتمرد هذا ما هو إلا محاولة 

يائسة للفت انتباه والديه


فقد وُلد جيانغ نانزي لأب وأم من عائلتين مرموقتين

وقد اتّسمت سنوات زواجهما الأولى بالشجار الصاخب 

والمشاهد الدرامية


وبعد طلاق عسير ، استمرّا في التزوّج والطلاق مرارًا ، 

كما لو أن الأمر منافسة بينهما


وكان لدى جيانغ نانزي عدد من الإخوة والأخوات غير الأشقاء ، 

وكلّ منهم لا يحظى سوى بأيام قليلة يقضيها مع والديه


وبدون تصرفات “استثنائية”، كان من الصعب جذب الانتباه 

وسط الزهور التي تحوم حولها الفراشات والزيز


ومع ذلك ، لم يكن وين دي مقتنعًا تمامًا بهذا التفسير — أو 

على الأقل لم يكن مقتنعًا به كليًا


فبعد حادثة قنديل البحر ، سأله مباشرةً :

لماذا لم تقترب من الأمر بشكل علمي أكثر ؟ 

لماذا لم تأخذ فأر تجارب ، وتثبّته على منضدة وهو مقلوب على ظهره ، 

وتلصقه بشريط ، ثم تحقنه بالسم وتراقب 

تشنّجاته حتى يموت ، لتدرس تأثير السم بموضوعية ؟


هزّ جيانغ نانزي كتفيه وقال :  

" أنا أحب الكائنات البحرية… وأحب الكائنات البرية أيضًا "  


بدت نبرته وكأنها مزحة ، لكنها أيضًا لم تكن كذلك


في كل الأحوال ، لم يكن وين دي قادرًا على فهمه تمامًا — 

بل لم يفهم حتى لماذا يصادقه أصلًا


بعد تخرجهما من الثانوية ، التحق كلٌّ من وين دي وجيانغ نانزي بجامعة T

وظلا زميلين لمدة أربع سنوات


وخلال دراسته للدكتوراه ، انتقل جيانغ نانزي إلى جامعة برينستون، 

لكنهما استمرّا في التواصل الدائم عبر الإنترنت، 

وكانا يلتقيان كثيرًا خلال العطل الصيفية والشتوية في 

الصين، فبقيت صداقتهما متينة


وليس ببعيد ، في أحد دروس الهندسة المعقّدة ، أمطره 

وين دي بسيل من الأسئلة الرياضية التي لم يعرف جيانغ نانزي إجاباتها ، 

لكنه مع ذلك ظلّ صبورًا


ومع مرور السنوات وتعمّق الفهم بينهما، 

بات وين دي يعتقد أن جيانغ نانزي، رغم جنونه، إلا أنه شخص متفهم


فكّر وين دي مليًّا بكيفية اختيار كلماته ، 

ثم بالغ في وصف الإزعاج الذي سبّبه له جاره بمقدار 

خمسين بالمئة ، 

وأرسل إلى جيانغ نانزي رسالة طويلة ، ختمها بثلاث علامات تعجّب :  

[ هل هذا الشخص مجنون !!]  


بعد خمس دقائق ، جاءه الرد من جيانغ نانزي:  

[ نعم ]  


عبث وين دي رأسه بتساؤل :  

{ هل الاختصار صار موضة هذه الأيام ؟ 

لماذا لا يستطيع لا الحبيب المُعجَب به، ولا أصدقائي 

أن يكوّنوا جملة من ثلاث كلمات حتى ؟  }


ظلّ يطلب دعمًا نفسيًا :  

[ لقد تطاول حتى على شكسبير ! كيف أتحمّل ذلك ؟]  


وبعد فترة ، جاء الرد من جيانغ نانزي بنبرة هادئة:  

[ لكلٍّ ذوقه .]  


{ اللعنة ، لقد نسيت أن جيانغ نانزي لا يحب الأعمال الأدبية أصلاً }


فالأخير يرى أن الروايات والمسرحيات تفتقر إلى الكثافة المعلوماتية ، 

وأن تلك التحف التي تتعدى الألف صفحة مليئة بالحشو والكلام الفارغ


توقف وين دي لحظة ، ثم كتب:  

[ القناديل لا تمتلك أدمغة ، فما الفائدة من دراسة 

مخلوقات بهذه الضحالة ؟]  


وبمجرد أن أرسل الرسالة ، رنّ الهاتف بمكالمة فيديو ~~~ 


ابتسم وين دي وضغط زر الرد


وفي اللحظة التالية ، جاءه صوت غاضب من الطرف الآخر:  

" ماذا قلت للتو ؟ قلها مجدداً !"  


ردّ وين دي بجدية مصطنعة :  

" أرأيت ؟ 

أليست هذه النوعية من الناس ، التي تهاجم أبحاث 

الآخرين ، شريرة وتستحق العقاب ؟"  


ساد الصمت للحظة ، ثم جاء الرد بصوت قاتم :  

" يجب رميه في حوض إيروكا "


ارتبك وين دي :  

" من إيروكا ؟"  


: " قنديل الإيروكاندجي الخاص بي "


لم يعلّق وين دي على حقيقة أنه أطلق اسمًا على قنديله 

السام ، بل أومأ برضا:  

" ارمه فورًا !!!"  


وبعد أن وجد حليفًا يشاركه كراهيته للعدو ، 

شعر وين دي ببعض التحسّن ، 

وبدأ الجوع يعود تدريجيًا إلى جسده


أخرج سماعات الأذن، وضعها، وحرر يديه ليغوص في طبق 

البط المشوي بشهية مفتوحة


وفي الوقت نفسه ، سأل صديقه القديم بعفوية عن آخر مستجداته


كان جيانغ نانزي يتمتع بقدرات أكاديمية فائقة


بدأ مسيرته البحثية منذ سنته الثانية في الجامعة ، 

وفاز بلقب البطولة في مشروع "شينغهو"، وهي مسابقة 

علمية على مستوى جامعة T


وبطبيعة الحال، لم تكن لديه أي مخاوف بشأن التخرج كما هو حال وين دي


و ذكر له أنه مؤخرًا اكتشف وجود قناديل صندوقية في خليج آخر ، 

ولاحظ أن نطاق حركتها قد اتسع


ومع تفاقم التلوث العالمي ، كانت الحياة البحرية تُسحق 

تحت الضغوط ، 

فإما أن تتناقص أعدادها أو تنقرض ، 

في حين أن القناديل وحدها صارت أكثر نشاطًا وانتشارًا من أي وقت مضى


سأله وين دي:

“ وماذا عن حياتك العاطفية ؟”


فأجابه جيانغ نانزي بهدوء :

“ كما كانت دائمًا ، الناس يأتون ويذهبون .”


كانت علاقات جيانغ نانزي العاطفية كثيرة كقصص دون جواب ، 

لكن جميعها كانت عابرة لا أكثر


وإن كان هناك ما يمكن أن يُسمى حبًا حقيقيًا في حياته ، 

فربما كان موجهًا لقناديل البحر


وكان وين دي مقتنعًا تمامًا أنه إذا شرّعت أي دولة في 

العالم زواج الكائنات المختلفة الأنواع ، 

فسيكون جيانغ نانزي أول من يستخرج شهادة زواج مع قنديل بحر ~~~


وفجأة، سأله جيانغ نانزي:

“ لماذا كنت في الحمّام كل هذا الوقت ؟”


استغرب وين دي:

“ ماذا ؟”


أوضح جيانغ نانزي:

“ لا أتكلم معك ، كنت أكلّم توماس .”


ولم يسأله وين دي شيئًا بعد ذلك


ظلّ جيانغ نانزي يتمتم ببعض الكلمات الأخرى:

“ لا تطلب دجاجًا مقليًا ، لا أريده .

تحرّك قليلًا ، تحجب عني التلفاز .”


يبدو أنه كان يتحدث مع توماس فعلًا


وبعد أن انتهى من محادثته الجانبية ، 

عاد جيانغ نانزي ليكمل حديثه مع وين دي، وقذف بقنبلة فجأة،

 دون أي تمهيد:

“ بالمناسبة ، قابلت هيي ونشوان قبل أيام .”


ثم عمّ الصمت من الطرف الآخر


كان وين دي يعرف تمامًا ما يعنيه هذا الصمت — جيانغ 

نانزي كان أول شاهد على تلك الكارثة التي كانت تسمى

 ' انفصالهم ' في ذلك الوقت


ويبدو أن خمس سنوات لم تكن كافية لمحو الكراهية لشخص بعينه


فور أن سمع الاسم ، شعر وين دي بموجة من الغثيان تعتلي صدره ، 

فوضع عيدانه جانبًا


وبعد لحظة تأمل في كيفية الرد ، 

لم يجد أفضل من جملة مختصرة :

“ ما زال حيًّا ؟”


سارع جيانغ نانزي بتقديم تقرير مفصّل عن حالة صديقه منذ الطفولة :

“ حي يُرزق ! بل ونشيط جدًا !! 

يمتلك شركة ذكاء صناعي في وادي السيليكون اسمها (فانغو)، 

متخصصة في التوصيل بدون سائق . 

تم إدراجها في بورصة ناسداك في أغسطس الماضي، 

وقيمتها السوقية الآن تتجاوز ستة مليارات دولار. 

بالمناسبة ، هل تجاوز سعر الصرف السبعة ؟ 

كم يساوي هذا بالرنمينبي؟”


انفجر وين دي غاضبًا :

“ لماذا تسرد لي كل هذه التفاصيل ؟! 

من طلب منك أن تخبرني بحياة هذا الوغد المذهلة ؟ 

قل لي عن مصيبة حصلت له! 

ألم يتعرض لكارثة أو مصيبة ؟!”


أطلق جيانغ نانزي صوتًا خافتًا كمن يهمس “هسسس…”، ثم صمت طويلاً


لم يعرف وين دي ما إذا كان يتحدث مجددًا مع توماس، 

أم أن من الصعب فعلًا العثور على مصيبة في حياة هيي ونشوان


أخيرًا، قال جيانغ نانزي:

“ تطلّق ”


صمت وين دي للحظة ، ثم انتفض واقفًا فجأة :

“ وهل تُعد هذه مصيبة ؟ بالنسبة لشخص مثله ، الطلاق يعني التحرّر ! 

لماذا لم تدفعه إلى بركة مليئة بقناديل الإيروكاندجي؟!”


ضحك جيانغ نانزي:

“ بالنهاية هو صديق طفولتي . 

تريدني أن أقتل من أجل المال ؟”


تنهد وين دي، وهو يشعر بخيبة أمل صغيرة — { حتى 

المجنون له حدود أخلاقية }


ثم ألقى جيانغ نانزي قنبلة أخرى :

“ أوه ، وسيعود إلى الصين قريبًا .”


وكان المعنى واضح —- فاكتفى وين دي بابتسامة ساخرة وقال:

“ وما علاقتي أنا بهذا ؟”


جيانغ نانزي:

“ شركته الجديدة في تشونغوانتسون. بل وسأل عنك أيضًا ”


رفع وين دي عينيه بتذمر:

“ وماذا يريد الآن ؟”


جيانغ نانزي:

“ قال إنه اشتاق إليك كثيرًا ، وسألني عن حالك . 

كما قال إنه يرغب في التحدث معك .”


جلس وين دي باستقامة ، وسخر ، 

ثم مدّ يده ليُحكم تثبيت السماعات في أذنه


قال ببرود:

“ بلّغه هذه الرسالة : في اليوم الذي يُعلن فيه إفلاسه ، 

يمكنه أن يأتيني ليُسعدني . 

إلى ذلك الحين، فليبتعد عني… كلما ابتعد ، كان أفضل ”


ردّ جيانغ نانزي بهدوء:

“ أوه ،،،، قد يكون الأوان قد فات… 

هو يعرف عنوانك بالفعل ”


تجمّد وين دي في مكانه :

“ ماذا ؟!”


إنني أسكن في شقق هيئة التدريس بطريقة غير رسمية ! 

ولم أُخبر سوى عدد محدود جدًا من الناس


فكيف علم هيي ونشوان بالأمر ؟! }


أجاب جيانغ نانزي بنبرة عادية :

“ تتذكر الطرد الذي أرسلته لك؟ 

تصادف وجوده وقتها أمام الباب ، ورآه بالصدفة… 

فقط أردت أن أحذّرك .”

و قُطع الاتصال مباشرةً —— 


من الواضح أن جيانغ كان يشعر بالذنب ، 

ويخشى أن يطارده وين دي بالأسئلة


نظر وين دي إلى الشاشة السوداء بعينين محمرتين من 

الغضب — { يبدو أن الماضي قد قرّر أخيرًا اللحاق بي بعد خمس سنوات 


أليس حقي أن أعيش حياة سعيدة لأكثر من خمس دقائق فقط ؟! }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي