القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch54 | DSYOM

 Ch54 | DSYOM



[ الالتفات ( للخلف ) والعناق لا يعنيان بالضرورة الضعف ]


أوقف بيان تشنغ السيارة في نفس المكان الذي أوقفها فيه بالأمس ، 

لذا لم يُفاجأ أيٌّ منهما بوجود ذلك الفتى الكئيب في نفس المكان ،


لم يعرف أحد إن كان ينتظر جيانغ يو


فحين سمع وقع الخطوات ، تحركت عيناه سريعًا باتجاه الصوت ، 

لكن سرعان ما أنطفأت نظرته حين رأى أنهما مجرد 

شخصين بالغين ،


وين دي:

“ لن تخبرني أنك كنت تنتظر هنا طوال الوقت ؟”


رأى تشيوو رويهنغ أن السؤال سخيف ، فأجاب:

“ رأيت يانغ تيانهوا يخرج وهو يحمل الصورة . 

خمّنت أنكم انتهيتم تقريبًا من الحديث ، فخرجت .”


سأله وين دي :

“ أنت من وضعت الصور في مبنى التدريس صحيح؟”


فهو وبيان تشنغ كانا قد توجها مباشرة إلى غرفة الاجتماعات 

فور وصولهما إلى المدرسة، ولم يكن لديهما وقت لوضع الصور


وأيضاً وجود بالغين غريبين يتجولان صباحًا في صفوف 

مدرسة متوسطة أمر لافت جدًا


كان لدى وين دي شك قوي في هوية الفاعل ، 

لكنه امتنع عن ذكر الاسم لحماية الشاهد


وبالنظر إلى سرعة انتشار الخبر ، فالأرجح أن تشيوو رويهنغ 

قد وضع الصور في أكثر من فصل


اكتفى تشيوو رويهنغ بهز كتفيه ردًّا على ظن وين دي


وين دي :

“ أنت مجرد مراهق ، من أين حصلت على هذه الصور ؟”


ظل تشيوو رويهنغ صامتًا لحظة ، ثم ابتسم فجأة


كانت ابتسامة جميلة ، لكنها على نحو ما تبعث قشعريرة في النفس :

“ كل ما في الأمر أنني تحلّيت بقليل من الصبر "


كان واضحًا أن هذه الصور لم تُجمع في يوم واحد


لا بد أن التحقيق قد بدأ قبل المهرجان الثقافي ، 

وربما حتى قبل الفصل الدراسي السابق


{ إذًا … متى جُمعت هذه الصور بالضبط ؟ 

بالتأكيد ليس بالأمس فقط }


عقد وين دي ذراعيه ، متخذًا وضعًا دفاعيًا ، وسأله:

“ ولماذا انتظرت إلى الآن كي تنشر الصور ؟”


تشيوو رويهنغ :

“ كنت أنتظرك "


فهم وين دي قصده —- { هذا الفتى لم يرغب أن يُعرف أنه 

هو من علّق الصور ، 

أراد من بعض البالغين أن يكونوا بمثابة ' قفازات بيضاء ' له، 

وقرابين يتلقى بهم الضربة بدلاً منه ، 

ليُبرّئ نفسه من هذه القضية ، }


وين دي بغضب:

“ لقد نشرتَ فضيحة شخص ما على نطاق واسع ، ثم ألقيت اللوم علينا !”


تشيوو رويهنغ :

“ رأيت والد يانغ تيانهوا يأتي بنفسه . لكي تجعل شخصًا 

مثله يحضر شخصيًا ، فلا بد أن لديك ورقة ضغط قوية أو خلفية متينة . 

وفي كلتا الحالتين ، الأمر أفضل من أن يتولاه صغير مثلي "


وين دي بصدق :

“أأنت فعلًا مجرد صغير ؟”


لكن تشيوو رويهنغ رأى أن لا فائدة من الإجابة ، فقال فقط:

“ أرجوك أخبر جيانغ يو أنني سأرحل "


: “ ترحل ؟”


أجاب ببساطة :

“ حدث أمر في المنزل ، ويجب أن أذهب إلى مكان بعيد "


مثل هذه الكلمات المبهمة تخفي في العادة أسرارًا ، 

لكن وين دي لم يتعمق أكثر


فبحسب النتيجة ، فإن مغادرة الفتى — تركه لهذا المكان 

الذي يُساء فيه استغلال النفوذ والسلطة — كان في النهاية أمرًا جيدًا


لقد انتظر قرب السيارة ، وكأن كل غايته أن يوصل هذه الرسالة


وما إن أنهى كلامه ، استدار ورحل دون أي مجاملة ، 

كما فعل في المرة السابقة


راقب وين دي ظهر الفتى وهو يبتعد ، ثم قال لبيان تشنغ:

“ أخوك يقلق كثيرًا بلا داعٍ . 

كان يخشى أن يتعرض هذا الفتى للتنمر ، 

ومع ذلك فالمعجزة أنه لا يؤذي الآخرين .”


أومأ بيان تشنغ بصمت موافقًا


——-


بعد أن خرجا من بوابة المدرسة ، 

وجدا حركة المرور بطيئة على الطريق الدائري الرابع الشمالي


ثم عادا إلى هتشينغ غاردن ، 

وسارا في ممر الطابق الثالث


وما إن أدخل المفتاح في ثقب الباب ، حتى استدار بيان تشنغ فجأة وقال:

“ هل يمكنك أن تساعدني في أمر ما؟”


شعر وين دي أن بيان تشنغ أصبح أكثر نضجًا مؤخرًا


ففي الماضي ، كان هو دائمًا من يبادر إلى لقائه ، 

أما الآن فقد تعلم بيان تشنغ أخيرًا أن يجد شتى الأعذار 

ليبقيه إلى جانبه — وإن بدا الأمر وكأنه يستخدم المراهق كذريعة


: “ ما الأمر؟” سأله وين دي


قال بيان تشنغ:

“عليّ أن أخبره بخصوص انتقال ذلك الفتى إلى مدرسة أخرى . 

بعد أن يعرف، ربما لن يعترض جيانغ يو على ترك الدراسة بعد الآن ، 

لكنهما قد لا يلتقيان مجددًا بعد هذا . 

لست واثقًا كيف ستكون ردة فعله .”


وين دي:

“ وكيف يمكنني مساعدتك ؟”


بيان تشنغ:

“ أظنك بارع في مواساة الناس ، على الأقل أفضل مني. 

ألم أقل من قبل إنني سأدعوك لتناول العشاء ؟ 

لنغتنم هذه الفرصة ونأكل سويًا .”


تردد وين دي قليلًا ، ثم استدار ليتبعه إلى الداخل ، يتمتم لنفسه


——-



أخذ الرجلان جيانغ يو إلى مطعم تيبانياكي جديد في ووداوكو


ومع تسخين الشواية وبدء اللحم في إصدار طقطقة مشوية 

شهية ، أشار بيان تشنغ إلى وين دي ليبدأ الحديث


وبخبرته الطويلة في التعامل مع الناس ، ابتكر وين دي 

طريقة ليُحافظ على جو من الانسجام 


تقديم خبر سار كتمهيد قبل الخبر السيئ —- 


فأخرج شيك عائلة يانغ ، وبشيء من المبالغة فردّه أمام جيانغ يو


قال وين دي وهو ينقر على طرف الشيك ليصدر صوتًا واضحًا:

“هذه تعويض من زميلك المسمى يانغ— خمسمئة ألف!”


لو كان أحد قد أعطاه خمسمئة ألف يوان وهو في المرحلة 

المتوسطة ، لكان سيقفز من أقصى شرق القرية إلى غربها 

من شدة الفرح


لكن جيانغ يو ظل يحدق في الشيك بشرود ، دون أي رد فعل


ظن وين دي أن الفتى ربما لا يملك تصورًا واضحًا لما تعنيه ' خمسمئة ألف '


فقال:

“ بهذا المبلغ يمكنك شراء ما تشاء : ألعاب ، أجهزة ألعاب 

فيديو ، كل أنواع الحلويات والوجبات الخفيفة…”


حينها فقط استعاد جيانغ يو وعيه، وتركزت عيناه من جديد، 

ربما لأنه فهم المقصود

فأومأ برأسه، وأخذ الشيك، وابتسم بتلك الابتسامة البلهاء المعتادة


بدا سعيدًا ، لكن وين دي أحس أنه ليس سعيداً بحق


فربما لم يكن جيانغ يو يلعب عادةً بالألعاب أو أجهزة 

الفيديو في حياته اليومية


قال وين دي متنهّدًا :

“ حين تكبر ستفهم كم هو مهم المال . 

الإيجار ، المواصلات ، الحاجات اليومية — كلها أمور تحتاج إلى مال . 

بعد أن تعمل لتسديد الإيجار بالكاد تستطيع شراء قطعة ملابس "


أمال جيانغ يو رأسه قليلًا وفكّر ، 

ثم مدّ يده بالشيك نحو وين دي وقال:

“ خذه أنت "


لقد مرّ وين دي بالكثير من المواقف ، كبيرة وصغيرة ، 

لكن ما من شيء صدمه مثل هذا


شخص ما، من دون مقدمات، من دون أن يرمش حتى، 

سلّمه بكل بساطة ما يعادل راتب ثماني سنوات


سأل مذهولًا : “ ماذا تفعل؟!”


جيانغ يو :

“ أنا لا أعرف كيف أنفق المال . لكنك تحتاجه . 

لذا أعطيه لك "


استدار وين دي نحو بيان تشنغ بملامح مدهوشة :

“ أخوك يريد أن يعطيني خمسمئة ألف وأنت لا توقفه ؟!”


أجاب بيان تشنغ وهو يتصفح قائمة الطعام ببرود :

“ بمجرد أن يصبح المال له، فله الأحقية أن يعطيه لمن يشاء "


لم يسبق لوين دي أن واجه موقفًا أشبه بـ ' سقوط فطيرة من السماء ' كهذا ، 

فلم يعرف كيف يتصرف للحظة ،

لكن ما إن هدأ قليلًا ، حتى أدرك أنه لم ينجح بعد في 

توضيح حجم قيمة الخمسمئة ألف


فقال لجيانغ :

“ ما الذي تحب أن تأكله ؟”


أجاب جيانغ يو بمرح:

“ ' جِيانبينغ ' مع النقانق " ( تشبه الكريب )


رفع وين دي الشيك وقال:

“ بهذا المبلغ يمكنك شراء مئة ألف جِيانبينغ

مئة ألف! 

لو رصصتها فوق بعضها…” ثم أشار من النافذة إلى ناطحة سحاب بعيدة :

“ لوصل ارتفاعها إلى ذلك المبنى !”


تأمل جيانغ يو المبنى ثم نظر إلى الشيك وقال بهدوء:

“ أوه "


شعر وين دي بالرضا { يبدو أنني أملك موهبة في التعليم }


لكن جيانغ يو تابع قائلًا :

“ لكن حتى لو كان هناك مبنى كامل من الفطائر 

فأنا لن أستطيع أكل أكثر من اثنتين في الوجبة "


أطال وين دي التفكير ، ثم قال لبيان :

“ أشعر أنني حصلت للتو على إلهام ”


رفع بيان تشنغ عينيه من القائمة وسأل:

“ أي نوع من الإلهام ؟”


وين دي:

“ مجرد… إلهام "


تذكر وين دي أن والدته قالت ذات مرة إن أكثر الناس رضا 

هو أسعدهم ، وأسعدهم هو أعظمهم

و من هذا المنظور ، لم يكن جيانغ يو بحاجة إلى من ينقذه


ومع ذلك ، لم يستطع وين دي أن يقبل الشيك


خمسمئة ألف كانت ببساطة رقمًا هائلًا


فتنهد قائلًا :

“ دع أخاك يدخّره لك للمستقبل . 

يا إلهي من حسن الحظ أنه أنا . 

تخيّل لو كان شخص آخر ! 

لا يجوز أن تعطي المال لأشخاص غرباء بعد الآن "


أجاب جيانغ يو :

“ لن أعطي المال للآخرين بشكل عشوائي ،،،

لقد أعطيتك إياه فقط لأنك أنت "


ابتسم وين دي نفس الابتسامة الساذجة بسبب هذه العبارة


فكونك شخصًا مميزًا عند أحدهم هو سعادة بحد ذاته


فقال:

“ إن كنت تريد أن تشكرني ، فاشترِي لي سماعة رأس جيدة 

مانعة للضوضاء تعويضاً عن العذاب الذي سببه لي أخوك 

طوال الأشهر الستة الماضية .”


جيانغ يو أومأ برأسه ، ولا يزال متمسكًا بالشيك


فنظر وين دي إلى بيان تشنغ ، فأخذ الأخير الشيك ، 

وكأنه يوافق بالنيابة عن أخيه


لم يؤدِّ الخبر السار الدور الذي كان يجب أن يؤديه ، 

فاضطر وين دي مُكرهًا إلى إخراج الخبر السيئ


و على غير المتوقع ، وبعد لحظة قصيرة من الخيبة ، 

أومأ جيانغ يو برأسه ، 

تناول قطعتين من اللحم ، ثم سرعان ما عاد إلى سعادته المعتادة


تبادل وين دي وبيان تشنغ نظرات متفاجئة

{ هكذا فقط ؟ }


مع أن جيانغ يو يملك قدرة قوية على التعافي النفسي ، 

إلا أنه قد رفض مرتين سابقًا الانتقال إلى مدرسة أخرى من 

أجل ذلك الفتى ، 

فكان من المفترض أن تكون علاقتهما عميقة جدًا


قال وين دي بقلق ، خشيَ أن يخفي جيانغ يو سرًا صغيرًا آخر:

“ إذا شعرت بالحزن ، فقط أخبر أخاك "


جيانغ يو :

“ أنا بخير . إذا ذهب إلى مدرسة أخرى فسيكون أكثر 

حيوية . إنه ليس سعيدًا هنا .”


وين دي:

“ ظننت أنك تريد أن تبقى معه "


أجاب جيانغ يو:

“ صحيح ...” ثم فكر قليلًا وأضاف: “ لكننا سنفترق في النهاية .”


: “ ولماذا ؟”


أجاب جيانغ يو بنبرة باردة بعيدة :

“ أنا لن أكتب اسمه أبدًا " 

( لأنه قال اسمه مره صعب في الكتابة )


شعر وين دي وكأنه قد حظي بإلهام جديد


لا يزال يوجد الكثير من الطعام المتبقي ، 

لذا طلب وين دي من النادل صناديق لتعبئة الطعام ، 

بهدف أخذه إلى المنزل ،


كان بيان تشنغ يأكل أبطأ منه ، لذا وضع الصناديق 

البلاستيكية جانبًا في الوقت الحالي وأخرج هاتفه للرد على الرسائل


أول رسالة ظهرت كانت من ليو العجوز ، 

يسأله عن تقدم اقتراح أطروحته


مسح وين دي العرق عن جبينه وردّ بأنه يعمل عليها


وعلى الرغم من أنه طالب دكتوراه في سنته الخامسة ، 

وقد اجتاز الكثير من العواصف ، 

إلا أن استدعاء مشرفه ما زال يجعل قلبه يخفق بقلق شديد ،


أفسدت هذه الرسالة مزاجه الجيد


وكان يظن أنه قد وصل بالفعل إلى القاع ، 

لكنه فجأة انحدر أكثر ، وسقط في لحظة من قاع الوادي إلى لبّ الأرض


إذ أرسل له أحد كبار زملائه —الذي قد أجر له الشقة —

تحية بعد انقطاع طويل ، 

يخبره بأن والدته شُخِّصت مؤخرًا بمرض ما وتحتاج إلى 

القدوم إلى بكين لتلقي العلاج ، 

لذا عليه العودة إلى المنزل باكرًا لرعايتها ، 


وفنادق بكين باهظة الثمن ، فبالتأكيد لن يترك شقة الأستاذ 

شاغرة بينما ينفق ثروة على الإيجار في مكان آخر


لذا اعتذر لـ وين دي،  وقال إنه قد يضطر إلى استعادة 

الشقة أبكر مما اتفقا عليه


وعندما أبرما عقد الإيجار أول مرة ، كان واضحًا أن مدة 

العقد ستستمر حتى عودته إلى البلد


رد وين دي عليه بكلمة [ حسنًا ] وما إن أرسلها حتى شعر 

بالصداع يشتد في رأسه


والآن، بعد أن لم تعد الشقة الرخيصة خيارًا ، 

صار أمام وين دي خياران لا ثالث لهما : 

إما أن يواصل العيش مع زميله في السكن المعادي للمثليين ، 

متحملًا نظراته الاحتقارية والمرتابة ، 

أو أن يستأجر في تونغتشو أو أبعد من ذلك ، 

مثل بعض زملائه الذين ضاقت بهم الأحوال المادية ،


{ لكن تونغتشو… التنقل بالمترو يوميًا جيئة وذهابًا 

سيستغرق ثلاث ساعات .. }



أبلغ وين دي أولًا بهذا الخبر السيئ يو جينغيي


بدا أن زميلته في السكن متماسكة—على الأقل من خلف الشاشة الإلكترونية


فكر وين دي قليلًا :

[ بمجرد انضمامك لوزارة الخارجية ستحصلين على سكن في الجامعة ، أليس كذلك ؟ 

كل ما عليك التفكير فيه هو ما تفعلينه إلى أن تبدأي العمل .]


لكن الطرف الآخر كان واضح أنها لا تريد الاحتفال مسبقاً :

[ نتائج المقابلة لم تظهر بعد ، من يدري إن كنت سأُقبل أم لا؟]


فأصابه القلق:

[ هل لم تؤدّي جيدًا ؟]


يو جينغيي : [ ليس سيئًا .]


تنهد وين دي تنهيدة طويلة من الارتياح وهز رأسه بابتسامة مُرّة


كان يعرف يو جينغيي جيدًا—فهي من النوع الذي يكرر 

دائمًا ' لم أؤدِّي جيدًا ، لم أؤدِّي جيدًا ' قبل صدور النتائج ، 

ثم تظهر النتيجة أنها الأولى بفارق شاسع


لم يكن ذلك خداعًا متعمدًا ، بل أشخاص مثلها اعتادوا أن 

يُخفّضوا توقعاتهم وتوقعات الآخرين مسبقًا


يتذكر حين شاركت في مسابقة خطابة ، فسألها عن تقييمها 

لنفسها، فأجابته بتواضع: “ كان الأمر عاديًا .” ثم فازت

بالبطولة


تقييماتها دائمًا أقل بدرجتين من الواقع


لذا حين قالت هذه المرة “ليس سيئًا”، فهذا يعني أن أداءها كان ممتازًا جدًا


صار لدى وين دي فكرة أوضح الآن ، 

فتوقف عن الحديث عن وزارة الخارجية ،

وسأل بدلًا من ذلك:

[ وأين ستقيمين بعد ذلك ؟]


وبعد فترة جاء الرد:

[ سأذهب إلى شقة يو جون وأبقى عندها عدة أيام .]


كاد وين دي ينسى أن لديهم زميلة ناجحة في بكين


فمنذ لقائهم الأخير في المطعم الياباني ، 

بدت يو جون مشغولة جدًا لدرجة أنهم لم يجتمعوا بعدها أبدًا


وبما أن الحديث جرّ إلى الزملاء القدامى ، سأل وين دي بلا مبالاة :

[ كيف حالها هذه الأيام ؟]


[ ما زالت مشغولة كعادتها ، لا تعود إلى المنزل إلا لتغمض عينيها .]


شعر وين دي بقلق حقيقي على صحة ' ملكة فرط التنافسية ' فأرسل :

[ إلى هذا الحد ؟]


فأجابته يو جينغيي:

[ قالت إنها تريد أن تجني أكبر قدر ممكن من المال قبل 

سن الأربعين ، لتصبح حرة ماليًا . 

بعد الأربعين ، ستجمع بين كونها مستثمرة ومخرجة ، 

وتحقق كل الأفلام التي تحلم بها .]


ابتسم وين دي

{ يبدو بدا أن زميلتنا تريد أن تغلب القدر وتعيد كتابة النص 

الخاطئ الذي مُنح لها }


ثم عادت يو جينغيي لتسأله :

[ وماذا عنك أنت بعد هذا ؟]


فسرد وين دي بالتفصيل كل الإيجابيات والسلبيات لخياراته 

المختلفة … و تلقَّى ست نقاط متتالية رد


يو جينغيي : [ ……]


وين دي: [؟]


يو جينغيي:

[ لماذا لا تعيش مع زوجك وحسب؟ 

هو في الشقة المجاورة أصلًا ، ولن تحتاج حتى إلى نقل الكثير من الأمتعة .]


حدّق وين دي بالشاشة غير مصدق


{ أنا وبيان تشنغ جيران ، ويمكن أن نتشاجر حتى تعمّ 

الفوضى… فكيف لو عشنا معًا ؟ 

غالبًا ستقع جريمة قتل بعد أيام ! }


نظر إلى بيان تشنغ، ثم إلى هاتفه، وهز رأسه بعنف


سأله بيان تشنغ:

“ ما الأمر ؟”


فأجاب :

“ لا شيء ….” ثم التفت إلى جيانغ : “ هل أنهيت طعامك؟”


جمع بيان تشنغ صناديق الطعام واحدة تلو الأخرى في كيس بلاستيكي ، 

ثم عادوا إلى هيتشينغ غاردن مع أخيه الأصغر + مبلغ ضخم من المال، وشريكه السابق المتباعد


أما وين دي فوقف أمام باب الشقة رقم 302 يتنهد بعمق 

وهو ينظر إلى ملصقات عيد الربيع من العام الماضي


{ يا لها من شقة جيدة ورخيصة ! 

فعلى الرغم من أنني لم أعيش فيها سوى أقل من عام ، 

إلا أنني ارتبطت بها بعمق }


ظل واقفًا أمام الباب طويلًا ، ثم انتبه إلى أن بيان تشنغ كان 

يحدق به منذ وقت أيضًا


وين دي :

“ ما بك؟”


بيان تشنغ:

“ لا شيء ، فقط شعرت أن كل شيء انتهى أخيرًا .”


: “ أليس هذا أمرًا جيدًا ؟”


: “ جيد …. لكن لن يكون هناك عذر لرؤيتك كل يوم بعد الآن "


نظر إليه وين دي بتعبير يصعب وصفه

{ هذا الرجل حقًا صعب التوقع ، لا تعرف متى يقول شيئًا 

يجعلك إما في غاية السعادة أو في غاية الغضب }


وين دي:

“ أنا غير معتاد قليلًا… لماذا تريد رؤيتي فجأة ؟”


بيان تشنغ :

“ لقد اشتقت إليك كثيرًا مؤخرًا — حين عدت إلى المنزل بمفردي في عطلة العيد ، 

وحين أعطيتني الزلابية وأغلقت الباب بعنف ، 

وحتى حين لم تعد تجادلني على ويتشات .”


شعر وين دي وكأن العالم أوشك فعلًا على نهايته


تابع بيان تشنغ بنبرة باحث :

“ إذن أن ' تُعجب بشخص ' ما أمر معقد للغاية ،، 

حين لا نكون معًا أحتاج إلى التفكير بأعذار لأدعوك للخروج ، 

وحين نلتقي يجب أن أقلق من أنك ما زلت تحمل ضغينة 

بسبب مشاجرة . 

و جعلك تهدأ وترضى أصعب من حلّ ' مسألة الألفية ' ”


أما نظرات وين دي إليه الآن —- بالفعل أصعب من مسألة الألفية


وين دي:

“ لقد هدأت ”


حدّق به بيان تشنغ مذهولًا :

“ متى ؟”


: “ الآن ”


منذ شجارهما الأخير ، قدّم له بيان تشنغ الدولارات والهاتف ، 

واعتذر وقال “آسف” و”شكرًا” آلاف المرات ،

لكن لم يكن أي منها هو الجواب الصحيح ———


وين دي :

“ ' أنا معجب بك ' … أردت فقط سماع هذه الجملة ”


يتبع


مسألة الألفية :

هي قائمة من ٧ مسائل رياضية عميقة جدًا أعلن عنها معهد كلاي للرياضيات عام 2000 


رُصد لكل مسألة جائزة مليون دولار لحلها.

من هذه المسائل مثلًا : فرضية ريمان، فرضية بوانكاريه، نظرية يانغ–ميلز، مسألة P=NP…

حتى الآن ، واحدة فقط (مسألة بوانكاريه) تم حلها من قبل الروسي غريغوري بيرلمان.


' أصعب من حل مسألة من مسائل الألفية ' = شيء شبه مستحيل أو يتطلب عبقرية استثنائية ..

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي