Ch57 | DSYOM
[ كل الأشياء تُطارَد بروحٍ أكبر مما تُستمتَع به ]
مجرد الحركة ، حتى لو كانت عبوراً للممر فقط ،
كانت تستهلك طاقة وتسبب معاناة
لذا قرر وين دي أن يأخذ الأمر ببطء ،
انتقل أولاً بنفسه ، ثم بدأ تدريجياً بنقل الملابس والحاجيات اليومية
قالت يو جينغيي بفرح وهي تستمتع بالإحساس المفاجئ
بالمساحة الشخصية :
” السينباي لن يعود إلا بعد أسبوعين ، وأنت بالفعل سلّمت لي المكان ؟”
ثم وكأنها أخرجت هدية من العدم ، أظهرت آلة قهوة
وقدّمت له مباركتها القلبية :
” إقامة سعيدة "
شكرها وين دي على الهدية ، لكنه شعر بالشك تجاه هذه التهنئة
{ هل حقاً سيكون مستقبل ' العيش المشترك ' جميلاً إلى هذا الحد ؟}
من الواضح أن بيان تشنغ كان يحمل المخاوف نفسها ——-
قال بيان تشنغ بجدية :
” وماذا لو حدثت أزمة زواج ؟”
فكر وين دي قليلاً ثم قال:
” لنضع آلية إنذار مبكر "
أخذ رباطاً مطاطياً أسود من جينغيي ولفّه حول معصم بيان تشنغ قائلاً :
” إذا قلتَ أو فعلتَ شيئاً يزعجني ، سأشدّه عليك "
رأى بيان تشنغ أن الفكرة جيدة ؛
فالأخطاء ستلقى ردود فعل سلبية ،
مما يسمح للدماغ ببناء قاعدة بيانات للتحليل وتقليل احتمالية تكرارها
وهكذا ، ومع الثقة بالحب ، انتقل وين دي في يوم ' مبارك '
إلى الباب المقابل ~~
وبما أن الشقة كانت ملكاً لبيان تشنغ ،
فقد رأى أنه من الأفضل اتباع ' العادات المحلية '
والتأقلم مع أنماط حياة الجميع
وضع حقيبته على كرسي وقال :
” أخبرني بقوانين هذا المكان .
أنا متأكد أن عندك الكثير منها .”
بيان تشنغ:
” ليست كثيرة .”
لكن وين دي نظر إلى ثلاثة صناديق قمامة ضخمة عند
الباب ، وعلامات الشك واضحة في عينيه
تابع بيان تشنغ وهو يشير إلى الملصقات :
” فرز النفايات—لا بد أنك تعرف هذا مسبقاً "
رد وين دي بمرارة :
” شيء لا يُنسى "
قال بيان تشنغ وهو يوضح:
” وضعت صوراً على كل صندوق .
فقط اتبع الصور عندما ترمي شيئ .”
انحنى وين دي ليلقي نظرة عن قرب
صندوق ' القابلة لإعادة التدوير ' عليه صور كتب،
صناديق كرتونية، ملابس، وما شابه
أما صندوق ' غير القابلة للتدوير ' فعليه صور أدوية
وألوان وغير ذلك.
ربما كان الهدف أن يسهل الأمر على جيانغ يو
ومع أنه لم يُنتج أي قمامة بعد لأنه بالكاد انتقل للتو ،
إلا أنه كان يشعر بالإرهاق مسبقاً
قال بيان تشنغ مضيفاً :
” الطعام لا يجوز أن يغادر منطقة الطعام "
شعر وين دي بصداع قادم : ” حتى الوجبات الخفيفة ؟
من يأكل الوجبات الخفيفة على طاولة الطعام ؟”
{ ما معنى الحياة إذا لم أستطع الجلوس متربعاً على كرسي
الكمبيوتر وأنا التهم رقائق البطاطس بينما أشاهد مسلسل ؟ }
ثم أشار بيان تشنغ إلى ممسحة موضوعة بجانب الحمام وقال:
” الأهم من كل شيء ، بعد الاستحمام يجب على كل شخص
أن يمسح أرضية الحمام فوراً .
لا يُترك أي شعر أو آثار ماء خلفه .”
أخذ وين دي نفسًا عميقًا
حين يتعلق الأمر بمهمة تنظيف الحمّام المزعجة والمقززة،
كان كلٌّ من وين دي ويو جينغيي يختاران التحمّل حتى لا
يعود بإمكانهما الاحتمال
{ تنظيفه مرة في الأسبوع كان بالفعل أقصى ما يمكننا فعله،
لكن كل يوم ؟ ومع ثلاثة أشخاص يتناوبون ؟
سيُمحى احتكاك بلاط الحمّام تمامًا ! }
شعر وين دي برغبة في الهرب عائدًا إلى الشقّة المجاورة
لم تكن بداية موفقة
اعتقد أنه بحاجة لتعديل طريقة تفكيره ،
فحوّل الموضوع من العادات المعيشية إلى ما هو أكثر عملية :
“ أين سأعمل ؟”
أجابه بيان تشنغ: “ لدي مكتب في غرفة النوم ، يمكنك العمل هناك .”
: “ وماذا عنك؟”
: “ عندي طاولة متحركة أضعها على طاولة الطعام .
ارتفاعها قابل للتعديل ، وتعمل بشكل جيد ...” وأثناء كلامه
أخرج بيان تشنغ الطاولة ،
لم تكن صغيرة ، بل مناسبة تمامًا لتضع عليها شاشة ،
ومصباح مكتب ، ولابتوب ،
وعلى جانب الطاولة زر ، ما إن ضغطه حتى ارتفع السطح تلقائيًا
وين دي: “ أليس هناك سبورة بيضاء في غرفة النوم
تستخدمها للحسابات؟
نقلها ذهابًا وإيابًا يبدو متعبًا .
سأستخدم أنا هذه الطاولة ...”
ثم بقيت المسألة الأخيرة والأثقل وزنًا : “ أين سأنام ؟”
نظر إليه بيان تشنغ بدهشة : “ طبعًا ستنام معي "
نظر وين دي إليه نظرة مازحة : “ أوه ،، أخيرًا خمنت بشكل صحيح "
قال بيان تشنغ مشيرًا إلى أريكة قماشية صفراء بجانب
طاولة الطعام: “ الأريكة مجرد كرسي استرخاء ،
لا يمكنك النوم عليها .
وبالطبع لا يمكنك النوم مع جيانغ يو ،
غرفتي فيها سرير مزدوج واحد فقط…”
مدّ وين دي يده وسحب رباط المطاط ثم أطلقه فجأة
ارتبك بيان تشنغ من العقاب المفاجئ : “ ماذا فعلت؟”
: “ ثرثرة زائدة ! ...” لوّح وين دي بيده مستبعدًا إياه ،
ثم أخرج اللابتوب من حقيبته : “ إذا لم يكن لديك شيء آخر ،
فاذهب وانشغل بما تشاء .”
….
بعد استلامه تقرير التحليل الكمي ،
تصفّح وين دي عدة اتجاهات بسرعة البرق ووجد إلهامًا في
مقالة من “Shakespeare Quarterly” تعود لعشر
سنوات حول تطبيق المفردات العامية في مسرحيات شكسبير
و بيدين مرتجفتين ، صاغ مخططًا أوليًا لورقة بحثية وأرسله إلى المشرف ليو
آملًا أن يتصرّف مشرفه بإنسانية هذه المرة
فبدون موافقته ، لا يمكنه تغيير اتجاه بحثه
بعد ساعتين ، جاء رد الأستاذ ليو:
[ بعد ما يقارب أربع سنوات ، أخيرًا قررت أن تستخدم عقلك .]
كان لدى هذا الرجل موهبة غريبة في جعل حتى المديح يبدو مستفزًا
ثم جاء الدرس المعتاد —-
[ لقد قلت لك منذ زمن ، لا يمكنك أن تبحث فقط في ما أطلبه منك .
من دون بعض الابتكار ، لن تستطيع البقاء في الوسط الأكاديمي…]
في القسم ، كان هناك خريج أسطوري يُحكى أنه بعد تسلّمه
شهادة التخرج ، ذهب إلى مبنى ونّان وخلع باب مكتب الأستاذ ليو
كان وين دي يتفهمه تمامًا
لكن قبل أن يفلت من هذا البحر من البؤس ،
قرر أن يتجاهل كل التعليقات السلبية ويركّز فقط على
النتيجة: هذا الشخص قد وافق
خوض مجال آخر كان تحديًا شديد الصعوبة
ارتدى وين دي سماعاته ، وفتح اللابتوب ، وبدأ يطالع
الأبحاث السابقة بينما يلتهم درسًا في التحليل الكمي
وأثناء محاولته اليائسة لتدوين الملاحظات وفك تشابك المنطق ،
وهو يضرب لوحة المفاتيح بعنف ،
انطلق فجأة من غرفة النوم ذلك الصوت المألوف…
الخشن… القاتل…
{ مزعج ! }
دفع ون دي الطاولة ونهض غاضبًا ،
واتجه بعاصفة إلى غرفة النوم وفتح الباب بعنف
كان بيان تشنغ، ممسكًا بقوس الكمان ،
يبدو كالسارق الذي ضُبط متلبّسًا —- أمسك وين دي
بمعصمه ، شدّ رباط المطاط وأطلقه بقوة —
أشار إلى السلاح الدموي في يد بيان تشنغ ~ وقال :
“ ما خطبك ؟
لماذا تخرب عملي ؟”
قال بيان تشنغ بتردد : “ ظننت أنك لا تستطيع سماعه مع
سماعاتك العازلة للضوضاء .”
شعر وين دي أن رأسه سينفجر : “ أستطيع سماعه !
هل لا بد أن تعزف على هذا الكمان ؟”
أجاب بيان تشنغ متردّدًا : “ كنت أفكّر في معادلة .
العزف على الكمان يساعدني على الإلهام .”
: “ أي نظرية سخيفة هذه؟”
قال بيان تشنغ بجدية : “ حقًا الموسيقى وسيلة للتواصل مع إله الإلهام .”
سخر ون دي: “ تواصل ؟
لا بد أن إله الإلهام أصيب بالصمم من عزفك !”
أنزل بيان تشنغ قوس الكمان وقال: “ هل هو سيئ لهذه الدرجة فعلًا ؟”
رد وين دي بجدية بالغة : “ في حروب الأعمال ( الصراع بين
الشركات ) ، لا تحتاج لسقي شجرة الحظ بسمك الكارب
السام — فقط قف أمام الشركة واعزف بالكمان .
حتى التريصولاريون لن يحتاجوا لإرسال قطرة ؛ يكفي أن
يجعل السوفونات عزفك يتكرر على الأرض !”
ثم أضاف وهو يشير إليه: “ ألا تسمع بنفسك ما الذي تعزفه بحق الجحيم ؟”
( شرح النكتة بالهامش )
بيان تشنغ: “ كنت أفكّر في معادلة "
التفت وين دي فجأة إلى جيانغ يو الذي اندفع من الغرفة
الأخرى ووقف عند المدخل يراقبهما باهتمام
قال وين دي: “ ألم تسمع أخاك وهو يعزف ؟”
قال جيانغ يو: “ إنه يبدو جميلًا "
رفع وين دي عينيه نحو السماء بيأس { يا إلهي ،،،،
أنا الوحيد الطبيعي وسط عائلة كاملة من عديمي الأذن الموسيقية }
قال بيان تشنغ وهو يغلق علبة الكمان : “لن أعزف بعد الآن .
يمكنك أن تتابع عملك .”
عاد وين دي إلى غرفة الطعام وجلس،
ثم التهم جزءًا من مقرر الاقتصاد القياسي بغيظ ثم أغلق
اللابتوب ،
وأخرج زجاجة عصير من حقيبته وشربها دفعة واحدة
وحين همّ برمي الزجاجة في سلة المهملات ،
لاحظ صندوقًا من الورق المقوى بجانب الباب ،
مملوءًا بأغطية الزجاجات البلاستيكية ،
على الصندوق ملصق مكتوب عليه :
[ البلاستيك المستخدم لصناعة أغطية الزجاجات يختلف
عن البلاستيك المستخدم للزجاجات ،
خلطهما معًا يقلل من كفاءة إعادة التدوير ]
حدّق ون دي في الملصق،
وانعقد جبينه بشدة بينما ارتفع بداخله دافع تدميري
بعد عدة أنفاس عميقة ، فك الغطاء على مضض ،
و ألقى به في الصندوق ، ثم تخلّص من الزجاجة بشكل منفصل
وبعد أن أدّى واجبه كرائد بيئي ، أدرك فجأة أنه بحاجة ماسّة
لسبب يعيد إشعال مودّته
فتوجّه إلى غرفة النوم الرئيسية ، فرأى بيان تشنغ لا يزال
غارقًا في التفكير أمام السبورة البيضاء ،
و من الواضح أنه لم يجد الحل بعد
حين لاحظ بيان تشنغ وجوده ،
ابتعد عن الصيغ المكدّسة على السبورة وقال:
“ ما الأمر؟”
وين دي: “ لم أفهم شيئًا قبل قليل .
هل يمكنك أن تشرحه لي؟”
اقترب بيان تشنغ بسرعة
التعليم كان أمرًا رائعًا — فهو يُبرز المزايا الفكرية لشريكك إلى أقصى درجة
حتى مهاراته التواصلية المزعجة في الظروف العادية بدت
وكأنها ترتقي فجأة إلى مستوى طبيعي حين يشرح الأمور
وهكذا هدأت انفعالات وين دي المتلاطمة تدريجيًا كما
تهدأ الأمواج المنحسرة
وبعد أن فهم النقاط المطلوبة ، تمدّد قليلًا ،
وألقى نظرة على ملاحظاته في اللابتوب ،
ثم بدأ يسترجع بحنين كيف تغيّرت الأزمان
تنهد وين دي قائلًا : “ آههخ لم تعد ذاكرتي كما كانت .
تعلم الرياضيات صار بطيئًا جدًا الآن .
في الماضي ، قضى جيان نانزي عدة أيام يحاول أن يشرح لي
طوبولوجيا زاريتسكي، ومع ذلك لم أفهم
الزمن لا يرحم أحد ؛ لقد حصلت على أكثر من 140 في
الرياضيات في امتحان القبول الجامعي .”
أجابه بيان تشنغ: “ الأمر لا علاقة له بالزمن .
رياضيات الثانوية مجرد زاوية صغيرة جدًا من الرياضيات ،
وتختلف تمامًا عن المسائل التي نبحثها الآن .
إن لم تكن قد درست التفاضل والتكامل ، فأنت تتعلم
رياضيات من ألف عام مضت .
وإن كنت قد درست التفاضل والتكامل ، فأنت بالكاد تلمس
قشرة الرياضيات قبل ثلاثمئة عام .
الطوبولوجيا هي رياضيات من مئة عام فقط…”
وين دي: “ فهمت ، قصدك أن مستواي في الرياضيات لا
يزال عند عصر أسرة تانغ ،
ولا أستطيع فهم شيء متقدّم مثل رياضيات جمهورية الصين .”
قال بيان تشنغ مصححًا : “ قبل ألف سنة كانت أسرة سونغ.”
أخذ وين دي نفسًا عميقًا،
وشعر أن المحبة التي بدأت للتو بالارتفاع في قلبه عادت
وتنكمش مثل المدّ المنحسر
ثبت بصره على رباط المطاط —— فتابع بيان تشنغ اتجاه نظرته ،
فشدّ الرباط على معصمه وضربه بنفسه مطيعًا ~~~~
وين دي: “ لقد تعبت . لننم "
النوم كان حلًا جيدًا ؛ لا كلام ، لا حركة ،
فقط إمكانية لمس وحضن ،
وأخذ الجوهر والتخلّي عن الرديء من محاسن الرجل الوسيم ، وهذا
بالتأكيد سينير طريق زواجهما ،
متمسّكًا بأمله في طوق النجاة ،
مشى وين دي إلى السرير وتمدد ببطء
وبعد لحظات ، انطفأ الضوء في السقف ،
وغرقت غرفة النوم في الظلام
ثم سُمعت خطوات ، وغاص السرير بجانبه ، ونسمة دافئة
تسلّلت من بين الفراش
استدار وين دي على جنبه مواجهًا الرجل إلى جانبه،
ليجد بيان تشنغ هو الآخر ينظر إليه
و تلاقت نظراتهما في الضوء الخافت،
وفي ضوء القمر الشاحب لم يبقى سوى صوت أنفاسهما
رفع بيان تشنغ يده قليلًا ، ولمس وجه وين دي برفق
أغمض وين دي عينيه ، وانساق غريزيًا نحو دفء تلك الكف
وتحت البطانية ، تقلّصت المسافة بين جسديهما بصمت
حتى باتا يشعران بدفء أنفاس أحدهما الآخر
وفجأة جلس بيان تشنغ
فقد وين دي دفء الملامسة فجأة ، فارتبك :
“ ما الأمر ؟”
مدّ بيان تشنغ يده وشغّل الإنارة ،
فأغمض وين دي عينيه متأثرًا بالسطوع المفاجئ
قال بيان تشنغ وهو يمسك بطرف البطانية : “يجب أن تكون
هذه العلامة باتجاه أسفل السرير "
وقبل أن يسأل وين دي ' لماذا ؟ '
كان بيان تشنغ قد قلب البطانية بأكملها دورة كاملة 180 درجة
و ارتفع في الهواء ، ونسمة الرياح التي أثارها بددت الدفء ،
ثم سقطت البطانية مجددًا
شرح بيان تشنغ: “ بالزاوية السابقة ، كان الجزء المخصص
لتغطية القدمين يغطي الرأس .”
فتح وين دي فمه وأغلقه بلا حول ولا قوة ،
ثم صرّح بأمر ببرود : “ نم "
انطفأ الضوء ، وتمدد الاثنان
لكن وين دي فقد الرغبة في أي تلامس جسدي
فما إن لامست يد بيان تشنغ ذراعه حتى دفعها بعيدًا
أغمض وين دي عينيه { غدًا سيكون يومًا جديدًا }
تدريجيًا تباطأ نبض قلبه ،
واسترخى وعيه شيئًا فشيئًا ،
لكنه حين أوشك على الاستغراق في النوم ، جلس الشخص بجانبه فجأة
انتفض وين دي مندهشًا، وانفجر الغضب من رأسه بلا سيطرة :
“ ما الأمر الآن ؟!”
قال بيان تشنغ وهو يعبث بالبطانية ليجعله مستويًا :
“ غطاء البطانية ليس مضبوط ،
هذا الطرف كله متكتل ، الأمر مزعج .”
صرّت أضراس وين دي الخلفية بعنف
وفي الظلام مد يده ، وأمسك معصم بيان تشنغ ،
وشد رباط المطاط إلى أقصى حد، ثم أطلقه
و ارتدّ الصوت الحاد مجلجلًا في الغرفة
وين دي: “ أكثر ما يزعجني هو أنت ! أرجوك ،
لننم فحسب !”
تمتم بيان تشنغ وهو يفرك معصمه المتألم: “ لا أستطيع
النوم بهذه الطريقة .”
أخذ وين دي نفسًا عميقًا،
يذكّر نفسه بأنه بالغ ويجب أن يتحكم في مشاعره ونزعاته العنيفة
ظل صوت حفيف البطانية يتردّد طويلًا ،
ومع كل ثانية كان احتمال وقوع جريمة يرتفع ~ ———
وأخيرًا ! أصبحت ! البطانية ! مستوية تمامًا !
فاستلقى بيان تشنغ بارتياح
أما ون دي فغطّى وجهه بيده وسأله بصوت ميت:
“ هل تشخر ؟”
أجاب بيان تشنغ: “ إلا إذا كنت متعبًا جدًا ، عادةً لا أشخر "
قال وين دي وهو يبعد يده عن وجهه : “جيد جدًا .
أنا نومي خفيف وأستيقظ من أي ضوضاء .
إن شخرت مجددًا ، فسوف نضطر للطلاق .”
نظر إليه بيان تشنغ برعب
أما الآخر فاستدار ونام على جانبه، مولّيًا ظهره له
سادت الغرفة سكينة من جديد
عشر دقائق… عشرون دقيقة…
وفي منتصف الليل ، دوّى الشخير كالرعد ———-
فتح بيان تشنغ عينيه وحدّق طويلًا في السقف
{ من الذي كان يسأل من؟! }
الشخص النائم بجانبه بدا رقيقًا وضعيفًا، لكن حين يشخر،
كأنه سيمفونية ~~~
أحيانًا بدا مثل منفاخ ، وأحيانًا مثل صفّارة ،
وأحيانًا مثل قدر يغلي
تارة يكون مرتفع ، وتارة منخفض ، تارة يتوقف ، وتارة يتواصل
وفي كل مرة يتوقف شخيره ويكاد بيان تشنغ أن يغفو ،
ينفجر الهجوم الرعدي التالي فجأة
كان ذلك تعذيبًا عقليًا بكل ما للكلمة من معنى
بعد أن تقلب لفترة ، نظر إلى الساعة
كانت الساعة تقترب من الواحدة فجرًا
تنهد ، ونهض بحذر ، وخرج من غرفة النوم بهدوء ،
مغلقًا الباب برفق
ذهب إلى غرفة التخزين ليأخذ بطانية ،
ثم استلقى بشكل محرج على الأريكة ،
وغرق في نوم عميق وهادئ في هذا الصمت النادر ……
يتبع
لسقي شجرة الحظ بسمك الكارب السام :
' سقي شجرة الحظ ' يعني محاولة تحسين الحظ أو النجاح في العمل ——
' سمك الكارب السام ' يرمز إلى شيء ضار أو سام ؛
أي أنه يقارن عزف بيان تشنغ بالكمان بصنع ' سم ' للشركة
أو بيئة العمل ، يعني مضر ويؤذي بدلاً من أن يكون مفيد
' حتى التريصولاريون لن يحتاجوا لإرسال قطرة ؛ يكفي أن يجعل السوفونات عزفك يتكرر على الأرض'
إشارة إلى رواية الخيال العلمي The Three-Body Problem،
التريصولاريون هم حضارة فضائية متقدمة ،
و السوفونات هي أدوات تكنولوجية تستخدم للتجسس والتدخل على الأرض .
يسخر وين دي قائلاً : حتى حضارة فضائية لا تحتاج أن تتدخل لإفساد الأمور على الأرض، فالعزف السيء لبيان تشنغ وحده يكفي لتدمير السلام النفسي أو التركيز في المكان ...
تعليقات: (0) إضافة تعليق