القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch58 | DJPWNK

 Ch58 | DJPWNK




كان شين فانغ يو قد انتهى للتو من إعداد العشاء عندما عاد جيانغ شو من العمل ——


أخبره شين فانغ يو بالأمس أن لديه بعض الأمور الشخصية 

ليتعامل معها اليوم ، 

وأنه قد بدّل نوبته مع شخص آخر ليأخذ بقية اليوم عطلة


كان جيانغ شو يظن أن شين فانغ يو سيتأخر ، 

لكن عندما كان على وشك مغادرة العمل ، 

أرسل له شين فانغ يو رسالة يطلب منه العودة لتناول العشاء


و صادف أن جيانغ شو كان يشتهي فلفل النمر الأخضر ، 

فتعمد أن يترك معدته فارغة خصيصًا لهذه الوجبة وعاد إلى المنزل مبكرًا


لكن ، وعلى غير المتوقع ، عندما جلس إلى الطاولة اكتشف 

أن هناك الكثير من الأطباق ، 

إلا أن طبق فلفل النمر الأخضر لم يكن موجود


أصابه ذلك بخيبة أمل طفيفة ، فسأل شين فانغ وكأنه يسأل عرضًا :

“ ألن تستعرض مهارتك في فلفل النمر الأخضر اليوم ؟”


منذ أن علم شين فانغ يو أن جيانغ شو يحب هذا الطبق ، 

صار يطبخه له كثيرًا ويبالغ في الحديث عنه ، 

مدعيًا أن مهارته فيه موروثة عن جده


: “ أنا…” تردد شين فانغ يو للحظة ، ثم قال: “ لم أجد فلفلًا أخضر …. ” وهو يغرف ملعقة من الذرة ويضعها في طبق 

جيانغ : “ لماذا لا تجرب هذه بدلًا منه؟”


نظر جيانغ شو إلى حبوب الذرة الصفراء المائلة للبرتقالي في الطبق ،

 وبدا على وجهه تعبير غامض


شعر أن هناك أمرًا غريبًا في تصرفات شين فانغ يو اليوم، 

لكنه وجد أنه من غير اللائق أن يسأله أين كان طوال النهار


خطرت هذه الفكرة على باله فجأة ، 

فقفزت أعصابه في توتر 

{ منذ متى بدأت أهتم بمعرفة أماكن تواجد شين فانغ يو؟


هذا الأمر غير مناسب إطلاقًا ! 

ويتجاوز المسافة الاجتماعية التي يجب أن تكون بين شخصين بالغين ! }


حاول جيانغ شو أن يطرد هذا الشعور من رأسه، 

لكنه بعد محاولات اكتشف أنه ما زال يريد أن يعرف —-

وبشدة ———


ساد الصمت على المائدة بشكل غريب ، 

وأدرك جيانغ شو لأول مرة أنه عندما يلتزم شين فانغ يو الصمت ، 

فإن المنزل يكاد يخلو من أي صوت


ألقى جيانغ شو نظرة على شين فانغ يو —— الذي كان يأكل 

بجدية شديدة ودون أن يمازحه ، 

ملامحه جدية للغاية وكأنه يحتاج للتفكير حتى أثناء المضغ ، 

ويبدو عليه الشرود ،


{ هل فعلت شيئ أغضب شين فانغ يو؟


أولًا رفض أن ينام معي ، 


والآن لا يطبخ طعامي المفضل


في السابق كان شين فانغ يو يحرص دائمًا على تنسيق 

إجازاته لتكون في نفس يوم إجازتي ، 

لكن هذه المرة هو من بادر بفصل أوقات راحتنا … }


هذه أول مرة —- فكّر جيانغ شو في نفسه وطريقة قضاء 

وقته مع شين فانغ يو


ثم انتبه فجأة ، وعلامات الدهشة تملأ وجهه ، 

وكأنه مذهول تمامًا 

{ هل يعقل أنني أراجع نفسي بسبب شين فانغ يو ؟


هذا جنون محض  !!! 


لم يكن شين فانغ يو مجرد قطعة ديكور على المكتب ، 

فما الذي يمكن أن يكون قد فعلته لأذيته ؟


صحيح أن أسلوبي كان فظًّا قليلًا ، 

لكننا نعرف بعضنا منذ أكثر من عشر سنوات ، 


فهل من المعقول أن يغضب شين فانغ يو فجأة خلال 

اليومين الماضية فقط؟


إذن فالأمر لا علاقة له بي ، 

بل هو مشكلة تخص شين فانغ يو نفسه }


وبينما يفكر في ذلك ، قاطعه شين فانغ يو فجأة


: “ جيانغ شو "


: “ هم؟” رفع جيانغ شو عينيه لينظر إليه


: “ متى كانت آخر مرة أعجبتَ فيها بشخص ما؟”


ابتلع جيانغ شو حبوب الذرة ، متفاجئًا قليلًا من سؤاله


{ هل شين فانغ يو يريد الحديث عن مشاعري ؟ }


لو كان هذا في الماضي ، 

لما كلف جيانغ نفسه عناء الرد على مثل هذا السؤال الفضولي ، 

لكن بسبب لحظة التأمل التي مرّ بها اليوم ، 

فكّر قليلًا وقرر أن يكون أكثر صبرًا معه ، 

فتوقف قليلًا وقال باختصار:

“ تشونغ لان "


سأله شين فانغ يو مجددًا : 

“ وكيف عرفتَ أنك معجب بتشونغ لان؟”


“……” صمت جيانغ شو لحظة ، لكنه أجاب بصبر:

“ كان التعامل معها مريح وطبيعي للغاية .”


شين فانغ يو : “ إذن أليس التعامل مع الأخ الأكبر وو مريحًا وطبيعي أيضًا ؟

هل يعني ذلك أنك معجب بالأخ الأكبر وو أيضًا ؟”


بدأ صبر جيانغ شو ينفذ : “ عمّ تتحدث ؟ 

الأخ الأكبر وو متزوج .”


: “ وماذا عني أنا ؟”


: “ أنت ماذا ؟”


: “ هل التعامل معي مريح بالنسبة لك ؟”


توقف جيانغ شو للحظة ، ثم قال بصوت خافت جدًا : 

“ مم… لا بأس .”


شين فانغ يو: “ وأنا لست متزوج ، فهل أنت معجب بي إذن ؟”


جيانغ شو: “؟”


كان في منتصف تناول حبوب الذرة حين سمع هذه الجملة، 

فاختنق على الفور، 

وأسرع بإحضار منديل ليغطي فمه وهو يسعل بعنف، 

حتى احمّر وجهه من شدة الاختناق


ربت شين فانغ يو على ظهره وهو يقول: “ كُل على مهل "


وعندما هدأ جيانغ شو —- كانت أطراف عينيه قد امتلأت بالدموع ، 

فأخذ منديلًا ومسحها ، 

مما جعل عينيه تحمران قليلًا ، 

وعندها —- أبعد شين فانغ يو بصره على الفور


قال جيانغ شو وهو ينهض من على الطاولة بنبرة غريبة : “ ما بالك تقول الهراء ؟

ما الذي تحاول قوله بالضبط ؟”


: “ لا شيء ، كنت أمزح فقط ...” أدار شين فانغ يو وجهه :

“ أنت لم تبتسم طوال اليوم .”


جيانغ شو بوجه خالٍ من التعبير : 

“ هذه أول مرة تراني فيها اليوم أصلًا "


فعندما استيقظ صباحًا ، كان شين فانغ يو قد غادر بالفعل ، 

تاركًا الفطور على الطاولة ، 

ولم يلتقيا إلا حين عاد من العمل هذا المساء


سأل جيانغ شو بصراحة : “ هل لديك مشكلة معي؟”


: “ لا ….” أنزل شين فانغ يو عينيه وبدأ يجمع الصحون والعيدان معًا ،

كان يعلم أن جيانغ قد لاحظ غيابه عن العمل ، فقال: 

“ الأمر يتعلق بالعمل .”

 

ظل جيانغ شو يحدق فيه بصمت لفترة ، ثم تردد قليلًا ثم قال:

“ إذا كان هناك شيء يمكنني مساعدتك فيه ، 

يمكنك أن تخبرني .”


هذه أول مرة يعرض فيها جيانغ شو المساعدة على شين فانغ يو

وهو أمر نادر منه، 

لكن المفاجأة كانت أن شين فانغ يو قال:

“ لا حاجة "


وضع جيانغ شو عيدانه على الطاولة بوجه بارد ، 

ثم استدار متجهًا إلى غرفة المكتب


ترك الباب مفتوح ، وأصغى نصف انتباهه إلى صوت الأطباق 

وهي تُرتب وتُغسل خارج الغرفة


ثم حلّ الصمت ، لكن شين فانغ يو لم يأتِ إلى غرفة المكتب


في العادة ، لم يكن شين فانغ يو يعمل في غرفة المعيشة أو 

غرفة الطعام إلا إذا كان لديه اجتماع


لكن اليوم، لم يكن هناك أي صوت يدل على أنه يتحدث مع أحد بالخارج


{ إذن ، لم يكن في اجتماع …

لكنه أيضًا لم يأتِ إلى غرفة المكتب .. }


رفع جيانغ شو عينيه نحو الطاولة والكرسي الخاليين أمامه، 

وإلى باقة الورود الحمراء بجانبه


البراعم التي كانت يومًا ما زاهية اللون قد فقدت بريقها ، 

وبدأت تذبل وتتعفن ، متشبثة بآخر أنفاسها


وفجأة نهض وأمسك الباقة الذابلة بكاملها، 

وألقاها باتجاه الباب، ثم أغلقه خلفه


وفي اللحظة التي نهض فيها ليغلق الباب، التفت شين فانغ 

يو، الذي كان يجلس على الأريكة يقرأ شيئًا، نحو الصوت وقال:

“ما الأمر؟”


ألقى جيانغ شو عليه نظرة ذات مغزى، 

ثم عاد إلى المكتب دون أن يلتفت للخلف


————–



جيانغ شو قد خرج للتو من غرفة العمليات في فترة ما بعد الظهر ، 

حينها صادف يو سانغ الذي يوزع أكواب شاي الحليب في المكتب


: “ أخ شو .. شاي بالحليب ؟ ”


كان عليه الآن أن ينتبه إلى نظامه الغذائي، 

ولم يكن يستطيع شرب مثل هذه المشروبات، 

لذا لوّح بيده ورفض عرض يو سانغ بلطف


يو سانغ : “ لماذا أصبحت حريصًا على صحتك هذه الأيام؟ 

لم أرَك تشرب القهوة منذ فترة .” 


أجاب جيانغ شو بإيماءة غامضة: “همم”، 

ثم أخذ كوب مملوء بالماء العادي في درجة حرارة مناسبة، 

وقال ليو سانغ :

“ هل هناك مناسبة سعيدة ؟”


في المرة الأخيرة التي ترقّى فيها يو سانغ ، دعا الجميع في 

القسم إلى مأدبة


ولم يمر وقت طويل منذ ذلك الحين ، لذا لم يكن لينفق 

المال مجددًا إلا لو كان حدثًا كبيرًا


امتلأت عينا يو سانغ بابتسامة: “ أخ شو  .. لقد وجدت شخص .”


تفاجأ جيانغ شو قليلًا ، لكن ظهرت في عينيه لمحة من السعادة : “ مبروك تهانينا الطبيب يو سانغ .”


كان يعلم أن يو سانغ دائم الانشغال بعمله ولم يجد وقتًا 

ليدخل في علاقة طوال سنوات


وعندما كانوا يجتمعون على العشاء في السابق ، 

كان يو سانغ كثيرًا ما يتحدث عن فتاة أحبها سرًا لسنوات طويلة ، 

وكان دائم الخوف من أنها ستتزوج إن لم يعترف لها ،



يو سانغ: “ لم أرغب أن أزعجها ، لأنني لم أكن أملك الكثير 

من المال أو الوقت ، 

لكن عندما حصلت أخيرًا على وظيفة كطبيب مناوب ، 

اعترفت لها بمشاعري ، فقالت إنها تريدني أن ألاحقها أولًا . 

ظننت أن هذا رفض ، لكن على غير المتوقع…” 


ومع استمرار يو سانغ في الكلام ، ازداد احمرار وجهه ، 

ولم يستطع إخفاء ابتسامته ، 


: “ لكنني فزت بها في النهاية " تابع وهو ما زال يبتسم : 

“ لكن حبيبتي تقول إنني رجل مستقيم جدًا ولست ممتع .” 


ربما كان ذلك من باب الدلال الحلو ، 

فابتسامته لم تفارقه حتى وهو يقول ذلك


ثم أخرج كتابًا من رف مكتبه وسلمه إلى جيانغ شو: 

“ لذا اشتريت هذا لأتعلم كيف يحافظ الناس على العلاقات ويصلحونها .”


ألقى جيانغ شو نظرة على الكتاب ، 

فوجد أنه على الأرجح نوع من كتب ' حساء الدجاج ' التي 

يكتبها أحد خبراء المشاعر


( تعبير مجازي مأخوذ من سلسلة كتب أمريكية شهيرة اسمها ' Chicken Soup for the Soul ' 

' حساء الدجاج للروح ' 

وهي كتب مليئة بقصص ونصائح ملهمة وخفيفة عن الحياة والحب والعلاقات )



في العادة ، لم يكن ليعطي مثل هذا الكتاب اهتمامًا زائدًا، 

لكن لسبب ما توقف لحظة اليوم وسأل : “ هل هو مفيد ؟”


أجاب الرجل الغارق في حلاوة الحب بسرعة : “ بالطبع، 

فالعلاقات تحتاج دائمًا إلى رعاية واهتمام ….” وبعد أن قال 

ذلك، أدرك فجأة أن هناك شيئًا غير طبيعي، 

فسأل: “ ما الأمر أخ شو؟ 

هل… تخطط لملاحقة أحد ؟”


أبعد جيانغ شو نظره : “ كنت فقط أسأل .”


تابع يو سانغ مباشرةً : “ أم أنك تواجه مشكلة مع أحد أصدقائك ؟

لقد قرأت في هذا الكتاب أن العلاقات بين الأصدقاء والعشاق متشابهة جدًا .”


ارتكزت يد جيانغ شو على قلمه ، 

وبعد فترة طويلة رفع عينيه وقال ليو سانغ: “ ذلك ابن عمي…”


عند سماع ذلك ، فهم يو سانغ على الفور ما يقصده


فوفقًا لأسلوب جيانغ شو في الاستقبال، 

فإن قريبه البسيط والصريح سيشعر عاجلًا أم آجلًا بالنفور منه


قال يو سانغ: “ أخ شو عليك أن تكون ودودًا ومبادرًا ، 

فأنت المضيف ، ولا يجب أن تجعل ضيفك يشعر بالإهمال .”


كان المتحدث لا يقصد شيئ ، لكن المستمع كان له قلب


قالها يو سانغ عرضًا ، لكن لسبب ما، تذكر جيانغ شو فجأة 

تلك الليلة التي هرب فيها من المنزل


كانت كلمات شين فانغ يو المؤلمة قد أثرت فيه بشدة 

لدرجة أنه كلما تذكر ذلك اليوم لاحقًا، 

كان يتجنب عن عمد تذكر ما قاله


لكنه الآن تذكر بعضًا منه


حين حاول تحميل فيديو العملية وتعطل التحميل ، 

قال شين فانغ يو إنه مجرد ضيف في المنزل ، 

وأن جيانغ شو يعرف ذلك ، والواي فاي في منزله يعرف 

ذلك ، لكن وحده هو من لا يعرف ch47


{ هل كان السبب حقًا… أنني جعلت شين فانغ يو يشعر بأنه 

مجرد ضيف يمكن الاستغناء عنه ؟ }


: “ أخ شو، أعلم أنك لا تريد إصلاح هذا النوع من العلاقات… 

لكن المشاعر تبادلية—”


قاطعه جيانغ شو : “ أعطني الرابط .”


: “ هاه؟”


أشار جيانغ شو بعينيه إلى الكتاب الذي في يده


نظر يو سانغ إلى الكتاب في يده بدهشة ، 

فرأى على الغلاف صورة خبير العلاقات وهو يبتسم ابتسامة ذات مغزى


—————-



كان شين فانغ يو يشك في أن جيانغ شو قد تعرّض مؤخرًا 

لشيء ما جعله يتصرف بغرابة ———



في المساء ، جلس شين فانغ على الأريكة بعد الاستحمام يراجع بحث أحد طلابه ، 

حينها —- جيانغ شو الذي اعتاد العمل في غرفة مكتبه ، جلس فجأة بجانبه وهو يحمل اللابتوب



قبل أن يتمكن من قول أي شيء، ناوله جيانغ شو كوبًا من 

شاي فاكهة وقال بتفكير :

“ بما أنك ذهبت لإعطاء محاضرة في جامعة A الطبية اليوم، رطب حلقك .”


بدت على شين فانغ يو ملامح من رأى شبح ، 

فأخذ الكوب بيدين ترتجفان


وعلى غير المتوقع ، لم يسحب جيانغ شو الكوب منه ليرش الشاي عليه


وعندما انتهى من الشرب بحذر ، 

أدرك أن جيانغ شو كان يجلس بجانبه


الأريكة كبيرة بما يكفي ، لكن حتى وسادة واحدة لم يكن 

يمكن وضعها بينهما


كان شين فانغ يو قادرًا على سماع أنفاس جيانغ شو والشعور بحرارة جسده


لم يكن يعرف ما الذي يفكر فيه جيانغ شو


سواء كان قد تلبسه شيء أو أصيب بانفصام الشخصية ، 

فهذا لم يكن يهمه ، 

كل ما كان يعرفه هو أن عقله كان يحذّره من أن يضعف مجددًا


حاول شين فانغ يو جاهدًا أن يعيد تركيزه على البحث ، 

لكن الحروف الإنجليزية الجافة بدت فجأة بلا أي جاذبية ، 

وفشل في تثبيت بصره عليها عدة مرات ،


مرّت ساعة كاملة وهو ما يزال يصحح الجملة نفسها التي 

كان عليها منذ ساعة


أخذ نفسًا عميقًا ونهض ، فرفع جيانغ شو رأسه فورًا وسأله:

“ إلى أين أنت ذاهب ؟”


شين فانغ يو —- الذي تم الإمساك به وهو يحاول الهرب ، 

اضطر إلى تغيير خطته وقال :

“ سأحضر لك بعض الحليب .”


أخذ جيانغ شو رشفة من كوب الحليب ، 

وحين لاحظ أن شين فانغ يو ما يزال واقف ، 

ألقى عليه نظرة متسائلة


وقع بصر شين فانغ يو على الشفاه العلوية الملطخة 

بالحليب ، وفجأة شعر بحرقة في حلقه


اكتشف أن شفاه جيانغ شو جميلة ، ذات امتلاء طفيف ، 

ولم يكن قد لاحظ هذه التفاصيل من قبل لأن شفتيه 

رقيقتان قليلًا


لكن الآن، مع الحليب الذي يبللهما، بدت أكثر وضوحًا


ثم، وبحركة لا واعية ، مد جيانغ شو لسانه ولعق شفتيه


شعر شين فانغ يو بوخز في فروة رأسه


شعر وكأنه لم يشرب شاي الفاكهة قبل قليل ، 

بل نوع جديد من المخدرات لا يعرفه ؛ 


{ وإلا فلماذا لم يرتوِي عطشي ، بل ازداد حلقي جفافًا ؟!!!! }


أخذ اللابتوب وقرر أن مغادرة ' مكان الشبهات ' ،

وحاول أن يحافظ على هدوئه قائلًا :

“ الأريكة طرية جدًا ، بدأت أشعر بالنعاس ، 

سأذهب إلى غرفة المكتب لأكمل مراجعة البحث .”


لكن ما إن وصل إلى غرفة المكتب ووضع لابتوبه على الطاولة ، 

حتى فُتح الباب فجأة ودخل جيانغ شو وهو يحمل جهازه اللابتوب ايضاً ،

وعندما لاحظ نظرة شين فانغ قال:

“ أعتقد أن الأريكة طرية جدًا أيضًا .”


ضغط شين فانغ يو لسانه بقوة على سقف فمه ، 

وأومأ برأسه متماسكًا بصعوبة


جلس الاثنان متقابلين ، 

وبفضل حاجز اللابتوب ، 

بدأ قلب شين فانغ يو يهدأ تدريجيًا ، 

وأخيرًا ركز على الجملة التي ظل عالقًا عندها طوال الساعة الماضية


كان على وشك تحديد الأخطاء وتعديلها ، حينها شعر فجأة بشيء يلمسه


كان شيئًا باردًا، يكاد يكون غير محسوس


—- كاحل جيانغ شو


خفق قلب شين فانغ يو بقوة ، 

وتبخرت كل المراجعة البسيطة التي قد تمكّن من إتمامها


ألقى نظرة سريعة على جيانغ شو ثم سحب بصره بسرعة


كان جيانغ شو يعبس بحاجبيه قليلًا ، مركزًا على اللابتوب ، 

ويبدو وكأنه لم ينتبه أبدًا إلى هذا الاحتكاك المفاجئ


وبعد وقت طويل ، ابتلع شين فانغ يو ريقه وسأل :

“ لماذا لا ترتدي جوارب ؟”


ألقى عليه جيانغ شو نظرة متسائلة


وفي اللحظة التي ظن فيها شين فانغ يو أن جيانغ شو سيغضب ، 

إذا بالآخر يقف فجأة ويذهب إلى غرفة النوم ليجلب الجوارب


وعندما عاد ، ألقى شين فانغ يو نظرة على قدميه ،  

ثم عضّ شفتيه وقال بتردد :

“ لماذا لا تغيّرها إلى جوارب أطول تغطي الكاحلين…”


صمت جيانغ شو للحظة ، ثم ربت على كتفه وأشار له بالدخول إلى غرفة النوم :

“ تعال .”


ظن شين فانغ يو أن جيانغ شو سيوبخه لكنه فوجئ بأن الأخير سحب درج الخزانة وقال :

“ اختر لي إذاً .”


شعر شين فانغ يو أن الأمر غامض بعض الشيء


{ هل هذا هو جيانغ شو حقًا ؟

هذا الهدوء وهذه الطيبة غريبان جدًا }


بشيء من التردد ، أخرج شين فانغ يو الجوارب الطويلة التي 

تغطي الكاحلين وناولها لجيانغ شو —- الذي أخذها بالفعل 

وبدأ في ارتدائها أمامه


كان جيانغ شو قد استحم للتو ،  

ويرتدي الملابس المنزلية واسعة ، 

مع فك الزر العلوي من قميصه ، فبمجرد أن انحنى ، 

وقعت عين شين فانغ يو على عظمة الترقوة والشامة 

الحمراء على صدره


أبعد شين فانغ يو بصره على الفور وقال:

“ أزرارك ليست مغلقة بشكل صحيح .”


أنزل جيانغ شو رأسه ونظر ، 

فوجد أن الأزرار مُحكمة تمامًا ولا مشكلة فيها


شين فانغ يو:

“ ألا تغلق زرّك العلوي دائمًا عندما تذهب إلى العمل ؟”


توقف جيانغ شو عن الحركة للحظة وهو منحنٍ :

“ هذه ملابس منزلية ”


: “ إذًا ملابس المنزل لا يجب أن تُزرر حتى الزر العلوي ؟”


جيانغ شو: “……”


لم يستطع الاحتمال أكثر


فمن أجل إصلاح علاقته مع شين فانغ يو، 

كان قد أظهر أفضل ما عنده من لطف اليوم، 


لم يكتفِ بصنع الشاي له، بل بادر أيضًا بالجلوس للعمل معه، 


وغيّر مكان جلوسه عندما شعر شين فانغ يو بالرغبة في ذلك، 


وارتدى الجوارب عندما طلب منه، 


بل وغيّرها عندما طُلب منه ذلك أيضاً 


أما الآن، فقد وصل الأمر إلى أن شين فانغ يو يطلب منه تعديل أزراره أيضًا


{ اللعنة على إصلاح العلاقات !!! }


خلع الجوارب وألقاها جانبًا، 

ثم فك عدة أزرار من قميصه، 

وأخذ اللابتوب إلى غرفة النوم وأغلق الباب بقوة


وبعد لحظات ، 

فتح الباب مجددًا وكأنه تذكر أمرًا فجأة :

“ إذا كنت مريض !!! اذهب إلى المستشفى وأصلح دماغك !!! "


أنهى كلماته الجافة موجّهًا إياها إلى شين فانغ يو الذي وقف 

خارج الباب بملامح مشوشة 



عاد جيانغ إلى السرير وأخيرًا شعر بالراحة


…..


في هذه الأثناء ، 

وقف شين فانغ يو خارج الباب وأخذ نفسًا عميقًا ببطء


كان يريد أن يقول لجيانغ شو إنه لو لم يذهب إلى 

المستشفى ليفحص دماغه، لما أصبح على هذه الحال


كانت كلمات الطبيب العجوز بمثابة محفّز ، 

حوّلت حالته التي لم تكن خطيرة إلى حالة ميؤوس منها تمامًا


صار الآن مثل المفرقعات النارية أمام جيانغ شو… 

وهذا ما جعله في حالة ذعر


{ ربما… حقًا… أحب جيانغ شو …


لأن الكثير من الأفكار السيئة بدأت تملأ رأسي …


على سبيل المثال ، 

لم أكن أريد أن يغلق جيانغ شو أزراره


بل أريد فتح الباب وتمزيق كل أزراره ، ثم… }


لم يجرؤ على الاستمرار في التفكير بما سيفعله بعد ذلك


رفع شين فانغ يو يده وصفع نفسه ، 

ليتمكن أخيرًا من تهدئة أفكاره المبعثرة قليلًا


{ كيف يمكن أن أفكر في مثل هذه الأمور ؟ }


ضغط الطبيب شين فانغ على جبهته ، 

ولأول مرة شعر أنه ربما… قليل الحياء أكثر مما ينبغي …


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. ياحبيبي بشوف الين متى يصمد قبل ما يعترف 😂😭

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي