القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Extra9 | DJPWNK

 Extra9 | DJPWNK




في غرفة استراحة قسم المناعة بجامعة الطب A، 

عامل التوصيل يساعد في إدخال صناديق كبيرة من مختلف 

أنواع المشروبات إلى الثلاجة ——-


جلس بعض الطلاب يتناولون غداءهم هنا ، 

وحدّقوا في الثلاجة التي امتلأت فجأة بأنواع المشروبات بدهشة قائلين :

“ هل غيّر المشرف هوو أسلوبه فجأة ؟”


فقد كان عميدهم المشرف البروفيسور هوو معروفًا 

بدعوته الدائمة إلى التوفير ، 

حتى آنّه لا يرضى أن يشتري لهم مثلّجات في الصيف ،


وبينما هم في ذهول ، دخل رجل يرتدي معطف بيج ، وعلى 

وجهه ابتسامة ،

التفت إلى عامل التوصيل وقال:

“ وصلت؟”


هتف الطلاب في الغرفة :

“ الأستاذ هوو !”


ابتسم هوو تشنغتونغ وأومأ برأسه إلى الطلاب تحيةً لهم


فمنذ عودته إلى الوطن — ، عمل تحت إشراف بروفيسور 

أكبر في جامعة A، 

و كمسؤول أصغر في البحث والتدريس — وبخلاف 

المشرف المخضرم الصارم ، 

كان هوو تشنغتونغ شابًا، سهل المعشر ، لا يرهق طلابه كثيرًا ، 

فكانت علاقته بهم ودّية ،


سأله أحد الطلاب:

“ هل هذه المشروبات لنا ؟”


ابتسم هوو تشنغتونغ :

“ ليست مني بالضبط… هي من حبيبي "


قالها بهدوء ، مما جعل الطلاب مندهشين في صمت ، 

حتى خرج —— ، فانفجروا


“ يا إلهي! هل سمعتُ جيدًا ؟ قال حبيبي ؟!”


“ربما أخطأ وقالها بدل حبيبتي ؟”


“لا، لم تخطئ، لقد قالها فعلًا: حبيبي!”


“……”


قال أحد الطلاب متعجبًا: “ هذا مذهل… 

أهذه هي ثقة أبناء الأثرياء ؟

لم أرى أحد أكثر عفوية من الأستاذ هوو ! "


ففي حين أن معظم الأساتذة الشباب في الجامعات يُرهَقون 

بالسباق المحموم في مجال البحث، 

يكاد يُستنزف كل وقتهم وطاقتهم في مطاردة مقاعد 

التثبيت والترقيات، 

فيضغطون على طلابهم ليحملوا عنهم جزءًا من العبء ؛ 

كان هوو تشنغتونغ حالة استثنائية …..


فهو يعمل في البحث بدافع الشغف وحده ، 

لا يرهق طلابه كثيرًا ، 

و إن سألوه شرح لهم وأرشدهم خطوة بخطوة في التجارب ، 

وإن لم يسألوا تركهم وشأنهم ، 

حتى أنه أجبر طلابه الانطوائيين على التحول إلى أشخاص 

اجتماعيين من دون أن يقصد ،


سأله أحدهم مرة :

“ ألا تقلق يا أستاذ هوو … سمعت أن لوائح الجامعة تنصّ 

على أنّه إذا لم تُنجز خلال ست سنوات ما يكفي من الأبحاث 

والنشر والحصول على التمويل ، 

فستخسر منصبك وتدفع غرامة مالية للجامعة .”


لكنه أجاب بخفة :

“ ليست غالية .”


فأثار حسد طلابه الذين كانوا يكدحون كعمال مضطرين


والآن بدا واضحًا أنه لا يهتم أصلًا بما إذا كان كونه مثليًّا قد 

يؤثر على بقائه أو تثبيته في الجامعة ، 

فقد قال الأمر بصراحة ودون تردّد ،


وبينما الطلاب منشغلين بالدهشة والثرثرة ، 

كان هوو تشنغتونغ في غرفة الأجهزة ، 

يصوّر شرائح بتقنية المناعة الفلورية ، 

واضعًا سماعة البلوتوث في أذنه ، 

واتصل بـ لي ليالي قائلًا:

“ وصلت المشروبات .”


لي يالي: " اووه ، لم أعرف ما تحبه فاشتريت كل شيء "


ضحك هوو تشنغتونغ : " كل ما تشتريه يعجبني ." 

ثم حدد منطقة على شاشة الكمبيوتر وضبط بعض المعلمات


توقف لي يالي قليلاً وقال له: "هل تتناول العشاء معي هذا المساء ؟"


رد هوو تشنغتونغ بعد إلقاء نظرة على الساعة : "حسنًا، 

تعال لاصطحابي في السادسة والنصف .

بدون سائق ، أريدك أن تأتي بنفسك ."


ربما شخصية كل شخص متعددة الجوانب ، 

تختلف باختلاف الأشخاص والهويات التي يتعامل معها


حتى بعد عيش لي يالي مع هوو تشنغتونغ في نفس السكن 

لمدة ثماني سنوات، لم يتوقع أن يكون شخصيته هكذا 

عندما يكون في علاقة عاطفية


إنه... مفاجئ بعض الشيء وجديد أيضًا


في السادسة والنصف ، ظهر هوو تشنغتونغ عند بوابة 

جامعة A الطبية، 

فتح باب المقعد الأمامي بسهولة وجلس، ثم قدم باقة من 

زهور الجريس لـ لي يالي


: " ما هذا ؟"


زهور الجريس البنفسجية الفاتحة تشبه أجراسًا صغيرة جميلة ، 

بتلاتها متوهجة تبدو خضراء ومنعشة بشكل لطيف ، 

قال: " هذه هدية لك ،، 

يا الرئيس لي ألا تحضر هدايا في مواعيدك ؟"


لكن —- لي يالي ليس لديه هذه العادة


هوو تشنغتونغ: " لا بأس …." ربط حزام الأمان وابتسم لـ لي 

يالي ، عيناه بدت ماكرة ونقية :

" لكن تذكر أن تحضر هدايا في المستقبل ."


عند وصولهما إلى مكان تناول العشاء ، 

خرج هوو تشنغتونغ من السيارة ووقف ينتظر حتى أغلق لي 

يالي السيارة ، ثم أمسك يده بشكل طبيعي


الرياح قوية في الشتاء ، 

وكان موقف السيارات باردًا بعض الشيء ، 

فأدخل يد لي يالي في جيبه


جيب المعطف دافئ ، وفيه يد دافئة أيضًا ، 

شعر لي يالي فجأة أن قلبه يخفق بسرعة ، 

حتى أن يده التي يمسكها هوو تشنغتونغ أصبحت متعرقة قليلاً ، 

بينما ظلت يده الأخرى باردة ،


وكأن هوو تشنغتونغ يستطيع أن يشعر بذلك، 

انتقل إلى الجانب الآخر وأمسك يده المكشوفة: " كيف أصبحت باردة هكذا ؟"


: " أنا..."

قبل أن يكمل لي يالي، وضع هوو تشنغتونغ يده مباشرة على رقبته


عند ملامسة اليد الباردة للجلد الدافئ ، ارتعشت رموش لي 

يالي وحاول سحب يده بلا وعي


بينما ظل تعبير هوو تشنغتونغ هادئًا تمامًا، 

دون حتى أن يبدو عليه أنه يشعر بالبرودة


: " ألا تشعر بالبرد؟"

 

ابتسم هوو تشنغتونغ : " لا أشعر بالبرد …." وقبّل خده ، 

ثم قال بجدية: " كيف أشعر بالبرد عندما أكون معك "


لي يالي { وأخيرًا فهمت الأمر …. 

هوو تشنغتونغ لم يكن سوى ' صيّاد ماهر في الحب ' 

يعرف كيف يدير اللعبة حتى نهايتها … }


في خيال لي ليالي ، كان يتصوّر أن علاقته مع هوو تشنغتونغ ستتطور هكذا —- يقضيان شهر في تبادل الأحاديث ، 

ثم شهرين في تناول الطعام معًا ، 

وثلاثة أشهر في المواعدة ، 

وبعد أربعة أشهر يمكن أن يشاهدا فيلمًا معًا ، 

وعند مرور نصف عام تقريبًا سيكون مناسبًا أن يتبادلا قُبلة ، 

ثم بعد سنة أو سنتين من الاستقرار في العلاقة ، 

سيخطوان نحو السرير ، ليصبحا عاشقين طيلة العمر 


لكن ——  الواقع كان مختلف تمامًا  ——-


ففي اليوم التالي مباشرةً لقول هوو تشنغتونغ إنه مستعد ' ليجرّب ' العلاقة ، 

جاء محمّلًا بعشرة حقائب كبيرة وانتقل للعيش في منزله دون تردد ——-


وكانت براعته في القرب الجسدي مدهشة ؛ 

لا يتجاوز الحدود فيثير النفور ، 

ولا يبتعد كثيرًا فيجعل الأمر باردًا ، بل يوازن بدقّة ، 

حتى يعتاد عليه المرء ويجد نفسه مدمنًا على قربه ،


——-



مثل هذه اللحظة بالضبط ؛  لي ليالي يجلس على السرير 

يراجع ملفات أرسلتها الشركة ، وكل ما يدور في ذهنه : 

أن هوو تشنغتونغ، منذ لقاء بعضهما اليوم ، لم يبادر بتقبيله


مع أن كل لقاء سابق كان يبدأ دائمًا بقبلة


: “ فيما تفكر؟”


جاءه صوته المألوف قرب أذنه


خرج هوو تشنغتونغ من الحمام مرتديًا رداء النوم ، 

وصعد إلى السرير ،

استند بكفيه على الفراش ، فانفتح الرداء قليلًا عند صدره، 

لكن لي ليالي لم يكد يلتقط نظرة حتى رفع هوو البطانية 

ودخل تحته ، قاطعًا رؤيته بمهارة مقصودة


براعة في الاقتراب والابتعاد ——- ، حتى في التوقيت


قال لي ليالي محمرّ الأذنين وهو يُبعد عينيه :

“ لا شيء "


ابتسم هوو تشنغتونغ بخفة ، ثم سأله وهو ينظر إليه مباشرةً :

“ كنت تفكر لماذا لم أقبّلك اليوم ؟”


لم يُجِب لي ليالي


فأكمل هوو بنفسه :

“ لأن الدور عليك اليوم… لتبادر وتقبّلني "


عنقه الطويل وملمس رداء النوم الحريري أضافا عليه لمحة 

من الرقة والكسل ، 

بينما عيناه تلمعان بابتسامة خفيفة ، 

و يحدّق به وكأنه ينتظر فريسته تسقط في الفخ


لي ليالي قابل نظراته للحظة ، لكنه شعر بضيق في صدره ، 

وكأن الهواء في الغرفة صار أثقل من أن يُحتمل


فأدار وجهه فجأة قبل أن يفقد رباطة جأشه ، 

وفك أزرار ياقة قميصه يهوّي على نفسه قليلًا ، 

ثم أمسك بكوب الماء على الطاولة وشرب نصفه دفعة 

واحدة محاولًا تبريد جسده


لكن قبل أن يبتلع آخر رشفة ، انقضّ عليه هوو تشنغتونغ وقبّله بغتة


الماء بارد ، لكن الجسد ساخن


بعد لحظة ، ابتسم هوو وهو يمسح زاوية فمه ، وقال بشفتيه المبتلتين :

“ أنا أيضًا عطشان "


تنفّس لي ليالي بعمق ، ثم لم يتمالك نفسه أن يسأل:

“ هل كنتَ تلاحق جيانغ شو بالطريقة نفسها ؟”


هزّ هوو تشنغتونغ رأسه ببطء وقال:

“ لو كان هو ، فعندما طلبتُ منه أن يأتي بالسيارة 

لاصطحابي ، لكان نصحني أن أقرأ كتابًا بدلًا من ذلك.”

وأضاف بثقة:

“ هو ليس معجب بي … لكنك الآن معجب بي .”


قال لي ليالي مترددًا:

“ أنا…”


فقاطعه هوو مبتسمًا ، وهو يلهو برباط رداء النوم بيديه مهددًا بنبرة خفيفة:

“ لا تستعجل الإنكار… 

إن لم تكن معجب بي ومع ذلك قبلتني ، فسأعتبرك خائنًا 

وأفضحك في دائرة أصدقائي .”


شعر لي ليالي أن وتيرة الأمور خرجت عن توقّعاته ، 

سواء في سرعة العلاقة أو في مشاعره هو نفسه


لقد كان كما قال الأستاذ هوو —— يستعيد في حضوره 

شعور المراهق الذي يخفق قلبه بجنون ، 

رغم أنه لم يتوقع أن يعيش هذا الشعور مع زميل قديم 

يعرفه منذ سنوات ،


ورغم شكوكه أن كل ما يحدث ليس إلا حيلًا معتادة من هوو


إلا أنه لم يستطع مقاومة السقوط في الحفرة التي حفرها له


فرفع عينيه إليه وقال أخيرًا:

“ صحيح … لقد أُعجبت بك .”



هوو تشنغتونغ في الحقيقة لم يكن ينوي أن ' يلعب ' بلي ليالي ،

ولم يكن أصلًا ' صياد قلوب ' كما يظن الآخرون


هو فقط يجيد أن يترك جاذبيته تتدفق بطبيعتها ، 

ويعرف جيدًا كيف يبدأ علاقة عاطفية ،

لكن ما لم يتقنه يومًا هو —— كيف يُبقي تلك العلاقة حيّة


في كل مرة ينفصل عن أحد ، كان يسمع جملة متكرّرة —- :

“ تشنغتونغ … أشعر أنك تغيّرت "


لكن… من الذي تغيّر حقًا ؟

هوو تشنغتونغ نفسه لم يعرف


ربما السبب أنّ اللقاء الأول يحمل دائمًا نكهة جديدة ، 

يفتحان من أجله أبواب الكلام بلا نهاية


ثم بعد فترة قصيرة ، تبدأ الطبائع الحقيقية بالظهور ، 

فينكشف ما لا يظهر إلا مع العِشرة


في البداية —- يسعى الطرفان للاقتراب ، للحديث ، 

لاكتشاف النقاط المشتركة ،

لكن مع مرور الوقت ، يتضح أن ما جمعهما لم يكن سوى 

جزءٍ صغير جدًا من عالميهما المختلفين


ولأن الآخرين لم يريدوا أن يعرفوا الأجزاء التي لا تُعجبهم في 

شخصية هوو تشنغتونغ  

فكانوا يقولون له: “ لقد تغيّرت "


أما السبب الذي جعله يوافق على تجربة العلاقة مع لي ليالي

فهو ربّما ببساطة أنه سئم أن يُقال له مجددًا أنه تغيّر


فهذا الرجل يعرفه منذ سنوات الدراسة ،

ويعرف تمامًا عيوبه وعاداته السيئة في تلك الأيام ،

و ربما هو الأكثر ملاءمة له من أي شخص آخر 


هوو تشنغتونغ شديد الحساسية لمشاعر الآخرين


يستطيع أن يلتقط بسهولة كيف ينظر إليه الطرف الآخر: 

إعجاب عابر؟ قابلية للتطور؟ حب؟ شغف؟

أم انعدام اهتمام تمامًا


لذا لم يكن مستغربًا عنده أن يقع لي ليالي في حبه ،

لكن ما فاجأه فعلًا هو أن يبوح بذلك بهذه الصراحة


ابتسم ، أخذ هاتف لي ليالي ، والتقط معه صورة سيلفي ،

ثم جعلها خلفية شاشة هاتفه دون استئذان


قبّل أنفه قبلة خفيفة ، وأعاد الهاتف إليه محذّرًا بابتسامة جادة :

“ لا تغيّرها "


وبالفعل، لم يُغيّرها لي ليالي


ترك تلك الصورة الموحية ، في رداء النوم ، تسيطر على شاشة قفل هاتفه…

لأيام طويلة ———-



————-



في إحدى المرات ، جاء شين فانغ يو ليتحدث مع لي ليالي 

بشأن شراء مخصّص من زجاجات “ماوتاي” بسعر مخفض،

وكان هوو تشنغتونغ في ذلك الوقت جالسًا بجانبه يشاهدان فيلمًا معًا


ولأن المكالمة كانت على مكبّر الصوت ، فقد سمع هوو تشنغتونغ كل شيء


لا يدري لماذا —- ، لكنه شعر بشيء من الحسد في قلبه


صحيح أنه حين استعار منه شين فانغ يو قاربه سابقًا ، 

ردّ عليه بمزحة ساخرة ،

لكن في النهاية بارك له ولجيانغ شو بإخلاص 


هوو تشنغتونغ كان قد أُعجب بـ جيانغ شو حقًا


فمن أي زاوية نظرت إليه ، جيانغ شو كان شريكًا مثالياً


{ لكن… ربما لم يُقدَّر لهما أن يسيرا في طريق واحد }


حين كان يطارده بجدّية ، كان يدرك أن جيانغ شو — رغم لياقته وأدبه،

لم يضع يومًا انتباهه الحقيقي عليه


بل كان يواجه محاولاته دائمًا ببرود هادئ


ويحثّه بلطف على أن ينشغل بما يريده لنفسه ، 

بدلًا من إضاعة الوقت عليه ،


مع جيانغ شو ، كان يشعر كأنه ممثل يبذل كل ما عنده… 

بلا جمهور


واليوم — حين صار جيانغ شو مع شين فانغ يو ،

فمع أنّ الخبر صدمه في البداية وأثار غصّته ،

لكنه حين فكر بهدوء ، لم يشعر بالمرارة الشديدة


ففي قرارة نفسه كان يعرف ، حتى أيام الدراسة ،

أن شين فانغ يو هو الوحيد القادر على إثارة انتباه جيانغ شو ،

وإحداث تقلبات حقيقية في مشاعره ،


لكن لي ليالي ، على ما يبدو ، لم يكن يتقبّل هذا الواقع بالسهولة نفسها


….


ففي ليلةٍ ما —— حين ذهب هوو تشنغتونغ لزيارته في شركته ،

أخبرته موظفة الاستقبال أن " الرئيس لي” في اجتماع،

وأن مزاجه ليس جيد ،


سألها بقلق: “ ما الأمر ؟”

ولأنها تعرف مكانته عند لي ليالي ، لم تُخفِي عنه شيئ ، وقالت :

“ يبدو أن السبب له علاقة بقضية الماوتاي "


أجاب بهدوء: “ اهاا …”

ثم عضّ شفتيه ، وأنزل رأسه، وبدأ يردّد كلمة “ماوتاي” في داخله…

مرة بعد مرة ——-




اكتشف لي ليالي أنّ هوو تشنغتونغ في الآونة الأخيرة لم يعد 

يكلّمه كما في السابق، 

وكأنّه لم يعد يكترث لأمره


أثار ذلك في نفسه شيئًا من القلق والاضطراب ، 

فصار لا يستطيع التركيز في عمله ، 

و يقرأ الملفات بعينين شاردة ، 

ثم فجأة يتشتّت ذهنه ، فيجد نفسه مرارًا يضغط زرّ تشغيل 

شاشة هاتفه ليتأمل صورة ذلك الرجل ، 

ثم يغلقها من جديد… وكأنّه مسحور به، لا يهدأ له قلب ما لم يره


وذات يوم —- لم يستطع كتمان الأمر أكثر ، فسأل مساعده:

“ إن كان هناك شخص شديد الحماسة لك في البداية ، 

ثم فجأة صار باردًا ، ما السبب برأيك ؟”


تردّد المساعد لحظة ثم أجاب بحذر:

“ قد يكون لا يريد الاستمرار في العلاقة ، لكن لا يجرؤ أن يصرّح ، 

أو لعلّه فقط…”


رفع لي ليالي حاجبيه: “ فقط ماذا ؟”


لم يجرؤ المساعد أن يقولها صراحةً أنها ' ألاعيب شخص لعوب '

فما الذي يجعله يطمئن في مواجهة لي ليالي، 

وهو الرئيس التنفيذي

لو قالها بوضوح قد يعرّض نفسه للعقاب


لحسن الحظ لم يُلّح لي ليالي في الاستفسار ، 

وإنما تأمّل هاتفه صامتًا ، محدقاً إلى صورة الرجل التي تملأ شاشة قفل هاتفه


تنفّس المساعد الصعداء ، وقال في نفسه متعجبًا 

{ حتى الرئيس ، رغم جبروته ، قد يقع أسيرًا للحب ! }


وكانت نقطة التحوّل بسبب منشور قصير في لحظات ويتشات 

خاصة بجيانغ شو ——-


 [ لا تتزوج طبيب … ستصبح غير سعيد ]  ch87


حين رأى هوو تشنغتونغ هذا ، ابتسم ..

كان أمرًا طريفًا أن يرى جيانغ شو — الذي نادرًا يبدي عاطفة ، يكتب شيئًا كهذا


لم يعلم ما الذي اقترفه شين فانغ يو حتى أخرج هذا الرجل المتعالي عن طوره


لكن تلك الابتسامة ما لبثت أن تلاشت حين وقعت عيناه 

على قائمة الإعجابات أسفل المنشور ، فإذا باسم لي ليالي بينهم


قبل عشر دقائق فقط —- كان لي ليالي قد أنهى مكالمة 

معه متذرّعًا بأنّ لديه اجتماع 


والمنشور منشور قبل ثماني دقائق —-


كلمتا “ماوتاي” طافت في ذهن هوو تشنغتونغ من جديد، 

وتردّد صداها في قلبه


صمت للحظة ، ثم كتب تعليق سريع جريئ أسفل المنشور:

[ اتركه وتعال إليّ ! ]



—————————


حين انتهى لي ليالي من اجتماعه ، تفاجأ بإشعار التعليق



تجمّد في مكانه لحظة ، 

ثم حدق النظر مرارًا ليتأكد أنّه حقًا تعليق من هوو تشنغتونغ


ما إن تأكد حتى اسودّ وجهه ——-


قبل الاجتماع ، حين تأخّر أحد المدراء في الحضور ، 

كان قد تصفّح هاتفه بلا مبالاة ، فرأى منشور جيانغ شو ولم يلقِ له بالًا


لكن الآن… مهما حاول ، لم يعد بإمكانه تجاهله


كتب ردًا مختصراً : [ ؟ ]


لكن الغيظ ظلّ يغلي في صدره


فأمسك سترته وقال لمساعده:

“ لن أبقى لعمل إضافي الليلة ، لدي أمر عاجل في المنزل .”



……



حين وصل إلى المنزل ، 

كان هوو تشنغتونغ ممدّدًا على سريره يتصفّح هاتفه ، 

ولم يكلف نفسه عناء الالتفات إليه ،


تقدّم لي ليالي نحوه مباشرةً ، وأراه لقطة شاشة لذلك المنشور ، وقال ببرود :

“ فسّر لي هذا "


هوو تشنغتونغ رفع حاجبيه بابتسامة خفيفة :

“ أفسّر ماذا ؟”


ثم مدّ هاتفه بدلًا من ذلك، متجاهلًا الأمر، وقال باستخفاف:

“ انظر، هذه صورة من طالب عندي لزرع ورم في الفأر ، 

أليس نموذجًا بديعًا ؟”


لكن لي ليالي لم يُجبه


أخذ هاتفه وألقاه جانبًا ، ثم نظر إليه بنظرة ثقيلة :

“ كل هذه السنين ، وما زلت غير قادر على نسيان جيانغ شو ؟”

بحزم :

“ اسمع .. إن كنت لا تزال تحبه ، فدعنا ننهي الأمر بيننا . 

لست هنا كي أكون تسلية لك "


ضحك هوو تشنغتونغ بخفوت ، وقال بهدوء:

“ ومن الذي لم يستطع أن ينسى ؟”


ارتبك لي ليالي: “ ماذا تعني؟”


رفع هوو حاجبيه ونظر إليه مباشرةً :

“ المعنى واضح "


لي ليالي شرد قليلًا ، ثم تمتم متسائلًا :

“ أأنت تظن أنني أنا لم أنسى جيانغ شو؟ بأي دليل ؟”

تابع بغضب مكتوم :

“ حتى وإن لم تكن دارسًا للقانون ، فقبل أن تحكم عليّ ، 

هات برهانًا واحدًا على الأقل !”


ردّ هوو تشنغتونغ بصوت بارد:

“ حين طلب منك شين فانغ يو أن تشتري له ماوتاي 

لماذا غضبت ؟ وحين أنهيت مكالمتي بحجّة أنّ عندك 

اجتماع … هل حقًا كنت في اجتماع ؟”


تفاجأ لي ليالي ، فوقف هوو تشنغتونغ جامدًا في مكانه ، 


لي ليالي لم يتحرك ، وحاول أن يستوعب كلامه لوقت طويل ، 

وعيناه تعبّران عن مشاعر متشابكة ومعقدة أكثر فأكثر

في النهاية ، جلس على حافة السرير ، 

وخفف من نبرة صوته ، وبدأ يشرح له كلمة بكلمة :

“ لم أكن منزعجًا بسبب سؤال شين فانغ يو عن شراء الماوتاي، 

بل لأني كنت أتفاوض مؤخرًا مع أحد وكلاء 

الماوتاي في العمل، وواجهتنا بعض المشاكل ...


لا أعرف من أخبرك أنني كنت في مزاج سيئ ، 

لكن الحقيقة أنني خسرت بعض المال ، 

وبالفعل كنت متضايق …..

بعد مكالمتي معك ذهبت حقاً للاجتماع ، 

لكن بسبب تأخر بعض الأشخاص ، شعرت بالملل ونظرت 

إلى هاتفي قليلًا …. 

إذا لم تصدقني ، يمكنك الاتصال بمساعدي ، لقد أوصيته 

أن يخبرك بكل شيء عني إذا سألت .”


ظل هوو تشنغتونغ يحدق فيه لحظة صمت …….


لي ليالي : “ هل أنت .. تغار  ؟” تنهد : “ أهذا يعني أنك 

معجب بي أكثر مما توقعت ؟”


عض هوو تشنغتونغ طرف شفتيه ، وقال بعينين مرتجفتين قليلًا:

“ كيف لعقلك أن يسلك هذه الدوائر الغريبة ؟ 

لماذا لا توجه لي لومًا ؟”


لي ليالي :

“ ألومك على ماذا ؟ 

ألومك لأنك تحب كتم الأمور داخلك ؟ 

أم ألومك على صمتك الطويل ومعاملتك لي بعنف بارد ؟”



هوو تشنغتونغ { يمكنك أن تلومني …' لم تكن هكذا من قبل ' 

أو ' لقد تغيّرت ، كنت دائمًا أكثر تفهمًا ، 

ولم تكن تغضب أبدًا من قبل '

هذا ما قاله حبيبي السابق بالفعل … }



لكن لي ليالي قال:

“ أليس مزاجك السيء هذا من أيام الدراسة ؟ 

أنا لم أكتشفه اليوم فقط ، و من الصعب تغيير العادة ، ولا أتوقع منك أن تتغير بعد سنتين من 

الدراسة بالخارج .”


هوو تشنغتونغ: “….”


لي ليالي مبتسمًا ساخرًا :

“ كيف يمكن لشخص أن يكون دائمًا مشرقًا ومرحًا وجميلًا ؟ 

هذا ربما يكون ذكاءً اصطناعيًا، أليس كذلك ؟”

وأضاف:

“ أنا وافقت أن نجرب ، ليس فقط من أجل مزاياك ، 

فالإنسان له مميزات وعيوب ،،،

أتمنى أن تخبرني مباشرةً إذا أسأت فهمي ، وإذا لم تحب 

الحديث ، سأحاول التخمين .”


أنزل هوو تشنغتونغ عينيه ، 

وألقى نظرة على البطانية الموجودة على ساقيه ، 

وكان تعبيره معقدًا بعض الشيء


تتبع لي ليالي بابتسامة حازمة :

“ حسنًا .. توقف عن التمثيل ... 

لقد أثبت لك وجهة نظري ، والآن ، هل يمكنك أنت أن تثبت 

أنك تجاوزت الأمر ؟”


رد هوو تشنغتونغ بجدية :

“ أستطيع تقبل مزاجك السيء ، لكنني لن أقبل أبدًا أن تكون 

لديك مشاعر تجاه شخص آخر أثناء علاقتنا ، 

هذا مبدأ بالنسبة لي “


رفع هوو تشنغتونغ عينيه فجأة، وعيناه اللوزيتان الخاليتان 

من أي عدائية تلتمعان تحت الضوء بشكل مثالي، 


حدقتيه تلمعان بحيوية ونقاء ، مما جعل قلب لي ليالي يخفق بشكل مفاجئ


لكن ما لم يتوقعه ليالي أن هوو تشنغتونغ فجأة رفع البطانية ، 

وسحب بحركة واحدة حزام رداء النوم الناعم والخفيف


لي ليالي بقلق :

“ ماذا تفعل ؟”


ابتسم هوو تشنغتونغ ووضع يديه على كتفي ليالي وقال:

“ لي ليالي .. 

عندما يكون رجلان يحبان بعضهما على السرير، برأيك .. ماذا يجب أن يفعلوا ؟”



————-



لي ليالي ظل في حالة من الدهشة بعد الانتهاء من كل شيء



لم يتوقع أن تتطور الأمور إلى هذا الحد ——-


و أكثر ما أربكه هو سبب طريقة هوو تشنغتونغ في إثبات 

أنه قد تخلص من مشاعره تجاه جيانغ شو بطريقة ' لأجل الحب أُصبح ' المفعول به ' ( صفر / بوتوم ) '


رد هوو تشنغتونغ بابتسامة خفيفة :

“ لأنني أعتبر جيانغ شو صفر ( بوتوم ) ”


لكن لي ليالي ، الذي لم يعتاد على هذه الأمور ( لم يعتاد كونه توب ) ، 

على الرغم من أنه الطرف المبادر ، إلا أنه لم يحصل على زمام المبادرة طوال الوقت


لم يستطع كبح فضوله فسأل :

“ هل هذه هي المرة الأولى لك؟”

ثم شعر ببعض الإحراج وأضاف:

“ لا أقصد أي شيء ، فقط يبدو الأمر مختلفًا عما توقعت ، 

إن لم ترد الإجابة فلا بأس .”


هوو تشنغتونغ — ترك روب النوم مفتوحًا كاشفًا عن رقبة وصدره بوضوح ، التقط فنجان القهوة من الطاولة بجانبه، وشربه ببطء ، 

ثم نظر إلى ليالي وقال بهدوء :

“ إنه مؤلم جدًا "


تبدو ملامحه هادئة للغاية ، ولم يظهر أي ألم أثناء الجنس ، 

ولم يصدق لي ليالي ذلك حتى ساعده في تنظيفه ، 

عندها فقط —- أدرك أن هوو تشنغتونغ حقًا تألم


هوو تشنغتونغ تنفس بصعوبة وتمتم :

“من الواضح أنها المرة الأولى لك ! "




نظرًا للفوضى التي حدثت على السرير ، 

شعر لي ليالي بالحرج من أن ينادي الخادمة لتنظيف المكان ، 

فتردد قليلًا ثم قام بنفسه بتجهيز الملاءات والبطانية من جديد ، 


بينما هوو تشنغتونغ جلس ممسكًا بالقهوة ويدلك خصره المتعب ،

 يراقبه بهدوء —- و بعد لحظات ، 

أمسك هاتفه وحذف التعليق الذي أرسله لجيانغ شو


ربما لاحظ لي ليالي أنه حذف التعليق وربما لا ، 

لكن عندنا عاد الاثنان للتمدد على السرير ، 

فجأة عانق ليالي هوو من الخلف وقال بقلق:

“ تشينغتونغ … لا تتركني "


هوو تشنغتونغ تردد:

“ همم؟”


تابع لي ليالي وهو يخفف من توتره :

“ لا بأس إذا اضطررنا للانفصال ، لكنني آمل ألا ننفصل أبداً ”


لي ليالي يحمل نوعًا من التمسك التقليدي والحرج في التعبير ، 

مثل أن قبل العلاقة الحميمية ، يجب أن يكون هناك ارتباط رسمي ، 

وإذا لم يكن ممكنًا ، على الأقل وعد بالزواج موافقًا عليه —-


لذا —- في الماضي ، عندما سأله الآيدول الشاب إن كان مستعد ، كان يجيب أنه يجب الانتظار حتى الزواج ، 

رغم أن الآيدول لم يرضَى بالانتظار ، ولم يرغب في الزواج منه ، 

وربما اعتقد أن لديه مشكلة ما — فتركه


ولكن هذا كان مبدأ لي ليالي لنفسه ——


ومع ذلك ، عندما أزال هوو تشنغتونغ رداء النوم وجلس فوقه ، 

وبصوت ناعم قال “لي زو” ( السيد لي ) أصبح لي ليالي في 

حالة من الارتباك الشديد


لم يشعر من قبل أنه فقد السيطرة على نفسه بهذا الشكل


اكتشف أن هناك أشخاص لا يستطيع دفعهم بعيدًا عن نفسه


لكنه لم يكن يستطيع إجبار هوو تشنغتونغ على الزواج، 

فظل محبطًا بعض الشيء وقال له:

“ لا تتركني "

{ طالما أننا لم نفترق… 

سيأتي اليوم  المناسب للزواج .. }


هوو تشنغتونغ وهو يضحك بتعب:

“ أنت رائع حقًا لي ليالي … بعد أن نمت معي تريد أن تنفصل ؟ 

غدًا سأعلق على صورتك في الويتشات بأنك’رجل سيء‘ "


اطمئن لي ليالي وعانقه بقوة ، واحتضنه من عنقه وقبّله :

“ افعل ما تشاء يا أستاذ هوو تونغ "


النهاية


( فصل الاكسترا الي بعده نزلته الكاتبة مجاناً لكن ! عشان 

تحمس القراء يشترون الي بعده 😂😂😂

وترجمته لكم واذا شفتوا البقية مسربّين ارسلولي اترجمه لكم ) 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي