القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Extra10 | DJPWNK

 Extra10 | DJPWNK


 حُلم يبدأ ]


الهمس المتداخل بجانبه مزعجاً ومثير للضيق ، 

فاستيقظ شين فانغ يو من نومه وهو في غاية الانزعاج ، وتمتم بغير وعي:

“ جيانغ شو…”


انتظر طويلاً دون أن يتلقى رد ، 

فمدّ يده إلى جانبه ليعانق ، لكنها اصدمت مباشرةً بالجدار


فتح عينيه فجأة ، 

ليكتشف أنّه ليس على سرير منزله الكبير ، 

بل محاطاً بستائر رمادية داكنة تحجب الضوء من الخارج


حدّق قليلاً ثم سحب الستارة بلمح البصر ،  

ليتفاجأ بأنّه مستلقٍ على سرير في سكن الجامعة


أما داخل الغرفة ، يوجد شخصان يتحدثان بصوت منخفض، 

وما إن رأياه حتى اتسعت أعينهما بدهشة


تبادل هوو تشنغتشونغ ولي يالي نظرات صامتة للحظات، ثم سألاه معاً:

“ لما لا تزال في السرير ؟”


ارتبك شين فانغ يو وقال:

“ ما الذي تلعبانه ؟ هل هذه مزحة كذبة أبريل ؟”

نهض من سريره وهو يفرك عينيه المرهقتين:

“ أين جيانغ شو؟ هل رأيتموه ؟”


هوو تشنغتشونغ:

“ بعد يومين ستبدأ الامتحانات ، فلا بدّ أن جيانغ شو يذاكر 

الآن في قاعة المذاكرة . 

كنت أظنّ أنّك ذهبت معه ، ولم أتوقع أن أجدك نائماً في السكن ! 

هل… لم تعد تنوي منافسته على المركز الأول ؟”


تبادل شين فانغ يو معهما نظرات فارغة :

“ امتحان بعد يومين ؟ أي امتحان ؟”


أجاباه :

“ امتحان طب النساء والتوليد طبعاً "


قال شين فانغ يو مذهولاً :

“ لقد تخرّجت منذ سنوات ، وأعمل في قسم النساء 

والتوليد حتى وصلت إلى منصب نائب رئيس الأطباء ،  

والآن تقولان لي إنني لم أجتز الامتحان بعد ؟! 

على الأقل اجعلا تمثيلكما مقنعاً أكثر .”


مدّ لي يالي يده ليتحسس جبينه قائلاً :

“ ما الذي تهذي به؟ هل أنت مريض ؟”


قاطعه هوو تشنغتشونغ:

“ ومرضك ليس بسيطاً أيضاً ، 

حتى في الأحلام لا يصل الهذيان إلى هذا الحد .”


ضحك لي يالي :

“ نائب رئيس أطباء ومتخرّج منذ سنوات ! 

أعتقد أنك سهرت طويلاً تنافس جيانغ شو حتى تلفّ دماغك .”


ربما لطول النوم شعر شين فانغ يو بصداع خفيف ، 

وزادته ثرثرتهما صداعاً أشد ،

لم يحتمل فرفع يده مقاطعاً :

“ تمهلا قليلاً …"

ثم دلّك صدغيه :

“ أخبراني فقط أين هو جيانغ شو .. سأذهب إليه بنفسي "


———————


وبإرشاد زميليه ، وجد في قاعة المذاكرة جيانغ شو جالساً في مكانه المعتاد


لم يكن مرتدياً قميص أو معطف ، 

بل مجرد هودي مطبوع شائع بين طلاب الجامعة ، 

وتسريحة شعره أيضاً كانت كما كانت أيام الدراسة


أحسّ شين فانغ يو بالدهشة من جمال حبيبه ، 

فهذه الهيئة جعلته يبدو شاباً مفعماً بالحيوية ، 

مندمجاً بين بقية الطلاب دون أي نشاز ، 

وكأنهما عادا حقاً إلى عمر الثامنة عشرة ،

لكنه تمتم :

“ حتى من أجل المقلب غيّرتَ تسريحة شعرك ؟”


توقف قليلاً عند الباب ، 

ثم تقدم نحو جيانغ شو وربت على كتفه


رفع جيانغ رأسه ، وبدا على وجهه أثر مفاجأة واضحة


خفض شين فانغ يو صوته حتى لا يزعج الآخرين وقال:

“ تعال معي قليلاً "


عادةً لم يكن جيانغ شو يعيره اهتماماً، 

لكن بما أنّ شين فانغ يو لم يظهر في قاعة المذاكرة طوال اليوم ، 

شعر بشيء من القلق أن يكون قد أصابه مكروه ، 

فاضطر إلى أن يتبعه على مضض ،


وما إن خرجا حتى سمعه يقول :

“ كفى مزاحاً يا حبيبي "


اقشعر جسد جيانغ شو كله ، وانتشر في جلده قشعريرة :

“ من اللعين الذي يكون حبيبك ؟!”


قال شين فانغ يو عاجزاً :

“ لي يالي وهوو تشنغتشونغ يمزحان معي فهذا مفهوم ، 

لكن كيف تشاركهما المزاح أيضاً ؟ 

ألم أنم معك البارحة في السرير نفسه ؟ 

واليوم وجدت نفسي فجأة هنا في جامعة الطب A 

هل وضعت لي منوّماً مجدداً ؟”


تجمد جيانغ شو للحظة ، وقد علت وجهه الحيرة :

“ هل جننت ؟ لما أنام معك أصلاً ؟ 

ومتى وضعت لك منوّماً ؟”


قال شين فانغ يو دون تفكير :

“ لقد تزوجنا ، ولدينا طفلة بالفعل فلماذا لا ننام معاً ؟”


شهق جيانغ شو بدهشة:

“ أنا تزوجتك؟! ولدينا طفلة أيضاً ؟!”



حتى وإن كان وجه جيانغ شو عادةً لا يُظهر الكثير من الانفعالات ، 

إلا أنّه في هذه اللحظة لم يتمالك نفسه واتسعت عيناه دهشة، وقال:

“ شين فانغ يو ؟ أرى أنك لست بحاجة إلى دواء منوّم 

بل تحتاج إلى دواء لعلاج الأمراض العقلية .”


قال شين فانغ يو بارتباك :

“ لا تُخِفني يا جيانغ شو "


وفجأة شعر بالذعر ، فمدّ يده ليُري جيانغ شو خاتمي زواجهما، 

لكنه فوجئ بأن إصبعه البنصر خالٍ تماماً


أسرع يمسك بيد جيانغ شو ليتحقق من يده أيضاً، 

وحين رأى أنّها خالية من أي خاتم، انقبض قلبه بشدّة


لطالما كان هو وجيانغ شو يعتزان بخاتمي زواجهما كثيراً، 

ولم يسبق لهما أن نزعاهما إلا عند إجراء العمليات الجراحية ، 

رغم ما في ذلك من مشقة في خلع الخاتم وارتدائه 

باستمرار ، كان ذلك بمثابة اتفاقٍ صامت بينهما ، 

كأن وجود الخاتم يربط كلاً منهما بالآخر ويُشعره بوجوده الدائم


ولهذا، حتى لو أراد جيانغ شو ممازحته ، فلن يخلع الخاتم أبداً


لكن الآن… خاتمهما كليهما قد اختفى


تمسك شين فانغ يو بيد جيانغ شو —- وتجمدت ملامحه ، 

ثم كمن يسير على خطى أبطال الروايات والمسلسلات الكلاسيكية ، 

طرح أخيراً ذلك السؤال المبتذل :

“ في أي سنة نحن الآن ؟”


جاءه الجواب كالصاعقة ، فغرق في ذهولٍ تام


{ لقد… عدت حقاً إلى فترة الجامعة ، 

إلى السنوات الأولى من الجامعة ….


اللعنة … }


رفع شين فانغ يو يده إلى صدغيه يفركهما بيأس


{ ألا يعني هذا أنّ حبيبي ، الذي كان بالأمس فقط بجواري 

يبادلُني الحنان ، 

قد عاد الآن ليكون عدوّي اللدود من جديد ؟


ها أنا أفهم جيداً الآن ما معنى أن تعود في ليلة واحدة إلى ما قبل التحرر ! }


جاء صوت تانغ كي من الممر ليقطع حوار الاثنين — : 

“ اللعنة يا شين فانغ يو ماذا تفعل؟!”


انتزع جيانغ شو يده بسرعة من قبضة شين فانغ يو

وأشار إليه ببرود قائلاً لتانغ كي :

“ أظنّ أن عقله أصابه خلل "


قال تانغ كي بسخرية :

“ وإذا اختلّ عقلك ، فهذا سبب لتتشابك الأيدي هنا ؟”


ثم جرّ جيانغ شو جانباً وأشار بإصبعه نحو أنف شين فانغ يو قائلاً بلهجة تحذيرية :

“ أحذرك ، لا تُفكّر بأساليب ملتوية فقط لأنك لا تستطيع 

التفوّق على جيانغ شو في الدراسة . 

معجبيه كُثُر ، وهو لن يُلقي نظرة على واحد مثلك .”


ومن بين كلمات تانغ كي —-  التقط شين فانغ يو بحدسه 

بعض العبارات المألوفة ، 

فتذكّر فوراً ما دار في ذهنه عن حديث لي يالي وهوو تشنغتشونغ في السكن ،


{ وبحسب هذا الخط الزمني… 

يبدو أنّهما على وشك الاستعداد للاعتراف بمشاعرهما لجيانغ شو ! 


وبالعودة إلى الذهول الذي رأيته في عيونهما عندما وجداني 

في السكن… أيمكن أنهما كانا يتآمران للتو حول كيفية البوح لجيانغ شو؟


لا … مستحيل لن أسمح بهذا !!! 


صحيح أنّ جيانغ شو لم يوافقهما في الماضي ، 

لكن الآن وقد عاد عشر سنوات إلى الوراء ، 

فكل شيء وارد ، ولا أحد يعلم كيف قد تتغير الأمور !! }


دفع تانغ كي جانباً وقال بجدية وهو ينظر إلى جيانغ شو:

“ لدي كلام معك… مهم جداً ! "


قال تانغ كي غاضباً :

“ أنت—”


نظر جيانغ شو إلى ملامحه الجادّة ، 

ثم شدّ على ذراع تانغ كي قليلاً وقال موجهاً كلامه إلى شين فانغ : 

“ تكلّم "


عضّ شين فانغ يو على شفته قليلاً ثم قال:

“ الأمر طويل بعض الشيء… لنشرب شيئاً ، أنا أدعوك "


————————-




في مقهى صغير داخل الحرم الجامعي ، 


جيانغ شو يحدّق في ساعته بقلق من الوقت الذي يضيع من المذاكرة ، ثم قال ببرود :

“ تكلم بسرعة .”


قال شين فانغ يو وهو يجلس مقابله حاملاً كوباً من المثلّج بين يديه :

“ جيانغ شو … أنا… معجب بك "


كاد جيانغ شو يختنق، فسعل بشدة حتى كاد الشراب يخرج من أنفه



سارع شين فانغ يو يربّت على ظهره طويلاً ، 

بينما ظل جيانغ شو ينظر إليه كأنه رأى شبح ، 

وعاجز عن نطق كلمة واحدة


قال شين فانغ يو متلهفاً :

“ اسمعني جيداً …. لا أعرف لماذا عدت من المستقبل إلى هذا الزمن ، 

لكن يمكنني أن أخبرك بما سيحدث : بعد أكثر من عشر سنوات ، 

سنعمل نحن الاثنان في قسم النساء والتوليد بمستشفى جيهوا، 

وسنرزق بطفلة بسبب حادثة غير متوقعة ، 

وبعدها بمرور الوقت وُلد الحب بيننا ، 

ثم طلبتُ يدك للزواج وطلبتَ يدي أنت أيضاً ،،

أنجبنا ابنتنا الصغيرة شياوشياو وهي الآن في الثانية من عمرها —”


قاطعه جيانغ شو بسعال جديد وقال بذهول:

“ انتظر لحظة… من الذي أنجب الطفلة ؟”


توقف شين فانغ يو قليلاً ثم قال بهدوء :

“ أنت "


وضع جيانغ شو الكوب على الطاولة وقال ببرود:

“ شكراً على الشراب ! أنا ذاهب !! "


وقف ومشى بخطوات سريعة دون أن يلتفت


حاول شين فانغ يو أن يلحق به ليشرح أكثر ، 

لكن جيانغ شو التفت فجأة وحدّق فيه بحدة قائلاً :

“ إن تماديت أكثر ، فلن أتمالك نفسي عن ضربك "


قال شين فانغ يو بإصرار:

“ أقسم أنني لا أكذب—”


قاطعه جيانغ شو بصرامة وهو يشير إلى الأرض أمامه:

“ قف مكانك . لا تتحرك .”


فتجمّد شين فانغ يو في مكانه بلا تفكير ، 

لكن جيانغ شو استغل الفرصة ، 

وأسرع الخطى مبتعداً كأن التباطؤ سيجعل هذا المجنون يلحق به


هرب الفتى بوجهه الشاب ، بخطوات طويلة تنبض بالحيوية ، 

ومع كلماته الحاسمة التي امتزجت بتهور الشباب ، 

بدا مشهده ممتلئ بالحرية ،


أما شين فانغ يو فبقي في مكانه ، يحدّق في ظهره المبتعد ، 

ثم رفع يده ليضغط بين حاجبيه وهو يتنهد تنهيدة طويلة


{ ذلك الظهر… ما زال جميلاً كما عهدته …


لكن… حقاً … ماذا أفعل … }


نهاية الفصل 🩵🫡

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي