Ch7 | DJPWNK
: “ شيييين ! فاااانغ! يووووو !”
وقف جيانغ شو بغضب شديد ،
فاصطدم الكرسي خلفه بالأرض بصوتٍ مدوٍ
أسرع يو سانغ لالتقاط الكرسي بعناية ،
وتوقّف الأطباء الذين كانوا يتبادلون الأحاديث فجأة عن
الكلام ، وقد صدمتهم ردة الفعل
بدأوا يتبادلون النظرات بين جيانغ شو وشين فانغ يو
{ هل سيحدث شجار آخر اليوم ؟ }
{ من الذي سمح لهما بالجلوس وجهًا لوجه ؟
أليس هذا استفزازًا صريحًا ؟ }
نظر وو روي إلى شين فانغ يو بغضب ،
كان يعلم أن هذا الأخير لا بد أن يتسبب بمشكلة عاجلًا أم
آجلًا بسبب فمه الوقح
ربت على ظهر جيانغ شو وقال:
“ اهدأ ، اهدأ ... إنها غلطتي ، كنت أحكي لـ شين عن
أعراض الحمل التي تمر بها زوجتي ، وهو كان يمزح معك فقط "
لكن جيانغ شو، الذي كان يحدّق في شين فانغ يو بعينين
مليئتين بالشرر ،
ارتجف فجأة عند سماعه عبارة ' أعراض الحمل '
ترددت تلك الكلمات في أذنيه وكأنها طبول صادمة ،
وسرعان ما اجتاحت وعيه كالسيل
{ الدوار ، والتعب ، والنفور من الدهون ، والغثيان ،
والقيء… كلها أعراض حمل تقليدية
أنا … طبيب توليد وجراحة نسائية…
أعرف هذه الأعراض عن ظهر قلب ،
لكنني لم أفكر قط أنها قد تنطبق عليّ !!! }
كان وو روي يستعد لإقناعه بعدم الشجار ،
ولم يكن يتوقع أن تهدأ الأمور بجملة واحدة ،
إذ بـ جيانغ شو … يجلس بهدوء مجدداً ——
رغم أن ملامحه ما زالت شاحبة ، إلا أن لمحة التوتر قد زالت
نظر وو روي إليه بذهول ، وتمتم :
“ هل أنا بارع إلى هذه الدرجة في الإقناع ؟
هل عليّ أن أترك الطب وأتجه للعمل في مراكز المصالحة ؟”
فرد عليه شين فانغ يو بتعاون ساخر :
“ أجل ، جائزة نوبل للسلام القادمة ستكون من نصيب الأخ وو "
لكن جيانغ شو نهض فجأة مرة أخرى
وبينما ظنّ الجميع أنه سيبدأ الشجار أخيرًا، إذا به يربت على
كتف يو سانغ ويسير خارج الصالة بهدوء
حدّق يو سانغ فيه بحيرة ،
ثم التفت إلى باقي الزملاء طلبًا للمساعدة ،
فلم يجد سوى وجوه يملؤها التشجيع والتوسّل ~~ ،
وكأنهم يصرخون في صمت:
' اذهب خلفه ! أنت الأمل الوحيد لمنع الحرب ! '
فشدّ يو سانغ من عزيمته ، ورفع رأسه بثقة ،
وتبع جيانغ شو خارجًا وكأنه بطل يحمل على عاتقه مسؤولية وطنية
لكنه ما لبث أن رأى مشهدًا خفف من حماسته…
كان جيانغ شو يستند إلى الحائط ، إحدى ساقيه مثنية
قليلاً ، ورأسه منخفض بينما يضغط بإصبعيه على جسر أنفه
كان يبدو مرهقًا بشدة
ضوء الممر الأبيض البارد زاد من شحوب وجهه ،
ولاحظ يو سانغ أنه قد فقد الكثير من وزنه مؤخرًا ،
حتى أن قميصه بدا فضفاضًا عليه أكثر من المعتاد
عندما رأى يو سانغ يقترب ، أشار إليه جيانغ شو بيده
منتظرًا حتى يقترب، ثم خفض صوته وسأله:
“ إذا كان هناك مريض أقام علاقة جنسية قبل شهرين ،
والآن يعاني من الغثيان ، والقيء ، وفقدان الشهية ،
والتعب ، والدوخة… ما السبب المحتمل ؟”
كان يو سانغ معتادًا على أسئلة جيانغ شو المفاجئة ،
في أي وقت وأي مكان ،
لكنه استغرب فقط أن يكون السؤال بهذه البساطة ،
ورغم غرابته ، أجاب بسرعة دون تفكير :
“ حمل ”
تنفّس جيانغ شو بعمق ، وكأنه يحاول كبح شعورٍ ما
بداخله ، ثم تابع سؤاله بإصرار :
“ وماذا لو كان هذا المريض ذكرًا ؟”
“…”
كان السؤال مبالغًا فيه بعض الشيء
قال يو سانغ بحذر واقتراح:
“ممم… نبدأ بتحليل HCG؟”
جيانغ شو: ”؟”
كان يو سانغ واثقًا من أنه، في هذه اللحظة، بدا جيانغ شو
وكأنه على وشك رميه في البحر لإطعامه للقرش ،
فتراجع فورًا وعدّل كلامه بسرعة البرق :
“ مجرد تخمين !
على الأرجح اضطراب في الجهاز الهضمي ”
ضغط جيانغ شو على جسر أنفه بأصابعه ، ثم لوّح بيده وقال :
“ قل لهم إنني لا أشعر أنني بخير… سأعود إلى المنزل .”
: “ آه… حسنًا.”
تابع يو سانغ جيانغ شو بنظرات حائرة
لقد رافق جيانغ شو لسنوات طويلة ،
لكنها المرة الأولى التي يراه فيها بهذه الهيئة ،
كأنّ طيفًا من الضعف قد حلّ عليه
نظر إلى ظهر جيانغ شو النحيل ،
وكأنه سينكسر مع أول هبّة رياح ،
وفكر فجأة أنه ربما كان عليه أن ينصحه بتناول الطعام أكثر ،
وألّا يجهد نفسه إلى هذا الحد
لكن أطباء التوليد ، كالجراحين، يعيشون في حركة دائمة
بسبب كثرة العمليات ،
ودائمًا يسيرون بخطى سريعة كأنهم على عجلة من أمرهم،
وكأنهم في سباقٍ مع الزمن
لذا، عندما فتح فمه ليقول شيئ ، كان جيانغ شو قد اختفى
بالفعل ، فتنهد وعاد إلى صالة الاستراحة
——————-
المكتب فارغ ؛ إذ أن الجميع قد اجتمع لتناول العشاء
أما جيانغ شو، فكان جالسًا أمام اللابتوب ، يحدق في
مستند بلا تركيز ،
ولم يتجاوز السطر الأول حتى بعد عشر دقائق
أغلق الشاشة بانزعاج ، وهمّ بمغادرة العمل
كان الظلام قد حلّ، وعندما رفع رأسه، رأى القمر في السماء
خارج القسم ، توجد شجرة تنوب طويلة ،
وفي أحد تفرعاتها عش طيور ، كانت الأم تطعم صغارها وتزقزق بحيوية
توقّف بصر جيانغ شو عند العش للحظة ،
ثم نظر نحو مبنى المستشفى خلف الشجرة
أغمض عينيه ، وكأنه قد حسم أمرًا داخليًا ،
ثم أخرج هاتفه واتصل :
: “ غرفة الطوارئ التابعة لقسم التحاليل ؟”
جاءه صوت من الطرف الآخر: “هممم؟
ما الأمر؟”
: “ هل أنتم مشغولون حاليًا؟”
: “ ليس كثيرًا.”
قلب جيانغ شو بطاقة عمله ونظر إلى صورته فيها، ثم قال:
“ سأرسل عينة بول الآن ، أرجو أن تُجروا لي تحليل HCG،
وسجّلوها على حسابي الشخصي، أنا جيانغ شو من قسم
التوليد وأمراض النساء.”
كان من الشائع بين أطباء المستشفى أن يرسلوا عينات
لأنفسهم أو لأقاربهم لإجراء فحوصات بشكل غير رسمي،
عادةً لتوفير الوقت أو المال
وكانت الأقسام المختلفة تتغاضى عن هذا، ولا تُطالب عادةً
بأسماء أو بيانات مفصّلة، بل تكتفي بإعطاء النتيجة مباشرةً
للطبيب الذي أحضر العينة
ورغم أن طبيب التحاليل المناوب استغرب قليلاً من أن
الطبيب جيانغ سيدفع ثمن التحليل بنفسه، إلا أنه لم يسأله
شيئًا، بل أجابه بإيجاز :
“ النتائج قد تتأخر قليلًا ، لا تنتظر ، راجعها صباحًا ”
جيانغ شو: “هممم.”
——
ومع ذلك، لم يستطع جيانغ شو النوم
لكنه لم يرغب في الاعتراف أن سبب أرقه هو انتظاره نتيجة التحليل
كان الأمر واضح ، هو رجل، حتى لو ظهرت عليه أعراض تشبه
أعراض الحمل ، فلا يمكن أن يكون حاملًا
المؤشر الذي طلب تحليله كان “موجهة الغدد التناسلية
المشيمية البشرية” (HCG)، وهو مؤشر شائع في بداية الحمل
لكن حتى لو كانت قيمته مرتفعة ، فهذا لا يعني بالضرورة
الحمل ، فقد يدل على خلل في الغدة النخامية أو ورم خبيث
في الواقع، بدأ جيانغ شو يفكر بجدية
{ ما هو الأسوأ ؟ السرطان أم الحمل ؟ }
مرّ وجه شين فانغ يو في ذهنه مرارًا ،
بل إن العديد من تفاصيل تلك الليلة ، التي كان قد نسيها ،
بدأت تعود إليه تدريجيًا
أصبح أكثر انزعاجًا كلما طالت فترة الانتظار ، وشعر بإعياء حقيقي
تخيّل طبيب توليد محترف ، لا يستطيع النوم ليلًا لأنه
يتساءل ما إذا كان بإمكان رجل أن يحمل
مجرد فكرة كافية لأن يسخر منه زملاؤه مدى الحياة
ومع ذلك، حين صدَر صوت تنبيه من هاتفه،
هرع وفتح الملف المُرسل من طبيب التحاليل بتوتر
كان التقرير حديثًا ، بالأبيض والأسود ، ويحتوي على مؤشر واحد فقط
حدّق جيانغ شو في التقرير ،
وكأن نظراته تحفر ثقبًا في الورقة ،
متركزًا على المؤشر المألوف ، وعلى القيم المرتفعة التي
كُتبت بجانبه، لتُشير إلى نتيجة واضحة لا يمكن إنكارها
{ إما أن الجهاز معطّل ، أو أن العالم قد جُنّ بالكامل !!! }
قفز جيانغ شو من سريره في منتصف الليل
وأسرع بالاتصال بـ تانغ كي
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق