Ch60 | ALFKR
أشعة الشمس الخريفية لم تكن قوية ، لكنها جافة ..،
باقة الزهور التي أحضرها تشين وان بقيت على المقعد الأمامي دون أن تمس
تحت أشعة الشمس ، بدأت حواف البتلات تتجعد وتصفر بسرعة
الرسالة، مع علبة الحبوب ، كانت قد أعيدت بعجلة إلى درج القفازات
دخل تشين وان مبنى شركة تايجي وانتظر في الردهة قرابة الساعتين
بدأت موظفة الاستقبال تشعر بالحرج وعرضت عليه فنجان
قهوة آخر : " آسفة حقاً ، المدير جي مشغول جداً هذه الأيام "
ابتسم تشين وان برضى : " لا بأس ."
لم يكن يعرف إن كان جي شي مشغولاً حقاً، لكنه بالتأكيد كان يُترك ينتظر
لم يغضب تشين وان
في النهاية، كانت سونغ تشينغمياو هي من تجاوزت الحدود
أولاً بالارتباط بـ مينغ يوانشيونغ، الذي تزوج من عائلة جي --- السيدة جي شي
بعد تصفحه الصور التي أرسلها لياو تشوان إلى بريده الإلكتروني ، صُدم تشين وان للحظة
( لياو تشوان = الشخص الي حاول يغتصب تشين وبعدها
طعنه بالمقص في يده )
ظهر الاثنان يدخلان معاً متجراً فاخراً في شارع كوينز
وفي لقطات أخرى، كانا يتناولان الشراب على متن سفينة سياحية
ظنا أنهما يتصرفان بسرية ، لكن كل شيء كان واضحاً تماماً
كان تشين وان يركز على مراقبة حسابات سونغ تشينغمياو وحركة أصول أموالها ،
يتتبع تحركاتها هي وشي جياجيان
لكنه لم يكن يتوقع أبداً ظهور مينغ يوانشيونغ في الصورة
شي جياجيان أحد المساهمين في شركة رونغشين،
لكن منغ يوانشيونغ لم يظهر قط على رادار تشين وان
والأهم من ذلك، أن منغ يوانشيونغ هو زوج الابنة الكبرى لعائلة 'جي'
— العائلة التي تدير مجموعة شركات “ تايجي”
عند هذه اللحظة فقط، أدرك تشين وان أن سونغ تشينغمياو لم تكن بالسذاجة التي تصوّرها
لقد استخدمت كامل دهائها ضده ، وعرفت تمامًا كيف تخدعه
بالنظر إلى الوراء ، بدت علاقتهما كأمٍّ وابنٍ أشبه بالمهزلة
كان تشين وان قد كلف شخصًا بتعقّب سونغ تشينغمياو
في حين عاملته هي كأنه مصوّر صحفي رخيص
قبل مجيئه إلى تايجي — كان تشين وان قد التقى أولًا بمن
أرسل البريد الإلكتروني
قال لياو تشوان وهو يصب له الشاي مبتسمًا :
“ سمعت أن مشروعَي مرفأ باولي وخط هايوه البحري
سيُدرجان في السوق نهاية هذا العام .
آ-وان ستكون ضمن فريق الجولات الترويجية .”
لكن تشين وان لم يلمس كوب الشاي
مال إلى الوراء على كرسيه ، وقال ببرود :
“ لياو تشوان هل تريدني أن أقطع إصبعًا آخر ؟”
تنهد لياو تشوان وفي صوته نبرة عاطفية:
“ ما زلت كما كنت .
ذلك الطبع الناري لم يتغير منذ كنت طفلًا .”
كبح تشين وان الغثيان والاشمئزاز اللذين أثارتهما الذكريات القديمة
أشعل سيجارة، وقال وهو يومئ برأسه:
“ التخلص من أي شخص يعترض الطريق — نعم ، ذلك صحيح تمامًا .”
تابع لياو تشوان بتهديد مباشر:
“ لكن عندما يفقد الطفل أعصابه ، يُرسل إلى جبل شياولان لبضع سنوات .
أما إذا ظل مجنونًا عندما يكبر… فسيجلس المساهمون في
الصف الأمامي ليشاهدوا والدة قائد المشروع الرئيسي وهي
تُفضح في فضيحة خيانة …...”
ابتسم ابتسامة خبيثة وأضاف :
“ عشيقات ، باحثات عن الذهب ، دراما عائلية ثرية…
هذا النوع من الفضائح يستهوي الناس هذه الأيام .”
كانت نظرات تشين وان حادة كالسكاكين، باردة كالجليد
لكن ذلك لم يثنِ لياو تشوان، بل بدا وكأن الإثارة زادت في عينيه
قال بنبرة تجمع بين المكر والمشاعر :
“ تشين وان هل تنظر إلى تشاو شينغهي بهذه الطريقة أيضًا ؟
هل نام معك ؟
كم مرة احتجت لتصل إلى هذا المشروع ؟
استخدام جسدك لتحصل على ما تريد — لقد تجاوزت
والدتك بجدارة .”
رفع تشين وان السيجارة وأشار بها مباشرة نحو أنفه ،
كان الطرف المشتعل على وشك أن يلمسه
قال من بين أسنانه :
“ راقب لسانك !”
تراجع لياو تشوان بخفة، رافعًا يديه كأنه يستسلم
ابتسم بوقاحة وقال:
“ ألستَ أنت من لا يقبل بأحد غيره ؟
هل يعلم تشاو شينغهي أنك قضيت وقتًا في جبل شياولان ؟”
جبل شياولان —- مستشفىً للأمراض النفسية في هايش ،
مخصصًا لأصحاب الخلفيات الخاصة : عشيقات مسؤولين ،
أبناء غير شرعيين، ومشاهير مختلين
لا أحد يعرف على وجه اليقين من منهم كان مجنونًا حقًا،
ومن تظاهر، ومن جنّ فعلًا بعد دخوله
ورغم أنه مستشفى، إلا أن سكان هايش كانوا يتهامسون عنه
كما لو أنه مكان مظلم مليئ بالفضائح الجنسية والأسرار القذرة
مكان تكتنفه هالة من الغموض والعار
بدأ طعم الأدوية المرّة ينتشر في فم تشين وان
لكنه لم يبدِ أي خلل في رباطة جأشه
في نظر لياو تشوان، ظل يبدو كالصبي الذي عرفه يومًا —
باردًا، بعيدًا، وصعب الاقتراب منه
ضيّق لياو تشوان عينيه وسأل:
“ تخيل لو أن فضيحة والدتك أثرت على إدراج مشروعَي
باولي وخط هايوه.
هل تعتقد أن تشاو شينغهي سيظل يريدك؟
كيف سيبرر ذلك أمام المساهمين ؟”
تشين وان بقي ساكنًا ، لم يُظهر أي رد فعل إضافي
لكن لياو تشوان أصر على تحطيم ذلك الجمود:
“ آووه صحيح … منغ يوانشيونغ أهدى لأمك ياقوتة حمراء
من القرن السابع عشر — ثمنها يشتري قطعة أرض في سنترال .
اشتراها عبر مزاد لبنك سويسري .
برأيك، من أين أتى بهذا المال ؟
عندما تبدأ زوجته جي شي بالتحقيق ، كيف تتوقع من
المستثمرين أو الجهات الرقابية أن يثقوا ببياناتك المالية ؟”
رما تشين وان بالصور على الطاولة باحتقار ، وقال ببرود :
“ هذا هو كل ما تملك ؟ ما الذي تثبته بعض الصور ؟”
لم تكن صورًا فاضحة من فندق
لا شيء قادر على تدمير شخص بالكامل
ضحك لياو تشوان :
“ في قضايا كهذه ، الدليل لا يهم .
الرأي العام هو ما يصنع الفضيحة .
أنت تعرف سمعة والدتك .
إذا خرجت هذه الصور ، سيعتني والدك بالأمر بنفسه .
وزوجة منغ يوانشيونغ ليست أي امرأة
— إنها الابنة الكبرى لعائلة ‘جي’
أنت تعرف جيدًا كيف تتصرف جي شي ،
ما إن تنفجر الفضيحة ،
حتى يفقد مشروع تشاو شينغهي كل مصداقيته .
ثلاث ضربات بحجر واحد . هذا أكثر من كافٍ .”
لم يُعِر تشين وان الأمر مزيدًا من الجدل
دخل في صلب الموضوع مباشرةً :
“ هل هذه فكرتك أنت ، أم فكرة عائلة تشين ؟”
لم يكن لياو تشوان يتوقع رد فعله السريع
ضيق عينيه:
“ في الواقع ، والدك كان يريد الحديث معك أيضًا .
لكنني سبقته .
رأيت أن أوراقي قد تكون أقوى من أوراقه .”
كان الأب تشين بيشين ممسكًا بزمام أمر سونغ تشينغمياو
— نقطة ضعف تشين وان
لكن لياو تشوان كان يملك شيئًا أشد إحكامًا عليها
رفع تشين وان رأسه وسأله ببرود :
“ ما الذي تريده ؟”
لم يلف لياو تشوان ويدور و قالها بوضوح :
“ أريد أن أكون المورد الرئيسي لمواد البناء .”
في الآونة الأخيرة ، اشتدت الصراعات داخل عائلة تشين
الفرع الأول كانوا يشدون سلطتهم ويحتكرون كل شيء ،
بينما بدأت أسهم الفرع الثاني بالتآكل ، ومكانتهم تتقلص تدريجيًا ،
والآن، في ظل التدهور الاقتصادي ،
لم يعد هنالك ما يكفي للجميع
إن لم يتوسعوا خارجيًا ، فسيدمرهم الفرع الأول والثالث سحقًا
مينغلونغ — أكبر سفينة في هايش — ولا بد له من الصعود على متنها بأي ثمن
سخر تشين وان :
“ أحلام يقظة ”
ضحك لياو تشوان باستهزاء وهو يصب له الشاي مجددًا:
“ آ-وان لا تتظاهر بالبراءة .
لديك نفوذ كافٍ لتدير عمليات النقل اللوجستية الخاصة بهم .
أو هل فقدت تأثيرك بعد الهمسات الليلية ؟
وبالمناسبة ، حتى لو لم آتيك أنا ، كان والدك سيفعل .”
كانت رونغشين ( شركة عائلة تشين ) تنهار — محسوبية ، صراعات سلطة داخلية ،
واجهة براقة وجوهر فاسد ،
ومهما حاولوا إخفاء ما جرى في جزيرة تينغ فالشائعات لا بد أن تتسرب
كان الأب تشين بيشين يعرف أنه مسألة وقت فقط قبل أن
يربط الناس تشين وان بتشاو شينغهي
: “ لكنه لن يعطيك شيئ .
وأنت تعرف جيدًا أي نوع من الرجال هو
أليس من الأفضل أن تتعاون معي ؟”
ظل تشين وان هادئًا ، لا يشبه من يتعرض للابتزاز :
“ وإذا تعاونت معك ، ما الذي سأجنيه ؟”
قال لياو تشوان بإقناع :
“ أضمن أن تبقى تلك الصور معي وحدي .
وبمجرد ترسية العطاء ، سأدمرها. لا نسخ احتياطية .
وفكّر بالأمر .. الطريقة المثلى لدفن هذه الفضيحة تمامًا
هي أن تضعني على متن قارب تشاو شينغهي .
ما دامت مصالحنا متشابكة ، فمصيري من مصيره .
لن أقطع الغصن الذي أقف عليه أليس كذلك ؟”
عينا تشين وان صعبة القراءة ، لم يوافق ، ولم يعارض ،
صمت طويلًا ، حتى بدأ لياو تشوان يفقد أعصابه
أخيرًا قال تشين وان :
“ ما تملكه لا يستحق كل هذا ”
تجهم وجه لياو تشوان، لكن تشين وان واصل:
“ أريد أيضًا 6% من الأسهم الجزئية في رونغشين
دون خيارات شراء .”
ارتفع صوته : “ ستة بالمئة ؟!
لماذا تريد أسهمًا أصلًا ؟”
لطالما بقي تشين وان خارج دوائر الصراع الأسري داخل
عائلة تشين، ولم يُبدِ أدنى اهتمام برونغشين
قال بهدوء:
“ أتتوقع من الناس أن يعملوا معك مجانًا ؟ لا تكن أحمق ...”
ثم أطفأ سيجارته وأضاف :
“ الصور والأسهم — إما كلاهما أو لا شيء .
لياو تشوان ، قِس قيمتك جيدًا .
ما مدى اعتقادك بقدرتك ؟
هل تعتقد بجدية أنك بعد تسريب الصور ستنجو ؟
إذا أضررت بمشروع تشاو شينغهي فسيُسحقك بإصبع واحد .”
حدّق به لياو تشوان
{ الذئب الصغير كبر — أسنانه ومخالبه أصبحت أكثر حدة }
كان قد أتى ليهدده ، لكن كل خطوة انقلبت عليه
بعد لحظة، قال:
“ستة بالمئة كثيرة .
لا أملك هذا القدر من رأس المال .
لا يمكنني جمع تلك الأسهم .”
رد تشين وان وهو يهم بالمغادرة :
“ إذن انتهى الحديث .”
كان يعرف أن لياو تشوان، الذي تلاعب بمجلس الإدارة
سنوات، قادر على تنفيذ ما يريد إن عزم
ناداه لياو تشوان بسرعة :
“ انتظر !”
أخذ تشين وان معطفه
: “ يمكنني المحاولة من أجل أربعة بالمئة .”
نظر إليه تشين وان بلا أي أثر للتأثر
تنازل لياو تشوان مضطرًا :
“ خمسة بالمئة .”
قال تشين وان وهو يعبر بجانبه :
“ تعال إليّ عندما تحصل عليها .”
وفي اللحظة التي مر بها ،
ضغط مقبض مسدسه الـ بيريتا على ظهر لياو تشوان
إصبعه على الشعار المحفور عليه — شعار تشاو شينغهي
السلاح بارد — لكن يد تشين وان دافئة —
وكأن يدًا أخرى كانت تغلف يده ، تمنحه القوة واليقين
قال بحدة :
“ إذا لعبت بأي حيلة ، ستخترق الرصاصة ظهرك كما
اخترقت المقصات يدك قبل تسعة عشر عامًا .”
تصبب لياو تشوان عرقًا
رفع يديه قائلاً بتكرار :
“ لن أفعل ، أقسم ، لن أفعل .”
تشين وان الآن أكثر جنونًا مما كان عليه طفلًا
لم يتردد لحظة في سحب مسدس وتهديد رجل في وضح النهار
ولم يشك لياو تشوان لحظة أن رفضه قد ينتهي به مقطعًا
في أحد الأزقة بعد أيام
قال متلعثمًا :
“ سأجد طريقة… الأسهم ، سأُحضِرها .”
ورغم أن لياو تشوان بدا وكأنه يهدد تشين وان ،
فإن الحقيقة كانت أنه هو من وصل إلى طريق مسدود
لا أحد يتحدى تشاو شينغهي إلا إن كان يبحث عن هلاكه
لكن ما لم يتوقعه ، هو أن تشين وان سيتجه فورًا إلى
مجموعة تايجي، ليطلب لقاء مع زوجة منغ يوانشيونغ —
السيدة “جي شي”
انتظر تشين وان بهدوء في صالة الاستقبال،
مانحًا جي شي وقتًا لتبرد أعصابها،
حتى سمحت له موظفة الاستقبال بالصعود
جي شي كانت من عائلة ذات نفوذ ، وإحدى أبرز السيدات في هايش
في أوائل الأربعينات، وتتمتع بهيبة طبيعية،
لكنها لم تصعّب الأمور على الشاب أمامها
قالت بفتور :
“ إن أصررت على مقابلتي يا سيد تشين ، فيجدر أن يكون الأمر مهمًا .”
وضع تشين وان هدية بسيطة على الطاولة بانحناءة خفيفة ،
وقال بلطف واحترام:
“ أود مناقشة مسألة شراء أسهم من رونغشين، مديرة جي "
تغيرت نظرة جي شي من التجاهل إلى التركيز
قالت:
“ لست متأكدة من أنني أفهم سيد تشين .”
ابتسم تشين وان ابتسامة هادئة
وحده الأحمق مثل لياو تشوان يظن أن العلاقة
بين سونغ تشينغمياو ومنغ يوانشيونغ يمكن إخفاؤها عن العالم
منغ يوانشيونغ رجل تزوج امرأة أقوى منه ويعيش من ظلّها
ومهما بلغ به الجرأة ،
لن يجرؤ على إنفاق ثروة لشراء ياقوتة حمراء لسونغ
تشينغمياو… إلا إن كانت زوجته تعلم ——-
إن كان حدس تشين وان صائبًا ، فإن منغ يوانشيونغ لم يكن
سوى طُعم وضعته جي شي عمدًا ——- ،
أو على الأقل سمحت بوقوعه
كانت عيناها على أسهم رونغشين
لقد تصاعد الصراع الداخلي داخل عائلة تشين ،
وجاءت سونغ تشينغمياو كمنفذ مثالي للاختراق ——
لم تعد سونغ تشينغمياو محلّ حظوة ،
غير أنّ الأب تشين بيشين، في أيام خطبته لتلك السيدة
الرشيقة ، منحها حصة من الأسهم ؛
ولذلك ظلت سونغ تشينغمياو تعتقد دائمًا أن لها فرصة قائمة
على حد علم تشين وان —- صار الزواج بين جي شي ومنغ
يوانشيونغ منذ زمن بعيد مجرّد شكل
لم تفتقر جي شي من ' رفقاء ' مقرّبين من الرجال خارج إطار الزواج ،
ولم تكن تهتم بزوج عديم الجدوى قليل الكفاءة ؛
ما كانت تهتم به حقًا هو الإمبراطورية التجارية لعائلة جي
ومع كل ذلك ، فقد كانت المسؤولية ترجع إلى سونغ تشينغمياو
ولذلك جاء تشين وان ليعتذر باحترام
ولكن كلماته حملت معنى مزدوج ،
تُلمّح بلطف إلى أنه يدرك تمامًا أن جي شي قد نصبت
الطُعم بدوافع خفية ،
وأنها ليست “بريئة” كما تبدو
و قال: “ كان المالك الأول لتلك الياقوتة الحمراء من
نوع ’دم الحمام‘ التي حصل عليها السيد منغ سيدةً سويدية — الآنسة كارمل ،
وقد شغلت سابقًا وظيفة معلّمة خاصة لعائلة جي.”
أجابته جي شي بنبرة تهكّم لا لُبس فيها: “ والآن صارت في يد أمّك تتباهى بها .”
على الرغم من أنّ تشين وان أعدّ نفسه ذهنيًا قبل القدوم،
فقد أحسّ لمحة من المهانة
عبر السنين، نظّف أكثر من فوضى خلّفتها سونغ تشينغمياو
— اعتذارات، سداد ديون قمار،
معالجة نزاعات داخلية وخارجية
تمرّس على ذلك، وصُقلت مناعته النفسية بالتجربة
لكن هذا لم يكن يومًا مما يُفخر به
فهو إنسان، وله كرامة وخجل
قال: “ نعم . وبوصفه اعتذارًا ، أنا مستعد لتقديم ما
أستطيع من عون للمديرة جي ”
تفحّصته جي شي مليًّا
{ ربما لم تكن سونغ تشينغمياو حادّة الذكاء ،
لكنها أنجبت ابنًا فطنًا بارًّا }
سألت: “ ما هدفك ؟”
نظر تشين وان في عينيها مباشرة وقال: “ أرجو من المديرة
جي أن تُصدر بيانًا باسم تايجي قبل تسريب تلك الصور .
قولي فيه إنكِ دعوتِ والدتي لزيارة المتجر الرئيسي الجديد
لتايجي وحضور احتفالٍ على متن السفينة السياحية، وأن
السيد منغ رافقها لا أكثر .”
لم تكن الصور تتضمن أفعالًا صريحة ؛ أما اللقطات الأشد
حميمية فيمكن تفسيرها بسهولة على أنها ودٌّ حماسي من رجلٍ مهذّب
الضربة الاستباقية تُكسب المبادرة ——
لا أسرار تبقى مطموسة إلى الأبد
لم يثق تشين وان بلياو تشوان منذ البداية
وحتى لو دمّر الأدلة كما وعد ، فلن يتلاشى الأمر بلا أثر
السبيل الوحيد لنزع فتيل الأزمة حقًا هو تفكيكها من
جذورها والتحرّك أولًا
سواء أكان دخول متاجر فاخرة أو ليلتين من اللهو في هايش ،
فيمكن تأطير كل ذلك بوصفه مخالطة اجتماعية عادية بين الأثرياء ،
وحضور منغ يوانشيونغ سيبدو مجرد مجاملة
وإن ظهر لاحقًا ما هو أكثر ، فسيكون السرد العام قد تَشكّل
سلفًا : لا فضيحة حقيقية ، ولا ضرر يلحق بالمشروع
في مثل هذه المناطق الرمادية ، يتوقف كل شيء على موقف الزوجة الشرعية
سألت جي شي: “ هذا كل شيء ؟” —
لم ترَى في العرض ما يستحق مقايضته بأسهم رونغشين
قال: “هذا كل شيء.” وترك لها أن تمعن النظر فيه علنًا
قالت: “ أنت بارّ بأمك حقًا . لكن…”
وانكمش بصرها في ابتسامة : “ يا فتى، الأمر ليس لمساعدة أمك فحسب، أليس كذلك؟
إنك تحاول استخدام يدي لضرب عدوّك ، كي تجني الثمار .”
لم يُنكر تشين وان
ففي نظره ، كل من يحاول المساس بتشاو شينغهي يسير إلى طريقٍ مسدود
لم تُبدِ جي شي قلقًا ، قالت: “ ولِمَ أثق بك؟
أنت لست من الدائرة الداخلية لرونغشين.”
حتى وقت قريب، لم تكن قد سمعت باسم تشين وان أصلًا
ولم يظهر اسمه إلا بعد الشائعات المتعلقة بتشاو شينغهي وحادثة جزيرة تينغ
تشين وان: “ لأنني أنفع لكِ من منغ يوانشيونغ.
وبادرة حسن نية ، أنا مستعد لتسليمك أولًا نسبة اثنين
بالمئة من الأسهم . ثم تقررين إن كنتِ ستواصلين التعاون معي أم لا "
صمدت جي شي سنوات في عالم هايش المتوحش
كانت ذكية حاذقة. قالت: “ أنا تاجرة نزيهة . لا ألمس ما هو غير قانوني ”
ردّ تشين وان بهدوء : “ ولا أنا "
كان ذلك عبء لياو تشوان لا عبئه
مهمة تشين وان الوحيدة أن تبقى جي شي طرفًا ثالثًا حسن النية
جي شي: “ أمامك أسبوع واحد ”
قال: “ شكرًا لكِ مديرة جي ”
————-
عندما انتهى مؤتمر kxيانغ ، كانت ساعات العمل قد انقضت
في الآونة الأخيرة نشر فانغ جيان عددًا من المواضيع البحثية الجديدة ،
وكلما تقدم المشروع ، ازداد العبء الثقيل
دخل تشين وان مكتب هان جين ( شريك الشركة )
وأغلق الباب خلفه بصمت
قال هان جين مصعوقًا :
“ تريد الانسحاب من الشراكة ؟!”
أومأ تشين وان وأعطاه سيجارة ليهدئه:
“ لا شيء جدي .
سأبقى مشاركًا في البحث والتطوير من وراء الكواليس .
فقط، لا تضع اسمي على براءة الاختراع أو أي وثائق خاصة بالمشروع بعد الآن ”
حدّق به هان جين مذهولًا
بدأ تشين وان يشرح الموقف ، بينما يعض السيجارة بين
شفتيه، ملامحه باردة، تكاد تكون قاسية :
“ قطع المصدر هو الخطوة الأكثر أمانًا ”
لوّح هان جين بيده بإهمال وقال:
“ تشاو شينغهي هو من يمسك بخيوط هايش .
التعامل مع هذه الفئة ليس بالأمر—”
قاطعه تشين وان بنبرة ثابتة:
“ جين-غااا ! المشروعان هذان يحملان توجيهات حمراء من الدولة .
هناك أموال رأسمال حكومية ومصالح عامة .
المال ليس القضية ، بل الثقة العامة والصورة الاجتماعية .”
ثم أضاف وهو ينفض الرماد:
“ وما يجري الآن ليس مجرد حادث عابر .
هذه الأمور بدأت بسببي ، ومن الواجب أن أكون أنا من يُنهيها .”
كان يعرف أن واله تشين بيشين سيأتي إليه عاجلًا أم آجلًا
والآن بعد أن خطا إلى هذا المستنقع ،
فسواءً التزم لياو تشوان بوعوده أم ساعدته جي شي أم لا،
فلن يشعر تشين وان بالطمأنينة أبدًا
طبعًا كان يدرك جيدًا مدى قوة تشاو شينغهي
المؤامرات الصغيرة بلا قيمة أمامه
حتى لو نجح لياو تشوان في إثارة زوبعة ،
فمَن مِن وسائل الإعلام يجرؤ على النشر ؟
لكنه حين يتعلق الأمر بتشاو شينغهي
لا يترك تشين وان مجالًا للمخاطرة ، ولا يترك خيوطًا معلقة
الحلّ الأسلم كان بتر كل شيء من الجذور
و قبل أن يحدث شيء ، سينسحب تشين وان من المشروع ،
ويقطع كل الروابط
وبهذا، لن يكون لما سيحدث لاحقًا أي صلة بـ مينغلونغ
أو بالمشروع
قال بهدوء مريب، بينما دخان السيجارة يخفي ظلال وجهه:
“ هذه مرحلة اضطراب… ولن أسمح بحدوث خطأ واحد .”
ثم تمتم كمن يعلن حكمًا:
“ وهذه المرة… سأسحقهم.”
{ كما تُداس أوراق الخريف اليابسة تحت الأقدام ،
كما تُسحق النملات تحت القدم —
لا راحة له إلا باقتلاعهم من الجذور
إذا تجرؤوا على تهديدي مرة ، فسيتجرؤون ثانيةً
وطالما أحب تشاو شينغهي، وطالما أريد البقاء معه ،
فسيظل هناك من يحاول أن يمتصّ من دمي ،
و أن ينتزع مني قطعة ، مرة بعد مرة …. }
ولكن حين ينسحب تشين وان من الشراكة،
لن يكون لديه ما يخسره
ما يفعله من بعدها لن يُنسب إلى kxيانغ ،
ولا إلى مشروع باولي باي ، ولا إلى تشاو شينغهي
ففي عيني تشين وان ، من يجرؤ على الطمع بتشاو شينغهي
لا يستحق الرحمة — بل يستحق الفناء
قال مجددًا بصوت هادئ ، لكن بعينين سوداويّتين بلا قرار:
“ جين-غا سأسحقهم .”
شعر هان جين بقشعريرة تسري في عموده الفقري
كان يعرف جيدًا قدرات تشين وان، لكن حتى الآن،
لم يستطع أن يوافقه الرأي
قال بصوتٍ مشوبٍ بالألم:
“ kxيانغ شركة أنت من شيدها خطوة بخطوة ،
من دمك وعرقك
لا أحد يعرف كم كان الطريق شاقًا أكثر منك .”
في أول صفقة لهم ، شرب تشين وان حتى نزف معدته
وخلال معرضين في يومين ، انهار من ضربة شمس ورفض
الذهاب إلى المستشفى
انحنى وابتسم في وجه الزبائن الأكثر صعوبة ،
وتحمل الإهانات والضغوطات من الشركات المنافسة
شقّ طريقه بالدم والصبر
حين رأى الحزن العميق في عيني هان ، ابتسم تشين وان
ابتسامة فيها شيء من العجز:
“ جين-غا أنا فقط أبتعد مؤقتًا ، لا أرحل إلى الأبد .
وحين أعود ، سأعود بلا أعباء . أليس ذلك أفضل ؟”
لقد صارت هذه العلاقات والمصالح كلها نقاط ضعف،
يسهل استغلالها
كان تشين وان عنيدًا، لا يلين
وبالأخص حين يتعلق الأمر بتشاو شينغهي، لا يسمع كلام أحد
حدق هان جين طويلًا ، ثم تنهد أخيرًا وقال بصوت منخفض:
“ مكانك في kxيانغ سيبقى محمي دائمًا . وكذلك أرباحك ،
وإن لم نظهرها في الدفاتر ، سأجد وسيلة أخرى لإيصالها إليك .”
أومأ تشين وان رأسه شاكرًا ، لكنه رفض بلطف:
“ أقدّر اهتمامك ، لكن لا داعي لذلك ….”
ثم ذكره، بابتسامة تنمّ عن حرصه حتى في وداعه:
“ لا تزوّر الحسابات جين-غا .. امشي على الطريق القانوني .”
هان جين: “…”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق